إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مواعظ و نصائح من آية الله مكارم الشيرازي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مواعظ و نصائح من آية الله مكارم الشيرازي

    مواعظ


    إن المسيرة الشائكة و المعقدة للسير و السلوك و الطريق العويص للحركة اِلى الله المليئى بالمطبات و ان اِنطوى على تجليات لكل منزل و أمد السالك بالمناظر الخلابة و الشهود الذي يأخذ بمجامع القلب من خلال الحضور و المعرفة و اليقين المؤنس في عالم الشهور و اليقظة أو على الاقل في عالم الرؤيا الصادقة.

    الا أن تلك التجليات و هذه المناظر انما تبلغ ذروتها حين يشسيب السالك في هذه المنازل البعيدة و يطوي مراحل و سني نضجه النهائية و ذلك لأنه:

    أولا: يكون قد تحمل في هذه المنازل أقسى المعاناة في مسيرة السلوك اِلى الله المضنية على ضوء «يا ايها الإنسان اِنك كادح اِلى ربك كدحا فملاقيه».(1). و في الذب عن حريم الرب و صون دينه، و من الطبيعي أن يتضاعف حظه بلقاء الرب كما يزداد رؤية لجمال المحبوب.

    ثانياً: اِزدياد سعته الوجودية في هذه السنين باضعاف عما كانت عليه في مراحله السابقة. و طالما كان الفيض يتناسب و السعة و الاستعداد فان بركات السماء ستنال أكثر أرض كيانه الخصبة.

    ثالثاً: اِزدياد سعته الوجودية في هذه السنين باضعاف عما كانت عليه في مراحله السابقة. و طالما كان الفيض يتناسب و السعة و الاستعداد فان بركات السماء ستنال أكثر أرض كيانه الخصبة.



    ثالثاً: إنه سيصبح في نضجه هذا ينبوعا من التجارب; تجارب الغدر و الخيانة لطلاب الدنيا، تجارب الفشل اليناءة و الموقظة، تجارب السراب الفارغ «سراب يحسبه الظمان ماءً»(1) و تجارب الغرور «ما الحياة الدنيا اِلامتاع الغرور».(2) و المظاهر الزائفة للدنيا الدنية «كل شيىء من الدنيا سماعه أعظم من عيانه...»(3) و هي التجارب التي اِنفتح عليها بكل كيانه و لمسها بنفسه و حياته أو في حياة الاخرين. و مما لاشك فيه أن مثل هذه التجارب تسوقه اِلى الانقطاع عن كافة ألوان السراب و مظاهر الفناء و تنأى به بعيدا عن التبعة و التعلق الدنيوي و تشده نحو الجيب الباقي الذي يأبى القتاء «كل شيىء هالك الا وجهه».

    و من البديهي أن العناصر الثلاث المذكورة (و بعض العناصر الاخرى) اِنما تضفي صبغة أخرى على صدق الرؤيا و حقانية الحضور و الشهود و بهجة يقين السالك و معارفه و تمنحه شدة و قوة في هذا التكامل و النفج و النقاء، و يكن أحدهما في النصائح و المواعظ.

  • #2
    نصائح

    إن ذلك «الكدع» و الجهد الدؤوب الذي تحمله المؤمن السالك في سبيل إحياء دين الله و مذهب اَهل البيت، و تلك السعة الوجودية الشاملة و الانقطاع الكبير الذي حصل له، انما ينطوي على شعور و حكمة و أحقية و بغض النظر عن اِنعكاس هذه المعاني بوصرة عامة على بيان المؤمن السالك و قلمه (بحيث يصبح لأدبه و نثره وقع و رسالة كما يفعم نظمه بالمعرفة و الحكمة و ستعرض لهذا الأمر بالتوضيح في البحث القادم) و لا سيما بالنسبة لنصائحه و مواعظه التي ستكتسب طعما و نكهة خاصة; الامر الذي سيؤدي اِلى عمق نفوذه و تجذر نصحه، و لا عجب قستنطلق تصائحه في هذا المرحلة من العمر من شغاف القلب مستندة إلى الصدق و الشفقة، و عليه فهي لا تعرف معنى للتكلف و اللف و الدوران، كما ستبتعد عن التصنعات اللفظية و العبارات الحشوية التي تفتقر اِلى الفصاحة و البلاغة التي تجعل القارىء أو المستمع يعاني الأمّرين من أجل فهمهما و الوقوف عليها. و الان و بعد هذه المقدمة القصيرة إذا أردت أن تصدق هذه الحقيقة و تغسل روحك المتعبة بانهمار دموعك على غرار كاتب هذه السطور و تظمىء نفسك العطشى بالعذب الفرات، هلم اِلى مواعظ الاستاذ و أعر روحك ما تخطه لك سطوره و حروفه! لتضع نفسك من خلال قراءة رسالته الوعظية في مسير القرب الالهي، و اخلع عن قلبك التعلق بالمقامات المادية التي لا تعدل شيئا من خلال معاني التقوى و الورع و اِياك الغفلة عن» دور التجارب» و تدارك ما يدر منك، ثم اِعلم بان عليك أن تخطو كل يوم خطوة جديدة و تستشعر قلبك السكينة و الطمأنيتة بمجابهة الوساوس، و تحر ضالتك المنشودة و اطرح عن عينك حجاب الانانية و غشاوة الذات الحجاب الاعظم! ثم أقبل على زمزمة العشاق و اقتد باولياء الله فاعرب عن فقرك و نبعيتك المطلقة للذات الاحدية القدسية و اجهد نفسك في اِجتياز العقبة الاخيرة المتمثلة بالشرك و الرياء: «بالاقتباس من كتاب نصف قرن في خدمة مذهب أهل البيت(عليه السلام) لحجة الاسلام و المسلمين أحمد القدسي».

