إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رحلتي مع الجلاد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلتي مع الجلاد

    السلام عليكم

    اخواني المؤمنين

    هذا الكتاب خاص باحد السادة من ابناء الزهراء عليها السلام

    ويذكر فيه بعض المصائب التي حلت عليه وعلى المؤمنين من صدام
    وزبانيته ؛ ويذكر فيه ايضا كيفية العذاب واسباب الاعتقالات
    وبعض اسماء المؤمنين من علماء ومفكرين وكيف قتلوا في السجون

    ونحاول ان ننقله باكمله حتى يرى العالم صدام المجرم على حقيقته

    والمصيبة ان هناك من يدافع عن صدام الى يومنا هذا!!!

  • #2
    رحلتي مع الجلاد ... الحلقة الاولى / البداية في السماوة




    تأليف السيد سعد العذاري الحسيني السماوي

    تقديم إحســان ديبـس السماوي

    Ihsan_67@hotmail.com



    تمهيـد

    ــــــــــ

    الشعوب عصا الحكام , يضربونها ويضربون بها , وفي الحالتين كانت الشعوب مكسر العصا , وعلى هذا دُرج الشعب العراقي في قائمة الشعوب العربية الاسلامية المضطهدة , والتي توالى على حكوماتها مجموعة من الطغاة وحكام الجور , اذاقوا شعوبهم أصناف العذاب والوان المهانة , كل ذلك حربا ومجابهة لمبادئ الدين الاسلامي الحنيف .

    فبدءا ً من العصرين الاموي والعباسي , مرورا ً بالكثير من الغزاة والطامعين وصولا ً إلى النظام ( العفلقي ) الصدامي المجرم , كانت اسوار العراق الكبيرة بكل عراقتها , قضبانا حديدية تقف بوجه الائمة الاطهار وكل الاحرار .

    فمن سجن الامام موسى بن جعفر ( ع ) رسم التاريخ صورة السجن العراقي كسجن للعالم الاكبر . وعلى درب الحجاج بن يوسف الثقفي ( لعنه الله ) , سار آخر طغاة العراق ( صدام ابن أبيه ) , فباشر منذ الاشهر الاولى لإستيلائه على السلطة بتنفيذ ما يرضي غروره وإجرامه , من قتل وسجن وإبعاد. وهكذا استشهد المرجع الجليل والمفكر الكبير الشهيد السعيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية الفاضلة بنت الهدى, ليعيد صدام فتح السجون المظلمة والمطامير المرعبة , فكان الآلاف من أفراد الشعب العراقي شهداء على مذبح الحرية , وعشرات الآلاف مسجونين على درب الحقيقة , وملايين المهجرين في سبيل اعلاء كلمة لا إ له إلا الله .



    جذور الولاء

    ـــــــــــــــــــــ

    البداية كانت في مدينة السماوة *, منطقة الشرقي , حيث بدأت نشأتي وتربيتي الولائية في ظل والدي
    ( رحمه الله ) , وأحضان والدتي , ومن خلال هذين الشخصين الحبيبين غـذّيت أوليات الدين وحب ائمتي ( ع )

    فالوالدان هما الأصل في تربية الأبناء , وجعلهم صالحين في المجتمع , حيث يقول الشاعر :



