www.banihashem.org
جمعية بني هاشم العالمية
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
بحث لسماحة السيد محمد علي الحسيني
اللبناني
{استخارات علمائنا}
روي انّ الإمام علي بن الحسين (ع) كان إذا صلّىالفجر لم يتكلّم حتّى تطلع الشمس، فجاءه أحد أصحابه يوم ولد فيه زيد فبشّرهُ به بعد صلاة الفجر، فالتفت إلى أصحابه،فقال: أي شيء ترون أن اُسمّي هذا المولود؟ فقال كلّ رجل:سمّه كذا، فقال: يا غلام، عليَّ بالمصحف، فجاءوا بالمصحف فوضعه في حجره، ثمّ فتحه فنظر في أوّل حرف في الورقة فإذا فيه :
(وَ فَضَّلَ اللهُ الُْمجَاهِدِينَ عَلَي الْقَاعِدِينَ اَجْرًاعَظِيماً).
ثمّ فتحه ثانياً، فنظر فإذا أوّل الورقة:
(اءِنَّ اللهَ اشْتَري' مِنَ الْمُوْمِنِينَ اَنْفُسَهُمْ وَ اَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُالْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّافِي التَّوْرَاةِ وَ الاءِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ اَوْفَي بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِفَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ).
وفي هذه الأثناء ألقى الإمام السجاد نظرة في كِلا الا´يتين، حيث وجدهما تتحدّثان عن موضوع واحد، ألا وهو الجهاد، وتذكَّر حديث رسول الله (ص) وجدّه الإمام عليٍّ (ع)حول ظهور زيد وصلبه، ثمّ قال: هو والله زيد، هو والله زيد،فسمّي زيداً.
استخارة آية الله حسن زاده الا´ملي
ذكر آية الله حسن زاده الا´ملي في عدة كتب،استخارات عجيبة وقعت له أو للا´خرين وننقلها هنا:
1. بتوصية من آية الله الشيخ محمد تقي آملي، ذهبت إلى محضر السيد «قمشهاي» وأخبرته قائلاً: ارسلني آية الله آملي من أجل أن تحدّد لي درساً خصوصياً (بحث).
فرفض وقال: ليس لديَّ وقت.
وكنت حينها اسكن في مدرسة «حاج أبو الفتح» وكان بيت السيد قريب منها، فصبرت يومين أو ثلاثة، ثمّ رجعت له وأخبرته برغبتي في حضور درس «المنظومة» عنده،وأخبرته كذلك بانّ آية الله آملي أخبرني أن آتي أليه أو إلىالمرحوم «شعراني»، فأكثر السيد «قمشهاي» من مدح وتمجيد المرحوم «شعراني»، وقال لي اذهب أليه، فأخبرته:انّه ليس لديه وقت أيضاً .
قال المرحوم إلهي: أنا أيضاً ليس لديّ وقت. مرّت عدّة أيّامٍ ذهبت خلالها مرّتين إلى منزله وقلت له أخيراً:أرجوكم أن تنظروا في مسألتي، فإذا كنت غير صالح اتركوني ارحل، وإذا كنت طالب علم فارجو أن تتبنّوني، كان السيد في هذه المرّة هادئاً ورقيقاً، فقال لي: اعطني فرصة الا´ن للتفكير لارى هل لديَّ وقت أم لا؟ فرحت كثيراً، ولمّا جئته بعدها قبلني تلميذاً عنده.
قال لي يوماً: عندما رأيت وضعكَ، ذهبت إلى المدرسة الّتي تسكن فيها، ورأيت باب غرفتك مغلقاً، وعندما سألت الطلبة عنك، اتّفقت آراؤهم عليك، حيث كانوا راضين عنك،لذا رجعت إلى المنزل وقرّرت أن استخير الله حول موضوع درسك عندي، فجاءت الا´ية الشريفة:
(وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
لهذا اطمئن قلبي وقبلت تدريسك .
2. في أواخر شهر رجب 1387 ه ، سافرت من قم إلى مدينة (مراغة) ـ وهي واحدة من مدن شمال إيران ـ وأخذت استخارة ـ قبل الحركة ـ بالقرآن الكريم، جاءت هذه الا´ية:
(اَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الاَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا اَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ اَثَارُوا الاَرْضَ).
وعندما ذهبت إلى تبريز عرفت أن قبر «هولاكو» فيمدينة مراغة، فتذكرت الا´ية الكريمة.
وقد بني المرصد (مرصد مراغة) الشيخ نصير
الدين الطوسي في زمن «هولاكو»، وفي ذلك الزمان
دوّن وكتب موسوعته عن حركة النجوم والكواكب ومواقع الابراج، وقد بني قسماً من هذا المرصد على قمَّة أعلى
جبل في غرب مدينة مراغة، وبني قسماً آخر منه أمام الجبل من جهة الغرب، وهذا الموقع الجغرافي الّذي انتخبه الشيخ الطوسي يعتبر مناسباً بصورة كبيرة لحركة الارصادالجوية.
3. اثناء عقد قران اءحدي النساء الخبيثات، طلب مني أحَدُ الحاضرين أخذ استخارة، فأخبرته انّ الشخص الّذييريد الزواج من هذه المرأة خبيثٌ مثلها، لانّ (الْخَبِيثَاتُلِلْخَبِيثِينَ)، ولا داعي إلى الاستخارة، لكنّه ألحّ على َّبالاستخارة، ففتحت المصحف فجاءت الا´ية الكريمة:
(وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَي بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًافَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ اُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
سبحان الله، فلقد رأينا بعد الزواج انّ خباثة هذا الرجل أقذر وأخبث من تلك المرأة .
4. السلطان سليمان كان أحد السلاطين العثمانيين،أحدث نهر «الحسينية» المنشعب من نهر الفرات في كربلاءالمقدسة، وبعد ذلك تشرف بزيارة مرقد أمير المؤمنينعلي(ع)، وقبل وصوله إلى المرقد الشريف وعلي مشارفمدينة النجف، نزل من جواده احتراماً للاءمام ومشي حافياً باتجاه المرقد الشريف، وعندما رآه حاكم المدينة على هذه الحالة، قال له: اءنّه ليس من الصحيح أن تمشي حافياً إلى المرقد، لانّ ذلك سوف يقلّل من هيبتك وسلطانك أمام الناس !
تردّد السلطان في تلك الاثناء، وقرَّر الاستخارة بالقرآن، وعندما فتح القرآن جاءت هذه الا´ية :
(فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ اءِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُويً ) .
تأثر الحاكم عندما سمع كلام السلطان، وخلع حذاءه أيضاً، ومشي حافياً إلى القبّة المنوّرة.
5. يتحدَّث الاُستاذ حسن زاده الا´ملي حول الهدف من نشر كتاب «الرسالة الإلهية» فيقول: الرسالة الإلهية مجموعة خطب عديدة القيتها في السنوات 1390 ـ1394ه، حيث كتبتها في وقت ازداد فيه الوعي الفكريكثيراً، كنت في البداية متردِّداً من كتابتها، وكنت لا أشعر بأي فائدة من نشرها، ولكنَّ اقتراح الاُخوة في (مركز الرجاءالثقافي) بالاستخارة، دفعني إلى أخذ الاستخارة بالقرآنالكريم، وكانت النتيجة الا´ية الشريفة:
(وَ فِي نُسْخَتِهَا هُدًي وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْيَرْهَبُونَ). فقررت طبعه على أمل أن يستفيد بعض الناس من نشره .
