بسم الله الرحمن الرحيم
لله الحمد و الشكر وعلى محمّد وآله الصلاة والسلام وعلى من عاداهم اللعن على الدوام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد-
* ليلة و يوم 3 محرم *
*****
((يكون الحديث فيـه عادةً عن خروج الإمام الحسـين(عليه الصلاة والسلام) مِن مكـة وتوجهـه إلى العـراق وأيضاً التغيـيرات التـي أَدَّتْ إلـى إتِّخاذ هذا القـرار مِنْ قِبَلْ الإمام الحسـين(عليه الصلاة والسلام)...))
*****
خروج الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) من المدينـة ومكـة وثورتـه بوجه الحكم الأموي كانَ لوجود صنفين مِنَ التكليف للإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) كما قال ((الشيخ الشوشتري)) الذي يذكر قوله المحقق السيد ((عبد الرزاق المُقَرَّم الموسوي)) في كتابه ((مقتل الحسين))عليه الصلاة والسلام.
يقول الشيخ الشوشتري أنَّ التكليفين هما//
وهو أنَّ الأمويين كانوا يعتقدون أحقيتهم بالخلافة جاء إعتقادهم هذا من خلال عدم إعتراض المجتمع المسلم والإنسان أحيانا إذا لم يجد مَن يعارضه في قوله أو في فعله يتصور أنَّه صاحب حق في هذا القول وهذا الفعل.
وكان العديد من الناس وخصوصا العامة يرون نفس رؤيا الأمويين (بأنَّـهم أصحاب حق في الحكم ) وليومنا هذا نجد هذا الإعتقاد موجوداً.
وكان الأمويون وكثير من الناس أيضاً يعتقدون بأنَّ ((علي بن أبـي طالب واولاده وشيعتهم )) عليهم الصلاة والسلام هم على الباطلّ!!
وفي هذا المجال حاول الأمويون ترسيخ هذه الفكرة من خلال جعلهم ((سب علي بن أبـي طالب ))عليه الصلاة والسلام جزءاً من الصلاة ومن نَسِيَـهُ في سفره فيجب عليه قضاءه وقاموا ببناء مسجد خاص لهذا الغرض أطلقوا عليه
((مسجد الذكر))يقضون فيه مافاتـهم من سب أمير المؤمنين(عليه الصلاة والسلام) .
فكان لثورة الحسين(عليه الصلاة والسلام) تبـيـين حقَّـه في الخلافة وضلال من بغى عليه وإبراز هذه الصورة من الفهم لكلِّ أهل زمانه(عليه الصلاة والسلام) ولكل الأجيال المتعاقبة.
2- تكليف ظاهري//
بعد قيام الأمويون بالتضيـيق على الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) وسد جميع البلاد بوجه إقامته وأمنـه فيها خرجَ من المدينة وبعد مطاردتهم له رغبةً بقتله حتـى لو كان متعلِّقاً بأستار الكعبة أُجْبِرَ الإمام الحسين( عليه الصلاة والسلام) على مغادرة ((مكـة )) سعياً في الحفاظ على نفسه المقدسة وعياله وبعد دعوة ((أهل العـراق)) له عليه الصلاة والسلام كانَ عليه أنْ يُلَبّـي دعوتـهم برغم معرفته الكاملة للخيانة التـي ستحصل ولكن لتكون حُجَّة عليهم أمام الله تعالى ولكي لايقولوا دعوناه ولم يستجب لنا وإتَّهَمَنا بالشِقاق
والخيانـة.
ويمكن أنْ نقوم بإجمال أسباب خروج الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) من الحجاز إلى العـراق بمايلي//
1- طلب الإصلاح//
وهذا من اهم أسباب ثورته وخروجه (عليه الصلاة والسلام) وقد صَرّحَ بهِ (عليه الصلاة والسلام) فـي أول وثيقـة رسـمية لثورتـه (عليه الصلاة والسلام) فـي وصيته لأخيه (محمّد بن الحنفية) قائلاً//
((وإنّـي لم أخرج أشِـراً ولابَطِـراً ولامُفْسِداً ولاظالِما وَإنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصلاحِ فـي أُمَّـةِ جدي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أريد أنْ آمُـرَ بالمعروف وَأنْهـى عن المُنْكـر وَأسـير بسـيرة جدّي وأبـي علي بن أبـي طالب)).
