إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اي القولين نختار بارك الله فيك يابرقعي

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اي القولين نختار بارك الله فيك يابرقعي

    لم يأت أبدا في أقوال أولئك الذين عرفوا بالتقوى و*العلم و*الفضل من بين أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و*أبناء أعمامه و*أحفاده وذريته، مثل هذا الادعاء بأن عليا عليه السلام قد نُصِبَ إماما على الأمة من قِبَلِ الله تعالى ورسوله، فقد مر معنا قول الحسن المثنى بن الحسن المجتبى عليه السلام: [ لو*كان النبي أراد خلافته لقال: أيها الناس هذا ولي أمري والقائم عليكم بعدي فاسمعوا له وأطيعوا، ( ثم أضاف): أقسم بالله سبحانه أن الله تعالى لو*آثر عليا لأجل هذا الأمر و*لم يُقْـدِم عليٌّ كرَّم الله وجهه لكان أعظم الناس خطأ ].
    و*مر أيضا قول أمير المؤمنين نفسه، حسبما أورده المسعودي في كتابه "إثبات الوصية"، أنه u، لما سمع أن الناس بايعوا أبا بكر رضي الله عنه قال: [ إن تكن الإمامة في قريش فأنا أحق قريش و*إن لم تكن في قريش فالأنصار على دعواهم]، و*اعتزل الناس دون أن يذكر أي بيان أو*احتجاج آخر! فهل وظيفة المنصوص عليه من قبل الله تعالى و*رسوله هي أن يذهب و*يعتزل في بيته دون أن يقوم بأي دعوة أو*مطالبة؟! و*كما ذكرنا في رواية قيس بن عباد أن حضرة علي قال: [ والذي فلق الحبة و*برأ النسمة لو*عهد إلي رسول الله عهدا لجاهدت عليه و*لم أترك ابن أبي قحافة يرقى رجة واحدة من منبره! ].
    و*أورد الكشي في رجاله ( ص 164 من طبعة النجف) قصة نقاشٍ وقع بين مؤمن الطاق و*زيد بن علي يدل على أنه لم يكن في أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم بشيء اسمه الإمامة المنصوص عليها من الله، قال: [ إن مؤمن الطاق قيل له: ما جرى بينك و*بين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله ؟ قال: قال زيد بن علي: يا محمد بن علي! بلغني أنك تزعم أن في آل محمد إماما مـفترض الطاعة! قال: قلت نعم، و*كان أبوك علي بن الحسين أحدهم. قال (أي زيد): و*كيف و*قد كان يؤتى بلقمة و*هي حارة فيبرِّدها بيده ثم يلقمنيها، أفترى يشفق علي من حر اللقمة و*لا يشفق علي من حر النار ؟؟ ][1] ، أي أن زيدا رضي الله عنه يؤكد أن والده لم يخبره بموضوع وجود إمام مفترض الطاعة من الله! مما يفيد أن زيدا كان يرى في علي إماما في الحلال و*الحرام فحسب، أي أنه إذا قضى بشيء من أحكام الشرع كان ذلك حجة يجب على المؤمنين العمل بها باعتباره كان أعلم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأحكام الحلال و*الحرام.
    و*هذا المعنى جاء أيضا في رواية طويلة أوردها فرات بن ابراهيم الكوفي في تفسيره (ص 181 طبع النجف) فيما يلي نصها: [ قال: حدثنا أحمد بن القاسم معنعنا: عن أبي خالد الواسطي قال: قال أبو*هاشم الرماني ـ و*هو*قاسم بن كثير! [2] ـ لزيد بن علي: يا أبا الحسين بأبي أنت و*أمي هل كان علي صلوات الله عليه مفترض الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: فضرب رأسه ورقَّ لذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ثم رفع رأسه فقال: يا أبا هاشم كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نبيا مرسلا فلم يكن أحد من الخلائق بمنزلته في شيء من الأشياء إلا أنه كان من الله للنبي قال: { ما أتاكم الرسول فخذوه و*ما نهاكم عنه فانتهوا } و*قال: { من يطع الرسول فقد أطاع الله} (النساء / 80)، وكان في علي أشياء من رسول الله صلى الله عليه وآله و*سلم كان علي صلوات الله عليه من بعده إمام المسلمين في حلالهم وحرامهم و*في السنة عن نبي الله و*في كتاب الله، فما جاء به عليٌّ من الحلال والحرام أو*من سنة أو*من كتاب فرد الراد على علي و*زعم أنه ليس من الله ولا رسوله كان الراد على عليٍّ كافرا، فلم يزل كذلك حتى قبضه الله على ذلك شهيدا، ثم كان الحسن و*الحسين فوالله ما ادعيا منزلة رسول الله صلى الله عليه وآله و*سلم و*لا كان القول من رسول الله فيهما ما قال في علي غير أنه قال: " سيدي شباب أهل الجنة " فهما كما سمى رسول الله كانا إمامي المسلمين أيهما أخذت منه حلالك و*حرامك و*بيعتك فلم يزالا كذلك حتى قُبِضا شهيدين، ثم كنا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله و*سلم من بعدهما ولدهما ولد الحسن والحسين، فوالله ما ادعى أحد منا منزلتهما من رسول الله و*لا كان القول من رسول الله فينا ما قال في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن و*الحسين عليهم السلام، غير أنا ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يحق مودتنا وموالاتنا و*نصرتنا على كل مسلم، غير أنا أئمتكم في حلالكم و*حرامكم يحق علينا أن نجتهد لكم و*يحق عليكم أن لا تدعوا أمرنا من دوننا، فوالله ما ادعاها أحد منا لا من ولد الحسن و*لا من ولد الحسين أن فينا إمام مفترض الطاعة علينا و*على جميع المسلمين. فوالله ما ادعاها أبي علي بن الحسين في طول ما صحبته حتى قبضه الله إليه و*ما ادعاها محمد بن علي فيما صحبته من الدنيا حتى قبضه الله إليه فما ادعاها ابن أخي من بعده لا والله ولكنكم قوم تكذبون.
