إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

موعظة بليغة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موعظة بليغة



    (فكر في نفسك وحضورك في يوم عظيم ومحضر عظيم لأمرعظيم، وظهور سلطان الله الذي لا يقدر قدرة القادرون، ويعجز عن درك شدته العالمون، وحزنك في مثل هذا المقام الهائل، وافرض أهواله وأنكاله وعتابه وخطابه وحيائه وحسرته وحرارته وفزعه وجوعه وعطشه وعرقه وخصمائه وزبانيته، ثم تفكر فيما أنت عليه في هذه الدنيا في عالم التكليف من لطفه وعزته وشرفه ونعمه، وتأمل في معاملة سلطان المعاد معك في هذا المقام، وتشريفك بخلع التكاليف الجميلة وإكرامه بدعوته لك الى مناجاته ومجلس انسه وقربه وجواره بهذه الكيفيات الجملية، وتأمل في قوله: (أنا أفرح بتوبة عبدي من رجل ضل مركبه وزاده في سفره ويأس منه ونام مسلما نفسه للهلاك، ثم استيقظ ورأى مركوبه وزاده حاضرا عنده).

    وفي قوله الكريم في الحديث القدسي: (لو علم المدبرون عني كيف انتظاري بهم وشوقي الى توبتهم لماتوا شوقا إلي ولتفرقت اوصالهم من أجل محبتي).
    وقوله: (يا عيسى كم أطيل النظر وأحسن الطلب والقوم لا يرجعون).

    وقوله: (عبدي بحقك علي اني احبك، فبحقي عليك احبني).
    وقوله بلسان الملك الداعي: (أنا جليس من جالسني، أنا ذاكر من ذكرني، أنا غافر من استغفرني، أنا مطيع من أطاعني) وأمثال ذلك.
    ثم تأمل بماذا وبأي لذة ولأي كرامة ترضى بتبديل هذه التشريفات الفاخرة بمخازي يوم القيامة، وانظر الى ما روي من ذلك في قول مالك بعد إلحاح ألف سنة:{إنكم ما كثون} وقول الجبار تعالى:{اخسئوا فيها ولا تكلمون}.

    وانظر في قيامك لصلاتك في الدنيا تحفك الملائكة من قدمك الى عنان السماء، وينظر إليك الجبار بنظر اللطف، ويجبيك فيما تقوله من قليل وكثير، ويباهي بك ملائكة المقربين، ويقول في كل ما تعمله في صلاتك من استقبالك الى سلامك: أما ترون عبدي، أما ترون عبدي!.. ويعد لكل واحد من ذلك كرامة لك وقبوله وجزاءه ورضاه، ومقامك يوم العرض على الله مكبلا مغلولا، أزرق العين، أسود الوجه، مصفدا مقترنا مع شيطان، يقال لك: يا غادر، يا فاجر، يا مرائي، أما استحييت مني؟..
    ثم يصدر من سلطان جلال الله خطاب: {خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه} كيف يتصدع قلبك من استماع هذا الخطاب. ولعمري أن هذا ما لا تقوم له السماوات والأرض، فكيف بك يا مسكين؟!..
    فيأخذك الزبانية، ويجروك على وجهك الى نار حرها شديد، قعرها بعيد، ومقامعها حديد، وشرابها الحميم والصديد.
    واستمع قول الإمام البصير، ولعمري لا ينبئك مثل خبير، حيث يقول: (كيف استطيع نارا لو قذفت بشرارة على الأرض لأحرقت نبتها، ولو تمسك إنسان بقلة لأنضجته وهيج النار في قلبه).

    وانظر يا عاقل في أحوال قوم مستقرهم الجحيم، وطعامهم من ضريع، وشرابهم الحميم، الزبانية تقمعهم، والهاوية تجمعهم، أمانيهم فيها الهلاك، وما لهم منها فكاك، قد شدت أقدامهم بالنواصي، واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي، ينادونهم من أكنافها، ويصيحون من نواحيها وأطرافها: يا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد أثقلنا الحديد، يا مالك قد نضجت منا الجلود، يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود.

    فيقول الزبانية: هيهات هيهات، لات حين مناص، لا خروج لكم منها ولا خلاص، فاخسئوا فيها ولا تكلمون، ولو أخرجتم منها لكنتم الى ما نهيتم عنه تعبدون، فعند ذلك يقنطون، وعلى ما فرطوا في جنب الله يتأسفون، ولا ينجيهم الندم، ولا يغنيهم الأنين، يكبون على وجوههم مغلوبين، وفي أنفسهم معلولين، النار من فوقهم، والنار من تحتهم، والنار عن أيمانهم، والنار عن شمائلهم، هم غرقى في النار، طعامهم النار، شرابهم النار، لباسهم النار، مهادهم النار، وهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران، ولثقل السلاسل يتجلجلون في مضائقها، ويتحطمون بمقامعها، ويصطرخون في غواشيها، ويضطربون في حواشيها، تغلي بهم النار كغلي القدور، ويهتفون بالويل والثبور، ومهما دعوا بالعويل يصب من فوق رؤوسهم الحميم، يصهر به ما في بطونهم والجلود، ولهم مقامع من حديد، تهشم بها جباههم، وينفجر الصديد من أفواههم، وتتقطع من العطش أكبادهم، وتسيل على الخدود أحداقهم، وتسقط من الوجنات لحومها، ويذاب من الظهور دسومها، ويتعمط من الأطراف شعورها وجلودها، فكلما نضجت جلودهم بدلوها جلودا غيرها، قد عريت من اللحوم عظامهم، قد أسودت وجوههم، وأعما أبصارهم، وأبكت ألسنتهم، وقصمت ظهورهم، وكسرت عظامهم وجدعت آذانهم، ومزقت جلودهم، وغلت أيديهم الى أعناقهم، وجمع بين نواصيهم وأقدامهم، يمشون على النار بوجوههم، ويطئون حسك الحديد بأحداقهم، والحيات تلسعهم، والعقارب تلدغهم، وهم مع ذلك يتمنون الموت فلا يموتون. وهذا بعض ما نص عليه الكتاب والسنة من أخبارهم وأحوالهم).


    ــــــــــــــــــــــــــــ
    مختارات من كلام العارف الملكي
    http://www.alseraj.net/29/contents.s...++الملكي

    العارف الميرزا جواد الملكي هو عالم من علماء الشريعة واستاذ من اساتذة السلوك، كان له الدور الأساسي في رعاية وتوسيع الحوزة العلمية في قم وتهيئة الأجواء الملائمة لانتقال الحوزة من أراك إلى قم، إضافة إلى التصدي لتربية مجموعة صالحة من المؤمنين وطلبة العلوم الدينية في النجف وتبريز وقم والأخذ بأيديهم في سلوك طريق العرفان.

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خير جزاء المحسنين

    تعليق


    • #3
      لله در الشهيد دستغيب .. اروي عنه ما جاء في كتابه التفكر- المشاركة التالية تعقيبا على موضوعكم
      ينقل السيد الجزائري رحمة الله عليه ان شابا مبتلا بغرور الشباب والمعصية مرض ووقع في فراش الموت وعندما علم انه ميت لا محالة قال لأمه على سبيل الوصية انني اريد منك عندما اموت ان تربطي حبلا وتسحبينني وتقولي ايها المذنب اسود الطلعة .. وعندما مات لم يطاوع قلب امه ان تفعل به ما قال لها ولكن لانه وصاها بذلك ربطت رجله وارادت ان تسحبه فطرق سمعها صوت يقول لها دعي عبدنا !!

      روحي فداء لذلك القلب اللذي فيه خوف وفيه رجاء .. فيه الاثنان

      وقد نقل في تفسير منهج الصادقين احدهم اثناء نزعه عندما انتبه ان عمره قد اشرف على نهايته اطلق اهة من صميم قلبه وقال يامن له الدنيا والاخرة ارحم من ليس له الدنيا والاخرة
      فجعل الله تعالى آهته هذه وقوله المليء بالاسى مقدمة وواسطة لرحمته ومغفرته وغفر له


      اللهم إني أسئلك أن تختم لي بالسعادة ، فلا تسلب مني ما أنا فيه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

      اللهم اغفر لنا ما أخطأنا وما تعمّدنا ، وما أسررنا وما أعلنّا ، وما أنت أعلم به منّا .. أنت المقدم وأنت المؤخّر لا إله إلا أنت . سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
      سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين
      التعديل الأخير تم بواسطة ~*ريحانة*~; الساعة 20-01-2005, 06:38 AM.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        اللهم صل على محمد و آل محمد

        يا من يقبل اليسير و يعفو عن الكثير ، اقبل مني اليسير و اعفو عني الكثير برحمتك يا أرحم الراحمين

        جزاك الله عنا خير الجزاء أخي الكريم
        جعله الله في ميزان أعمالك

        والله الموفق

        تعليق


        • #5
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          ونسألكم الدعاء


          بسم الله الرحمن الرحيم

          الحمد لله والسلام على خاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وآله- سيما ناموس الدهر وإمام العصر الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
          بكره يوم جمعة (ويعتبر يوم عيد من أعياد المسلمين ) وعيد الفطر .
          بسم الله الرحمن الرحيم


          يا أَسْمَع السَّامِعِينَ يا أَبْصَر النَّاظِرِينَ وَيا أَسْرَعَ الحاسِبِينَ وَياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ السَّادَةِ المَيامِينَ، وَأَسأَلُكَ اللّهُمَّ حاجَتِي الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي وَإِنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي ما أَعْطَيْتَنِي ؛ أَسأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَكَ المُلْكُ وَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ يارَبِّ يارَبِّ



          اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تنكس برأسي بين يدي محمد و آله صلواتك عليهم أجمعين

          تعليق


          • #6
            تصحيح
            بكره يوم جمعة (ويعتبر يوم عيد من أعياد المسلمين ) وعيد الأضحى المبارك .





            اللهم صل على محمد و آل محمد و لا تنكس برأسي بين يدي محمد و آله صلواتك عليهم أجمعين
            التعديل الأخير تم بواسطة عصر الظهور; الساعة 22-01-2005, 04:09 PM.

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ~*ريحانة*~

              روحي فداء لذلك القلب اللذي فيه خوف وفيه رجاء .. فيه الاثنان
              الخوف والرجاء

              (لابد للمؤمن من الخوف والرجاء، وهما أصل كل خير بعد الإيمان، لأن المراد لكل أحد السعادة، وهي سعادة عند المؤمن كلقاء الله، والانس به، ولا سبيل إليها إلا بتحصيل محبته، ولا تحصل إلا بعد المعرفه، ولا تحصل الا بدوام الفكر، ولا يحصل غالبا، ولا يصفوا إلا بالذكر، ولا يتيسر الذكر والفكر إلا بالنزوع عن مشاغل الدنيا، والالف بشهواتها، ولايمكن إلا بالانقلاع عن حبها، وحب مشتهياتها، ولا تنقمع اصولها إلا بالصبر عنهما، ولا يعمل بالصبر إلا بالخوف والرجاء، وحقيقة الخوف هو تألم القلب، واحتراقه بسبب انتظار مكروه فيما يأتي، سواء كان المكروه بحصول شقاوة، أو فقدان سعادة، ولا تنافي بينة وبين الرجاء، بل بينهما تلازم، والذي بينهما تناف هوالقنوط والجاء، والأمن والخوف.
              ثم ان الخوف اما عن نفس المؤلم، أو عن سببه.

              الأول كالنار وسائر أنواع ما يعذب به الانسان، سواء كان في الدنيا أو الآخرة.
              والثاني كالكفر والمعاصي ومنشأهما كله، ويختلف خوف الخائفين في كلا القسمين.
              أما الأول فقد يكون خوف مؤمن من تعجيل العقوبة في الدنيا، وقد يكون الموت وسكراته، وقد يكون من القبر ووحشته وظلمته، وضيقه وضنكه، وقد يكون من السؤال، وقد يكون من هول المطلع، وقد يكون من أهوال القيامة، ومواقفها، وقد يكون من الحساب، وقد يكون من الصراط، وقد يكون من حياء العرض على الله، وقد يكون من فضيحة هتك الستور على رؤوس الاشهاد، وقد يكون من نار جهنم، وحياتها وعقاربها، وزقومها وضريعها، وغسلينها، وحميمها ومقامعها، وقرينها واغلالها، وسلاسلها، وقد يكون من حرمان الجنة، ودار النعيم والملك العظيم المقيم، وقد يكون من نقص الدرجة، وهي أيضا كثيرة: خوف الوقوف، خوف الاعراض خوف الحجاب، خوف الغضب، خوف المقت

              وأما الثاني فقد يكون خوف أحدهم من الكبائر التي قارفها، وقد يكون من ملكاته السيئة، من شدة شهوته وغضبه، وقد يكون من حقوق الناس، وطبقات العباد، وقد يكون من البطر بكثرة النعم، أو خوف الاستدراج بها، وقد يكون من الوقوع في معصيته، أو الموت قبل التوبة، أو نقض التوبة، أو من القساوة، أو من الاعوجاج والميل عن الاستقامة، أو خوف اطلاع الله على سريرته في حال معصيته، أو غفلة، أو عدم قبول عباداته، أو رد مناجاته، كأن يقال عند تلبيته: لا لبيك ولا سعديك، أو من ضفع القوة عن الوفاء بتمام حقوق الله، أو من سوء الخاتمة، أو السابقة، والصالحين والطالحين والعباد والزهاد والمتقين والصديقين والعارفين مختلفة في هذه المخاوف.

              ولا يذهب عليك أن الكاملين من العباد يخافون من جميع هذه المخاوف ومخصوصون ببعضها أيضا، والله تعالى يتولى رياضة قلوبهم في كل وقت، بخوف ورجاء، وأخص ما يخافون منه خوف الوقوف، والاعراض، وخوف السابقة المؤدية إلى سوء الخاتمة.
              ثم اعلم ان أخوف الناس من الله أعلمهم بالله.

              لذا قال رسول الله: (أنا أخوفكم من الله) فانهم يخافون من الله جميع ما ذكر، لا لشيء من هذه المخاوف، بل بسر قوله تعالى:{ويحذركم الله نفسه} ولكن قد يشغلهم الله من مقتضى خوفهم، فلا يظهر من أحدهم، أو في بعض حالاتهم، آثار الخوف، وقد يكون بالعكس رجائهم وخوفهم في بعض حالاتهم، وفيظهر منهم ما يكاد يتقطع منه القلوب ويبهر منه العقول، وقد يكون في بعضهم ظهور سلطان الخوف أكثر من بروز حقائق الرجاء).

              علاج الخوف

              (علاج الخوف أصله الايمان بالله واليوم الآخر، والثواب والعقاب، والجنة والنار، سواء كان عن تقليد وسماع، أو عن تحقيق وبرهان، أو كشف وعيان.
              والخوف الناشىء عن الايمان التقليدي يشبه خوف الصبي من الحية اذا سمع من امه انها تلدغ، وتقتل، ويقوى إذا راى أن أبويه يفران منها ويتزلزلان من رؤيتها.

              والناشىء عن الايمان التحقيقي يشبه خوف العقلاء، مما يحكم العقل بضرره، اهلاكه، ويقوى بكون مبادئه قريبة من الحس، وبكثرة الذكر والفكر فيه.
              والناشىء عن الكشفي هو الذي يجمع جميع فضائل الخوف، ويحرق في القلب كل شهوة ورغبة، وينسى كل شيء، ولا يبقي للمؤمن إلا هم المخوف منه، والخلاص منه، وله أيضا مراتب فإن الذي كوشف له نار جهنم، لايبلغ خوفه مبلغ من كوشف له عذاب البعد والحجاب عن لقاء الله، أما تسمع أميرالمؤمنين بعد ما يعد شدة عذاب جهنم، وطول مدتها، يقول: وهبني يا الهي وسيدى ومولاي وربي، صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك؟.. وهبني صبرت على حر نارك، فكيف أصبر على النظر الى كرامتك؟..

              وإن شئت أن تعرف الفرق ما بين عذاب نار جهنم، وعذاب نار الفراق فقس بين العالم الحسي والعالم العقلي، ودرك الحس والعقل، فان نسبة الحس الى العقل كنسبة القطرة الى البحر، بل الفرق أزيد، وخوف البعد والحجاب للمقربين، هو مهلك قطعا إلا ان الله انما يتولى سياسة قلوب أوليائه، فإذا هاج في قلوبهم مبادىء هذا الخوف، وأحرق قلوبهم وقربوا من الهلاك، يحييهم بما يلقى اليهم من نفحات رحمته، ويمطر على موات قلوبهم من امطار رجاء رأفته الى أن يقضى فيهم حكمه وحكمته، ويقرب آجالهم التي كتب الله عليهم، وعند ذلك يطوى عنهم بساط الخوف والرجاء، فيشد على قلوبهم شوق اللقاء، حتى يكونوا الى الموت آنس من الطفل الى ثدى امه، ولعل هذه معاملته تعالى ببعض أوليائه، ولكل منهم معاملة خاصة، كلها ناشئة عن كرمه وجوده ورأفته ورحمته، وعظيم فضله وإحسانه بما يناسب حاله في الترقي الى ما كتبه لهم من الدرجات العاليه، بمقتضى أسمائه وصفاته.

              وإذا تمهد ذلك تعرف أن أصل الخوف سببه الايمان، وكل مؤمن لابد أن يكون فيه مقتضى الخوف في الجملة، ولكن قد يكون الايمان ضعيفا، فيضعف الخوف، وقد يكون قويا فيكون مقتتضى الخوف أيضا قويا، ولكن يمنع من فعليته مانع، فالعلاج إما بتقوية الايمان، أو رفع المانع.

              أما الاول فليس هنا محل ذكره.
              وأما الثاني فهو في المقام أمران:

              أولهما: غفلة القلب عما آمن به من الجنة والنار.
              وثانيها: غلبة حب الدنيا على القلب بحيث صار القلب مريضا بمرض العشق.

              أما الاول فعلاجه الوعظ والتذكير، وتذكر أسباب الخوف من العذاب الدنيوي والاخروي، وينفع كثيرا قراءة آيات العذاب، وتكرارها والتفكر فيها، وتصويرها واقعة على النفس، في كل يوم وليلة مرتين أو مرات، ولكن يكثر تكرارها ساعة أو ساعتين لا محالة فيؤثر أثرا كاملا، وفي ملازمة الخائفين، ومشاهدة حالاتهم أيضا لفوز عظيم، وسماع أحوالهم أيضا بدل منه.

              وأما الثاني فعلاجه هو تقوية باعث الدين، وتضعيف باعث الهوى، وحب الدنيا، فان القلب دائما معركة هذين الجندين، حتى يغلب أحدهما فيملك القلب، ويكون هو السائس والحاكم فيه، فيجري أحكام الدين على الجوارح التي هي أيضا جند القلب.

              وتفصيل تقوية باعث الدين على باعث الهوى، ليكون له اليد العليا المتصرفة في مملكة البدن يعلم بمثال.
              مثلا اذا أردنا أن يكون العقل والشرع حاكمين في ا لشهوة، فلنا أن نضعف الشهوة، ونقوي العفة.
              أما الاول فيكون بثلاثة أمور:

              أولهما: قطع أسبابها الخارجة، وهي الأغذية القوية والمشهية نوعا، ومقدارا، فلابد من قطعها، فلا يأكل المريد [الأطعمه] المشهية المتنوعة، ويقل من المقدار، ولذا أمر الشرع بكسر الشهوة بالصوم.
              الثاني: قطع أسبابها المهيجة الفعلية، فانها إنما تهيج بانظر الى مظانها، اذا النظر يهيج القلب، والقلب يحرك الشهوة. وهذا أيضا يحصل بالاعتزال. والاحتراز عن مظان رؤية الصور الجميلة، والمشهية، ولذا ورد في الشرع النهي عن النظر الى النسوان، والولدان الجميلة، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس) فإن سهمه هذا انما هو من قوس الصور، ومن طريق البصر، فلا يدفعه إلا غمض الا جفان، والهرب من مظان الأبصار.
              الثالث: تسلية بالمباح من الجنس الذي تشتهيه، وهو النكاح.

              وأما الثاني، وهو تقوية العفة فبوجهين:

              أولهما: تذكر فوائدها وثمراتها الدنيوية، ومثوبتها الاخروية مما ورد في الآيات والأخبار.
              وثانيهما: تعويذها بالغلبة، فيكون بالعمل بمقتضاها تدريجا فيقوى بذلك، حتى أن الغلبة في المرة الثانية أسهل منها في الاولى، حتى ينتهى الى أن لا يبقي الخصم قوة للمصارعة.
              ثم ان الخوف من الامور الاخروية أيضا ينقسم الى: مكروه وحرام ومستحب وواجب.

              ومن الأول أن يشتد من درجة الاعتدال، فيكف الاشتغال به عن دوام الذكر، والفكر، والفراغ لكثرة العمل.
              ومن الثاني أن يصل الى درجة القنوط وهو كبيرة موبقة.
              ومن الثالث كل ما يصير سببا للتقوى، وزيادة العمل عن حد الوجوب الشرعي.
              ومن الرابع كل ما يمنع عن المحرمات الشرعية، ويبعث على العمل بالواجبات الشرعية.

              وايضا ينقسم بالحاظ آخر: الى ناقص، ومعتدل وزائد.
              فاناقص ما يكون سببا لتألم ما يوجع القلب، ويبكي العين ولا يمنع من المحرمات والشهوات، ولا يبعث على مجاهدة العبادات، فاذا سمع آية أو رواية واردة في وصف جهنم، وشدة عقابها يبكى، واذا غفل ينقضي أثره فلا يكفه عن شيء، ولا يبعثه الى أمر نظير رقة النساء، وهذا ناقص، وجوده كالعدم، لضعف نفعه، وهو درجة خوف العامة، والمعتدل هو ما يبعث على العمل والتقوى والجهاد الأكبر، وهو على درجاتها مطلوبة نافعة جدا، ولها مثوبات عظيمة.

              والزائد هو الذي يقضي الى اليأس والقنوط، ويكف عن العمل، أو يفضي الى الموت والهلاك، واخلال العقل، وهذا هو المرغوب عنه بأقسامه، والسبب فيه أن الخوف، ليس بنفسه من الفضائل ليزداد حسنه بازدياده، بل هو في نفسه نقص، وصار مرغوبا لرفع نقص آخر أهم من نفسه، فإذن يكون دائرا مدار ذلك، فاذا زاد عن الحد بحيث لم ينفع في رفع النقص الآخر، أو زاد في نقصه، فيكون قبيحا ومرغوبا عنه.
              وبالجملة ما يثمر في العمل المرغوب الشرعي هو المطلوب، ومالا يثمر في ذلك، أو يثمر في خلافه، فهو غير مرغوب فيه قطعا).

              http://www.alseraj.net/29/contents.s...++الملكي

              تعليق


              • #8
                مناجاة صاحب الزمان عليه السلام

                إذا أردت أن تخرج الى صلاة العيد مع إمام أو كنت أنت اماما للناس، فلك أن لا تغفل عما ورد عليك من المصيبة بغيبة إمامك حيث إن صلاة العيد من حقه الخاص به، وهي من مقاماته المعروفة.

                إذا أسفرت في يوم عيد تزاحمت على حسنها أبصار كل قـبيلة
                فأرواحهم تصبو لمعنى جمـالها وأحداقهم من حسنها في حديقة
                وعندي عيـدي كل يوم أرى به جم،ال محـياها بعيـن قريرة

                فانظر الى ما صار الحال حتى تبدل الصلاة مع الإمام عليه السلام بالصلاة معك وأمثالك، وتفكر في زمن حضوره واجتماع المؤمنين لصلاته وصلاتهم معه، وقدر في نفسك كيف كان حال المؤمن إذا كان الخطيب إمامه، يزور جماله، ويسمع كلامه، ويتلقى من علومه.

                ثم انظر الى ما ورد في الأخبار من بركات زمن حضوره وأنواره، ونشر العدل، وطي الجور والبغي، وعزة الإسلام، وحرمة القرآن، ورواج الإيمان، وتكميل العقول، وتزكية القلوب، وتحسين الاخلاق، ورفع الشقاق، ودفع النفاق.
                فناده بعالي صوتك، واعرض بلسان شوقك الى مقدس حضرته: هل إليك يابن أحمد سبيل فتلقى؟.. متى يتصل يومنا منك بغده فنحضى؟.. متى نرد مناهلك الروية فنروى؟.. متى ننتقع من عذب ماءك فقد طال الصدى؟.. مولاي يا سيدي متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر؟.. مولاي متى ترانا ونراك فتقر عيوننا بزيارتك ونهتدي بهداك فتخبرنا عما أشكل علينا من حقائق الامور، وتحل بك العويصات، وترتفع بك الجهالات، وتتم بك الكمالات؟..

                سيدي ومولاي، يا أملي ورجائي، ليت شعري الى م تصير عاقبة أمري؟.. أتقر عيني بنور جمالك، وأروى من عذب وصالك، أم أذهب بهذه الغصص الى قبري وأموت بغصة بعد غصة، وبحسرة بعد حسرة؟.. سيدي يميتني طول فراقكم، ويحييني رجاء وصالكم، وما أخبرتم به من علائم ظهوركم، كيف؟.. لو لا هذه المواعيد في الأخبار، وما نترقب به ظهوركم من الآثار، صلوات الله وسلامه على من أحيانا بها وأخبرنا عنها، لأنها اليوم سبب حياة عبيدكم التائقين إليكم، المشتاقين الى وصالكم، ويقول لسان حال كل منا:

                أوعدوني أوعدوني وامطلوا حكم دين الحب دين الحب لي
                روح القلب بذكر المنحـني وأعده عند سمـعي يا أخـي

                سيدي لو لا ما وصل إلينا أن الفرج بعد الشدة لكانت هذه الشدائد أشد على قلوبنا ونفوسنا من أن تتحملها، ولكن من اجل أنها من علائم الفرج يهون علينا، بل ربما نشتاق إلهيا لنصل بها إليكم.
                سيدي قد طالت المدد، ومد الأمد، ننتظر أمركم، ونحيى بذكركم، ونتصفح آثار ظهوركم.
                سيدي اشتد الأمر، وكثر الظلم والجور{ظهر الفساد في البر والبحر} ولم ير مثل اليوم فساد في الأرض برها وبحرها، وانضم إليها الهوى، والتهبت نيران الأهوية، وأحرقت العالم، خرجت منها البلاد، وفنى منها العمران، وهلك الإنسان والحيوان و الحيتان.

                سيدي عظم البلاء، وبرح الخفاء، وإليك المشتكى.
                سيدي فراقك وهجرك أعظم من جميع ذلك، وإلا فالبلاء معك نعمة، والأذى دونك راحة.
                سيدي إذا تفكرت في وصالك، ولذة لقائك وتأملت في احوال من قربتهم من جوارك ومنحت عليهم من إفضالك، وشرفتهم بزيارة جمالك، وأكرمتهم بتعليمك، ومننت عليهم بسقي كاسات التوحيد، وشرفتهم بمقام الجمع من أهل التوحيد، كاد أن ينصدع قلبي من الحسرة، وينشق فؤادي من الغيرة.

                ليس حال طالبي حضرتك كأحوال سائر المشتاقين، لأن جمالك لا يقاس بجمال سائر المعشوقين، وجلالك ليس كسائر الجلالات، إذ ليس غيرك مطلوب ومحبوب هوعلة إيجاد محبة وطالبه، محتاج إليه في كل حاله في جميع شؤونه، بل ليس في عالم الحس جمال إلا وهو مظهر شيء من جمالك، ولا جلال إلا وهو أثر من آثار جلالك.
                لأن جمالك مظهر جمال الله الجميل، وجمال غيرك من مظاهر جمالك، وهكذا جلالك مظهر جلال الله الجليل، وجلال غيرك مقتبس من جلالك، وأنت أصل كل جمال وجلال، وأنت المراد بأبهى البهاء، وأجمل الجمال، وأجل الجلال، في دعاء السحر.
                وأنت نور الله الأنور، وضياؤه الأزهر.