    رسالة الوعظ بقلم الاستاذ

    إن كثيرا من الاخوة الاعزاء و لا سيما الفتية غالباً ما ينثاد و نتا تقديم النصيحة و الموعظة حين نلتقيهم ليستضيئوا بها في مسيرتهم فيجدون السير إلى الله (ظنا منهم بانا سلكنا هذا الطريق و قد خبرنا أزقته و منعطفاته و ليت الأمر كان كذلك); ولكن حيث لكل حادثة و لكل سؤال جواب و النهي عن نهر السؤال و لا سيما اِذا اِنطلق من أصحاب الايمان الذين يبحثون عن الحق و يلتمسون السبيل، فقد آلينا على أنفسنا تقديم هذه البضاعة المزجاة بالاستعانة بآيات القرآن الكريم و كلمات الائمة المعصومين(عليه السلام) و فيوضات أولياء الدين و ما استفدته من تجار بي، سائلا الاخوة خالص الدعاء بعد دعائي لهم بالخير و التوفيق:

    1- التقوى

    بادىء ذي يدء أوصي نفسي و جميع الاعزة بالتقوى حصن الله الحصينة و قلعته الرصينة فانها الزاد اِلى يوم المعاد بل هي «خير الزاد اِلى خالق العباد»; التقوى التي تخترق أعماق قلوبنا فتطبعنا بطابعها و صيغتها الالهية «و من أحسن من الله صبغة...» التقوى التي تبلور اِرادتنا و تبين لنا معالم طريقنا فتنير أمامنا السبيل و تأخذ بايدينا اِلى الهدف السامي النبيل، التقوى التي تشكل الركن الركين و السند المتين و تربطنا بالحق المبين و تفيض علينا مقام العبودية لتصدع أرواحنا من الاعماق «اِلهي كفى بى عزا آن اَكون لك عبدا، و كفي بي فخزا أن تكون لي ربّا».(4)

    2- المقام المادي أقل شأنا مما نظن

    أيها الاعزة الاحبة! لقد خبرت بما عمرت مرارة الدينا و شظفها و رأيت مطابها و عوائقها و چربت عزتها و ذلتها و فقرها و غناها حتى لمست بكل كياني حقيقتها ما صورها القرآن «و ما الحياة الدينا الامتاع الغرور».(5) أجل الدنيا دار الغرور و هي أقل شأنا و أفرغ مضمونا مما نظن و نعتقد. فقد قال فيها الثاعر:

    ألا إنما الدنيا كظل غمامة *** أظلت يسيرا ثم خفت فولت

    ظل الغمام، و أحلام المنام، فما *** تدوم يوما لمخلوق على حال

    بل ليس لها من مفهوم لولا الايمان بتلك الدار، و بدونها تفقد حتى هدفها و وجودها. أقولها بحق لم أر فيها طيلة حياتي من قيمة سوى كونها ممرا اللحالات المعنوية و المثل الانسانية، و الا فقيمها المادية ليست سوى سراب، و أهلها نيام و مشاربعها اِلى زوال و ليس للانسان من نصيب فيها سوى المرارة و المعاناة. فصبية الأمس فتية اليوم، و فتية اليوم كهول الغد، و ليس للكهول سوى الرقود في التراب، فهي ليست كما قالوا و صوروا! كلما مررت ببعض دور كبار العلماء أو رجالات و شخصيات الأمس القريب تداعت اِلى ذهني تلك الايام التي كانت تغص بها هذه الدور بالمراودة و الذهاب و الاياب، فما أعظم الضجيج حينها و شدة الزحام، و ما أكثر الانظار التي كانت تشد اِليها; الا انها اِكتست اليوم حلة غبار النسيان فلم تبق الا اَطلالها تعيش الصمت و السكوت: فتقرع سمعي كلمات أمير المؤمنين على(عليه السلام) في نهج البلاغة و هو ينعي بالاسى عمارها «فكأنهم لم يكونوا للدنيا عمارا و كأن الاخرة لم تزل لهم دارا».(6) ثم نلتفت يمينا وش مالا فاذا برفاق الامس و قد اِحدودبت ظهورهم و أمسوا بعصاهم، فاذا برفاق الامس و قد اِحدودبت ظهورهم و أمسكوا بعصاهم، فاذا ساروا بضع خطوات توقفوا عن السير ليلتقطوا أنقاسهم فيواصلوا مسيرتهم، فأتأمل صورة شسيابهم، كيف كانت قامتهم مستوية و هامتهم عالية؟ كيف كان نشاطهم و حيوبتهم؟ كيف كانت ضحكاتهم و قهقهاتهم؟ لاخير الويم سوى التراب و الغبار الذي أكلح وجوههم و عص نظارتهم فابد لهم حزنا و هما كأنهم لم يعيشوا السرور لحظة. و هنا استشعر بكل كياني هتاف الحق «و ما هذه الحياة الدنيا اِلا لهو و لعب»(7); الحقيقة التي أعتقد بان الاخرين اِذا بلغوا سني سيعشوها اِذا توقفوا و تأملوا. فاذا كان الامر كذلك و هو كذلك، فما معنى هذا التكالب و التضحية بالفالي و النفيس من أجل المال و المقام و الحياة و الجلال؟ و لمن هذا الجمع؟ من أين نشأت كل هذه الغفلة؟ و لا سيما في دنيانا المعاصرة التي أخذت تحث الخطى سريعا نحو التغير و التبدل. اِننا نعرف الاسر التي كانت بالامس مجتمعة تعيش آمالها و أحلامها، و لم يعد لها اليوم سوى التشتت و الفرقة، فهذا في أمريكا، و ذلك في أوريا، و الاخر في ذلك البلد و قد خلت الدار الا من عجوزين يعيشان الوحدة و الغربة، و ربما تمر عليهم الشهور دون سماع خبر عن أولادهم و لا العكس. فتتبدد دهشتي حين اَتذكر قول المعصوم(عليه السلام): «إن شيئا هذا آخره لحقيق اَن يزهد في اَوله»(8) و أشد الرحال أحيانا لزيارة القبور و لا سيما مقابر العلماء و الفضلاء. فيأخذني الذحول! لقد اِضطجع هنا الكثير من الاصحاب و الاحبة، ما زلت أتمثل في الذاكرة وجوههم، فاغوص في أعماق ماضي التأريخ و اتساءل مع نفسي، لعلي الان أرقد بينهم الا أني أظن باني على قيد الحياة، فاتذكر قول الشاعر:

    كل فتى و اِن طالت سلامته *** لابد يوما على آلة الحدباء محمول

    3- دور التجارب!

    أيها الاعزة ، ليست الحياة سوى تجربة; التجربة التي تصلح ما يفسده الانسان و تعلمه كيف بعيش الحياة بصورة أحسن; التجربة التي تري الانسان حقائق الحياة و تجلي عن عينه كل لبس و ابهام و هنا ينشد أهل الحجى مزيدا من الحياة لنيل الكثير من التجارب. و لكن لايبدو و ذلك ضروريا، فقد اَوجز الامام علي(عليه السلام) ذلك الطريق لولاده الحسن المجتبي(عليه السلام) حين أوصاه قائلا: «أي بني! إني و إِن لهم أكن عمرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم، و فكرت في أخبارهم، و سرت في آثارهم، حتى عدت كأحدهم بل كأني بما إنتهى إلي من أمورهم قد عمرت مع أولهم اِلى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، و نفعه من ضرره...».(9)

    أيها العزيز! عليك بالاهتمام المتزايد بما ورد في القرآن الكريم بشأن تأريخ الانبياء و الاقوام الماضية من بين جميع التواريخ، فقد اِنطوى على حقائق عظيمة شستى فهم الادلاء على الطريق و سالكوا السبيل اِلى الله، الا ان هناك عمي البطائر من اَهل العناد الذين يصرون على تجربتهم لكل شيىء بانفسهم، و لا يعلم لم هذه الممانعة في الانفتاح على تجارب الاخرين، و الحال قد أوجز هؤلاء زهرة تجارب أعمارهم في بضعة سطور أو عدة و ريقات، في حين لم يتعرف هؤلاء الجهال لحد الان على ما يصطلح عليه بالتجربة حتى و دعوا هذه الدنيا القانية بكل سذاجة و بساطة!

    أيها العزيز! لاتكن كذلك، و كن من أولي الحجى و الالباب الذين و صفهم القرآن بقوله: «لقد كان في قصصهم عيرة لاولي الالباب»(10) و عليك. بمطالعة سير السلف من العلماء و الفضلاء و كبار العلم و الادب و أهل التقوى من السالكين اِلى الله، فقد حوت عجائب الامور و نفائس الشؤون، و قد أمدتني مطالعتها بما لا يحصى من التجارب.