استخارة حُجَّة الإسلام والمُسلمين هاشميرفسنجاني
يقول الشيخ هاشمي الرفسنجاني: بعد أن درست
مدّة قليلة (في بداية دراستي الحوزوية) أحسست بالرغبة باعتلاء المنبر ومخاطبة الناس، ولكن الطلبة يعتقدون بأنّهمن الصعوبة علي التلميذ الجديد أن يرتقي المنبر، ولكنِّي مع ذلك بدأت بارتقاء المنبر في مدينتي، لانّ الناسيعرفونني ويعرفون عائلتي فلم تكن هناك مشكلة، اضف إلى ذلك انّي تعلَّمت بعض الاُمور اثناء دراستي وبدأت انقله للناس.
وكانت أيّام الخطابة أيّام جميلة، وتحتوي علي خواطرعديدة منها: كنت في إحدى قري مدينة خمين، وتسمي(كمره)، حيث ذهبتُ إلىها بمناسبة أربعين الإمام الحسين(ع) (20 صفر)، عندما ركبت إلىها بالسيارة ومعي حقيبتي الّتي تحتوي علي بعض لوازمي وكتبي، نزلت فياحد المقاهي، وبقيت فيه اللَّيل كلّه، لقد كنت خجلاً لاني أذهب أول مرّة، وفي الصباح أخذني بعض أهالي القرية إلى بيت فيه مجلس تعزية، وربما قصدوا اختباري في ذلكالمكان، وعندما ارتقيت المنبر بدأت (حسب عرف الخطباء)فقرأت الا´ية لشريفة:
(اَلَمْ اَعْهَدْ إلىكُمْ يَا بَنِي آدَمَ اَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ اءِنَّهُلَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)، ثمّ تحدّثت عن عبادة الله وعبادة
الشيطان، وكان الحديث بلهجة قاسية بعض الشيء، حيثتقبّل بعض الناس خطبتي، ولم يتقبّلها البعض الا´خر،وأحسست بانّي لم أكن موفقاً في خطبتي، وبعد الانتهاء من الخطبة، رجعت إلى المقهى بحجَّة جلب بعض الكتب، كنتمتردّداً أأذهب إلى المجلس مرّة أُخري أم أبقي في المقهى،فقررت أن استخير اللهَ جلّ شأنهُ في القرآن الكريم، فجاءتالا´ية:
(لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا) .
وعلى الفور ركبت سيارة ورجعت باتّجاه قم، وهكذا كانت رحلة الخطابة عندي استمرت يوماً واحداً .
استخارة العلاَّمة الطباطبائي
بعد ان أتمّ العلامة المرحوم الطباطبائي دراسةالمقدمات في الحوزة العلمية في تبريز، وفي عام 1344 ههاجر إلى النجف الاشرف، حيث حضر عند كبار الاساتذةوعلماء الحوزة في النجف، كالسيد قاضي الطباطبائي، والسيدحسين بادكوبه والسيد أبو الحسن الاصفهاني، والسيد محمدحسين كمپاني، والسيد ميرزا حسين نائيني، والسيد أبوالقاسم الخوانساري، وقد نال مقاماً علمياً عالياً، وبعد اءقامةٍدامت عشر سنوات في النجف الاشرف وبالتحديد في عام1354 ه رجع السيد الطباطبائي إلى تبريز، حيث مارسعمله العلمي تدريساً وتأليفاً وتحقيقاً، حتّي سنة 1365 هحيث هاجر إلى قم المقدّسة، وأخذ يدرس فيها مختلفالعلوم كتفسير القرآن الكريم، والعلوم العقلية والعرفان و الإلهيات، وقام بتأسيس مجلسٍ يحضره مختلف العلماء للدرس والتباحث في مختلف العلوم، حيث تخرّج علي يديهالكثير من اللعماء والطلبة.
خلاصة القول، اءنّ للسيِّد الطباطبائي حكاية لطيفةتتعلَّق بموضوعنا ـ الاستخارة ـ ، حيث يقول السيِّدالطباطبائي: عندما عزمت علي الهجرة من تبريز إلى قمأخذتُ استخارةً بالقرآن المجيد، فجاءت هذه الا´ية:
(هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ للهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً).
استخارات حول الاءمام الخميني
1. سمعت من فضيلة السيد علي همداني يقول: فيعام 1342 ه . ش كنت في مدينة (كبوتر آهنگ) اءحديمدن همدان، حيث كنت خطيباً في أحد المساجد، في ذلكالوقت بدأت نهضة الاءمام الخميني ضد نظام الشاه، وعندسماعي نبأ اعتقال الاءمام الخميني، اصابني القلقوالاضطراب حول مصير الثَّورة ومصير الإمام، هذا القلقوالحيرة دفعاني إلى التفاؤل بالقرآن، ففتحت كتاب الله العزيزفجاءت الا´ية المباركة:
(وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَزَهُوقاً) .
بعدها شعرت بالهدوء والطمأنينة، وعلمت انّ الإمام سيطلق سراحه، وكانت النتيجة كما توقعت حيث انتفضالشعب الايراني تحت قيادة علماء الدين، واعتصم أغلب العلماء في طهران بعد ان قدموا من المحافظات الإيرانية،حيث اربك هذا الوضع حكومة الشاه، اضطرت بعدها إلى اطلاق سراح الإمام، ولكنَّهم اعتقلوه مرّةً أُخري ونفوه إلىتركيا، وفي هذه المرَّة اصبحتُ مغموماً وقلقاً كذلك، وقررتالاستخارة والتفاؤل بالقرآن، فجاءت الا´ية:
(وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَزَهُوقاً).
مرّة أُخري (علي الرغم من اختلاف نوع طباعة القرآنوموقع الا´ية)، ففرحت هذه المرة كذلك واطمأنّ بالي،وعلمت انّ الاءمام سيطلق سراحه هذه المرّة أيضاً، وفعلاً تمّترحيل الاءمام من تركيا إلى النجف الاشرف، حيث قضَّيأكثر من عشرة أعوام ثُمّ هاجر بعدها إلى فرنسا، وكنت خائفاًعليه هذه المرَّة، فالتجأت إلى القرآن ضالتي المنشودة،لاستعين به واستخير ربّي، فكانت الا´ية:
(وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً).
2. يقول حجة الإسلام والمسلمين السيّد رضوي: فيعام 1342 ه، حينما اقتحم جلاوزة الشاه منزل الإمام ليلاًواعتقلوه، آذاني الغمّ الشديد، ولم استطع النوم ليلتها، وعندالصباح خرجت من المنزل فرأيت السيد (احمدي خميني)ابن اخت الاءمام الخميني، فقلت له: انا لم أنم الليلة الماضية،حيث كنت قلقاً علي الاءمام، فكيف حالك أنت؟ قال: بالعكستماماً، فقد نمت مرتاح البال !
قلت: كيف نمت مرتاح البال؟
قال: انا من شدّة القلق والاضطراب الّذي انتابني بعداعتقال الإمام قررت التفاؤل بالقرآن لاستطلع حقيقة الحال،وعندما فتحت القرآن الكريم جاءت الا´ية:
(وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً).
ففهمت انّ النتيجة هي النصر المؤكد للاءسلام،فاطمأنَّ قلبي .
