اين موقف رجال الدين السنة من الزرقاوي الارهابي؟
Jan 25, 2005
بقلم: حسن هاني زاده- خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
ما هو موقف رجال الدين السنة من الاعمال الاجرامية التي يقوم بها الارهابي
الاردني المجرم ابو مصعب الزرقاوي ضد ابناء الشيعة البررة من قتل وتنكيل؟
الى متى يستطيع هؤلاء الرجال التزام الصمت المريب ازاء تفجير مساجد الشيعة
واغتيال خيرة شبابهم على يد ارهابي مستورد مثل ابي مصعب الزرقاوي الذي يجول
. ويصول ويحتمي تحت عباءة هؤلاء الرجال
لا شك ان الزرقاوي وباقي الارهابيين لم يأتوا الى العراق لمواجهة قوات الاحتلال
بل جاءوا بدعوة مفتوحة من بعض الاوساط المشبوهة لمنع الشيعة من الوصول الى
. حقهم المسلوب
ولم يستطع الارهابيون من القيام بمثل هذه الاعمال البشعة من قتل ودمار وتفجير
. الاماكن المقدسه لولا الدعم اللوجستي والمعنوي الذي تقدمه لهم هذه الاطراف
ان مما لاشك فيه هو ان التزام هذا الصمت ازاء المآسي التي يواجهها ابناء الشيعة
منذ العقود الماضية يثير ضغينتهم ويدفعهم الى اتخاذ قرارات قد لاتخدم مصلحة
الشعب العراقي والمنطقة ايضا ! وهذا ما يصبو اليه المحتلون من خلال احتلالهم
. للعراق
ان الطائفة الشيعية وهي تشكل اكثر من خمس وستين بالمائة كانت ومازالت متسامحة
ومنفتحة ازاء الاقلية رغم انها عانت من ظلم واضطهاد وتمييز لم تعرفه اي طائفة
. في اي بلد في العالم
فمنذ وصول حزب البعث الطائفي الدموي الى السلطة وخاصة سيطرة الدكتاتور العراقي
المخلوع على مقاليد الحكم قام هذا المجرم بقتل المئات من رجال الدين الشيعى
وابعاد مئات الآخرين منهم ولكن من المؤسف فانه لم يشهد احد موقفا مشرفا من
رجال الدين السنة لا بل شاركوه في الحكم وساعدوه على الاستمرار في السلطة
وتشجيعه على قتل الشيعة من خلال صمتهم الطويل ومشاركته في الحملة الايمانية
الصدامية المزعومة التي سهلت دخول القوى السلفية التكفيرية التي تعيث حاليا
. بامن العراق واصدار فتوى تجيز لصدام كتابة القرآن بدمه النجس
وقد كانت خيرات العراق طيلة حكم الدكتاتور تذهب الى الاقلية مما جعلت ابناءهم
يتمتعون بامتيازات خاصة ويذهبون الى اعرق الجامعات في العالم للدراسة من
خلال المنح الدراسية التي كان يقدمها لهم الدكتاتور الم! هزوم وفي المقابل
حرم جل ابناء الشيعة الغيارى حتى من الذهاب الى ابسط المدارس في داخل البلاد
. وذلك بسبب الفقر المدقع الذي لحق بعوائلهم
كما جفف النظام العراقي البائد الاهوار في الجنوب وطرد اهاليها من منازلهم
ومصادرة اراضيهم بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة عام واحد وتسعين
و على عكس ذلك قام هذا النظام الطائفي بتقديم كل الخدمات الى الاقلية خاصة
. في تكريت والرمادي و الموصل و الفلوجة على حساب المناطق الشيعية
وبقيت مدن النجف الشامخة وكربلاء المقدسة والكاظمية الصامدة محرومة من ادنى
الخدمات حيث باتت من افقر المدن في العالم ومع كل هذا الظلم فان رجال الدين
السنة لم يشاطروا نظرائهم الشيعة على محنتهم وهذا الموقف اللا انساني زرع
. في نفوس الاغلبية النفور تجاه الاقلية
وكان وضع الاكراد السنة في الشمال اتعس من وضع الشيعة حيث ان الدكتاتور المخلوع
ارتكب ابادة جماعية ضد الاكراد رغم انهم ينتمون الى المذهب السني ولكن الطابع
العنصري لدى رجال الدين السنة وعقليتهم المنبثقة عن العقلية الاموية جعلتهم
. يحقدون على باقي المذاهب والقوميات!
وبعد سقوط صنم بغداد كان من المتوقع ان يصرخ ابناء الشيعة اليوم يوم الملحمة
ولكن العقل النير و روح التسامح والاخوة لدى رجال الدين الشيعة والتحلي
بسلوك واخلاق ائمة الهدى من آل الرسول الاعظم ص)( غيرت هذا المجرى ودعت ابناء
هذه الطائفة الى اتخاذ شعاراليوم يوم المرحمة وطي صفحة الماضي والتعايش بسلم
ومحبة مع باقي المذاهب لردم الهوة وتلافي اي رد فعل من شانه ان يضر بالمصلحه
. الاسلامية والوطنية
ولكن يبدو ان ديدنه الطموح الى السلطه وتهميش الآخرين والتربع على العرش مازال
ماثلا في عقول البعض ولا يقبلون بتناصف السلطة مع الآخرين وعلى هذا الغرار
يتشبث الاقلية بعرقلة مجرى الديموقراطية المتمثلة في الانتخابات وتكفير الاغلبية
و اعتبار هذه الانتخابات بانها عملية شيعية اميركية كما يزعمه عميد الارهابيين
. ابو مصعب الزرقاوي
واليوم المطلوب من رجال الدين السنة الذين لا شك بان من بينهم رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه اتخاذ موقف شفاف وجلي وينأوا بانفسهم عما يقوم به الارهابيون
. ضد الشيعة وممتلكاتهم ومساجدهم ومقدساتهم
كما ان مشاركة ! ابناء السنة في عملية الانتخابات العامة يضمن حقوقهم ويجعلهم
يتقاسمون الحكم على قدم وساق مع باقي الطوائف وفي غير ذلك يصبحون مهمشين
. لا كلمة لهم في المستقبل
وفي الختام لا يصح الا الصحيح والطريق الافضل هو قبول امر الواقع والانصياع
الى التعقل والحكمة ودخول الساحة السياسية عبر الطرق القويمة حيث ان انتهاج
. الطرق الملتوية لا جدوى منها ولا تساعد على الوصول الى الاهداف المنشودة
Jan 25, 2005
بقلم: حسن هاني زاده- خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
ما هو موقف رجال الدين السنة من الاعمال الاجرامية التي يقوم بها الارهابي
الاردني المجرم ابو مصعب الزرقاوي ضد ابناء الشيعة البررة من قتل وتنكيل؟
الى متى يستطيع هؤلاء الرجال التزام الصمت المريب ازاء تفجير مساجد الشيعة
واغتيال خيرة شبابهم على يد ارهابي مستورد مثل ابي مصعب الزرقاوي الذي يجول
. ويصول ويحتمي تحت عباءة هؤلاء الرجال
لا شك ان الزرقاوي وباقي الارهابيين لم يأتوا الى العراق لمواجهة قوات الاحتلال
بل جاءوا بدعوة مفتوحة من بعض الاوساط المشبوهة لمنع الشيعة من الوصول الى
. حقهم المسلوب
ولم يستطع الارهابيون من القيام بمثل هذه الاعمال البشعة من قتل ودمار وتفجير
. الاماكن المقدسه لولا الدعم اللوجستي والمعنوي الذي تقدمه لهم هذه الاطراف
ان مما لاشك فيه هو ان التزام هذا الصمت ازاء المآسي التي يواجهها ابناء الشيعة
منذ العقود الماضية يثير ضغينتهم ويدفعهم الى اتخاذ قرارات قد لاتخدم مصلحة
الشعب العراقي والمنطقة ايضا ! وهذا ما يصبو اليه المحتلون من خلال احتلالهم
. للعراق
ان الطائفة الشيعية وهي تشكل اكثر من خمس وستين بالمائة كانت ومازالت متسامحة
ومنفتحة ازاء الاقلية رغم انها عانت من ظلم واضطهاد وتمييز لم تعرفه اي طائفة
. في اي بلد في العالم
فمنذ وصول حزب البعث الطائفي الدموي الى السلطة وخاصة سيطرة الدكتاتور العراقي
المخلوع على مقاليد الحكم قام هذا المجرم بقتل المئات من رجال الدين الشيعى
وابعاد مئات الآخرين منهم ولكن من المؤسف فانه لم يشهد احد موقفا مشرفا من
رجال الدين السنة لا بل شاركوه في الحكم وساعدوه على الاستمرار في السلطة
