اسم الكتاب: الطريق إلى الله تعالى
اسم المؤلف: الشيخ حسين بن على البحراني
تحقيق وتعليق: الشيخ حبيب الكاظمي
التعريف بالكتاب: هذا الكتاب قد عرفه صاحب الذريعة نقلا عن بعض الاعلام قائلا : ( ما رأيت كلاماً أحسن من كلامه في باب الأخلاق ، اللهم إلا بيانات جمال السالكين السيد رضي الدين علي بن طاووس ). وذكر في التكملة : ان مؤلفه من متأخري المتأخرين من فقهاء النجف وعلمائها ، في الحديث والرجال..الذريعة 1/372. وقال عنه السيد محسن الامين : ( وقال بعض من رآها : إنها من أحسن ما كتب في هذا الفن ، وبعض قال : إنها رسالةٌ في السلوك على طريقة أهل البيت ) .. أعيان الشيعة : 6/119.
تعريف بالكتاب والمـؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين ، الذين تممّ الله تعالى بهم مكارم الأخلاق ، واللعنة على أعدائهم ومنكري فضائلهم من أول الدنيا إلى أبد الآبدين ·
إنّ هذا الكتاب الذي بين يديك ، يعدّ واحدا من أفضل ما كتب في الأخلاق العملية
بلحاظ :
اختصاره وتركيزه : فإنّ خير الكلام ما قلّ ودلّ ، سواء في عالم الملفوظات أو المكتوبات .. فمن المعلوم أنّ الكلام الكثير في الموضوع الواحد - وإن كان نافعا - قد يوّزع ذهن المستفيد ، ولهذا نلاحظ القرآن الكريم الذي يحقق سعادة الخلق باتباعه ، لا يتجاوز في حجمه حجم الكتب المتعارفة في هذه الأيام·
جامعيته واعتداله ، وعدم التركيز على مجالٍ على حساب مجالٍ آخر: فالبعض ينظر إلى الأخلاق من زاوية العبادات اللفظية ، فينتقل من وردٍ إلى وردٍ ، ومن ختمةٍ إلى ختمةٍ ، ومن أربعينيةٍ إلى أربعينيةٍ ، وكأن العبد يتحول إلى عالم الملكوت في ليلةٍ واحدةٍ بوردٍ معينٍ ، ناسياً أنّ الطريق هو ما دعا إليه القرآن من الإستقامة والمجاهدة والسعي في العمل بكل حذافير الشريعة ، بدءً بالأمور الفردية من القيام بالواجبات وترك المحرمات ، ومروراً بالمستحبات والمكروهات ، وانتهاءً بالأمور الإجتماعية ، ولو استلزم أن يكون قتالاً في الميدان مع اعداء الله تعالى ..
وقد أشرنا في مطاوي الكتاب إلى صور من هذه الجامعية التي اتسم بها هذا التأليف ·
واقعيته : فنرى المؤلف يميل إلى عرض الأخلاق كصور تطبيقية يلتزم بها الإنسان عند الممارسة ، بدلاً من مجموعة من الأفكار المعقّدة التي هي أشبه بالطلاسم والألغاز .. وكأنّ صاحبها يريد أن يثبت بها فضله العلمي وتفوقه على أقرانـه ، فتقرأ الكتاب المرة أو المرتين من دون أن تجد في طيّاته نقطة واحدة تطبيقية تُمارس في ساحة الحياة ، يغيّر بها الإنسان سلوكه بدلاً من الترف العلمي المجرد .
التزامه بمنهج اهل البيت :
فلا يكاد المؤلف يدع مجالاً إلا واستشهد فيها بحديثٍ مأثورٍ مما روى عن هداة الخلق (ع) ، مما يعكس عمق التزام المؤلف بضرورة عرض كلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ في الحركة إلى الله تعالى على ما ورد عنهم (ع) ، وهو كثيرٌ في تراثهم المدوّن في المجاميع الروائية المختلفة..
إننا نعتقد أنّ كلّ سالكٍ إلى الله تعالى مجانبٍ لمنهج أهل البيت (ع) مصيره الوقوع إما في : مكائد الشيطان ، أو في خدع النفس ، ويكفي أحدهما للهلاك الدائم ، فكيف إذا اجتمع عاملا الهلاك في آنٍ واحد !..