    4- تدارك الاخطاء

    الخطوة الاخرى تكمن في نظرنا اِلى الانسان على أنه ليس بمعصوم و يصدر منهم الزلك و الخطأ. و المهم هو أن يهب هذا الانسان لا صلاح ما يفرط منه دون الاصرار على الذنب و المعصية و الابتعاد عن العصبية، و يعلم أن من أعظم أخطائه افما يكمن بحسن ظنه الاكاذب بنفسه و غضه طرفه عن أخطائه و ذنوبه! و اعلم أن باب التوبة كان مفتوحا حتى للشيطان رغم اِرتكابه لتلك المعصية العظيمة و اعتراضه على حكمة الله و امتناعه عن السجود لآدم فيما لو طرح عن نفسه حجب العصبية و اللجاجة التي غطت عقله و ساقته نحو الكبر و الغرور. الا ان غروره و كبره لم يقده اِلى عدم التوبة و الاناية فحسب، بل جعله شريكا في الذنب لجميع العصاة الاثمين، و ياله من حمل ثقيل ليس لأحد طاقة اِحتماله! و من هنا وصفه أمير المؤمنين(عليه السلام) في خطبته المعروفة بالقاصعة «فعدو الله اِمام المعصبين و سلف المستكبرين»(11)

    ثم يعظنا(عليه السلام) بالاعتبار بحاله و كيف ضحى بصيادته لالاف السنين بتلك اللحظة التي اِستحوذ عليه فيها الكبر و الغرور حتى طرد من حظيرة الملائكة ليهوى في أسفل السافلين.

    أيها العزيز! اِن بدر منك سوءا اِو اِرتكبت خطيئة فكن شيجاعا في الاعتراف بذلك عند الله، ثم قل: اِلهي لقد أذنيت فاعفو عينى و اقبل عذري و خلصيتى من حبائل الشيطان و أهواء النفس فانك غفار الذنوب و اَرحم الراحمين. فهذا الاعتراف يهبك السكينة و يعبد لك طريق الصلاح و القرب من الله. ثم اِجهد في اِصلاح ما بدر منك، و اعلم أن هذا الجهد سوف لن يسيىء اِلى مقامك فحسب، بل سيرفع من قيمتك روزنك. فالطريق اِلى الله لايعرف الكبر و الغرور و اللجاجة، و لعل هذه هي الرذائد التي حالت دون سير الكثيرين ممن كان لهم أن يصبحوا رواد هذا الطريق حتى اِنحدروا اِلى وادي الحيرة و الضلال. فالكبر و الغرور و اللجاجة لا تعتبر من الموانع الاصلية لصنع النفس و تهذيبها، بل عن وصولها اِلى المقامات العلمية العالية و نيل انجاحات الاجتماعية و السياسية، فغاليا ما يعيش مثل هؤلاء الافراد في عالم مليىء بالوهم و الخيال ثم يموتون في نفس هذا العالم! و العجيب أنهم عادة ما يفتشون في الخارج عن أسباب فشلهم و اِحباطهم، و الحال اَن جذور بوسهم و شقائهم انما هي متأهلة في داخل وجودهم، فلا يزيدهم ذلك البحث و التفتيش الا ضلالا و بؤساً و حيرة.

    5- كل يوم خطوة على الطريق

    ايها الاعزاءا اِن النمو و التطور يعد من أبرز مقومات الكائن الذي يفيض بالحياة، فاذا توقف ذلك النمو اِقترب هذا الكائن من لحظة موته، و اِذا عاش هذا اكائن على شقا الانحطاط فان الموت التدريجي البطيئى أخذ يدب في كيانه، فهذا هو القانون الذي يحكم الحياة المادية و المعنوية للفرد بل للمجتمع (لابد من التأمل) و على هذا الاساس فلا بد من القول: إذا لم نتقدم لك يوم خطوة اِلى الامام و لم نتكامل على مستوى الايمان و التقوى و الاخلاق و الادب و العفة و الطهر فاننا نكون على خسر عظيم و قد ظللنا الطريق و علينا الانتباه و العودة اِلى الذات. و قد ورد عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام) بهذا الشأن قوله: «من اِستوى يوماه فهو مغبون»(12)

    «و من كان في نقص فالموت خير له»(13) و منا هنا نرى العارفين بالله و السالكين الطريق اِلى الله يصبحون بـ «المشارطة» و يقضون نهارهم في «المراقبة» ثم يتبعوها «بالمحاسبة» و يمسون بـ «المعاقبة» حذرا من الغفلة فان رأوا في أعمالهم ما يشوبها من عيب و نقص نهضوا لتداركه و بذلك ينفتحون كل يوم على آفاق جديدة من أنوار الحق الالهي ليعيشوا على غرار اَصحاب الجنة نعمه و آلائه سبحانه بكرة و عشيا «و لهم رزقهم فيهم بكرة و عشيا»(14). و عليه فلا تغفل عن نفسك أيها العزيز طرفة عين حتى لاتصاب بالخسران في متجر هذه الدنيا التي تقايض فيها رأس مالك من العمر بما يعدله من المثل و القيم العليا، فلك أن تتزود بما تشاء فلا تكون مصداقا «اِن الانسان لفي خسر»(15)اِياك و الغفلة عن محسابة النفس ، فحاسيها كل شهر و كل يوم قبل أن تحاسب!

