نشرت جريدة الشرق الاوسط اليوم مقالا للكاتب : حسين شبكشي
تحت عنوان من يعيد السلفية السعودية إلى الحنبلية؟
والسؤال الذي كان يجب أن يطرح متى يعودوا الى الدين القويم الذي أتى به النبي محمد (ص) رحمة للعالمين ؟
يحذر ولي العهد السعودي في معظم مجالسه العامة التي يحضرها العلماء، من الغلو والتنطع والتطرف حتى بات هذا النداء أمرا ثابتا. وهذا الحديث المهم يطرح سؤالا مهما لا يزال الكثيرون يحاولون الإجابة عليه: ما الذي حدث للفكر الديني السعودي؟
السعودية تبنت منذ تأسيسها دعوة تجديدية أطلقها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهي انطلقت من المذهب الحنبلي أحد مذاهب أهل السنة الأربعة، ولكن بمرور الزمن يبدو من الواضح أن «السلفية السعودية» اختطت خطا خاصا بها أبعدها تدريجيا عن المدرسة الحنبلية التقليدية، وخصوصا مع ازدياد صدور آراء وفتاوى من بعض طلبة العلم المحسوبين على مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعيدة عما أمر به الشيخ نفسه في بعض رسائله.
السلفية السعودية أنجبت شخصيات ميسرة ومبشرة وسمحة شديدة الأهمية، ومنها من يذكره الكثيرون من المعاصرين كالشيخ محمد علي الحركان، والشيخ عبد العزيز المسند، والشيخ صالح الحصين، والشيخ عبد المحسن العبيكان، والشيخ صالح بن حميد، والشيخ عبد العزيز السبيل، والشيخ حسن آل الشيخ، والشيخ أحمد بن باز وغيرهم. وما يجمع بين هؤلاء هو انفتاحهم على مذاهب أهل السنة وبعدهم عن الغلو بصورة عامة والتكفير تحديدا.
ولقد قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بإطلاق دعوة لمحاربة الشرك والوثنية والشعوذة والخرافة والسحر التي انتشرت في زمانه. ولكن مع مرور الأزمان وتوالي الأيام تبدل الحال وتغير الوضع. فأصبحت الفتاوى شديدة وفيها غلظة. وبات هناك إهدار لقيمة العقل والاجتهاد، ورفض لإنجازات وتراث السلف من نتاج هائل للعلوم عرف من خلال التراجم والتدوين واعتبر ذلك كله «علما غير نافع». وتحولت الغلظة إلى تنطع وهو أمر يتنافى مع تسامح الإسلام ودعوته المهمة إلى «الموعظة الحسنة».
وقامت بعض الأصوات أخيرا من داخل الحركة والتيار السلفي السعودي تحذر من بعض الأمور والنقاط الفقهية والممارسات السلبية التي ظهرت، وبالطبع هذه الأصوات حوربت بضراوة شديدة. وظهرت آراء خجولة تطالب وتكتب عن ضرورة إحداث قراءة ومراجعة جديدة للسلفية السعودية لإخراج ما لحق بها من شوائب وإعادتها إلى سويتها الأساسية، وهي التي انطلقت من رحم المذهب الحنبلي.
وهذا الأمر بات اليوم يستدعي ضرورة أن يحدث تحرك مخلص داخل التيار السلفي السعودي ويعيده إلى الحنبلية التقليدية حتى لا تستمر الأصوات الآتية من الخارج تطالب بمطالب تمس الثوابت نفسها.
حركة تجديدية وتطويرية صادقة تتم فيها مكاشفة أمينة لإظهار مكامن الخطأ. هذا المشهد يتطلب موقفا صادقا وأمينا، وإن شاء الله هذا موجود، وكما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بإطلاق دعوة ضد الضلال والخرافة، مطلوب اليوم دعوة إصلاحية تطهيرية للسلفية السعودية تنقيها من الشوائب. وهذا الأمر فيه صلاح للأمة وخير عظيم ومطلوب اليوم قبل غد.
