إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلمة السيدة زينب (ع) وربيبات الرسالة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة السيدة زينب (ع) وربيبات الرسالة

    زينب الكبرى


    من طعام الجنَّة


    عوالم سيّدة النّساء 1/219 ، عن الثاقب في المناقب : عن زينب بنت عليّ عليه السّلام قالت : صلّى أبي مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صلاة الفجر ثم أقبل عليّ عليه السّلام فقال: هل عندكم طعام؟
    فقال: لم آكل منذ ثلاثة أيّام طعاماً، وما تركت في منزلي طعاماً، قال: اِمض بنا إلى فاطمة، فدخلا وهي تلتوي من الجوع وابناها معها فقال: يا فاطمة! فداك أبوك هل عندك شيء؟ فاستحيت، فقالت: نعم، وقامت وصلّت ثم سمعت حسّاً فالتفتت فإذا صحفة ملأى ثريداً ولحماً، فاحتملتها فجاءت بها ووضعتها بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فجمع عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام وجعل عليّ يطيل النظر إلى فاطمة ويتعجّب، ويقول:
    خرجت من عندها وليس عندها طعام، فمن أين هذا؟
    ثم أقبل عليها فقال: ياابنة رسول الله، أنّى لك هذا؟!
    قالت: (هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
    فضحك النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال: الحمد لله الذي جعل في أهلي نظير زكريّا ومريم إذ قال لها: أنّى لك هذا؟ قالت: (هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).
    فبينما هم يأكلون إذ جاء سائل بالباب فقال: السّلام عليكم يا أهل البيت! أطعموني مما تأكلون فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم: إخسأ، إخسأ، ففعل ذلك ثلاثاً.
    وقال عليّ عليه السّلام أمرتنا أن لا نرد سائلاً، من هذا الذي أنت تخسأه؟
    فقال: يا عليّ، إن هذا إبليس علم أن هذا طعام الجنّة، فتشبّه بسائل لنطعمه منه.
    فأكل النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام حتى شبعوا؛ ثم رفعت الصحفة فأكلوا من طعام الجنّة في الدنيا.


    علم الطفّ خفّاق أبداً


    كامل الزيارات ص263. ولمّا مرّوا بالأسرى على قتلاهم، جزع الإمام السجاد عليه السّلام من رؤية ذلك المنظر الرهيب، فرأت زينب عليها السّلام جزع ابن أخيها الإمام زين العابدين عليه السّلام فقالت له:
    ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي وأبي وإخوتي؟
    فقال عليه السّلام: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيّدي وإخوتي وعمومتي وولد عمي مصرّعين بدمائهم، مرّملين بالعراء، مسلّبين، لا يكفّنون، ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر.
    فقالت عليها السّلام: لا يجزعنّك ما ترى ـ فوالله ـ إن ذلك لعهد من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى جدّك وأبيك وعمّك، ولقد أخذ الله ميثاق أنّاس من هذه الأمّة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمّة، وهم معروفون في أهل السماوات، أَنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرّجة، وينصبون بهذا الطفّ علمّاً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيّام، وليجهدّن أئمة الكفر وأشياع الضَّلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد إلا ظهوراً، وأمره إلا علوّاً.


    الصلاة من جلوس


    عوالم سيّدة النّساء 2/954. وروى بعض المتتبعين عن الإمام زين العابدين عليه السّلام أنه قال: إنّ عمَّتي زينب كانت تؤدي صلواتها من قيام، الفرائض والنوافل عند سير القوم بنا من الكوفة إلى الشام، وفي بعض المنازل كانت تصلي من جلوس. فسألتها عن سبب ذلك؟ فقالت: (أصلّي من جلوس لشدّة الجوع والضّعف منذ ثلاث ليال) لأنّها كانت تقسِّم ما يصيبها من الطعام على الأطفال، لأنّ القوم كانوا يدفعون لكل واحد منّا رغيفاً واحداً من الخبز في اليوم والليلة.

    لمّا منعوا فاطمة عليها السّلام فدكاً


    أمالي المفيد 40، ح8 : أخبرني أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني ، قال : حدثنا عيسى بن مهران، عن يونس ، عن عبد الله بن محمّد بن سليمان الهاشمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قالت:لمّا اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمة (عليها السّلام) فدك والعوالي، وأيّست من إجابته لها، عدلت إلى قبر أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فألقت نفسها عليه، وشكت إليه ما فعله القوم بها وبكت حتّى بلّت تربته صلّى الله عليه وآله وسلّم بدموعها وندبته، ثُمّ قالت في آخر ندبتها:

    [poem font="Simplified Arabic,4,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    قد كان بعدك أنباء وهنبثة***لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

    إنا فقدناك فقد الأرض وابلها***واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب

    قد كان جبريل بالآيات يؤنسنا***فغبت عنا وكل الخير محتجب

    فكنت بدراً ونوراً يستضاء به***عليك ينزل من ذي العزّة الكتب

    تجّهمتنا رجال واستخفّ بنا***بعد النبيّ وكلّ الخير مغتصب

    سيعلم المتوليّ ظلم حامّتنا***يوم القيامة أنّى سوف ينقلب

    فقد لقينا الذي لم يلقه أحد***من البريّة لا عجم ولا عرب

    فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت***لنا العيون بتهمال له سكب[/poem]

    مع ابن سعد


    مقتل الحسين عليه السّلام للمقرم ص359 قال :ونادت زينب عليها السّلام: واأخاه، وا سيّداه واأهل بيتاه، ليت السماء أطبقت على الأرض، وليت الجبال تدكدكت على السهل.. وقد انتهت نحو الحسين عليه السّلام وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه والحسين عليه السّلام يجود بنفسه فصاحت،: أي عمر! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته

    حسبك من دمائنا


    عوالم سيّدة النّساء 2/965 عن إرشاد المفيد قال:وعندما استعرض ابن زياد آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وسأل عن كل فرد منهم؛ واستغرب في وجود الإمام زين العابدين عليه السّلام من بين آل الحسين عليه السّلام حيّاً، وقد سبقه النبأ من ابن سعد أنه اجتاحهم، فسأله: من أنت؟ فقال عليه السّلام: أنا عليّ بن الحسين. فقال أليس قد قتل الله عليّ بن الحسين؟ فقال عليه السّلام: كان لي أخ يسمى علياً قتله الناس. فقال ابن زياد: بل الله قتله. فقال عليه السّلام: (اللّهُ يَتَوَفّى الأنفُسَ حِينَ مِوْتِـهَا) فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي؟ وفيك بقيّة للردّ عليّ؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه. فتعلقت به عمّتهُ زينب، وقالت: يا ابن زياد، حسبك من دمائنا، واعتنقته، وقالت: لا والله، لا أفارقه، فإن قتلته فاقتلني معه.