استخارة آية الله الشيخ عبد الكريم يزدي
بعد وفاة اُستاذه السيد الخراساني رحل الشيخ اليزديإلى كربلاء للتفرّغ لطلب العلم والتدريس، وعلي أثر دعوةوجّهت له لزيارة آراك من قبل أبناء الحاج محسن قرّر السفرإلىها، حيث اقام فيها مدَّة من الزمن، إلى ان حدثت حركةالدستور (المشروطية) في ايران عاد إلى كربلاء في العراق،حيث أخذ يدرّس في مدرسة «حسن خان» ليفيد العلماءوطلبة العلوم الدينية، ولكنَّ رحيله المفاجي هذا من آراكأدَّي إلى عدم راحة الناس هناك، حيث ارسلوا أليه الوفودوالبرقيات يطالبونه بالعودة إلى بلدتهم، فعاد أخيراً إلى آراك.
ولكن السيد مرتضي الحائري نقل الموضوع بشكلآخر أكثر دقّة، حيث قال:
اءنّه في زمن المرحوم (آخوند) وبإصرار المرحوم الحاجميرزا محمود (ابن الحاج محسن) والّذي سافر معه إلى مكّةعام 1313 ه . ش، قرّر الشيخ عبد الكريم المجيء إلى آراك،وبعد مدّة قضاها في آراك وفي أثناء حركة الدستور، قررالشيخ الحائري الهجرة إلى كربلاء مع الحاج شيخ محمدالاءصفهاني (رفيقه الحنون)، وكان الاصفهاني رجلاً ممتازاً،حيث تباحث هناك مع (السيد كمپاني) وقرر بيع جزء منممتلكات أبيه في مدينة يزد لغرض شراء بيت في مدينةكربلاء بقصد التوطُّن فيها، وبعد مُدَّةٍ قضاها الشيخ فيكربلاء عاد إلى آراك نتيجة إصرار بعض العلماء ووجوهالمدينة، كالحاج محسن والحاج اسماعيل، وقد كان الشيخبعد وفاة زوجته الثانية مريضاً ويتعرَّض باستمرار إلى نوباتمن الإغماء.
والخلاصة فانّ الشيخ مؤسس الحوزة هاجر إلى آراكسنة 1951 م حسب طلب ابن الحاج محسن الا´راكي، حيث بقى فيها أكثر من ثمان سنوات، ادار فيها الحوزة العلمية فيمدينة آراك، وقام بتربية العديد من الطلاب والافاضلوتخرَّج علي يديه العديد من طلبة العلوم الدينية، حيثوصل عدد الطلبة في حوزة آراك إلى حوالي 300 طالب،وأصبحت آراك في عهده مركزاً علمياً كبيراً.
في رجب من عام 1340 ه . ش، رحل الشيخ اليزديبصحبة المرحوم آية الله السيد محمد تقي الخوانساري إلىمدينة قم، وكان معه في هذه الرحلة كُلاًّ من ابنه الاكبرمرتضي والمرحوم الحاج الميرزا مهدي البروجردي،والمرحوم الشيخ أحمد اليزدي، والمرحوم كربلائيعليشاهي.
وقد عرفت في حينها إلى أن جاء إلى قم لهدف زيارة مرقد السيدة فاطمة المعصومة ابنة الإمام الكاظم (ع)، ولكنَّالمرحوم الطهراني في كتابه (نقباء البشر) يذكر انّ سفرالشيخ إلى قم كانت نتيجة لدعوة وجهت أليه من بعض وجهاء المدينة ورجال العلم فيها، حيث كانوا يطلبون منهالمجيء إلى قم لإحياء الا´ثار العلمية فيها وإعادة قم إلى ماضيها المشرق.
وقد علمت انّ من ضمن الذين وجّهوا الدعوة أليه هوالمرحم آية الله الحاج الميرزا محمد فيض، وهو من علماء قم الكبار، وقبره الا´ن في مدخل إيوان الصحن القديم.
ومن خلال مطالعة الروايتين السابقتين نجد عدمالتناقض فيما بينهما، وقد ارسل السيد فيض رسالة إلى آراكدعا فيها السيّد إلى الهجرة إلى قم، وقد ارسل أليه شخصاً يدعوه فيها لهذه الزيارة أيّام أعياد رأس السنة الشمسية(النيروز) لكي يُقيّموا وضع المدينة، وبالتالي يقرّر البقاء فيقم أو العودة إلى آراك.
وقد وصل بالفعل الشيخ اليزدي إلى مدينة قم يوم(29) اءسفند، حيث تمّ إعداد استقبال حافل له وعطلت الأسواق في المدينة، وكان علي رأس المستقبلين ابن الإمام«شاه جمال» والسيد فيض، والكثير من التجار الذين جاءوا من طهران لاستقبال الشيخ اليزدي، حيث ذهبوا مباشرة إلى حرم السيدة المعصومة ووصلوها اثناء صلاة المغرب،فقدّمه السيِّد فيض لإقامة صلاة المغرب بإمامته، وكان من ضمن الموجودين الشيخ مهدي القمِّي رفيق الشيخ اليزدي في مدينة سامراء.
وعندما طلب بعض العلماء من الشيخ اليزدي الاستخارة والتفاؤل بالقرآن من أجل البقاء في قم، كان الشيخ يكرر قوله السابق وهو: أنا صحيح لا أفهم مثلاً قولهتعالى:
(يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الاَرْضِ)بالنسبة إلى موضوع الاستخارة خيراً كان أو شرّاً، ولذا قرَّر بعض علماء قم الاستخارة في حرم السيدة المعصومة بالقرآن حول بقاء الشيخ في قم فجاءت الا´ية:
(وَ اْتُونِي بِاَهْلِكُمْ اَجْمَعِينَ).
وهي الا´ية الّتي خاطب فيها يوسف (ع) أخوته حيثقال:
(اِذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَاَلْقُوهُ عَلَي وَجْهِ اَبِي يَاْتِبَصِيرًا)، ونتيجة لهذه الا´ية أصبح التكليف واضحاً، وهوقرار البقاء والإقامة في مدينة قم، وعندها عمّ الفرح والسرور أهالي المدينة.
استخارة آية الله حجّت
يعتبر آية الله السيّد حجت من الفقهاء المشهورين جدّاًفي عالم التشيع، فقد توقع هذا العالم تاريخ وفاته قبل عدة سنوات، حيث توقع السنة والشهر واليوم، بل والساعة، حيثأخذ يهيى نفسه لهذا اليوم ويرتب أعماله وينظّمها،ومعرفته هذه جاءت من رؤيا رآها في المنام حيث رأيتفاصيل موته.
قبل موته بأيام ارسل إلى نائبه ووصيّه السيّد أحمدالزنجاني، وبعد حضور السيد الزنجاني مع مجموعة منالعلماء والافاضل، حيث جلسوا حوله، فقال لهم: اكسرواختمي (وهو الّذي يستخدمه للتوقيع تحت المسائل الشرعيةوالفتاوي) وعندما قال له الحاضرون: لماذا؟ قال: حتّي لايستطيع أحد الاستفادة منه بعدي والاساءة إلىَّ، ولكنّهمقالوا: لماذا؟ قال: لانّ هذا المرض الّذي أُعاني منه، لناشفي منه أبداً، وقد أصرّ علي طلبه هذا، ولكنّ الحاضرينأنكروا طلبه هذا، قرّر بعدها الالتجاء إلى القرآن للاستخارةوالتفاؤل، كان الجميع ينتظر نتيجة الاستخارة، طلب منهنسخة من القرآن، وما ان فتح القرآن تبسّم وانشرح صدره،وقرأ هذه الا´ية:
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ).
