إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حكاية <<المنار>>

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكاية <<المنار>>

    2004/12/24


    حكاية <<المنار>>: من الضاحية الجنوبية
    نحو فضاء يقلق الأميركيين والإسرائيليين
    ( ومن عندي اضيف..الحسّاد ايضاً)

    ضحى شمس




    غرفة التحرير في <<المنار>> (حسن عبد الله)

    ربما سيجد متصفح موقع المجلس الاعلى للمرئي والمسموع الفرنسي CSA الباحث عن تاريخ الازمة بين المجلس و<<المنار>> نفسه أمام مفارقة تدعو الى السخرية. ذلك ان قناة <<المنار>> اللبنانية، الممنوعة من البث عبر <<اليوتلسات>> إلى الاتحاد الأوروبي هي القناة الوحيدة بين مئة وخمسين قناة تبث الى أوروبا، تقدم معلومات بكل شفافية عن تكوينها وتمويلها وهوية مؤسسيها على موقع المجلس الأعلى للمرئي والمسموع الفرنسي.
    لا شك ان نشر هذه المعلومات مرده أن <<المنار>> هي القناة الوحيدة التي وقعت اتفاقا مع المجلس الاعلى للمرئي والمسوع الفرنسي والذي يراقب التزام التلفزيونات التي تبث داخل فرنسا <<بقيم الجمهورية>>. لكن هذه المفارقة تشير ايضا الى مسيرة تطور عقلية محطة <<المنار>> البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما اليوم، من تلفزيون شديد الانغلاق متوجس من الآخر(ين) يتوجه الى الجمهور الشيعي الملتزم بالدرجة الأولى، إلى تلفزيون يريد الانفتاح على الآخرين عربا ومسلمين، ثم مواجهة تحدي التواجد تحت مركز الضوء في عالم من يتحكمون به لا يشبهونه كثيرا.
    لقد اختار <<المنار>> لنفسه شكلا آخر عن السائد، اختار ان يكون البطة السوداء في استعراض باهر لبط ابيض منمق. وربما لم يكن في الامر اختيار، فهو هكذا ولد، من عدم وجود مكان لجمهوره تحت ضوء التلفزيونات الاخرى. لذا فإن سحر <<المنار>> الأساسي ليس، كما في بعض القنوات في جمال مذيعاته، إنما سحره الأساسي في الإقناع بأنه من الممكن الانتصار إن كنت صاحب حق. من الممكن الانتصار على عدو يكسر كل يوم، وببث مباشر او بنشرة اخبار يومية المشاهد العربي في عقر داره. ولقد بلغ المنار اوج سحره بتحرير الجنوب اللبناني في العام 2000، وهو لذلك ربما قرر اختيار تلك اللحظة للصعود الى الفضاء.
    كان <<المنار>> بعيد التحرير في قمة إغوائه. فقدم نموذجا يتعطش اليه ملايين المواطنين العرب المسحوقين تحت وطأة النكسات المتوالية. هذا النموذج الفضائي هو الذي أقلق الاسرائيليين خصوصا على خلفية تسليط تلفزيون المقاومة الضوء على الانتفاضة وإعطائها المساحة الكبرى في التغطية. في حين كانت المساحة التي تعطى للانتفاضة آنذاك <<محتملة>> على التلفزيونات العربية، والاجنبية بالطبع. لم تحسّن حرب احتلال الولايات المتحدة للعراق الامور، وأصبح مجرد بث صور تتقيد تلفزيونات أخرى بعدم إعطائها الا مساحة محددة مستفزا للكثيرين.
    البدايات الأولى
    ولكن كيف بدأ <<المنار>>؟ انطلق بث قناة <<المنار>> في العام 1991 من شقة صغيرة في الضاحية الجنوبية. المبادرة أطلقتها <<مجموعة من الشخصيات غير الحزبية المعنية بالشأن العام وبدعم المقاومة وتعميم ذهنيتها اجتماعيا وسياسيا في بيئتها، اي الضاحية>>، كما يقول حسن فضل الله مدير الاخبار في القناة المثيرة للجدل، ويضيف: <<كان البث تجريبيا لست ساعات على ابعد تقدير في اليوم. اشترت المجموعة تجهيزات بث متواضعة: <<مرسل>> (emetteur) صغير يوصل البث إلى الضاحية الجنوبية، كخطوة اولى. وأول مرسل تم وضعه على مئذنة مسجد الرسول الاعظم، بدأ البث إلى الضاحية الجنوبية في حزيران 1991 بمشاهد عمليات ضد العدو الاسرائيلي من تصوير المقاومة، وتقارير مصورة للاعتداءات الاسرائيلية على لبنان>>.