    فنظر ابن زياد إليها ثم قال: عجباً للرّحم، إنّي لأظنّها ودّت أنيّ قتلتها معه، دعوه فإنّي أراه لمّا به.

    وللكلام بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

  • #2
    أحسنت لأخى عمار على الموضوع القيم

    والحمد لله

    تعليق


    • #3
      ألف شكر لأخي العباس 2 ولا حرمنا الله من مشاركتك

      تعليق


      • #4
        زينب الكبرى 2

        زينب الكبرى

        مع المتعرِّض لأهل البيت عليهم السّلام


        عوالم سيّدة النّساء 2/ 974 روى أهل المقاتل: أن شامياً تعرض لفاطمة بنت أمير المؤمنين عليه السّلام فدعت عليه زينب سلام الله عليها بقولها:
        قطع الله لسانك، وأعمى عينيك، وأيبس يديك.
        فأجاب الله دعاءها في ذلك. فقالت سلام الله عليها: الحمد لله الذي عجّل لك بالعقوبة في الدنيا قبل الآخرة.


        السالب لبنات الوحي


        عوالم سيّدة النّساء 2/ 974:دعت زينب عليها السّلام على رجل سلبهم في كربلاء فقالت عليها السّلام: قطع الله يديك ورجليك، وأحرقك الله بنّار الدنيا قبل الآخرة.
        ـ فوالله ـ ، ما مَّرت الأيّام حتّى ظهر المختار وفعل به ذلك ثمّ أحرقه بالنّار.


        كفرتم بِربّ العرش


        عوالم سيّدة النّساء 2/975:لَمّا رأت زينب عليها السّلام رأس أخيها بكت وأنشأت:
        [poem font="Simplified Arabic,6,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

        أتشهرونا في البرية عنوة***ووالدنا أوحى إليه جليل
        كفرتم برب العرش ثم نبيّه***كأن لم يجئكم في الزّمان رسول
        لحاكم إله العرش يا شرّ أمةٍٍ***لكم في لظى يوم المعاد عويل[/poem]

        في جماهير الكوفة


        اللهوف 64 ـ 65
        قال بشير بن خزيم الأسدي: لمّا أدخلوا السبايا الكوفة وأخذ النّاس يبكون وينوحون لأجلهم، التفتت إليهم زينب بنت عليّ عليها السّلام ولم أر خفرة والله، أنطق منها، كأنها تفرغ من لسان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وقد أومأت إلى النّاس أن اسكتوا فارتدّت الأنفاس، وسكنت الأجراس ثم قالت:
        الحمد لله والصلاة على أبي محمّد وآله الطيبّين الأخيار. أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنّة، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم ألا وهل فيكم إلا الصلف والنطف والصدر الشنف وملق الإماء وغمز الأعداء أو كمرعى على دمنة، أو كفضِّة على ملحودة ألا ساء ما قدّمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
        أتبكون وتنتحبون؟ إي والله، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة، و سيّد شباب أهل الجنّة، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، ومنار حجتكم، ومدرة سنَّتكم؟ ألا ساء ما تزرون، وبعداً لكم وسحقاً فلقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
        ويلكم أهل الكوفة أتدرون أيَّ كبد لرسول الله فريتم، وأي كريمة له أبرزتم وأي دم له سفكتم، وأيَّ حرمة له انتهكتم، لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء وفي بعضها: خرقاء شوهاء كطلاع الأرض، أو ملء السماء أفعجبتم أن مطرت السماء دماً، ولعذاب الآخرة أخزى، وأنتم لا تنصرون فلا يستخفنَّكم المهل فإنَّه لا يحفزه البدار، ولا يخاف فوت الثأر، وإنَّ ربكم لبالمرصاد.
        قال الراوي: فوالله، لقد رأيت النَّاس يومئذٍ حيارى يبكون، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ورأيت شيخاً واقفاً إلى جنبيّ يبكي حتى أخضلّت لحيته، وهو يقول: بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول، وشبابكم خير الشباب، ونساؤكم خير النّساء ونسلكم خير نسل، ولايخزي ولا يبزي.


        لو ترى عليّاً عليه السّلام؟


        بحار الأنوار 45/115
        لمّا أدخل السّبايا الكوفة وأخذت أم كلثوم تخاطب النّاس إذا بضجة قد ارتفعت، فإذا هم أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين عليه السّلام وهو رأس زهري قمري أشبه الخلق برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولحيته كسواد السبج قد انتصل منها الخضاب، ووجهه دارة قمر طالع والرمح تلعب بها يميناً وشمالاً فالتفتت زينب فرأت رأس أخيها فنطحت بمقدّم المحمل، حتى رأينا الدّم يخرج من تحت قناعها وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول:


        [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
        يا هلالاً لمّا استتم كمالاً***غاله خسفه فأبدا غروباً
        ما توهمت يا شقيق فؤادي***كان هذا مقدَّراً مكتوباً
        يا أخي فاطم الصغيرة كلمها***فقد كاد قلبها أن يذوبا
        يا أخي قلبك الشفيق علينا****ما له قد قسى وصار صليباً؟
        يا أخي لوترى علياً لدى الأسر***مع اليتم لا يطيق وجوبا
        كلمّا أوجعوه بالضرب ناداك***بذلّ بغيض دمعاً سكوبا
        ياأخي ضُمّه إليك وقرّبه***وسكّن فؤاده المرعوبا
        ما أذل اليتيم حين ينادي***بأبيه، ولا يراه مجيباً[/poem]

        إنمّا يفتضح الفاسق


        اللهوف 69 ـ 70 ومثير الأحزان 90 ـ 91.
        لمّا أدخل السبايا الكوفة جلس ابن زياد في القصر للناس، وأذن إذناً عاماً وجيء برأس الحسين عليه السّلام فوضع بين يديه وأدخل نساء الحسين عليه السّلام وصبيانه إليه، فجلست زينب بنت عليّ عليه السلام متنكرة فسأل عنها فقيل: زينب بنت عليّ عليه السّلام، فأقبل إليها فقال: الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم، فقالت:
        إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا.
        فقال ابن زياد: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟
        فقالت: ما رأت إلاَّ جميلاً، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّ وتخاصم، فانظر لمن يكون الفلج يومئذٍ، هبلتك أمك يا ابن مرجانة.
        قال الراوي: فغضب ابن زياد وكأنه همَّ بها.
        فقال له عمرو بن حريث: إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
        فقال لها ابن زياد: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك.
        فقالت: لعمري لقد قتلك كهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، فإن كان هذا شفاك فقد اشتفيت.
        فقال ابن زياد: هذه سجّاعة! ولعمري، القد كان أبوك شاعراً سجّاعاً.
        فقالت: يا ابن زياد، ما للمرأة والسجاعة وإنّ لي عن السجاعة لشغلاً وإنيّ لأعجب ممّن يشتفي بقتل أئمته، ويعلم أنَّهم منتقمون منه في آخرته
        .
        وللكلام بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

