إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

* ليلة و يوم 3 محرم *

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • * ليلة و يوم 3 محرم *

    بسم الله الرحمن الرحيم
    لله الحمد و الشكر وعلى محمّد وآله الصلاة والسلام وعلى من عاداهم اللعن على الدوام.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وبعد-

    * ليلة و يوم 3 محرم *
    *****
    ((يكون الحديث فيـه عادةً عن خروج الإمام الحسـين(عليه الصلاة والسلام) مِن مكـة وتوجهـه إلى العـراق وأيضاً التغيـيرات التـي أَدَّتْ إلـى إتِّخاذ هذا القـرار مِنْ قِبَلْ الإمام الحسـين(عليه الصلاة والسلام)...))
    *****
    خروج الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) من المدينـة ومكـة وثورتـه بوجه الحكم الأموي كانَ لوجود صنفين مِنَ التكليف للإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) كما قال ((الشيخ الشوشتري)) الذي يذكر قوله المحقق السيد ((عبد الرزاق المُقَرَّم الموسوي)) في كتابه ((مقتل الحسين))عليه الصلاة والسلام.
    يقول الشيخ الشوشتري أنَّ التكليفين هما//
    1- تكليف واقعي//

    وهو أنَّ الأمويين كانوا يعتقدون أحقيتهم بالخلافة جاء إعتقادهم هذا من خلال عدم إعتراض المجتمع المسلم والإنسان أحيانا إذا لم يجد مَن يعارضه في قوله أو في فعله يتصور أنَّه صاحب حق في هذا القول وهذا الفعل.
    وكان العديد من الناس وخصوصا العامة يرون نفس رؤيا الأمويين (بأنَّـهم أصحاب حق في الحكم ) وليومنا هذا نجد هذا الإعتقاد موجوداً.
    وكان الأمويون وكثير من الناس أيضاً يعتقدون بأنَّ ((علي بن أبـي طالب واولاده وشيعتهم )) عليهم الصلاة والسلام هم على الباطلّ!!
    وفي هذا المجال حاول الأمويون ترسيخ هذه الفكرة من خلال جعلهم ((سب علي بن أبـي طالب ))عليه الصلاة والسلام جزءاً من الصلاة ومن نَسِيَـهُ في سفره فيجب عليه قضاءه وقاموا ببناء مسجد خاص لهذا الغرض أطلقوا عليه
    ((مسجد الذكر))يقضون فيه مافاتـهم من سب أمير المؤمنين(عليه الصلاة والسلام) .
    فكان لثورة الحسين(عليه الصلاة والسلام) تبـيـين حقَّـه في الخلافة وضلال من بغى عليه وإبراز هذه الصورة من الفهم لكلِّ أهل زمانه(عليه الصلاة والسلام) ولكل الأجيال المتعاقبة.
    2- تكليف ظاهري//
    بعد قيام الأمويون بالتضيـيق على الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) وسد جميع البلاد بوجه إقامته وأمنـه فيها خرجَ من المدينة وبعد مطاردتهم له رغبةً بقتله حتـى لو كان متعلِّقاً بأستار الكعبة أُجْبِرَ الإمام الحسين( عليه الصلاة والسلام) على مغادرة ((مكـة )) سعياً في الحفاظ على نفسه المقدسة وعياله وبعد دعوة ((أهل العـراق)) له عليه الصلاة والسلام كانَ عليه أنْ يُلَبّـي دعوتـهم برغم معرفته الكاملة للخيانة التـي ستحصل ولكن لتكون حُجَّة عليهم أمام الله تعالى ولكي لايقولوا دعوناه ولم يستجب لنا وإتَّهَمَنا بالشِقاق
    والخيانـة.
    ويمكن أنْ نقوم بإجمال أسباب خروج الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) من الحجاز إلى العـراق بمايلي//
    1- طلب الإصلاح//
    وهذا من اهم أسباب ثورته وخروجه (عليه الصلاة والسلام) وقد صَرّحَ بهِ (عليه الصلاة والسلام) فـي أول وثيقـة رسـمية لثورتـه (عليه الصلاة والسلام) فـي وصيته لأخيه (محمّد بن الحنفية) قائلاً//