    كيف تكون المجموعة مستقلة ومن ثم تحصل على فيديو عمليات المقاومة؟ هل كان فيديو العمليات متاحا لأي كان؟ يجيب فضل الله: <<أنا قلت انهم مستقلون لكنهم داعمون للمقاومة. جهاز الاعلام الحربي في المقاومة، كان يصور العمليات ويوزعها على كافة التلفزيونات والوكالات. وأول بث لعمليات المقاومة كان في العام 1986 على تلفزيون لبنان وكانت عملية اقتحام لمواقع لحدية في سجد وبئر كلاب، ولكن فكرة توثيق العمليات كانت بدأت عام 1983. وهذا يعني أن بث العمليات الموثقة بالفيديو حصل قبل ولادة <<المنار>>. لكن عندما انشئ التلفزيون بدأوا بتزويده بهذه الأفلام وبدأ يكتسب صورة تلفزيون المقاومة لانه ركز عليها. ومن هنا أخذ المنار هويته>>.
    <<اتخذنا قرارا في تشرين الاول من العام 1991 (مؤتمر مدريد) بأن نطلع بأول نشرة أخبار>>، يقول فضل الله. ويضيف: <<كان المنار قد بدأ منذ حزيران ببث تجريبي بحدود الست ساعات، كان هناك متدربون في قسم الاخبار بحدود خمسة او ستة اشخاص، استمرت اول نشرة اخبار بثت على الهواء ثلث ساعة. ومن وقتها اعتمدنا موعد الثامنة الا ربعا لنشرة اخبارنا على اساس عدم تضاربها مع مواعيد نشرات قنوات اخرى. وانطلق البث العادي ابتداء من هذا التاريخ>>.
    بعد ذلك؟ بدأ التلفزيون يتطور. ابدلت تقنيات الهواة VHS بتقنية SVHS ثم <<يوماتيك>> و<<بيتاكام اس بي>> المحترفة. وتمكن من تأمين سيارة متواضعة للنقل الخارجي. في ذلك الحين كان التلفزيون عبارة عن استديوهين: واحد صغير للأخبار وآخر اكبر للبرامج المباشرة أو المسجلة ومن غرفة تحكم واحدة. وكان البث من الخامسة عصرا حتى منتصف الليل. كان ذلك قبل الترخيص الرسمي. تمت تقوية البث إلى بيروت ثم الى كل لبنان ارضيا.
    التغطية الفضائية
    كيف كانت البدايات الفضائية وكيف تطورت؟ مع بدء البث عبر ال<<عربسات>> في العام 2000 الى الشرق الاوسط وأوروبا، ثم عبر <<النايل سات>> الى افريقيا ثم الى مناطق جديدة، برزت أمام <<المنار>> تحديات جديدة، اذ ان جمهور الفضاء أوسع من الجمهور اللبناني. هو جمهور عربي وإسلامي وأكثر. جمهور متنوع وله اولوياته المختلفة عن الأولويات اللبنانية. اقتضى ذلك وجود قناتين، أرضية وفضائية. الثانية تتطلب خطاباً ولغة وبرامج مختلفة تبعا لحاجات الجمهور. على المستوى الإخباري، تم الفصل بين القناتين، فالنشرات الفضائية تهتم بالأولويات العربية وفي طليعتها الانتفاضة. يقول فضل الله ان الجمهور <<يحتاج الى الصورة والصوت من ارض الحدث الفلسطيني بواقعية وموضوعية، لكن بحرارة تحاكي آمال وتطلعات هذا الجمهور>>. كان المنار خارجا من تجربة التحرير التي اكسبته شعبية كبيرة في لبنان، <<انتقل الى الموضوع الفلسطيني وفتح ذلك الباب للمنار للوصول الى جمهور عريض>>.
    ما هي السياسة العامة التي حكمت عمل فضائية <<المنار>>؟ كانت الاولوية تقديم خطاب وحدوي اسلامي وعربي، <<لا الدخول في نزاعات وصراعات القوى المحلية في المجتمعات العربية ولا حتى في صراعات الأنظمة، فنحن قناة لا تبحث عن الإثارة إنما تعتمد الرصانة والجدية والموضوعية>>، يقول فضل الله، وضعت المحطة شعارا اسمه المصداقية. ثم السرعة في تغطية أخبار فلسطين ما جعلها محط أنظار الجمهور العربي، حتى أن الإعلام الإسرائيلي كان يعتمد <<المنار>> أحيانا كمصدر للخبر الفلسطيني.
    في موازاة ذلك، كانت الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة وكندا واستراليا تبعث برسائل متتالية الى <<المنار>> مطالبة بتوسيع البث الفضائي، <<هم يريدون صوتاً آخر وصورة تنقل لهم ما يحدث من جهة، ومن جهة اخرى برامج رصينة، فالمنار قناة عامة تبث لكل الأعمار والشرائح، بدأنا السعي في هذه المرحلة لتغطية كل العالم، الفضاء مفتوح، ونحن شركة مرخصة وفق القانون اللبناني ومن حق جمهورنا ان يرى صورتنا، هناك شركات عالمية كثيرة والأقمار تملأ الفضاء، فتشنا عن الأفضل تقنياً وانتشاراً، القمر الأوروبي، القمر الاميركي اتاحا الوصول إلى كل أوروبا والى الولايات المتحدة>>، والكلام لفضل الله.
    عقدت المحطة اتفاقات مع شركات عالمية لنقل البث إلى مختلف أنحاء العالم. الوصول إلى هذا الجمهور يفترض تغطية إخبارية وبرامجية واسعة تلبي الحاجات والأذواق المختلفة. الأخبار صارت على مدار 24 ساعة. كل ساعتين نشرة أو موجز إخباري، أيضا تطور مستوى البرامج الحوارية، الدرامية، الإجتماعية، الرياضية الخ...
    بعد 11 أيلول، توسّع الهامش. بقيت الأولوية لفلسطين لكن استجدت حرب أفغانستان ثم غزو العراق، أفضى ذلك توسيعا للاهتمام <<المناري>>. تمت زيادة عدد المراسلين وافتتاح مكاتب جديدة لمواكبة الأحداث، <<حضرنا بفاعلية، خلال غزو العراق صرنا أمام قضية جديدة وجمهور جديد>>، يقول فضل الله.
    في العام 1998 وقعت المحطة عقدا مع شركة <<طومسون>> الفرنسية لإنشاء استديو الانتاج الرقمي الاول من نوعه في المنطقة. كذلك وقعت عقدا مع شركة <<سوني>> للحصول على كاميرات وفيديوهات وماكينات مونتاج رقمية. ترافقت النقلة التقنية النوعية مع خطة سريعة لرفع الكفاءات عبر دورات تمت في كل من فرنسا وبريطانيا وهولندا وتونس، بالاضافة الى دورات اشرفت عليها كل من <<طومسون>> و<<سوني>>، واقتضى الامر ارسال فريق من <<المنار>> الى فرنسا تولى التدريب هناك مع <<طومسون>> حول تشغيل الاستديو الرقمي.
    أصدقاء المنار
    لم تكن مبادرة <<اصدقاء المقاومة>>، كما يسميهم فضل الله، مستغربة وقتها. فقد كان لبنان يشهد فورة اعلامية بعيد اتفاق الطائف، وازدهارا تلفزيونيا وإذاعيا تميز بتجريبيته ولامركزيته. في تلك الفترة تكاثرت التلفزيونات كالفطر، وأمكن لأي شخص استورد مرسلا ((emetteur ان يبسط سلطان بثه على قدر قوة المرسل. ويذكر لبنانيون في صور مثلا تلفزيونات محلية كانت تعرض اعلانات محلية لدكاكين الحارة وتجارها الصغار وكذلك في طرابلس والبقاع. قنوات كثيرة إذا، انطفأ بعضها قبل العام 1996 واستمر غيرها حتى رأى ذلك العام نور تنظيم الدولة اللبنانية للقطاع عبر توزيع التراخيص. اجتازت القناة في البداية عقبة <<اسلاميتها>> حيث نص قانون تنظيم الاعلام على وجوب وجود شركات مالكة مؤلفة من اشخاص من طوائف عدة.