    فالإمام يا أبا هاشم منا المفترض الطاعة علينا و*على جميع المسلمين: الخارج بسيفه، الداعي إلى كتاب الله و*سنة نبيه، الظاهر على ذلك، الجارية أحكامه، فأما أن يكون إمام مفترض الطاعة علينا و*على جميع المسلمين متكئ فراشه مرجئ على حجته مغلق عنه أبوابه يجري عليه أحكام الظلمة فإنا لا نعرف هذا يا أبا هاشم.] [3] .
    هذا هو*الكلام المتين و*البرهان المبين الذي تفضل به جناب زيد بن علي بن الحسين عليه السلام الذي يرى أن عليا إنما هو*إمام المسلمين في بيان أحكام الإسلام من الحلال و*الحرام، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علمه ذلك كله (بالإضافة لما اختصه الله تعالى به من فهم متميز خاص للقرآن و*فقهه) فما بينه من أحكام الشريعة وجب على المسلمين الأخذ به، و*نجد هذا واضحا في تاريخ الخلفاء الراشدين سيما أبي بكر رضي الله عنه و*عمر رضي الله عنه اللذان كانا يرجعان إليه ويستفسران رأيه في كل مسألة عويصة تعرض عليهما فلا يعدلان عن رأيه أبدا فكانا يعتبرانه إماما لهما في العلم و*الدين إلى الحد الذي اشتهر عن عمر رضي الله عنه أنه قال في أكثر من سبعين موردا: [ لولا علي لهلك عمر ] و*كان كثيرا ما يقول: [ لا أبـقانـي الله بعـدك يا أبا الحسن!] [4] ، و*في نظر جناب زيد أن الحسن والحسين أيضا كانا إمامين طوال مدة حياتهما بمعنى كون كل منهما قدوة ومرجع للناس في بيان الحلال و*الحرام، و*كذلك كان كل واحد من علماء أهل البيت: سواء علي بن الحسين (زين العابدين) أم الحسن بن الحسن أم محمد بن علي (الباقر) أم عبد الله بن الحسن بن الحسن (الكامل) أم زيد بن علي أم محمد بن عبد الله (النفس الزكية)، إماما و*مرجعا للناس في عصره في الإرشاد و*بيان الأحكام، وهذا هو*المعنى الصحيح لحديث الثقلين: [ إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ]، و*بهذا المنطق فقط يمكن حل جميع الاختلافات الدينية بين المسلمين وإعادة المياه إلى مجاريها و*تحويل العداوة و*البغضاء إلى الأخوَّة و*الاتفاق، لا بسبِّ أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) وسلم لخلفاء أو*سب و*اتهام سائر الفرق الإسلامية! لأنني لا أتصور أنه يوجد بين المسلمين أحد ممن يرجو*النجاة لنفسه من عقبات يوم القيامة مّنْ يرفض هذا المنطق ـ إلا من كان في قلبه مرض أو*غرض ـ، فمَن مِن المسلمين يمكنه أن ينكر فضائل علي عليه السلام مع كل تلك الأحاديث النبوية التي صدرت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) طوال مدة حياته في حقه ؟ من الذي يمكنه أن ينكر جهاد ذلك الإمام الهمام و*سيرته التي كلها تضحيات في سبيل نصرة الإسلام و*اعلاء كلمته ؟ في حين أنه لا توجد مرحلة من مراحل الدعوة الإسلامية إلا و*كان لعلي دور مؤثر في تقدمها و*علو*شأنها، و*إن سيرته العطرة مليئة بالمواقف البطولية الخالدة و*الأعمال العظيمة المحيرة، والقطرات التي بقيت من بحر علمه في عرضه لحقائق تعاليم الإسلام للناس، تعتبر لوحدها محيطات لا حد لها يمكن ليس لأمة الإسلام فحسب بل للمجتمع البشري أن يفخر بها و*يتخذها نبراسا لحياته يسير على ضوئها لأجل تحقيق سعادة الدنيا و*الآخرة، فإذا رأينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يثني عليه و*يبين رفيع مقامه في كل مناسبة ومقام و*يعرِّفه للمسلمين كرمز للعلم و*التقوى والصلاح و*الفلاح و*الأخلاق الإسلامية، و*يعتبره أهلا للإمامة و*قيادة المسلمين، فإن هذا لا يعني أنه (صلى الله عليه وآله) نصبه بنص تعييني و*أمر إلهي للخلافة و*حكم المسلمين بعد رسول الله أو*نَصَبَ أولاده حكاما على المسلمين إلى يوم القيامة، بحيث لو*رجع المسلمون إلى غيره في أمر الحكومة و*السياسـة و*اعتبروه أهلا لقيادتهم السياسية و*أطاعوه مادام ملتزما بتطبيق أحكام القرآن و*السنة كانوا من أهل النار أجمعين، إماما ومأمومين!!
    نعم لو*وجد من أهل بيت النبي و*عترته من كان أفضل أهل زمانه في العلم و*الفضل و*التقوى و*الشجاعة و*الدراية فمن البديهي أنه يكون أولى و*أحق من أي أحد سواه بإمامة المسلمين و*سياستهم، و*على الناس أن ينتخبوه، طواعية من أنفسهم، لهذا المقام، و*في الغالب ما يحصل هذا فعلا لأن طبيعة و*نفس و*روح الناس تتجه لاحترام رسول دينها و*نبي شريعتها وأهل بيته و*ذريته، و*إذا شاهدنا عدول الناس لحد ما عن عترة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في صدر الإسلام فلهذا علل سبقت الإشارة لبعضها يضاف إليها جهل كثير من الناس بحقائق تعاليم الدين و*عداء مخالفي الإسلام الذين رأوا في هذا الدين الجديد تهديدا يزلزل أركان أديانهم و*شرائعهم الموروثة كاليهودية و*النصرانية و*المجوسية فسعوا في إضعاف الإسلام وتخريبه بأنواع المكائد و*الحيل التي منها الاندساس في هذا الدين و*تخريبه من داخله بإحياء سنن الجاهلية و*آداب و*رسوم المجوسية أو*اليهودية أو*المسيحية تحت غطاء إسلامي، يريدون بهذا أن يجتثوا حقائق الإسلام من جذورها، لكن مع ذلك نجد في تاريخ الإسلام أنه كلما قام رجل من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و*عترته يدعو*لإقامة الحق و*العدل والقضاء على الجور الظلم والحكم بالكتاب و*السنة، التف معه