    لا عذ ّب الله امي إنها شربت حــــب الوصي وغـذ ّ تنيــه باللبــــن ِ

    وكان لي والد يهوى ابا حسنٍ فصرت من ذي وذا أهوى أبا حســن ِ



    وحينما أصبح عمري ستة اعوام , وتحـديدا ً في العام الدراسي 1969 – 1970 كان المعلم في الصف الإبتدائي الأستاذ حســين عليوي يعلـّم تلاميذه الصغار – وكنت بينهم – كيفية الوضوء والصلاة وما زلت أتذكره وهو يصطحب معه إبريق الماء وسجادة الصلاة ويشرع بتعليمنا , ولا شك أن أسلوبه هذا كان يـرسـّخ هذه الفريضة المقدسة في أذهاننا كالنحت في الحجر , فاستفدت من تلك الدروس أعظم فائدة , فبدأت أصلي منذ تلك الايام , ولا أنسى ايضا تلك العبارات التي كان يلقيها علينا الاستاذ ( حبيب ) معلم التربية الدينة – وقتذاك – وكنا نردد معه : " الله ربنا , محمد نبينا , الإسلام ديننا , القرآن كتابنا , الكعبة قبلتنا , وهكذا ... فبقيت هذه العبارات في وجداني , وغـُرست في قلبي , وأخذت مأخذها مني .

    كما لا تمحى من ذاكرتي تلك الضربات الموجعة التي تلقيتها من احد المعلمين على ظاهر كفي احد عشرة ضربة وكان عمري وقت ذاك لا يتجاوز السادسة , بعد ان تغيبت من المرسة ليوم أو يومين على وجه التحديد والسبب كان ذهابي مع والدي لزيارة الإمام الحسين ( ع ) في يوم الاربعين, ولكن هذه الضربات لم تكن تؤثر في فرحتي البالغة التي غمرتني من تلك الزيارة, ولم تكن تلك الضربات لتخفف من سعادتي وأنا محمول على كتفي والدي ( رحمه الله ) , حتى وصلت الى الضريح الشريف لسيد الشهداء ( ع ) وقبـّلته بصعوبة بالغةبسبب الزحام الشديد .

    ولطالما رافقت والدي الحبيب في صغري الى تلك المجالس الرمضانية والعاشورية التي كانت تقام في مديني

    " السماوة " وما زلت اتذكره وهو يضع على رأسي الصغير عمامة خضراء ويزجني في مواكب العزاء

    " الدســتات " التي كانت تنطلق من منطقة الشرقي وغيرها من مناطق السماوة مارّة بالسوق الكبير ومتجهة إلى مقام إبن الحسن ( ع ) .

    فكنت اعيش مع بقية من محبي اهل البيت جوا ً خاصاً معطرا ً بالمحبة الصادقة والحزن العميق على مصائب أهل البيت ( ع ) في عاشوراء . وكنت أحزن مرة أخرى على انقضاء تلك اليام العظيمة التي كنت أنتظر قدومها بفارغ الصبر وبلهفة شديدة لما تحمله من معاني الولاء لرسول الله وآله الأطهار ( ع ) .



    وكثيرا ً ما كنت اشارك في المآتم التي كان يقيمها أقراني من أبناء المحلة بمناسبة ذكرى استشهاد ألامام الحسين ( ع ) حيث كنت أقرأ " اللطميات " في ذلك السن المبكر , وفي احدى السنين قرأت قصيدة اعطتني أياها خالتي ( رحمها الله ) فكانت تلك القصيدة سببا ً في تهديم تلك التكية التي نصبناها في أيام عاشوراء لما تضمـّنتها من أبيات مناهضة للسلطات العفلقية الظالمة التي منعت في تلك السنة إقامة الشعائر الحسينية , وكان مطلع تلك القصيدة :



    ننشـد على مضمونـه ليـش العـَزه يمنعـونه

    منعوا عزانـه الأشـرار نندب يبن حامي الجار

    ليـش العــزه يمنعـونـه



    قصـيدة من الشعر تكون سببـا ً في منع إقامة الشعائر الحسينية , فما بالك بمن يكتب ويتكلم ويسير على نهج الحســين , وينتفض كما انتفض الحسـين .



    انتفاضـة صفـر عام 1977 في كربلاء , وانتفاضة رجـب عام 1979 في النجف وبعض المدن العراقية وما حدث خلالهما هو محور حديثنا في الحلقة القادمة فترقبوا ذلك .