    اليوم، يلفت نظر مطالع ملف المنار المنشور على موقع المجلس الاعلى للمرئي والمسموع اعتماد <<المجموعة اللبنانية للاعلام>> اي الشركة المالكة للمنار، على <<اصدقاء مسيحيين>> هم بالحقيقة يساريون غير طائفيين، ضمن تشكيلة مجلس ادارتها. لكن، وفي الأصدار الاول للتراخيص، أثارت المنار لغطا ونقاشا حيث تم الاتفاق على اعطائها استثناء بث كقناة للمقاومة في العام 1996. إلا ان إدارة المنار كانت تخطط لأبعد من ذلك. ماذا لو انتهى الظرف السياسي الذي اعطيت بموجبه المنار حق البث (من دون ترخيص) كقناة مقاومة؟ وتم الاتفاق على المطالبة بترخيص عادي لقناة عامة. لذلك، كان على قناة المنار، ان تنتظر حتى العام 1997 للحصول على ترخيصها <<كقناة عامة مثل اي تلفزيون آخر وليس كقناة مقاومة>>.
    حصل التلاقي بين الحزب و<<المنار>> بفعل الحاجة إلى صوت وصورة لنقل خطاب المقاومة. جاءت الصورة لتقدم خدمة كبيرة للمقاومة. تقول البيان وترفقه بصورة، <<لأن الاعلام العربي لم تكن لديه مصداقية بالنسبة لتاريخه (النكسة وما قبلها وما بعدها)، وكانت الرواية الاسرائيلية هي التي يصدقها الجمهور. فجاءت المنار وقدمت هذه الخدمة>>. ويقول فضل الله ان تلاقي الحزب و<<المنار>> شكل تطورا للعقل الإعلامي في الحزب. ويشرح: <<فكرة اعلام المقاومة موجودة قبل فكرة التلفزيون، كان هناك شيء اسمه اللجنة الفنية للاعلام الاسلامي، كانت توثق العمليات>>. بأي هدف؟ هل لعرضها على تلفزيون لبنان؟ يقول: <<قبل تلفزيون لبنان، كان يتم بث جزء من المشاهد الموثقة بالفيديو عبر وسائط الاعلام الشعبي اي الفيديوهات. وحتى مواجهة 17 ايار التي صارت ببئر العبد موثقة على الفيديو، وكانت تنشر في المساجد والحسينيات والمكتبات الاسلامية، كانت فكرة اعلام المقاومة سابقة على التلفزيون لكن كان دائما هناك تفكير انه يجب ان يكون لدينا شاشة، فجاءت هذه المجموعة وعملت الشاشة فتلاقت الفكرتان>>. كيف يمكن للجمهور أن يقتنع أن <<المنار>> هي قناة مستقلة عن <<حزب الله>>؟ يجيب فضل الله: <<للقناة مجلس إدارة مستقل، المحطة ماليا وبرامجيا مستقلة، لديها موظفون ليسوا حكما بالحزب وهم من طوائف عدة، قد يكون هناك موظفون آتون من الحزب، لكن موظف المنار ليس حكما عضوا في الحزب. ليس ما تقوله <<المنار>> هو بالضرورة ما يعبر عن موقف الحزب. وليس كل من تستضيفه بقرار من الحزب. تعبر المنار عن المناخ العام، كيف ذلك؟ لان اولوياتها مثل اولويات الحزب، أي المقاومة والانتفاضة، أما مصطلحاتها فليست بالضرورة تلك التي يعتمدها الحزب. يعني باللغة الاعلامية هناك تعبيرات اخرى>>. لكن الا يعتبر ذلك ازدواجا باللغة؟ يقول: <<أبدا، لأن للإعلام لغة وللحزب لغة. مثلا استطيع القول كإعلامي رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن الحزب قد يقول رئيس وزراء الكيان الصهيوني الخ...>>.
    هل نستطيع القول ان <<المنار>> هي النسخة <<اللايت>> من حزب الله؟ يقول: <<لا. قناة المنار تقدم نفسها فضائيا كقناة العرب والمسلمين وتقدم اولوياتهم بخطاب وحدوي على المستوى الاسلامي. في لبنان تقدم نفسها كقناة المقاومة التي تعطي الاولوية للمقاومة وعملياتها>>.



    ©2004 جريدة السفير
    التعديل الأخير تم بواسطة موالي آل بيت النبي; الساعة 24-12-2004, 08:30 AM.

  • #2
    تحياتي للنقل الجميل و للناقل

    تعليق


    • #3
      خادمكم مولانا,بحب محمد و آله الطاهرين

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
      استجابة 1
      13 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X