http://www.annabaa.org/nbanews/43/021.htm
ردت قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية على الشريط الذي بثته قناة «الحرة» الأميركية مؤخرا وظهر فيه مديرها العام السابق محمد جاسم العلي مع نجل الرئيس العراقي الخلوع عدي صدام ، يتحدثان عن العلاقات بين المحطة والعراق، وقالت إن اللقاء كان لقاء «مجاملة».
وكانت قناة «الحرة» الأميركية الناطقة باللغة العربية، قد بثت لقطات مأخوذة من شريط فيديو صور خلال استقبال عدي لجاسم العلي في سنة 2000.
ويظهر محمد جاسم العلي في هذه اللقطات وهو يقول لعدي صدام حسين الذي قتل مع شقيقه قصي في يوليو(تموز) 2003 في مواجهة مع الجيش الأميركي في الموصل في شمال العراق، إن «كثيرا من الفضل في نجاحنا يعود إليك». ثم يضيف «وأيضا للإخوان الذين ينفذون تعليماتك».
وجاء بث تلك اللقطات ضمن برنامج «أشياء من عدي» الذي يظهر لقاءاته المسجلة مع عدد من الإعلاميين وأشخاص آخرين.
وأعرب عدي خلال ذلك اللقاء عن ارتياحه البالغ تجاه قناة الجزيرة ، مشيراً الى قبول القناة لأفكار طرحها على المدير السابق للمحطة.
ونشرت صحيفة الشرق الاوسط مقتطفات من اللقاء، ويظهر في الشريط جاسم العلي وهو يدخل إلى مكتب عدي لابسا بدلة رسمية وهو يسلم على عدي مرددا: يا هلا ومرحبا، كيف صحتك؟ ويرد عليه عدي متسائلا: أنت اليوم بلا عقال يعني اليوم أنت مدني.
ويظهر البرنامج صورة سبق أن نشرت في مواقع عربية لمقدم برنامج «الاتجاه المعاكس» فيصل القاسم مع أياد محيي الدين الذي تصفه قناة «الحرة» في برنامجها المرتقب بأنه مسؤول محطة المخابرات العراقية في الدوحة. ويُذَكر البرنامج المشاهدين بأنه جرى تغيير مدير قناة «الجزيرة» فيما بعد.
ويبدو أن اللقاء لم يكن الأول من نوعه وفقا لسياق الحوار، فقد سبقته لقاءات كانت نتائجها إيجابية حسب وصف عدي، إذ أن نصائح وتوجيهات أسفرت عن ظهور وجوه جديدة في قناة «الجزيرة» من بينها مقدم برنامج «بلا حدود» أحمد منصور الذي يصفه عدي بالولد منصور ويعجز عن تذكر اسمه الكامل.
وبعد ذلك علق عدي على إحدى حلقات برنامج «الاتجاه المعاكس» وأشار إلى أن محمد جاسم العلي قال إن قناة الجزيرة «هي قناتكم» وبالتالي فإن من حق عدي إبداء ملاحظاته.
ويقول عدي: أنا أتكلم معكم بحكم العلاقة التي تمتد إلى ثلاث سنوات، ولكنك تعرف البشر من شكله ومشيته وهذا الكلام في الحقيقة غير موجه لك بقدر ما هو موجه لأصحاب القرار الآخرين في مجلس الإدارة.
تجدر الإشارة إلى أن لقاء محمد جاسم العلي بعدي صدام حسين تلاه لقاء آخر في أكتوبر (تشرين الأول) 2002 مع الرئيس العراقي صدام حسين واصطحب العلي معه في اللقاء مقدم برنامج «الاتجاه المعاكس» فيصل القاسم، وقد سجلت كاميرات «الجزيرة» وقائع اللقاء، إلى جانب كاميرات التلفزيون العراقي، لكن «الجزيرة» امتنعت عن بثه بحجة حدوث خلل فني أثناء تسجيل اللقاء.
