المتتبع لاخبار القران الكريم يرى ان النهاية الماساوية لـ(ابرهة بن الاشرم ) واصحابه الذين قصدوا الكعبة المشرفة لهدمها وصرف الناس الى قصد كنيسة لهم بنوها في بلاد اليمن لما رأوا من تعاظم الوفود على الكعبة . المتتبع يرى ان النص القراني هنا اجمل امر هلاكهم في ارسال طير (ابابيل) ابادتهم عن اخرهم .
لكن لم توضح لنا الروايات الكثيرة في هذا المقام عن ماهية هذه الطيور ومانوعها الا اللمم صفته ومقدار اثار فعله على الجيش .
ومن هنا اختلفت الاراء في تفسير قوله تعالى (وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل) واختلاف الاراء كان ولم يزل لتعدد الروايات .. في هذه السطور جولة مع اهم اراء المفسرين والعلماء القديمة والحديثة مع وجهة نظر العلماء الطبيعين فيها .
في البدء لابد من معرفة معنى ابابيل ..
قال في اللسان (ابابيل جماعات متفرقة الواحدة (اباله) وهي الحزمة الكبيرة ، وعلى هذا شبهت الطير باجتماعها بالحزم وهو معروف وقال ابو عبيدة ابابيل مثل (عباديد) لاواحد لها والعباديد الفرق الذاهبة الى كل وجه . وقال الكسائي واحدها ابول... وهي اما للتعظيم لانها من الاعاجيب او للتحقير لانها كانت صغار الجثة .
ولاباس بنقل الروايات الوارده في اشكال هذه الطير التي ذكرها شيخنا الطبرسي في المجلد الخامس / الجزء العاشر من تفسيره الكبير مجمع البيان .. قال ابن زيد انها كانت طيرا اخرجت من البحر واختلفوا في لونها فقيل كانت بيضاء وقيل سوداء وقيل خضراء لها خراطيم كخراطيم الطير واكف كالكلاب .
وروي من سجيل أي من طين متحجر قال عكرمة : كات ترميهم بحجارة معها فاذا اصاب احدهم خرج به الجدري . وقيل كان الحجر اذا وقع على الفارس اهلكه ... وهذه اشهر الاراء القديمة التي قبلت في التفسير الاية وكلها تدل على عظمة الاعجاز الالهي في اهلاكهم . اما في العصر الحديث عصر الذرة والانترنت فقد حاول الكثير من العلماء المفسرين ان يحملوا الايات القرانية على اخر الاكتشافات العلمية .
وبما يخص موضوعنا حدثت ضجة كلامية ذات اراء فكرية في بداية العقد التسعيني من القرن المنصرم .. مفادها هل ان الطيور (ابابيل) ميكروبات وهل يحتمل ذلك ؟
ان اول من اشار الى هذا الامر مجمد فريد وجدي في دائرة معارفه ناقلا هذا الرأي عن بعض علماء العصر وبعدها كتبت عدة مقالات في العديد من المجلات والصحف مثل العربي والسفير اللبنانية تتفق ولو ببعض الوجوه مع اراء وجدي . ونقل وجدي لاثبات ادلته على هذا الراي بعض الروايات كمقدمة لطرحه النظري هذا (منها) رواية عن عكرمة : انها (أي ابابيل) كانت ترميهم بحجارة معها فاذا اصاب احدهم خرج به الجدري . والاخرى عن عمر بن المرس بن يعقوب عن ابيه قال : ان الطير قد رمت الحجارة كانت تحطمها في افواهها ثم اذا القتها نفط لها الجلد .
قلنا : بغض النظر عن صحة اسانيد الروايتين فبالامكان ان تصلح كمؤشر علمي تنبؤي بعيد المدى لفهم الاية المباركة .
وقال في المجلد الاول ص33 ومابعدها من دائرة معارفه .. وقد يذهب بعض علماء العصر ان هذه الطيور عبارة عن مكروبات حملت اليهم الطاعون او البعوض حمل اليهم الحميات الخبيثة او مكروبات الجدري وليس في الاية مايمنع هذا المعنى فيتفق المنقول مع المعقول ونحن (كلامه) نميل الى هذا الرأي ونؤيده ولاسيما وليس من مانع لغوي ولاعلمي يمنع من ان الله يريد بالطير (المكروبات) وكثيرا مايتفشى الطاعون في الجيوش فيردها على اعقابها قلنا .. وهذا دليل نظري او يقول اخر هو نظرية في طور الامكان وربما كتب لها نصيب من الصحة والقبول وربما العكس ولكن للامانة العلمية بقي علينا القول : اذا جاء احد الباحثين بدليل علمي مقبول وذلك عن طريق التجارب العلمية بان هنالك مكروبات او فايروسات للطاعون او الجدري او غيرهما من الامراض الفتاكة بسرعة كان لهذه النظرية نصيب كبير من القبول لدى اوساط المتعلمين فضلا عن عامة الناس .. وما فعل العالم (بلهارس) الذي اثبت في بحوثه التي اجريت في مصر : ان كثيرا من المصريين مصابون بمرض البلهارسيا وانه يستنفذ قواهم منذ قديم الزمان ودليله على ذلك انه بعد البحث عثر على بيض البلهارسيا متحجرا في احد الموميات المصرية (راجع المعرفة مجلد 14 ص 2528)
ولذا يبقى رأي وجدي وغيره مجرد نظرية لكن قد تشغل او تسد بعض الفراغ في اللغز المحير والسوال الذي طرحه الكثيرون ..