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



    *السماوة لمن لا يعرفها , هو ذلك القضاء المتصف بالشوكة والعزة والقوة أعجز الاوائل والأواخر , شموس لم يسلس الانقياد لذوي السلطة حتى اعجزته واعجزها , وكانت هذه المدينة خاضعة للسلطات العثمانية أكثر من اربعة عشر عاما , وهي تقع في الجنوب الغربي من العراق على ضفاف نهر الفرات , وكانت في السابق محافظة قائمة , وقد تداولتها الايدي الكثيرة , فمن خزاعة الى الملتزمين الاخرين من البيكَوات إلى رؤساء المنتفك , ثم رؤساء الخزاعل , ثم رؤساء المنتفك آل سعـدون , ومن ايديهم إنتزعته الدولة العثمانية التركية اواخر عام 1269 هجرية , 1852 ميلادية , والحقته بمحافظة الديوانية وبنيت فيه القلعة العظيمة على الجانب ألايسر من الفرات ( الخناق ) , وكان أول قائمقام في السماوة للدولة التركية العثمانية هو السـيد علاوي إبن السيد حسـن إبن السيد مهدي إبن عم السادة آل أبو طبيخ , ولها موقعان , ألأول يقع على مجرى نهر العطشان القديم جنوب السماوة الحالية , ولما انقطع الماء عن نهر العطشان وبتحول مجرى نهر الفرات اظطر أهالي السماوة للرحيل عنها الى المحل الحالي وتوطنوه حوالي منتصف القرن الثاني عشر الهجري .

    راجع كتاب تاريخ الديوانية قديما وحديثا صفحة 150

    تعليق


    • #3
      رحلتي مع الجلاد ... الحلقة الثانية / إنتفاضتي صفـر ورجب

      تأليف السيد سعد العذاري الحسيني السماوي

      تقديم إحســان ديبـس السماوي

      Ihsan_67@hotmail.com





      إنتفاضة صــفر

      ـــــــــــــــــــــــــــ

      في تلك الأجواء المفعمة بالولاء الفطري .. نشأت ُ وترعرعت ُ , ومن تلك المناسبات العطرة بحب أئمتي المعصومين ( ع ) إستلهمت معاني الولاء الصادق وتعلمت دروس الاباء الحسيني , حتى جاء يوم العشرين من صفر عام 1397- هجرية الموافق لعام 1977 ميلادية حينما كنت قاصدا زيارة سيد الشهداء الامام الحسين

      ( ع ) في يوم الاربعينية , حيث لاحت أمام ناظري تظاهرة جماهيرية عارمة , كانت تطوف شوارع كربلاء ومتجة الى حرم الإمام الحسين ( ع ) وهي تهتف بشعارات ثورية منددة بالنظام العفلقي الجائر, ومن شعاراتها هذا الشعار الخالد :

      لو قطـّعـوا أرجلنا واليـديـن نأتيك زحفـا ً سـيدي يا حســين



      وكان يتقدم التظاهرة أحد المؤمنين حاملا ً لافتة مناهضة للنظام البعثي العفلقي مكتوبـا ً عليها :



      قــدم النجـف أربـع فدائــية شرطـة البعـث شرطة جبانية



      وقد التقيت بهذا المجاهد في سـجن أبي غريب بعـد أربعة اعوام من هذا الحدث , ومما أثار أحزاني وأجج سخطي على العصابة العفلقية الحاكمة منظر مؤلم لأحد المتظاهرين . وهو يحمل قميصا ً بالدم لصبي أستشهد في تلك المسيرة الثورية الحسينية , وذلك حينما وقت صدامات بين زوار الحسين ( ع ) القادمين من النجف لكربلاء سيرا ً على الأقدام, وبين جلاوزة السلطة الغاشمة في منطقة " خان النص " الواقعة بين النجف الاشرف وكربلاء المقدسة , فما لبثت ان شاركت في هذه التظاهرة , وضممت صرختي الى جاني تلك الصرخات الثائرة المدوية , وكان عمري آنذاك لا يتجاوز الثالثة عشر عاما , فاعتقلت في ذلك اليوم , وأطلق سراحي بعد ساعات لصـغر سـني .



