إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلمة السيدة زينب (ع) وربيبات الرسالة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    اللهم صل على محمد و ال محمد و عجل فرجهم

    تعليق


    • #17
      المشاركة الأصلية بواسطة ManofElegance
      اللهم صل على محمد و ال محمد و عجل فرجهم
      ألف شكر أخي الكريم لا حرمنا الله من مشاركتك

      تعليق


      • #18
        سكينة بنت الحسين

        سكينة بنت الحسين


        نجب من نور


        مثير الأحزان، 104-105
        رأت سكينة في منامها وهي بدمشق كأن خمسة نجب من نور قد أقبلت وعلى كل نجيب شيخ والملائكة محدقة بهم ومعهم وصيف يمشي فمضى النجب وأقبل الوصيف إلي وقرب مني وقال: يا سكينة، إن جدَّك يسلّم عليك فقلت:
        و على رسول الله السّلام يا رسول الله! من أنت؟
        قال: وصيف من وصائف الجنّة.
        فقلت: من هؤلاء المشيخة الذين جاؤوا على النجب؟
        قال الأول آدم صفوة الله والثاني إبراهيم خليل الله والثالث موسى كليم الله والرابع عيسى روح الله.
        فقلت: من هذا القابض على لحيته يسقط مرّة ويقوم أخرى؟
        فقال: جدَّك رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
        فقلت: وأين هم قاصدون؟
        قال: إلى أبيك الحسين فأقبلت أسعى في طلبه لأعرّفه ما صنع بنا الظالمون بعده فبينما أنا كذلك إذ أقبلت خمسة هوادج من نور في كل هودج امرأة فقلت: من هذه النّسوة المقبلات؟.
        قال: الأولى حوّاء أم البشر والثّانية آسية بنت مزاحم والثالثة مريم بنت عمران والرابعة خديجة بنت خويلد.
        فقلت: من الخامسة الواضعة يدها على رأسها تسقط مرّة وتقوم مرّة وتقوم أخرى؟
        فقال: جدّتك فاطمة بنت محمّد (صلّى الله عليه وآله) أم أبيك.
        فقلت: والله، لأخبرنّها ما صنع بنا فلحقتها ووقفت بين يديها أبكي وأقول: يا أُمتَّاه، جحدوا والله، حقنا يا أُمتَّاه، بددوا والله، شملنا يا أُمتَّاه، استباحوا والله، حريمنا يا أُمتَّاه، قتلوا والله، الحسين أبانا.
        فقالت: كُفّي صوتك يا سكينة، فقد أقرحت كبدي وقطعّت نياط قلبي هذا قميص أبيك الحسين معي لا يفارقني حتى ألقى الله به ثم انتبهت وأردت كتمان ذلك المنام وحدثت به أهلي فشاع بين الناس.


        رسالة الإمام الحسين (عليه السّلام)


        مقتل الحسين (عليه السّلام) للمقرّم، ص397
        واعتنقت سكينة جسد أبيها الحسين (عليه السّلام) فكانت تحدّث:
        أنّها سمعته يقول:
        [poem font="Simplified Arabic,6,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
        شيعتي ما إن شربتم عذب ماء فاذكروني***أو سمعتم بغريبٍ أو شهيد [/poem]فاندبوني
        ولم يستطع أحدنا ينحيّها عنه حتّى اجتمع عليها عدّة وجرّوها بالقهر.

        هكذا رأيت يزيد


        بحار الأنوار، ج45، ص155، عن أمالي الصدوق:
        لمّا أدخل نساء الحسين على يزيد بن معاوية صاحت نساء آل يزيد وبنات معاوية وأهله وولولن وأقمن المأتم ووضع رأس الحسين (عليه السّلام) بين يديه فقالت سكينة: ما رأيت أقسى قلباً من يزيد ولا رأيت كافراً ولا مشركاً شراً منه ولا أجفى منه وأقبل يقول وينظر إلى الرأس.
        ليت أشياخي ببدر شهدوا***جزع الخزرج من وقع الأسل


        ردّنا إلى حرم جدّنا


        بحار الأنوار: 45/ 47:

        وفي بعض الكتب أن الحسين لمّا نظر إلى اثنين وسبعين رجلاً من أهل بيته صرعى التفت إلى الخيمة ونادى: يا سكينة، يا فاطمة، يا زينب، يا أم كلثوم، عليكن مني السّلام فنادته سكينة
        يا أبة، استسلّمت للموت؟
        فقال: كيف لا يستسلّم من لا ناصر له ولا معين؟
        فقالت: يا أبة، ردّنا إلى حرم جدّنا فقال: هيهات لو ترك القطا لنام فتصارخن النّساء فسكتهنّ الحسين وحمل على القوم


        اغبرّت الأرض


        مقتل أبي مخنف، ص149، طبعة بيروت:
        لمّا أقبل جواد الإمام الحسين (عليه السّلام) نحو الخيام صاهلاً باكياً، استقبلته سكينة (عليها السّلام)، فلمّا رأته عارياً والسرج خالياً صرخت ونادت:
        «واأبتاه، واحسيناه، واقتيلاه، واغربتاه، وابعد سفراه، واطول كربتاه، هذا الحسين بالعرى، مسلوب العمامة والردى، قد أخذ منه الخاتم والحذا، بأبي من رأسه بأرض وجثته بأخرى، بأبي من رأسه إلى الشام يهدى، بأبي من أصبحت حرمه مهتوكة بين الأعداء، بأبي من عسكره يوم الإثنين مضى، ثمّ بكت بكاءً شديداً وأنشأت تقول:


        [poem font="Simplified Arabic,6,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
        مات الفخار ومات الجود والكرم***واغبرّت الأرض والآفاق والحرم

        وأغلق الله أبواب السماء فما***ترقى لهم دعوة تُجلى بها الهمم

        يا أخت قومي انظري إلى هذا الجواد***ينبئك أنّ ابن خير الخلق مخترم

        مات الحسين فيا لهفي لمصرعه***وصار يعلو ضياء الأمّة الظلم

        يا موت هل من فداً يا موت هل عوض***الله ربي من الفجّار ينتقم[/poem]

        اتركوني عند والدي


        اللهوف، ص468:
        جاء في اللّهوف ما مضمونه: أنّهم لمّا أرادوا الخروج بسبايا آل محمّد (صلّى الله عليه وآله) إلى الكوفة، مرّوا بهنّ على القتلى، فألقين بأنفسهن على قتلاهن وأخذن يبكين ويصرخن، وكانت من بينهن بنت صغيرة للإمام الحسين (عليه السّلام) ـ ويظنّ أنها سكينة (عليها السّلام) ـ فلاذت بنعش أبيها وجلست حوله وهي قابضة على كتفه، وكفّه في حضنها، فتارة تشمّ كتفه، وتارة تضع أصابعه على فؤادها، وتارة على عينها، وتأخذ من دمه الشريف وتخضب شعرها ووجهها وهي تقول:
        «وا أبتاه! قتلك أقرّ عيون الشامتين، وسرّ المعاندين، يا أبا عبد الله! ألبستني بنو أميّة ثوب اليتم على صغر سنّي، يا أبتاه! إذا أظلم اللّيل من يحمي حماي، يا أبتاه! انظُر إلى رؤوسنا المكشوفة، وإلى أكبادنا الملهوفة، وإلى عمّتي المضروبة، وإلى أمّي المسحوبة».
        قال: فذرفت عند ندبتها العيون، فأتاهم زجر وقال: إنّ الامير نادى مناديه بالرحيل، فهلمّوا واركبوا، فأتت البنت إليه وقالت: يا هذا! سألتك بالله وجدّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنتم اليوم تقيمون أو ترحلون؟
        قال: بل راحلون.
        قالت: يا هذا! إذا عزمتم على الرحيل فسيروا بهذه النّسوة واتركوني عند والدي، فإنّي صغيرة السن ولا أستطيع الركوب، فاتركوني عند والدي أبكي عليه، فإذا متّ عنده سقط عنكم ذمامي ودمي.
        فما كان من ذلك الجافي إلاّ أن دفعها عنه وأبعدها عنه، فلاذت الصغيرة بأبيها واستجارت به، فأتى إليها وجذبها من عند أبيها.
        فقالت له: يا هذا! إنّ لي أخاً صغيراً فدعني أودّعه».
        ثمّ اتجهت نحو أخيها تعدو نحوه، فلمّا أبصرت به انحنت عليه تلثمه وتقبّله، ثم جلست وتحسّرت، ورفعت جسد أخيها الصغير ووضعته في حجرها، ثم جعلت فمها على نحره الشريف وأخذت تلثمه وهي تقول:
        «أخي يا أخي! لو خيّروني بين المقام عندك أو الرّحيل عنك، لاخترت المقام عندك، ولو أنّ السِّباع تأكل لحمي وتشرب دمي، ولكنّ الأمر ليس بيدي وإنّما أجبرونا على فراقك وهجرك، فها أنا راحلة عنك، غير جافية لك، وهذه نياق الرحيل تتجاذبنا على المسير، قد أتونا بها مهزولة، لا موطئة ولا مرحولة، وناقتي يا أخي مع هزلها، صعبة الانقياد، فلا أدري أين يريد بنا أهل العناد، فاقرأ جدّي عليَّ المرتضى وجدّتي فاطمة الزهراء عنّي السّلام، وقل لهما: إنّ أختي شاكية إليكما حالها، قد خرموا أذنيها، وفصموا خلخالها، وبينما هي تكلّم أخاها الصغير وإذا بزجر يقطع عليها كلامها، ويجذبها عن جسد أخيها، ويركبها قهراً.
        فلمّا استوت على النّاقة التفتت إلى جسد أبيها وقالت:
        يا أبة! ودّعتك الله السميع العليم، وأقرؤك السّلام، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم».


        ولربيبات الرسالة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

        التعديل الأخير تم بواسطة عمار ابو الحسين; الساعة 02-03-2005, 04:21 PM.