        تعليق


        • #5
          السلام على من اتبع الهدى ورحمة وبركة
          سلمت يمناك اخى الفاضل الكريم
          ولاانطقك اللة الا با الحق والحق ما نطقت وكتبت
          كتبة اللة فى ميزان حسناتك
          ونحن محتاجون فى الحقيقة جميعنا لمعرفة ما حدث بعد واقة الطف
          ومعرفة الدور التى قامت بة العقيلة زينب عليها السلام
          والامام السجاد علية ةابية وجدية افضل الصلاة والسلام لما لهما من دور
          فعال لاتمام مسيرة الحسين علية السلام معرفة جيدة لننهل من تلك القيم والاهداف لنعيش عيشة الاحرار الاخيار
          ودمتم فى خدمة الحسين والال الاطهار
          والسلام عليكم ورحمة اللة ونحن بانتظار المزيد

          تعليق


          • #6
            ألف شكر أختي خولة ولا حرمنا الله من مشاركتك ودعائك وبإذن الله تعالى سوف أكتب الباقي بشكل يومي
            نسألك الدعاء

            تعليق


            • #7
              زينب الكبرى 3

              زينب الكبرى

              والله، لا تمحو ذكرنا


              اللهوف 79 ـ 81.
              لمَّا جيء برأس الحسين عليه السّلام إلى يزيد دعا بقضيب خيزران وجعل ينكث به ثنايا أبي عبد الله الحسين عليه السّلام ويتمثَّل بأبيات ابن الزبعري:
              ليت أشياخي ببدرشهدوا***جزع الخزرج من وقع الأسل
              لأهلّوا واستهلّوا فرحاً***ثم قالوا يا يزيد لا تشل
              قد قتلنا القرم من ساداتهم***وعدلناه ببدر فاعتدل
              لعبت هاشم بالملك فلا***خبر جاء ولا وحي نزل
              لست من خندف إن لم أنتقم***من بني أحمد ما كان فعل
              قال الراوي: فقامت زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقالت:
              الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله سبحانه كذلك يقول: (ثُمّ كَانَ عَاقِبَةَ الّذِينَ أَسَاءُواْ السّوَءَىَ أَن كَذّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ) أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أنّ بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة؟ وأن ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك، جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوثقة والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً أنسيت قول الله تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنّ الّذِينَ كَفَرُواْ أَنّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ إِنّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوَاْ إِثْمَاً وَلَهْمُ عَذَابٌ مّهِينٌ) .
              أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وأماءك وسوقك بنات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سبايا قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهنّ أهل المناهل والمناقل، ويتصفّح وجوههن القريب والبعيد، والدنيّ والشريف ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من حماتهن حمي؟ وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن والأحن والأضغان؟ ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم:
              لأهلوا واستهلوا فرحاً***ثم قالوا يا يزيد لا تشل
              منتحياً على ثنايا أبي عبد الله عليه السّلام سيّد شباب أهل الجنّة، تنكتها بمحضرتك وكيف لا تقول ذلك؟ وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة، بإراقتك دماء ذرية محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ونجوم الأرض من آل عبد المطلب، وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردّن وشيكاً موردهم، ولتودّن أنك شللت وبكمت، ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
              (اللهم خذ لنا بحقّنا وانتقم ممّن ظلمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا).
              فوالله، ما فريت إلاّ جلدك، ولا حززت إلا لحمك، ولتردّن على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بما تحمّلت من سفك دماء ذريّته، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته، حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم، ويأخذ بحقهم (وَلاَ تَحْسَبَنّ الّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبّهِمْ يُرْزَقُونَ) وحسبك بالله حاكماً، وبمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم خصيماً وبجبرئيل ظهيراً، وسيعلم من سوّل لك ومكنّك من رقاب المسلّمين، بئس للظالمين بدلاً، وأيّكم شر مكاناً وأضعف جُنداً.
              ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك إنّي لأستصغر قدرك، واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرّى، ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطّف من دمائنا والأفواه تنطّف من دمائنا والأفواه تتحلّب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً مغرماً حين لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد، فإلى الله المشتكى، وعليه المعول، فكد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله، لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولاتدرك أمدنا ولا ترحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيّامك إلاّ عدد وجمعك إلاّ بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين، فالحمد لله رب العالمين الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يُكمِّلَ لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة، إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل.


              ابكوا كثيراً


              بحار الأنوار: 45/162 عن حذيم بن شريك الأسدي قال :لمَّا أتى عليّ بن الحسين عليه السّلام بالنّسوة من كربلاء وكان مريضاً وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب، والرجال معهن يبكون، فقال زين العابدين بصوت ضئيل وقد نهكته العلّة: إن هؤلاء يبكون، فمن قتلنا غيرهم فأومأت زينب بنت عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى النّاس بالسكوت.
              قال حذيم الأسدي: فلم أر والله خَفِرة أنطق منها كأنَّما تنطق وتفرغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السّلام، وقد أشارت إلى النّاس بأنْ أنصتوا، فارتدت الأنفاس، وسكنت الأجراس، ثم قالت بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله:
              أما بعد! يا أهل الكوفة يا أهل الختر والغدر والحدل ألا فلا رقأت العبرة، ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قُوّة أنكاثاً تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم، هل فيكم إلا الصلف والعجب، والشنف والكذب، وملق الإماء، وغمز الأعداء كمرعى على دمنة، أو كقصة على ملحودة، ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون.
              أتبكون على أخي؟! أجل والله، فابكوا، فإنكم والله أحق بالبكاء فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فقد بليتم بعارها، ومنيتم بشنّارها، ولن ترحضوها أبداً، وأنّى ترحضون قتل سليل خاتم النبّوة، ومعدن الرسالة، و سيّد شباب أهل الجنّة وملاذ حربكم، ومعاذ حزبكم، ومقرّ سلّمكم وآسى كلمكم، ومفزع نازلتكم، والمرجع إليه عند مقالتكم، ومدرة حججكم، ومنار محجتكم، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم وساء ما تزرون ليوم بعثكم، فتعساً تعساً، ونكساً نكساً، لقد خاب السعي وتبّت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلّة والمسكنة.
              أتدرون ويلكم أيّ كبد لمحمّد فريتم؟! وأيَّ عهد نكثتم؟! وأي كريمة له أبرزتم؟! وأي حرمة له هتكتم؟ وأي دم له سفكتم؟! لقد جئتم شيئاً إدّاً تكاد السماوات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتخرُّ الجبال هدّاً، لقد جئتم بها شوهاء (صلعاء عنقاء سواء فقماء) خرقاء طلاع الأرض و (ملء) السماء، أفعجبتم أن لم تمطر السماء دماً؟ ولعذاب الأخرة أخزى وهم لا ينصرون، فلا يستخفنّكم المهل فإنه عزَّ وجلَّ من لا يحفزه البدار ولا يخشى عليه فوت الثأر، كلا إنَّ ربَّك لنا ولهم بالمرصاد ثم أنشأت تقول:
              ماذا تقولون إذ قال النبيّ لكم***ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم؟
              بأهل بيتي وأولادي ومكرمتي***منهم أسارى ومنهم ضرَّجوا بدم.؟
              ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم***أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
              إني لأخشى عليكم أن يحلَّ بكم***مثل العذاب الذي أودى على إرم
              ثم ولّت عنهم.
              قال حذيم: فرأيت النّاس حيارى قد ردّوا أيديهم في أفواههم، فالتفتُّ إلى شيخ إلى جانبيّ يبكي وقد أخضلّت لحيته بالبكاء، ويده مرفوعة إلى السماء، وهو يقول: بأبي أنتم وأمي كهولهم خير الكهول، وشبابهم خير شباب ونسلهم نسل كريم، وفضلهم فضل عظيم، ثم أنشد شعراً:
              كهولهم خير الكهول ونسلهم***إذا عدَّ نسل لا يبور ولا يخزى
              فقال عليّ بن الحسين عليه السّلام: يا عمة، اسكتي، ففي الباقي من الماضي إعتبار، وأنت بحمد الله عالمة غير معلّمة، فهمة غير مفهَّمة، إن البكاء والحنين لا يردّان من قد أباده الدهر، فسكتت ثم نزل عليه السّلام وضرب فسطاطه وأنزل نساءه ودخل الفسطاط.