      إنتـفاضـة رجـب

      ـــــــــــــــــــــــــــ

      سرت قدما في هذا الطريق حتى عام 1979 , حينما انتصرت الثورة الاسلامية في إيران , ونسف عرش طاغية إيران ¸ الشاه المقبور ... وعاد الى إيران مفجـّر الثورة وقائد الامة الإمام روح الله الموسوي الخميني

      ( قدس سره ) , فكان ذلك العام عام الإنطلاق للمؤمنين المجاهدون في عراق الثورات والمقدسات وقائد الثورة هو المفكر الإسلامي والمرجع الديني الأعلى السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) .

      ولكن الزمرة العفلقية الحاكمة في بغداد إستفادت من درس إيران فقامت باعتقال العديد من العلماء والشباب المؤمن , ووضعت السيد الشهيد الصدر تحت الاقامة الجبرية , ثم أعتقل ونقل الى بغداد وكان ذلك في يوم 17 رجب 1399 هجرية , أي صيف عام 1979 ميلادية .

      اثر ذلك قامت إنتفاضة عارمة في شوارع مدينة النجف , كما انطلقت في بعض المدن العراقية الاخرى تظاهرات جميعها تندد بالنظام العفلقي الحاكم وتستنكر إعتقال السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره) تطالب بالإفراج عنه ....



      وكانت مدينة السماوة من بيت تلك المدن الثائرة حيث إنطلقت تظاهرات تنديد واحتجاج من الجامع الكبير في منطقة الشرقي , مرورا بالسوق الكبير , حتى وصلت الى بيت العلامة المجاهد حجة الإسلام والمسلمين الشهيد ( الشيخ مهدي السماوي ) * بعـد أن ألقى الشهيد محمود السماوي أمام المتظاهرين خطابا ً ندد فيه بالسلطة العفلقية الغاشمة وعلى مسمع ومرأى من جلاوزة النظام العفلقي مما أدى إلى اعتقال الشيخ مهدي السماوي والدكتور محمود السماوي ** حيث لم يلبثا في الاعتقال إلا يسيرا ً, وبعدها التحقا بقافلة الشهداء , كما أعتقل ايضا في هذه الاحداث الرجل الكبير في عقله وجهاده السيد عمران الموسوي *** الذي بصق في وجه مدير أمن السماوة وقتذاك, واعتقل معه قاسم محمد عبادة حيث اعدم على أيدي جلاوزة النظام العفلقي المجرم , كما اعتقل عدد كبير من الشباب المؤمن في تلك التظاهرة, فنمت في روحي معاني الثورة والجهاد لما شاهدته وسمعت به مما حل ّ بهؤلاء الأبطال وهم يطالبون بإقامة حكم العدل , فهذا ذنبه في نظر الطغاة .

      كل هذه الاحداث المتلاحقة الساخنة جعلتني اتخذ قراري عن قناعة راسخة بسـمّو المبدأ وسلامة المنهج , فكان القرار هو المشاركة في هذه الثورة المباركة , ولا تهمني النتائج ما دام قراري هذا يرضي الله عزوجل ويقر عين بقيـّة الله في ارضه ألإمام المهدي المنتظر (ع ) .

      فصرت اتردد على مسجد ٍ في منطقة الشرقي " مسجد حاج موسى " في مدينة السماوة وكنت التقي بعض الاخوة المؤمنين ممن هم اكبر مني سنا ً , فكنت ارافقهم دائما ًَ في زيارتهم العامة و الخاصة , وأتخلق بأخلاقهم الإسلامية التي تلقـّوها من العلماء المخلصين الذين لم يكونوا مهتمين بهذه الدنيا ومتاعها اكثر من عيش الكفاف .

      وقدوتهم في ذلك بعد أئمتهم ( ع ) إستاذهم الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي تشرّفت بزيارته مع بعض ممن قاموا فيما بعد بزيارته لتجديد البيعة **** بالولاء والطاعة , والعهد على مواصلة الثورة تحت ظل مفجر الثورة الاسلامية في العراق السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) .



