عليكم
بصلاة الليل
تأليف
السيد محمد علي الحسيني
الإهداء
إلى كل المريدين
إلى كل المحبين
إلى كل السالكين
إلى الساعين للقاء المحبوب والمعشوق
أصحاب الليل
التمسهم الدعاء
محمد علي الحسيني
www.banihashem.org
www.alhusseiny.org
للتواصل معنا
على الماسنجر:
J_b_hashem@hotmail.com
J_b_hashem@yahoo.com
تقديم
الحمد لله الّذي أعطي كلَّ شيء خلْقه ثم هدي،والصلاة والسلام علي سيد الخلق وخاتم النبيين محمد بنعبد الله (ص) وعلي آله المعصومين (ع) واللعنة الدائمة عليأعدائهم، آمين.
وبعد:
فاءن الله سبحانه وتعالي وهب لنا الحياة وأُموراً أُخري،واوجب علينا عبادته، وخيّرنا بعبادات يسَعُنا تركها أو الاءتيانبها ـ كالصدقة، وكالصوم المستحب لرجب وشعبانوغيرهماـ وجعل لمن أتاها جوائز بل أجراً وثواباً وآثاراًدُنيوية فضلاً عن الا´ثار الاخروية، ومن هذه العباداتالمستحبّة صلاة الليل التي وردت فيها آيات وروايات عديدةتتحدث عن فضلها وثوابها وآثارها وكيفيتها وآدابهاومستحبّاتها، وعن عدم ترك أهل البيت (ع) والصالحينوالعلماء لها، بل حثّهم عليها.
كل هذا كان دافعاً لتأليف هذا الكتاب الذي بين يديكوالذي أسميناه طبق وصيّة أهل بيت محمد (ص): «عليكمبصلاة الليل».
حيث تناولنا فيه:
* صلاة الليل في كتاب الله.
* أهمية وثواب صلاة الليل.
* الاسباب التي يتيسّر بها قيام الليل.
* الاسباب المانعة من صلاة الليل.
* وقت وكيفية وآداب صلاة الليل.
* أهل البيت(ع) وصلاة الليل.
علماؤنا وصلاة الليل.
أسأل اللهَ العليَّ القدير أن نكون قد أَعطينا لصلاةالليل بعضاً من حقّها، ونكون قد بينّا للمريدين والسالكينوالمؤمنين شيئاً ـ ولو يسيراً ـ عن هذه الصلاة المستحبّة،وما أطمع به بل ارجوه من اءخواننا المؤمنين أن يذكرونيأثناء صلاتهم وأن لا ينسوني باستغفارهم ضمن الاربعين.
يا ربّ تقبلّ منّا هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم.
العبد المسكين
نزيل ابنة الاكرمين
سيدتنا فاطمة المعصومة (س)
محمد علي الحسيني
www.banihashem.org
تلفون لبنان: 009613961846
009613804079
قيام الليل في كلام الله
قيام الليل
في
كلام الله
اءن لصلاة وقيام الليل منزلة عظيمة عند الله وأهميةوآثاراً عجيبة وثواباً لم يبيّنه الله تعالي لعظيم خطره، أنقلفيما يلي بعض الا´يات التي وردت في كتاب الله تعالي فيقيام الليل:
1. قال تعالي: (تَتَجَافَي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَرَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَااُخْفِي لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ اَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
قد جاء في هذه الا´ية عن الاءمام الصادق (ع) :
«ما من حسنةٍ اءلاّ ولها ثواب مبين في القرآن، اءلاّصلاة الليل، فاءنّ الله عزّ اءسمه لم يبيّن ثوابها ؛لعِظم خطرها، فقال: (تَتَجَافَي جُنُوبُهُمْ عَنِالْمَضَاجِعِ) .
فاءن من أوصاف المؤمنين والمحبيّن والراجين للهأنهم يقومون في الليل، ويتّجهون إلى ربهم ومحبوبهمومعشوقهم ويشرعون بمناجاته وعبادته في حين تغطّ عيونالغافلين في نوم عميق.
2. قال تعالي: (اءِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ اَشَدُّ وَطْاً وَ اَقْوَمُقِيلاً) .
فاءن المراد من هذه الا´ية هو قيام الليل بالصلاةوالعبادة وقراءة القرآن كما ورد في حديث عن الاءمامينالباقر والصادق 8 حيث قالا:
«هي قيام في آخر الليل إلى صلاة الليل».
3. قال تعالي: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَاءِدْبَارَ النُّجُومِ).
وقد فسّر كثير من المفسّرين جملة (وَ مِنَ اللَّيْلِفَسَبِّحْهُ) بصلاة الليل.
وعلي أي حال فاءنّ العبادة والتسبيح والصلاة فيجوف الليل لها صفاؤها ومكانها الخاص.
4. قال تعالي: (وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً).
العبادة الخالصة لله والقيام في عتمة الليل ـ حيثأعين الغافلين نائمة، وحيث لا مجال للتظاهر والرياء ـ هيمن صفات المتّقين الذين حرّموا علي أنفسهم لذة النوم،ونهضوا إلى ما هو ألذّ من ذلك حيث ذكرُ الله والقياموالصلاة والسجود بين يديه عزّوجلّ، فيقضون شطراً منالليل في الصلاة والمناجاة، فينوّر الله قلوبهم وأرواحهمبذكره وباسمه.
هنيئاً لمن وفِّق لقيام الليل، واخلص في عبادة ربهوحافظ علي عمله.
5. قال تعالي: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).
وهذه أيضاً من صفات الصالحين المحسنينوالمتقين، حيث اءنهم قلّ أن يناموا تمام الليل، بل اءنهم كانوايحيون قسماً من الليل بالعبادة وصلاة الليل.
6. قال تعالي: (الصَّابِرِينَ وَ الصَّادِقِينَ وَ الْقَانِتِينَوَالْمُنْفِقِينَ وَ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالاَسْحَارِ).
ففي أواخر الليل أي عند السحر، عندما يسود الهدوءوالصفاء وحين يغطّ الغافلون في نوم عميق وتهدأ ضوضاءالعالم المادّي، يقوم ذوو القلوب الحيّة اليقظة، ويذكرون اللهويطلبون المغفرة منه في هذا الوقت الذي هو أسمي من أيّوقت آخر.
7. قال تعالي: (وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ).
من خلال هذه الا´ية الكريمة استدلّ بعض المحققينعلي وجوب صلاة الليل علي رسول الله (ص) حيث اءنّالمعني: أنّ هذه (النافلة) ـ والتي هي بمعني (زيادة فيالفريضة) ـ تخصّك أنت دون غيرك يا رسول الله (ص) .
اما بعض المفسرين فيعتقد بأنّ صلاة الليل كانتبالاصل واجبة علي الرسول (ص) بقرينة آيات سورةالمزّمل، اءلاّ أن هذه الا´ية نسخت الوجوب وابدلتهبالاستحباب.
وعلي أي الاحوال، فمن خلال هذه الا´ية الكريمةيمكن ان نتأسّي بالنبي (ص) في صلاة الليل من جهةويمكننا من جهة أُخري نيل المقام المحمود وهو بالنسبة لناشرف ؛ فاءن شرف المؤمن صلاته في الليل.
8 . قال تعالي: (يَا اَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ اءِلاَّقَلِيلاً).
المخاطب في هذه الا´ية الكريمة النبي (ص)، ونحنمن بعده ؛ حيث الامر الالهي بالنهوض والقيام من النومللعبادة والصلاة وقراءة القرآن وللاستعداد الروحي لتقويةالاءيمان والاستقامة.
9. قال تعالي:
( وَ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) .
ففي حديث عن الاءمام علي بن موسي الرضا (ع) لماسئل عن المقصود من التسبيح في هذه الا´ية ؟
قال (ع):
«هو صلاة الليل».
فهذه بعض الا´يات الكريمة التي وردت في قياموصلاة الليل، فطوبي لمن قام في جوف الليل لربّه مصلياًذكراً راكعاً ساجداً مستغفراً باكياً. فلمثل هذا فليعمل العاملونويتنافس المتنافسون.
أهمية وثواب صلاة الليل في الروايات
يتبيّن من خلال آيات الله الواردة في قيام وصلاةالليل أنها تعظّمها وتمدحها، وكذلك الروايات المروية عنمحمد (ص) وآل محمد(ع) حيث تشير وتنصّ علي أهميّتهاوثواب عملها وفضلها، ومما جاء فيها:
1. عن رسول الله (ص) في وصيّته لعليّ (ع) :
«عليك بصلاة الليل» .
يكرّرها أربعاً .
ودلالة هذا الحديث واضحة ؛ باعتبار قوله تعالي:
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ) .
ومما لا شكّ فيه أن وصية رسول الله (ص) لاميرالمؤمنين علي (ع) تحتوي علي المصلحة ؛ لذا أوصاه بها
ونحن ممن بعده ؛ لانه قدوتنا واميرنا وولّينا يجب اتباعهوالتأسّي به. وتكرار الدعوة إلى صلاة الليل أربع مرات يدلّعلي الحثّ علي اءتيانها؛ لما فيها من مصلحة وفائدة، لذايروي أن الاءمام أمير المؤمنين (ع) لم يترك صلاة الليل منبعد هذه الوصية.
2. وعنه (ص) أيضاً:
«يا عليّ ثلاث فرحات للمؤمن: لقي الاءخوان، والاءفطار من الصيام، والتهجّد من آخر الليل».
3. وعنه (ص):
«ما زال جبرئيل يوصيني بقيام الليل حتي ظننتأنّ خيار أُمتي لن يناموا من الليل اءلاّ قليلاً».
4. وعنه (ص):
«ما اتخّذ الله اءبراهيم خليلاً اءلاّ لاءطعامه الطعام،وصلاته بالليل والناس نيام».
5. وعن الاءمام علي (ع):
«اءنّا أهل بيتٍ امرنا أن نُطعم الطعام، ونؤدّي فيالنائية، ونصلّي اءذا نام الناس».
6. عن الاءمام الباقر (ع):
«اءنّ الله يحبّ... المساهر بالصلاة».
7. عن الاءمام الصادق (ع):
«اءن الله عزَّوجلَّ قال: (الْمَالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِالدُّنْيَا) اءنّ الثماني ركعات يصلّيها العبد آخرالليل زينة الا´خرة».
8 . وعنه (ع):
«لا تدع قيام الليل، فاءنّ المغبون من غبن قيامالليل».
9. وعنه (ع):
«اءني لامقت الرجل قد قرأ القرآن ثم يتيقظ منالليل فلا يقوم حتي اءذا كان عند الصبح قاميبادره بصلاته».
10. وعن رسول الله (ص):
«رحم الله رجلاً قام من الليل فصلّي وأيقظ اءمرأتهفصلّت، فاءن أبت نضح في وجهها الماء، رحم اللهاءمرأة قامت من الليل فصلّت وأيقظت زوجها، فاءنأبي نضحت في وجهه الماء».
