بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
العناية النبوية الخاصه التي وجهت الى سبط النبي وولده الحسن (عليه السلام)
إنّ العناية النبويّة الخاصّة التي توجّهت إلى سبطه وولده الإمام
الحسن عليه السّلام لم تكن أمراً مألوفاً، لا من قِبل النبيّ صلّى
الله عليه وآله مع بقيّة ولده من زوجاته، ولا من قِبل الناس مع
أولادهم وأحفادهم وأسباطهم. ورسول الله صلّى الله عليه وآله
إنسان إلهيّ، كلّ أفعاله وأعماله وأقواله منبثقة من العقائد والمعارف
الحقّة، ومن الحالات الروحيّة السامقة، ليس فيها هوى أو زيغ ـ
حاشاه صلّى الله عليه وآله ـ.
وليس يحبُّ النبيُّ صلّى الله عليه وآله إلاّ مَن أحبّه الله، ولا يدعو إلاّ
ما يرتضيه الله، ولا يُشغَف إلاّ بخاصّة خواصّ أولياء الله تبارك وتعالى،
وكان منهم: أخوه وابن عمّه عليّ بن أبي طالب، وابنته وبضعته
الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء.. ومنهم أيضاً سبطاه وريحانتاه من
الدنيا وحبيباه الحسن والحسين، فأحبّهم صلوات الله عليهم وشُغِف
بهم في الله؛ لأنّهم أحبُّ الخَلْق إلى الله، حتّى صارت محبّتُهم هي
محبّتَه، وبُغضُه بغضَه، وسلمُهم سِلْمَه وحربُهم حربَه، فهُم سلام
الله عليهم دمُه ولحمُه بل روحه. وحتّى صار الاعتقاد بولايتهم مصداقاً
للاعتقاد بولايته صلّى الله عليه وآله، وهو القائل مخاطباً عليّاً صلوات الله عليه
ـ كما ينقل الشيخ سليمان القندوزيّ الحنفيّ:
يا عليّ، مَن قتلك فقد قتلني، ومَن أبغضك فقد أبغضني، ومَن سبّك
فقد سبّني؛ لأنّك منّي كنَفْسي، روحك مِن روحي، وطينتُك مِن
طينتي. وإنّ الله تبارك وتعالى خلقَني وخلقك مِن نوره، واصطفاني
واصطفاك.. فاختارني للنبوّة، واختارك للإمامة، فمَن أنكر إمامتَك فقد أنكر نبوّتي.
يا عليّ، أنت وصيّي ووارثي، وأبو ولْدي وزوج ابنتي، أمرُك أمري،
ونهيُك نهيي. أُقسم بالذي بعثني بالنبوّة، وجعلني خيرَ البريّة..
أنّك لَحُجّةُ اللهِ على خَلْقِه، وأمينه على سرّه، وخليفة الله على عباده.
فسلامٌ عليه في مولدِه الأغرّ..
وسلامٌ عليه وعلى آبائهِ الغُرَر..
وسلام عليه شفيعاً لمحبّيه ومُواليه في الموقف الأعسر.
نسألكم الدعاء وبراءة الذمة
تعليق