    6- الحشر مع الناس فضيحة

    ايها الاغرة! غالبا ما يبتلى الانسان ليرى نفسه في البلاد الاسلامية اَو خارجها وسط فئة متحللة طائشة تدعوه لسلوك سبيل ضلالها وضياعها، و هنا تدب في نفسه و ساوس النفس و أهواء الشياطين بحيث لا يرى نفسه سوى متلبسا بلباس تلك الفئة و مصطبغا بصبغتها و يخلق لنفسه الاعذار و التتبريرات من أجل ذلك. و هنا يبرز ميزان التكامل الاخلاقي و استقلال الشخصية و قوة اِيمان كل فرد في ظل هذه الظروف العصيبة. و الحق أن تلك الفئة غارقة في الفساد عائمة في الضلال و الانحراف، تحسب أن الخزي و العار في عدم الالتماق بها كطغمة مدوثة، فهي في الواقع عدة من الافراد الفاقدة للقيم و المثل و لم تمتلك من جوهرة الادمية سوى قشورها.

    أما أنت أيها العزيز فما عليك الا أن تظهر قيمتك في مثل هذه الاوساط و تعرب عن قوة اِيمانك و مدى تقواك و ورعك و استقلال شخصيتك، ثم حدث نفسك و قل لها «ان الفضيحة و العار بالتشبه بهذه الجماعة»! لقد بلي الانبياء و الاولياء و رواد الطريق في زمانهم بما ابتليت به اليوم، الا اَن صيرهم و صمودهم و جلدهم ليس فقط لم يزج بهم ضمن تلك الجماعد، بل تمكنوا من تغيير و سطهم حتى صبغوة بصبغتهم! فالتكيف مع المحيط و الوسط و الاصطباغ بصبغته من فعل الافراد الذين يعدمون الارادة، أما تغيير الوسط و دفعه نحو الميسرة الصحيحة من فعل المؤمنين الاشداء الشجعان. فالطائفة الاولى مقلدة عمياء شعارها «اِنا وجدنا آيائنا على اُمة و اِنا على آثارهم مقتدون»(16). بينما تتصف الطائفة الثانية بالفكر و التدبر و الارادة و الاختيار و شعارها «لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الاخر يوارون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آيائهم اَو اَبنائهم اَو عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان و آيدهم بروح منه»(17) أجل فروح القدس يشد أزرهم و الملائكة تحرسهم و ترفع معنوياتهم و تدعوهم للصمود فاذا ابتليت ايها العزيز بمثل هذه الظروف فكل نفسك لله و توكل عليه و لا يوحشنك كثرة الخبيث و اجتز هذه الامتحان بقوة «قل لا يستوي الخبيث و الطيب و لو اَعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون»(18)

    و يكتسب هذا الامتحان الالهي و لا سيما بالنسبة لقطاع الشباب في عصرنا الراهن اَهمية خاصة، و هؤلاء هم الذين اِذا ما خرجوا مرقوعي الرأس من هذا الامتحان الالهي الكبير طاروا يا جنحة ملائكة الرحمة و حلقوا في سماء القرب الالهي.

    7- ابحث عن حنالتك المنشودة

    اِذا نظر كل اِمرئى اِلى قلبه رأى فيه ضالة بنشدها، و حيث لا يمتلك الرؤية الصائبة لهذه الضالة فانه يبحث عنها في كل شيىء و يتحراها في كل مكان. فأحيانا يرى ضالته في المال و الثروة و انه اِذا نالها سيصبح من أسعد أفراد دهره; فاذا حصل على تلك الثروة فوجي بعين الطماعين و نعومة لسان المتملقين و مصائد السارقين و طعن الحاسدين الذين تربصوا به كل كميبن، و لعله يرى اَحيانا بان الحفاظ عليها و السهر من أجلها قد يبدو أصعب بكثير من جمعها فلا تجر عليه سوى المزيد من القلق و الاضطراب. و هنا يقف على خطأه و يكتشف اَن هذا الثراء لم يكن ضالته. و يتصور أحيانا أخرى بان سعاده تكمن في الزواج من فتاة جميلة مبسورة; فاذا أسعده الحظ بمثل هذه الزوجة و هانى الامرين من حجم المخاطر في صيانتها و صعوبة تلبية طلباتها، وقف على أن تفكيره بهذا الشأن لم يكن سوى ظنريا من اَحلام الخيال! أما الشهرة و المقام فتبدو أكثر مداعبة من غيرها على اَنها السعادة بعينها، في حين لا تخفى ضخامة مشالكها و متاعبها و المسؤوليات المترتبة عليها و التي يتعذر مقارنتها بما سواها من السبل الاخرى للسعادة. لقد قدر للمرحوم آية الله العظمى البروجردي أن يتسلق قمة المرجعية المطلقة لعالم التشيع ليصبح وحيد عصره و لم يكن هنالك من منازع ينافسه، فلما رأى مطبات ذلك المقام وسعة مشاكله قال بما مضمونه: «اِذا كان هناك من يفكر بالحصول على المقام الذي أنا فيه بدافع من هوى النفس و ليس الله فليس هنالك من شك و لا شبهة في سفاهة عقله». أجل كل هذه الامور ليست اَكثر من سراب، فاذا بلغها الانسان، لا يظمأ عطشه منها بقدر ما يزداد عطشا «كسراب بقيعة يحسبه الظمآن عطشه منها بقدر ما يزداد عطشا «كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اِذا جئه لم يجده شيئا...»(19). و هنا نسأل هل يمتلك الانسان هذا الولع بالضالة و يتشدها في كل مكان و ليس لها موقع في حكمة الخلق؟ لا شك و لاريب أن العطش دون وجود الماء محال في الحكمة الالهية، كما يفقد الماء نكهته دون العطش! نعم فان الانسان يدرك بالتدريج بان ضالته التي يبحث عنها و لا بظفر هي معه على الدوام و قد أحاطت بكل وجوده و كيانه، بل هي أقرب اِليه من حبل وريده دون أن يلتفت اِليها «و نحن اَقرب اِليه من حبل الوريد»(20)