المسلمون من كل حدب و*صوب و*جاهدوا معه حكام الوقت، كقيام العشرات من آل علي و*آل جعفر ضد خلفاء بني أمية وبني العباس مما تكفل كتاب "مقاتل الطالبيين" ببيان قصة جهادهم و*إمامتهم، وحتى هذا اليوم عندما يقوم رجل من المنتسبين للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من أحفاد علي و*فاطمة عليهم السلام لعزل الظلمة و*إقامة حكم القرآن و*يكون أهلا للإمامة و*الحكم والقيادة، فإن أكثر المسلمين يؤيدونه و*يقومون معه وينصرونه رغم أن أكثرهم يجهل كثيرا من تعاليم الإسلام، حيث أصبح القليل من المسلمين في يومنا هذا مَنْ له معرفة صحيحة بأحكام الدين، حيث دخلت في هذا الدين ـ خلال السنين الطويلة التي مرَّت على الإسلام منذ ظهوره و*حتى اليوم ـ أغراض و*أمراض من الصديق و*العدو*و*تراكمت طبقات كثيفة من غبار الأوهام و*الخرافات و*البدع على الوجه النوراني للإسلام فغطته، فلم يعد يدرك حقائقه النقية الناصعة إلا القليل ممن هداهم الله: " ذلك هدى الله يهدي به من يشاء " "ومن يهدي الله فهو*المهتدي".
    فإمامة علي بمعنى كونه خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بعد رحلته، في بيان أحكام الحلال و*الحرام و*في كونه مرجع الخاص و*العام في الإرشاد و*الهداية و*معرفة أحكام الشرع، لا يمكن أن ينكرها أي مسلم منصف ومؤمن بالله و*رسوله و*مطلع على تاريخ الإسلام و*سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، و*مثل هذا المقام و*المنصب لا يمكن الاستيلاء عليه واغتصابه من صاحبه الأصلي بالقوة! لأن العلم و*المعرفة و*الفضل والتقوى أمور لا يمكن غصبها والاستيلاء عليها، فهذه الإمامة لم يغصبها أحد من علي و*آله، و*هكذا كان الذين فاقوا أقرانهم في العلم و*الفضل و*التقوى من أولاد و*أحفاد علي، أئمةَ الناس في عصرهم و*مرجع الخاص و*العام في بيان أحكام الدين و*معرفة حلال شرع الله وحرامه.
    و*إذا رأينا رجالا من أمثال فقهاء المدينة السبعة في عهد حضرة الإمام السجاد عليه السلام، أو*أمثال مالك بن أنس و*أبي حنيفة النعمان بن ثابت و*محمد ابن إدريس الشافعي و*ابن أبي ليلى (رحمهم الله تعالى جميعا)، في زمن حضرات الباقر والصادق و*الكاظم عليهم السلام، قد اشتهروا بالعلم و*الفقه و*صاروا مراجع جمهور المسلمين في أحكام الشرع و*الدين، فإن علة ذلك أولاً: فضلهم و*علمهم و*تقواهم بلا شك، فكل واحد منهم كان حقيقة ذا علم و*فضل و*تقوى، و*كل من كان كذلك لا بد أن يحوز توجه الناس و*اقبالهم و*محبتهم، فيشتهر و*يـُقَلَّد.
    و*علة ذلك ثانيا: سياسة خلفاء بني العباس الذين كانوا يشعرون بالخطر من شخصيات أولاد علي التي تشكل، في الواقع و*في أنظار المسلمين، خير منافس لهم، أكثر من أي شخصية إسلامية أخرى، مثل حضرات الباقر و*الصادق و*عبد الله بن الحسن و*محمد بن عبد الله بن الحسن (النفس الزكية) و*الحسين بن علي شهيد الفخ و*محمد بن جعفر، حيث كان كل واحد من أولئك الأعلام من أفضل أهل عصره في العلم و*الفقه و*التقوى مع الشجاعة و*القوة في الحق واللياقة بمنصب إمامة المسلمين أكثر من أي أحد، مما كان يجعل قلوب الكثيرين تميل لإمارتهم و*خلافتهم، بل بعضهم بويع فعلا بالإمامة من الخاص و*العام، و*قام ونهض (لإحياء حكم القرآن و*إقامة عدل الإسلام)، لذا كان الخلفاء العباسيون يضيقون عليهم و*يضطهدونهم و*لا يسمحون لهم بالحرية التي تجعل الناس يلتفون حولهم، و*يسعون بشتى الوسائل في إخمال ذكرهم و*التعتيم عليهم، في حين أعطوا الآخرين الحرية و*مجال الشهرة بل روجوا لهم و*عهدوا لهم أو*لتلاميذهم بالمناصب، لأمنهم من عدم طمعهم في الحكم و*الزعامة، و*حتى لو*طمح منهم طامح فإنه لن يجد من يلتف حوله وينصره في طلبه الإمامة، لأن شهرة حديث [الأئمة من قريش] لم تترك مجالا لأبي حنيفة و*مالك و*أحمد بن حنبل و*غيرهم من الأئمة الفقهاء ممن لم يكن بقرشي [5] .
    و*من هذا المنطلق أيضا قرر الخلفاء العباسيون ( أو*أيدوا ) مبدأ العول والتعصيب في فقه المواريث[6] ليثبتوا أن العباس كان وارث النبي فيثبتوا بهذا أنهم الخلفاء الشرعيون لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)!
    و*لهذا نال فقه الآخرين و*آراؤهم من الشهرة و*الرواج بين المسلمين ما لم ينله فقه أئمة العترة عليهم السلام، و*مع ذلك قيض الله تعالى لهم في كل عصر أتباعا محبين و*تلاميذ أذكياء من الباحثين عن الحقيقة غير الآبهين في سبيلها بالأخطار، ممن كان يرجع في فهم دينه و*أخذ أحكام شرعه إلى أولاد علي لا يعدل عنهم إلى غيرهم، فحفظوا من فقههم و*بياناتهم آلاف الأحاديث و*ملؤوا آلاف الدفاتر، التي لا تزال توجد إلى اليوم في متناول المسلمين و*تحوز انتباه العام والخاص، مما جعل الغلاة و*أعداء الإسلام يستغلون شهرة و*مرجعية أولئك الأئمة و*يروون عنهم كذبا آلاف الروايات مما شوه صورتهم في أنظار الناس، الأمر الذي حان الوقت للبدء بسرعة في إصلاحه.
    و*الحاصل أن أئمة العترة كانوا أئمة الناس في الفقه و*الدين و*في بيان الحلال و*الحرام (و*في قيادة الأرواح إلى الله عز وجل)، و*الرد عليهم، من هذه الزاوية، رد على الله و*رسوله، و*حتى الفقهاء الأربعة وغيرهم رجعوا إليهم وأخذوا عنهم العلم.

    دراسة و*تمحيص أحاديث النص على اثني عشر إمام
    توجد في كتب الشيعة، علاوة على الأحاديث التي تبين نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على إمامة و*خلافة عليِّ عليه السلام بشكل خاص، أحاديث فيها نصه (صلى الله عليه وآله)، بأمر ربه تعالى، على اثني عشر إماما واحدا واحدا ببيان أسمائهم و*علاماتهم، بحيث لا يبقى عذر لأحد! و*سنقوم فيما يلي بتمحيص هذه الأحاديث من حيث السند و*المتن، إن شاء الله، لنرى ما هي الحقيقة في هذا الأمر؟
    الحديث الأول: أهم حديث جاء في كتب الشيعة في التعريف بالأئمة الاثني عشر الحديث المشهور بحديث لوح جابر، و*قد ورد هذا الحديث بعدة طرق مختلفة سنعرضها جميعا على أنظار القراء:
    أخرج الصدوق الحديث في كتابه " إكمال الدين و*إتمام النعمة " وكتابه " عيون أخبار الرضا " بالسند التالي: قال:
    [ حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقاني قال: حدثنا الحسن بن اسماعيل قال حدثنا أبو*عمرو*سعيد بن محمد بن نصر القطان قال حدثنا عبيد الله بن محمد السلمي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن سعيد قال حدثنا العباس أبي عمرو*عن صدقة بن أبي موسى عن أبي نصرة قال: لما احتضر أبو*جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام عند الوفاة، دعا بابنه الصادق فعهد إليه عهدا، فقال له أخوه زيد بن علي: لو*امتثلت فيَ بمثال الحسن والحسين عليهما السلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكرا، فقال: يا أبا الحسين إن الأمانات ليست بالمثال و*لا العهود بالرسوم، و*إنما هي أمور سابقة عن حجج الله تبارك و*تعالى، ثم دعا بجابر بن عبد الله فقال له: يا جابر حدثنا بما عاينت في الصحيفة، فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر، دخلت على مولاتي فاطمة عليها السلام لأهنئها بمولود الحسن عليه السلام فإذا هي بصحيفة بيدها من درة بيضاء فقلت يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟ قالت: فيها أسماء الأئمة من ولدي. فقلت لها: ناوليني لأنظر فيها، قالت: يا جابر لولا النهي لكنت أفعل، لكنه نهى أن يمسها إلا نبي أو*وصي أو*أهل بيت نبي و*لكنه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها! [1] قال جابر: فقرأت فإذا فيها: أبو*القاسم محمد بن عبد الله المصطفى أمه آمنة بنت وهب، أبو*الحسن علي بن أبي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم من عبد مناف، أبو*محمد الحسن بن علي البر، أبو*عبد الله الحسين بن علي التقي أمهما فاطمة بنت محمد، أبو*محمدعلي بن الحسين العدل، أمه شهربانويه بنت يزدجرد بن شاهنشاه، أبو*جعفر بن محمد بن علي الباقر أمه عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو*عبد الله جعفر بن محمد الصادق أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، أبو*إبراهيم موسى بن جعفر الثقة أمه جارية اسمها حميدة، أبو*الحسن علي بن موسى الرضا أمه جارية اسمها نجمة، أبو*جعفر محمد بن على الزكي أمه جارية اسمها خيزران، أبو*الحسن علي بن محمد الأمين أمه جارية اسمها سوسن، أبو*محمد الحسن بن علي الرفيق أمه جارية اسمها سمانة وتكنى بأم الحسن، أبو*القاسم محمد بن الحسن هو*حجة الله تعالى على خلقه القائم أمه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين ] [2] .
    أقول: لا يوجد لرجال سند هذا الحديث بدءاً من "سعيد بن محمد بن نصر القطان" إلى "أبي نصرة"، ذكر في كتب الرجال! و*لا ندري من أين جاء المرحوم الصدوق بهؤلاء الرواة و*عمن أخذ و*من أين روى هذه الرواية ؟! و*لكن محقق كتاب إكمال النعمة للصدوق ذكر في الحاشية أن أبا بصرة: إذا كان نفس أبا بصرة محمد بن قيس الأسدي فقد ضعَّفه الشهيد الثاني في كتابه الدراية و*قال عنه: [ كلما كان فيه محمد بن قيس عن أبي جعفر فهو*مردود ]، لكنه قطعا ليس محمد بن قيس هذا و*لو*كان هو*فهذا الحديث منسوب إليه كذبا. و*في حاشية الكتاب نفسه قال إذا كان هو*أبا بصرة فاسمه حُميل بضم الحاء، و*أيا كان فهو*مجهول.
    لكنني أقول أن متن الحديث مفتضح الكذب إلى درجة لا نحتاج معها للبحث في صحة أو*سقم سنده، فالراوي المجهول الهوية أبو*بصرة يبتأ حديثه بقوله: [ لما احتضر أبو*جعفر محمد بن علي الباقر عند الوفاة ]، هذا في حين أن وفاة الإمام محمد الباقر عليه السلام وقعت، طبقا لكل التواريخ، فيما بين السنة 114 إلى 118هـ. [3]
    أما وفاة "جابر بن عبد الله الأنصاري" فذكرتها التواريخ بين 73 إلى 77 هـ. [4]
    فهذا يعني أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه توفي قبل أربعين سنة من وفاة الإمام الباقر عليه السلام . أفلم يوجد من يقول لهذا الكذاب الوضاع: كيف أحييت جابرا وجئت به ـ بعد أن مات في قبره منذ أربعين سنة ـ لمحضر الإمام الباقر، حين أدركته الوفاة، لتـنسب إليه إقناعه زيدَ بن علي أن لا يطلب من أخيه الباقر الإمامة، بشهادته برؤية اللوح الذي ذكرت فيه أسماء الأئمة الاثني عشر و*أسماء أمهاتهم كذلك ؟!!
    لننظر الآن في تاريخ وفاة زيد أيضا: 1ـ يقول الشيخ الطوسي في رجاله (ص 195): [ قـُتِلَ سنة إحدى و*عشرين و*مائة و*له اثنتان و*أربعون سنة ] مما يعني أن جناب زيد ولد سنة 79 أو80 هـ. 2ـ بل في تهذيب تاريخ دمشق الكبير لابن عساكر: (ج6/ص18) ذكرت ولادة زيد بن علي بن الحسين سنة 78 هـ. فهذا يعني أن زيدا ولد بعد أربع سنوات أو*على أقل تقدير بعد سنة من وفاة جابر بن عبد الله!! فكيف تسنَّى لجابر أن يأتي ويقنعه بالأئمة المنصوص عليهم ؟! والعجيب المحير أن هذا الحديث رغم افتضاح كذبه إلى هذه الدرجة ـ و*كما قال الشهيد الثاني: أكذب الحديث ما كذبه التاريخ ـ أورده أكثر علماء الشيعة الإمامية في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر و*النص عليهم دون أن يتعرض أحدهم أو*ينتبه لهذا العيب الكبير في متنه، أو*انتبه لذلك و*لكن التعصب الأعمى و*تقليد الآباء حمله على السكوت.
    و*الأعجب من ذلك أن العيب الوحيد الذي أخذه المرحوم الصدوق على هذا الحديث هو*قوله بعد روايته: [ قال مصنف هذا الكتاب: جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم و*الذي اذهب إليه ما روي في النهي عن تسمية القائم!!]، حقا ينطبق عليه المثل بأنه يرى القذة في العين و*لا يرى الخشبة فيها!
    هذا و*لما كان كذب الحديث واضحا جدا بشهادة التاريخ لم نتعرض لنقد متنه المليء بالعيوب الأخرى: أ ـ كقوله أن جابر دخل على فاطمة ليهنئها بولادة الحسن مع أنه لم يكن من عادة المسلمين في ذلك العهد الدخول على أم الوليد لتهنئتها بالولادة، بالإضافة إلى أن جابرا لم يكن عمره، عند ولادة الحسن، يتجاوز ال 16 أو*17 سنة، و*لما كانت ولادة الحسن في السنة الثالثة للهجرة فإن جابرا لم يكن قد تزوج بعد، لأنه إنما تزوج من أرملة ثيب بعد شهادة أبيه في معركة أحد في السنة الثالثة للهجرة، فكيف يمكن لشاب في ريعان الشباب أن يدخل على فاطمة الشابة مثله، لا سيما أن متن الحديث لا يشير إلى أنه كان هناك أحد معها في البيت، خاصة أن قراءة اللوح، و*هو*بيد الزهراء، يحتاج لاقتراب شديد منها، وهذا أمر بعيد جدا أن تسمح به الزهراء عليها السلام التي أُثِرَ عنها قولها: خير للرجال أن لا يروا النساء و*خير للنساء أن لا يرين الرجال!
    ب ـ عدد من أسماء أمهات الأئمة خطأ، مثلا في كتاب إثبات الوصية، عن جابر نفسه، أن أم حضرة علي بن الحسين زين العابدين جهان شاه، أما هنا فذكر أنها شهربانو، و*هناك قال أن اسم أم حضرة الإمام الرضا تكتُّم، و*هنا نجمة! هذا بالإضافة إلى عيب آخر و*هو*أن فاطمة قالت أن في هذا اللوح أسماء الأئمة من ولدي، في حين أن في اللوح اسم النبي و*اسم علي و*هما ليسا من أولادها! والحاصل أن هذا الحديث من أكذب الأكاذيب و*لا يسعنا إلا أن نقول فيه: " فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا " ألا لعنة الله على الكذَّابين الوضَّاعين الذين فرقوا أمة الإسلام و*بلبلوها بهذه الأحاديث الكاذبة.
    الحديث الثاني: حديث اللوح هذا أخرجه الصدوق من طريق آخر وبلفظ مختلف، في كتابيه: " إكمال الدين " و*" عيون أخبار الرضا " أيضا، كما أخرجه المحدث الكليني في كتابه " الكافي "، و*فيما يلي نصه و*سنده كما جاء في كتاب إكمال الدين:
    [ حدثنا أبي و*محمد بن الحسن قالا حدثنا سعد بن عبد الله و*عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن أبي الخير صالح بن أبي حماد و*الحسن بن ظريف جميعا عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبي عليه السلام لجابر بن عبد الله الأنصاري إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو*بك و*أسألك عنها ؟ قال جابر: في أي الأوقات شئت جئني، فخلى به أبو*جعفر عليه السلام فقال له: يا جابر! أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و*آله و*ما أخبرتك به أن في ذلك اللوح مكتوبا، قال جابر: أشهد بالله أني لما دخلت على أمك فاطمة في حيوة رسول الله صلى الله عليه و*آله أهنيها بولادة الحسن فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه من الزمرد و*رأيت فيه كتابا أبيضا شبيها بنور الشمس فقلت لها: بأبي أنتِ و*أمي يا ابنة رسول الله ما هذا اللوح ؟ فقالت: هذا والله لوح أهداه الله جل جلاله إلى رسوله صلى الله عليه و*آله فيه اسم أبي وبَعْلي و*اسم ابنيَّ و*اسم الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليسرني بذلك، قال جابر: فأعطَتْنيه أمكَ فاطمةُ عليها السلام فقرأتُهُ و*انتسختُهُ [5]، فقال أبي: يا جابر هل لك أن تعرضه علي ؟ قال: نعم، فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر، فأخرج إلى أبي صحيفة من رق فقال يا جابر: انظر في كتابك لأقرأه أنا عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي عليه السلام فوالله ما خالف حرف حرفا، قال جابر: أشهد بالله إني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا:
    بسم الله الرحمن الرحيم، هذا الكتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره و*سفيره و*حجابه و*دليله، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين، عظِّم يا محمد أسمائي و*اشكر نعمائي و*لا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين و*مذل الظالمين و*مبير المستكبرين و*ديَّان يوم الدين، إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن رجا غير فضلي أو*خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد و*عليَّ فتوكل، إني لم أبعث نبيا و*أكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا و*إني فضلتك على العالمين و*فضلت وصيك على الأوصياء و*أكرمتك بشبليك الحسن و*الحسين و*جعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه و*جعلت حسينا خازن وحيي و*أكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة فهو*أفضل من استشهد و*أرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه و*الحجة البالغة عنده بعترته أثيب و*أعاقب أولهم سيد العابدين و*زين الأولياء الماضين و*ابنه سمِيُّ جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد عليَّ حقَّ القول مني لأكرمنَّ مثوى جعفر و*لأسرنَّه في أوليائه و*أشياعه و*أنصاره، و*انتخبتُ بعده موسى وانتخبتُ بعده فتاه لأن حفظه فرض لا ينقطع و*حجتي لا تخفى و*إن أوليائي لا ينقطعوا أبدا ألا فمن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و*من غيَّر آية من الكتابي (هكذا!) فقد افترى عليَّ و*ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى و*حبيبي و*خيرتي إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي و*عليٌّ وليي وناصري و*من أضع عليه أعباء النبوَّة و*أمنحه بالاضطلاع يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو*القرنين إلى جنب شر خلقي حقَّ القول مني لأقرنَّ عينه بمحمد ابنه و*خليفته من بعده فهو*وارث علمي ومعدن حكمتي و*موضع سري و*حجتي على خلقي وجعلت الجنة مثواه وشفَّعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استحقوا النار وأختم بالسعادة لابنه علي وليي و*ناصري و*الشاهد في خلقي و*أميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي و*الخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسى و*بهاء عيسى و*صبر أيوب سيُذَلُّ أوليائي في زمانه و*يتهادون رؤسهم كما تهادي رؤس الترك و*الديلم فـيُقتلون و*يُحرقون و*يكونون خائفين مرعوبين وجلين تُصبغ الأرض من دمائهم و*ينشأ الويل والرنين في نسائهم أولـئك حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس و*بهم أكشف الزلازل و*أرفع القيود و*الأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم و*رحمة وأولئك هم المهتدون، قال عبد الرحمن بن سالم قال أبو*بصير لو*لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصُنْه إلا عن أهله ! ][6].
    قلت: هذا الحديث الطويل لا يقل بطلانا و*تهافتا عن سابقه سواء من ناحية السند أو*المتن. أما من ناحية السند: فـلن نبحث برجاله المعاصرين أو*القريبين من المعصوم رغم أن أغلبهم ضعاف: فبكر بن صالح، قد ضعفه النجاشي في رجاله (ص 84) و*ذكره ابن داود في القسم الثاني من كتابه المخصص للضعفاء (ص 432) و*قال: [ بكر بن صالح ضعيف جدا ] وكذلك أورده العلامة الحلي في القسم الثاني من خلاصته المخصص للضعفاء ( ص207) و*وافق قول ابن الغضائري فيه: [ بكر بن صالح ضعيف و*كثير التفرد بغرائب!]. وكذلك قال عنه الممقامني في تنقيح المقال ( ج1/ص178): [ ضعفه جماعة و*قال عنه ابن الغضائري ضعيف و*كثير التفرد بغرائب ].
    و*كذلك عبد الرحمن بن سالم قال عنه العلامة الحلي في خلاصته (ص 229): [ عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن الأشل كوفي مولى روى عن أبي بصير ضعيف]، و*اعتبره التفرشي في نقد الرجال (ص 185) ضعيفا واعتبر أباه ثقة، و*خلص الممقاني في تنقيح المقال ( ج2/ص143) إلى القول عنه [ على كلٍّ ضعيف أو*مجهول ].
    و*لكن رغم ضعف هذين الرجلين إلا أنهما لو*كانا حقيقة راويا الحديث لقبلناه و*اعتبرناه صحيحا بل من المعجزات و*الخوارق لأنهما، مع كونهما معاصرين للإمام الصادق أو*الإمام الكاظم، إذا رويا حديثا تُنُبِّئَ فيه بأن الإمام بعد حضرة الكاظم سيكون حضرة الرضا و*بعده حضرة الجواد وهكذا حتى آخر إمام، فإن هذا الإخبار يكون إخبارا بأمر مغيب بالنسبة لهما و*لما وقع بالضبط كما أخبرا فالحديث معجزة لا بد أن يكون صادرا حقا عن المعصوم!
    لذلك نحن نقطع أن الحديث ليس من وضعهما بل من وضع من بعدهما، و*وجود أشخاص مثل صالح بن أبي حماد الذي كان يعيش في القرن الهجري الثالث، يكفي للقول بأنه إما هو*الذي وضعه بتمامه أو*أنه أخذ جزءا منه و*أكمله من عنده على هذا النحو! فلنر ما قاله علماء الرجال بشأن صالح هذا:
    1ـ نقل الممقاني في تنقيح المقال (ج 2/ ص 91) عن النجاشي أن:[ أمره كان ملتبسا يُعْرَف و*يُنكَر و*ضعَّفه ابن الغضائري و*قال العلامة ( الحلي ) في الخلاصة: المعتمد عندي التوقف فيه لتردد النجاشي و*تضعيف الغضائري ] وقوله يُعرَف ويُنْكَر أي أحيانا يروي روايات معروفة وأحيانا يتفرد برواية مناكير لا تُعْرَف.
    2ـ و*نقل التفرشي في نقد الرجال (ص 296) نفس الكلام عنه.
    3ـ و*اعتبره الأسترآبادي في منهج المقال (ص 180) أحمقاً!
    فمثل هذا الراوي الأحمق الذي ضعفه كبار علماء الرجال و*اعتبروه مشكوكا به ملتبس الحال، لا يتورع عن وضع هكذا حديث يشهد متنه بكل وضوح بأنه موضوع مختلق.
    و*فيما يلي بيان دلائل الوضع في متنه:
    1) بتأمل ألفاظ الحديث و*نسقه نلاحظ أنه يجعل الإمام الصادق عليه السلام يرويه رواية من حضر الواقعة بنفسه، حيث يقول: قال أبي لجابر و*لا يقول سمعت أبي أو*عن فلان..و*في كل الحديث يتحدث الصادق حديث من هو*حاضر في الواقعة كقوله في آخر الحديث: [ فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة ]’.... إلى قوله: [ فو*الله ما خالف حرف حرفا ] فلهجة القسم تقتضي أن المقسِم كان حاضرا بنفسه و*مشاهدا لما حدث. لكن حضور الصادق عليه السلام في مثل هذه الواقعة أمر مستحيل تاريخيا إذ أن ولادته عليه السلام حدثت، حسب التواريخ المعتبرة، سنة 83 هـ، و*تقدم أن وفاة جابر كانت، طبقا لكل التواريخ، تتراوح بين 73 و*77 هـ، مما يعني أن الصادق عليه السلام لم يدرك جابرا أبدا فالحديث كاذب قطعا.
    2) جاء في آخر الحديث أن الإمام الباقر عليه السلام قال لجابر: [ انظر في كتابك لأقرأه قال: فنظر جابر في نسخته.. ]، هذا مع أنه بشهادة جميع المؤرخين وكتب تراجم الصحابة أن جابرا كف بصره في أواخر عمره و*بالتحديد في السنة 60 أو*61 هـ[7] فكيف استطاع أن ينظر في الصحيفة و*يقرأ منها ؟!
    3) في بداية المكتوب في اللوح جاء [ كتابٌ من الله لمحمدٍ نوره و*سفيره وحجابه و*دليله، نزل به الروح الأمين..] و*الواقع أنه لا يوجد في أي آية أو*حديث صحيح وصف للنبي بمثل هذه الأوصاف خاصة بأنه سفير الله أو*حجاب الله بل هذه من الألفاظ المستحدثة التي أطلقت فيما بعد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا سيما في أوساط الصوفية و*أهل العرفان.
    4) عبارة [ فمن رجا غير فضلي و*خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين! ] عبارة من البعيد جدا أن تكون من كلام الله عزَّ و*جلَّ العدل الرحيم و*الخبير بعباده المحيط بأحوالهم، فمثل الوعيد بالتعذيب بعذاب لا يعذبه أحدا من العالمين إنما يكون لمرتكب كفر مبين و*إثم فاحش فظيع فيه تحد لآيات الله الواضحة ( كالوعيد الذي هدد اللهُ تعالى به الذين طلبوا المائدة من أصحاب عيسى إذا كفروا بعد إنزالها)، و*لا يكون على أمر هو*من الضعف البشري الذي يعتري كل إنسان، فكم من راج غير فضل الله و*كم من خائف غير عدله بل يجب القول أن العدل يجب ألا يُخاف منه سواء عدل العباد أم عدل رب العباد، بل الخوف من عدل الله كفر، فجملة: أو*خاف غير عدلي، جملة لا معنى لها و*يبدو*أن الذي لفق الحديث لم يكن ينتبه لما يقوله، ثم أي مؤمن أو*حتى نبي لم يخف من غير عدل الله ؟! ألم يقل الله تعالى عن موسى عليه السلام:{ قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون } القصص /33، و*في الآية 18 من نفس السورة قال عنه:{ فأصبح في المدينة خائفا يترقب! } و*قال عن زكريا عليه السلام: { و*إني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا } مريم /5 ، و*قال عن إبراهيم عليه السلام لما جاءه الضيوف الملائكة: { فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة } هود/70، و*قال عن سيد الرسل و*أكرم الخلق معاتبا: {و*تخشى الناس و*الله أحق أن تخشاه} الأحزاب / 37...إلخ فما تلك العبارات الجوفاء إذن التي لفقها واضع الحديث على لسان الله عز وجل ؟؟
    5) جملة [و*مّنْ غيَّر آية من الكتابي] بالإضافة لخطئها النحوي إذ المضاف لا يُعَرَّف، فإنها جملة في غير محلها و*لا معنى لها، ذلك أنه ما دام الكتاب أمرا سريا خاصا بين الله و*الرسول و*أهل بيته فعلام التحذير و*التهديد حول تغيير آية منه وهل من الممكن أو*المتوقع أن يغيره الرسول أو*أهل بيته ؟؟؟
    6) و*العجيب أنه يقول عن الإمام التقي [و*يشفِّعه في سبعين من أهل بيته] فقط! و*هذا خلاف لعقائد الإمامية الذين يرون أن الأئمة يشفعون لشيعتهم، ولذلك يعتبر قلة لطف في حق الإمام لا امتنانا عليه