فكانَ (عليه الصلاة والسلام ) يريد إحياء السُنَّةِ التـي أماتـها الأمويون ويريد إماتـة البِدعـة التـي أحياها الأمويون كما عَبَّر (عليه الصلاة والسلام) عن هذا المراد فـي كتابـهِ إلى ((البَصْـرة)) بقولـه (عليه الصلاة والسلام)//
((وَأنـا أدْعـوكم إلى كِتاب الله وَسُنَّـةِ نَبِـيِّهِ فَإنَّ السُنَّـةَ قد أُمِيـتَتْ والبِدْعَـةُ قد أُحْيِـيَتْ)).
2- تفويت الفرصة على يزيد//
كانَ يزيد بدون هذا وذاك يريد القضاء على الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) وعندما أصبح الحسين(عليه الصلاة والسلام) هو العقبة الكؤود أمام أطماعه ودنياه وحياتـه الماجِنـة فكان دافع الخلاص من الحسين(عليه الصلاة والسلام) عند يزيد قد أصبح أقوى وأكبر .
فقام يزيد بإصدار أوامـره وكمايلي//
كتب لواليه على المدينة آنذاك((الوليد بن عتبة)) بأنْ يأخذ البـيعة من الحسين(عليه الصلاة والسلام) وإنْ لم يبايع فليضرب عنقـه.
أرسل ((عمرو بن سعيد)) فـي عسكرٍ عظيم و ولاّهُ أمر ((موسم الحج)) وأمره بمناجزة الحسين(عليه الصلاة والسلام) إنْ هو ناجزه _ وأنْ يقتله إنْ تمكّن منـه _ وإلاّ فَلْيَقْتُـلْـهُ غِيْلَـةً.
قام في تلكَ السَنَة بِدَسِّ ((ثلاثين رجلاً مِنْ شياطين بنـي أُمَيَّـة)) مع حُجّاج بيت الله الحرام وأمرهم بقتل الحسين(عليه الصلاة والسلام) كيفما إتَّفَق ولو كانَ مُتَعَلِّقَـاً بِأسْتارِ الكَعبَـة.
(وكان الإمام الحسين عليه السلام لا يريد أن يكون مقتله بلا صدى إعلامي و لن يتحقق الصدى الإعلامي لمقتله في المدينة و لا في مكة.... بل البيئة الإعلامية و الحاضنة الأنسب هي كربلاء)
و كما قال عليه السلام (بنو أمية أخذوا مالي فصبرت.. شتموا عرضي فصبرت.. طلبوا دمي فهربت).
3-إتمام الحُجَّـة على أهل الكوفـة//
مِنْ أهم أسباب ودواعي خروج الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) إلـى ((العـراق)) هو إجابـة دعوة أهل الكوفـة فإنَّهم راسلوه وإجتمع عنده أكثر مِنْ ((12,000 كتاب)) منهم والكتاب ليس ناطقاً عن شخص بمفرده وإنَّما عن جماعة قَلّـت هذه الجماعة أو كَثُـرَتْ .
فكان (عليه الصلاةوالسلام) يرى في خروجـه إليهم إتْماماً للحثجَّـةِ عليهم لاسِيَما بعد بـيعتهم لسفـيره وإبن عمّه ((مسلم بن عقيل)) عليهما الصلاة والسلام وأنَّهم بلغوا ((30,000)) على أقل الروايات .
4-حفظ حُـرْمَـة الحَـرَم المكّي//
كانَ الحسين(عليه الصلاة والسلام) حـريْصاً على الخروج من الحجاز بِأسرع وقت لِـئَلاّ يقع بـينه وبين يزيد قتالٌ في الحرم المكّي المقدّس فَتُـهْتَكُ حُـرْمَة البـيت الحرام لِعِلْمش الحسين(عليه الصلاة والسلام) بأوامـر يزيد لأتباعـه بأنْ يقتلوا الحسين(عليه الصلاة والسلام) ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة!!
5-نشـر دعوتـه(عليه الصلاة والسلام)//
أصبح خروج الحسين(عليه الصلاة والسلام) حديث الساعـة فَـأَوْجَـدَ الإمام (عليه الصلاة والسلام) بمسـيرتـهِ تلك وخروجـه ((ثورةً فِكريَّـةً )) في الأُمَّـةِ التـي كانت تعانـي ((كما ذكرنا في الحلقات السابقة من هذا الموضوع)) من ((الخُمُـود الفكري)) وكانَت هذه الثورة الفِكرية من اهم أهداف الحسين(عليه الصلاة والسلام) لأنَّ الإنسان إذا بَدَأَ بالتَفكير فهذا يعنـي الخطوة الأُولـى على الطريق.