فهل يرد الواردون على السلطان من غير الباب الذي أمرهم بطرقـه ؟!.. إذ المطلوب ليس هو دخول الدار - وإن كان الدخول مطلوباً - كيفما اتفق ، بل لا بدّ من أن يكون من الأبواب التي أُمرنا بطرقها ·· فالداخل عليك من سطح الدار سارقٌ ، وإن كان بداعي الوصول إليك ، وملازمة الخدمة بين يديك ··
ولقد وفق الله تعالى المؤلف ، فجعل لكلامته حلاوةً يستذوقها كلّ من قرأ كتابه ، ممن أُوتي حسن التذوق في هذا المجال .. فإنّ ما يخرج من القلب يدخل في القلب ، فقد ذكر عنه السيد محسن الأمين - قــدس سره - في أعيان الشيعة قائلا:
الشيخ حسين بن علي بن صادق البحراني عالمٌ فاضلٌ أخلاقيٌّ من متأخري المتأخرين ، من فقهاء النجف وعلمائها في الحديث والرجال والعرفان ، رأينا له رسالة في الأخلاق - يشير إلى هذا الكتاب - ثم يقول :
و إنها رسالةٌ حسنةٌ ، ولم يبق ببالي الآن مشخصاتها ، وقال بعض من رآها : إنها من أحسن ما كتب في هذا الفن ، وبعض قال : إنها رسالةٌ في السلوك على طريقة أهل البيت · أعيان الشيعة : 6/119
وقد ذكر عن كتابه البحاثة المحقق الكبير الشيخ أغا بزرك الطهراني ، في كتابه ( الذريعة ) قائلا :
رأيته في مكتبة سيدنا العلامة الحسن صدر الدين الكاظمي ، وكان يستحسنه كثيراً ويقول : ما رأيت كلاماً أحسن من كلامه في باب الأخلاق ، اللهم إلا بيانات جمال السالكين السيد رضي الدين علي بن طاووس·
وذكر في التكملة أن مؤلفه من متأخري المتأخرين من فقهاء النجف وعلمائها في الحديث والرجال · الذريعة 1/372··
وقال عنه المحدث القمي في الكنى والالقاب :
قال الشيخ الجليل العارف الرباني الشيخ حسين بن علي بن صادق البحراني في رسالته في الاخلاق والسلوك الى الله على طريقة أهل البيت (ع) · الكنى والالقاب : 329/1
والمؤلف وإن لم يُذكر عنه الكثير في كتب التراجم سوى ما ذكرناه آنفاً ، إلا أنّ جلالة الكاتب تتجلّى من خلال ما كتبه ، فإنّ الكتاب مرآة لكاتبه وخاصةً إذا لاحظنا انسيابية أفكاره في القلوب المتعطشة لهذا النمط من الكتابات ، التي لا بدّ من طرحها على مجتمعنا اليوم ، الذي شغلته الدنيا بما لم يتفق له نظير في التاريخ ·
فلم نعهد على الأرض هذه الصور من الإفتتان التي تعرض بشكل غير معهـود في تـاريخ الإنسان .. فالإنسان لا زال هو بقدراتـه المحدودة وضعفـه أمام قوتي الشهوة والغضب ، ومكابدته لعدوٍّ خبيرٍ في الإغواء منــذ أن خُلق آدم (ع) ، بينمــا صور الإغراء - وهي سهام إبليس في كل المجالات - تـزداد تكامـلاً وشيوعاً يوماً فيوماً ، ولا نـدري إلى أين تصـل هـذه القافلة المتسارعة نحو موجبات الردى والهـلاك ؟!·
إ
نّ على المعنيين بشؤون النفس ، أن يكرّسوا جهودهم من أجل طرحٍ جديدٍ لمقاومة هذه الأمواج المتلاطمة التي تثيرها شياطين الجنّ والإنس ·· فلم يعد أسلوب الوعظ القديم ، وبعض المناهج الأخلاقية القائمة على أسلوب التوصيات العامة المجردة من التجزيئ ، والطلبات التنظيرية الخالية من الأساليب العملية ، كافياً لردع النفوس الحائرة بين مقتضيات الطبع ومقتضيات الشرع ·
إننا بحاجة إلى كتابة أخرى بلغة العصر ، وبلحاظ العقبات الجديدة ، وبأسلوبٍ علميٍّ متدرجٍ ، وبخطواتٍ عمليةٍ تطبيقيةٍ واضحةٍ ، فإنّ رياضة النفس كرياضة الأبدان لها قواعدها ، ولا يمكن تحقيق نتائجها إلا بالمرحليـة أولاً ، وفي الميدان العملي ثانيا ·
وإكمالاً للفائدة ، وتنويهاً للنقاط المهمة في كتاب المؤلف ، فإننا حاولنا استغلال ما أمكن من فرصةٍ ، للتعليق على تلك النقاط بما يزيد الأمر وضوحاً ، والفكرة تركيزاً.. مع الإشارة الي مصادر الأحاديث التي لم ترد في الطبعة المحققة الأولى.. ولابد من التنويه الى اننا لم نجد مصادر بعض الاحاديث التي وردت في الكتاب ، لان المصنف نقله بالمعنى كما ذكر في اول كتابه قائلا: ( ولا تحر لنقل خصوص الالفاظ .... فان المقصود مجرد الاشارة ) .