  • #2
    رحعت الى النقل من المواقع المجوسية وجميع تخصصك هو الفرس فهل انت فارسي ام هولي مستعرب

    اذا كان الجدر بك ان تعلافنا بمذهبك

    تعليق


    • #3
      لا تتعب نفسك القص واللصق لا يفيد

      والأعضاء لن يقرأوا ما كتبت


      وسوف تذهب أدراج الرياح



      اللهم لا شماته

      تعليق


      • #4
        الامام اخبرني ان الناس ستقرا كلامي

        المشاركة الأصلية بواسطة فاضح الوهابية
        لا تتعب نفسك القص واللصق لا يفيد

        والأعضاء لن يقرأوا ما كتبت


        وسوف تذهب أدراج الرياح



        اللهم لا شماته
        سيقرا الناس كلامي ببركه الامام فقد حلمت فيه واخبرني هذا الكلام اهلا بيييييييييييييييييييييييييييك اخي اشلونك اغاتي

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          مواضيع النسخ واللصق غير مسموحة في المنتدى ، ومن بداية الموضوع يظهر أنه متجه لأن يكون من مواضيع التهريج ، لذا يتم اغلاقه ونأمل من الإخوة طرح المشاركات باسلوب مناسب والرد عليها كذلك .

          المحمدي

          تعليق

          اقرأ في منتديات يا حسين

          تقليص

          لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

          يعمل...
          X