    ((وإنّـي لم أخرج أشِـراً ولابَطِـراً ولامُفْسِداً ولاظالِما وَإنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصلاحِ فـي أُمَّـةِ جدي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أريد أنْ آمُـرَ بالمعروف وَأنْهـى عن المُنْكـر وَأسـير بسـيرة جدّي وأبـي علي بن أبـي طالب)).
    فكانَ (عليه الصلاة والسلام ) يريد إحياء السُنَّةِ التـي أماتـها الأمويون ويريد إماتـة البِدعـة التـي أحياها الأمويون كما عَبَّر (عليه الصلاة والسلام) عن هذا المراد فـي كتابـهِ إلى ((البَصْـرة)) بقولـه (عليه الصلاة والسلام)//
    ((وَأنـا أدْعـوكم إلى كِتاب الله وَسُنَّـةِ نَبِـيِّهِ فَإنَّ السُنَّـةَ قد أُمِيـتَتْ والبِدْعَـةُ قد أُحْيِـيَتْ)).
    2- تفويت الفرصة على يزيد//
    كانَ يزيد بدون هذا وذاك يريد القضاء على الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) وعندما أصبح الحسين(عليه الصلاة والسلام) هو العقبة الكؤود أمام أطماعه ودنياه وحياتـه الماجِنـة فكان دافع الخلاص من الحسين(عليه الصلاة والسلام) عند يزيد قد أصبح أقوى وأكبر .
    فقام يزيد بإصدار أوامـره وكمايلي//
     كتب لواليه على المدينة آنذاك((الوليد بن عتبة)) بأنْ يأخذ البـيعة من الحسين(عليه الصلاة والسلام) وإنْ لم يبايع فليضرب عنقـه.
     أرسل ((عمرو بن سعيد)) فـي عسكرٍ عظيم و ولاّهُ أمر ((موسم الحج)) وأمره بمناجزة الحسين(عليه الصلاة والسلام) إنْ هو ناجزه _ وأنْ يقتله إنْ تمكّن منـه _ وإلاّ فَلْيَقْتُـلْـهُ غِيْلَـةً.
     قام في تلكَ السَنَة بِدَسِّ ((ثلاثين رجلاً مِنْ شياطين بنـي أُمَيَّـة)) مع حُجّاج بيت الله الحرام وأمرهم بقتل الحسين(عليه الصلاة والسلام) كيفما إتَّفَق ولو كانَ مُتَعَلِّقَـاً بِأسْتارِ الكَعبَـة.
    (وكان الإمام الحسين عليه السلام لا يريد أن يكون مقتله بلا صدى إعلامي و لن يتحقق الصدى الإعلامي لمقتله في المدينة و لا في مكة.... بل البيئة الإعلامية و الحاضنة الأنسب هي كربلاء)
    و كما قال عليه السلام (بنو أمية أخذوا مالي فصبرت.. شتموا عرضي فصبرت.. طلبوا دمي فهربت).
    3-إتمام الحُجَّـة على أهل الكوفـة//
    مِنْ أهم أسباب ودواعي خروج الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) إلـى ((العـراق)) هو إجابـة دعوة أهل الكوفـة فإنَّهم راسلوه وإجتمع عنده أكثر مِنْ ((12,000 كتاب)) منهم والكتاب ليس ناطقاً عن شخص بمفرده وإنَّما عن جماعة قَلّـت هذه الجماعة أو كَثُـرَتْ .
    فكان (عليه الصلاةوالسلام) يرى في خروجـه إليهم إتْماماً للحثجَّـةِ عليهم لاسِيَما بعد بـيعتهم لسفـيره وإبن عمّه ((مسلم بن عقيل)) عليهما الصلاة والسلام وأنَّهم بلغوا ((30,000)) على أقل الروايات .
    4-حفظ حُـرْمَـة الحَـرَم المكّي//
    كانَ الحسين(عليه الصلاة والسلام) حـريْصاً على الخروج من الحجاز بِأسرع وقت لِـئَلاّ يقع بـينه وبين يزيد قتالٌ في الحرم المكّي المقدّس فَتُـهْتَكُ حُـرْمَة البـيت الحرام لِعِلْمش الحسين(عليه الصلاة والسلام) بأوامـر يزيد لأتباعـه بأنْ يقتلوا الحسين(عليه الصلاة والسلام) ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة‍‍!!
    5-نشـر دعوتـه(عليه الصلاة والسلام)//
    أصبح خروج الحسين(عليه الصلاة والسلام) حديث الساعـة فَـأَوْجَـدَ الإمام (عليه الصلاة والسلام) بمسـيرتـهِ تلك وخروجـه ((ثورةً فِكريَّـةً )) في الأُمَّـةِ التـي كانت تعانـي ((كما ذكرنا في الحلقات السابقة من هذا الموضوع)) من ((الخُمُـود الفكري)) وكانَت هذه الثورة الفِكرية من اهم أهداف الحسين(عليه الصلاة والسلام) لأنَّ الإنسان إذا بَدَأَ بالتَفكير فهذا يعنـي الخطوة الأُولـى على الطريق.