        تعليق


        • #19
          فاطمة الصغرى

          فاطمة الصغرى


          انتظروا اللعنة


          اللهوف 65-67:
          روى زيد بن موسى قال: حدثني أبي، عن جدّي (صلّى الله عليه وآله) قال: خطبت فاطمة الصغرى على أهل الكوفة بعد أن وردت من كربلاء فقالت:
          الحمد لله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثَّرى، أحمده وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله (صلّى الله عليه وآله) وأن أولاده ذبحوا بشط الفرات بغير ذُحل ولا ترات.
          اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب أو أن أقول عليك خلاف ما أنزلت من أخذ العهود لوصيّه عليّ بن أبي طالب المسلوب حقه المقتول من غير ذنب كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله تعالى فيه معشر مسلّمة بألسنتهم تعساً لرؤوسهم ما دفعت عنه ضيماً في حياته ولا عند مماته حتى قبضته إليك محمود النَّقيبة طيبّ العريكة معروف المناقب مشهور المذاهب لم تأخذهُ فيك اللهم لومة لائم ولا عذل عاذل هديته اللهم للإسلام صغيراً وحمدت مناقبه كبيراً ولم يزل ناصحاً لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك زاهداً في الدنيا غير حريص عليها راغباً في الآخرة مجاهداً لك في سبيلك رضيته فاخترته وهديته إلى صراط مستقيم.
          أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل المكر والغدر والخيلاء، فإنَّا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا فنحن عيبة علمه ووعاء فهمه وحكمته وحجته على الأرض في بلاده ولعباده أكرمنا الله بكرامته وفضَّلنا بنبيّه محمّد (صلّى الله عليه وآله) على كثير ممن خلق تفضيلاً بينّا فكذبتمونا وكفرتّمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نهباً كأنَّا أولاد تركٍ أو كابلٍ كما قتلتم جدَّنا بالأمس وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقدٍ متقدمٍ قرّت بذلك عيونكم وفرحت قلوبكم افتراءً منكم على الله ومكراً مكرتم واللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ واللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ.
          تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب وكان قد حل بكم وتواترت من السماء نقمات فَيُسْحِتَكُمْ بما كسبتم ويُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.
          ويلكم أ تدرون أية يد طاعنتنا منكم وأية نفس نزعت إلى قتالنا أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا؟ والله، قست قلوبكم وغلظت أكبادكم وطبع على أفئدتكم وختم على سمعكم وبصركم وسوَّل لكم الشيطان وأملي لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون.
          تباً لكم يا أهل الكوفة أي ترات لرسول الله قبلكم وذحول له لديكم بما عندتم بأخيه عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) جدّي ونبيه عترة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الطاهرين الأخيار وافتخر بذلك مفتخرٌ وقال:
          نحن قتلنا عليَّاً وبني عليٍّ *** بسيوف هندية ورماح.

          وسبينا نساءهم سبي ترك *** ونطحناهم فأي نطاح.
          بفيك أيها القائل الكثكث الأثلب افتخرت بقتل قوم زكّاهم الله وطهرّهم وأذهب عنهم الرجس؟ فأكظم واقع كما أقعى أبوك وإنما لكل امرئ ما كسب وقدمت يداه أحسدتمونا ويلا لكم على ما فضَّلنا الله.
          فما ذنبنا أن جاش دهرا بحورنا وبحرك ساج ما يواري الدعامصا
          ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ واللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ. قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء وقالوا: حسبك يا ابنة الطيبين، فقد أحرقت قلوبنا وأنضجت نحورنا وأضرمت أجوافنا فسكتت.


          مع الشامي


          بحار الأنوار: 45/136: عن فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) قالت:
          لمّا أجُلسنا بين يدي يزيد قام إليه رجل من أهل الشام فقال وهو يشير بيده إليّ: هب لي هذه الجارية، فأرعدت وظننت أنّ ذلك جائز لهم، فأخذت بثياب عمّتي زينب وكانت تعلم أنّ ذلك لا يكون.
          وفي رواية قلت: أوُتمت وأستخدم؟
          فقالت عمّتي للشامي: كذبت والله، ولوُ مت، والله، ما ذلك لك ولا له فغضب يزيد وقال: كذبت، والله، إن ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت قالت: كلا والله، ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغيرها فاستطار يزيد غضباً وقال: إيَّايَ تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك قالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وأبوك وجدَّك إن كنت مسلمّاً.
          قال: كذبت يا عدوَّة الله.
          قالت له: أنت أمير تشتم ظالمّاً وتقهر لسلطانك.
          فكأنه استحيا وسكت وعاد الشّامي.
          فقال: هب لي هذه الجارية. فقال له يزيد: أعزب وهب الله لك حتفا قاضيا.


          هؤلاء بنو أميّة


          بحار الأنوار: 45/60:
          رأيت في بعض الكتب أنَّ فاطمة الصغرى قالت:
          كنت واقفة بباب الخيمة وأنا أنظر إلى أبي وأصحابي مجزّرين كالأضاحي على الرّمال والخيول على أجسادهم تجول وأنا أُفكِّر فيما يقع علينا بعد أبي من بني أمية أ يقتلوننا أو يأسروننا؟ فإذا برجل على ظهر جواده يسوق النّساء بكعب رمحه وهنَّ يلذن بعضهنّ ببعض وقد أخذ ما عليهنَّ من أخمرة وأسورة وهنَّ يصحن واجداه! واأبتاه! واعلياه! واقلة ناصراه! واحسناه! أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنَّا؟
          قالت: فطار فؤادي وارتعدت فرائصي فجعلت أجيل بطرفي يميناً وشمالاً على عمتي أم كلثوم خشية منه أن يأتيني. فبينا أنا على هذه الحالة وإذا به قد قصدني ففررت منهزمة وأنا أظن أني أسلّم منه وإذا به قد تبعني فذهلت خشية منه وإذا بكعب الرمح بين كتفي فسقطت على وجهي فخرم أذني وأخذ قرطي ومقنعتي وترك الدماء تسيل على خدي ورأسي تصهره الشمس وولى راجعاً إلى الخيم وأنا مغشيٌّ عليَّ وإذا أنا بعمتي عندي تبكي وهي تقول قومي نمضي ما أعلم ما جرى على البنات وأخيك العليل فقمت وقلت: يا عمّتاه، هل من خرقة أستر بها رأسي عن أعين النَّظار فقالت: يا بنتاه، وعمّتك مثلك فرأيت رأسها مكشوفة ومتنها قد اسودّ من الضرب فما رجعنا إلى الخيمة إلا وهي قد نهبت وما فيها وأخي عليّ بن الحسين مكبوب على وجهه لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا.


