بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
مستدرك الحاكم 4579:حديث رقم
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، حدثني أبي و محمد بن نعيم قالا : ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، عن يزيد الرشك ، عن مطرف ، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : : (بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية و استعمل عليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فمضى علي في السرية فأصاب جارية فأنكروا ذلك عليه فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا لقينا النبي صلى الله عليه و سلم لأخبرناه بما صنع علي قال عمران : و كان المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فنظروا إليه و سلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم تر أن علياً كذا و كذا فأعرض عنه ثم قام الثاني فقال مثل ذلك فأعرض عنه ، ثم قام الثالث فقال مثل ذلك فأعرض عنه ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله ألم تر أن علياً صنع كذا و كذا فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و الغضب في وجهه فقال : ما تريدون من علي إن علياً مني و أنا منه و ولي كل مؤمن . هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه .).
الحمد لله رب العالمين
يتقوّّل أحد الأعضاء بأن رسول الله (ص) ذكر أحد الصحابة بقوله (إنه مني) و على ذلك فهذه الفضيلة ليست لعلي فقط و هذه الفضيلة لاتعني أن عليا مختص دونا عن الصحابة
أقول: إذا صح قول هو مني (و هذا يناقش), فهذا لنا و ليس علينا
لماذا : لأننا نقول برواية سلمان منا أهل البيت و أبو ذر منا أهل البيت و ذلك أن الإنتساب لأهل البيت ليس هو المعنى الذي يظن أصحاب الجماعة أننا نقول به و هو النسب ..
بل و هو بهذا يقطع على نفسه افتراءات طالما شهّروا بها علينا...
فالإنتساب, حتى في حالة علي و فاطمة و الحسن و الحسين و التسعة المعصومين(ع) يتعدّى المفهوم النسبي, إلى أنهم استحقوا أن يكونوا أهل البيت و هكذا فآية( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا) المشهورة نزلت بهم على هذا المنطق منطق الإستحقاق.
نعم الله تعالى بتقديره و تعظيمه لمولاي الأعظم محمد(ص) جعل النسب رابطة داعمة لما له من تأثير معنوي في نفوس الناس بما فيهم الصحابة و لما فيه من رضا لمولاي الأعظم(ص), و لأنهم من طينته خلقوا...
أيضا قال تعالى :إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) سورة آل عمران
هنا سؤال بسيط إجابته معلومة : أليس يذكر أصحاب الجماعة في تشهّد الصلاة
اللهم صل على محمد و آل محمد كما صلّيت على إبراهيم و على آل إبراهيم (باختلاف الألفاظ من مذهب لآخر)
أما القاعدة: الآل هم - من حيث النظرة الدينية – من استحق هذه المنصب... بدليل: (... إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)
فإذا كان الصحابي المدّعى منه فهو استحق مرتبةً عليٌّ(ع) من مستحقيها, دون تمام المرتبة (و أنا منه)
أيضا في هذا الشأن: جعل النبي(ص) عليا (ع) كنفسه(ص) , بدليل آية( تعالوا ندعوا أبناءنا و أبنائكم و نساءنا و نساءكم وأنفسنا و أنفسكم ..) آل عمران 61 و هي آية المباهلة و قد قال المفسرون بأن أنفسنا و أنفسكم أحضر علي(ع)
و ليس نستدل بالأولى أي (إنه مني و أنا منه) فقط..
تفسير الجلالين
تفسير القرطبي
تفسير البغوي
تفسير البيضاوي
تقسير الوجيز (و عقّب قائلا: يعني بني العم كيلا لا يذكر عليا..)
و غيرها ..
أيضا تصحيحا في قوله لعلي (ع) هو مني و أنا منه و ليس هو مني (أو إنه مني) فقط فعلي من النبي و النبي من علي واضحة دون تفسير و هذا يعني كنفسه( دون الأخرى فهي تعني أنه مني بالموضع الفلاني أو هو مني بسبب فلاني مثل الدين و التقى و غيرهما) أما( أنا منه) فلا يصح قولها بهذا المجال لأن النبي هو صاحب الشريعة و مطبّقها المعصوم فلزم أن يكون مَـنْ النبي (منه) صاحبا للشريعة و معصوما و إلا لحق بالنبي ما يلحقه من المعصية و تعاضدهاأن عليا منه بمنزلة هارون من موسى , لذا قطع مولاي الأعظم (ص) الإطلاق في قوله( علي مني و أنا علي) بأمرين الأول الإستثناء و هو قوله (ص) أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. في ذات القول و بآخر وهو قول الله تعالى أنه خاتم النبيين (ص).
بهذا يصبح لعلي(ع) العصمة و الوصاية و الأمانة و على الشريعة و الإستخلاف بدليل وصاية و أمانة هارون (ع) على الشريعة و استخلافه و تؤكدها(العصمة) و تعاضدها الآية ( ..إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهّركم تطهيرا)
فقد فسّروا الرجس بالشك و بالذنوب و بالشرك( أما الذنوب فهي المؤدى و النتيجة و أما الشك فقد تحصّل على اليقين التام و بالتالي منزلة عصمة الأنبياء , و أما الشرك هو مطلق الشرك بالتالي الشرك الخفي منه مما يعني عدم إقامة حاكمية الله في الأمور, كل الأمور و بالتالي العصمة)
و إنْ بدونها كذلك تثبت, من حيث ما ذكرنا من الحديث, فتأمّـل..
هذه هي الشريعة غير المتناقضة أو المتعارضة ( و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)
بحث : عبد الله المفتقر لقيوميته الشاهد على ربوبيته و وحدانيته و صمديته المقرّ بالتقصير أن يقدّره حق قدره أبو جعفر محمد (الولاية)
السلام على من اتبع الهدى
تعليق