11. وعن الاءمام الصادق (ع):
«ما من عمل حسن يعمله العبد اءلاّ وله ثواب فيالقرآن اءلا صلاة الليل فاءنّ الله لم يبين ثوابها ؛لعظيم خطرها عنده».
وبهذا الحديث نختم بعض ما ورد عن ثواب صلاةالليل .
آثار صلاة الليل
اءن لصلاة الليل ثواباً عظيماً وكذلك آثاراً دنيويةواخروية نذكر بعض ما ورد منها في روايات آل محمد(ع) :
1. قربة إلى الله:
عن رسول الله (ص):
«اءنّ قيامَ الليل قربة إلى الله ».
أي اءن العبد يكون في الليل قريباً إلى الله ؛ بسببالخلوة التي تكون بين العبد وربه ؛ بين الحبيب والمحبوبفيحصل الاستئناس .
فقد ورد في الحديث القدسي: «كَذِبَ من زَعَمَ انّهيُحبّني فاءذا جَنَّه الليلُ نام عني.
اليس كُلّ محبّ يُحبّ خلوةَ حبيبه».
2. نور الله:
وعنه (ص):
«صلاة الليل نور الله».
ذلك ان الله يثبت لمصلّي الليل نور الاءيمان والهدايةوالتقوي في قلبه، كما جاء عنه(ص): «اءن العبد اءذا تخلّيبسيّده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور فيقلبه... ثم يقول جلّ جلاله لملائكته:
«يا ملائكتي انظروا إلى عبدي فقد تخلّي بي فيجوف الليل المظلم والباطلون لاهون، والغافلوننيام، اشهدوا اني قد غفرت له».
3. نور في القبر:
«صَلوات الليل سراج لصاحبها في ظلمةالقبر».
وما أحوج الميت لهذا النور في ظلمات القبر والوحشة !
4. داب الصالحين :
وعنه (ص):
«عليكم بقيام الليل فاءنّه دأب الصالحينقبلكم».
5. تحسن الوجه:
وعنه (ص):
«من كثرت صلاته بالليل حسن وجههبالنهار».
وعن الاءمام زين العابدين (ع): ـ لما سُئل : ما بالالمتهجّدين بالليل من أحسن الناس وجهاً؟ ـ : لانهم خلوابالله فكساهم الله من نوره».
6. صفوف من الملائكة:
عن رسول الله (ص):
«من رُزق صلاة الليل من عبد أو أمة قام للهعزّوجلّ مخلصاً فتوضأ وضوءاً سابغاً وصلّي للهعزّوجل بنية صادقة، وقلب سليم وبدن خاشع،وعين دامعة، جعل الله تبارك وتعالي خلفه تسعةصفوف من الملائكة في كل صفّ لا يحصيعددهم اءلا الله تبارك وتعالي، أحد طرفي كلّ صفّبالمشرق، والا´خر بالمغرب، قال: فاءذا فرغ كتب لهبعددهم درجات».
7. يباهي الله به الملائكة:
وعنه (ص):
«اءن ربك يباهي الملائكة بثلاثة نفر:... ورجل قاممن الليل يصلّي وحده فسجد ونام وهو ساجد،فيقول: انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسدهساجد لي».
8 . مصحة للبدن:
عن أمير المؤمنين (ع):
«قيام الليل مصحّة للبدن».
وعن الاءمام الصادق (ع):
«عليكم بصلاة الليل فاءنها... مطردة الداء عنأجسادكم».
9. غفران الذنوب:
عن الاءمام الصادق (ع):
«صلاة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنببالنهار».
10. تضيء لاهل السماء:
عن الاءمام الصادق (ع):
«اءن البيوت التي يُصلَّي فيها بالليل بتلاوةالقرآن تضيء لاهل السماء كما تضيء نجومالسماء لاهل الارض ».
11. ضمان للرزق:
عن الاءمام الصادق (ع):
«انه جاء رجل فشكا اءليه الحاجة، فأفرط فيالشكاية حتي كاد أن يشكو الجوع، فقال له أبوعبد الله (ع): يا هذا أتصلّي بالليل؟ قال: نعم،فالتفت أبو عبد الله (ع) فقال: كَذَبَ من زعم أنّهيصلي بالليل ويجوع بالنهار، اءن الله عزوجلضَمِن بصلاة الليل قوت النهار».
12. تطيّب الريح وتجلب الرزق :
عن الاءمام الصادق (ع):
«صلاة الليل تبيّض الوجه، وصلاة الليل تطيّبالربح، وصلاة الليل تجلب الرزق».
13. سبب الوصول إلى الله :
عن الاءمام الحسن العسكري (ع):
«الوصول إلى الله سفرٌ لا يُدرك اءلا بامتطاءالليل».
أي بقيام الليل للخلوة مع الله ومناجاته وعبادته.
14. شرف للمؤمن:
عن رسول الله (ص):
«اشراف أُمتي حملة القرآن واصحاب الليل».
عن الاءمام الصادق (ع):
«شرف المؤمن صلاته بالليل».
15. صفات الشيعي:
عن الاءمام الصادق (ع):
«ليس من شيعتنا من لم يُصلِّ صلاة الليل».
فهذه مجموعة روايات نستخلص منها أن صلاة الليلقربة إلى الله ونور في القلب والوجه وفي القبر وتستبتعصلاة الملائكة وتباهي الله وصحة البدن وغفران الذنوبوضمان الرزق وأنها تطيب الريح وتحقّق الوصول إلى اللهوغير هذا من بركات صلاة الليل.
ونختم بهذا الحديث المرويّ عن أمير المؤمنين (ع)أنّه قال : قال رسول الله (ص):
صلاة الليل مرضاة الرب، وحب الملائكة، وسنةالانبياء، ونور المعرفة، وأصل الاءيمان، وراحةالابدان، وكراهية الشيطان، وسلاح علي الاعداء،واءجابة الدعاء، وقبول الاعمال، وبركة في الرزق،وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت، وسراجفي قبره، وفراش تحت جنبه، وجواب مع منكرونكير، ومؤنس وزائر في قبره إلى يوم القيامة،فاءذا كان يوم القيامة كانت الصلاة ظلاًّ فوقه،وتاجاً علي رأسه، ولباساً علي بدنه، ونوراًيسعي بين يديه، وستراً بينه وبين النار، وحجةللمؤمن بين يدي الله، وثقلاً في الميزان، وجوازاًعلي الصراط، ومفتاحاً للجنة .
ما يتيسر به صلاة الليل
بعد أن عرفتم أن لصلاة الليل مكانة واجراً وثواباًوآثاراً عظيمة، فلا اءشكال في انها تحتاج إلى توفيقٍ خاصوأُمور ينبغي مرعاتها ليتيسر لنا قيام الليل للصلاة، ومن هذهالاُمور:
1. أن نعلم جيداً وندرك أن لقيام الليل خصوصياتودرجات لا تُنال اءلا بها، كما ورد عن الاءمام الحسنالعسكري (ع):
«طريق الوصول إلى الله سفر لا يدرك اءلا بامتطاءالليل».
لذا علينا السعي والاجتهاد لها.
2. أن نعلم أن صلاة الليل هي موعد للخلوة معالمحبوب وهو الله سبحانه وتعالي ؛ فاءن الليل وقت اللقاء،فعلينا أن نستعدّ له ونقوم، كما جاء في الحديث القدسي:
«كذب من زعم أنّه يحبنّي فاءذا جَنّهُ الليل نامعني».
3. قراءة قوله تعالي:
( قُلْ اءِنَّمَا اَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَي إلى اَنَّمَا اءِلَهُكُمْ اءِلَهٌ وَاحِدٌفَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَ لاَ يُشْرِكْبِعِبَادَةِ رَبِّهِ اَحَدًا).
ففي المتهجد والكافي بسند صحيح:
«من قرأ عند المنام هذه الا´ية وكل الله به ملكاًيوقظه في الساعة التي يريد».
4. والدعاء كما ورد عن رسول الله (ص):
«من أراد شيئاً من قيام فاخذ مضجعه فليقل: اللهملا تُؤمنّي مكرك ولا تُنسني ذكرك ولا تجعلني منالغافلين، أقوم اءن شاء الله ساعة كذا، فاءن اللهعزّوجل يؤكل به ملكاً يقيمه تلك الساعة».
5. ألاّ يكثر من الاكل ، فيغلبه النوم ويثقل عليهالقيام. وهذا هو الاصل الكبير وهو تخفيف المعدة عن ثقلالطعام.
6. أن لا يتعب نفسه بالنهار في الاعمال التي تتعبجوارحه وتضعف أعصابه فاءن ذلك مجلبة للنوم أيضاً .
7. أن لا يترك القيلولة بالنهار فاءنها سبب للاستعانةعلي القيام بالليل .
8. ترك الذنوب فاءنها تقيّد الاءنسان عن صلاة الليلكما رُوي ذلك.
فهذه بعض الاسباب التي يتيسّر من خلالها قيامالليل.
الاسباب المانعة من قيام الليل
كما أن هناك أسباباً تيسّر وتسهل لنا قيام الليل،فكذلك هناك أسباب مانعة نذكر بعضاً منها:
1. عدم ذكر الله وترك المستحبات يوصل إلى وجودمانع قويّ من قيام الليل ؛ فاءن الله تعالي يقول في كتابهالكريم:
(نَسُوا اللهَ فَاَنْسَاهُمْ اَنْفُسَهُمْ) .
وقال: (فَاذْكُرُونِي اَذْكُرْكُمْ).
2. الذنوب فاءنها تمنع الاءنسان من صلاة الليل، كما
جاء عن أمير المؤمنين (ع)، فقد روي: «أن رجلاً جاء إلىأمير المؤمنين (ع) فقال له اءني قد حُرمت الصلاة بالليل،فقال (ع):
اءنك رجل قد قيدّتك ذنوبك».
3. الكذب كذلك هو مانع قوي من القيام كما ورد عنالاءمام الصادق (ع):
«اءن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليلفاءذا حُرم صلاة الليل حُرم الرزق ».
4. كثرة الاكل والشرب والتعب وزيادة الجماع موانعمن قيام الليل .
5. العُجب في العباد والغرور يسببان مانعاً من قيامالليل، كما ورد عن رسول الله(ص):
«قال تعالي: اءنّ من عبادي المؤمنين لمن يجتهدفي عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وسادهفيتهجّد لي الليالي، فيتعب نفسه في عبادتيفأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظراً فيّ لهواءبقاءً عليه، فينام حتي يصبح فيقرأه وهو ماقتلنفسه، زار عليها، ولو اُخلّي بينه وبين ما يريدمن عبادتي لدخله من ذلك العجب فيصيّرهالعجب إلى الفتنة بأعماله، فيأتي من ذلك ما فيههلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه، عند حدّالتقصير فيتباعد منّي عند ذلك، وهو يظن أنّهيتقرب إلى».