      هكذا هم الرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .



      وحلقتنا القادمة ستروي لكم نبذة مختصرة جدا ً لحياة علم من اعلام هذه الدنيا ورجل من رجالها , شاعر واديب وعالم انجبته ارض السماوة , لا يذكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر حتى ذكر من رجاله , ولا تذكر ثورة ما حتى يكون اسمه سابق الاسماء , رجل لا يهاب الموت والموت يهابه , وقف صامدا امام محافظ المثنى المجرم شهيد كَاطع العلي بعد ان وجه اليه المجرم كلمات قال له فيها ( هل تطمح ايها الاعمى ان تكون رئيسا للجمهورية ) فأجابه الشيخ فورا وبكل عزم بعد ان فقد بصره اثناء التعذيب ( انت ورئيسك ورئاسة الجمهورية لا تعادلون عندي هذا الاصفر ) وكان يشير الى نعله ... فتــرقبـوا معي الحلقة القادمة عن حياة الشهيد الشيخ مـهـدي الســماوي .





      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ





      * عنوان الحلقة القادمة .

      ** الدكتور محمود شاكر السراج : وهو من اهالي مدينة السماوة , خريج كلية الطب البيطري ومن الشباب المؤمن المثقف بالثقافة الاسلامية الواعية, وكان ذا أخلاق عالية , إستطاع من خلال التبليغ الى الاسلام وهداية الكثير من الشباب في السماوة الى طريق الصلاح والاستقامة , وساعد على ذلك تاسيسه لفريق كرة قدم في حقيقته مدرسة لتعليم الاخلاق الاسلامية .



      *** السيد عمران الموسوي السماوي : من مواليد مدينة السماوة عام 1920 نشأ في اوساط اسرة موالية لاهل البيت ( ع) وهو من اسرة علوية , تميز بحب خدمة أبي عبد الله الحسين ( ع ) حيث كان من ضمن نشاطاته الحسينية , إدارته لاحد المواكب الحسينية في مدينة السماوة , منطقة الشرقي , وهو معروف بجرأته وشجاعته الفائقة حيث بقي صامدا ً في إقامة الشعائر الحسينية في الوقت الذي تصدر فيه قرارات منعها من قبل السلطة الجائرة في عراق الحسين ( ع ) .



      **** كان ذلك في رجب من عام 1399 هجري الموافق 1979 ميلادي تقاطرت وفود البيعة وهي تضم قطاعات واسعة وكبيرة من ابناء الشعب العراقي المسلم وخاصة الشباب المثقف الواعي منهم , يطالبون السيد الشهيد محمد باقر الصدر بالبقاء معهم وعدم مغادرة العراق , وتحولت هذه الوفود في فترة زمنية قصيرة من وفود للمطالبةببقاء السيد الشهيد في العراق الى وفو د لمبايعتهومبايعة الامام الخميني , وكانت معظم هذه الوفود تردد الشعارات والهتافات الاسلامية , ومنها :



      عــاش عـاش عـاش الصدر والدين دومــاً منـتـصـر

      باسـم الخـميني والصــــدر الإسلام دومــا ً منـتصـر



      فكانت من المدن التي شاركت بالبيعة هي مدينة السماوة الثائرة بزعامة حجة الاسلام والمسلمين الشهيد الشيخ مهدي السماوي مع ثلة من الشباب المثقف الواعي , وعند دخولهم الى بيت السيد الشهيد الصدر قام اليهم مرحبـا ًُ وقائلا ً " اهلا ً بأهل السماوة , اهل السمو والرفعة " كما قال لوفد مدينة البصرة " يا أهل البصرة لقد غسلتم عار الجمل " وكما قال لوفد مدينة الثورة " ستنطلق الثورة من الثورة " وقد قال ايضا ً لوفد مدينة الخالص " يا أهل الخالص لقد اخلصتم الى الله ورسوله