*****
وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
لله الحمد و الشكر وعلى محمّد وآله الصلاة والسلام وعلى من عاداهم اللعن على الدوام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد-
* ليلة و يوم 3 محرم *
*****
((يكون الحديث فيـه عادةً عن خروج الإمام الحسـين(عليه الصلاة والسلام) مِن مكـة وتوجهـه إلى العـراق وأيضاً التغيـيرات التـي أَدَّتْ إلـى إتِّخاذ هذا القـرار مِنْ قِبَلْ الإمام الحسـين(عليه الصلاة والسلام)...))
*****
خروج الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) من المدينـة ومكـة وثورتـه بوجه الحكم الأموي كانَ لوجود صنفين مِنَ التكليف للإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) كما قال ((الشيخ الشوشتري)) الذي يذكر قوله المحقق السيد ((عبد الرزاق المُقَرَّم الموسوي)) في كتابه ((مقتل الحسين))عليه الصلاة والسلام.
يقول الشيخ الشوشتري أنَّ التكليفين هما//
1- تكليف واقعي//
وهو أنَّ الأمويين كانوا يعتقدون أحقيتهم بالخلافة جاء إعتقادهم هذا من خلال عدم إعتراض المجتمع المسلم والإنسان أحيانا إذا لم يجد مَن يعارضه في قوله أو في فعله يتصور أنَّه صاحب حق في هذا القول وهذا الفعل.
وكان العديد من الناس وخصوصا العامة يرون نفس رؤيا الأمويين (بأنَّـهم أصحاب حق في الحكم ) وليومنا هذا نجد هذا الإعتقاد موجوداً.
وكان الأمويون وكثير من الناس أيضاً يعتقدون بأنَّ ((علي بن أبـي طالب واولاده وشيعتهم )) عليهم الصلاة والسلام هم على الباطلّ!!
وفي هذا المجال حاول الأمويون ترسيخ هذه الفكرة من خلال جعلهم ((سب علي بن أبـي طالب ))عليه الصلاة والسلام جزءاً من الصلاة ومن نَسِيَـهُ في سفره فيجب عليه قضاءه وقاموا ببناء مسجد خاص لهذا الغرض أطلقوا عليه
((مسجد الذكر))يقضون فيه مافاتـهم من سب أمير المؤمنين(عليه الصلاة والسلام) .
فكان لثورة الحسين(عليه الصلاة والسلام) تبـيـين حقَّـه في الخلافة وضلال من بغى عليه وإبراز هذه الصورة من الفهم لكلِّ أهل زمانه(عليه الصلاة والسلام) ولكل الأجيال المتعاقبة.
2- تكليف ظاهري//
بعد قيام الأمويون بالتضيـيق على الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) وسد جميع البلاد بوجه إقامته وأمنـه فيها خرجَ من المدينة وبعد مطاردتهم له رغبةً بقتله حتـى لو كان متعلِّقاً بأستار الكعبة أُجْبِرَ الإمام الحسين( عليه الصلاة والسلام) على مغادرة ((مكـة )) سعياً في الحفاظ على نفسه المقدسة وعياله وبعد دعوة ((أهل العـراق)) له عليه الصلاة والسلام كانَ عليه أنْ يُلَبّـي دعوتـهم برغم معرفته الكاملة للخيانة التـي ستحصل ولكن لتكون حُجَّة عليهم أمام الله تعالى ولكي لايقولوا دعوناه ولم يستجب لنا وإتَّهَمَنا بالشِقاق
والخيانـة.
ويمكن أنْ نقوم بإجمال أسباب خروج الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) من الحجاز إلى العـراق بمايلي//
1- طلب الإصلاح//
وهذا من اهم أسباب ثورته وخروجه (عليه الصلاة والسلام) وقد صَرّحَ بهِ (عليه الصلاة والسلام) فـي أول وثيقـة رسـمية لثورتـه (عليه الصلاة والسلام) فـي وصيته لأخيه (محمّد بن الحنفية) قائلاً//
((وإنّـي لم أخرج أشِـراً ولابَطِـراً ولامُفْسِداً ولاظالِما وَإنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصلاحِ فـي أُمَّـةِ جدي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أريد أنْ آمُـرَ بالمعروف وَأنْهـى عن المُنْكـر وَأسـير بسـيرة جدّي وأبـي علي بن أبـي طالب)).