وقت صلاة الليل
اءنّ لصلاة الليل وقتاً وهو «ما بين نصف الليل إلىالفجر الثاني» والافضل اءتيانها في وقت السحر وأفضلهالقريب من الفجر.
ثم اءنّ فضل هذا الوقت الشريف (السحر) مِمّا لايخفي، فكل ما قيل أو يقال فهو دون مرتبته وأقلّ منقبته،قال تعالي:
(الصَّابِرِينَ وَ الصَّادِقِينَ وَ الْقَانِتِينَ وَ الْمُنْفِقِينَوَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالاَسْحَارِ).
وقال عزَّوجلَّ: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *وَبِالاَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
وفيهما ترغيب إلى الاستغفار فيه بأبلغ بيان وأحسنترغيب، وقال النبي (ص):
«خير وقت دعوتهم الله فيه الاسحار» .
وتلا هذه الا´ية في قول يعقوب (ع): (سوف استغفرلكم ربي) قال: «أخّره إلى السحر».
وعن أبي جعفر (ع) قال:
«اءن الله عزوجل يحبّ من عباده المؤمنين كل دعاءفعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس،فاءنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، وتقسّم فيهاالارزاق، وتقضي فيها الحوائج العظام».
وقال الشيخ محمد حسن النجفي ـ صاحب الجواهر ـ:«هو أفضل الاوقات وأشرفها وأحسن الساعات وألطفها،وكم لله من نفحة عطرة يمنّ بها علي من يشاء، وجائزةموخّرة يخصُّ بها من أخلص في الدعاء، وكم من عبادة فيههبّت عليها نسمات القبول، ودعوة من ذي طلبة مشفوعةببلوغ المأمول، ومشكل من مسائل اتضح بمصابيح الهداية،وعريض من المطالب افتتح بمفاتيح الهداية، فهو وقتللعلماء العاملين، والعرفاء والمتعبدّين، والسعيد من سعدباءحياء هذا الوقت الشريف واستدرّ به أخلاق الكرام منالجواد اللطيف».
وقال السيد عبد الاعلي السبزواري ـ في مواهبالرحمان ـ :
«والاستغفار بالاسحار هو القيام آخر الليل والصلاة فيهوطلب الرحمة والمغفرة كما فسّرته السنّة المقدّسة بذلك، وماورد في الا´يات الكريمة بالنسبة إلى السحر علي أقسامثلاثة:
الاوّل: هذه الا´ية الشريفة وهي قوله تعالي:
(كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَ بِالاَسْحَارِ هُمْيَسْتَغْفِرُونَ * وَ فِي اَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَ الْمحْرُومِ ).
الثاني: قوله تعالي:
(تَتَجَافَي جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
الثالث: قوله تعالي:
( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَي اَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَمَقَامًا مَحْمُودًا).
والتهجد بالليل هو الاستيقاظ بالعبادة من قراءة القرآنوالدعاء والصلاة ونحوها من العبادات، ويستفاد من الجميعمطلوبية أصل الاستغفار في خصوص هذا الوقت الشريف .
وله مراتب كثيرة، منها أن يكون في الوتر من صلاةالليل وهي أفضلها وأشرفها، ومنها أن يكون في ضمنالدعاء والمناجاة، ولو كانا في غير الصلاة، ومنها نفس كلمة«استغفر الله ربي وأتوب اءليه». ومقتضي الاءطلاق مطلوبيةالجميع مع اختلاف المراتب».
هذا كله بالنسبة للوقت الاصلي لصلاة الليل وهناكوقت اضطراري فيجوز للمسافر والشابّ الذي يصعب عليهالنافلة في وقتها ولكل ذي عذر كالشيخ والخائف من البردوالاحتلام والمريض، تقديم وقت صلاة الليل علي النصف .
وكذلك يجوز قضاء صلاة الليل في النهار اءذا فاتك فيالليل. كما ورد ذلك عن أبي عبد الله الصادق (ع):
«والقضاء بالنهار أفضل» .
اءذا دار الامر بين تقديم صلاة الليل علي وقتها أوقضائها.
كيفية صلاة الليل
صلاة الليل ثماني ركعات تقسم علي أربعة أقسام،وبعبارة أخري ثماني ركعات يسلّم بعد كل ركعتين كصلاةالصبح، ويحسن أن يقرأ بعد الحمد التوحيد في الركعةالاولي، وفي الثانية بعد الحمد قل يايها الكافرون، ويقرأ فيسائر الركعات ما شاء من السور.
ركعتا الشفع وركعة الوتر
فاءذا فرغت من الثمان ركعات صلاة الليل فصلِّ الشفعركعتين والوتر ركعة واحدة، واقرأ في الاُولي من الشفعالفاتحة وسورة: (قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وفي الثانية الحمدوسورة (قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ).
اءستفتاء السيد القائد في شرح كيفية صلاة الليلأما ركعة الوتر فتقرأ فيها الحمد وسورة التوحيد ثلاثمرات والمعوذتين أي (قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ اَعُوذُبِرَبِّ النَّاسِ) .
اءستفتاء السيد القائد
في
شرح كيفية صلاة الليل
س: نرجو أن تشرحوا لنا كيفية صلاة الليل بالتفصيل.
ج: صلاة الليل مجموعها اءحدي عشرة ركعة، ثمانركعات منها تصلي ركعتين ركعتين بعنوان صلاة الليل،وركعتان بعدها باءسم صلاة الشفع، وهي تصلي كصلاةالصبح، والركعة الاخيرة منها تسمي بركعة الوتر، ويستحبّفي قنوتها الاستغفار والدعاء للمؤمنين، وطلب الحاجات منالله المنّان، بالترتيب المذكور في كتب الادعية.
س: ما هي صورة صلاة الليل؟ أي ما هي الكيفيةالواجبة لها من السور والاستغفار والدعاء ؟
ج: لا يعتبر في صلاة الليل شيء من السور،والاءستغفار، والدعاء بعنوان الجزئية، لا بعنوان الوجوبالتكليفي، بل يكفي في كل ركعة بعد النية والتكبير قراءةالحمد، والركوع، والسجود، والذكر فيهما، والتشهد،والتسليم.
آداب الصلاة
وقد ورد لهذه الصلاة آداب كثيرة، ودعوات مهمة عاليةالمضامين، ونحن نقتصر منها علي الاهمّ ـ لئلا يعتذر أحدمن جهة التطويل والتفصيل ـ وقد كان يواظب عليها جمعمن الفقهاء المتهجدين، والعلماء المتعبدين من مشائخنا ـرضوان الله تعالي عليهم أجمعين ـ هي أُمور:
آداب الاستيقاظ من النوم:
الاوّل: اءذا قمت من منامك فقل ـ كما في صحيحزرارة ـ :
«الحَمْدُ للهِ الَّذِي ردَّ عَليَّ رُوحي لاَحْمِدَهُ وَاَعْبُدَهُ».
فاءذا سمعتَ صوت الدُّيوك، فقل:
«سُبّوحٌ قُدوّسٌ، ربُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، سَبقَتْ رَحْمَتُكَغَضَبَكَ، لا اءِلهَ اِلاّ' اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، عَمِلْتُ سُـوءاًوَظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لِي وارحَمْنِي اءِنَّهُ لا'يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلاّ'اَنْتَ».
فاءذا قمت فانظر في آفاق السَّماء وقل:
«اَللّ'هُمَّ اِنَّهُ لا' يُو'اريِ مِنْكَ لَيْلٌ س'اجٍ، وَلا' سَم'اءٌ ذ'اتُاَبْر'اجٍ، وَلا' اَرْضٌ ذ'اتُ مِه'ادٍ، وَلا' ظُلُم'اتٌ بَعْضُه'ا فَوْقَ بَعْضٍ، وَلا' بَحْرٌ لُجِّيٌّ تُدْلِجُ بَيْنَ يَدَيِ الْمُدْلِجِ مِنْ خَلْقِكَ، تُدْلِجُ الرَّحْمَةَعَلي' مَنْ تَش'اءُ مِنْ خَلْقِكَ، تَعْلَمُ خ'ائِنَةَ الاَْعْيُنِ وَ م'ا تُخْفِيالصُّدُورُ، غ'ارَتِ النُّجُومُ وَن'امَتِ الْعُيُونُ وَ اَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، لا'تَاْخُذُكَ سِنَةٌ وَلا' نَوْمٌ، سُبْح'انَ اللّ'هِ رَبِّ الْع'الَمينَ وَ اِل'هِالْمُرْسَلينَ وَالْحَمْدُ لِلّ'هِ رَبِّ الْع'الَمينَ».
ثمَّ اقرأ الا´يات الخمس من آخر سورة آل عمران :
(اءِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الاَرْضِ وَ اخْتِلاَفِ اللَّيْلِوَالنَّهَارِ لا´يَاتٍ لاُولِي الاَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماًوَقُعُوداً وَ عَلَي جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِوَالاَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* رَبَّنَا اءِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ اَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْاَنْصَارٍ * رَبَّناَ اءِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلاءِيمَانِ اَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْفَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ كَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَ تَوَفَّنَا مَعَ الاَبْرَارِ* رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَي رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اءِنَّكَلاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ).
ففي «مواهب الرَّحمان» عن الاءمام الصَّادق (ع) أنّهقال في قيام الرَّسول الاعظم (ص) في اللَّيل: «كان يُؤتيبطهور فيخمر عند رأسه، ويوضع سواكه تحت فراشه، ثمَّينام ما شاء الله، فاءذا استيقظ جلس ثمَّ قلّب بصره في السَّماءثمَّ تلا الا´يات من آل عمران:
(اءِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الاَرْضِ...)، ثمَّ يستنّ ـ أييستاك ـ ويتطهّر ثمَّ يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعاتعلي قدر قراءة ركوعه، وسجوده علي قدر ركوعهن ويركعحَتَّي يُقال متي يرفع رأسه، ويسجد حَتَّي يُقال متي يرفعرأسه، ثمَّ يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله، ثمَّ يستيقظ فيتلوالا´يات من آل عمران ويقلّب بصره في السَّماء، ثمَّ يستنّويتطهّر، ويقوم إلى المسجد ويُصلّي الاربع ركعات كما ركعقبل ذلك، ثمَّ يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله، ثمَّ يستيقظويجلس ويتلو الا´يات من آل عمران ويقلّب بصره فيالسَّماء، ثمَّ يستنّ ويتطهّر ويقوم إلى المسجد فيوتر ويُصلّيالركعيتن ثمَّ يخرج إلى الصَّلاة».
ثمَّ استك وتوضأ فاءذا وضعت يدك في الماء، فقل:
«بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، اَللّـ'هُمَّ اجْعَلْني مِنَ التَّوّ'ابينَ وَاجْعَلْنيمِنَ الْمُتَطَهِّرينَ».