    أجل اَيها العزيز فضالتك معك، فاطرح عنك الحجب لتظفر فيها لتظمأ بها روحك و قلبك و تلمس بكل وجودك الطمأنينة و السكينة فترى جند السموات و الارض تحت تصرفك فضالتك الحقيقية ليست سوى ذلك الوجود الذي يعد عالم الوجود برمته قبسا من ترشحاته و فيوضه:

    «هو الذي اَنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزرادوا اِيمانا مع اَيمانهم و لله جنود السموات و الارض و كان الله عليما حكيما»(21)

    8- مجابهة الوساوس

    لقد جرنا الثلام اِلى الحديث عن سكينة الروح و طمأنينتها: تلك الدرة النفيسة التي تحراها خليل الله في ملكوت السموات و الارض:

    «و كذلك نري اِبراهيم ملكوت السموات و الارض ليكون من الموقنين»(22)ثم ذبح الطيور الاربع التي فسرها أرباب التفسير بان كلا منها يرمز اِلى صفة من الصفات الذميمة (فالطاووس منظهر العجب و الغرور، و الديك مظهر النزوع و الرغبة الجنسية و الطير مظهر اللهو و اللعب و العزاب مظهر الاماني!) ليطمئن من جديد بعد الاحياء ثانية بالمعاد فيبلغ «ليطمئن قلبى»(23). فكيف يمكن الظفر بهذه الجوهرة النفيسة، أي السكينة و الطمأنينة؟ و أين يمكن العثور عليها؟ فاقول هنا أن الظفر بها يسير للغاية و معقد في ذات الوقت، و اِليك هذا المثال: هل ركيت الطائرة في يوم غائم؟ فالطائرة تشق طريقها حتى تبلغ قمة التحليق فتجتاز السحب و الغيوم حتى نفوقها، فاذا بالشمس هناك و هي تنير بضوءها كل شيىء، كل شيىء مضيئى، ليس هنالك من مكان للسحب و الغيوم هنالك طيلة الستة، و ليس هنالك ما يحجب الشمس فهي فوق السحب و الغيوم. فاذات القدسية لخالق الكون هي الشمس المشعة التي تضيئى كل مكان، و السحب و الغيوم هي الحجب التي تحول دون مشاهدتنا لجمال الحق، و ليست هذه الحجب سوى سوء أعمالنا و أمانينا و طول أملنا. و هذا ما صرح به الامام السجاد(عليه السلام): «اِنك لا تحتجب من خلقك إلا اَن تحجبهم الاعمال دونك»(24). و الحجب هي تلك الشياطين اِلتى اِجتالتنا بسبب سوء اَعمالنا و قد اَحاطت بقلوينا، فقد جاء في الحديث «لولا اَن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا اِلى ملكوت السموات»(25). و الحجب هي الاوثان التي صنعناها بايدينا و اودعناها و ثنية القلب «كل ما شغلك عن الله فهو صنمك فا حمل فأسك ايها العزيز و اقتد بابراهيم و حطم بمعول الايمان و التقوى هذه الاصنام ليتسنى لك النظر اِلى ملكوت السموات فتكون من الموقنين على غرار خليله «... و ليكون من الموقنين»(26) العجيب في الأمر اَن الله أقرب اِلينا من اَنفسنا، فلم هذا البعد عنه؟ انه معنا فما معنى هذا الهجران؟ نعم هو معنا و ما نلنا نبحث عنه و هنا تسكب العيرات فهذه طامتنا و محروميتنا و ان سهل العلاج و اتضح.

    9- الحجاب الاعظم

    ما الحجاب الاصلي الذي يحول دون لقاء الله؟ قطعا ليس لدينا من حجاب أسوأ من حجاب حب الذات و الانا و العجب، و على حد تعبير بعض كبار علماء الاخلاق: ان الانانية تشكل أعظم عقبة في طريق السالكين اِلى الله، و ليس هنالك من سبيل لسلوك ذلك الطريق سوى الاطاحة بصنم الانانية% الا ان هذا ليس بالعمل الهين، كيف لا و هو يعني نكران الذات. مع ذلك يتذلك هذا الأمر من خلال الممارسة و الريافته في تهذيب النفس و الاستعانة بالحق و التوسل بعنايات اَولياء الله اَنه كان من المصارعين الابطال في شبابه، و ذات يوم اقترحت مباراة في المصارعة بينه و بين المصارع المعروف التابع للسلطان. فلما اقيمت المباراة و قد حضرها جمع غفير من الناس تقدمت اِحدى النساء التي تبين فيما بعد أنها كانت أم ذلك المصارع التابع للسلطان فهمست في أذن الشاب قائلة: تفيد كل القرائن أنك ستكسب الصراع، ولكن هل يرضيك قطع رزقنا بعد عيشنا برغد طيلة أعمارنا. قعاش ذلك الشاب صراعا مريرا حتى اِتخذ قراره النهائي، فانتهز القرصة في اللحظة الحساسة ليدع خصمه يصرعه و يذله أمام الجميع. و لنستمع له ماذا قال، فقد قال: ما ان مكنته من صرعي حتى رأيت الحجب تطرح عن عيني، و قد رشع قلبي بنور الحق قرأيت ببصيرتي ما رأيت. نعم لقد تجلت كافة مظاهر التوحيد بتحطيم هذا الصنم.

    10- زمزمة العشاق

    أيها العزيز عليك في البداية لاجتياز هذا الطريق بالتشبث بلطف الله و التوسل بالادعية القرآنية و الادعية المأثورة عن اَئمة العصمة و التأمل في مضامين هذه الارعية التي تصور الفقر المطلق للانسان و التبعية التامة للذات الالهية المقدسة، ثم ليلهج لسائل بما أورده نبي الله موسى(عليه السلام) «ربّ اني لما اَنزلت اِلي من خير فقير»(27) و ما قاله اَيوب(عليه السلام) «ربّ اِني مسني الضر و انت اَرحم الراحمين».(28) و نوح(عليه السلام) «ربّ اِني مغلوب فانتصر»(29) و يوسف(عليه السلام) يا فاطر السموات و الارض أنت و ليي في الدنيا و الاخرة، توفني مسلما و اَلحقني بالصالحين»(30) و طالوت و جنده «ربنا اَفرغ علينا صبرا و ثبت اَقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين(31) «و ما قاله أولوا الالباب «ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان اَن آمنوا يريكم فامنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئا تنا و توفتا مع الابرار»(32).

    فاذا تأملت أي من هذه الادعية لظفرت بيحار من المعارف و الانوار الالهية التي تكشف عن مدى عشق مبدأ العالم و خالقه فتجعلك اكثر حبا له و مقربة منه. عليك با ذكار المعصومين(عليه السلام) و المواظبة على زيارة عاشوراء و آل ياسين و دعاء الصباح و كميل و الندبة، كما يسعك اَن تقتطف في قنون صلواتك عبارات دعاء عرفة، و عليك بصلاة الليل و لو بمسماها فهي الكيمياء الكبرى و الاكبير العظمى فليس من سبيل للعروج بدونها. و عليك بمساعدة خلق الله فهم عياله (كيفما كان ذلك) فلا يخفى دورها في تهذيب النفس البشرية و بلوغها السمو و الكمال، و لا تجعل يوما يمر عليك دون أن تسدي فيه خدمة من الخدمات عليك ان تعيش مضامين هذه الادعية في قلبك فتمد يد الحاجة اِلى مصدر الفيض الربوبي، فالقلب يذبل و يموت دون ذكره. ثم لذ بالصالحين (النبياء و الائمة المعصومين(عليه السلام)) و من سار على هديهم; أي العلماء و الاعلام و العارفين بالله و عليك باجالة الفكر في سيرتهم فان أشعة أنوار باطنهم ستنعكس على أساس اَصل المحاكاة في باطن قلبك فتحذو حذوهم و تسير على هداهم. ففي الحقيقة أن تصفح تأريخهم و النظر في سيرتهم بمنزلة مجالستهم: و العكس صحيح فان الاستئناس يتأريخ الطالحين بمثابة مجالستهم. لا أنسى ذات مرة في أحد أسفاري اِلى مدينة مشهد لزيارة المرقد المطهر للامام الرضا(عليه السلام) و قد كان لي وقت من الفراغ فجعلت أطالع سيرة أحد العرفاء المسلمين المعاصرين، حيث كانت مليئة بالعبر و الدروس فثعرت بحيوية و حرارة في قلبي لم أعهدها سابقا. لقد رأيت نفسي في عالم جديد يصطبغ بصيغة الله، آنذاك لم اَفكر سوى في عشق الله ثم انهمرت دموعي على خدي. ولكن للأسف لم أعش تلك الحالة سوى بضعة أسابيع، حيث تغييرت الظروف قغابت تلك الحالة سوى بضعة أسابيع، حيث تغيرت الظروف قغابت تلك الصعقة المعنوية، و ليتها كانت تدوم، فالعالم بما فيه لا يعدل لحظة منها.