              الآن عرفنا الحرمان


              عوالم سيّدة النّساء 2/946 : وقد روى صاحب (ناسخ التواريخ) في كتابه
              أن زينب عليها السّلام عند وفاة أمها، وهي تجر رداءها وتنادي: يا أبتاه، يا رسول الله، الآن عرفنا الحرمان من النظر إليك

              ولكلام مولاتي زينب بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

              تعليق


              • #8
                احسنت اخي جزاك الله خير الجزاء

                بوركت يمينك

                تحياتي اخي الفاضل

                تعليق


                • #9
                  كل الشكر لسندس حبيب لا حرمنا الله من مشاركتك ودعائك

                  تعليق


                  • #10
                    زينب الكبرى 4

                    زينب الكبرى


                    منام السيدة زينب وتفسير الرسول لها


                    عوالم سيّدة النّساء 2/946...
                    لمّا دنت الوفاة من النبيّ ، رأى كلٌّ من أمير المؤمنين والزهراء عليهما السّلام رؤيا تدل على وفاته فأخذا بالبكاء والنحيب، فجاءت زينب، إلى جدها رسول الله وقالت: يا جدّاه، رأيت البارحة رؤياً أنها انبعثت ريح عاصفة سودّت الدنيا وما فيها وأظلمتها، وحرّكتني من جانب إلى جانب، فرأيت شجرة عظيمة فتعلّقت بها من شدة الريح، فإذا بالريح قلعتها وألقتها على الأرض، ثم تعلّقت على غصن قوي من أغصان تلك الشجرة فقطعتها أيضاً، فتعلّقت بفرع آخر فكسرته أيضاً، فتعلّقت على أحد الفرعين من فروعها فكسرته أيضاً، فاستيقظت من نومي. فبكى وقال: الشجرة جدّك، والفرع الأول أمّك فاطمة، والثاني أبوك عليّ، والفرعان الآخران هما أخواك الحسنان، تسودُّ الدنيا لفقدهم، وتلبسين لباس الحداد في رزيتهم.

                    هذا حسين بالعراء


                    مقتل الحسين عليه السّلام لل سيّد المقرم ص396...
                    قال العلامة المقرّم (ره): فقلن النّسوة: بالله عليكم إلاّ ما مررتم بنا على القتلى، ولمّا نظرن إليهم مقطّعين الأوصال قد طعمتهم سمر الرماح، ونهلت من دمائهم بيض الصفاح، وطحنتهم الخيل بسنابكها، صحن ولطمن الوجوه، وصاحت زينب:
                    يا محمّداه، هذا حسين بالعراء، مرمَّل بالدماء، مقطّع الأعضاء، وبناتك سبايا، وذرّيتك مقتّلة، فأبكت كلَّ عدو وصديق حتى جرت دموع الخيل على حوافرها، ثم بسطت يديها تحت بدنه المقدّس ورفعته نحو السماء، وقالت: إلهي تقبّل منّا هذا القربان.


                    سمعت هاتفاً يقول


                    عوالم سيّدة ا لنساء 2/961 : قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : روى ابن طاوس أن الحسين عليه السّلام لمّا نزل الخزيمة أقام بها يوماً وليلة، فلمّا أصبح أقبلت إليه أخته زينب عليها السّلام فقالت:
                    يا أخي ألا أخبرك بشيء سمعته البارحة؟
                    فقال الحسين عليه السّلام: وما ذاك؟
                    فقالت: خرجت في بعض الليل لقضاء حاجة، فسمعت هاتفاً يهتف ويقول:
                    [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                    ألا يا عين فاحتفلي بجهد***ومن يبكي على الشهداء بعدي
                    على قوم تسوقهم المنايا***بمقدار إلى إنجاز وعد[/poem]فقال لها الحسين عليه السّلام: يا أختاه، كل الذي قضى فهو كائن.


                    الأصوات قد اقتربت


                    عوالم سيّدة النّساء 2/961 : وقال الشيخ المفيد (ره)
                    لمّا كان اليوم التاسع من المحرَّم زحف عمر بن سعد إلى الحسين عليه السّلام بعد العصر والحسين عليه السّلام جالس أمام بيته، محتب بسيفه إذ خفق برأسه على ركبتيه، فسمعت أخته الضجة، فدنت من أخيها فقالت:
                    ياأخي، أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت؟ فرفع الحسين عليه السّلام رأسه فقال: إني رأيت رسول الله السّاعة في المنام، فقال لي: إنك تروح إلينا، فلطمت أخته وجهها، ونادت بالويل، فقال لها الحسين عليه السّلام: ليس لك الويل يا أختاه، اسكتي رحمك الله.