                وأيضا ليس هجرك وقلاك مثل هجر غيرك من المطلوبين، لأن مهجور غيرك ينسب الى الهجر الى المطلوب، ولا ملام في هجر محبوبه اياه، ومهجورك ملام في نفسه، وملام عند الناس، لا سلوة له، لأنه لا يمكن أن ينسب إليك أنك غير وفي، أو أنك غير محب لمحبك، وجميع محبيك يعتقدون أن حبك و وفائك أكثر من حبهم و وفائهم، فإذا هجرتهم يكشف ذلك عن تقصيرهم، وقصور حبهم يكشف عن عدم تمييزهم ومعرفتهم، فمهجورك أخسر الخاسرين إلا أن يسلي نفسه بالتسويف، وصلاح زيادة الثواب، ولكن أي ثواب عند المحب أعظم من لقائك.
                مولاي فذاك جميع من سواك، بنفسي أنت من أثيل مجد لا يحاذى، بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوى، الى متى أحار فيك يا مولاى؟.. وإلى متى وأي خطاب أصف فيك وأي نجوى؟.. عزيز علي أن أرى غيرك متصرفا في مملكتك، وحاكما في رعيتك، بل في أهلك، بمرأى منك ومسمع، وهم يلوذون ويستغيثون بك فلا يجابون.

                سيدي، هذه ممالكنا دخلت بها الكفار من غير إذننا، يحكمون فينا وفي أنفسنا وأموالنا بما يريدون، وهذا سلطاننا كالأسير الممتهن، فيالله من هذه المصائب الفجيعة، والشدائد المهلكة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، من مصيبة فقدك وطول غيبتك، وقد صار حال شيعتك كقطائع غنم غاب عنها راعيها، وشدت عليها الذئاب من كل جانب، تأخذ منها ما تريد أكله، وتقتل الباقي لما بعدها.
                سيدي، هذه مصائبنا والذي يصل إليك منها أوجع لنفوسكم وآلم لقلوبكم مما يصل إلينا، لأنا نعلم رأفتكم بشيعتكم، وغيرتكم ورقة قلوبكم. أليس جدك أميرالمؤمنين يشكو مما أخذه عسكر معاوية بن أبي سفيان من خلخال الذمية، ويقول: (لو مات المسلم من هذا الأمر لم يكن عندي ملاما)؟..

                فكيف بكم إذا علمتم ما يفعل بالمسلمات من السبي، وقطع الشعر والثدي؟!.. ساعد الله قلبك يا مولاي، والى الله المشتكي، والى سيد الورى محمد المصطفى والى علي المرتضي وسيدة النساء والى آبائك الطاهرين أئمة الهدى وليوث الوغى، والى حمزة سيد الشهداء، والى الطيار في الملأ الأعلى. من هذا الخطب العظيم والشأن الفظيع.
                فأغث يا غياث المستغيثين عبيدك المبتلين، وأرهم سيدهم يا أرحم الراحمين، وأزل عنهم به ظلم الظالمين، وسلطان الكافرين، وكيد المخالفين، وعجل فرجهم بفرج وليك سلطان السلاطين، سيد الخلائق أجمعين، واملأ الأرض قسطا وعدلا وقد ملئت ظلما وجورا.

                وأقر عيون المؤمنين بجمال ولي الدين، وأوفر نصيبهم بظهور جلاله في العالمين، واظهر عدلك الأعظم، وسلطانك الأجل الأفخم، فأقم به الحق وأدخص به الباطل، وأدل به أولياءك، وأذلل به أعداءك، وانتقم من ظالمي أوليائك ومعاندي أصفيائك، وعجل بإظهار ما وعدته من نصر المؤمنين وعاقبة المتقين، يا أصدق الصادقين، ويا أقدر القادرين).

                http://www.alseraj.net/29/contents.s...++الملكي

                تعليق


                • #9
                  اللهم انا نسألك حسن الخاتمة
                  أحسنت أخى على الموضوع وجعله فى ميزان حسناتك


                  والحمد لله

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                  يعمل...
                  X