اعطي القرآن للحاضرين حيث تمعّنوا في الا´ية وأخذتهم حالة من التعجب والحيرة، فالا´ية كانت كما قال
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ )!
وأخيراً أقنعوه بأن لا يكسر (الختم)، ويضعه أمانة عندالسيد الزنجاني، وقد وافق علي هذا الطلب، وقد طلب منّامِقَصّاً لكي يقصّ الرباط الّذي يحمل الختم في رقبته، تأثّرالحاضرون من هذا العمل، ولكن قصَّ الرباط عن رقبتهبروح مرتاحة، وهو يكرِّر قوله:
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ)، (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ)، ثمّ طلب من بعض
العلماء كالسيد غلام حسين، ووكيله في طهران، وآية اللهالزنجاني ان يستلموا الحقوق الشرعية الّتي بحوزته، ويعطوابعضها إلى طلبة تبريز، ويعطوا مبلغاً قدره الفا تومان ايرانيلطبع كتاب الغدير للعلاّمة الاميني.
وبدأ يسأل عن موعد حلول الظهر (ليوم الاءثنينالثالث من شهر جمادي) وكأنّ لديه عملاً مهمّاً في هذاالوقت، تصوّر الحاضرون انّه يسأل من أجل وقت صلاةالظهر، وقد سأل أحد أصهاره: في أيِّ يوم نحن؟ فقال له:الاحد، من الثاني الشهر .
آية الله حجّة تعجّب وقال باللغة التركية: «پي، پي»،
وهو من علامات التعجب في اللغة التركية، في الاثناء قالأحد أقاربه له: كلاّ، اليوم الاثنين الثالث من الشهر، وهنااستعدل آية الله حجّت في جلسته، وكأنّه علي موعد مهم،وقال: متي يحين وقت الظهر؟ ثمّ التفت إلى ابنه السيِّدحسن، وطلب منه قراءة دعاء «العديلة» له، امتثل الابنلطلب والده وبدأ بقراءة الدعاء، إلى ان وصلَ إلى عبارة(استودعك ديني) قال وكرّر: اللهمّ استودعك ديني، وبعدالدعاء طلب من ولده ان يعطيه تربة حسينية، وأكل قليلاًمنها وقال: آخر زادي من الدنيا قليلٌ من تربة الحسين (ع) .
يقول الشيخ مرتضي الحائري اليزدي: كنت حاضراًحينها، وقد رأيته وسمعته يقول: (افتحوا الباب، جدّيعليّ(ع) قائم لعيادتي. وقد رأيت مرّات عديدة ابن آية الله الحائري يتحسَّر ويردّد قائلاً: إلى الا´ن لم أر موتاً كهذا .
ويقول الواعظ المشهور الحاج انصاري القمِّي: فيالحقيقة اءنّ هذا النوع من الموت يكون وفق اتفاق معين أو(سرقفلية).
استخارة آية الله البروجردي
سافر المرجع الفقيد آية الله البروجردي عام 1363 همن بروجرد إلى طهران لغرض العلاج من مرض ألمّ به،وفي مستشفي «فيروز آبادي» الواقع في مدينة ري، بقيعلي سرير العلاج لمدَّة أكثر من شهرين، وعندما جاء السيدالبروجردي من بروجرد كان حاله سيِّئاً للغاية، وكان يتعرَّضلحالات من الاءغماء.
وأثناء سفره إلى طهران وعندما اشرف علي مدينة قمكان الوقت ليلاً، وكانت أضوية المدينة المقدّسة تنير الظلامالدامس فيها، وعند رأي القبَّةَ المنيرة للسيدة معصومة شعربارتياح نفسي وانفتح قلبه المتألم، وعندما تجاوزت السيارةالمدينة التفت إلى الخلف لينظر إلى المدينة، وقال في نفسه:اءذا شفيت من مرضي هذا فسأقضي بقية عمري في هذهالمدينة المقدّسة، واُجاور هذا المرقد الطاهر للسيدة فاطمةالمعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر (ع) .
وفي المستشفى الّذي كان يرقد فيه، زاره العشرات من الناس من مختلف طبقات الشعب لعيادته، حيث ازدادتشهرته كثيراً، وشعر الشعب بأهمية هذا المرجع العظيم للاُمّةوالحوزة، واثناء زيارة العديد من العلماء له كانوا يطلبون منهأن يأتي بعد شفائه ليستقر في قم، من أجل أن يساهم في رفع شأن الحوزة العلمية فيها.
وبعد شفائه كان السيد متردداً في أن يذهب إلى بروجرد أو يُلبِّي دعوة علماء قم واساتذة الحوزة العلمية فيها،ويستقر في قم، قرَّر بعدها اللجوء إلى القرآن الكريم والتفاؤلبه، حيث جاءت الا´ية الشريفة:
(وَ اَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَاَسْكَنَّاهُ فِي الاَرْضِ وَ اءِنَّاعَلَي ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَاَنْشَاْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَاَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَ مِنْهَا تَاْكُلُونَ * وَ شَجَرَةً تَخْرُجُمِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ للا´كِلِينَ).
يقول صهر الإمام البروجردي حول هذا الموضوع:
أمام الطلبات الكثيرة الّتي انهالت علي السيدالبروجردي من طبقات الشعب المختلفة، والتي تطلب فيها من السيد أن يلبِّي دعوتها للمجيء إلى قم والاستقرار فيها،قرَّر السيد البروجردي الالتجاء إلى الاستخارة كحلّ نهائي،فجاءت الا´ية الكريمة:
(وَ اَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَاَسْكَنَّاهُ فِي الاَرْضِ...).
والحقّ يقال: فانّ آية الله البروجردي (ره)، استطاعمن خلال امطار العلم والفضيلة الّتي سقى بها الحوزة في قمأن يربّي (شتلات) مثمرة من الزرع، أخذت تنمو وتزهر لتستمر إلى آلاف السنين، وسيبقي اسمه خالداً في العالم.
وأخيراً فاءنّ هذه الاستخارة غيّرت الكثير، فعلي ضوء نتيجتها استقر السيد البروجردي في مدينة قم، وعلى ضوء نتيجتها كانت الثمار الّتي أينعت في مدينة قم .
استخارة آية الله الحكيم
آية الله السيد محسن الحكيم (ره) واحد من مراجع الشيعة الكبار، وقد قضي عمره الشَّريف في طلب العلم والمعرفة وإحياء مذهب أهل البيت(ع) .
ومن آثاره الخالدة هو كتاب «المستمسك» وهو تعليقة على كتاب «العروة الوثقى» فهو عبارة عن شروح وحواشي لهذا الكتاب. عندما أكمل شروح الكتاب كان متردداً ماذا يسمّيه، فتفاءل بالقرآن فكانت الا´ية:
(وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلى اللهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَبِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَي).
بعد رؤية هذه الا´ية وضع اسم كتابه (المستمسك)،فكم كانت الا´ية جذّابة وعجيبة، بحيث انّ اسم المؤلف(محسن) واسم الكتاب المشروح عنه، واسم الكتاب الجديد(المستمسك) كان فيها، وقد كتب هذه الا´ية القرآنية في بداية كلّ أجزاء كتاب (مستمسك).