وقال الناطق باسم «الجزيرة» جهاد بلوط في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية إن «اللقطات جاءت مجتزأة من سياقها العام». وأضاف: «من الواضح تماما أن الحوار الذي دار بين المدير العام السابق للجزيرة وبين عدي صدام حسين كان عبارة عن مجاملات تحدث بين أي شخصيتين عربيتين، لا سيما إذا كان أحدهما في موقع السلطة».
وعقبت «الجزيرة» على بث تلك اللقطات ببيان صحافي من محامي القناة القطرية في لندن قالت فيه إنها «مستمرة في الوفاء بمتطلبات الكلمة الصادقة وإنها لن تنجر وراء المحاولات الرامية إلى شغلها عن رسالتها المهنية والى إشاعة أجواء من التشكيك والاتهام تعتبرها القناة لا أساس لها من الصحة جملة وتفصيلا».
وأضاف البيان إن «قناة الجزيرة تعرضت خلال مسيرتها المهنية لمضايقات متكررة من أنظمة شمولية في المنطقة ومن جهات خارجية لم يرق لها تمسك الجزيرة بمنهج الرأي والرأي الآخر».
وفي تعليقه على ما بثته «الحرة»، قال بلوط إن «الملم بشؤون العراق وقت حدوث المقابلة يعرف أن أي إعلامي عربي أو أجنبي يريد العمل من العراق كان يتوجب عليه الالتقاء بعدي الذي كان يمسك بملف الاعلام».
وأضاف «بالتالي فان لقاء مسؤول الجزيرة السابق بعدي لا يتعدى المجاملة».
وقد أعفي العلي من منصبه بعد سقوط النظام العراقي في أبريل (نيسان) 2003 وسط اتهامات بأنه كان يتعاون مع أجهزة صدام حسين.
وقال بلوط إن البيان الذي أصدرته القناة يأتي «على خلفية الحملة الشرسة التي تتعرض لها «الجزيرة» منذ فترة والتي اشتدت في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق في بعض وسائل الإعلام العربية وغير العربية الناطقة باللغة العربية».
وغالبا ما ينتقد المسؤولون الاميركيون قناة الجزيرة التي يرون فيها تحريضا على العداء لاميركا. كما انها تثير انتقادات كثيرة لدى بعض الانظمة العربية. وقد تم اقفال مكتبها في بغداد منذ آب/اغسطس 2004 بعد ان اتهمتها الحكومة العراقية بالتحريض على العنف.
من جهته طالب النائب خالد العدوة بقيام تلفزيون الكويت والقناة الفضائية ببث برنامج «اشياء من عدي» الذي بثته قناة الحرة مؤخرا وتسليط الضوء عليه بما يكفل انتشاره واحاطة شعوب المنطقة به.
وأشار العدوة في اقتراح برغبة تقدم به في هذا الشأن الى ما عرضه البرنامج من وقائع تفضح الكثير من المرتشين والمطبلين للنظام العراقي وكيف وثقت عمليات رشوتهم من خلال تبديد النظام السابق لثروات العراق من خلال شراء الضمائر الخربة لدى الصحافيين والاعلاميين العرب.
ونوه العدوة هنا بان البرنامج بين بالوثائق الدامغة كيف كانت هذه الزمرة من الاعلاميين والصحافيين يحصلون على دعم سخي بعشرات الملايين لكل واحد منهم نظير مساندتهم له.
ومن تلك الوقائع تطرق العدوة إلى حصول صحفية مغمورة تدعى حميدة نعنع على كوبونات من ملايين البراميل تصل قيمتها الى 42 مليون يورو. علاوة على اعترافات مدير عام محطة الجزيرة جاسم العلي بتلقي الدعم المباشر من المالك عدي صدام حسين.
الذي ظهر يعطي تعليماته المباشرة والمحددة في مسار قناة الجزيرة والاسماء التي يجب ان تظهر مثل المذيع احمد منصور وفيصل القاسم الذي ظهرت صوره مع مدير المخابرات العراقي للنظام البائد.
شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 11/1/2005 - 29/ ذو القعدة/1425
تعليق