يقول الشيخ عثمان الخميس : ( قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم " .. وكان هذا الجيش بقيادة يزيد بن معاوية ) (1) .
أقول : لقد أضل هذا الرجل هواه ، وأفسد عقله ، وجانب الحق ، واستجاب لحنقه ، وأراق آخر قطرة من دينه وحيائه ، فضرب جميع النصوص والروايات والأقوال المعتبرة بعرض الحائط ، واستنبط مغفرة الله ليزيد بن معاوية ، متمسِّكًا بتعليل عليل دأب النواصب في الاستدلال به على اعتقادهم الفاسد بإيمان يزيد بن معاوية وفضله في الإسلام .
أما ادعاؤه هذا وما جاء به مِن الكلام الباطل ، فيَرد عليه أمران :
الأمر الأول : إن هذا الكلام يدل على سخافة عقل الشيخ عثمان الخميس ، وجهله بمعرفة التاريخ ، وعِشقِه اللاَّ مَحدود ليزيد الخمور والقرود ، لذا نراه كالغريق الذي يتشبَّث بالطحلب ، وكالطفل الذي يتخبَّط في الوحل .
الأمر الثانِي : لو كان يزيد بن معاوية مِن المغفور لهم ، فلماذا يا ترى لَعَنَه علماء أهل السنة وحَكَموا عليه بأنه ناصبي ، بل وذهب بعضهم إلى كُفرِه .
قال الذهبي عن يزيد : ( وكان ناصبيًّا ، فظًّا ، غليظًا ، جلفًا ، يتناول المسكِر ، ويفعَل المنكَر .. ) (2) .
وقـال عنه عبد الله بن حنظلة : ( إنَّه رجل ينكَح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويَدَع الصلاة ) (1) .
وجاء عن الشوكاني قوله : ( .. الخمير السِّكِّير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية ) (2) .
وذكر ابن العماد الحنبلي قول التفتازاني في " شرح العقائد النسفية " : ( اتفقوا على جواز اللعن على مَن قتَل الحسين أو أمر به أو أجازه أو رضي به ، قال : والحق إنَّ رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مِمَّا تواتر معناه وإن كان تفصيله آحادًا ، قال : فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في كفره وإيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه ) (3) .
ولهذا قال السيوطي : ( فقتِل ـ أي الحسين عليه السلام ـ وجيء برأسه في طست ، حتى وُضِع بين يدَي ابن زياد ، لعن الله قاتله وابن زياد معه ويزيد أيضًا ) (4) .
وقال ابن العماد : ( ولَمَّا تم قتله ، حُمِل رأسه ، وحرم بيته ، وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا ، قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه ، ومَن أمر به ، أو رضيَه ) (1) .
وعن الفقيه الشافعي الكيا الهراسي أنه قال عن يزيد : ( وأما قول السلف ، ففيه لأحمد قولان تلويح وتصريح ، ولمالِك قولان تلويح وتصريح ، ولأبي حنيفة قولان تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد التصريح دون التلويح ، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد والمتصيِّد بالفهود ومدمِن الخمر ، وشِعره في الخمر معلوم .. ) (2) .
وقال ابن العماد : ( وقال رجل في حضرة عمر بن عبد العزيز : أمير المؤمنين يزيد ، فضربه عمر عشرين سوطًا . واستفتِي الكيا الهراسي فيه ، فذكر فصلاً واسعًا مِن مخازيه حتى نفدت الورقة ، ثُم قال : ولو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل .. ) (3) .
قال ابن حجر الهيتمي : ( اعلم أنَّ أهل السنة اختلفوا في تكفير يزيد ابن معاوية .. فقالت طائفة إنه كافر ، لقول سبط بن الجوزي وغيره : المشهور إنه لَمَّا جاءه رأس الحسين رضي الله عنه جَمَعَ أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات الزبعري " ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا " .. وقال ابن الجوزي فيما حكاه سبطه عنه : ليس العجب من قتال ابن زياد للحسين ، وإنما العجب من خذلان يزيد وضربه بالقضيب ثنايا الحسين ، وحَمله آل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا على أقتاب الجِمال .. وعلى القول بأنه مسلم ، فهو فاسق شرير سكير جائر .. وبعد اتفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه .. فأجازه قوم منهم ابن الجوزي ، ونقله عن أحمد وغيره .. ) (1) .
أقول : وقد اعترف الشيخ عثمان الخميس نفسه بأن هناك مَن أجاز لَعن يزيد بن معاوية ، حيث قال : ( وهناك مَن يُجَوِّز لعن يزيد بن معاوية وهناك مَن يَمنَع ) (2) .
فهل إنَّ الناصبي والذي يَجوز لعنه مغفور له فِي رأي الشيخ عثمان الخميس ؟!