والحمد الله رب العالمين
www.banihashem.org
www.alhusseiny.org
للتواصل معنا
على الماسنجر:
J_b_hashem@hotmail.com
J_b_hashem@yahoo.com
جمعية بني هاشم العالمية
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
بحث لسماحة السيد محمد علي الحسيني
اللبناني
{استخارات علمائنا}
روي انّ الإمام علي بن الحسين (ع) كان إذا صلّىالفجر لم يتكلّم حتّى تطلع الشمس، فجاءه أحد أصحابه يوم ولد فيه زيد فبشّرهُ به بعد صلاة الفجر، فالتفت إلى أصحابه،فقال: أي شيء ترون أن اُسمّي هذا المولود؟ فقال كلّ رجل:سمّه كذا، فقال: يا غلام، عليَّ بالمصحف، فجاءوا بالمصحف فوضعه في حجره، ثمّ فتحه فنظر في أوّل حرف في الورقة فإذا فيه :
(وَ فَضَّلَ اللهُ الُْمجَاهِدِينَ عَلَي الْقَاعِدِينَ اَجْرًاعَظِيماً).
ثمّ فتحه ثانياً، فنظر فإذا أوّل الورقة:
(اءِنَّ اللهَ اشْتَري' مِنَ الْمُوْمِنِينَ اَنْفُسَهُمْ وَ اَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُالْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّافِي التَّوْرَاةِ وَ الاءِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ اَوْفَي بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِفَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ).
وفي هذه الأثناء ألقى الإمام السجاد نظرة في كِلا الا´يتين، حيث وجدهما تتحدّثان عن موضوع واحد، ألا وهو الجهاد، وتذكَّر حديث رسول الله (ص) وجدّه الإمام عليٍّ (ع)حول ظهور زيد وصلبه، ثمّ قال: هو والله زيد، هو والله زيد،فسمّي زيداً.
استخارة آية الله حسن زاده الا´ملي
ذكر آية الله حسن زاده الا´ملي في عدة كتب،استخارات عجيبة وقعت له أو للا´خرين وننقلها هنا:
1. بتوصية من آية الله الشيخ محمد تقي آملي، ذهبت إلى محضر السيد «قمشهاي» وأخبرته قائلاً: ارسلني آية الله آملي من أجل أن تحدّد لي درساً خصوصياً (بحث).
فرفض وقال: ليس لديَّ وقت.
وكنت حينها اسكن في مدرسة «حاج أبو الفتح» وكان بيت السيد قريب منها، فصبرت يومين أو ثلاثة، ثمّ رجعت له وأخبرته برغبتي في حضور درس «المنظومة» عنده،وأخبرته كذلك بانّ آية الله آملي أخبرني أن آتي أليه أو إلىالمرحوم «شعراني»، فأكثر السيد «قمشهاي» من مدح وتمجيد المرحوم «شعراني»، وقال لي اذهب أليه، فأخبرته:انّه ليس لديه وقت أيضاً .
قال المرحوم إلهي: أنا أيضاً ليس لديّ وقت. مرّت عدّة أيّامٍ ذهبت خلالها مرّتين إلى منزله وقلت له أخيراً:أرجوكم أن تنظروا في مسألتي، فإذا كنت غير صالح اتركوني ارحل، وإذا كنت طالب علم فارجو أن تتبنّوني، كان السيد في هذه المرّة هادئاً ورقيقاً، فقال لي: اعطني فرصة الا´ن للتفكير لارى هل لديَّ وقت أم لا؟ فرحت كثيراً، ولمّا جئته بعدها قبلني تلميذاً عنده.
قال لي يوماً: عندما رأيت وضعكَ، ذهبت إلى المدرسة الّتي تسكن فيها، ورأيت باب غرفتك مغلقاً، وعندما سألت الطلبة عنك، اتّفقت آراؤهم عليك، حيث كانوا راضين عنك،لذا رجعت إلى المنزل وقرّرت أن استخير الله حول موضوع درسك عندي، فجاءت الا´ية الشريفة:
(وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ).
لهذا اطمئن قلبي وقبلت تدريسك .
2. في أواخر شهر رجب 1387 ه ، سافرت من قم إلى مدينة (مراغة) ـ وهي واحدة من مدن شمال إيران ـ وأخذت استخارة ـ قبل الحركة ـ بالقرآن الكريم، جاءت هذه الا´ية:
(اَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الاَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا اَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ اَثَارُوا الاَرْضَ).
وعندما ذهبت إلى تبريز عرفت أن قبر «هولاكو» فيمدينة مراغة، فتذكرت الا´ية الكريمة.
وقد بني المرصد (مرصد مراغة) الشيخ نصير
الدين الطوسي في زمن «هولاكو»، وفي ذلك الزمان
دوّن وكتب موسوعته عن حركة النجوم والكواكب ومواقع الابراج، وقد بني قسماً من هذا المرصد على قمَّة أعلى
جبل في غرب مدينة مراغة، وبني قسماً آخر منه أمام الجبل من جهة الغرب، وهذا الموقع الجغرافي الّذي انتخبه الشيخ الطوسي يعتبر مناسباً بصورة كبيرة لحركة الارصادالجوية.
3. اثناء عقد قران اءحدي النساء الخبيثات، طلب مني أحَدُ الحاضرين أخذ استخارة، فأخبرته انّ الشخص الّذييريد الزواج من هذه المرأة خبيثٌ مثلها، لانّ (الْخَبِيثَاتُلِلْخَبِيثِينَ)، ولا داعي إلى الاستخارة، لكنّه ألحّ على َّبالاستخارة، ففتحت المصحف فجاءت الا´ية الكريمة:
(وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَي بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًافَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ اُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
سبحان الله، فلقد رأينا بعد الزواج انّ خباثة هذا الرجل أقذر وأخبث من تلك المرأة .
4. السلطان سليمان كان أحد السلاطين العثمانيين،أحدث نهر «الحسينية» المنشعب من نهر الفرات في كربلاءالمقدسة، وبعد ذلك تشرف بزيارة مرقد أمير المؤمنينعلي(ع)، وقبل وصوله إلى المرقد الشريف وعلي مشارفمدينة النجف، نزل من جواده احتراماً للاءمام ومشي حافياً باتجاه المرقد الشريف، وعندما رآه حاكم المدينة على هذه الحالة، قال له: اءنّه ليس من الصحيح أن تمشي حافياً إلى المرقد، لانّ ذلك سوف يقلّل من هيبتك وسلطانك أمام الناس !
تردّد السلطان في تلك الاثناء، وقرَّر الاستخارة بالقرآن، وعندما فتح القرآن جاءت هذه الا´ية :
(فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ اءِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُويً ) .
تأثر الحاكم عندما سمع كلام السلطان، وخلع حذاءه أيضاً، ومشي حافياً إلى القبّة المنوّرة.
5. يتحدَّث الاُستاذ حسن زاده الا´ملي حول الهدف من نشر كتاب «الرسالة الإلهية» فيقول: الرسالة الإلهية مجموعة خطب عديدة القيتها في السنوات 1390 ـ1394ه، حيث كتبتها في وقت ازداد فيه الوعي الفكريكثيراً، كنت في البداية متردِّداً من كتابتها، وكنت لا أشعر بأي فائدة من نشرها، ولكنَّ اقتراح الاُخوة في (مركز الرجاءالثقافي) بالاستخارة، دفعني إلى أخذ الاستخارة بالقرآنالكريم، وكانت النتيجة الا´ية الشريفة:
(وَ فِي نُسْخَتِهَا هُدًي وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْيَرْهَبُونَ). فقررت طبعه على أمل أن يستفيد بعض الناس من نشره .