    و الكلام لاضير في المانع الاخير

    اِن اخطر مانع يواجه طريق السالك يكمن في الشرك و الرياء و ليس له من علاج سوى الاخلاص. فقد جاء في الحديث الشريف بشأن الشرك و خطورته «اِن الشرك اَخفى من دبيب النمل على صفوانة سوداء في ليلة ظلماء»(33) الذي يهز أعماق السالكين، و الحديث: «هلك العاملون الا العابدون و هلك العابدون إلا العالمون.... و هلك الصادقون إلا المخلصون و إن الموقنين لعلى خطر عظيم»(34)فقد صرح بان العلماء العاملين هم على خطر الهلاك أيضا و كذلك المخلصين. الا اَن التمسك برحمة الله العامة و الخاصة و آياته كقوله «اِنه لا ييأس من روح الله اِلا القوم الكافرون»(35) انما تحيي نور الأمل في هذه القلوب المتعبة فتمنحه الحياة، و يغسله الاخلاص و الانقاق في سبيل الله الذي يضاعف الاجر و الثواب اِلى سبعمئة ضعفا «في كل سنبلة مأة حبة»(36) فاذا ما تساقطت اَمطار الاخلاص على اَرض القلب و بحكم قوله «فاصابها و ايل قاتت الكلها ضعفين»(37) فانها ستضاعف من ثمار الايمان و اليقين. ولكن صعب هو الطريق لبلوغ الاخلاص و اِن كان واضحا، و ان اخلاصنا يزداد كلما از دادت معرفتنا بصفات الله و جماله و جلاله و قدرته و علمه. فلا داعي للتعلق بغيره اِذا آمنا بان العزة و الذلة بيده و الخير منه و اِليه «قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيىء قدير»(38) و قوله سبحانه «و ما تشاءون الا ان يشاء الله»(39) و هو العالم بظاهرنا و باطننا «يعلم خائنة الاعين و ما تخفي الصدور»(40) فما علينا الا مراقبة أنفسنا. فاذا أخذنا هذه الامور ينظر الاعتبار فاننا سنجتاز مضيق الاخلاص الخطير بأمن و سلام بشرط الاتكال على الله و التسليم اِليه في مقابل وساوس العالم المادي و زخارفه، و لسان حالنا و قالنا «ربّ لا تكلينى اِلى نفسي طرفة عين أبدا لااَقل من ذلك و لا اَكثر»(41)

    و اعلم أيها العزيز أن تفويض الامور اِلى الله لا يعني ترك السعي و الجهد و الكسل و التقاعس، بل عليك اَن تسعى سعيك و تجهد نفسك بما اِستطعت من أجل تهذييها، و ما خرج عن وسعك فوضت أمرك فيه لله، و لسان حالك:

    «الهي قو على خدمتك جوارحي و اشدد على العزيمة جوانحي، وهب لي الجد في خشيستك، و الدوام في الاتصال بخدمتك.




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    1. سورة النور، الاية 39.

    2. سورة آل عمران، الاية 185.

    3. بحارالانوار، ج 8، ص 191، ح 168.

    4. بحراالانوار، ج 74، ص 402، ح 23 عن علي أمير المؤمنين(عليه السلام).

    5.

    6. نهج البلاغة، الخطبة 188.

    7. سورة العنكبوت، الاية 64.

    8. بحارالانوار، ج 70، ص 103، ح 91 عن الامام موسى بن جعفر(عليه السلام) حين مر بقبر.

    9. نهج البلاغة، الرسالة 31، وصيته للامام الحسن(عليه السلام).

    10. سورة يوسف، الاية 111.

    11. نهج البلاغة، الخطبة 192.

    12. بحارالانوار، ج 68، ص 173، ح 5.

    13.

    14. سورة مريم، الاية 62.

    15. سورة العصر، الاية 2.

    16. سورة الزخرف، الاية 23.

    17. سورة المجادلة، الاية 22.

    18. سورة المائدة، الاية 100.

    19. سورة النور، الاية 39.

    20. سورة الفتح، الاية 4.

    21. سورة الفتح، الاية 4.

    22. سورة الانعام، الاية 75.

    23. سورة البقرة، الاية 26.

    24. دعاء اَبو حمزة الثمالي.

    25. بحارالانوار، ج 59، ص 163.

    26. سورة الانعام، الاية 75.

    27. سورة القصص، الاية 24.

    28. سورة الانبياء، الاية 83.

    29. سورة القمر، الاية 10.

    30. سورة يوسف، الاية 110.

    31. سورة البقرة، الاية 250.

    32. سورة آل عمران، الاية 193.

    33. بحارالانوار، ج 18، ص 158 و جاء في رواية أخرى: «اِن الشرك اَخفى من دبيب النمل، و قال: منه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة و شبه هذا» (البحار، ج 68، ص 142، ص 36).

    34. مستدرك الوسائل، ج 1، ص 99، ح 86; بحارالانوار، ج 70، ص 245.

    35. سورة يوسف، الاية 87.

    36. سورة البقرة، الاية 261.

    37. سورة البقرة، الاية 265.

    38. سورة آل عمران، الاية 26.

    39. سورة الانسان، الاية 30.

    40. سورة غافر، الاية 19.

    41. بحارالانوار، ج 14، ص 387، ح 6.
    التعديل الأخير تم بواسطة عصر الظهور; الساعة 21-12-2004, 02:52 AM.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
    استجابة 1
    11 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X