                    واثكلاه


                    عوالم سيّدة النّساء 2/962 : وقال الشيخ المفيد (ره)
                    قال عليّ بن الحسين عليه السّلام: إني لجالس في صبيحتها وعندي عمّتي زينب تمرّضني إذ اعتزل أبي في خباء له وعنده جوين مولى أبي ذر الغفاري، وهو ـ أي جون ـ يعالج سيفه ويصلحه وأبي يقول:
                    [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                    يا دهر أفٍّ لك من خليل***كم لك بالإشراق والأصيل

                    من صاحب أو طالب قتيل***والدهر لا يقنع بالبديل

                    وإنّما الأمر إلى الجليل***وكل حيّ سالك سبيلي[/poem]
                    فأعادها مرّتين أو ثلاثة حتى فهمتها وعرفت ما أراد، فخنقتني العبرة فرددتها ولزمت السكوت، وعلمت أن البلاء قد نزل، وأمّا عمّتي فإنها لمّا سمعت وهي امرأة ومن شأن النّساء الرّقة والجزع فلم تملك نفسها أن وثبت تجر ثوبها وإنها لحاسرة حتى انتهت إليه فقالت:
                    واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي عليّ وأخي الحسن، ياخليفة الماضين وثمال الباقين، فنظر إليها الحسين عليه السّلام؛ فقال لها: يا أخيّة، لا يذهبنّ بحلمك الشيطان ـ وترقرقت عيناه بالدّموع ـ وقال: لو ترك القطا يوماً لنام، فقالت: يا وليتاه، أفتغتصب نفسك اغتصاباً فذلك أقرح لقلبي وأشدُّ على نفسي، ثم لطمت وجهها وهوت إلى جيبها فشقتّه وخرّت مغشّياً عليها


                    يا حبيباه


                    عوالم سيّدة النّساء 2/964 : وقال المفيد (ره)
                    لمّا قتل عليّ بن الحسين الأكبر عليه السّلام خرجت زيبت أخت الحسين عليه السّلام مسرعة تنادي:
                    يا حبيباه، ويا ابن أخيّاه، وجاءت حتّى أكبّت عليه؛ فأخذ الحسين عليه السّلام برأسها فردّها إلى الفسطاط.


                    يا محمّداه


                    عوالم سيّدة النّساء 2/964 : وقال السيّد ابن طاوس
                    لمّا كان اليوم الحادي عشر بعد قتل الحسين عليه السّلام حمل ابن سعد معه نساء الحسين عليه السّلام وبناته وأخواته فقالت النّسوة: بحق الله إلاّ ما مررتم بنا على مصرع الحسين عليه السّلام، فمروا بهن على المصرع؛ فما نظرت النّسوة إلى القتلى، فوالله، لا أنسى زينب بنت عليّ عليها السّلام وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب:
                    يا محمّداه، صلّى عليك مليك السماء، هذا حسينك مرمّل بالدمّاء، مقطّع الأعضاء، وبناتك سبايا، إلى الله المشتكى، وإلى محمّد المصطفى، وإلى عليّ المرتضى، وإلى فاطمة الزهراء، وإلى حمزة سيّد الشهداء؛ يا محمّداه، هذا حسين بالعراء، تسفي عليه ريح الصبا، قتيل أولاد البغايا؛ واحزناه واكرباه عليك يا أبا عبد الله، اليوم مات جدّي رسول الله؛ يا أصحاب محمّد، هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا.
                    وفي بعض الروايات: وامحمّداه، بناتك سبايا، وذريّتك مقتلة، تسفي عليهم ريح الصبا، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والردا؛ بأبي من أضحى عسكره يوم الإثنين نهباً، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي من شيبته تقطر بالدماء، بأبي من جدّه رسول إله السماء، بأبي من هو سبط نبيّ الهدى، بأبي محمّد المصطفى، بأبي خديجة الكبرى، بأبي عليّ المرتضى، بأبي فاطمة الزهراء، بأبي من ردّت له الشمس حتى صلّى، فأبكت والله، كل عدو وصديق.


                    زينب عليها السّلام ترثي أخاها


                    عوالم سيّدة النّساء 2/975

                    ولزينب عليها السّلام في رثاء الحسين عليه السّلام:

                    [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                    على الطفّ السّلام وساكنيه***وروح الله في تلك القباب

                    نفوس قدست في الأرض قدساً***وقد خلقت من النطف العذاب

                    مضاجع فتية عبدوا فناموا***هجوداً في الفدافد والروابي

                    علتهم في مضاجعهم كعاب***باردات منعمة رطاب

                    وصيرت القبور لهم قصوراً***مناخاً ذات أفنية رحاب[/poem]

                    ولكلام مولاتي زينب بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد
                    .

                    تعليق


                    • #11
                      زينب الكبرى 5

                      زينب الكبرى

                      أمسى نحيراً


                      ناسخ التواريخ: 2/541:
                      لمّا مرّوا بالأسرى على قتلاهنَّ، وقفت السيّدة زينب (سلام الله عليها) على أخيها، فلمّا رأته بتلك الحالة بكت وصاحت:
                      واأخاه وا سيّداه، ثمّ توجّهت نحو المدينة تخاطب جدّها وهي تقول: يا رسول الله:

                      [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      هذا الذي قد كنت تلثم نحره***أمسى نحيراً من حدود ظُبائها
                      من بعد هجرك يا رسول الله قد***أُلقي طريحاً في ثرى رمضائها[/poem]

                      يا نور ديني ودنياي


                      ناسخ التواريخ: 2/504:
                      ولمّا تراءت القبور لحرم الرسول (صلّى الله عليه وآله) العائدات من الأسر ألقت تلك الثواكل بأنفسهنّ عليها وأخذت كلّ واحدة منهن تعدّد ما جرى عليها، وأمّا السيّدة زينب (عليها السّلام) فإنّها صرخت ونادت:
                      «يا أخاه! يا أخاه! ويا ابن امّاه! وقرّة عيناه! بأيّ لسان أشكو إليك من الكوفة والشام، وإيذاء القوم اللّئام، ومن أيّ المصائب أشرح لك من الضرب والشتم، أو من شماتة أهل الشام، ثمّ أخذت تعدّد مصائبها لأخيها وهي تبكي كالثكلى ثمّ أنشأت تقول

                      [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      يا نور ديني والدنيا وزينتها***يا نور مسجدنا يا نور دنيانا
                      وا ضيعتي يا أخي من ذا يلاحظنا***من كان يكفلنا من ذا يدارينا
                      خلّفتنا للعدى ما بين ضاربنا***وبين ساحبنا وبين سابينا
                      كنّا نرجيك للشدّات فانقلبت***بنا الليالي فخاب الظنّ راجينا
                      يا ليتني متّ لم أنظر مصارعكم***أو لم نر الطفّ ما عشنا ولا جينا
                      يسيّرونا على الأقتاب عارية***كأنّنا لم نشيّد فيهم دينا
                      يصفّقون علينا تحفَّهم فرحاً***وأنّهم في فجاج الأرض يسبونا[/poem]
                      ثم أنّت وبكت بكاءً شديداً حتّى أبكت أهل الأرض والسماء.