استخارة حُجَّة الإسلام والمُسلمين هاشميرفسنجاني
يقول الشيخ هاشمي الرفسنجاني: بعد أن درست
مدّة قليلة (في بداية دراستي الحوزوية) أحسست بالرغبة باعتلاء المنبر ومخاطبة الناس، ولكن الطلبة يعتقدون بأنّهمن الصعوبة علي التلميذ الجديد أن يرتقي المنبر، ولكنِّي مع ذلك بدأت بارتقاء المنبر في مدينتي، لانّ الناسيعرفونني ويعرفون عائلتي فلم تكن هناك مشكلة، اضف إلى ذلك انّي تعلَّمت بعض الاُمور اثناء دراستي وبدأت انقله للناس.
وكانت أيّام الخطابة أيّام جميلة، وتحتوي علي خواطرعديدة منها: كنت في إحدى قري مدينة خمين، وتسمي(كمره)، حيث ذهبتُ إلىها بمناسبة أربعين الإمام الحسين(ع) (20 صفر)، عندما ركبت إلىها بالسيارة ومعي حقيبتي الّتي تحتوي علي بعض لوازمي وكتبي، نزلت فياحد المقاهي، وبقيت فيه اللَّيل كلّه، لقد كنت خجلاً لاني أذهب أول مرّة، وفي الصباح أخذني بعض أهالي القرية إلى بيت فيه مجلس تعزية، وربما قصدوا اختباري في ذلكالمكان، وعندما ارتقيت المنبر بدأت (حسب عرف الخطباء)فقرأت الا´ية لشريفة:
(اَلَمْ اَعْهَدْ إلىكُمْ يَا بَنِي آدَمَ اَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ اءِنَّهُلَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)، ثمّ تحدّثت عن عبادة الله وعبادة
الشيطان، وكان الحديث بلهجة قاسية بعض الشيء، حيثتقبّل بعض الناس خطبتي، ولم يتقبّلها البعض الا´خر،وأحسست بانّي لم أكن موفقاً في خطبتي، وبعد الانتهاء من الخطبة، رجعت إلى المقهى بحجَّة جلب بعض الكتب، كنتمتردّداً أأذهب إلى المجلس مرّة أُخري أم أبقي في المقهى،فقررت أن استخير اللهَ جلّ شأنهُ في القرآن الكريم، فجاءتالا´ية:
(لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا) .
وعلى الفور ركبت سيارة ورجعت باتّجاه قم، وهكذا كانت رحلة الخطابة عندي استمرت يوماً واحداً .
استخارة العلاَّمة الطباطبائي
بعد ان أتمّ العلامة المرحوم الطباطبائي دراسةالمقدمات في الحوزة العلمية في تبريز، وفي عام 1344 ههاجر إلى النجف الاشرف، حيث حضر عند كبار الاساتذةوعلماء الحوزة في النجف، كالسيد قاضي الطباطبائي، والسيدحسين بادكوبه والسيد أبو الحسن الاصفهاني، والسيد محمدحسين كمپاني، والسيد ميرزا حسين نائيني، والسيد أبوالقاسم الخوانساري، وقد نال مقاماً علمياً عالياً، وبعد اءقامةٍدامت عشر سنوات في النجف الاشرف وبالتحديد في عام1354 ه رجع السيد الطباطبائي إلى تبريز، حيث مارسعمله العلمي تدريساً وتأليفاً وتحقيقاً، حتّي سنة 1365 هحيث هاجر إلى قم المقدّسة، وأخذ يدرس فيها مختلفالعلوم كتفسير القرآن الكريم، والعلوم العقلية والعرفان و الإلهيات، وقام بتأسيس مجلسٍ يحضره مختلف العلماء للدرس والتباحث في مختلف العلوم، حيث تخرّج علي يديهالكثير من اللعماء والطلبة.
خلاصة القول، اءنّ للسيِّد الطباطبائي حكاية لطيفةتتعلَّق بموضوعنا ـ الاستخارة ـ ، حيث يقول السيِّدالطباطبائي: عندما عزمت علي الهجرة من تبريز إلى قمأخذتُ استخارةً بالقرآن المجيد، فجاءت هذه الا´ية:
(هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ للهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً).
استخارات حول الاءمام الخميني
1. سمعت من فضيلة السيد علي همداني يقول: فيعام 1342 ه . ش كنت في مدينة (كبوتر آهنگ) اءحديمدن همدان، حيث كنت خطيباً في أحد المساجد، في ذلكالوقت بدأت نهضة الاءمام الخميني ضد نظام الشاه، وعندسماعي نبأ اعتقال الاءمام الخميني، اصابني القلقوالاضطراب حول مصير الثَّورة ومصير الإمام، هذا القلقوالحيرة دفعاني إلى التفاؤل بالقرآن، ففتحت كتاب الله العزيزفجاءت الا´ية المباركة:
(وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَزَهُوقاً) .
بعدها شعرت بالهدوء والطمأنينة، وعلمت انّ الإمام سيطلق سراحه، وكانت النتيجة كما توقعت حيث انتفضالشعب الايراني تحت قيادة علماء الدين، واعتصم أغلب العلماء في طهران بعد ان قدموا من المحافظات الإيرانية،حيث اربك هذا الوضع حكومة الشاه، اضطرت بعدها إلى اطلاق سراح الإمام، ولكنَّهم اعتقلوه مرّةً أُخري ونفوه إلىتركيا، وفي هذه المرَّة اصبحتُ مغموماً وقلقاً كذلك، وقررتالاستخارة والتفاؤل بالقرآن، فجاءت الا´ية:
(وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَزَهُوقاً).
مرّة أُخري (علي الرغم من اختلاف نوع طباعة القرآنوموقع الا´ية)، ففرحت هذه المرة كذلك واطمأنّ بالي،وعلمت انّ الاءمام سيطلق سراحه هذه المرّة أيضاً، وفعلاً تمّترحيل الاءمام من تركيا إلى النجف الاشرف، حيث قضَّيأكثر من عشرة أعوام ثُمّ هاجر بعدها إلى فرنسا، وكنت خائفاًعليه هذه المرَّة، فالتجأت إلى القرآن ضالتي المنشودة،لاستعين به واستخير ربّي، فكانت الا´ية:
(وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً).
2. يقول حجة الإسلام والمسلمين السيّد رضوي: فيعام 1342 ه، حينما اقتحم جلاوزة الشاه منزل الإمام ليلاًواعتقلوه، آذاني الغمّ الشديد، ولم استطع النوم ليلتها، وعندالصباح خرجت من المنزل فرأيت السيد (احمدي خميني)ابن اخت الاءمام الخميني، فقلت له: انا لم أنم الليلة الماضية،حيث كنت قلقاً علي الاءمام، فكيف حالك أنت؟ قال: بالعكستماماً، فقد نمت مرتاح البال !
قلت: كيف نمت مرتاح البال؟
قال: انا من شدّة القلق والاضطراب الّذي انتابني بعداعتقال الإمام قررت التفاؤل بالقرآن لاستطلع حقيقة الحال،وعندما فتحت القرآن الكريم جاءت الا´ية:
(وَ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبَاطِلُ اءِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً).
ففهمت انّ النتيجة هي النصر المؤكد للاءسلام،فاطمأنَّ قلبي .
