تويت
صباح اسم لـ (280) طالبا ! ذنب حمله هؤلاء الطلبة ليكونوا ضحية تصفية جماعية .
عند تجوالنا في مقبرة النجف نرى تلك الشواخص الغائبة الحاضرة باصواتها واناتها بندائها كانك في طقس خاص للتأبين .. تأبين من ؟ ولمن ؟ هذا السؤال الذي طالما طرح نفسه حاول البعض دفن حقيقة مع الضحايا الذين قد يكونون اهلنا وجيراننا واخواننا وذوينا . فلو قلبت ذاكرة الحزن العراقية لوجدت لك فيها في كل زاوية ضلع ان لم يكن اكثر .
حوار اجريناه مع الدفان السيد زهير العميدي عن ذاكرة هذا المكان وابرز مافي هذا المكان .
• ماهي ذكرياتك عن المقبرة القديمة في النجف الاشرف ؟
السيد زهير : في الحرب العراقية الايرانية كنت احد الهاربين من الخدمة العسكرية ونتخذ وادي النجف منطقة نختبئ بها من اذيال واتباع النظام الذين يحاولون دفعنا الى الحرب عنوة وكنا نرجع الى المدينة وتحديدا الى المقبرة ليلا لدفن الجثث لاستحصال الرزق ، فبعض الاخوة المحبين لنا من زملائنا في المهنة كانوا يساعدوننا بتهيئة بعض الجثث من الاموات والشهداء العراقيين رحمة الله عليهم وعلى ارواحهم جميعا لكي يدفنها وناخذ اجرا مقابلها .
• ماهي ابرز الحالات التي اثرت بك ؟
السيد زهير : الكثير والكثير لاتعد ولاتحصى ولكن في العادة هناك نوعين من حالات الدفن ، الدفن الاعتيادي والدفن السري وابرز مااثر بي هي قصة ( اسم صباح) لطالما ضربت كلماتها واصواتها جدران اذني !!
• لنرجع الى قضية انواع الدفن وبعدها نعود الى قصة ( اسم صباح) ؟
السيد زهير : نوعين من الدفن واقصد بها الدفن العادي بطقوسنا الاعتيادية وحضور اهل الميت ومحبيه والدفن السري هو حضور ضابط امن النجف ومساعدين قبل ساعة او اكثر من الدفن ويكون الدفن ليلا وتقطع الكهرباء عن المدينة وينزل الكثيرون من رجال امن النظام السابق متخفيين بعدة مهن واشغال لابسين سواد الليل لانتشارهم في الازقة والشوارع وبعد ان يتم تهيئة الامر من قبل مدير الامن ومساعديه تأتي سيارات بمختلف الانواع ومن عدة اتجاهات الى المقبرة ويوضع جثمان الميت في القبر ويدفن وقد يكتب اسمه او لايكتب .
• ماهي قصة (اسم صباح) اهي احدى عمليات الدفن السرية ؟
السيد زهير : بل هي اخطرها واهمها ... ففي احدى الليالي وكما هي العادة نرجع الى المقبرة بعد الساعة الحادية عشر ليلا جلسنا ننتظر واذا بمدير امن النجف واتباعه يدخلون ومعهم ضباط امن المخابرات والامن يحملون اجهزة الاتصال والمسدسات . بدا الجو متوترا واذا هي لحظات بعد الساعة الثانية عشر تدخل اربعون سيارة كراون تكسي موديل 1980 جديدة محملة بالتوابيت الى المقبرة وحتى ان الدم يقطر على زجاج السيارة الخلفي ولقلة الدفانة الموجودين تقاسمنا انا وزملائي جثث الموتى رحمة الله على روحهم وكانت حصتي من الاربعين ثمانية ولكن الغريب ان كل من ادفنه يسجل باسم صباح وسالت زملائي الاخرين وهم في نفس الدوامة لمدة ستة ايام دون نتيجة او جدوى وبنفس الموعد ونفس السيارات والسواق هم انفسهم ونفس الاسم يتردد (صباح) .
• هل العدد ثابت يومياً ؟
السيد زهير : نعم ونفس الاسم وفي اليوم السابع سالت احد السواق بعد ان اطمأن لي وتكرر وجهي له ماهي قضية اسم (صباح) انه يتكرر دون انقطاع وكأن كل الموتى اسمهم (صباح) .
• وكيف وصلت الى حقيقة الامر ؟
السيد زهير : بالاخذ والرد مع السائق روى لي قصة عن اسم (صباح) وهي ان احد المنتمين لحزب الدعوة الاسلامية ومقلدي الشهيد الاول محمد باقر الصدر كان في التعذيب اثر تقرير من قبل احد المنتمين الى صفوف حزب البعث وهو في التعذيب طلب منه معلومات عن مسؤول الارتباط وهو يلفظ انفاسه الاخيرة نطق اسم صباح وكليته .... (دون ذكر اسم الكلية) وفاضت روحه الطاهرة فقام ازلام النظام بجمع كل من اسمه صباح في جميع كليات العراق وتعذيبهم الى ان ماتوا .
وكلما رويت هذه القصة وتذكرتها وكأني في كابوس مرير .. احاول ان اصحو منه واذ هي الحقيقة المرة التي تجرعناها الموت على يد من يدعون الايمان والانسانية على يد تلطخت بدماء الابرياء والاطفال يد مافارقت سيوف الجلادين قبضتها ، وهذه هي الحقيقة .
