تحليل: المجموعات المسلحة لن تلقي السلاح بعد الانتخابات العراقية
المشاركة الكبيرة في الانتخابات، وفشل العمليات في تعطيل التصويت لا يعد فشلا للمسلحين بنظر كثير من المحللين.
ميدل ايست اونلاين
دبي - من حبيب الطرابلسي
رغم الفشل البادي الذي شكلته المشاركة الكبيرة نسبيا في الانتخابات العراقية بالنسبة اليهم، فان المجموعات الاسلامية المتطرفة لم تلق السلاح واكدت عزمها على مواصلة هجماتها على القوات الاميركية والسلطات العراقية.
وقبل يوم الاقتراع تبارت ثلاث مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة هي تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين بزعامة ابو مصعب الزرقاوي وجيش انصار السنة والجيش الاسلامي، في اطلاق التحذيرات الاخيرة للعراقيين الراغبين في المشاركة في الانتخابات ووعدت بتحويل "عرس الانتخابات" الى حمام دم.
وتبنت المجموعات الثلاث تصريحات زعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي يرى ان الديموقراطية كفر ويعتبرها بدعة.
وتوعد اسلاميون على شبكة الانترنت بجعل يوم الانتخابات "يوم العرس الى يوم اسود لبوش وعلاوي والسيستاني".
غير ان عبد العزيز خميس مدير المركز السعودي لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا رأى ان من الواضح ان هذه المجموعات "لم تستطع تعطيل الانتخابات (..) وانها على قطيعة مع الرأي العام بسبب المواقف العنيفة التي تتبناها تماما كما فشلت في السعودية والكويت".
وهو يشير بذلك الى عملية المداهمة الامنية الكبيرة الاثنين في الكويت لموقع مسلحين مشبوهين اوقعت مقتل اربعة مسلحين ومدني كويتي واعتقال عدد من المتطرفين بينهم الزعيم المفترض للناشطين المسلحين في الكويت.
واضاف خميس "هذه المجموعات اضحت معزولة بسبب اساليبها العنيفة والتي تسببت في مقتل ابرياء ونجم عنها رفض لهذه المجموعات من قبل الرأي العام في هذه الدول".
واضاف "في العراق اضحت المجموعات الجهادية معزولة في الرمادي (غرب بغداد) والموصل (شمال العراق)"، مشيرا الى ان ذلك "سيكون بمثابة نقطة تحول لدى السنة للبحث عن دور لهم في الحكومة القادمة".
من جانبها قالت الجامعية السعودية في لندن مضاوي الرشيد انها لا تقر "بفشل الجهاديين بسبب الاقبال الكبير على الاقتراع او العدد القليل للقتلى".
واوضحت "لا انظر الى عدد القتلى اكانوا 36 او 36 الفا. قضية العراق ابعد من ان تكون قضية تعطيل او الغاء او تأجيل انتخابات".
وتابعت "المشكلة تهميش مجموعات كبيرة من المجتمع والشرائح السياسية الامر الذي سيؤدي الى مشاكل كبيرة".
وكانت الداخلية العراقية اعلنت مقتل 36 شخصا (30 مدنيا وستة من عناصر الشرطة) واصابة 96 اخرين اغلبهم من المدنيين الاحد في العراق التي طبقت فيها خطة امنية مشددة نصت بالخصوص على غلق الحدود الدولية والحدود بين المحافظات وتقييد حركة السيارات وتمديد حظر التجول للوقاية من اعمال العنف.
واعتبر عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" التي تصدر في لندن ان "اجراء الانتخابات لا يعني ان الهدوء سيستمر في الاشهر القادمة وان هذه الجماعات فشلت وانتهت"، مشيرا الى انه بالنسبة لهذه المجموعات فان "الاستراتيجية هي مواصلة العمل لعدم تمكين الاحتلال من الانتصار".
من جانبه قال ياسر السري مدير المرصد الاسلامي في لندن ان "اجراء انتخابات اميركية على التراب العراقي في ظروف استثنائية، لا يعني فشل المقاومة في العراق".
وكانت مجموعة الزرقاوي قالت في بيان بعيد اغلاق مكاتب الاقتراع انها تمكنت من "افساد عرس" الانتخابات في العراق.
وفي اليوم نفسه كان الجيش الاسلامي في العراق اعطى تعليماته لعناصره بمهاجمة ثمانية اهداف اشار اليها في بيان وزعه برموز.
وكانت مجموعة جيش انصار السنة اعلنت قبل ثلاثة ايام من الاقتراع انها ستواصل هجماتها بعد الانتخابات.
ودعا اسلاميون على شبكة الانترنت المجاهدين الى "مهاجمة مراكز الفرز والاستيلاء على صناديق الاقتراع (..) لاجهاض الاقتراع".
طباعة شاملة طباعة مبسطة
تعليق