استخارة آية الله الشيخ عبد الكريم يزدي
بعد وفاة اُستاذه السيد الخراساني رحل الشيخ اليزديإلى كربلاء للتفرّغ لطلب العلم والتدريس، وعلي أثر دعوةوجّهت له لزيارة آراك من قبل أبناء الحاج محسن قرّر السفرإلىها، حيث اقام فيها مدَّة من الزمن، إلى ان حدثت حركةالدستور (المشروطية) في ايران عاد إلى كربلاء في العراق،حيث أخذ يدرّس في مدرسة «حسن خان» ليفيد العلماءوطلبة العلوم الدينية، ولكنَّ رحيله المفاجي هذا من آراكأدَّي إلى عدم راحة الناس هناك، حيث ارسلوا أليه الوفودوالبرقيات يطالبونه بالعودة إلى بلدتهم، فعاد أخيراً إلى آراك.
ولكن السيد مرتضي الحائري نقل الموضوع بشكلآخر أكثر دقّة، حيث قال:
اءنّه في زمن المرحوم (آخوند) وبإصرار المرحوم الحاجميرزا محمود (ابن الحاج محسن) والّذي سافر معه إلى مكّةعام 1313 ه . ش، قرّر الشيخ عبد الكريم المجيء إلى آراك،وبعد مدّة قضاها في آراك وفي أثناء حركة الدستور، قررالشيخ الحائري الهجرة إلى كربلاء مع الحاج شيخ محمدالاءصفهاني (رفيقه الحنون)، وكان الاصفهاني رجلاً ممتازاً،حيث تباحث هناك مع (السيد كمپاني) وقرر بيع جزء منممتلكات أبيه في مدينة يزد لغرض شراء بيت في مدينةكربلاء بقصد التوطُّن فيها، وبعد مُدَّةٍ قضاها الشيخ فيكربلاء عاد إلى آراك نتيجة إصرار بعض العلماء ووجوهالمدينة، كالحاج محسن والحاج اسماعيل، وقد كان الشيخبعد وفاة زوجته الثانية مريضاً ويتعرَّض باستمرار إلى نوباتمن الإغماء.
والخلاصة فانّ الشيخ مؤسس الحوزة هاجر إلى آراكسنة 1951 م حسب طلب ابن الحاج محسن الا´راكي، حيث بقى فيها أكثر من ثمان سنوات، ادار فيها الحوزة العلمية فيمدينة آراك، وقام بتربية العديد من الطلاب والافاضلوتخرَّج علي يديه العديد من طلبة العلوم الدينية، حيثوصل عدد الطلبة في حوزة آراك إلى حوالي 300 طالب،وأصبحت آراك في عهده مركزاً علمياً كبيراً.
في رجب من عام 1340 ه . ش، رحل الشيخ اليزديبصحبة المرحوم آية الله السيد محمد تقي الخوانساري إلىمدينة قم، وكان معه في هذه الرحلة كُلاًّ من ابنه الاكبرمرتضي والمرحوم الحاج الميرزا مهدي البروجردي،والمرحوم الشيخ أحمد اليزدي، والمرحوم كربلائيعليشاهي.
وقد عرفت في حينها إلى أن جاء إلى قم لهدف زيارة مرقد السيدة فاطمة المعصومة ابنة الإمام الكاظم (ع)، ولكنَّالمرحوم الطهراني في كتابه (نقباء البشر) يذكر انّ سفرالشيخ إلى قم كانت نتيجة لدعوة وجهت أليه من بعض وجهاء المدينة ورجال العلم فيها، حيث كانوا يطلبون منهالمجيء إلى قم لإحياء الا´ثار العلمية فيها وإعادة قم إلى ماضيها المشرق.
وقد علمت انّ من ضمن الذين وجّهوا الدعوة أليه هوالمرحم آية الله الحاج الميرزا محمد فيض، وهو من علماء قم الكبار، وقبره الا´ن في مدخل إيوان الصحن القديم.
ومن خلال مطالعة الروايتين السابقتين نجد عدمالتناقض فيما بينهما، وقد ارسل السيد فيض رسالة إلى آراكدعا فيها السيّد إلى الهجرة إلى قم، وقد ارسل أليه شخصاً يدعوه فيها لهذه الزيارة أيّام أعياد رأس السنة الشمسية(النيروز) لكي يُقيّموا وضع المدينة، وبالتالي يقرّر البقاء فيقم أو العودة إلى آراك.
وقد وصل بالفعل الشيخ اليزدي إلى مدينة قم يوم(29) اءسفند، حيث تمّ إعداد استقبال حافل له وعطلت الأسواق في المدينة، وكان علي رأس المستقبلين ابن الإمام«شاه جمال» والسيد فيض، والكثير من التجار الذين جاءوا من طهران لاستقبال الشيخ اليزدي، حيث ذهبوا مباشرة إلى حرم السيدة المعصومة ووصلوها اثناء صلاة المغرب،فقدّمه السيِّد فيض لإقامة صلاة المغرب بإمامته، وكان من ضمن الموجودين الشيخ مهدي القمِّي رفيق الشيخ اليزدي في مدينة سامراء.
وعندما طلب بعض العلماء من الشيخ اليزدي الاستخارة والتفاؤل بالقرآن من أجل البقاء في قم، كان الشيخ يكرر قوله السابق وهو: أنا صحيح لا أفهم مثلاً قولهتعالى:
(يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الاَرْضِ)بالنسبة إلى موضوع الاستخارة خيراً كان أو شرّاً، ولذا قرَّر بعض علماء قم الاستخارة في حرم السيدة المعصومة بالقرآن حول بقاء الشيخ في قم فجاءت الا´ية:
(وَ اْتُونِي بِاَهْلِكُمْ اَجْمَعِينَ).
وهي الا´ية الّتي خاطب فيها يوسف (ع) أخوته حيثقال:
(اِذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَاَلْقُوهُ عَلَي وَجْهِ اَبِي يَاْتِبَصِيرًا)، ونتيجة لهذه الا´ية أصبح التكليف واضحاً، وهوقرار البقاء والإقامة في مدينة قم، وعندها عمّ الفرح والسرور أهالي المدينة.
استخارة آية الله حجّت
يعتبر آية الله السيّد حجت من الفقهاء المشهورين جدّاًفي عالم التشيع، فقد توقع هذا العالم تاريخ وفاته قبل عدة سنوات، حيث توقع السنة والشهر واليوم، بل والساعة، حيثأخذ يهيى نفسه لهذا اليوم ويرتب أعماله وينظّمها،ومعرفته هذه جاءت من رؤيا رآها في المنام حيث رأيتفاصيل موته.
قبل موته بأيام ارسل إلى نائبه ووصيّه السيّد أحمدالزنجاني، وبعد حضور السيد الزنجاني مع مجموعة منالعلماء والافاضل، حيث جلسوا حوله، فقال لهم: اكسرواختمي (وهو الّذي يستخدمه للتوقيع تحت المسائل الشرعيةوالفتاوي) وعندما قال له الحاضرون: لماذا؟ قال: حتّي لايستطيع أحد الاستفادة منه بعدي والاساءة إلىَّ، ولكنّهمقالوا: لماذا؟ قال: لانّ هذا المرض الّذي أُعاني منه، لناشفي منه أبداً، وقد أصرّ علي طلبه هذا، ولكنّ الحاضرينأنكروا طلبه هذا، قرّر بعدها الالتجاء إلى القرآن للاستخارةوالتفاؤل، كان الجميع ينتظر نتيجة الاستخارة، طلب منهنسخة من القرآن، وما ان فتح القرآن تبسّم وانشرح صدره،وقرأ هذه الا´ية:
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ).