فاءذا فرغت فقل:
«الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين».
فاءذا قمت إلى صلاتك فقل:
«بِسْمِ اللهِ الرَّحْم'نِ الرَّحيمِ بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، وَمِنَ اللهِوَاِلـَي اللهِ، وَم'ا ش'اءَ اللهُ وَ لا' حَوْلَ وَلا' قُوَّةَ اِلاّ' بِاللهِ، اَقْبِلْ عَليَّبِوَجْهِكَ جَلَّ ثَناؤُكَ».
ثمَّ افتتح الصلاة بالتكبير.
الثاني: أن يدعو بعد تمام الشفع وقبل الشروع فيالوتر:
«اِل'هي تَعَرَّضَ لَكَ في ه'ذَا اللَّيْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ، وَقَصَدَكَالْق'اصِدُونَ، وَاَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطّ'الِبُونَ، وَلَكَ في ه'ذَااللّيْلِ نَفَح'اتٌ وَجَو'ائِزُ وَعَط'اي'ا وَمَو'اهِبُ، تَمُنُّ بِه'ا عَلي' مَنْتَش'اءُ مِنْ عِب'ادِكَ، وَتَمْنَعُه'ا مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِن'ايَةُ مِنْكَ، وَه'ااَنـَا ذ'ا عُبَيْدُكَ الْفَقيرُ اِلَيْكَ، الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَاِنْكُنْتَ ي'ا مَولا'يَ تَفَضَّلْتَ، في ه'ذِهِ اللَّيْلَةِ عَلي' اَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ،وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِع'ائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ، فَصَلِّ عَلي' مُحَمَّدٍ وَآلِمُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ الطّ'اهِرينَ، الْخَيِّرِينَ الْف'اضِليِنَ، وَجُدْ عَلَيَّبِطَولِكَ وَمَعْرُوفِكَ ي'ا رَبَّ الْع'الَمِينَ، وَصَلَّي اللهُ عَلي' مُحَمَّدٍخ'اتَمِ النَّبيِّينَ وَا´لِهِ الطّ'اهِرِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، اِنَّ اللهَ حَمِيدٌمَجِيدٌ، اَللّـ'هُمَّ اِنّي اَدْعُوكَ كَم'ا اَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَم'ا وَعَدْتَ،اِنَّكَ لا' تُخْلِفُ الْمِيع'ادَ».
الثالث: أن يقول في قنوت الوتر كلمات الفرج وهي:
«لا' اِل'هَ اِلاَّ اللهُ الْحَليمُ الْكَريمُ، لا' اِل'هَ اِلاَّ اللهُ الْعَلِيُّالْعَظيمُ، سُبْح'انَ اللهِ رَبِّ السَّم'و'اتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الاَْرَضينَالسَّبْعِ وَ م'ا فيهِنَّ وَ م'ا بَيْنَهُنَّ وَ م'ا تَحْتَهُنَّ وَ رَبِّ الْعَرشِالْعَظيمِ وَالْحَمْدُ للهِِ رَبِّ الْع'الَمينَ».
ثمَّ يقول:
«ي'ا اللهُ ي'ا رَحْم'نُ ي'ا رَحيمُ ي'ا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبيعَلي' دينِكَ».
ويقول بعد ذلك:
«اللَّهُمَّ تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنا، وَبَسَطْتَيَدَكَ فَأَعْطَيتَ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنا، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ فَلَكَالْحَمْدُ رَبَّنَا، وَجُهُكَ أَكْرَمُ الْوُجوهِ وَجِهَتُكَ خَيْرُ الْجِهاتِوَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعطِيَّاتِ وَأَهْنَأُهَا رَبَّنَا. تُطَاعُ رَبَّنَا فَتَشْكُرُوَتُعْصي رَبَّنَا فَتَغْفِرُ لِمَنْ شِئْتَ، تُجِيبُ الْمُضْطَرَّ وَتَكْشِفُ الْضُرَّوَتُشْفِي السَّقِيمَ وَتُنَجِّي مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيم. لا يُجْزِي بآلائِكَأحدٌ ولا يُحصِي نَعْمَاءَكَ قَوْلُ قَائِلٍ، اللّهُمَّ اءلَيْكَ رُفِعَتِالاَبَصارُ وَنُقِلَتِ الاَقْدَامُ وَمُدَّتِ الاَعْنَاقُ وَرُفِعَتِ الاَيْدِيوَدُعِيتَ بِالاَلْسُن. وَاءلَيكَ سِرُّهُم وَنَجْوَاهُمْ فِي الاَعْمَال. رَبَّنَااغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَافْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقّ وَأَنْتَ خَيْرُالفْاتِحِينَ، اللّ'هُمَّ اءنّا نَشْكُو اءلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنا وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْناوَوُقُوعَ الفِتَنِ بِنا وَتَظاهُرَ الاَعْداءِ وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا وَقِلَّةَ عَدَدِنا،فَأفْرِجْ ذ'لِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ وَاءمامِ عَدْلٍتُظْهِرُهُ اءل´هَ الحَقِّ».
ثمَّ تقول:
«اللّ'هُمَّ صَلِّ عَلي' آدَمَ بَدِيعَ فِطْرَتِكَ، وَصَلِّ عَلي' آخِرِمَنْ يَمُوتُ مِنْ خَليقَّتِكَ، وَصَلِّ عَلي' مَنْ بَيْنَهُما مِنَ الاَنْبِياءوَالْمُرْسَلينَ وَالاَوْصِياءِ وَالصِّدّيِقينَ وَالشُّهدَاءِ وَالصّالِحينَوَاغْفِرْ لِجَميِعِ مَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنَ الاَوَّلينَ وَالا´خِرينَ».
ثمَّ تقول:
«اللّ'هُمَّ صَلِّ عَلي' مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِوَالْحُسَيْنِ وَالسَّجّادِ وَالباقِرِ وَالصّادِقِ وَالكاظِمِ وَالرِّضا وَالْجَوادِوَالْهادي وَالعَسْكَرِيِّ وَالخَلَفِ الصّالِحِ المَهْدِيِّ، وَاغْفِرْلِشيعَتِهِمْ وَأنْصارَهُمْ وَجَميعَ مَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنَ الاَوَّلينَوَالا´خِرينَ».
ثمَّ تقول:
«اللّ'هُمَّ صَلِّ عَلي جِبْرئَيلَ وَميكائيلَ وَاءسْرافيلَوَعِزْرائيلَ وَالمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ وَحَمَلَةِ الْعَرْشِ أجْمَعينَوَالْكَرُّوبِيّينَ وَرُوح الْقُدُسِ وَالرُّوحِ الَّذيِ هُوَ مِنْ أمْرِكَ، وَصَلِّعَلي جَميعِ المَلائِكَةِ الَّذينَ لا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ وَصِفاتَهُمْ غَيْرُكَ،وَألْهِمْهُمُ الاسْتِغْفارَ لِعُصاةِ خَلْقِكَ، وَالشَّفاعَةِ في قَضاءِ حَوائِجِالْمُؤْمِنينَ وَتَيْسيرِ أُمُورِهِم».
ثمَّ تقول:
«سُبْحانَ اللهِ ملءَ سَماواتِهِ وَأَرْضِهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَزنَةَعَرْشِهِ وَرِضاءَ نَفْسِهِ، اَلْحَمْدُ للهِ مِلءَ سَماواتِهِ وَأَرْضِهِ وَمِدادَكَلِماتِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَرِضاءَ نَفْسِهِ، لا اءل´هَ اءِلاَّاللهُ مِلءَ سَماواتِهِوَأَرْضِهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَرضاءَ نَفْسِهِ، اللهُ أكْبَرُ مِلءَسَماواتِهِ وَأَرْضِهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَرِضاءَ نَفْسِهِ،سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا اءلهَ اءِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ عَدَدَ ما أَحاطَبِهِ عِلمُ اللهِ تَعالي'».
ثمَّ تقول:
«رَبِّ اِنّي أَسَأتُ وَظَلَمْتُ نَفْسي وَبِئْسَ ما صَنَعْتُ،وَهذهِ يدايَ جزاءً بِما كَسَبضتا وَهذهِ رَقَبَتي خاضِعَةٌ لِما أتَيْتُ،وَها أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَخُذْ لِنَفْسكَ الرِّضا، لَكَ الْعُتْبي حَتّيتَرْضي لا أَعودُ».
ثمَّ تقول:
«هَذا مَقامُ العْائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ»، سبع مرات.
ثمَّ تقول:
«اءلهي طُمُوحُ الا´مالِ قَدْ خابَتْ اءلاَّ لَدَيْكَ، ومَعَاكِفُالْهِمَمِ قَد تَعَطَّلَت اءلاَّ عَلَيكَ، وَمَذاهبُ العقُوُلِ قَدْ سَمَتْ اءلاّاءلَيْكَ، فَأَنْتَ الرَّجاءُ وَاءلَيْكَ الْمُلْتَجَأُ يا أَكرَمَ مَقْصُودٍ وَأَجْوَدَمسؤُولٍ، هَرَبْتُ اءلَيكَ بِنَفسي يا مَلْجَأَ الْهارِبينَ بِأَثقالِ الذُّنُوبِأَحْمِلُها علي ظَهري، لا أَجِدُ لي اءِلَيْكَ شافِعاً سِوي مَعْرِفتيبِأنَّكَ أقرَبُ مَنْ رَجاهُ الطّالِبُونَ وَاَمَّلَ ما لَدَيْهِ الراغِبُونَ، يا مَنْفَتَقَ العْقُوُلَ بِمَعْرِفَتِهِ وَأَطلَقَ الاَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ ما امْتَنَّبِهِ علي عِبادِهِ في كَفاءٍ لِتأديَةَ حَقّهِ، صَلِّ عَلي محمَّدٍ وآلهِ ولاتَجعَلَ للشَّيْطان عَلي عَقلي سَبيلاً وَلا للِباطِلِ عَلي عَمَليدليلاً».
ثمَّ تستغفر الله سبعين مرة، وفي المرة الاولي تقول:
«استغفرُ الله الّذي لا اءلهَ اءلاّ اللهُ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ذَاالجلالِ والاءكرامِ عالم الغَيبِ والشَّهادةِ بَديعَ السَّمواتِوالاَرَضينَ، مِنْ جَميعِ ظُلْمي وَجُرْمي وَاءِسرافي عَلي نَفْسيوَأَتُوبُ اءِليهِ».
وفي بقيّة المرَّات يجزي:
«استغفر الله» فقط أو «أتوب إلى الله» ومن قال:«استغفر الله وأتوب اءليه» فقد زاد خيراً.