تحت عنوان من يعيد السلفية السعودية إلى الحنبلية؟
والسؤال الذي كان يجب أن يطرح متى يعودوا الى الدين القويم الذي أتى به النبي محمد (ص) رحمة للعالمين ؟
يحذر ولي العهد السعودي في معظم مجالسه العامة التي يحضرها العلماء، من الغلو والتنطع والتطرف حتى بات هذا النداء أمرا ثابتا. وهذا الحديث المهم يطرح سؤالا مهما لا يزال الكثيرون يحاولون الإجابة عليه: ما الذي حدث للفكر الديني السعودي؟
السعودية تبنت منذ تأسيسها دعوة تجديدية أطلقها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهي انطلقت من المذهب الحنبلي أحد مذاهب أهل السنة الأربعة، ولكن بمرور الزمن يبدو من الواضح أن «السلفية السعودية» اختطت خطا خاصا بها أبعدها تدريجيا عن المدرسة الحنبلية التقليدية، وخصوصا مع ازدياد صدور آراء وفتاوى من بعض طلبة العلم المحسوبين على مدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعيدة عما أمر به الشيخ نفسه في بعض رسائله.
السلفية السعودية أنجبت شخصيات ميسرة ومبشرة وسمحة شديدة الأهمية، ومنها من يذكره الكثيرون من المعاصرين كالشيخ محمد علي الحركان، والشيخ عبد العزيز المسند، والشيخ صالح الحصين، والشيخ عبد المحسن العبيكان، والشيخ صالح بن حميد، والشيخ عبد العزيز السبيل، والشيخ حسن آل الشيخ، والشيخ أحمد بن باز وغيرهم. وما يجمع بين هؤلاء هو انفتاحهم على مذاهب أهل السنة وبعدهم عن الغلو بصورة عامة والتكفير تحديدا.
ولقد قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بإطلاق دعوة لمحاربة الشرك والوثنية والشعوذة والخرافة والسحر التي انتشرت في زمانه. ولكن مع مرور الأزمان وتوالي الأيام تبدل الحال وتغير الوضع. فأصبحت الفتاوى شديدة وفيها غلظة. وبات هناك إهدار لقيمة العقل والاجتهاد، ورفض لإنجازات وتراث السلف من نتاج هائل للعلوم عرف من خلال التراجم والتدوين واعتبر ذلك كله «علما غير نافع». وتحولت الغلظة إلى تنطع وهو أمر يتنافى مع تسامح الإسلام ودعوته المهمة إلى «الموعظة الحسنة».
وقامت بعض الأصوات أخيرا من داخل الحركة والتيار السلفي السعودي تحذر من بعض الأمور والنقاط الفقهية والممارسات السلبية التي ظهرت، وبالطبع هذه الأصوات حوربت بضراوة شديدة. وظهرت آراء خجولة تطالب وتكتب عن ضرورة إحداث قراءة ومراجعة جديدة للسلفية السعودية لإخراج ما لحق بها من شوائب وإعادتها إلى سويتها الأساسية، وهي التي انطلقت من رحم المذهب الحنبلي.
وهذا الأمر بات اليوم يستدعي ضرورة أن يحدث تحرك مخلص داخل التيار السلفي السعودي ويعيده إلى الحنبلية التقليدية حتى لا تستمر الأصوات الآتية من الخارج تطالب بمطالب تمس الثوابت نفسها.
حركة تجديدية وتطويرية صادقة تتم فيها مكاشفة أمينة لإظهار مكامن الخطأ. هذا المشهد يتطلب موقفا صادقا وأمينا، وإن شاء الله هذا موجود، وكما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بإطلاق دعوة ضد الضلال والخرافة، مطلوب اليوم دعوة إصلاحية تطهيرية للسلفية السعودية تنقيها من الشوائب. وهذا الأمر فيه صلاح للأمة وخير عظيم ومطلوب اليوم قبل غد.
تعليق