إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحال: ماشٍ أم واقف؟!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحال: ماشٍ أم واقف؟!!!

    اللهم صل على محمد وآآآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ,,

    الحال: ماشٍ أم واقف؟!!!

    حين يسألنا أحد عن أحوالنا نتسارع الى الرد بالقول: “ماشي الحال”، أو: “الأحوال ماشية”، وصار هذا الجواب أشبه باللازمة التي تقال ما ان يطرح سؤال من نوع: كيف حالك؟ أو ما هي أخبارك؟ نقول ذلك وفي ذهننا الإشارة الى ان أمورنا ليست سيئة تماماً ولكنها ليست جيدة تماماً، أو ليست جيدة على الاطلاق، لكنها لا تبلغ درجة يمكن ان نصفها بالقول انها سيئة، فنجد في “ماشي الحال” مخرجاً لغوياً أو تعبيرياً ملائماً نلجأ اليه في الغالب بصورة لا إرادية، أو عفوية لوصف حالنا. وأذكر في هذا السياق اغنية للفنان زياد الرحباني تقول في أحد مقاطعها: “أي حال بدك يمشي.. ليش انت تركتي لي حال؟”، وهي احد التنويعات الطريفة الذكية التي اعتدناها عند زياد الرحباني في “لعبه” على المفردات أو التراكيب اللغوية السائدة أو المتداولة، في أسلوب ساخر قلما نجد نظيره.



    ولو أمعنا التفكير بعض الشيء لوجدنا ان القول ان “الحال ماشي” تعبير أقرب الى التوصيف الايجابي منه الى السلبي، فكون الأمور ماشية، فذلك دليل انها تتحرك، وكون الأمور تتحرك فهذا يفيد انها ليست واقفة، “ففي الحركة بركة” كما يقال عادة. وعلى العكس من ذلك، فإن تبلغ الأمور درجة ان تكون واقفة، فذلك يعني انها لم تعد على ما يرام على الاطلاق، وانها بحاجة الى دفعة كيما تتحرك.



    لكن من النادر ان يقول أحدنا ان الأمور واقفة للإشارة الى انها سيئة، فما ان تبلغ هذا المبلغ فإننا لا نتردد في الإجابة عند سؤالنا عن أحوالنا في القول انها سيئة أو ليست على ما يرام.



    ولأن الاستخدامات اللغوية تعبر عادة عما هو مستقر في تفكير الناس وسلوكهم من قيم وعادات، حتى لو لم نكن نعي ذلك جيداً، حتى لو كان ذلك ينطلق من عقلنا الباطن أكثر من انطلاقه من حاسة التفكير النشط الحاضرة، فإنني أحسب بأن توصيف الحال بأنه “ماشي” ينطلق من الوعي بأن الحياة كمجرى موضوعي للأحداث والأنشطة تمشي بصرف النظر عن الحال التي نحن فيها بوصفنا أفراداً أو ذوات مستقلة. الحياة لن تتوقف لأن أحدنا حزين أو عليل أو ناقم أو محبط، انها تسير غير عابئة بنا وبما يمور في دواخلنا من أحاسيس ومشاعر وما يعصف بأذهاننا من أفكار أو تأملات. ومن دون أدنى استخفاف بالمقولة الفلسفية الكلاسيكية التي تقول: “الوعي الاجتماعي يحدد الوعي الاجتماعي”، فإن الأمر في الحالات الفردية، أو في الحالات المستقلة للأفراد يبدو مختلفاً. نحن من نرى الحياة حلوة لأن مزاجنا في تلك اللحظة حلو، ونحن من يراها ليست كذلك أو على النقيض من ذلك لأن مزاجنا في لحظة أخرى لم يعد طيباً. مشاعرنا الفرحة، المبتهجة هي ما يضفي على الحياة البهجة، ومشاعرنا الحزينة، المحبطة هي التي تجعل الحياة باعثة على الكآبة. أما الحياة نفسها فتسير على منوالها المعتاد، وفق قوانينها الصارمة غير آبهة بنا ولا بما نحن عليه


    نسألكم الدعاء
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
11 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X