أشركنا الله تعالى - بمنّه وكرمه - في ثواب ما سجّله يراع هذا العالم الرباني في كتابه ، الذي طالما أخذ بمجامع القلوب التي تهفو الى الخلاص من أسر المادة ، والعروج الى عالم الملكوت .
واخيرا نقول : يبدو ان القضاء حال دون أن يتمم المؤلف كتابه - كما ذكر في آخر كتابه - وتمني ان يخلف عليه من يتم هذا الكلام ، فنسال الله عز وجل ان يجعل ما علقناه على كتابه ، بمثابة هذا التتميم الذي تمناه .. بلغ الله تعالى امانيه في عالم الآخرة .
واخيرا نقول : يبدو ان القضاء حال دون أن يتمم المؤلف كتابه - كما ذكر في آخر كتابه - وتمني ان يخلف عليه من يتم هذا الكلام ، فنسال الله عز وجل ان يجعل ما علقناه على كتابه ، بمثابة هذا التتميم الذي تمناه .. بلغ الله تعالى امانيه في عالم الآخرة .
ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم .. ربنا واجعل سعينا في تحبيب القلوب اليك ، فمن اولى منك ليسكن هذا القلب ، الذي اردته حرما لك ، وقد جعلناه مأوى لكل فانٍ سواك ؟! ..
وآخد دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ·
حبيب الكاظمي
3 ذو الحجة 1422
اسم المؤلف: الشيخ حسين بن على البحراني
تحقيق وتعليق: الشيخ حبيب الكاظمي
التعريف بالكتاب: هذا الكتاب قد عرفه صاحب الذريعة نقلا عن بعض الاعلام قائلا : ( ما رأيت كلاماً أحسن من كلامه في باب الأخلاق ، اللهم إلا بيانات جمال السالكين السيد رضي الدين علي بن طاووس ). وذكر في التكملة : ان مؤلفه من متأخري المتأخرين من فقهاء النجف وعلمائها ، في الحديث والرجال..الذريعة 1/372. وقال عنه السيد محسن الامين : ( وقال بعض من رآها : إنها من أحسن ما كتب في هذا الفن ، وبعض قال : إنها رسالةٌ في السلوك على طريقة أهل البيت ) .. أعيان الشيعة : 6/119.
تعريف بالكتاب والمـؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين ، الذين تممّ الله تعالى بهم مكارم الأخلاق ، واللعنة على أعدائهم ومنكري فضائلهم من أول الدنيا إلى أبد الآبدين ·
إنّ هذا الكتاب الذي بين يديك ، يعدّ واحدا من أفضل ما كتب في الأخلاق العملية
بلحاظ :
اختصاره وتركيزه : فإنّ خير الكلام ما قلّ ودلّ ، سواء في عالم الملفوظات أو المكتوبات .. فمن المعلوم أنّ الكلام الكثير في الموضوع الواحد - وإن كان نافعا - قد يوّزع ذهن المستفيد ، ولهذا نلاحظ القرآن الكريم الذي يحقق سعادة الخلق باتباعه ، لا يتجاوز في حجمه حجم الكتب المتعارفة في هذه الأيام·
جامعيته واعتداله ، وعدم التركيز على مجالٍ على حساب مجالٍ آخر: فالبعض ينظر إلى الأخلاق من زاوية العبادات اللفظية ، فينتقل من وردٍ إلى وردٍ ، ومن ختمةٍ إلى ختمةٍ ، ومن أربعينيةٍ إلى أربعينيةٍ ، وكأن العبد يتحول إلى عالم الملكوت في ليلةٍ واحدةٍ بوردٍ معينٍ ، ناسياً أنّ الطريق هو ما دعا إليه القرآن من الإستقامة والمجاهدة والسعي في العمل بكل حذافير الشريعة ، بدءً بالأمور الفردية من القيام بالواجبات وترك المحرمات ، ومروراً بالمستحبات والمكروهات ، وانتهاءً بالأمور الإجتماعية ، ولو استلزم أن يكون قتالاً في الميدان مع اعداء الله تعالى ..