ثمَّ تقول:
«يا ذَا الَّذي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيٍء ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ ثُمَّيَبْقي وَيَفْني' كُلُّ شَيءٍ يا ذَا الَّذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَيا ذَاالَّذي لَيْسَ فِي السَّم'و'اتِ الْعُلي وَلا فِي الاَرَضينَ السُّفلي' وَلافَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ وَلا بَيْنَهُنَّ اءل'هٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الْحَمْدُحَمْداً لا يَقْوي عَلي اءحْصائِهِ اءلاّ أَنْتَ، فَصَلِّ عَلي' مُحَمَّدٍ وَآلِمُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوي' علي اءحْصائِها اءِلاّ أَنْتَ».
ثمَّ تقول:
«اللّهُمَّ كُنْ لِولِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِوَعَلي آبائِهِ في هذِهِ السّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وَحافِظاًوَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْناً حَتّي' تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتَّعِهُفيها طَويلاً».
وكذلك تقول: «يا مُدَبّر الاُمورِ يا باعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ يامُجْرِيَ الْبُحُورِ يا مُلَيّنَ الْحَديدِ لِداوُدَ، صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وآلِمُحَمَّدِ وَفَرِّجْ عَنِ الْمُؤْمِنينَ».
ثمِّ تستغفر لاربعين نفراً من المؤمنين بأن تقول:«اللهم اغفر لفلان، أو تقول: اللهم اغفر لفلان، وفلانوهكذا، والاولي أن تقدم أرحامك، لانّه نحو صلة رحم، ثمَّتقول: «اللّهُمَّ اغفر لِكُلِّ مَنْ لَهُ حَقٍّ عَلَيَّ وَاغْفِرْ لِكُلِّ مَنْعَلَّمَني خَيْراً وَكُلِّ مَنْ عَلَّمْتُهُ خَيْراً».
وتقول: «اللّهُمَّ اغْفِرْ للمؤمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمينَوَالْمُسلِماتِ». ثلاث مرَّات.
وتقول: «العفو العفو» عشر مرَّات والمرويّ ثلاثمائة.
ثمَّ تدعو بما تريد وتسأل حوائجك، فاءنَّها مستجابة اءنشاء الله تعالي.
ثمَّ تقول:
«اءلهي ما قَدْرُ ذُنُوبي أُقابِلُ بِها كَرَمَكَ، وَما قَدْرُ عِبادَةٍأُقابِلُ بِها نِعَمَكَ، وَاءنّي لاَرْجُو أَنْ تَسْتَغْرِقَ ذُنُوبي في كَرَمِكَكَمَا اسْتَغْرَقْتَ أعْمالي في نِعَمِكَ، اللّهُمَّ اءنّي أَسْألُكَ اءخْباتَالْمَخْبِتينَ وَاءخْلاصَ الْمُوقِنينَ، وَمُرافَقَةَ الاَبْرارِ، والْعَزيمَةَ فيكُلِّ بِرٍّ وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ اءِثْمٍ، وَالفوزَ بِالجنَّةِ، والنَّجاةَ مِنَالنّارِ».
ثمَّ تقول:
«اللّهُمَّ اءنَّ استِغْفاري اءيّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلي ما نَهَيْتَ قلَّةُحَياءٍ، وَتَرْكِي الاستغفارَ مَع عِلْمي بِسِعَةِ فَضْلِكَ وَحِلْمِكَ تَضْيعٌلِحَقِّ الرَّجاءِ، اللّهُمَّ اءنَّ ذُنُوبي تُؤْيِسُني أَنْ أَرْجُوكَ، وَاءنَّ عِلْميبِسِعَةِ رَحْمَتِكَ يُؤْمِنُني أَنْ أَخشاكَ، فَصَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَآلِمُحَمَّدٍ وَحَقّقْ رَجائي، وَكَذّبْ خَوْفي مِنْكَ، وَكُنْ عِنْدَ أَحَسنِظَنّي بِكَ يا أَكْرَمَ الاَكْرَمينَ، اءلهي كَيْفَ أدْعُوكَ وَقَدْ عَصيتُكَ،وَكَيْفَ لا أَدعوكَ وَقَدْ عَرَفتُكَ وَحُبُّكَ في قَلبْي مَكينٌ، مَدَدتُاءلَيْكَ يداً بِالذُّنُوبِ مملُوءةً، وَعَيْناً بِالرَّجاءِ مَمْدُودَةً، اءلهي أَنْتَمالِكُ الْعَطايا وَأَنَا أَسيرُ الْخَطايا، وَمِنْ كَرَمِ الْعُظَماءِ الرِّفقُبِالاُسَراءِ، اءِلهي عَظُمَ جُرْمي اءذ كُنْتَ المُطالِبَ بِهِ، وَكَبُرَ ذنبياءذْ كُنْتَ الْمُبارَزَ بِهِ، اءلاّ أَنّي اءذا ذَكَرْتُ كبرَ ذَنْبي وَعِظَمَ عَفْوِكَوَغُفْرانَكَ وَجَدْتُ الحْاصِلَ بَيْنَهُما إلى أَقْرَبَهُما إلى' رَحْمَتِكَوَرِضْوانِكَ».
ثمَّ تدعو بهذا الدعاء:
«اللَّهُمَّ اءلَيْكَ حَنَّتْ قُلُوبُ الْمُخْبِتينَ، وَبِكَ أَنِسَتْ عُقُولُالعاقلينَ، وَعَلَيْكَ عَكَفَتْ رَهْبَةُ العامِلينَ، وَبِكَ اسْتَجارَتْ أَفْئِدَةُالْمُقَصِّرينَ، فَيا أَمَلَ العارفينَ وَرَجاءَ العالَمين، صَلِّ عَلي
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ وَأَجِرني مِنْ فضَائِحِ يَومِ الدّينِ، عِندَهَتْكِ السُّتُورِ وَتَحصيلِ ما فِي الصُّدُور، وآنِسني عِندَ خَوْفِالمُذنبينَ وَدَهشةِ المُفرِّطينَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحمينَ،فَوَعزَّتكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعصِيَتي اءيّاكَ مُخالَفَتَكَ وَلاعَصَيتُكَ اءذ عَصَيْتُكَ وَأنَا بمَكانِكَ جاهلٌ وَلا لعُقُوبَتِكَمتعرّضٌ وَلا لِنظَرِكَ مُستخفٌّ، وَلِكنْ سَوّلَتْ لي نَفْسيوَأَعانَتْني عَلي ذلِكَ شِقْوَتي، وَغَرَّني سِترُكَ المُرخي' عليَّ،فَعَصيتُكَ بِجَهْلي وَخالَفْتُكَ بِجَهْدي، فَمَنِ الا´نَ مِنْ عَذابِكَيَستنقذُني وَبِحُبلِ مَنْ أَعْتَصِمُ اءذا قَطَعتَ حَبْلكَ عَنّي،واسَوأتاهُ مِنَ الوقوُفِ بَيْنَ يَدَيْكَ غَداً اءذا قيلَ للمخفّينَ جُوزواوَللمثقلينَ حُطُّوا، أَمَعَ المُخفّينَ أجوزُ أَمْ مَعَ المُثقلينَ أَحُطُّ، ياوَيْلَتا كُلَّما كَبُرَ سِنّي كَثُرَتْ مَعاصِيَّ، فكَم ذا أَتُوبُ وَكَمْ ذاأَعُودُ، أَما آنَ لي أنْ أَستحيي مِنْ رَبّي، اللّهُمَّ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍوَآلِ مُحَمَّدٍ اغفِرْ لي وَارحَمني يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ وَخَيْرَالغافرينَ».
ثمَّ تَقُولُ:
«اءلهي نامَتِ الْعُيُونُ وَهَدَأَتِ الاَصْواتُ، وَأَنْتَ الحَيُّالّذي لا تَنامُ، اءلهي كَمْ مِنْ مُوبِقَةٍ حَلُمْتَ عَنْ مُقابلتهابِحِلْمِكَ، وَكَمْ مِنْ جَريرةٍ تَكَرَّمتَ عَنْ كَشْفِها بَكَرَمِكَ، اءلهيطالَ في عِصْيانِكَ عُمْري وَعَظُمَ فِي الصُّحُفِ ذَنبي، فَما أَنَامُؤَمل غَيْرَ غفرانِكَ وَلا أَنَا بِراجٍ غَيْرَ رِضوانِكَ، اءلهي أُفكّرُ فيعَفْوِكَ فَيَهُون عَلَيَّ خَطيئتي، ثُمَّ أذكُرُ الْعَظيمَ مِنْ أَخْذِكَفَتَعْظُمَ عَلَيَّ بليِتَّي، آهٍ اءنْ قَرَأتُ فِي الصُّحُف سَيِّئَةً أَنَا ناسيهاوَأَنْتَ مُحْصيها فَتَقُولُ: خُذُوهُ، فَيا لَهُ مِنْ مَأخُوذٍ لا تُنجيهِعَشيرتُهُ ولا تَنْفَعُهُ قبيلتُهُ وَلا يَرحمُهُ المَلاُ اءذا أُذِنَ فيهِبِالنِّداءِ، آهٍ مِنْ نارٍ تُنضِجُ الاَكبادَ وَالكلي'، آهٍ مِنْ نارٍ نزّاعَةٍللشَّوي، آهٍ مِنْ غَمْرَةٍ مِنْ مُلْهِباتٍ لظي».
وتدعو بدعاء آخر شريف نقله المجلسي في البحاروالمحدِّث القمي في حاشية كتاب دعائه، أوله:
«اءلهي كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنكَ وَقَدْ قَصَدْتُهُعَلي ثِقَةٍ بِك، اءلهي كَيْفَ تُؤْيِسُني مِنْ عطائِكَ وَقَدْ أَمَرْتَنيبِدُعائِكَ، صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وارحَمني اءذَا اشتَدَّالاَنينُ وَحَظَرَ عَنّيِ العَمَلُ وَانقَطَعَ مِنِّي الاَمَلُ، وَأَفْضَيْتُ إلىالْمَنُونِ وَبَكَتْ عَلَيَّ العُيُونُ، وَوَدَّعَنِي الاَهْلُ وَالاحبابُ وَحُثِيَعَلَيَّ التُّرابُ وَنُسِيَ اسْمي وَبُلِيَ جِسْمي وَانْطَمَسَ ذِكْريوَهُجِرَ قَبْري، فَلَمْ يَزُرْني زائِرٌ وَلَمْ يَذْكُرْني ذاكِرٌ وَظَهَرَتْ مِنِّيالْمَآثِمُ وَاسْتَوْلَتْ عَلَيَّ الْمَظالمُ وَطالَتْ شِكايَةُ الْخُصُومِوَاتَّصَلَتْ دعوةُ المَظلومِ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍوأَرضِ خُصُومي بِفَضْلِكَ واءحْسانِكَ وَجُدْ عَلَيَّ بِعفوِكَوَرِضوانِكَ، اءلهي ذَهَبَتْ أَيّامُ لَذّاتي وَبَقِيَتْ مَآثِمي وَتَبِعاتي،وَقَدْ أَتَيْتُك مُنيباً تائِباً فَلا تَرُدَّني مَحْرُوماً خائِباً، اللّهُمَّ آمِنْرَوْعَتي وَاغْفِرْ لي زَلَّتي وَتُبْ عَلَيَّ اءنَّكَ أَنْتَ التَّواّبُ الرَّحيمُ».
ثمَّ تركع وتقول بعد رفع الرأس من الركوع :
«هذا مقّامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعمةٌ، وَشُكرُهُ ضَعيفٌ، وَذَنْبُهُعظيمٌ، وَلَيسَ لِذلِكَ اءلاَّ رِفْقُكَ وَرَحْمَتُكَ فَاءنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَالمنُزَلِ عَلي نَبِيِّكَ المُرْسَلِ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ: (كَانُوا قَلِيلاًمِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَ بِالاَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) طالَهُجُوعي وَقَلَّ قِيامي وَهذا السَّحَرُ وَأنَا أَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبياسْتِغفارَ مَنْ لا يَجِدُ لِنَفسِهِ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةًولا نُشُوراً».
وتتمّ الصلاة وتقرأ في السجدة الاخيرة بكلِّ ما بدا لكمن الدعاء.
الرابع: أن تقرأ بعد الفراغ من صلاة الليل دعاءالصحيفة السجادية وهو:
دعاء الصحيفة للاءمام زين العابدين (ع) :
«اللّهُمَّ يا ذَا الملكِ المُتَأَبِّدِ بِالْخُلُودِ، وَالسُّلطانِ الْمُمْتَنِعِبِغَيْرِ جُنُودٍ ولا أَعْوانٍ، وَالعِزِّ الباقي عَلي مَرِّ الدُّهُورِ، وَخَوالِيالاَعْوامِ، وَمَواضِي الاَزْمانِ وَالايَّام، عَزَّ سُلْطانُكَ عِزّاً لا حَدَّ
لَهُ بِأوَّلِيَّة، وَلا مُنْتَهي لَهُ بِآخِرِيَّةٍ، وَاسْتَعْلي مُلْكُكَ عُلُوّاًسَقَطَتِ الاَشْياءُ دُونَ بُلُوغِ أَمَدِهِ، وَلا يَبْلُغُ أَدْني' مَا اسْتَأثَرْتَبِهِ مِنْ ذلِكَ أقْصي نَعْتِ النّاعِتينَ. ضَلَّتْ فيكَ الصِّفاتُوَتَفَسَّخَتْ دُونَكَ النُّعُوتُ، وَحارَتْ في كِبْرِيائِكَ لَطائِفُالاَوْهامِ، كَذلِكَ أَنْتَ اللهُ الاَوّلُ في أَوَّلِيَّتِكَ، وَعَلي ذلِكَ أَنْتَدائِمٌ لا تَزُولُ، وَأَنَا الْعَبْدُ الضَّعيفُ عَمَلاً، الجسيمُ أَمَلاً،خَرَجَتْ مِنْ يَدي أَسْبابُ الوصلاتِ اءلاّ ما وَصَلَهُ رَحْمَتُكَ،وَتَقَطَّعَتْ عَنِّي عِصَمُ الا´مال اءلاّ ما أَنَا مُعْتَصِمٌ بِهِ مِنْ عَفْوِكَ،قَلَّ عِندي ما أَعْتَدُّ بِهِ مِنْ طاعَتِكَ، وَكَثُرَ عَلَيَّ ما أبوءُ بِهِ مِنْمَعْصِيَتِكَ، وَلَنْ يَضيقَ عَلَيْكَ عَفْوٌ عَنْ عبّدِكَ وَاءنْ أَساءَ،فَاعْفُ عَنِّي.
اللّهُمَّ وَقَدْ أَشْرَفَ عَلي خَفايَا الاَعْمالِ عِلْمُكَ، وَانْكَشَفَكُلُّ مَسْتُورٍ دُونَ خُبْرِكَ، وَلا تَنْطَوي عَنْكَ دقَائِقُ الاُمُورِ وَلاتَعْزُبُ عَنْكَ غيّباتُ السَّرائِرِ، وَقَدِ اسْتحوَذَ عَلَيَّ عَدُوُّكَ الَّذياسْتَنْظَرَكَ لِغوِايَتي فَأَنْظَرْتَهُ، وَاسْتَمْهَلكَ إلى يَوْمِ الدِّينِلاءِضْلالِي فَأَمْهَلْتُهُ فَأَوْقَعَني، وَقَدْ هَرَبْتُ اءلَيْكَ مِنْ صَغائِرِذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ، وَكَبائِرِ أعْمالٍ مُردِيَةٍ، حَتّي اءذا قارَفْتُ مَعْصِيَتَكَ،وَاسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيي سَخْطَتَك، فَتَلَ عَنّي عِذارَ غَدْرِه،وَتَلَقّاني بِكَلِمَةِ كُفْرِهِ، وَتَوَلَّي الْبَراءَةَ مِنّي وَأَدْبرَ مُوَلِّياً عنّي،فَأَصحَرَني لِغَضَبِكَ فَريداً، وَأَخْرَجَني إلى فِناءِ نِقْمَتِكَ طَريداً،لا شَفيعَ يَشْفَعُ لي اءلَيْكَ، وَلا خَفيرَ يُؤْمِنُني عَلَيْكَ، وَلا حِصْنَيَحْجُبُني عَنْكَ، وَلا مَلاذَ أَلْجَأُ اءليْهِ مِنْكَ. فَهذا مقامُ العائِذِبِكَ، وَمَحَلُّ المُعْتَرِفِ لَكَ، فَلا يَضيقنَّ عَنّي فَضْلُكَ، وَلايَقْصُرَنَّ دُوني عُفْوُكَ، وَلا أَكُنْ أَخْيَبَ عِبادِكَ التّائِبينَ، وَلاأقنَطَ وفودِكَ الا´ملينَ، وَاغْفِرْ لي اءنَّك خَيْرُ الغافرينَ.
اللّهُمَّ اءنَّكَ أَمَرْتَني فَتَركْتُ، وَنَهَيْتَني فَرَكِبْتُ، وَسَوَّلَ لِيَالخَطَأَ خاطِرُ السوء فَفَرَّطتُ، وَلا أَسْتَشْهِدُ عَلي صِيامي نَهاراً،وَلا أسْتَجيرُ بِتَهَجُّدّي لَيلاً، وَلا تُثْني عَلَيَّ بِاءِحيائِها سُنَّةٌ،حاشا فُرُوضِكَ الَّتي مَنْ ضَيَّعَها هَلَكَ، وَلَسْتُ أَتَوَسَّلُ اءلَيْكَبِفَضْلِ نافِلَةٍ مَعَ كَثيرِ ما أَغْفَلْتُ مِنْ وَظائِفِ فُرُوضِكَ،وَتَعَدَّيْتُ عَنْ مَقاماتِ حُدُودِكَ، إلى حُرُماتٍ انْتَهَكْتُها، وَكبائِرِذُنُوبٍ اجتَرَحْتُها كانَتْ عافيتُكَ لي مِنْ فَضائِحِها سِتْراً. وَهذامَقامُ مَنِ اسْتَحْيي لِنَفْسِهِ مِنْكَ، وَسَخَطَ عَلَيْها، وَرَضِيَ عَنْكَفَتَلَقَّاكَ بِنَفْسٍ خاشِعَةٍ، وَرَقَبَةٍ خاضِعَةٍ، وَظَهْرٍ مُثْقَلٍ مِنَالخَطايا، واقِفاً بَين الرَّغْبَةِ اءليكَ وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ، وَأنْتَ أَوْلي مَنْرَجاهُ، وَأحَقُّ مَنْ خَشِيَهُ وَاتّقاهُ، فَاَعْطِني يا رَبِّ ما رَجَوْتُ،وَآمِنّي ما حَذِرْتُ، وَعُدْ عَلَيِّ بِعائِدَةِ رَحْمَتِكَ اءنَّكَ أَكْرَمُالْمَسْؤُولينَ.
اللّهُمَّ وَاءذْ سَتَرْتَني بِعَفْوِكَ وَتَغَمَّدَتَني بِفَضْلِكَ في دارِالفناءِ بِحَضْرَةِ الاَكِفّاءِ، فَجِرْني من فَضيحاتِ دارِ الْبقَاءِ عِنْدَمَواقِفِ الاَشْهادِ مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبينَ وَالرُّسُلِ المُكَرَّمينَوَالشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ، مِنْ جارٍ كُنْتُ اُكاتِمُهُ سيِّئآتي وَمِنْ
ذي رَحِمٍ كُنْتُ أَحْتشِمُ مِنْهُ في سَريراتي، لَمْ أَثِقْ بِهِمْ رَبِّفِي السِّتر عَلَيَّ، وَوَثِقْتُ بِكَ رَبِّ فِي المغفرةِ لي، وَأَنْتَ أَوليمَنْ وُثِقَ بِهِ وَأَعْطَفُ مَنْ رُغِبَ اءِلَيْهِ وَأَرْأَفُ مَنِ اسْتُرْحِمَفَارْحَمْني.
اللّهمَّ وَأَنْتَ حَدَرْتَني ماءً مَهيناً، مِنْ صُلْبٍ مُتَضائِقِالْعِظامِ حَرِجِ المْسِالِكِ، إلى رَحِمٍ ضَيّقَةٍ سَتَرْتَها بِالحُجُبِ،تَصْرِفُني حالاً عَنْ حالٍ حَتَّي انْتَهَيتَ بي إلى تَمام الصُّورةِ،وَأَثْبَتَّ فِيَّ الجوارِحَ كَما نَعَتَّ في كِتابِكَ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّمُضْغَةً ثُمَّ عِظاماً ثُمِّ كَسوتَ العظامَ لَحْماً، ثُمَّ أَنْشَأْتَني خَلْقاًآخَرَ كَما شِئْتَ، حَتّي اءذَا احْتَجْتُ إلى رِزْقِكَ، وَلَمْ أَسْتَغْنِ عَنْغِياثِ فَضْلِكَ، جَعَلْتَ لي قُوتاً مِنْ فَضْلِ طَعامٍ وشَرابٍ أَجْريْتَهُلاَمَتِكَ الَّتي أَسْكَنْتَني جَوْفَها وَأَوْدَعْتني قَرارَ رَحِمِها، وَلَوْتَكِلُني يا رَبِّ في تِلْكَ الْحالاتِ إلى حَوْلي، أوْ تَضْطَرُّني إلىقُوَّتي لَكانَ الحَوْلُ عَنِّي مُعْتَزِلاً، وَلَكانَتِ القُوَّةُ مِنِّي بَعيدةً،فَغَذَوْتَني بِفَضْلِكَ غِذاءَ البِرِّ اللَّطيفِ، تَفْعَلُ ذلِكَ بي تَطَوُّلاًعَلَيَّ إلى غايَتي هذِهِ، لا أَعْدِمُ بِرَّكَ وَلا يُبطِيُ بي حُسْنُصَنيعِكَ، وَلا تَتَأَكَّدُ مَعَ ذلكَ ثِقَتي، فَأَتَفرَّغَ لِما هُوَ أَحْظي
لي عِنْدَكَ، قَدْ مَلَكَ الشَّيطانُ عِناني في سُوءِ الظَّنِّ
وضَعَفِ اليقينِ، فَأَنَا أَشْكُو سُوءَ مُجاوَرَتِهِ لي وَطاعَةَ نَفْسي
لَهُ، وَأَسْتَعْصِمُكَ مِنْ مَلَكَتِهِ، وَأتَضَرَّع اءليكَ في أَنْ تُسَهّلَ
إلى رِزْقي سَبيلاً، فَلَكَ الحَمْدُ عَلي ابْتِدائِكَ بِالنِّعَمِ
الجِسام، واءلهامِكَ الشُّكْرَ عَلَي الاءحسانِ وَالاءنعامِ، فَصَلِّ
عَلي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَهّل عَلَيَّ رِزقي وَأَنْ تُقنعني بِتَقديرِكَ
لي، وَأنْ تُرضِيَني بِحُصَّتي فيما قَسَمْتَ لي، وَأَنْ تَجْعَلَ ماذَهَبَ مِنْ جِسْمي وَعُمْري في سَبيلِ طاعَتِكَ اءنَّكَ خَيْرُالرّازقِينَ.
أللّهُمَّ اءنّي أعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ تَغَلَّظْتَ بِها عَلي مَنْعَصاكَ، وَتَوَعَّدْتَ بِها مَنْ صَدَفَ عَنْ رِضاكَ، وَمِنْ نارٍ نُورهاظُلمَةٌ وَهَيِّنُها أليمٌ، وَبَعيدُها قَريبٌ، وَمِنْ نارٍ يَأْكُلُ بَعضَهابَعْضٌ، وَيَصُولُ بَعْضُها عَلي بَعْضٍ، وَمِنْ نارٍ تَذَرُ العِظامَ رَميماً،وَتَسْقي أَهْلَها حَميماً، وَمِنْ نارٍ لا تُبقي عَلي مَنْ تَضَرَّع اءلَيْها،وَلا تَرْحَمُ مَنِ اسْتَعْطَفَها، وَلا تَقْدِرُ عَلَي التَّخْفيفِ عَمَّنْ خَشَعَلَها وَاسْتَسْلَمَ اءلَيْها، تَلْقي سُكّانَها بِأَحَرِّ ما لَدَيْها مِنْ ألَيمِالنَّكالِ وَشَديدِ الْوَبال، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ عَقارِبِها الفاغِرَةِ
أفواهُها، وَحَيّاتِهَا الصّالِقَةِ بِأنيابِها، وَشَرابِهَا الَّذي يُقَطّعُ أمْعاءَوَأَفئِدَةَ سُكّانها، وَيَنزعُ قُلُوبَهُمْ، وَأَسْتَهْديكَ لِما باعَدَ مِنْهاوَأَخَّرَ عَنْها.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأجِرني مِنْها بِفَضْلِرَحْمَتِكَ، وَأَقِلني عثَرَاتي بِحُسْنِ اءقالَتِكَ، وَلا تَخْذُلْني يا خَيْرَالمُجيرينَ، اءنَّكَ تَقِي الكَريهَةَ، وَتُعْطِي الْحَسَنَةَ، وَتَفْعَلُ ماتُريدُ وَأَنْتَ عَلي كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَآلِهِاءذا ذُكِرَ الاَبرارُ، وَصَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُوالنَّهارُ، صَلاةً لا يَنْقَطِعُ مَدَدُها، وَلا يُحصي عَدَدُها، صَلاةًتَشْحَنُ الهَواءَ، وَتَمْلاُ الاَرْضَ وَالسَّماءَ. صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ حَتّييَرضي'، وَصَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بَعْدَ الرِّضا صَلاةً لا حَدَّ لَها وَلامُنْتَهي يا أرْحَمَ الرّاحمينَ».
دعاء الرهبة للاءمام موسي الكاظم (ع) :
«اَللّ'هُمَّ اِنَّكَ خَلَقْتَني سَوِيّاً وَ رَبَّيْتَني صَغيراً وَ رَزَقْتَنيمَكْفِيّاً. اَللّ'هُمَّ اِنّي وَجَدْتُ فيم'ا اَنْزَلْتَ مِنْ كِت'ابِكَ وَ بَشَّرْتَ بِهِعِب'ادَكَ اَنْ قُلْتَ ي'ا عِب'ادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلي' اَنْفُسِهِمْلا'تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ اِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً، وَقَدْ تَقَدَّمَمِنّي م'ا قَدْ عَلِمْتَ وَ م'ا اَنْتَ اَعْلَمُ بِهِ مِنّي، فَي'اسَوْ أَت'اهُ مِمّ'ااَحْص'اهُ عَلَيَّ كِت'ابُكَ، فَلَوْلاَ الْمَو'اقِفُ الَّتي اُؤَمِّلُ مِنْ عَفْوِكَالَّذي شَمَلَ كُلَّ شَيءٍ لاََلْقَيْتُ بِيَدي، وَلَوْ اَنَّ اَحَداً اسْتَط'اعَالْهَرَبَ مِنْ رَبِّهِ لَكُنْتُ اَنَا اَحَقَّ بِالْهَرَبِ مِنْكَ، وَاَنْتَ لا'تَخْفي'عَلَيْكَ خ'افِيَةٌ فِي الاَْرْضِ وَلا' فِي السَّم'آءِ اِلاّ' اَتَيْتَ بِه'ا وَ كَفي'بِكَ ج'ازِياً وَ كَفي' بِكَ حَسيباً. اَللّ'هُمَّ اِنَّكَ ط'الِبي اِنْ اَنَا هَرَبْتُ، وَمُدْرِكي اِنْ اَنَا فَرَرْتُ، فَه'ا اَنَاذ'ا بَيْنَ يَدَيْكَ خ'اضِعٌ ذَليلٌ ر'اغِمٌ،اِنْ تُعَذِّبْني فَاِنّي لِذ'لِكَ اَهْلٌ وَ هُوَ ي'ا رَبِّ مِنْكَ عَدْلٌ، وَ اِنْتَعْفُ عَنّي فَقَديماً شَمَلَني عَفْوُكَ وَ اَلْبَسْتَني ع'افِيَتَكَ، فَاَسْأَلُكَاللّ'هُمَّ بِالْمَخْزُونِ مِنْ اَسْم'ائِكَ، وَ بِم'ا و'ارَتْهُ الْحُجُبُ مِنْ بَه'ائِكَاِلاّ' رَحِمْتَ هذهِ النَّفْسَ الْجَزُوعَةَ وَ هذِهِ الرِّمَّةَ الْهَلُوعَةَ الَّتيلا'تَسْتَطيعُ حَرَّ شَمْسِكَ فَكَيْفَ تَسْتَطيعُ حَرَّ ن'ارِكَ، وَالَّتيلا'تَسْتَطيعُ صَوْتَ رَعْدِكَ فَكَيْفَ تَسْتَطيعُ غَضَبَكَ، فَارْحَمْنياللّ'هُمَّ فَاِنّي امْرُؤٌ حَقيرٌ وَ خَطَري يَسيرٌ وَ لَيْسَ عَذ'ابي مِمّ'ايَزيدُ في مُلْكِكَ مِثْق'الَ ذَرَّةٍ، وَ لَوْ اَنَّ عَذ'ابي مِمّ'ا يَزيدُ فيمُلْكِكَ لَسَأَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَيْهِ وَاَحْبَبْتُ اَنْ يَكُونَ ذ'لِكَ لَكَ وَ ل'كِنْسُلْط'انُكَ اَللّ'هُمَّ اَعْظَمُ وَ مُلْكُكَ اَدْوَمُ مِنْ اَنْ تَزيدَ فيهِ ط'اعَةُالمُطيعينَ اَوْ تَنْقُصَ مِنْهُ مَعْصِيَةُ الْمُذْنِبينَ، فَارْحَمْني ي'ا اَرْحَمَالرّ'احِمينَ وَ تَج'اوَزْ عَنّي ي'ا ذَا الْجَلا'لِ وَالاِْكْر'امِ وَ تُبْ عَلَيَّ اِنَّكَاَنْتَ التَّوّ'ابُ الرَّحيمُ».
دعاء الحزين لاءمام زين العابدين (ع) :
«أُناجيكَ يا مَوْجُوداً في كُلِّ مَكانٍ لَعَلَّكَ تَسْمَعُ نِدائي،فَقَدْ عَظُمَ جُرمْي وَقَلَّ حَيائي مَوْلايَ يا مَوْلايَ، أَيُّ الاَهْوالِأَتَذَكَّرُ؟ وَأَيُّها أَنْسي'؟ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ اءلاَّ الموتُ لَكَفي'، كَيْفَ وّمابَعْدَ المَوتِ أعظمُ وَأدْهي'، مَوْلايَ يا مَوْلايَ حتّي مَتي وَإلىمَتي أَقُولُ لَكَ الْعُتْبي' مَرَّةً بَعْدَ أُخْري' ثُمَّ لا تَجِدُ عِنْدي صِدْقاًوَلا وَفاءً، فَيا غَوْثاهُ ثُمَّ واغَوْثاهُ بِكَ يا اللهُ، مِنْ هَويً قَدْ غَلَبنيوَمِنْ عَدُوّ قَدِ اسْتَكْلَبَ عَلَيَّ، وَمِنْ دُنيا قَدْ تَزَيَّنَتْ لي، وَمِنْ
نَفْسٍ أَمّارةٍ بالسُّوء اءلاَّ ما رَحِمَ رَبّي. مَوْلايَ يا مَوْلايَ اءنْكُنتَ رَحِمْتَ مِثْلي فَارْحَمْني، واءنْ كُنْتَ قَبِلْتَ مِثْلي فَاقْبَلْني،يا قابِلَ السَّحَرَةِ اقْبَلْني، يا مَنْ لَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّفُ مِنْهُ الْحُسْني، يامَنْ يُغَذَّيني بِالنِّعَمِ صَباحاً وَمَساءً، اِرْحَمْني يَوْمَ آتيكَ فَرْداًشاخِصاً اءلَيْكَ بَصَري مُقَلَّداً عُمُلي قَدْ تَبُرَّأَ جَميعُ الْخَلْقِ مِنّي،نَعَمْ وأبي وَأُمّي وَمَنْ كانَ لهُ كَدّي وَسَعيي، فَاءنْ لَمْ تَرْحَمْنيفَمَنْ يَرْحَمُني، وَمَنْ يُؤْنِسُ فِي الْقَبْرِ وَحْشَتيِ، وَمَنْ يُنِطِقُلِساني اءذا خَلَوْتُ بِعَمَلي وَساءَلْتَني عَمَّا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِني،فاءن قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَيْنَ الْمَهْربُ مِنْ عَدْلِكَ، وَاءنْ قُلْتُ: لَمْ أَفْعَلْ،قُلْتَ: أَلَمْ أَكُنِ الشّاهِدَ عَلَيْكَ، فَعَفْوَكَ، عَفْوَكَ يا مَوْلايَ قَبْلَسَرابيلِ القطِرانِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ يا مَولايَ قَبْلَ جَهَنَّمَوالنّيرانِ عَفْوَك عَفْوَكَ يا مَوْلايَ قَبْلَ أَنْ تُغَلَّ الايْدي إلىالاَعْناقِ، يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ وَخَيْرَ الغافرينَ».