وتشجيعه على قتل الشيعة من خلال صمتهم الطويل ومشاركته في الحملة الايمانية
الصدامية المزعومة التي سهلت دخول القوى السلفية التكفيرية التي تعيث حاليا
. بامن العراق واصدار فتوى تجيز لصدام كتابة القرآن بدمه النجس
وقد كانت خيرات العراق طيلة حكم الدكتاتور تذهب الى الاقلية مما جعلت ابناءهم
يتمتعون بامتيازات خاصة ويذهبون الى اعرق الجامعات في العالم للدراسة من
خلال المنح الدراسية التي كان يقدمها لهم الدكتاتور الم! هزوم وفي المقابل
حرم جل ابناء الشيعة الغيارى حتى من الذهاب الى ابسط المدارس في داخل البلاد
. وذلك بسبب الفقر المدقع الذي لحق بعوائلهم
كما جفف النظام العراقي البائد الاهوار في الجنوب وطرد اهاليها من منازلهم
ومصادرة اراضيهم بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة عام واحد وتسعين
و على عكس ذلك قام هذا النظام الطائفي بتقديم كل الخدمات الى الاقلية خاصة
. في تكريت والرمادي و الموصل و الفلوجة على حساب المناطق الشيعية
وبقيت مدن النجف الشامخة وكربلاء المقدسة والكاظمية الصامدة محرومة من ادنى
الخدمات حيث باتت من افقر المدن في العالم ومع كل هذا الظلم فان رجال الدين
السنة لم يشاطروا نظرائهم الشيعة على محنتهم وهذا الموقف اللا انساني زرع
. في نفوس الاغلبية النفور تجاه الاقلية
وكان وضع الاكراد السنة في الشمال اتعس من وضع الشيعة حيث ان الدكتاتور المخلوع
ارتكب ابادة جماعية ضد الاكراد رغم انهم ينتمون الى المذهب السني ولكن الطابع
العنصري لدى رجال الدين السنة وعقليتهم المنبثقة عن العقلية الاموية جعلتهم
. يحقدون على باقي المذاهب والقوميات!
وبعد سقوط صنم بغداد كان من المتوقع ان يصرخ ابناء الشيعة اليوم يوم الملحمة
ولكن العقل النير و روح التسامح والاخوة لدى رجال الدين الشيعة والتحلي
بسلوك واخلاق ائمة الهدى من آل الرسول الاعظم ص)( غيرت هذا المجرى ودعت ابناء
هذه الطائفة الى اتخاذ شعاراليوم يوم المرحمة وطي صفحة الماضي والتعايش بسلم
ومحبة مع باقي المذاهب لردم الهوة وتلافي اي رد فعل من شانه ان يضر بالمصلحه
. الاسلامية والوطنية
ولكن يبدو ان ديدنه الطموح الى السلطه وتهميش الآخرين والتربع على العرش مازال
ماثلا في عقول البعض ولا يقبلون بتناصف السلطة مع الآخرين وعلى هذا الغرار
يتشبث الاقلية بعرقلة مجرى الديموقراطية المتمثلة في الانتخابات وتكفير الاغلبية
و اعتبار هذه الانتخابات بانها عملية شيعية اميركية كما يزعمه عميد الارهابيين
. ابو مصعب الزرقاوي
واليوم المطلوب من رجال الدين السنة الذين لا شك بان من بينهم رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه اتخاذ موقف شفاف وجلي وينأوا بانفسهم عما يقوم به الارهابيون
. ضد الشيعة وممتلكاتهم ومساجدهم ومقدساتهم
كما ان مشاركة ! ابناء السنة في عملية الانتخابات العامة يضمن حقوقهم ويجعلهم
يتقاسمون الحكم على قدم وساق مع باقي الطوائف وفي غير ذلك يصبحون مهمشين
. لا كلمة لهم في المستقبل
وفي الختام لا يصح الا الصحيح والطريق الافضل هو قبول امر الواقع والانصياع
الى التعقل والحكمة ودخول الساحة السياسية عبر الطرق القويمة حيث ان انتهاج
. الطرق الملتوية لا جدوى منها ولا تساعد على الوصول الى الاهداف المنشودة
تعليق