          ما يبكيك يا عدوّ الله؟


          بحار الأنوار: 45/82، عن أمالي الصدوق: ابن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود بن المنذر، عن عبد الله بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين (عليه السّلام) قال:
          دخلت الغانمة علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة وفي رجلي خلخالان من ذهب فجعل رجل يفضُّ الخلخالين من رجلي وهو يبكي فقلت: ما يبكيك يا عدوّ الله؟ فقال: كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله؟! فقلت: لا تسلبني. قال: أخاف أن يجي‏ء غيري فيأخذه. قالت: وانتهبوا ما في الأبنية حتى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا.

          ولربيبات الرسالة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

          تعليق


          • #20
            أم أيمن

            أم أيمن


            في منزل فاطمة (عليها السّلام)


            بحار الأنوار: 37/97 قال: رأيت في بعض مؤلّفات أصحابنا: أنّ أمّ أيمن قالت:
            مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي فاطمة الزهراء (عليها السّلام) لأزورها في منزلها وكان يوما حاراً من أيام الصيف فأتيت إلى باب دارها وإذا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب فإذا بفاطمة الزهراء نائمة عند الرحى.
            ورأيت الرحى تطحن البرّ وهي تدور من غير يد تديرها.
            والمهد أيضاً إلى جانبها والحسين (عليه السّلام) نائم فيه، والمهد يهتزُّ ولم أر من يهزُّه ورأيت كفّاً يسبّح الله تعالى قريباً من كف فاطمة الزهراء قالت أم أيمن: فتعجبت من ذلك فتركتها ومضيت إلى سيّدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسلّمت عليه وقلت له: يا رسول الله، إني رأيت عجباً ما رأيت مثله أبداً فقال لي: ما رأيت يا أم أيمن؟ فقلت: إني قصدت منزل سيّدتي فاطمة الزهراء، فلقيت الباب مغلقاً وإذا أنا بالرحى تطحن البرّ وهي تدور من غير يد تديرها، ورأيت مهد الحسين يهتزّ من غير يد تهزّه، ورأيت كفّاً يسبّح الله تعالى قريبا من كفّ فاطمة (عليها السّلام) ولم أر شخصه فتعجبت من ذلك يا سيّدي، فقال: يا أم أيمن، اعلمي أن فاطمة الزهراء صائمة وهي متعبة جائعة والزمان قيظ فألقى الله تعالى عليها النعاس فنامت، فسبحان من لا ينام، فوكّل الله ملكاً يطحن عنها قوت عيالها وأرسل الله ملكا آخر يهزُّ مهد ولدها الحسين (عليه السّلام) لئلا يزعجها من نومها ووكّل الله ملكاً آخر يسبح الله عزَّ وجلَّ قريباً من كفّ فاطمة يكون ثواب تسبيحه لها لأنَّ فاطمة لم تفتر عن ذكر الله فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة.
            فقلت: يا رسول الله، أخبرني من يكون الطحان؟ ومن الذي يهزُّ مهد الحسين ويناغيه، ومن المسبّح؟ فتبسم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ضاحكاًَ وقال: أمّا الطحّان فجبرئيل؛ وأما الذي يهزُّ مهد الحسين (عليه السلام): فهو ميكائيل. وأمّا الملك المسبّح فهو إسرافيل.


            نثار فاطمة (عليها السّلام)


            أمالي الصدوق 236 ح2: ابن الوليد، عن سعد، عن ابن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلا، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام):
            دخلت أم أيمن على النَّبيّ (صلّى الله عليه وآله) وفي ملحفتها شيء، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ما معك يا أمّ أيمن؟ فقالت:
            إنّ فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها.
            ثم بكت أمّ أيمن، وقالت: يا رسول الله، فاطمة زوّجتها ولم تنثر عليها شيئاً؟!
            فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا أمّ أيمن لم تبكين؟! فإن لله تبارك وتعالى لمّا زوّجت فاطمة عليّاً (عليه السّلام)، أمر أشجار الجنّة أن تنثر عليهم من حليّها وحللها وياقوتها ودرّها وزمرّدها واستبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون.
            ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة (عليها السّلام) فجعلها في منزل عليّ (عليه السّلام).