      تعليق


      • #4
        رحلتي مع الجلاد ... الحلقة الثالثة / مـَن هو الشيخ مهدي السماوي


        تأليف السيد سعد العذاري الحسيني السماوي

        تقديم إحســان ديبـس السماوي

        Ihsan_67@hotmail.com







        ولد الشهيد الشيخ مهدي السماوي في مدينة السماوة عام 1350 هجرية في بيت علم وعبادة , وترعرع في بيت عـُرف بالورع والتقوى وتغذى من عبير الايمان , وقد تلقى مبادئ الشريعة بإشراف والده المرحوم محمد رضا السماوي , ثم التحق بالحوزة العلمية في النجف الاشرف ليدرس العلوم الاسلامية على يد الشيخ آغا يرزك الطهراني والشيخ محمد رضا المظفر .

        واثناء ذلك حاز التفوق في تحصيله العلمي بفراسة سياسية وثروة ادبية وقابلية شعرية رشـَحته لينال العضوية في منتدى النشر والرابطة الأدبية

        فكتب الكثير في مجلة " الايمان " و " النجف " و " الأضواء " ثم انتدبه السيد محسن الحكيم ( قده ) وكيلا له في مدينة السماوة , فجنـّد كل طاقاته وإمكانياته من اجل الإسلام والوقوف ايضا ً بوجه جميع التيارات الكافرة والاتجاهات الفاسدة

        لم يساوم ولم يهادن أو يداهن في دينه طرفة عين ابداً , مما جعله موضع تقدير ورضى وتقديس في نفوس الناس على اختلاف ميولهم واتجاهاتهم لروحه العالية وسلوكه المستقيم النيّر وسيرته التي تمتلك القلوب والمشاعر والاحاسيس , فهي مترعة بجميع معاني السمو والورع والزهد في الدنيا , والاقبال على الله تبارك وتعالى بدرجة لم يستطع اعداء الله العثور على هفوة له في قول أو فعل في شخصيته الرسالية وسلوكه العلمي .. ففي الوقت الذي كرس الشهيد ( رحمه الله ) حياته للجهاد والتضحية وإحقاق الحق وإزهاق الباطل وإقامة العدل ومحاربة الظلم

        نجده ابـاً رحيما ً , بارا ً عطوفا ً, لكل المحرومين والمعوزين , يتفقدهم في بيوتهم , وطالما يأتي وأهله جياع ليشبع غيره من الفقراء والمساكين , حاملا ً اليهم ما يحتاجون اليه , مكثرا ً لهم العطاء والمساعدة , وكثيرا ً ما كان يتصل بالمسؤولين عن طريق الهاتف ليحـّد من تصرفاتهم الّلا إسلامية , ويتدخل أكثر من مرة في حوار ساخن مع المحافظ ومدير التربية حول المناهج التربوية وطرد المؤمنين من المدارس بسبب عدم إنتمائهم الى الحزب العفلقي العميل و الفاشي الكافر , ومنع الحجاب للطالبات المؤمنات إلى غير ذلك من المواقف البطولية التي وقفها ( رحمه الله ) في وجه هؤلاء الطغاة



        لم يدع الشهيد الشيخ السماوي مجالا ً ولا ميدانا ً يستطيع أن يتخذ منه مكانا لنشر تعاليم الإسلام إلّا نصب فيه منبرا ً , ودعا إلى الله تعالى وإلى رحاب القرآن وبث تعاليم الدعوة , مؤكدا ً بأن المجتمع مهدد بالإنهيار والضياع إذا لم نستيقظ من رقدنا, وننفض تراب الجهل والكسل عنا , كان من ضمن برامجه الحياتية عيادة المرضى الراقدين في المستشفى بشكل دوري ومنظم , حتى قال له رئيس الأطباء القيّمين مرة .....:

        " ياسماحة الشيخ عيادتك المرضى نصف العلاج وتسكينا ً لآلامهم " .