    *****
    وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة علي الحمداني; الساعة 04-07-2023, 05:35 PM.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لله الحمد و الشكر وعلى محمّد وآله الصلاة والسلام وعلى من عاداهم اللعن على الدوام.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وبعد-

    مِنَ المُلاحظات الواجب الإلتفات إليها فـي هذا الفصل مِنْ فصول الملحمة الحسينية وهو ما أستطيع أنْ أُسَمِّيـهِ ((فَصْلُ الجَلاء)) من فصول الملحمة المقدَّسـة الخالدة ، ونـأتـي للتَعَـرُّفْ سَـوِيَّـةً على هذه المُلاحظات//
    أولاً_ التَغْيـير//

    الحسين (عليه الصلاة والسلام) كان يريد القيام بثورة يعنـي يريد القيام بتغيـيرٍ لحالٍ وواقعٍ فاسِدٍ لِيَجْعَلَهُ مغايِراً لِما هُوَ عليه من الفساد والإنحطاط والتدهور والتدنّـي، وهذا هُوَ ماصَرَّح بِهِ (عليه الصلاة والسلام) فـي خطاباتهِ وبَـياناتِهِ المتلاحقة فـي مكـة فذكرَ أنَّ مِنْ أهم أسباب خروجه (عليه الصلاة والسلام) هو أنَّ الإٍسلام ومصادر التشريع والواقع تريد لهُ الخروج فقال(عليه الصلاة والسلام) نَقلاً عن جدّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله وآله وسلّم)//
    ((مَنْ رأى سُلطانـاً جائراً مُسْتَحِلاًّ لِحـرامِ اللهِ ناكِثَاً لِعَهْدهِ مُخالِفَاً لِسُنَّـةِ رسولِ اللهِ صلّى الله عليهِ وآلـهِ وَسَلَّم يعملُ فـي عِبادِ اللهِ بِالإثْمِ وَالعُدْوان ولَمْ يُغَـيِّرْ عَلَيْـهِ بِفِعْـلٍ وَلا قَوْلٍ كانَ حَقَّـاً على اللهِ يُدْخِلَـهُ مَدْخَلَـه)).
    فكانَ خُـروج الحسين(عليه الصلاة والسلام) من الحِجـاز يُعْتَبَـرُ سِلاحـاً مِنْ أسْلحـة التغيـير التـي قامَ الحسين الشهيد (عليه الصلاة والسلام) بإعدادها للمعركـة ولتحقيق الهدف المنشـود.
    ثانـياً_ الإختـيار الأمْثَـلْ لِسـاعـة الصِفـر//
    فـي واقعنـا المُعاصِـر قامَتْ ثورات وأُجْهِضَتْ لماذا ؟؟
    أُجْهِضَتْ وتَمَّ القضاء عليها لأنّها لم تَـتَوَخّى الإختيار الأمثل لتوقيت القيام بالثورة .
    وهذه أستطيع القول بأنَّـها قاعدة معروفة ومعمول بـها لدى أطراف النِـزاعات والصراعات ليس السياسية فقط لا بل حتـى ((الصراع بين شخصين)) فمثلاً الإنـتفاضـة الشعبـية التـي قامت فـي العـراق والمسماة
    بـ((الإنـتفاضـة الشعبانـية)) كانَ مِنْ أبرز أسباب تطويقها وحصرهاومنعها عن تحقيق المراد منها هو عامل التوقيت .
    وقد يسأل أحد لاسيما مِنَ الذينَ لهم إطِّلاع على وقائع تلك الإنتفاضة المباركة فيقول ما هو دَخْلُ عامل التوقيت في المسألة وقد كانَ الوقت مناسباً للنهضة والثورة نـتيجةً للإنكسار والضعف الكبير الحاصل في جبهة النظام المجرم فيكون الجواب هو //
    صحيح أنَّ التوقيت كانَ مناسِباً للثورة إذا نَظَرْنا مِنْ زاوية ضعف نظام صدام وقتها ولكن يجب أنْ لايفوتـنا أنْ ننظر مِن أكثر مِن زاوية لتكون لدينا إحاطة كاملة بالصورة التـي أمامنا فمِن زاوية ضعف نظام صدام كان التوقيت للنهوض سليماً نعم هذا صحيح ، ولكن مِنْ زاوية الكُتْلَة المؤمنة القائمة بالثورة والجماهير التـي كانت تتولّى العملية التغيـيرية مِنْ هذه الجِهة ماكانَ التوقيت سليماً أبداً وكانت الثورة وقتها بمثابة ((إصدار قرار بالمواجهة دونَ إعداد العُدَّة اللازمة كدخول معركة بدون تجهيزات عسكرية كافية )) فكانت المسألة تعتبر خَلَلاً في حسابات المشروع الإسلامي نـتيجةً لـ((التَسَـرُّع)) الذي حصلَ مما أدى إلى تقديم خسائر لانقوى على حصرها وقد يتطلب ذلك سنيناً من التَقَصّي
    والتحقيق وهذا ما سيحصل بعد زوال طاغية بغداد في القريب العاجل إن شاء الله تعالى وسوف نسمع بينَ الآونة والأخرى بإكتشافٍ جديد ليسَ إكتشافاً عِلْمِيّاً _ لا _ بل إكتشافاً لفصلٍ مِنْ فصول التضحيات التـي قَدَّمها الخط الإسلامي في العـراق .
    هذا من جانب الصراعات السياسية أما من جانب الصراعات الفردية فمعروفُ وظاهرٌ للعَيان أنَّ أكثر الناس يتخذ قراره بالمواجهة مع الخصم عندما يكون هو مؤهَّل لذلك وأسباب نصره وتقدّمه متوفِّرة على الأقل في حساباته هوَ أليس كذلك؟
    حتـى الأطفال _ الطفل يتخذ قراره بالمواجهة مع خصمه أكثر الأحيان عندما يكون هو أمام بـيته وليس بالقرب من بيت الخصم فالمسألة أظهر مِنْ أنْ تَخفى.
    أنـا في الواقع ذكرتُ هذه المقدمة الطويلة لكي تكون مقدمة لفهم ما ماورد المشاركة أعلاه فـي قولِ ((الفِـرار مِنْ يزيد)) لأنَّهُ قد يتبادر إلى بعض الأعزاء أنَّـنا قد أخْطأنا الوصف مَثَلاً بإختيار هذه العبارة ((الفِرار مِن يزيد)) .
    فهذا ماجاء في كتاب ((مقتل الحسين)) عليه الصلاةوالسلام للمحقق السيد ((عبدالرزاق المُقَرَّم الموسوي)) إذْ ينقل عن الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) قوله//
    ((إنَّ بَنـي أُمَيَّـة أَخّذوا مالـي فَصَبَـرْتُ وَشَـتَموا عِـرْضي فَصَبَـرْتُ وَطَلَبـوا دَمي فَهَـرَبْتْ)).
    هذا المعنـى مِنَ الهروب والفِـرار الذي أرادهُ الحُسين(عليه الصلاة والسلام) لَيْسَ الهروب والفِـرار الذي هو مُتعارَفٌ لدى عامَّـة الناس _كلا!
    بل هو معنـىً آخـر تَماماً وهو الآتـي//

    ((هُوَ الهروب والفرار خَوفاً مِـنْ إجهاضِ الأمل والإطاحة بالعمل وقَتْلِ الهدف وإعاقَـةِ التَقَدُّمْ وَإيقاف عَجَلَة الثورة وإخـماد الصَـرخـة وَ وَأْدِ الفِكْـرة
    وَكَسْـرِ الرايَـةِ قَبْلَ أنْ تُرْفَع))

    هذا هو مَعنـى هروب وفِرار الحسين(عليه الصلاة والسلام) فالحسين (عليه الصلاة والسلام) هربَ خَوفاً على ماذَكَرْتُ آنِفَـاً وفَـرَّ بِما ذَكَـرْتُ آنِفـاً فهلَ نَجِدْ مَنْ يقول بأنَّ الحسين ما صَنعَ ذلك؟؟؟!!
    لنْ نجد ...
    بَلْ نَجِـدْ السَيِّد جَعفـر الحِلّي العالِمُ والشاعـر يؤازِرْنـا فـي ما نَذهَبُ إلَـيهِ بقولِـهِ//
    *****
    خَرَجَ الحسينُ مِنَ المدينة خائفاً** كخروج موسى خائفاً يتكتمُ
    وقد انجلى عن مكةٍ وهوَ ابنها**وبهِ تَشَرَّفَت الحطيم وزمزمُ

    *****

    فالحُسَين (عليه الصلاة والسلام) هَرَبَ وَفَـرَّ خائِفاً على ماذا؟؟
    خائِفاً على ((إقْدامِـهِ فـي كـربلاء))أنْ يتم تطويقـه وفِـرارهُ هذا هو ((الفِـرارُ المُقَدَّس)) الذي أوْجَبَ على كُلِّ صاحِبِ فِكْـرَةٍ أنْ يَلْتَزِمَ بِـهِ
    إقْتِداءً وتأسِيَّـاً بالحُسَـين((عليه الصلاةوالسلام)).
    فهذا هو الحُسَـين(عليه الصلاة والسلام) يُعَلِّمُنـا كيفَ نقوم بـ//
    ((تحديد ساعة الصِفـر)) ليتم جَنْـيُ أفضل الثِمار.
    ثالِثـاً_ توضيف مكة لخدمـة القضية //
    الموقع السِتراتيجي كما يُسمّى فـي أيامِنا له دور كبـير لم يُغْفِلْـهُ الإمام (عليه الصلاة والسلام) فاختارَ الحسين(عليه الصلاة والسلام) مكانـاً ومُنْطَلَقاً لِحَرَكَتِـهِ التصحيحية وكانَ هذا المكان هو ((مَكَّـة)) بعد خروجـه مِنَ((المدينة المنورة))
    وهذه بعض الملاحظات على هذا الإختيار //
    1-مكة تُتِيْح للحسين(عليه الصلاة والسلام) أنْ يُسْمِع ويوصل صوته لأكبر عدد ممكن من المسلمين لاسِيَما إذا عَرَفْنـا أنَّ فترة بقاء الحسين (عليه الصلاةوالسلام) فـي ((مكّة)) هيَ((باقي شهر شعبان /رَمَضان/ شَوّال / ذي القِعْدة / أيام مِنْ ذي الحَجَّة)) وهذه الفترة كافية تقريـباً لشرح وبيان أهداف الثورة وأسبابـها وهذه الفترة هي فترة إزدحام المسلمين عند بيت الله الحرام للعُمـرةِ والحَجّ فكانت تُمَثِّلْ الفترة النموذجية للفائدة مِنْ موقع مكة جغرافياً.
    2-مكة تُتيح للحسين(عليه الصلاة والسلام) أنْ يلتقي بأصحاب القرار السياسي بين أوساط الأمة ومنهم ((عبدالله بن عُمر بن الخطّاب)) وكذلك ((عبدالله بن الزبير بن العَوّام)) لا لكي يستعين بـهم _ لا _ بَلْ لبـيان حالِهِمْ للناسِ أيضاً لكي يعرف المجتمع الإسلامي((آنذاك وفـي وقتـنا هذا))أنَّ لاينبغي تسليم مقاليد أمورنا بِيَدِ أيٍّ كانَ لمجرَّد أنَّهُ يَدَّعي الدفاع عن حقوقنا فلو كانَ هؤلاء مدافعين واقعاً عن الحق والحقوق لَكانوا أسرع الناس لإجابَةِ دعوة الحسين(عليه الصلاةوالسلام) للنهوض والمواجهة ألَيْسَ كذلك؟؟
    وَإلاّ ماهوَ المانع لهم مِنْ مؤازرة الحسين(عليه الصلاة والسلام) ؟؟
    لامـانِعَ غَـيرَ المصالِح الخاصـة، التـي إتَّضَحَتْ بسكوت أحدهما مقابل مبلغ((50,000دينار)) وقيام الآخر بإنقلاب عسكري في المدينة المنورة بعد مقتل الحسين(عليه الصلاة والسلام) مُسْتَغِلاًّ روح الإستياء عند المسلمين من بَنـي أُمَيَّـة وَقَتْلِهم الحسين ((عليه الصلاة والسلام)).
    فكان الحسين (عليه الصلاة والسلام ) قد إستفاد من موقع مكة سياسياً .
    3-خروج الحسين(عليه الصلاة والسلام) فـي وَقتٍ غايَـةٍ فـي الأهميَّةِ وهو
    ((موسم الحج)) حيث أنَّـهُ ((عليه الصلاة والسلام)) كانَ خارجاً مِنْ مكة بنفس الوقت الذي تدخل فيه الناس إلى مكة فكان أمرهُ مثار تساؤل وتَعَجُّبْ للمسلمين ويزداد التساؤل والتَعَجُّبْ عندما يعلم المسلم بأنَّ هذا الخارج من الحرم فـي موسم الحج هو الحسين بن علي بن أبـي طالب سبط رسول الله (عليهم الصلاة والسلام).
    رابِعـاً_ قـراءة //
    مِنْ الأمور التـي أَوْرَدناها فـي مجال ذِكرنا لأهداف الحسين(عليه الصلاة والسلام) هو أنَّـهُ قالَ //
    ((أسـيرُ بسـيرة جَدّي وَسـيرة أبـي علي بن أبـي طالب))
    ماهِيَ هذه السـيرة ؟؟؟
    يَتَّضِحُ لنا مِنْ كلامِ الإمام الحسين(عليه الصلاة والسلام) أنَّ هناكَ مميزات لسـيرة جَدّهِ وأبـيهِ (عليهم وعليه الصلاة والسلام)وأعتقد أنَّ هُناكَ نوع فرق وإختلاف بين سيرة (محمّد وعلي) عليهما الصلاةوالسلام وبين سيرة باقي الناس .
    بتعبـير آخـر _ هناكَ خاصِيَّة يمكن رؤيتها عند (محمّد وعلي) عليهما الصلاة والسلام ((بوضوحٍ تـام)) لأنَّـهُ لَو لَمْ تكن المسألة مِنَ الواضِحات لَقامَ الإمام الحسين(عليه الصلاةوالسلام) بتوضيحها لأنَّـهُ ((عليه الصلاة والسلام)) كانَ واضحاً في كُلِّ أهدافـهِ وليسَ مِنْ شأنِـهِ الغموض وإستعمال العبارات ((الـمُعَمّاة)) التـي تُظْهِـرُ أمْـراً وَتُبْطِنُ آخـر.
    هذه الخاصِيَّة والعلامَـة الفارِقَـة التـي هيَ مشنْ اوضح الواضحات في سيرة (محمّد وعلي) عليهما الصلاة والسلام والتـي ماوُجِدَتْ عندَ غيرهما كوجودها عندهما (عليهما الصلاة والسلام) هيَ ((مَنْهَج اللاعُنْف)) بمعنتى التسامح وقد جَسَّده رسول الله الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عند دخوله مكة فاتِحاً لها بقوله لرؤوس الحرب ضده //
    ((إذهَبوا فأنتمُ الطُلَقاء))
    وعندَ علي (عليه الصلاة والسلام) قد تَمَثّلَت في إطلاقه سراح ((مروان بن الحكم)) بعد أسره في معركة ((الجمل)) وكلمات علي (عليه الصلاة والسلام) في هذا المضمار أشهـر مِنْ أنْ تُذْكـر وقد صارت أمثالاً عند الناس كقوله (عليه الصلاة والسلام)//
    ((إذا مَلَكْتَ فَاسْجَـحْ))
    وهذا الحسين (عليه الصلاة والسلام) يؤكد وراثَتَهُ لـ((محمّدٍ وعلي) عليهم الصلاة والسلام ((سِـيْرَتِـيَّاً)) بقولهِ (عليه و آله الصلاة والسلام)//
    ((أيُّها الناس ...إنَّ أعفى الناس مَنْ عَفى عَنْ قُدْرَة، وَإنَّ أَوْصَلَ الناس مَنْ وَصَلَ مَنْ قَطَعَهُ ،وَمَنْ أَحْسَنَ أَحْسَنَ اللهُ إلَيْـه)).

    *****
    هذا يؤكـد للذين يَتَخَوَّفونَ مِنْ قِيام ((حُكْم إسلامي)) أنْ لا تخافوا فالنظام الإسلامي لن يأتـي لِيَنْتَقِمَ مِنْ أَحَدٍ وهؤلاء رُموزه (محمّد وعلي والحسين)عليهم الصلاة والسلام لاحِظوا سِـيْرَتَهُم أعمالهم وأقوالهم .
    وهذا هوَ دَيْدنُ ومنهجُ مَنْ تابَعَ هؤلاء العِظامْ (عليهم الصلاة والسلام).

    عُـذْراً للإطالـة ،ولكن كانَ هـذا تعميماً للفائـدة والله سبحانه وتعالـى وَلِـيُّ التوفيق وهو أرحم الراحمين.
    وأكرر لكم العزاء بمصاب الحسـين الشهيد (عليه الصلاة والسلام)
    رزقنا الله تعالى وإيـّاكم زيارتـه وخدمتـه والإقتداء بـه.

    *****
    وسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة علي الحمداني; الساعة 29-12-2004, 03:36 AM.

    تعليق


    • #3
      لا يوم كيومك يا ابا عبدالله

      عظم الله اجوركم بمصاب سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين عليه السلام
      عمت الفائده ان شاء الله شاعرنا الفاضل فلقد استفدنامن جهودكم
      احسنت وجعله الله دخراً لكم يوم الورودببركات ابي عبدالله الحسين روحي فداه
      اللهم صلي على محمد وعلى آله الاطهار وعجل فرجهم

      تعليق


      • #4
        ((اللهم صلي على محمد وآل محمدوعجل فرجهم))
        شكراً لك أخ علي الحمداني على هذا المجهود الطيب وفقكم الله تعالى 0
        تبكيك عيني لالأجل مثوبة **لاكنما عيني لأجلك باكية0

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم
          مشكور اخوي على هذه المعلومات المفيدة
          جعله الله في ميزان حسناتك انشاء الله
          تحياتي

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم

            عظم الله اجوركم بمصاب سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين عليه السلام
            عمت الفائده ان شاء الله شاعرنا الفاضل فلقد استفدنامن جهودكم
            احسنت وجعله الله دخراً لكم يوم الورودببركات ابي عبدالله الحسين
            روحي فداه
            اللهم صلي على محمد وعلى آله الاطهار وعجل فرجهم


            اثابكم الله وتقبل منكم صالح الاعمال
            والحمد لله على الولايه

            تعليق


            • #7
              الأعزاء الكرام أعضاد الإيمان .......
              حبات المطر//معالج//محبة أهل الكساء//دمعة الحوراء أعجز عن مجازاة أفضالكم يا كرام
              دعواتكم .....إطراؤكم.....دعمكم لي
              أسأل الله تعالى أن يثيبكم ثواب الناصرين للحسين صلى الله عليه و آله و أصحابه و سلم
              خادمكم المقصر
              علي الحمداني

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X