وقد أشرنا في مطاوي الكتاب إلى صور من هذه الجامعية التي اتسم بها هذا التأليف ·
واقعيته : فنرى المؤلف يميل إلى عرض الأخلاق كصور تطبيقية يلتزم بها الإنسان عند الممارسة ، بدلاً من مجموعة من الأفكار المعقّدة التي هي أشبه بالطلاسم والألغاز .. وكأنّ صاحبها يريد أن يثبت بها فضله العلمي وتفوقه على أقرانـه ، فتقرأ الكتاب المرة أو المرتين من دون أن تجد في طيّاته نقطة واحدة تطبيقية تُمارس في ساحة الحياة ، يغيّر بها الإنسان سلوكه بدلاً من الترف العلمي المجرد .
التزامه بمنهج اهل البيت :
فلا يكاد المؤلف يدع مجالاً إلا واستشهد فيها بحديثٍ مأثورٍ مما روى عن هداة الخلق (ع) ، مما يعكس عمق التزام المؤلف بضرورة عرض كلّ كبيرةٍ وصغيرةٍ في الحركة إلى الله تعالى على ما ورد عنهم (ع) ، وهو كثيرٌ في تراثهم المدوّن في المجاميع الروائية المختلفة..
إننا نعتقد أنّ كلّ سالكٍ إلى الله تعالى مجانبٍ لمنهج أهل البيت (ع) مصيره الوقوع إما في : مكائد الشيطان ، أو في خدع النفس ، ويكفي أحدهما للهلاك الدائم ، فكيف إذا اجتمع عاملا الهلاك في آنٍ واحد !..
فهل يرد الواردون على السلطان من غير الباب الذي أمرهم بطرقـه ؟!.. إذ المطلوب ليس هو دخول الدار - وإن كان الدخول مطلوباً - كيفما اتفق ، بل لا بدّ من أن يكون من الأبواب التي أُمرنا بطرقها ·· فالداخل عليك من سطح الدار سارقٌ ، وإن كان بداعي الوصول إليك ، وملازمة الخدمة بين يديك ··
ولقد وفق الله تعالى المؤلف ، فجعل لكلامته حلاوةً يستذوقها كلّ من قرأ كتابه ، ممن أُوتي حسن التذوق في هذا المجال .. فإنّ ما يخرج من القلب يدخل في القلب ، فقد ذكر عنه السيد محسن الأمين - قــدس سره - في أعيان الشيعة قائلا:
الشيخ حسين بن علي بن صادق البحراني عالمٌ فاضلٌ أخلاقيٌّ من متأخري المتأخرين ، من فقهاء النجف وعلمائها في الحديث والرجال والعرفان ، رأينا له رسالة في الأخلاق - يشير إلى هذا الكتاب - ثم يقول :
و إنها رسالةٌ حسنةٌ ، ولم يبق ببالي الآن مشخصاتها ، وقال بعض من رآها : إنها من أحسن ما كتب في هذا الفن ، وبعض قال : إنها رسالةٌ في السلوك على طريقة أهل البيت · أعيان الشيعة : 6/119
وقد ذكر عن كتابه البحاثة المحقق الكبير الشيخ أغا بزرك الطهراني ، في كتابه ( الذريعة ) قائلا :
رأيته في مكتبة سيدنا العلامة الحسن صدر الدين الكاظمي ، وكان يستحسنه كثيراً ويقول : ما رأيت كلاماً أحسن من كلامه في باب الأخلاق ، اللهم إلا بيانات جمال السالكين السيد رضي الدين علي بن طاووس·
وذكر في التكملة أن مؤلفه من متأخري المتأخرين من فقهاء النجف وعلمائها في الحديث والرجال · الذريعة 1/372··
وقال عنه المحدث القمي في الكنى والالقاب :
قال الشيخ الجليل العارف الرباني الشيخ حسين بن علي بن صادق البحراني في رسالته في الاخلاق والسلوك الى الله على طريقة أهل البيت (ع) · الكنى والالقاب : 329/1