منقول عن مجلة شناشيل العراقية
تحياتي
عند تجوالنا في مقبرة النجف نرى تلك الشواخص الغائبة الحاضرة باصواتها واناتها بندائها كانك في طقس خاص للتأبين .. تأبين من ؟ ولمن ؟ هذا السؤال الذي طالما طرح نفسه حاول البعض دفن حقيقة مع الضحايا الذين قد يكونون اهلنا وجيراننا واخواننا وذوينا . فلو قلبت ذاكرة الحزن العراقية لوجدت لك فيها في كل زاوية ضلع ان لم يكن اكثر .
حوار اجريناه مع الدفان السيد زهير العميدي عن ذاكرة هذا المكان وابرز مافي هذا المكان .
• ماهي ذكرياتك عن المقبرة القديمة في النجف الاشرف ؟
السيد زهير : في الحرب العراقية الايرانية كنت احد الهاربين من الخدمة العسكرية ونتخذ وادي النجف منطقة نختبئ بها من اذيال واتباع النظام الذين يحاولون دفعنا الى الحرب عنوة وكنا نرجع الى المدينة وتحديدا الى المقبرة ليلا لدفن الجثث لاستحصال الرزق ، فبعض الاخوة المحبين لنا من زملائنا في المهنة كانوا يساعدوننا بتهيئة بعض الجثث من الاموات والشهداء العراقيين رحمة الله عليهم وعلى ارواحهم جميعا لكي يدفنها وناخذ اجرا مقابلها .
• ماهي ابرز الحالات التي اثرت بك ؟
السيد زهير : الكثير والكثير لاتعد ولاتحصى ولكن في العادة هناك نوعين من حالات الدفن ، الدفن الاعتيادي والدفن السري وابرز مااثر بي هي قصة ( اسم صباح) لطالما ضربت كلماتها واصواتها جدران اذني !!
• لنرجع الى قضية انواع الدفن وبعدها نعود الى قصة ( اسم صباح) ؟
السيد زهير : نوعين من الدفن واقصد بها الدفن العادي بطقوسنا الاعتيادية وحضور اهل الميت ومحبيه والدفن السري هو حضور ضابط امن النجف ومساعدين قبل ساعة او اكثر من الدفن ويكون الدفن ليلا وتقطع الكهرباء عن المدينة وينزل الكثيرون من رجال امن النظام السابق متخفيين بعدة مهن واشغال لابسين سواد الليل لانتشارهم في الازقة والشوارع وبعد ان يتم تهيئة الامر من قبل مدير الامن ومساعديه تأتي سيارات بمختلف الانواع ومن عدة اتجاهات الى المقبرة ويوضع جثمان الميت في القبر ويدفن وقد يكتب اسمه او لايكتب .
• ماهي قصة (اسم صباح) اهي احدى عمليات الدفن السرية ؟
السيد زهير : بل هي اخطرها واهمها ... ففي احدى الليالي وكما هي العادة نرجع الى المقبرة بعد الساعة الحادية عشر ليلا جلسنا ننتظر واذا بمدير امن النجف واتباعه يدخلون ومعهم ضباط امن المخابرات والامن يحملون اجهزة الاتصال والمسدسات . بدا الجو متوترا واذا هي لحظات بعد الساعة الثانية عشر تدخل اربعون سيارة كراون تكسي موديل 1980 جديدة محملة بالتوابيت الى المقبرة وحتى ان الدم يقطر على زجاج السيارة الخلفي ولقلة الدفانة الموجودين تقاسمنا انا وزملائي جثث الموتى رحمة الله على روحهم وكانت حصتي من الاربعين ثمانية ولكن الغريب ان كل من ادفنه يسجل باسم صباح وسالت زملائي الاخرين وهم في نفس الدوامة لمدة ستة ايام دون نتيجة او جدوى وبنفس الموعد ونفس السيارات والسواق هم انفسهم ونفس الاسم يتردد (صباح) .
• هل العدد ثابت يومياً ؟
السيد زهير : نعم ونفس الاسم وفي اليوم السابع سالت احد السواق بعد ان اطمأن لي وتكرر وجهي له ماهي قضية اسم (صباح) انه يتكرر دون انقطاع وكأن كل الموتى اسمهم (صباح) .
• وكيف وصلت الى حقيقة الامر ؟
السيد زهير : بالاخذ والرد مع السائق روى لي قصة عن اسم (صباح) وهي ان احد المنتمين لحزب الدعوة الاسلامية ومقلدي الشهيد الاول محمد باقر الصدر كان في التعذيب اثر تقرير من قبل احد المنتمين الى صفوف حزب البعث وهو في التعذيب طلب منه معلومات عن مسؤول الارتباط وهو يلفظ انفاسه الاخيرة نطق اسم صباح وكليته .... (دون ذكر اسم الكلية) وفاضت روحه الطاهرة فقام ازلام النظام بجمع كل من اسمه صباح في جميع كليات العراق وتعذيبهم الى ان ماتوا .
وكلما رويت هذه القصة وتذكرتها وكأني في كابوس مرير .. احاول ان اصحو منه واذ هي الحقيقة المرة التي تجرعناها الموت على يد من يدعون الايمان والانسانية على يد تلطخت بدماء الابرياء والاطفال يد مافارقت سيوف الجلادين قبضتها ، وهذه هي الحقيقة .
منقول عن مجلة شناشيل العراقية
تحياتي