            حديث كربلاء


            بحار الأنوار: 45/ 180: عن كامل الزيارات:
            أنّه لمّا نظر الإمام السجاد (عليه السّلام) إلى أجساد الشهداء بلا مواراة وذلك حين أرادوا بهم الكوفة، كادت نفسه أن تخرج، فتداركته عمّته زينب (عليها السّلام) وأخبرته عمّا سيكون للطّف من علو ورفعة، والقبر الشريف من عظمة وبركة، فسألها: ممّن الخبر؟ فقالت: حدّثتني أمّ أيمن قائلة:
            إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) زار منزل فاطمة (عليها السّلام) في يوم من الأيام فعملت له حريرة صلّى الله عليها وأتاه عليّ (عليه السّلام) بطبق فيه تمر، ثم قالت أم أيمن: فأتيتهم بعُسّ فيه لبن وزبد فأكل رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة السّلام) من تلك الحريرة وشرب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وشربوا من ذلك اللبّن ثم أكل وأكلوا من ذلك التمر بالزبد ثم غسل رسول الله يده وعليّ يصبُّ عليه الماء.
            فلمّا فرغ من غسل يده مسح وجهه ثم نظر إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين نظراً عرفنا فيه السرور في وجهه ثم رمق بطرفه نحو السماء ملياً ثم وجَّه وجهه نحو القبلة وبسط يديه يدعو ثم خرَّ ساجداً وهو ينشج، فأطال النشوج وعلا نحيبه وجرت دموعه ثم رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعه تقطر كأنَّها صوب المطر فحزنت فاطمة وعليّ والحسن والحسين وحزنت معهم، لمّا رأينا من رسول الله وهبناه أن نسأله حتى إذا طال ذلك قال له عليًّ وقالت له فاطمة: ما يبكيك يا رسول الله، لا أبكى الله عينيك؟ وقد أقرح قلوبنا ما نرى من حالك؟
            فقال: يا حبيبي إني سررت بكم سروراً ما سررت مثله قطُّ وإنّي لأنظر إليكم وأحمد الله على نعمته عليَّ فيكم إذ هبط عليَّ جبرئيل فقال: يا محمّد، إن الله تبارك وتعالى اطَّلع على ما في نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك فأكمل لك النِّعمة وهنّأك العطيّة بأن جعلهم وذرّياتهم ومحبّيهم وشيعتهم معك في الجنَّة لا يفرِّق بينك وبينهم، يحيون كما تحيا ويعطون كما تعطى حتى ترضى وفوق الرّضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا ومكاره تصيبهم بأيدي أنّاس ينتحلون ملّتك ويزعمون أنَّهم من أمتك براء من الله ومنك خبطاً خبطاً وقتلاً قتلاً، شتّى مصارعهم، نائية قبورهم، خيرة من الله لهم ولك فيهم فاحمد الله جلَّ وعزَّ على خيرته وارض بقضائه فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم.
            ثم قال جبرئيل: يا محمّد، إنَّ أخاك مضطهد بعدك، مغلوب على أمّتك، متعوب من أعدائك، ثم مقتول بعدك يقتله أشرُّ الخلق والخليقة، وأشقى البريّة نظير عاقر النّاقة، ببلد تكون إليه هجرته وهو مغرس شيعته وشيعة ولده، وفيه على كل حال يكثر بلواهم، ويعظم مصابهم وإنّ سبطك هذا وأومأ بيده إلى الحسين (عليه السّلام) مقتول في عصابة من ذرِّيتك وأهل بيتك وأخيار من أمتّّك بضفة الفرات بأرض تدعى كربلاء من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذرِّيتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته وهي أطهر بقاع الأرض وأعظمها حرمة وإنها لمن بطحاء الجنّة.
            فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله وأحاطت بهم كتائب أهل الكفر واللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها ومادت الجبال وكثر اضطرابها واصطفقت البِّحار بأمواجها، وماجت السّماوات بأهلها غضباً لك يا محمّد، ولذريّتك واستعظاماً لمّا ينتهك من حرمتك ولشرِّ ما يتكافئ به في ذرّيتك وعترتك ولا يبقى شي‏ء من ذلك إلا استأذن الله عزَّ وجلَّ في نصرة أهلك المستضعفين المظلمين الذين هم حُجّة الله على خلقه بعدك.
            فيوحي الله إلى السّماوات والأرض والجبال والبحار ومن فيهنَّ أنّي أنا الله، الله الملك القادر، والذي لا يفوته هارب، ولا يعجزه ممتنع، وأنا أقدر على الانتصار والانتقام، وعزَّتي وجلالي لأُعذِّبن من وتر رسولي وصفييّ وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم أهله عذاباً لا أُعذِّبه أحداً من العالمين فعند ذلك يضج كل شي‏ء في السماوات والأرضين بلعن من ظلم عترتك واستحلّ حرمتك فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولّى الله جلَّ وعزَّ قبض أرواحها بيده وهبط إلى الأرض ملائكة من السّماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزُّمرُّد مملوءة من ماء الحياة وحلل من حلل الجنَّة وطيب من طيب الجنَّة فغسلوا جثثهم بذلك الماء وألبسوها الحلل وحنّطوها بذلك الطيب، وصلّى الملائكة صفّاً صفّاً عليهم.
            ثم يبعث الله قوماً من أُمتّك لا يعرفهم الكفّار لم يشركوا في تلك الدِّماء بقول ولا فعل ولا نيّة فيوارون أجسامهم، ويقيمون رسماً لقبر سيّد الشهداء بتلك البطحاء يكون علمّاً لأهل الحقِّ وسببا للمؤمنين إلى الفوز وتحفّه ملائكة من كلِّ سماء مائة ألف ملك في كل يوم وليلة ويصلون عليه ويسبّحون الله عنده ويستغفرون الله لزواره ويكتبون أسماء من يأتيه زائراً من أمّتك متقربا إلى الله وإليك بذلك وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم ويوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء فإذا كان يوم القيامة سطح في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار يدل عليهم ويعرفون به
            وكأني بك يا محمّد، بيني وبين ميكائيل وعليٌّ أمامنا ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصى عدده ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمّد، أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله جلَّ وعزَّ وسيجتهد أنّاس ممن حقّت عليهم من الله اللعنة والسخط أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا أثره فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلا.
            ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): فهذا أبكاني وأحزنني.
            قالت زينب: فلمّا ضرب ابن ملجم ـ لعنه الله ـ أبي (عليه السّلام) ورأيت أثر الموت منه قلت له: يا أبة، إحدّثتني أم أيمن بكذا وكذا وقد أحببت أن أسمعه منك.
            فقال: يا بنيّة، الحديث كما حدّثتك أم أيمن وكأنّي بك وببنات أهلك سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النّاس فصبراً صبراً، فو الذي فلق الحبَّة وبرأ النَّسمة، ما لله على ظهر الأرض يومئذ وليٌّ غيركم وغير محبيّكم وشيعتكم، ولقد قال لنا رسول الله حين أخبرنا بهذا الخبر: إن إبليس في ذلك اليوم يطير فرحاً فيجول الأرض كلّها في شياطينه وعفاريته فيقول:
            يا معشر الشياطين، قد أدركنا من ذريَّة آدم الطلبة وبلغنا في هلاكهم الغاية، وأورثناهم النَّار إلا من اعتصم بهذه العصابة فاجعلوا شغلكم بتشكيك النّاس فيهم، وحملهم على عداوتهم، وإغرائهم بهم وأوليائهم، حتى تستحكم ضلالة الخلق وكفرهم ولا ينجو منهم ناج ولقد صدق عليهم إبليس وهو كذوب أنه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح ولا يضرّ مع محبتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر.
            قال زائدة: ثم قال عليّ بن الحسين بعد أن حدثني بهذا الحديث: خذه إليك أما لو ضربت في طلبه آباط الإبل حولاً لكان قليلاً.


            أمّ أيمن تشهد


            عوالم سيّدة النّساء 2/648 عن الاختصاص،
            ثمّ قالت فاطمة (عليها السّلام): فإنّ فدكاً إنّما هي صدّق بها عليَّ رسولُ الله (صلّى الله عليه وآله) ولي بذلك بيّنة؛ فقال لها: هلمّي ببيّنتك، قال: فجاءت بأمَّ أيمن وعليّ (عليه السّلام). فقال أبو بكر: يا أمَّ أيمن، إنَّك سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول في فاطمة؟
            فقالا: سمعنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: إنَّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنَّة.
            ثم قالت أم أيمن: فمن كانت سيّدة نساء أهل الجنَّة تدّعي ما ليس لها!؟ وأنا امرأة من أهل الجنَّة ما كنت لأشهد إلاَّ بما سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال عمر: دعينا. يا أم أيمن، من هذه القصص بأيّ شي‏ء تشهدان؟ فقالت: كنت جالسة في بيت فاطمة (عليها السّلام) ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) جالس حتى نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمّد، قم فإنَّ الله تبارك وتعالى أمرني أن أخطَّ لك فدكاً بجناحي فقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مع جبرئيل (عليه السّلام) فما لبثت أن رجع فقالت فاطمة (عليها السّلام): يا أبة، أين ذهبت فقال: خطّ جبرئيل (عليه السّلام) لي فدكاً بجناحه وحدّ لي حدودها فقالت: يا أبة، إني أخاف العيلة والحاجة من بعدك فصدِّق بها عليَّ فقال: هي صدقة عليك. فقبضتها، قالت: نعم.
            فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا أمَّ أيمن، اشهدي، ويا عليّ، اشهد.
            فقال عمر: أنت امرأة ولا نجيز شهادة امرأة وحدها وأمّا عليّ فيجرُّ إلى نفسه....


            شهادة أمّ أيمن


            العياشي: 2/632، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال:
            أتت فاطمة أبا بكر تريد فدكاً، قال: هات أسود أو أحمر يشهد بذلك. قال: فأتت بأمّ أيمن، فقال لها: بم تشهدين؟ قالت:
            أشهد أن جبرائيل أتى محمّداً فقال: إنّ الله يقول: ((فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)) فلم يدر محمّد (صلّى الله عليه وآله) من هم، فقال: يا جبرائيل، سل ربّك من هم؟
            فقال: فاطمة ذو القربى، فأعطاها فدكاً
            ...

            طعمة فاطمة (عليها السّلام)


            عوالم سيّدة النّساء 2/751 عن الاحتجاج:
            في حديث عن مطالبة فاطمة (عليها السّلام) بفدك ومطالبتهم إيّاها بالشّهود، قال: فجاءت بأمّ أيمن، فقالت له أمّ أيمن:
            لا أشهد يا أبا بكر حتّى أحتجّ عليك بما قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، أنشدك بالله! ألست تعلم أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: «أمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة»؟ فقال: بلى، قالت: فأشهدُ أن الله عز وجل أوحى إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ((فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)) فجعل فدكاً لها طعمة بأمر الله.


            بين الفتاة و سيّدتها


            عوالم سيّدة النّساء 1/222 عن الكافي:
            ثمّ إنّ أمّ أيمن رأت الحسين معه شيء، فقالت له:
            من أين لك هذا؟
            قال: إنّا لنأكله منذ أيّام، فأتت أمّ أيمن فاطمة (عليها السّلام) فقالت: يا فاطمة! إذا كان عند أمّ أيمن شيء فإنّما هو لفاطمة ولولدها، وإذا كان عند فاطمة شيء فليس لأمّ أيمن منه شيء؟! فأخرجت لها منه، فأكلت منه أمّ أيمن ونفدت الصحفة. فقال لها النبيّ (صلّى الله عليه وآله):
            أما لو لا أنّك أطعمتها لأكلت منها أنت وذرّيتك إلى أن تقوم الساعة.

            أين أخي


            أمالي الطوسي 1/354: الحفّار، عن الجعابي، عن عليّ بن احمد العجلي، عن عباد بن يعقوب، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليه السّلام) قال:
            جاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يطلبني فقال: أين أخي يا أمّ أيمن؟ قالت:
            ومن أخوك؟
            قال: عليّ، قالت: يا رسول الله، تزوّجه ابنتك وهو أخوك؟! قال: نعم، أما ـ والله ـ يا أمّ أيمن، لقد زوّجتها كفواً شريفاً، وجيهاً في الدنيا والآخرة، ومن المقرّبين.


            أنا خادمة فاطمة (عليها السّلام)


            المناقب لابن شهر آشوب 3/117: عليّ بن معمّر قال:
            خرجت أم أيمن إلى مكّة لمّا توفيت فاطمة، وقالت: لا أرى المدينة بعدها فأصابها عطش شديد في الجحفة حتى خافت على نفسها؛ قال: فكسرت عينيها نحو السماء، ثمّ قالت: يا رب! أ تعطّشني وأنا خادمة بنت نبّيك؟ قال: فنزل إليها دلو من ماء الجنّة فشربت ولم تجع ولم تطعم [سبع] سنين.

            ولربيبات الرسالة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

            التعديل الأخير تم بواسطة عمار ابو الحسين; الساعة 05-03-2005, 05:46 AM.

            تعليق


            • #21
              أم سلمة

              أم سلمة


              من فواكه الجنّة

              بحار الأنوار: 45/91، عن المناقب، عن أم سلّمة:
              أن الحسن والحسين دخلا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وبين يديه جبرئيل فجعلا يدوران حوله يشبّهانه بدحية الكلبيِّ فجعل جبرئيل يومئ بيده كالمتناول شيئاً فإذا في يده تفّاحة وسفرجلة ورمّانة، فناولهما وتهلّلت وجوههما، وسعيا إلى جدِّهما فأخذ منهما فشمّها ثُمّ قال: صيرا إلى أمكما بما معكما، وبدوكما بأبيكما أعجب، فصارا كما أمرهما، فلم يأكلوا حتى صار النبيُّ إليهم فأكلوا جميعاً.
              فلم يزل كلمّا أكل منه عاد إلى ما كان حتى قبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
              قال الحسين (عليه السّلام) فلم يلحقه التغيير والنّقصان أيّام فاطمة بنت رسول الله حتى توفيت فلمّا توفيت فقدنا الرّمان وبقي التّفاح والسفرجل أيّام أبي، فلمّا استشهد أمير المؤمنين فُقد السفرجل وبقي التفَّاح على هيئته عند الحسن، حتى مات في سمّه، وبقيت التّفاحة إلى الوقت الذي حوصرت عن الماء، فكنت أشمّها إذا عطشت فيسكن لهب عطشي، فلمّا اشتدَّ عليَّ العطش عضضتها وأيقنت بالفناء.
              قال عليٌّ بن الحسين (عليه السّلام): سمعته يقول ذلك قبل مقتله بساعة، فلمّا قضى نحبه وجد ريحها في مصرعه، فالتمست فلم ير لها أثر، فبقي ريحها بعد الحسين (عليه السّلام) ولقد زرت قبره، فوجدت ريحها يفوح من قبره فمن أراد ذلك من شيعتنا الزائرين للقبر فليلتمس ذلك في أوقات السحر، فإنّه يجده إذا كان مخلصاً.


              الرسول (صلّى الله عليه وآله) مع ريحانتيه


              بحار الأنوار: 44/241: في مؤلّفات بعض الأصحاب عن أمّ سلّمة قالت:
              دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم ودخل في أثره الحسن والحسين (عليهما السّلام) وجلسا إلى جانبيه فأخذ الحسن على ركبته اليمنى، والحسين على ركبته اليسرى، وجعل يقبل هذا تارة وهذا أخرى وإذا بجبرئيل قد نزل وقال: يا رسول الله، إنّك لتحبُّ الحسن والحسين؟ فقال: وكيف لا أحبّهما وهما ريحانتاي من الدنيا وقُرَّتا عيني.
              فقال جبرئيل: يا نبيّ الله، إن الله قد حكم عليهما بأمر فاصبر له.
              فقال: وما هو يا أخي؟ فقال قد حكم على هذا الحسن أن يموت مسموماً وعلى هذا الحسين أن يموت مذبوحاً وإنَّ لكل نبيّ دعوة مستجابة فإن شئت كانت دعوتك لولديك الحسن والحسين فادع الله أن يسلّمهما من السمّ والقتل، وإن شئت كانت مصيبتهما ذخيرة في شفاعتك للعصاة من أمتك يوم القيامة.
              فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): يا جبرئيل، أنا راض بحكم ربي لا أريد إلاّ ما يريده وقد أحببت أن تكون دعوتي ذخيرة لشفاعتي في العصاة من أمتّي ويقضي الله في ولديّ ما يشاء.