والمؤلف وإن لم يُذكر عنه الكثير في كتب التراجم سوى ما ذكرناه آنفاً ، إلا أنّ جلالة الكاتب تتجلّى من خلال ما كتبه ، فإنّ الكتاب مرآة لكاتبه وخاصةً إذا لاحظنا انسيابية أفكاره في القلوب المتعطشة لهذا النمط من الكتابات ، التي لا بدّ من طرحها على مجتمعنا اليوم ، الذي شغلته الدنيا بما لم يتفق له نظير في التاريخ ·
فلم نعهد على الأرض هذه الصور من الإفتتان التي تعرض بشكل غير معهـود في تـاريخ الإنسان .. فالإنسان لا زال هو بقدراتـه المحدودة وضعفـه أمام قوتي الشهوة والغضب ، ومكابدته لعدوٍّ خبيرٍ في الإغواء منــذ أن خُلق آدم (ع) ، بينمــا صور الإغراء - وهي سهام إبليس في كل المجالات - تـزداد تكامـلاً وشيوعاً يوماً فيوماً ، ولا نـدري إلى أين تصـل هـذه القافلة المتسارعة نحو موجبات الردى والهـلاك ؟!·
إ
نّ على المعنيين بشؤون النفس ، أن يكرّسوا جهودهم من أجل طرحٍ جديدٍ لمقاومة هذه الأمواج المتلاطمة التي تثيرها شياطين الجنّ والإنس ·· فلم يعد أسلوب الوعظ القديم ، وبعض المناهج الأخلاقية القائمة على أسلوب التوصيات العامة المجردة من التجزيئ ، والطلبات التنظيرية الخالية من الأساليب العملية ، كافياً لردع النفوس الحائرة بين مقتضيات الطبع ومقتضيات الشرع ·
إننا بحاجة إلى كتابة أخرى بلغة العصر ، وبلحاظ العقبات الجديدة ، وبأسلوبٍ علميٍّ متدرجٍ ، وبخطواتٍ عمليةٍ تطبيقيةٍ واضحةٍ ، فإنّ رياضة النفس كرياضة الأبدان لها قواعدها ، ولا يمكن تحقيق نتائجها إلا بالمرحليـة أولاً ، وفي الميدان العملي ثانيا ·
وإكمالاً للفائدة ، وتنويهاً للنقاط المهمة في كتاب المؤلف ، فإننا حاولنا استغلال ما أمكن من فرصةٍ ، للتعليق على تلك النقاط بما يزيد الأمر وضوحاً ، والفكرة تركيزاً.. مع الإشارة الي مصادر الأحاديث التي لم ترد في الطبعة المحققة الأولى.. ولابد من التنويه الى اننا لم نجد مصادر بعض الاحاديث التي وردت في الكتاب ، لان المصنف نقله بالمعنى كما ذكر في اول كتابه قائلا: ( ولا تحر لنقل خصوص الالفاظ .... فان المقصود مجرد الاشارة ) .
أشركنا الله تعالى - بمنّه وكرمه - في ثواب ما سجّله يراع هذا العالم الرباني في كتابه ، الذي طالما أخذ بمجامع القلوب التي تهفو الى الخلاص من أسر المادة ، والعروج الى عالم الملكوت .
واخيرا نقول : يبدو ان القضاء حال دون أن يتمم المؤلف كتابه - كما ذكر في آخر كتابه - وتمني ان يخلف عليه من يتم هذا الكلام ، فنسال الله عز وجل ان يجعل ما علقناه على كتابه ، بمثابة هذا التتميم الذي تمناه .. بلغ الله تعالى امانيه في عالم الآخرة .
واخيرا نقول : يبدو ان القضاء حال دون أن يتمم المؤلف كتابه - كما ذكر في آخر كتابه - وتمني ان يخلف عليه من يتم هذا الكلام ، فنسال الله عز وجل ان يجعل ما علقناه على كتابه ، بمثابة هذا التتميم الذي تمناه .. بلغ الله تعالى امانيه في عالم الآخرة .
ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم .. ربنا واجعل سعينا في تحبيب القلوب اليك ، فمن اولى منك ليسكن هذا القلب ، الذي اردته حرما لك ، وقد جعلناه مأوى لكل فانٍ سواك ؟! ..
وآخد دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ·
حبيب الكاظمي
3 ذو الحجة 1422
تعليق