ملاحظة: منقول
أقول : لقد أضل هذا الرجل هواه ، وأفسد عقله ، وجانب الحق ، واستجاب لحنقه ، وأراق آخر قطرة من دينه وحيائه ، فضرب جميع النصوص والروايات والأقوال المعتبرة بعرض الحائط ، واستنبط مغفرة الله ليزيد بن معاوية ، متمسِّكًا بتعليل عليل دأب النواصب في الاستدلال به على اعتقادهم الفاسد بإيمان يزيد بن معاوية وفضله في الإسلام .
أما ادعاؤه هذا وما جاء به مِن الكلام الباطل ، فيَرد عليه أمران :
الأمر الأول : إن هذا الكلام يدل على سخافة عقل الشيخ عثمان الخميس ، وجهله بمعرفة التاريخ ، وعِشقِه اللاَّ مَحدود ليزيد الخمور والقرود ، لذا نراه كالغريق الذي يتشبَّث بالطحلب ، وكالطفل الذي يتخبَّط في الوحل .
الأمر الثانِي : لو كان يزيد بن معاوية مِن المغفور لهم ، فلماذا يا ترى لَعَنَه علماء أهل السنة وحَكَموا عليه بأنه ناصبي ، بل وذهب بعضهم إلى كُفرِه .
قال الذهبي عن يزيد : ( وكان ناصبيًّا ، فظًّا ، غليظًا ، جلفًا ، يتناول المسكِر ، ويفعَل المنكَر .. ) (2) .
وقـال عنه عبد الله بن حنظلة : ( إنَّه رجل ينكَح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويَدَع الصلاة ) (1) .
وجاء عن الشوكاني قوله : ( .. الخمير السِّكِّير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية ) (2) .
وذكر ابن العماد الحنبلي قول التفتازاني في " شرح العقائد النسفية " : ( اتفقوا على جواز اللعن على مَن قتَل الحسين أو أمر به أو أجازه أو رضي به ، قال : والحق إنَّ رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مِمَّا تواتر معناه وإن كان تفصيله آحادًا ، قال : فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في كفره وإيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه ) (3) .
ولهذا قال السيوطي : ( فقتِل ـ أي الحسين عليه السلام ـ وجيء برأسه في طست ، حتى وُضِع بين يدَي ابن زياد ، لعن الله قاتله وابن زياد معه ويزيد أيضًا ) (4) .
وقال ابن العماد : ( ولَمَّا تم قتله ، حُمِل رأسه ، وحرم بيته ، وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا ، قاتل الله فاعل ذلك وأخزاه ، ومَن أمر به ، أو رضيَه ) (1) .
وعن الفقيه الشافعي الكيا الهراسي أنه قال عن يزيد : ( وأما قول السلف ، ففيه لأحمد قولان تلويح وتصريح ، ولمالِك قولان تلويح وتصريح ، ولأبي حنيفة قولان تلويح وتصريح ، ولنا قول واحد التصريح دون التلويح ، وكيف لا يكون كذلك وهو اللاعب بالنرد والمتصيِّد بالفهود ومدمِن الخمر ، وشِعره في الخمر معلوم .. ) (2) .
وقال ابن العماد : ( وقال رجل في حضرة عمر بن عبد العزيز : أمير المؤمنين يزيد ، فضربه عمر عشرين سوطًا . واستفتِي الكيا الهراسي فيه ، فذكر فصلاً واسعًا مِن مخازيه حتى نفدت الورقة ، ثُم قال : ولو مددت ببياض لمددت العنان في مخازي هذا الرجل .. ) (3) .
قال ابن حجر الهيتمي : ( اعلم أنَّ أهل السنة اختلفوا في تكفير يزيد ابن معاوية .. فقالت طائفة إنه كافر ، لقول سبط بن الجوزي وغيره : المشهور إنه لَمَّا جاءه رأس الحسين رضي الله عنه جَمَعَ أهل الشام وجعل ينكت رأسه بالخيزران وينشد أبيات الزبعري " ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا " .. وقال ابن الجوزي فيما حكاه سبطه عنه : ليس العجب من قتال ابن زياد للحسين ، وإنما العجب من خذلان يزيد وضربه بالقضيب ثنايا الحسين ، وحَمله آل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا على أقتاب الجِمال .. وعلى القول بأنه مسلم ، فهو فاسق شرير سكير جائر .. وبعد اتفاقهم على فسقه اختلفوا في جواز لعنه .. فأجازه قوم منهم ابن الجوزي ، ونقله عن أحمد وغيره .. ) (1) .
أقول : وقد اعترف الشيخ عثمان الخميس نفسه بأن هناك مَن أجاز لَعن يزيد بن معاوية ، حيث قال : ( وهناك مَن يُجَوِّز لعن يزيد بن معاوية وهناك مَن يَمنَع ) (2) .
فهل إنَّ الناصبي والذي يَجوز لعنه مغفور له فِي رأي الشيخ عثمان الخميس ؟!
ملاحظة: منقول
تعليق