أيضاً ثم تقول: «سُبحانَ ربِّيَ المَلِكِ القُدُّوسِالحَكيمِ». ثلاث مرَّات. وبعده تقول: «يا حَيُّ يا قَيُّوُم يا بَرُّ يارَحيمُ فَاغْنِني يا كَريمُ، اُرُزُقْني مِنَ التِّجارَةِ أَعْظَمها فَضْلاًوَأَوْسَعَها رِزْقاً وَخَيْرها لي عاقبةً فاءنَّهُ لا خَيْرَ مِمّا لا عاقِبَةَلَهُ».
هذا يسير من كثير ممَّا يُتلي في هذا المقام العظيموالحالة العظمي التي لا يُعرف قدرها ولا يُدرك فضلها .
إلى هنا تنتهي أعمال صلاة الليل للعالم الرباني السيدعبد الاعلي السبزواري أعلي الله مقامه.
أدعية الاءمام زين العابدين (ع) في جوف الليل
أدعية الاءمام زين العابدين (ع) في جوف الليل
كان الاءمام علي بن الحسين (ع) يدعو بهذا الدعاء فيجوف الليل، اءذا هدأت العيون:
«اللّهُمَّ غارَتْ نجُوم سَمائِكَ، وَنامَتْ عُيونُ أَنامِكَ،وَهَدأَتْ أَصْواتُ عِبادِكَ وَأنعامِكَ، وَغَلَّقَتِ المُلُوكُ عَلَيْهاأَبْوابَها، وَطافَ عَلَيْها حُرّاسُها، واحتَجَبُوا عَمَّنْ يَسْأَلُهُمْ حاجَةًأَوْ يَنْتَجِعُ مِنْهُمْ فائِدَةً، وَأَنْتَ اءل´هي حَيٌّ قَيُّومٌ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌولا نَوْمٌ، وَلا يَشْغَلُكَ شَيءٌ عن شَيءٍ، أبْوابُ سَمائِكَ لِمَنْدَعاكَ مُفَتَّحاتٌ، وَخَزائِنُكَ غَيْرُ مَغَلَّقاتٍ، وَأَبْوابُ رَحْمَتِكَ غَيْرُمَحْجُوباتٍ، بَل هِيَ مبذولاتٍ، أَنْتَ اءل´هِيَ الكَريمُ الَّذي لا ترُدُّسائِلاً مِنَ المُؤمِنينَ سَأَلَكَ، وَلا تَحْتَجِبُ عَنْ أحدٍ منهمُأرادَكَ، لا وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ لا تُختزلُ حَوائِجُهُمْ دونَكَ، وَلايَقْضيها أَحَدٌ غَيْرُكَ. اللّهُمَّ وَقَدْ تَراني وَوُقُوفي وَذُلَّ مَقاميبَيْنَ يَدَيْكَ، تَعْلَمُ سَريرتي وَتَطَّلِعُ علي ما في قَلْبي، وَما يصلُحُبِهِ أمْرُ آخِرَتي وَدُنيايَ. اللّهُمَّ اءنْ ذكَرْتُ الْمَوْتَ وَهَوْلَ الْمُطَّلَعِ،وَالوقوفَ بَيْنَ يَدَيْكَ، نَغَّصَني مَطْعمي وَمَشْربَي، وَأَغَصَّنيبِريقي، وَأَقلَقَني عَنْ وِسادي وَمَنَعَني رُقادي، كَيْفَ يَنامُ مَنْيَخافُ بَياتَ مَلَكِ الْمَوْتِ في طَوارِقِ اللّيْلِ وَالنَّهارِ، بَلْ كَيْفَيَنامُ العاقِلُ وَمَلَكُ المُوْتِ لا يَنامُ لا بِاللَّيْلِ وَلا بِالنهارِ،وَيَطْلُبُ قَبْضَ رُوحِهش بِالبَياتِ أَو في آناءِ الساعاتِ».
ثُمّ يسجد ويلصق خدَّه بالتراب وهو يقول:
«أَسْأَلُكَ الرَّوْحَ وَالرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوتِ، وَالْعَفْوَ عَنِّي حِينَأَلْقاكَ».
دعاؤه (ع) في صلاة الليل :
كان عليّ بن الحسين (ع) يصلّي امام صلاة الليلركعتين خفيفتين، يقرأ فيهما ب «قل هو الله أحد» في الاولي،وفي الثانية ب «قل يا أيها الكافرون». ويرفع يديه بالتكبير ـبعد الركعة ـ ويقول:
«أللّهُمَّ أنْتَ الْمَلِكُ الحَقُّ المُبينُ، ذُو العِزِّ الشّامِخِ،والسّلطانِ الباذخِ وَالمَجْدِ الفاضِلِ، أَنْتَ الْمَلِكُ الْقاهِرُ، الْكَبيرُالْقادِرُ، الْغَنِيُّ الْفاخِرُ، يَنامُ العِبادُ ولا تَنامُ، وَلا تَغْفَلُ وَلا تَسْأَمُ.
الحمدُ للهِ المُحسِنِ المُجْمِلِ، الْمُنْعِمِ الْمُفْضِلِ، ذِيالْجَلالِ والاءكرامِ، وذِي الفَواضِلِ العِظامِ وَالنِّعَمِ الجِسامِوَصاحِبِ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَوَلِيِّ كُلِّ نِعْمَةٍ، لَمْ يَخْذُلْ عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ،وَلَمْ يَفْضَخْ بِسَريرَةٍ، وَلَمْ يُسْلِمْ بِجَريرَةٍ وَلَمْ يُخْزِ في مَوْطِنٍ،وَمَنْ هُو لنا أَهْلَ البَيْتِ عِدّةٌ وَرِدْءٌ عِنْدَ كُلِّ عَسيرٍ وَيَسيرٍ،حَسَنُ البلاءُ، كَريمُ الثَّناءِ، عَظيمُ العَفْوِ عنَّا.
أَمْسَيْنا لا يُغْنينا أَحَدٌ اءنْ حَرَمْتَنا، وَلا يَمْنَعُنا مِنْكَ أَحَدٌاءنْ أَرَدْتَنا، فَلا تَحْرِمْنا فَضْلَكَ لِقِلَّةِ شُكْرِنا، وَلا تُعَذِّبْنا لِكَثْرَةِذُنُوبِنا وَما قَدَّمَتْ أَيْدينا، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ،سُبْحانَ ذيِ العزَّةِ والجَبَرُوتِ، سُبْحانَ الْحَيِّ الَّذي لايَموتُ».
أهل البيت(ع) وقيام الليل
أهل البيت(ع) وقيام الليل
من الاُمور التي أوجبها الله علي رسوله محمد (ص)دون غيره صلاة الليل حيث امره بوجوب اءقامتها بقولهتعالي:
(قُمِ اللَّيْلَ اءِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ اَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * اَوْ زِدْعَلَيْهِ وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً).
وكذلك وصية جبرئيل لنبينا (ص)، حيث قال (ص):
«مازال جبرئيل... يوصيني بقيام الليل حتيظننت أن خيار أُمتي لن يناموا».
وكذلك اوصي النبي (ص) أمير المؤمنين (ع) بها حيثقال (ص) له :
«يا علي أوصيك في نفسك بخصال اءحفظها عني ـإلى أن قال ـ وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاةالليل، وعليك بصلاة الله».
وكذلك اوصي أئمتنا الاطهار شيعتهم بها:
قال الاءمام الصادق (ع):
«عليكم بصلاة الليل فاءنها سنّة نبيكم، ودأبالصالحين قبلكم...».
بل عدّوا صلاة الليل من صفات الشيعي الموالي ونفواعن تارك صلاة الليل صفة الشيعي كما في قول الاءمامالصادق (ع):
«ليس من شيعتنا من لم يصلِّ صلاة الليل».
وكلّ ما ورد من وصية النبي (ص) وأهل بيته (ع)ونفي صفة التشيع وغيرها من الاحاديث اءن دلّ علي شيءفاءنما يدلّ علي التأكيد علي أهمية تلك الصلاة العظيمة«صلاة الليل».
وأنقل لكم هذا التأكيد بما جري علي مولاتنازينب(س).
في ليلة العاشر من محرم كانت زينب وكانالحسين(ع): كانت زينب وكان الجميع.. كلّ شخص، وكلّشيء.. في ليلة الحادي عشر كانت زينب ولم يكن غيرزينب سيدة النساء.. في هذه الليلة كانت زينب هي الراعي،هي قائدة قافلة الاسري وملجأ الايتام.. رغم ثقل المصائبومرارتها.. كانت زينب طوداً شامخاً واجهت المصائب ولميرمش لها جفن.
تولّت حراسة الاسري، تولّت جمع النساء والاطفال..تولّت تجميع الهائمين علي وجوههم في الصحراء، تولّتتمريض العليل الضعيف.. كانت الروح للاجساد التي فقدتالروح.. والبهجة للقلوب التي فقدت البهجة والرمق للنفوسالتي فقدت الرمق.
كانت تمضي مسرعةً من جهة لاخري .. تبحث عمنافتقدت.. كان ضرب السياط يؤلمها.. وأشواك الصحراءتدميها.. اءلا أن زينب تبحث عن اليتامي.. كانت كبدهاتحترق ولكنها تبحث عن اليتامي.
هذا الجسد الّذي هدّه الالم.. كان معجزة.. أثبتتزينب كفاءة منقطعة النظير فلم يسقط طفل تحت حوافرالخيل... ولا احترقت امرأة بالنار.. ولا ضاع طفل في تلكالليلة المشؤومة.
وبعد أن انجزت زينب كلَّ هذه المهام واطمأنت عليسلامة الجميع توجهت إلى الله وانصرفت إلى العبادة وصلّتصلاة الليل..
لقد كانت متعبة جداً بحيث أنها لم تستطع أن تصليهاوقوفاً.. فصلّت صلاة الليل من جلوس وتضرّعت إلى اللهتعالي وابتهلت.
كانت زينب اءل´هية.. والاءلهيون هكذا يواجهونالمصائب ولا يرمش لهم جفن.. صابرين.. شاكرين..
تعليق