التدهور الإقتصادى يعد من أهم الأسباب الرئيسية لتأخر سن الزواج .. فالجرى اللاهث وراء التحصيل العلمى والشهادات والمؤهلات، من ناحية قد يكون ذلك إرضاء للطموح الشخصى ولكن من ناحية أخرى نجده الخطوة الأولى والتى تؤهل الشاب والفتاة لأجل تكوين دخل خاص لنفقاتهما ومن ثم قد يؤهلهما لبناء أسرة .. وقد هذه تعنى الكثير .. فمع إزدياد وفود العمالة الأجنبية وتدنى الرواتب والمستوى المعيشى فى الوقت الذى تزداد الحياة غلاء .. وهذا ما يدفع الفتاة لترك دورها الأساسي لتتجه لبناء وتأسيس الدعائم الأساسية والتى قد تؤهلها لبناء وإعالة أسرة .. فالكثير هم الشباب الذين يبحثون عن الفتاة العاملة التى تركت البيت لتشترى كرامة معيشتها فى حياة أنتشرت فيها أبشع أساليب القهر والقمع الناتجين من الفقر والذين أودوا بالمجتمع الى أبواب الفساد وقضبان الإجرام ..

ثم يأتى الجانب الإجتماعى والتفوت الطبقى فى المجتمع ليضع القيود الأخرى كغلاء المهور ومتطلبات الزواج .. فلم يعد الأهل واقعيين ليدركوا بإن المجتمع قد تغير كثيرا عما عايشوه فى مرحلة شبابهم .. فيظلمون الشاب والفتاة حين يطلبون أرقى الصالات والحفلات وأغلى المهور والمجوهرات ، متناسين بأنهم بكل هذا إما يتركون فى نهاية المطاف زوجين أو بالأصح زوج تثقل كاهله الديون وزوجة مضطرة للعمل ربما على حساب عائلتها وراحة زوجها أو إنهم ينهون المسألة كلها بحرمان فتاتهم وشابنا من الزواج .. فالبعد المادى وقد قضم جدار البعد الدينى أودى بالكثير من الزيجات والتى كانت من الممكن أن تكون ناجحة جدا الى زيجات فاشلة أو زيجات كادت تكون محتملة الوقوع..
ناهيك عن النتائج المترسبة من تأخر سن الزواج فى مجتمع سادته المغريات وتفننت حبائل الشيطان لأجل الوقوع بفتوة مجتمعنا من الشباب والفتيات لينتشر الفراغ والجوع العاطفى والجسدي مع وجود الأسلحة الفتاكة كالأنترنت والتلفزيون والهواتف المحمولة فى أيدى شباب وجودوا خيوط اليأس قد تسللت الى قلوبهم فى حلم الحصول على حياة مستقرة آمنة أساسها الزواج .. فأنتشرت مظاهر الفساد وأصبح شبابنا أكثر إستهتارا وولعا وراء شهواتهم وأهوائهم فيما تتفنن فتياتنا بفنون الإغراء لأجل الحصول على زوج وفى الحالات اليائسة ستقبل الفتاة بأى زوج وقد ترضخ أهلها للقبول .. ومن هنا أختلفت كل المفاهيم وأنقلبت الموازين وبدأ التلاعب بالشرع والدين لأجل التناسب وأهواء الشباب والفتيات .. حتى عد الحرام حلالا .. كأحاديث الدردشة على الأنترنت والتلفزيون وأحاديث الهواتف الليلية واللقاءات البعيدة عن العيون.. كلها تبدأ بمررات يقنع به الشاب والفتاة انفسهم بإنها لا تخالف الشرع ولا تمس الدين كالعلاقة المتطورة من علاقة زميل بزميلته مثلا فى العمل أو الجامعة للتحول الى صداقة تعنون بإنها بريئة !! ثم تتحول الى علاقة حب !! وثم قد تمتد لتصبح أبعد من ذلك بكثير بحيث لا يمكن اللحاق بها وإيقافها ..

والسؤال من المسؤول وراء إنحراف المجتمع؟
هو المسؤول وراء تأخر سن الزواج وتفاقم ظاهرة العنوسة
الإقتصاد
ومن يحكم إقتصادنا ؟

أترك لكم حرية التعليق ..

وفى الختام قد لاتكون مشاركتى أبعم من وجهة نظر خاصة

وشكرا لطرح الموضوع

الكوثر

بارك الله بك أختي الفاضلة الكوثر على هذا الرأي والتحليل الجميل لواقع مجتمعنا العربي والإسلامي ..

شكرا جزيلا على المداخلة .. وننتظر المزيد من الآراء الكريمة من بقية الأعضاء الكرام .

أخوكم
منتظر المهدي