                      كيف ألقى أهل المدينة؟


                      ـ ناسخ التواريخ: 2/514:
                      ثمّ أنّ الإمام زين العابدين (عليه السّلام) لمّا رأى ذلك البكاء والاضطراب من عمّته زينب (عليها السّلام) أشفق عليها وقال لها ما مضمونه: يا عمّتاه، أنت عارفة كاملة والحمد لله، فلا تجزعي واصبري واستقرّي، فقالت له السيّدة زينب (عليها السّلام) بحرقة وأنين وقد عرفت عزمه على الرحيل:
                      يا ابن أخي، ويا قرّة عيني، دعني أقيم عند أخي حتّى يأتي يوم وعدي، لأنّي كيف ألقى أهل المدينة وأرى الدور الخالية؟ ثمّ صرخت ونادت: وا أخاه! وا حسيناه! ».


                      إنْ بكت نفسي


                      ـ ناسخ التواريخ: 2/521:... وفي كتاب رياض الشهادة:...
                      أنّ السيّدة زينب (عليها السّلام) لمّا عادت مع الأسرى إلى كربلاء وهم في طريقهم إلى المدينة ودّعت قبر أخيها الإمام الحسين (عليه السّلام) وهي تقول:
                      [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      أخي إن بكت نفسي أسىً فلعلّني***بكيت لأمر عن أساك عناني
                      أخي ما الحجى لي عن حجى لي بحاجب***ولا عنك إذ أبكي نُهاي نهاني
                      أخي أيّ أحداث الطوارق أشتكي***فقد فضّ جمعي طارق الحدثان
                      أخي من عمادي في زمان تصرّفي***ومن أرتجيه في صروف زماني
                      أخي قد نفى عني الزمان سعادتي***ولم يبق إلاّ شقوتي وهواني
                      أخي إن رمتني الحادثاتُ برميها***فقد كنت فيها عدّتي وأماني
                      أخي للرزايا حسرة مستمرة***فوا شقوتا مما يجنّ جناني
                      أخي إن يكن في الموت من ذاك راحة***فراحة نفسي أن يكون أتاني[/poem]

                      ابكو على الغريب


                      ناسخ التواريخ: 2/521:...، وفي كتاب رياض الشهادة:...
                      أن السيّدة زينب (عليها السّلام) لمّا عادت إلى كربلاء وأرادت الخروج منها قالت عند خروجها:
                      يا أخي! لقد كنت ليتاماك في طريق الشام كالأب الرؤوف ولبناتك كالأمّ الرؤوم، وكنت أتلقّى السياط برأسي وكتفي لأدفع بها عن أطفالك، وكانت أختي أمّ كلثوم أيضاً كذلك تقي أطفالك من السياط بنفسها ورأسها وكتفها.
                      وعن كتاب مفتاح البكاء: أن السيّدة زينب (عليها السّلام) قالت بعد ذلك: «يا قوم، ابكوا على الغريب التريب، الذي منع من الفرات، ووضع بالعراء عرياناً، ورفع رأسه على القناة، السيوف غاسله، والتراب كافوره، ملطّخ بالدماء، ومطروح في أرض كربلاء».


                      على الطفّ السّلام


                      ناسخ التواريخ: 2/516:
                      ثمّ إنّ موكب أهل البيت (عليهم السّلام) لمّا رحلوا عن كربلاء في طريقهم إلى المدينة، وابتعدوا عنها أحسّوا بألم الفراق وشعروا بصعوبة الابتعاد فأجهش الجميع بالبكاء والنياحة، وأنشأت السيّدة زينب (عليها السّلام) تخاطب كربلاء ومصارع الأحبّة فيها وهي تقول:

                      [poem font="Simplified Arabic,5,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      على الطفّ السّلام وساكنيه***وروح الله في تلك القباب
                      نفوساً قدّست في الأرض قدماً***وقد خلصت من النطف العذاب
                      مضاجع فتية عبدوا وناموا***هجوعاً في الفدافد والشعاب
                      علتّهم في مضاجهم كعابٌ***بأوراق منعّمة رطاب
                      وصيّرت القبور لهم قصوراً***مناخاً ذات أفنية رحاب
                      لئن وارتهم أطباق أرض***كما غمدت سيوف في قراب
                      فقد نقلوا إلى جنات عدن***وقد عيضوا النعيم من العذاب
                      يبخل بالفرات على حسين***وقد أضحى مباحاً للكلاب
                      فلي قلب عليه ذو التهاب***ولي جفن عليه بانسكاب[/poem]

                      يا أمّاه رجعنا!

                      ناسخ التواريخ: 2/520
                      ولمّا قرب موكب أهل البيت (عليهم السّلام) من المدينة تذكّرت السيّدة زينب (عليها السّلام) أمّها فاطمة الزهراء (عليها السّلام) فاستعبرت باكية وهي تقول:
                      «يا أمّاه، رجعنا وقلوبنا مقروحة، وجفوننا من البكاء مجروحة، ورجالنا مقتولة، وأموالنا منهوبة».
                      ثمّ إنّهم نزلوا خارج المدينة ونصبوا الخيام بأمر الإمام زين العابدين (عليه السّلام)، ونصبوا خيمة الإمام الحسين (عليه السّلام) التي لم ينصبوها في مكان سوى هذا المكان، فلمّا رأته النّسوة خرجن وبكين، وأبكين كلّ الحاضرين، وأمّا السيّدة زينب (عليها السّلام) غشي عليها من شدّة البكاء حتّى إذا أفاقت خرجت ونادت:
                      «وا فرقتاه! وا فرقتاه! أين الكماة واين الحماة؟ وا لهفاه» ثم قالت:
                      فما لي لا أروي الحِمام بمهجتي***وكنت بحقّ نور عيني وعزتي
                      ثمّ قالت: «يا أخي يا حسين! هؤلاء جدّك وأمّك وأخوك الحسن، وهؤلاء أقرباؤك ومواليك ينتظرون قدومك ويسألوني عنك، فما جوابي؟ فكيف أتكلّم وما عساني؟ يا نور عيني قد قضيت نحبك وأورثتني حزناً طويلاً، يا ليتني متّ وكنت نسياً منسياً»، ثمّ توجّهت نحو المدينة وقالت: «أيا مدينة جدي! فأين يومنا الذي قد خرجنا منك بالفرح والمسرّة والجمع والجماعة، ولكن رجعنا إليك بالأحزان والآلام من حوادث الزمانِ والأيّام، فقدنا الرجال، وآلَ أمرنا إلى الشتات، ودخل الزّمان علينا، وفرّق بيننا الزمان مفرق الأحباب» ثمّ التفتت إلى روضة جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقالت: «يا جدّاه! أنا ناعية إليك من بناتك وبنيك».


                      ولموضوعنا بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                      تعليق


                      • #12
                        قطعت قلوبنا و فجرت دموعنا و أقرحت عيوننا

                        بارك الله فيك و ننتظر المزيد

                        معرفة مظلومية أهل البيت تزيد من محبتنا لهم

                        تعليق


                        • #13
                          أحسنت أخي الكريم على هذا الموضوع الشيّق ..

                          وفقك الله وتقبله منك بأحسن القبول..