        وللشهيد أثر مشرق ونيّر في تنشيط الحركة الفكرية الإسلامية وبناء المجتمع الإسلامي وتقدمه , وفتح بيته البسيط للشباب والمثقفين , وجعله معهدا لتربيتهم , تربية جهادية , وتوجيههم لسحق قوى الشر المنتشرة في البلاد , ومقاومة الفساد , كما يؤكد على الإخلاص لله والتمسك بالحق والتحرز من أغلال النفس والهوى والشيطان , وبقدر ما نكون صادقين مع الله تبارك وتعالى , ينصرنا على كيد العدى

        فأنشأ مكتبة الإمام الحسين ( ع ) العامة وإصدار النشرات والكتب الإسلامية , منها سلسلة من هدي أهل البيت ( ع ) التي ضمـّت مجموعة قيّمة من المعارف الإسلامية والعقائدية , ومنها :



        1- لمحات خاطفة عن شخصية أمير المؤمنين ( ع )

        2- مع الحســين ( ع )

        3- في إستقبال شهر رمضان

        4- مع أنصار الحسـين ( ع )

        5- وفد الله وحجّاج بيته الحرام .

        6- الإمامة في ضوء الكتاب والسنة .. والذي عزم على إصداره بعشيرين جزء أو أكثر , فكتب الجزأين الاولين بمداده وخط بقية الاجزاء بدمائه الطاهرة .



        وله مؤلفات أخرى مخطوطة ....





        يتبع في الحلقة القادمة عن حياة شهيدنا الغالي الشيخ مهدي السماوي ..

        تعليق


        • #5
          رحلتي مع الجلاد ... الحلقة الرابعة / مـَن هو الشيخ مهدي السماوي

          تأليف السيد سعد العذاري الحسيني السماوي

          تقديم إحســان ديبـس السماوي

          Ihsan_67@hotmail.com



          بعـد أن قدمنا في الحلقة السابقة نبذة مختصرة عن حياة شهيدنا الغالي الشيخ مهدي السماوي نتابع ما سجله التاريخ عن هذه الشخصية البارزة .

          إن سجل حياة شهيدنا الغالي ( رض ) ملئ بالتحدي في وقت كان ثمن التحدي هو قطع الرقاب , وملئ بالشجاعة والاقدام والمبادرة , في وقت اضمحلت فيه هذه المعاني وبقيت تتداول بين ثلة من مجاهدي الاسلام , ولقد كانت مواهبه هذه ( رحمه الله ) تؤهله لكل ذلك , فمنذ الستينات أهلته هذه المواهب لن يرشح لعضوية منتدى النشر والرابطة الادبية .

          ومن مميزاته أنه كان يستغل الظروف لصالح دينه ودعوته الى الله , إنه من القلائل الذين عرفتهم السماوة الثائرة وأحبتهم وأخلصت لهم , كحبه واخلاصه لجميع الناس من اجل خلاصهم من هذا الطاغوت الجاثم على الصدور , فكان بحق الاب الروحي لكل العاملين في سبيل الله والمستضعفين في السماوة العزيزه , وكان مثالا ً للخلق الاسلامي الرفيع قـل نظيره بين الناس , كل الناس ....

          فحياته ( رحمه الله ) سجل جهاد ودعوة الى الله , بين خطب يلقيها في المكتبة , ومحاضرات يعقدها في بيته المتواضع , وبين التحقيق والتأليف .

          ولا ينسى أهل السماوة الحزينة ليالي شهر رمضان وايامه , فلقد شعر الجميع بالفراغ الذي تركه بعد استشهاده , ولا ينسى احـد , زياراته المتكررة للمجالس , ومحاضراته القيـّمة في هذا الشهر العظيم . اذ كان ( رحمه الله )

          وفي هذه الليالي يلقي دورته التربوية السنوية التي يعرفها أهل السماوة البطلة , والتي أرعبت أعداء الله فأخذوا يحسبون لها الف حساب , حيث يرون مجالسه تغص بالشباب الواعي المثقف المتطلع الى فجر الاسلام المشرق , وكان ذلك باعثا ً على تكثيف ٍ لجهود السلطة في كبت هذا الصوت الهادر , وطمس ذلك النور الهادي .