فكانَ (عليه الصلاة والسلام ) يريد إحياء السُنَّةِ التـي أماتـها الأمويون ويريد إماتـة البِدعـة التـي أحياها الأمويون كما عَبَّر (عليه الصلاة والسلام) عن هذا المراد فـي كتابـهِ إلى ((البَصْـرة)) بقولـه (عليه الصلاة والسلام)//
((وَأنـا أدْعـوكم إلى كِتاب الله وَسُنَّـةِ نَبِـيِّهِ فَإنَّ السُنَّـةَ قد أُمِيـتَتْ والبِدْعَـةُ قد أُحْيِـيَتْ)).
2- تفويت الفرصة على يزيد//
كانَ يزيد بدون هذا وذاك يريد القضاء على الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) وعندما أصبح الحسين(عليه الصلاة والسلام) هو العقبة الكؤود أمام أطماعه ودنياه وحياتـه الماجِنـة فكان دافع الخلاص من الحسين(عليه الصلاة والسلام) عند يزيد قد أصبح أقوى وأكبر .
فقام يزيد بإصدار أوامـره وكمايلي//
كتب لواليه على المدينة آنذاك((الوليد بن عتبة)) بأنْ يأخذ البـيعة من الحسين(عليه الصلاة والسلام) وإنْ لم يبايع فليضرب عنقـه.
أرسل ((عمرو بن سعيد)) فـي عسكرٍ عظيم و ولاّهُ أمر ((موسم الحج)) وأمره بمناجزة الحسين(عليه الصلاة والسلام) إنْ هو ناجزه _ وأنْ يقتله إنْ تمكّن منـه _ وإلاّ فَلْيَقْتُـلْـهُ غِيْلَـةً.
قام في تلكَ السَنَة بِدَسِّ ((ثلاثين رجلاً مِنْ شياطين بنـي أُمَيَّـة)) مع حُجّاج بيت الله الحرام وأمرهم بقتل الحسين(عليه الصلاة والسلام) كيفما إتَّفَق ولو كانَ مُتَعَلِّقَـاً بِأسْتارِ الكَعبَـة.
(وكان الإمام الحسين عليه السلام لا يريد أن يكون مقتله بلا صدى إعلامي و لن يتحقق الصدى الإعلامي لمقتله في المدينة و لا في مكة.... بل البيئة الإعلامية و الحاضنة الأنسب هي كربلاء)
و كما قال عليه السلام (بنو أمية أخذوا مالي فصبرت.. شتموا عرضي فصبرت.. طلبوا دمي فهربت).
3-إتمام الحُجَّـة على أهل الكوفـة//
مِنْ أهم أسباب ودواعي خروج الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) إلـى ((العـراق)) هو إجابـة دعوة أهل الكوفـة فإنَّهم راسلوه وإجتمع عنده أكثر مِنْ ((12,000 كتاب)) منهم والكتاب ليس ناطقاً عن شخص بمفرده وإنَّما عن جماعة قَلّـت هذه الجماعة أو كَثُـرَتْ .
فكان (عليه الصلاةوالسلام) يرى في خروجـه إليهم إتْماماً للحثجَّـةِ عليهم لاسِيَما بعد بـيعتهم لسفـيره وإبن عمّه ((مسلم بن عقيل)) عليهما الصلاة والسلام وأنَّهم بلغوا ((30,000)) على أقل الروايات .
4-حفظ حُـرْمَـة الحَـرَم المكّي//
كانَ الحسين(عليه الصلاة والسلام) حـريْصاً على الخروج من الحجاز بِأسرع وقت لِـئَلاّ يقع بـينه وبين يزيد قتالٌ في الحرم المكّي المقدّس فَتُـهْتَكُ حُـرْمَة البـيت الحرام لِعِلْمش الحسين(عليه الصلاة والسلام) بأوامـر يزيد لأتباعـه بأنْ يقتلوا الحسين(عليه الصلاة والسلام) ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة!!
5-نشـر دعوتـه(عليه الصلاة والسلام)//
أصبح خروج الحسين(عليه الصلاة والسلام) حديث الساعـة فَـأَوْجَـدَ الإمام (عليه الصلاة والسلام) بمسـيرتـهِ تلك وخروجـه ((ثورةً فِكريَّـةً )) في الأُمَّـةِ التـي كانت تعانـي ((كما ذكرنا في الحلقات السابقة من هذا الموضوع)) من ((الخُمُـود الفكري)) وكانَت هذه الثورة الفِكرية من اهم أهداف الحسين(عليه الصلاة والسلام) لأنَّ الإنسان إذا بَدَأَ بالتَفكير فهذا يعنـي الخطوة الأُولـى على الطريق.
*****
وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق