بسم الله الرحمن الرحيم
لله الحمد وعلى محمّد وآله الصلاة والسلام وعلى من عاداهم اللعن على الدوام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد-
* ليلة و يوم 7 محرّم *
*****
((تَمَّ تخصيصـه لِلْحديث عَنْ الرجل الذي لم ترَ الدنيا مثله بين المأمومين وهو مولانـا أبـي الفَضْل العَبـّاس بن أمير المؤمنين (عليهما الصلاة والسلام) قَمـر بنـي هـاشـم صاحب الرايـةِ يوم عاشـوراء وقـائـد قُـوات الحُسَـين(عليهما الصلاة والسلام)...)).
*****
أبو الفضل العبـاس (عليه الصلاة والسلام) حـازَ مِنَ الفضائل والمكارِم ما تعجـز عن الإحاطة بـهِ أقلام الكاتبـين وأوصاف الواصفين وكيفَ لايكونُ كذلك وهوَ الذي يقولُ لـهُ الإمام المعصوم الحسين(عليه الصلاة والسلام) يقول لـهُ ((إركب بنفسـي أنت!!!))
فإذا كان الإمام المعصوم يفتديـهِ بنفسـهِ المقدّسـة فَما هِيَ حقيقـة أبـي الفضل (عليه الصلاة والسلام) عِلْمُ ذلكَ عندَ الله سبحانـهُ وتعالـى.
مِـنَ الملاحظات فـي هذا الخصوص مايلي//
كثيرون قد يدخلونَ إلـى ساحة القتال ويقاتلون بضراوة ،وكثيرون يدافعون عن مبادئهم ،وكثيرون يقفونَ مواقف البطولة والشجاعة ،ولكن هؤلاء وإنْ إشتركوا
فـي الظاهـر ولكنّهم على إختلاف فـي الباطن فهناكَ درجات تفاوت بين أحدٍ وآخـر مِنْ ناحية ((الإيمان بعدالة القضية / التصميم / الإندفاع والإستعداد النفسي...إلخ مِنَ الخصائص النفسيّـة)).
والعبّـاس (عليه و آله الصلاة والسلام) مِنْ هذه النواحي لم يذكر له التأريخ مثيلاً غير أبـيه علي بن أبـي طالب(عليهما الصلاة والسلام) ،ودليلُ أفضلية الإمام العباس (عليه و آله الصلاة والسلام) على كل الشهداء وأصحاب مواقف العِـزِّ والشرف هو قول الإمام زين العابدين(عليه الصلاة والسلام)//
((ألا وَإنَّ لِعَمّيَ العبـّاس مَـرْتِبَـةً فـي الجَنـَّةِ يَغْبِطُـهُ عَلَيْها جميعُ الشُهَـداء)).
بماذا نال هذه المرتبة ؟؟؟
كثيرون قاتلوا ببسالة ولكن الأمـر مُتَعَلِّقٌ ليس بظاهر عملِ أبـي الفضل العبـّاس(عليه الصلاة والسلام) فقط مع ما لَـهُ مِنَ التَمَيُّـزِ والتَفَـوُّقِ الظاهـر على كُلِّ عاملٍ فـي هذا السبـيل وإنَّـما الأمـر إضافـةً إلى الظاهـر فهوَ مُتَعَلِّقٌ بالباطِن بنفسيَّـة الإمام العبـّاس(عليه الصلاة والسلام)
لذلك تَجِدْ الشاعـر السيد جعفـر الحِلّي (رضوان الله عليه) يقول //
وَلَـهُ إلـىالإقْدامِ سُرْعَةُ هارِبٍ**فَكَأَنَّما هُوَ بِالتَقَدُّمِ يَسْـلَمُ
يعنـي أنَّ سرعة الهارب يضرب بـها المثل لأنَّها تكون ((بِحرارة وإندفاع شديدين)) فهذه الحرارة والإندفاع عند العباس(عليه الصلاة والسلام) في حال الهجوم مثل الحرارة والإندفاع التـي هيَ عندَ الهارب الذي يهرب طالباً الحِفاظ على نفسه فيكون هروبه بحرارة عظيمة ليس لها مثيل فكذلك الحال عند العباس
(عليه الصلاة والسلام) ولكن أين ؟
حرارة العبـّاس عند التقدم (فَكَأَنَّما هُوَ بِالتَقَدُّمِ يَسْلَمُ) عليه الصلاة والسلام.
وبناءً عليه نعرف أنَّ العبـّاس (عليه الصلاة والسلام) كانَ باطنه كظاهره من العطاء والفِداء ولهذا تجد أنـَّهُ أفضل من جميع الشهداء بِنَصِّ حديث المعصوم
زين العابدين(عليه الصلاة والسلام) الذي ذكرته أعلاه.
2_ عندي ملاحظة//
نعرف أنَّ مِنْ ألقاب مولانا أبـي الفضل العباس (عليه الصلاة والسلام) هو اللقب المعروف ((قَمَـر بنـي هاشـم)) .
أنـا أعتقـد أنَّ مِنْ أبـرز مظاهـر إنطباق هذا اللقب على العبـّاس(عليه الصلاة والسلام) هو مايلي//
[[المـقام الموجود حاليـاً للعبـّاس قُبـالَـةَ أخيـه الحسـين (عليهما الصلاة والسلام) مِن الجِهَتين الماديـة والمعنويـة، فمن الجهة المعنويـة لا أحد يذكر الحسين ولايذكر العباس معه (عليهما الصلاة والسلام) هذا التلازم المعنوي تَوَفَّـر للعبـّاس (عليه الصلاة والسلام) بدرجة لم تتوفَّـر مطلقاً لأيِّ فـردٍ مِنْ بنـي هاشم مع ما لهم مِنَ الفضائل.
وَمِنَ الجانب المـادي فهذا أوضح مِنَ الجانب المعنوي بكثير فَمَـنْ تجـد لَـهُ مقامـاً كمقام العبـّاس(عليه الصلاة والسلام) فـي كـربلاء المقدَّسـة وسبحانَ الله تعالـى فكأنَّ الله تعالـى أرادَ بِحِكْمَتِـهِ أنْ يُـرَسِّخَ هذا المعنـى لدى كُلِّ المسلمين بلا فَـرق فَجَعَلَ سبحانهُ وتعالـى للعبـّاس (عليه الصلاة والسلام) خـاصِّيـَّةً إنفـرَدَ بـها وهيَ أنَّ القَسَمَ بِـهِ إنْ كانَ زُوراً فَلَـهُ العقوبـةُ الحاضـرة فـي أعْجَـلِ العاجِلِ دُونَ أدْنـى شَكٍّ فـي ذلكَ وهذا مُتَسالَمٌ عَلَيـهِ عِنْدَ جيرانـهِ (أهل العـراق قاطِبـةً) على إختلاف مذاهبهم فأصبحَ العبـّاس (عليه الصلاة والسلام) قَمَـر بنـي هاشِم وسَيِّدهم بعـدَ الحسَنـين (عليهما الصلاة والسلام) بلا خِلافٍ فـي ذلكَ بِكُلِّ معانـي وصِفات القمـر مِنَ ((النُور والتـألُّق والعَـلاء والفَضْل والجَمال والعطاء والبَهاء)) وغيرها مِنْ صِفات الكمال ]].
3_ مِثـالُ المَـأمُـوم الكامـل//
نَحن نعرف أنَّ الله تعالـى قال فـي الحديث القدسي //
((عَبْـدي أَطِعْنـي تَكُـنْ مِثْلي (مَثَلي) تقولُ للشئِ كُـنْ فَيَكـون))
هذا القانون الإلـهي إذا كانَ يَصْلُح كـ((منهج ودستور عمل)) لعلاقـة ((العبد بِـرَبـِّهِ)) فَمِنْ بـابٍ أَوْلـى أنَّ تطبـيق هذا القانون على علاقـة ((الإمام والمأموم)) سيكون ممكنـاً وظاهِـراً وواضِحـاً أكثـر مِنَ التطبـيق على ((علاقة العبد بالله تعالـى)) بمعنـى ((أنَّ إمكانِيـّة كونكَ مثالاً عن الإمام المعصوم ستكون أسهل وأقرب مِنْ كونك مِثالاً عن الله تعالـى )) .
مِنْ هذا المنطلق نُلاحِظ أنَّ العبـّاس (عليه الصلاة والسلام) إسْتَحَـقَّ أنْ يُنـادي الحسين(عليه الصلاة والسلام) بعد مقتله //
((واضَيْـعَتَـنـا بَعْـدَك ))
لايظن أحـد أنَّ هذه العبارة قالها معصومٌ لأحـد مِـنَ البَشَـر غير ((أبـي الفَضـل العبـّاس)) عليه الصلاة والسلام،
فهل نقدر على إدراكِ كُنههِ بعـدَ هـذا !!!!!
ثُمَّ لاحِظْ كلمات الإمام الحسـين (عليه الصلاة والسلام) وأفعـالـه مع العبـّاس (عليه الصلاة والسلام)//
*قال له عندما طلب الإذن بالنزول لساحة المعركة//
((أخي أبـا الفَضْل أنْتَ حامِـلُ لِـوائي ،إذا مَضَيْتَ يَـؤُول جَـمْعي إلـى الشَتـاتْ)).
(هـذا ماقاله الحسين لأحد غير العباس )عليهما الصلاة والسلام
**بعد مقتل العباس (عليه الصلاة والسلام) قامَ الحسين (عليه الصلاة والسلام) بالدخول إلـى خيمتـه الكبيرة والتـي تُمَثِّل المقر الرئيسي للحسين (عليه الصلاة والسلام) كقيادة عسـكـريـَّة فقام الحسين(عليه و آله الصلاة والسلام
((برفع عمودها الأوسط فسقطت على الأرض)) بمعنـى أنَّ الحسين الآن قد تَمَّ القضاء عليهِ عسكريـاً،
يَعِـُّز عَلَيَّ والله أنْ أكتبَ هـذا فإنـّا للهِ وإنـّا إلَيـْهِ راجِعُـون .
وهـذا أيضاً ماصَنَعَهُ الحسين(عليه الصلاة والسلام) مع أحـد أبداً.
***قامَ الحسين(عليه الصلاة والسلام) بِمَنْعِ العبـّاس (عليه الصلاة والسلام) مِنَ النـزول لساحة المعركة وأبقاه إلـى آخـر لحظة بعد الجميع ممايدل على إعتزازه بـهِ بشكل يفوق إعتزازه بأي أحـد غيره .
وهذا المنع والتأخير وأستطيع أنْ أقول ((الإدِّخـار)) للعبـّاس مِنْ قِبَلِ الحسين (عليهما الصلاة والسلام) لم يكن لغـير العبـّاس(عليه الصلاة والسلام) إلاّ لأبيه أمير المؤمنين (عليه و ىله الصلاة والسلام) عندما آخى الرسول الأكرم الحبيب محمّد (صلى الله عليه و آله وسلّم) بين أصحابه وقال للأمير علي بن أب يطالب (عليه و آله الصلاة و السلام) :
((لقد إدَّخَرْتُكَ لنفسي)).
أسـأل الله تعالـى أنْ يَمُنَّ علينـا بِخِدْمَـة وزيـارة مولانـا العبـّاس
(قمـر بنـي هاشـم) وأخيـهِ الحسين (عليه الصلاة والسلام) وأبـيهما أمير المؤمنين وكل الطاهرين(عليهم الصلاة والسلام) .
*****
أسألكم الدعـاء والمعذرة، كتبنا الله تعالى وإياكم خَدَماً للحسين (عليه و آله الصلاة والسلام).
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
لله الحمد وعلى محمّد وآله الصلاة والسلام وعلى من عاداهم اللعن على الدوام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد-
* ليلة و يوم 7 محرّم *
*****
((تَمَّ تخصيصـه لِلْحديث عَنْ الرجل الذي لم ترَ الدنيا مثله بين المأمومين وهو مولانـا أبـي الفَضْل العَبـّاس بن أمير المؤمنين (عليهما الصلاة والسلام) قَمـر بنـي هـاشـم صاحب الرايـةِ يوم عاشـوراء وقـائـد قُـوات الحُسَـين(عليهما الصلاة والسلام)...)).
*****
أبو الفضل العبـاس (عليه الصلاة والسلام) حـازَ مِنَ الفضائل والمكارِم ما تعجـز عن الإحاطة بـهِ أقلام الكاتبـين وأوصاف الواصفين وكيفَ لايكونُ كذلك وهوَ الذي يقولُ لـهُ الإمام المعصوم الحسين(عليه الصلاة والسلام) يقول لـهُ ((إركب بنفسـي أنت!!!))
فإذا كان الإمام المعصوم يفتديـهِ بنفسـهِ المقدّسـة فَما هِيَ حقيقـة أبـي الفضل (عليه الصلاة والسلام) عِلْمُ ذلكَ عندَ الله سبحانـهُ وتعالـى.
مِـنَ الملاحظات فـي هذا الخصوص مايلي//
1_ التصميم//
كثيرون قد يدخلونَ إلـى ساحة القتال ويقاتلون بضراوة ،وكثيرون يدافعون عن مبادئهم ،وكثيرون يقفونَ مواقف البطولة والشجاعة ،ولكن هؤلاء وإنْ إشتركوا
فـي الظاهـر ولكنّهم على إختلاف فـي الباطن فهناكَ درجات تفاوت بين أحدٍ وآخـر مِنْ ناحية ((الإيمان بعدالة القضية / التصميم / الإندفاع والإستعداد النفسي...إلخ مِنَ الخصائص النفسيّـة)).
والعبّـاس (عليه و آله الصلاة والسلام) مِنْ هذه النواحي لم يذكر له التأريخ مثيلاً غير أبـيه علي بن أبـي طالب(عليهما الصلاة والسلام) ،ودليلُ أفضلية الإمام العباس (عليه و آله الصلاة والسلام) على كل الشهداء وأصحاب مواقف العِـزِّ والشرف هو قول الإمام زين العابدين(عليه الصلاة والسلام)//
((ألا وَإنَّ لِعَمّيَ العبـّاس مَـرْتِبَـةً فـي الجَنـَّةِ يَغْبِطُـهُ عَلَيْها جميعُ الشُهَـداء)).
بماذا نال هذه المرتبة ؟؟؟
كثيرون قاتلوا ببسالة ولكن الأمـر مُتَعَلِّقٌ ليس بظاهر عملِ أبـي الفضل العبـّاس(عليه الصلاة والسلام) فقط مع ما لَـهُ مِنَ التَمَيُّـزِ والتَفَـوُّقِ الظاهـر على كُلِّ عاملٍ فـي هذا السبـيل وإنَّـما الأمـر إضافـةً إلى الظاهـر فهوَ مُتَعَلِّقٌ بالباطِن بنفسيَّـة الإمام العبـّاس(عليه الصلاة والسلام)
لذلك تَجِدْ الشاعـر السيد جعفـر الحِلّي (رضوان الله عليه) يقول //
وَلَـهُ إلـىالإقْدامِ سُرْعَةُ هارِبٍ**فَكَأَنَّما هُوَ بِالتَقَدُّمِ يَسْـلَمُ
يعنـي أنَّ سرعة الهارب يضرب بـها المثل لأنَّها تكون ((بِحرارة وإندفاع شديدين)) فهذه الحرارة والإندفاع عند العباس(عليه الصلاة والسلام) في حال الهجوم مثل الحرارة والإندفاع التـي هيَ عندَ الهارب الذي يهرب طالباً الحِفاظ على نفسه فيكون هروبه بحرارة عظيمة ليس لها مثيل فكذلك الحال عند العباس
(عليه الصلاة والسلام) ولكن أين ؟
حرارة العبـّاس عند التقدم (فَكَأَنَّما هُوَ بِالتَقَدُّمِ يَسْلَمُ) عليه الصلاة والسلام.
وبناءً عليه نعرف أنَّ العبـّاس (عليه الصلاة والسلام) كانَ باطنه كظاهره من العطاء والفِداء ولهذا تجد أنـَّهُ أفضل من جميع الشهداء بِنَصِّ حديث المعصوم
زين العابدين(عليه الصلاة والسلام) الذي ذكرته أعلاه.
2_ عندي ملاحظة//
نعرف أنَّ مِنْ ألقاب مولانا أبـي الفضل العباس (عليه الصلاة والسلام) هو اللقب المعروف ((قَمَـر بنـي هاشـم)) .
أنـا أعتقـد أنَّ مِنْ أبـرز مظاهـر إنطباق هذا اللقب على العبـّاس(عليه الصلاة والسلام) هو مايلي//
[[المـقام الموجود حاليـاً للعبـّاس قُبـالَـةَ أخيـه الحسـين (عليهما الصلاة والسلام) مِن الجِهَتين الماديـة والمعنويـة، فمن الجهة المعنويـة لا أحد يذكر الحسين ولايذكر العباس معه (عليهما الصلاة والسلام) هذا التلازم المعنوي تَوَفَّـر للعبـّاس (عليه الصلاة والسلام) بدرجة لم تتوفَّـر مطلقاً لأيِّ فـردٍ مِنْ بنـي هاشم مع ما لهم مِنَ الفضائل.
وَمِنَ الجانب المـادي فهذا أوضح مِنَ الجانب المعنوي بكثير فَمَـنْ تجـد لَـهُ مقامـاً كمقام العبـّاس(عليه الصلاة والسلام) فـي كـربلاء المقدَّسـة وسبحانَ الله تعالـى فكأنَّ الله تعالـى أرادَ بِحِكْمَتِـهِ أنْ يُـرَسِّخَ هذا المعنـى لدى كُلِّ المسلمين بلا فَـرق فَجَعَلَ سبحانهُ وتعالـى للعبـّاس (عليه الصلاة والسلام) خـاصِّيـَّةً إنفـرَدَ بـها وهيَ أنَّ القَسَمَ بِـهِ إنْ كانَ زُوراً فَلَـهُ العقوبـةُ الحاضـرة فـي أعْجَـلِ العاجِلِ دُونَ أدْنـى شَكٍّ فـي ذلكَ وهذا مُتَسالَمٌ عَلَيـهِ عِنْدَ جيرانـهِ (أهل العـراق قاطِبـةً) على إختلاف مذاهبهم فأصبحَ العبـّاس (عليه الصلاة والسلام) قَمَـر بنـي هاشِم وسَيِّدهم بعـدَ الحسَنـين (عليهما الصلاة والسلام) بلا خِلافٍ فـي ذلكَ بِكُلِّ معانـي وصِفات القمـر مِنَ ((النُور والتـألُّق والعَـلاء والفَضْل والجَمال والعطاء والبَهاء)) وغيرها مِنْ صِفات الكمال ]].
3_ مِثـالُ المَـأمُـوم الكامـل//
نَحن نعرف أنَّ الله تعالـى قال فـي الحديث القدسي //
((عَبْـدي أَطِعْنـي تَكُـنْ مِثْلي (مَثَلي) تقولُ للشئِ كُـنْ فَيَكـون))
هذا القانون الإلـهي إذا كانَ يَصْلُح كـ((منهج ودستور عمل)) لعلاقـة ((العبد بِـرَبـِّهِ)) فَمِنْ بـابٍ أَوْلـى أنَّ تطبـيق هذا القانون على علاقـة ((الإمام والمأموم)) سيكون ممكنـاً وظاهِـراً وواضِحـاً أكثـر مِنَ التطبـيق على ((علاقة العبد بالله تعالـى)) بمعنـى ((أنَّ إمكانِيـّة كونكَ مثالاً عن الإمام المعصوم ستكون أسهل وأقرب مِنْ كونك مِثالاً عن الله تعالـى )) .
مِنْ هذا المنطلق نُلاحِظ أنَّ العبـّاس (عليه الصلاة والسلام) إسْتَحَـقَّ أنْ يُنـادي الحسين(عليه الصلاة والسلام) بعد مقتله //
((واضَيْـعَتَـنـا بَعْـدَك ))
لايظن أحـد أنَّ هذه العبارة قالها معصومٌ لأحـد مِـنَ البَشَـر غير ((أبـي الفَضـل العبـّاس)) عليه الصلاة والسلام،
فهل نقدر على إدراكِ كُنههِ بعـدَ هـذا !!!!!
ثُمَّ لاحِظْ كلمات الإمام الحسـين (عليه الصلاة والسلام) وأفعـالـه مع العبـّاس (عليه الصلاة والسلام)//
*قال له عندما طلب الإذن بالنزول لساحة المعركة//
((أخي أبـا الفَضْل أنْتَ حامِـلُ لِـوائي ،إذا مَضَيْتَ يَـؤُول جَـمْعي إلـى الشَتـاتْ)).
(هـذا ماقاله الحسين لأحد غير العباس )عليهما الصلاة والسلام
**بعد مقتل العباس (عليه الصلاة والسلام) قامَ الحسين (عليه الصلاة والسلام) بالدخول إلـى خيمتـه الكبيرة والتـي تُمَثِّل المقر الرئيسي للحسين (عليه الصلاة والسلام) كقيادة عسـكـريـَّة فقام الحسين(عليه و آله الصلاة والسلام
((برفع عمودها الأوسط فسقطت على الأرض)) بمعنـى أنَّ الحسين الآن قد تَمَّ القضاء عليهِ عسكريـاً،
يَعِـُّز عَلَيَّ والله أنْ أكتبَ هـذا فإنـّا للهِ وإنـّا إلَيـْهِ راجِعُـون .
وهـذا أيضاً ماصَنَعَهُ الحسين(عليه الصلاة والسلام) مع أحـد أبداً.
***قامَ الحسين(عليه الصلاة والسلام) بِمَنْعِ العبـّاس (عليه الصلاة والسلام) مِنَ النـزول لساحة المعركة وأبقاه إلـى آخـر لحظة بعد الجميع ممايدل على إعتزازه بـهِ بشكل يفوق إعتزازه بأي أحـد غيره .
وهذا المنع والتأخير وأستطيع أنْ أقول ((الإدِّخـار)) للعبـّاس مِنْ قِبَلِ الحسين (عليهما الصلاة والسلام) لم يكن لغـير العبـّاس(عليه الصلاة والسلام) إلاّ لأبيه أمير المؤمنين (عليه و ىله الصلاة والسلام) عندما آخى الرسول الأكرم الحبيب محمّد (صلى الله عليه و آله وسلّم) بين أصحابه وقال للأمير علي بن أب يطالب (عليه و آله الصلاة و السلام) :
((لقد إدَّخَرْتُكَ لنفسي)).
أسـأل الله تعالـى أنْ يَمُنَّ علينـا بِخِدْمَـة وزيـارة مولانـا العبـّاس
(قمـر بنـي هاشـم) وأخيـهِ الحسين (عليه الصلاة والسلام) وأبـيهما أمير المؤمنين وكل الطاهرين(عليهم الصلاة والسلام) .
*****
أسألكم الدعـاء والمعذرة، كتبنا الله تعالى وإياكم خَدَماً للحسين (عليه و آله الصلاة والسلام).
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
تعليق