ماهي الابابيل وكيف يتم فهمها من وجهة النظر العلمية الحديثة ؟
لكن لم توضح لنا الروايات الكثيرة في هذا المقام عن ماهية هذه الطيور ومانوعها الا اللمم صفته ومقدار اثار فعله على الجيش .
ومن هنا اختلفت الاراء في تفسير قوله تعالى (وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل) واختلاف الاراء كان ولم يزل لتعدد الروايات .. في هذه السطور جولة مع اهم اراء المفسرين والعلماء القديمة والحديثة مع وجهة نظر العلماء الطبيعين فيها .
في البدء لابد من معرفة معنى ابابيل ..
قال في اللسان (ابابيل جماعات متفرقة الواحدة (اباله) وهي الحزمة الكبيرة ، وعلى هذا شبهت الطير باجتماعها بالحزم وهو معروف وقال ابو عبيدة ابابيل مثل (عباديد) لاواحد لها والعباديد الفرق الذاهبة الى كل وجه . وقال الكسائي واحدها ابول... وهي اما للتعظيم لانها من الاعاجيب او للتحقير لانها كانت صغار الجثة .
ولاباس بنقل الروايات الوارده في اشكال هذه الطير التي ذكرها شيخنا الطبرسي في المجلد الخامس / الجزء العاشر من تفسيره الكبير مجمع البيان .. قال ابن زيد انها كانت طيرا اخرجت من البحر واختلفوا في لونها فقيل كانت بيضاء وقيل سوداء وقيل خضراء لها خراطيم كخراطيم الطير واكف كالكلاب .
وروي من سجيل أي من طين متحجر قال عكرمة : كات ترميهم بحجارة معها فاذا اصاب احدهم خرج به الجدري . وقيل كان الحجر اذا وقع على الفارس اهلكه ... وهذه اشهر الاراء القديمة التي قبلت في التفسير الاية وكلها تدل على عظمة الاعجاز الالهي في اهلاكهم . اما في العصر الحديث عصر الذرة والانترنت فقد حاول الكثير من العلماء المفسرين ان يحملوا الايات القرانية على اخر الاكتشافات العلمية .
وبما يخص موضوعنا حدثت ضجة كلامية ذات اراء فكرية في بداية العقد التسعيني من القرن المنصرم .. مفادها هل ان الطيور (ابابيل) ميكروبات وهل يحتمل ذلك ؟
ان اول من اشار الى هذا الامر مجمد فريد وجدي في دائرة معارفه ناقلا هذا الرأي عن بعض علماء العصر وبعدها كتبت عدة مقالات في العديد من المجلات والصحف مثل العربي والسفير اللبنانية تتفق ولو ببعض الوجوه مع اراء وجدي . ونقل وجدي لاثبات ادلته على هذا الراي بعض الروايات كمقدمة لطرحه النظري هذا (منها) رواية عن عكرمة : انها (أي ابابيل) كانت ترميهم بحجارة معها فاذا اصاب احدهم خرج به الجدري . والاخرى عن عمر بن المرس بن يعقوب عن ابيه قال : ان الطير قد رمت الحجارة كانت تحطمها في افواهها ثم اذا القتها نفط لها الجلد .
قلنا : بغض النظر عن صحة اسانيد الروايتين فبالامكان ان تصلح كمؤشر علمي تنبؤي بعيد المدى لفهم الاية المباركة .
وقال في المجلد الاول ص33 ومابعدها من دائرة معارفه .. وقد يذهب بعض علماء العصر ان هذه الطيور عبارة عن مكروبات حملت اليهم الطاعون او البعوض حمل اليهم الحميات الخبيثة او مكروبات الجدري وليس في الاية مايمنع هذا المعنى فيتفق المنقول مع المعقول ونحن (كلامه) نميل الى هذا الرأي ونؤيده ولاسيما وليس من مانع لغوي ولاعلمي يمنع من ان الله يريد بالطير (المكروبات) وكثيرا مايتفشى الطاعون في الجيوش فيردها على اعقابها قلنا .. وهذا دليل نظري او يقول اخر هو نظرية في طور الامكان وربما كتب لها نصيب من الصحة والقبول وربما العكس ولكن للامانة العلمية بقي علينا القول : اذا جاء احد الباحثين بدليل علمي مقبول وذلك عن طريق التجارب العلمية بان هنالك مكروبات او فايروسات للطاعون او الجدري او غيرهما من الامراض الفتاكة بسرعة كان لهذه النظرية نصيب كبير من القبول لدى اوساط المتعلمين فضلا عن عامة الناس .. وما فعل العالم (بلهارس) الذي اثبت في بحوثه التي اجريت في مصر : ان كثيرا من المصريين مصابون بمرض البلهارسيا وانه يستنفذ قواهم منذ قديم الزمان ودليله على ذلك انه بعد البحث عثر على بيض البلهارسيا متحجرا في احد الموميات المصرية (راجع المعرفة مجلد 14 ص 2528)
ولذا يبقى رأي وجدي وغيره مجرد نظرية لكن قد تشغل او تسد بعض الفراغ في اللغز المحير والسوال الذي طرحه الكثيرون ..
ماهي الابابيل وكيف يتم فهمها من وجهة النظر العلمية الحديثة ؟
منقول عن مجلة الكوثر الشيعية العراقية
تحياتي
تعليق