                          تعليق


                          • #14
                            ألف شكر ل ManofElegance وحنين على المشاركة وللموضوع بقية نسألكم الدعاء

                            تعليق


                            • #15
                              السيدة أم كلثوم

                              السيدة ام كلثوم

                              الصدقة حرامٌ علينا


                              عوالم سيّدة النّساء 2/ قال:وعند دخول السبايا مدينة الكوفة بتلك الحالة المزرية التي يحدّثنا بها التاريخ، كانت أمّ كلثوم تنظر إلى ذلك وقد اشتدّ بها الوجد، وأمضَّ بها المصاب، وزاد في وجدها أن ترى أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز، فصاحت بهم:
                              يا أهل الكوفة، إن الصدقة علينا حرام، وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض.
                              قال مسلّم الجصّاص: والنّاس يبكون على ما أصابهم.
                              ثم إنّ أمّ كلثوم أطلعت رأسها من المحمل وقالت لهم: صه يا أهل الكوفة، تقتلنا رجالكم، وتبكينا نساؤكم! والحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء


                              لئن ظاهرتما عليه


                              عوالم سيّدة النّساء 2/ 1013: قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة:لمّا نزل عليّ (عليه السّلام) بذي قار كتبت عائشة إلى حفصة بنت عمر: أمّا بعد، فإنّي أخبرك أنّ عليّاً قد نزل ذا قار، وأقام بها مرعوباً خائفاً لِمَا بلغه من عدّتنا وجماعتنا، فهو بمنزلة الأشقر إن تقدّم عقر، وإن تأخّر نحر. فدعت حفصة جواري لها يتغنّين ويضربن بالدفوف، فأمرتهنّ أن يُقْلنَ في غنائهن: ما الخبر ما الخبر، عليّ في السفر، كالفرس الأشقر، إن تقدّم عقر، وإن تأخّر نحر، وجعلت بنات الطلقاء يدخلن على حفصة ويجتمعن لسماع ذلك الغناء؛ فبلغ أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) فلبست جلابيبها، ودخلت عليهنّ في نسوة متنكّرات، ثمّ أسفرت عن وجهها، فلمّا عرفتها حفصة خجلت واسترجعت. فقالت أمّ كلثوم:
                              لئن ظاهرتما عليه منذ اليوم لقد تظاهرتما على أخيه من قبل فأنزل الله فيكما ما أنزل. فقالت حفصة: كُفّي رحمك الله، وأمرت بالكتاب فمزّق

                              ( اشارة إلى ما أنزل الله تعالى ( ((وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)) التحريم، 4.

                              ما لكم خذلتم حسيناً


                              اللهوف 67-68
                              قال: وخطبت أمّ كلثوم بنت عليّ (عليه السّلام) في ذلك اليوم الذي أدخلوهم الكوفة من وراء كلّتها، رافعة صوتها بالبكاء، فقالت:
                              يا أهل الكوفة، سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه ونكبتموه، فتبّاً لكم وسحقاً.
                              ويلكم أتدرون أيّ دواة دهتكم؟ وأيّ وزرٍ على ظهوركم حمّلتم؟ وأي دماء سفكتموها؟ وأيّ كريمةٍ أصبتموها؟ وأيّ صبية سلبتموها؟ وأيّ أموال انتهبتموها؟ قتلتم خير رجالات بعد النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، ونزعت الرحمة من قلوبكم ألا إن حزب الله هم الفائزون، وحزب الشيطان هم الخاسرون ثم قالت:

                              [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                              قتلتم أخي صبراً فويلٌ لأمّكم***ستجزون ناراً حرُّها يتوقّدُ
                              سفتكم دماءً حرّم الله سفكها***وحرّمها القرآن ثم محمّدُ
                              ألا فابشروا بالنار إنّكم غداً***لفي سقرٍ حقاً يقيناً تخلّدوا
                              وإنّي لأبكي في حياتي على أخي***على خير من بعد النبيّ سيولدُ
                              بدمع غزير مستهلّ مكفكف***على الخدّ منّي دائماً ليس يجمدُ[/poem]
                              قال الراوي: فضجّ النّاس بالبكاء والنوح، ونشر النّساء شعورهنّ ووضعن التراب على رؤوسهن، وخمشن وجوههنّ، وضربن خدودهنّ، ودعون بالويل والثبور، وبكى الرجال ونتفوا لحاهم، فلم ير باكية وباكٍ أكثر من ذلك اليوم.

                              عذلٌ وعتاب


                              بحار الأنوار، ج45، ص197-198.
                              لمّا عاد أهل البيت من سبيهم واقتربوا من مدينة جدّهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) توجّهت أم كلثوم إلى المدينة وجعلت تبكي وتقول:
                              [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                              مدينة جدّنا لا تقبلينا***فبالحسرات والأحزان جئنا
                              ألا فاخبر رسول الله عنا***بأنا قد فجعنا في أبينا
                              و أن رجالنا بالطفّ صرعى***بلا رؤوس وقد ذبحوا البنينا
                              و أخبر جدّنا أنّا أسرنا***و بعد الأسر يا جدّا سبينا
                              و رهطك يا رسول الله أضحوا***عرايا بالطفوف مسلّبينا
                              و قد ذبحوا الحسين ولم يراعوا***جنابك يا رسول الله فينا
                              فلو نظرت عيونك للأسارى***على أقتاب الجمال محملينا
                              رسول الله بعد الصون صارت***عيون النّاس ناظرة إلينا
                              و كنت تحوطنا حتى تولت***عيونك ثارت الأعدا علينا
                              أفاطم لو نظرت إلى السبايا***بناتك في البلاد مشتتينا
                              أفاطم لو نظرت إلى الحيارى***و لو أبصرت زين العابدينا
                              أفاطم لو رأيتينا سهارى و***من سهر الليالي قد عمينا
                              أفاطم ما لقيتي من عداكي***و لا قيراط ممّا قد لقينا
                              فلو دامت حياتك لم تزالي***إلى يوم القيامة تندبينا
                              و عرج بالبقيع وقف وناد***أيا ابن حبيب رب العالمينا
                              و قل يا عم يا حسن المزكى***عيال أخيك أضحوا ضائعينا
                              أيا عمّاه إن أخاك أضحى***بعيدا عنك بالرمضاء رهينا
                              بلا رأس تنوح عليه جهرا***طيور والوحوش الموحشينا
                              و لو عاينت يا مولاي ساقوا***حريما لا يجدن لهم معينا
                              على متن النياق بلا وطاء***و شاهدت العيال مكشفينا
                              مدينة جدنا لا تقبلينا***فبالحسرات والأحزان جئنا
                              خرجنا منك بالأهلين جمعاً***رجعنا لا رجال ولا بنينا
                              و كنا في الخروج بجمع شمل***رجعنا حاسرين مسلّبينا
                              و كنا في أمان الله جهراً***رجعنا بالقطيعة خائفينا
                              و مولانا الحسين لنا أنيس***رجعنا والحسين به رهينا
                              فنحن الضائعات بلا كفيل***و نحن النائحات على أخينا
                              و نحن السائرات على المطايا***نشال على جمال المبغضينا
                              و نحن بنات يس وطه***و نحن الباكيات على أبينا
                              و نحن الطّاهرات بلا خفاء***و نحن المخلصون المصطفونا
                              و نحن الصابرات على البلايا***و نحن الصادقون الناصحونا
                              ألا يا جدّنا قتلوا حسينا***و لم يرعوا جناب الله فينا
                              ألا يا جدّنا بلغت عدانا***مناها واشتفى الأعداء فينا
                              لقد هتكوا النّساء وحملوها***على الأقتاب قهرا أجمعينا
                              و زينب أخرجوها من خباها***و فاطَمْ والهٌ تبدي الأنينا
                              سكينة تشتكي من حرّ وجدٍ***تنادي الغوث ربّ العالمينا
                              و زين العابدين بقيد ذلٍ***و راموا قتله أهل الخؤونا
                              فبعدهم على الدنيا تراب***فكأس الموت فيها قد سقينا
                              و هذي قصَّتي مع شرح حالي***ألا يا سامعون ابكوا علينا[/poem]