اعطي القرآن للحاضرين حيث تمعّنوا في الا´ية وأخذتهم حالة من التعجب والحيرة، فالا´ية كانت كما قال

وأخيراً أقنعوه بأن لا يكسر (الختم)، ويضعه أمانة عندالسيد الزنجاني، وقد وافق علي هذا الطلب، وقد طلب منّامِقَصّاً لكي يقصّ الرباط الّذي يحمل الختم في رقبته، تأثّرالحاضرون من هذا العمل، ولكن قصَّ الرباط عن رقبتهبروح مرتاحة، وهو يكرِّر قوله:
(لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ)، (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ)، ثمّ طلب من بعض
العلماء كالسيد غلام حسين، ووكيله في طهران، وآية اللهالزنجاني ان يستلموا الحقوق الشرعية الّتي بحوزته، ويعطوابعضها إلى طلبة تبريز، ويعطوا مبلغاً قدره الفا تومان ايرانيلطبع كتاب الغدير للعلاّمة الاميني.
وبدأ يسأل عن موعد حلول الظهر (ليوم الاءثنينالثالث من شهر جمادي) وكأنّ لديه عملاً مهمّاً في هذاالوقت، تصوّر الحاضرون انّه يسأل من أجل وقت صلاةالظهر، وقد سأل أحد أصهاره: في أيِّ يوم نحن؟ فقال له:الاحد، من الثاني الشهر .
آية الله حجّة تعجّب وقال باللغة التركية: «پي، پي»،
وهو من علامات التعجب في اللغة التركية، في الاثناء قالأحد أقاربه له: كلاّ، اليوم الاثنين الثالث من الشهر، وهنااستعدل آية الله حجّت في جلسته، وكأنّه علي موعد مهم،وقال: متي يحين وقت الظهر؟ ثمّ التفت إلى ابنه السيِّدحسن، وطلب منه قراءة دعاء «العديلة» له، امتثل الابنلطلب والده وبدأ بقراءة الدعاء، إلى ان وصلَ إلى عبارة(استودعك ديني) قال وكرّر: اللهمّ استودعك ديني، وبعدالدعاء طلب من ولده ان يعطيه تربة حسينية، وأكل قليلاًمنها وقال: آخر زادي من الدنيا قليلٌ من تربة الحسين (ع) .
يقول الشيخ مرتضي الحائري اليزدي: كنت حاضراًحينها، وقد رأيته وسمعته يقول: (افتحوا الباب، جدّيعليّ(ع) قائم لعيادتي. وقد رأيت مرّات عديدة ابن آية الله الحائري يتحسَّر ويردّد قائلاً: إلى الا´ن لم أر موتاً كهذا .
ويقول الواعظ المشهور الحاج انصاري القمِّي: فيالحقيقة اءنّ هذا النوع من الموت يكون وفق اتفاق معين أو(سرقفلية).
استخارة آية الله البروجردي
سافر المرجع الفقيد آية الله البروجردي عام 1363 همن بروجرد إلى طهران لغرض العلاج من مرض ألمّ به،وفي مستشفي «فيروز آبادي» الواقع في مدينة ري، بقيعلي سرير العلاج لمدَّة أكثر من شهرين، وعندما جاء السيدالبروجردي من بروجرد كان حاله سيِّئاً للغاية، وكان يتعرَّضلحالات من الاءغماء.
وأثناء سفره إلى طهران وعندما اشرف علي مدينة قمكان الوقت ليلاً، وكانت أضوية المدينة المقدّسة تنير الظلامالدامس فيها، وعند رأي القبَّةَ المنيرة للسيدة معصومة شعربارتياح نفسي وانفتح قلبه المتألم، وعندما تجاوزت السيارةالمدينة التفت إلى الخلف لينظر إلى المدينة، وقال في نفسه:اءذا شفيت من مرضي هذا فسأقضي بقية عمري في هذهالمدينة المقدّسة، واُجاور هذا المرقد الطاهر للسيدة فاطمةالمعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر (ع) .
وفي المستشفى الّذي كان يرقد فيه، زاره العشرات من الناس من مختلف طبقات الشعب لعيادته، حيث ازدادتشهرته كثيراً، وشعر الشعب بأهمية هذا المرجع العظيم للاُمّةوالحوزة، واثناء زيارة العديد من العلماء له كانوا يطلبون منهأن يأتي بعد شفائه ليستقر في قم، من أجل أن يساهم في رفع شأن الحوزة العلمية فيها.
وبعد شفائه كان السيد متردداً في أن يذهب إلى بروجرد أو يُلبِّي دعوة علماء قم واساتذة الحوزة العلمية فيها،ويستقر في قم، قرَّر بعدها اللجوء إلى القرآن الكريم والتفاؤلبه، حيث جاءت الا´ية الشريفة:
(وَ اَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَاَسْكَنَّاهُ فِي الاَرْضِ وَ اءِنَّاعَلَي ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَاَنْشَاْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَاَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَ مِنْهَا تَاْكُلُونَ * وَ شَجَرَةً تَخْرُجُمِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ للا´كِلِينَ).
يقول صهر الإمام البروجردي حول هذا الموضوع:
أمام الطلبات الكثيرة الّتي انهالت علي السيدالبروجردي من طبقات الشعب المختلفة، والتي تطلب فيها من السيد أن يلبِّي دعوتها للمجيء إلى قم والاستقرار فيها،قرَّر السيد البروجردي الالتجاء إلى الاستخارة كحلّ نهائي،فجاءت الا´ية الكريمة:
(وَ اَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَاَسْكَنَّاهُ فِي الاَرْضِ...).
والحقّ يقال: فانّ آية الله البروجردي (ره)، استطاعمن خلال امطار العلم والفضيلة الّتي سقى بها الحوزة في قمأن يربّي (شتلات) مثمرة من الزرع، أخذت تنمو وتزهر لتستمر إلى آلاف السنين، وسيبقي اسمه خالداً في العالم.
وأخيراً فاءنّ هذه الاستخارة غيّرت الكثير، فعلي ضوء نتيجتها استقر السيد البروجردي في مدينة قم، وعلى ضوء نتيجتها كانت الثمار الّتي أينعت في مدينة قم .
استخارة آية الله الحكيم
آية الله السيد محسن الحكيم (ره) واحد من مراجع الشيعة الكبار، وقد قضي عمره الشَّريف في طلب العلم والمعرفة وإحياء مذهب أهل البيت(ع) .
ومن آثاره الخالدة هو كتاب «المستمسك» وهو تعليقة على كتاب «العروة الوثقى» فهو عبارة عن شروح وحواشي لهذا الكتاب. عندما أكمل شروح الكتاب كان متردداً ماذا يسمّيه، فتفاءل بالقرآن فكانت الا´ية:
(وَ مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلى اللهِ وَ هُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَبِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَي).
بعد رؤية هذه الا´ية وضع اسم كتابه (المستمسك)،فكم كانت الا´ية جذّابة وعجيبة، بحيث انّ اسم المؤلف(محسن) واسم الكتاب المشروح عنه، واسم الكتاب الجديد(المستمسك) كان فيها، وقد كتب هذه الا´ية القرآنية في بداية كلّ أجزاء كتاب (مستمسك).
والحمد الله رب العالمين
www.banihashem.org
www.alhusseiny.org
للتواصل معنا
على الماسنجر:
J_b_hashem@hotmail.com
J_b_hashem@yahoo.com