          ولقد صبّ محور أهتمامه في إحتواء الشباب وإدخالهم في حضيرة الإسلام المقدس , وفي المقابل نرى الشباب قد عقدوا الآمال في تبليغ الرسالة السمحاء , والدعوة الى الله لانهم كانوا يرونه خير قدوة قبل أن يكون ناجحا ً , بل إن معظمهم وجد في مجالس الشهيد ( رحمه الله ) علاجا ً للجفاف الروحي الذي ينتابهم عند أحتكاكهم بالأمةومقارعتهم للطاغوت , فيحصلون على جرعة من شحنات الإيمان المباركة , وتجمهر حوله الشباب , ونسـّق الدعاة عملهم معه , فأصبح جزء منهم , وباتوا قطعة منه ومن منهجيته , وقد سـُئل مرة عن الدعوة المباركة فقال قول الواثق من هذا الخط الجهادي الميمون " إني افتخر أن اكون داعية " ولقد قالها وهو يعلم علم اليقين بأن ضريبة هذه الكلمات مفارقة الحياة الدنيا , بعد تعذيب قاس ٍ ومؤلم ٍ , ومن ثم أنتهاك لحرمة عائلته وتشريد ٌ لأهله وأقاربه .

          ولقد كان للشهيد السعيد صلة وثيقة بالمفكرين الإسلاميين في العراق الجريح , ففي بداية العصر العفلقي الأسود , أقام الشهيد مع الشيخ مهدي الآصفي إحتفالا ً كبيرا ً في مسجد الحيدرية في السماوة الغاضبة , وذلك في إحدى المناسبات الدينية , ولقد كان اختيارة لهذا المسجد الميمون سببا ً قي إحيائه , بعد أن كان مهجورا ً لا إمام فيه .

          ولقد اغاظ هذا النجاح – نجاح الإحتفال البهيج – اغاظ قوات الامن الصدامية المذعورة التي لم تفلح في عمل شئ وسط الجموع الغفيرة الساخطة على النظام وعلى أعداء الله والاسلام .

          ولقد كان طابع حياته الجهادية ضد أعداء الله والأنسانية , وتصدّيه للمـّد الكافر الذي غزا أمتنا الإسلامية الغافلة , وخصوصا ً في مدينة السماوة الحبيبة , وبشكل خاص في الستينات , مدعاة لتعرضه للأعتقال والإستجواب عدة مرات في بداية عام 1968 ولكن زبانية الحزب الخائن كانوا أجبن من أن يودعوه السجن أو ان يمسوه بأي أذى فأطلقوا سراحه مكتفين بالتهديد والوعيد خوفا ً من غضب الجماهير وتحرك العشائر في المنطقة وخصوصا ً عشيرته " بني عبس " التي ينحدر منها ....

          في الحلقة القادمة سنتطرق لثورة مدينة السماوة البطلة بعد أنتصار الثورة الإسلامية في أيران وخطب وتوجيهات الشهيد السماوي , وكيفية اعتقاله ومذكرة أعدامه .

          فترقبوا ذلك ان شاء الله .

          تعليق


          • #6
            القوم ابناء القوم ما اختلفوا في ظلم محمد و ال محمد و شيعتهم عليهم الصلاه و السلام بل اختلفوا على الدنيا و تعاضدوا على حرب الاسلام و المسلمين و قتل الاولياء الصالحين وظلم و قتل شيعتهم حتى
            هذا الحين ... الغريب ان نرى حاكما عربيا او غيره لا يفعل ذلك باستثناء معروف للجميع...
            تحياتي الولائيه و نحن من المتابعين باذن الله
            الحاج ابراهيم علي عوالي العاملي

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X