                              وا ضيعتنا بعدك


                              عوالم سيّدة النّساء 2/ 1014 عن اللهوف قال: روى السيّد ابن طاوس (رحمه الله) في كتاب اللهوف وداع الحسين (عليه السّلام) للعائلة، قال:وجعلت أمّ كلثوم تنادي:
                              واأحمداه، واعليّاه، واأمّاه، واأخاه، واحسيناه، واضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله.
                              فعزّاها الحسين (عليه السّلام) وقال لها: يا أختاه، تعزّي بعزاء الله، فإنّ سكان السماوات يفنون، وأهل الأرض كلّهم يموتون وجميع البريّة يهلكون.
                              ثمّ قال: يا أختاه، يا أمّ كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، انظرن إذا أنا قتلت فلا تشققنّ عليّ جيباً، ولا تخمشنّ عليّ وجهاً، ولا تقلن هجراً.


                              ارجع يا بنيّ

                              عوالم سيّدة النّساء، 2/ 1014، عن الخصائص الحسينية قال: روى الشيخ التستري (رحمه الله) استغاثات الحسين (عليه السّلام) يوم عاشوراء، وعزم الإمام زين العابدين (عليه السّلام) على الجهاد، فقال: فأخذ بيده عصاً يتوكّأ عليها، وسيفاً يجرّه في الأرض فخرج من الخيام، وخرجت أمّ كلثوم خلفه تنادي:
                              يا بنيّ، ارجع، وهو يقول:
                              يا عمّتاه، ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول الله، فقال الحسين (عليه السّلام): يا أمّ كلثوم، خذيه، لئلاّ تبقى الأرض خالية من نسل آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)، فأرجعته أم كلثوم.


                              واأبا القاسماه


                              عوالم سيّدة النّساء 2/ 1015 قال:...
                              وبعد مصرع الحسين (عليه السّلام) أقبل فرسه إلى الخيام، ووضعت أم كلثوم يدها على أمّ رأسها، ونادت:
                              وا محمّداه، وا جدّاه، وا أبتاه، وا أبا القاسماه، وا عليّاه، وا جعفراه، وا حمزتاه، وا حسناه، هذا حسين بالعراء، صريع بكربلاء، محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والردا، ثمّ غشي عليها.


                              اجعل الرأس أمامنا


                              بحار الأنوار، ج45/ 304، عن ابن عباس: أنّ أمّ كلثوم قالت لحاجب ابن زياد:.
                              ويلك هذه الألف درهم خذها إليك واجعل رأس الحسين أمامنا واجعلنا على الجمال وراء النّاس ليشتغل النّاس بنظرهم إلى رأس الحسين عنّا فأخذ الألف وقدم الرأس فلمّا كان الغد أخرج الدراهم وقد جعلها الله حجارة سوداء مكتوباً على أحد جانبيها ((وَ لا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)) وعلى جانب الآخرة ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)).


                              جاء الجواد


                              مقتل أبي مخنف، ص150، طبعة بيروت:
                              ثمّ إنّ أمّ كلثوم لمّا سمعت صهيل الجواد وهو مقبلٌ نحو الخيام خرجت في استقباله، فلمّا رأته بتلك الحالة، بلا راكب ولا صاحب، خرجت وبكت وأنشأت تقول:
                              [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                              مصيبي فوق أن أرثي بأشعاري***وأن يحيط بها علمي وأفكاري
                              شرّفت بالكأس في صنو فجعت به***وكنت من قبل أرعى كلّ ذي جار
                              فاليوم أنظره بالترب مجندلاً***لولا التحمّل طاشت فيه أفكاري
                              كأنّ صورته في كلّ ناحية***شخص يلايم أوهامي وأخطاري
                              قد كنت أمّلت آمالاً أسرُّ بها***لولا القضاء الذي في حكمه جاري
                              جاء الجواد فلا أهلاً بمقدمه***إلاّ بوجه حسين طالب الثار
                              ما للجواد لحاه الله من فرس***أن لا يحدّل دون الضيغم الضاري
                              يا نفس صبراً على الدنيا ومحنتها***هذا الحسين إلى ربّ السما ساري[/poem]
                              فلمّا سمع باقي الحرم شعرها خرجن فنظرن إلى الفرس عارياً والسرج خالياً، فجعلن يلطمن الخدود، ويشقّقن الجيوب وينادين: وامحمّداه، واعليّاه، واحسناه، واحسيناه، اليوم مات محمّد المصطفى، اليوم مات محمّد المصطفى، اليوم مات عليّ المرتضى، اليوم ماتت فاطمة الزهراء، ثم بكت أمّ كلثوم وأومت إلى أختها زينب (عليها السّلام) وأنشأت تقول:
                              [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                              لقد حملتنا في الزّمان نوائبه***ومزّقتنا أنيابه ومخالبه
                              وجار علينا الدهر في دار غربة***ودبّت بما نخشى علينا عقاربه
                              وأفجعنا بالأقربين وشتّتت***يداه شملاً عزيزاً مطالبه
                              وأردى أخي والمرتجى لنوائبي***وعمّت رزاياه وجلّت مصائبه
                              حسين لقد أمسى به الترب مشرقاً***وأظلم من دين الإله مذاهبه
                              لقد حلّ بي منه الذي لو يسيره***أناخ على رضوى تداعت جوانبه
                              ويحزنني أنّي أعيش وشخصه***مغيّب تحت التراب ترائبه
                              فلم يبق لي ركن ألوذ بظلّه***إذا غالني في الدهر ما لا أغالبه
                              تمزّقنا أيدي الزمان وجدّنا***رسول الله عمّ الأنام مواهبه [/poem]ولربيبات الرسالة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X