              وإنّي والله، مقتول


              بحار الأنوار: 5/89:
              من معجزاته صلوات الله عليه أنّه لمّا أراد العراق قالت له أمّ سلّمة:
              لا تخرج إلى العراق، فقد سمعت رسول الله يقول: يقتل ابني الحسين بأرض العراق؛ وعندي تربة دفعها إلي في قارورة.
              فقال: إني والله، مقتول كذلك وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضاً، وإن أحببت أن أراك مضجعي ومصرع أصحابي ثمّ مسح بيده على وجهها ففسح الله عن بصرها حتّى رأيا ذلك كلّه وأخذ تربة فأعطاها من تلك التربة أيضا في قارورة أخرى وقال (عليه السّلام): إذا فاضت دماً فاعلمي أني قتلت.
              فقالت أم سلّمة: فلمّا كان يوم عاشوراء نظرت إلى القارورتين بعد الظهر فإذا هما قد فاضتا دما فصاحت.
              ولم يُقلب في ذلك اليوم حجر ولا مدر إلاّ وجد تحته دم عبيط.


              ما لي أراك كئيباً؟


              بحار الأنوار: 45/230: عن مجالس المفيد وأمالي الطوسي:[color=#0000FF]عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال:
              أصبحت يوماً أمّ سلّمة رضي الله عنها تبكي، فقيل لها: ممّ بكاؤك؟ فقالت:
              لقد قتل ابني الحسين الليلة، وذلك أنّني ما رأيت رسول الله منذ مضى إلاّ الليلة فرأيته شاحباً كئيباً فقالت: قلت: ما لي أراك يا رسول الله شاحباً كئيباً؟
              قال: ما زلت الليلة أحفر القبور للحسين وأصحابه عليه وعليهم السّلام.[/color

              أنباء عاشوراء


              بحار الأنوار: 45/230:عن ابن عبّاس قال:
              بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخاً عظيماً عالياً من بيت أمّ سلّمة زوج النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فخرجت يتوجّه بي قائدي إلى منزلها وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنّساء، فلمّا انتهيت إليها قلت: يا أمّ المؤمنين ما لك تصرخين وتغوثين؟ فلم تجبني وأقبلت على النّسوة الهاشميّات، وقالت:
              يا بنات عبد المطّلب، اسعديني وابكين معي فقد قتل سيّدكنَّ وسيد شباب أهل الجنة فقلت: يا أيه المؤمنين، ومن أين علمت ذلك؟ قالت رأيت رسول الله في المنام الساعة شعِثِاً مذعوراً فسألته عن شأنه ذلك.
              فقال: قتل ابني الحسين (عليه السلام) وأهل بيته اليوم فدفنتهم والساعة فرغت من دفنهم قالت: فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل، فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلاء فقال إذا صارت هذه التربة دماً فقد قتل ابنك فأعطانيها النبيُّ فقال: أجعلي هذه التربة في زجاجة، وقال في قارورة ولتكن عندك فإذا صارت دماً عبيطاً فقد قتل الحسين (عليه السّلام) فرأيت القارورة الآن قد صارت دماً عبيطاً تفور.
              قال: فأخذت أمّ سلّمة من ذلك الدَّم فلطّخت به وجهها، وجعلت ذلك اليوم مأتماً ومناحة على الحسين (عليه السّلام) فجاءت الركبان بخبره وأنّه قتل في ذلك اليوم.



              عزاء الجنّ


              بحار الأنوار: 45/238: عن أمالي الصدوق:عن أمّ سلّمة زوجة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قالت:ما سمعت نوح الجنّ منذ قبض النبيّ إلاّ اللَّيلة، ولا أراني إلاّ وقد أصبت يا بني، قال: وجاءت الجنّية منهم تقول:

              [poem font="Simplified Arabic,7,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
              الا يا عين فانهملي بجهدي***فمن يبكي على الشهداء بعدي

              على رهط تقودهم المنايا***إلى متجبّر في ملك عبد [/poem]

              ولربيبات الرسالة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .



              تعليق


              • #22
                أسماء بنت عميس

                أسماء بنت عميس

                الطاهرة المطهّرة


                صحيفة الرضا (عليه السّلام)، ص289 ح39: (بإسناده) عن أسماء قالت:
                قبلت ـ أي ولّدت ـ فاطمة (عليها السّلام) بالحسن (عليه السّلام) فلم أر لها دماً.
                فقلت: يا رسول الله، إنّي لم أر لها دماً في حيض ولا نفاس؟
                فقال (صلّى الله عليه وآله): أما علمت أنّ ابنتي طاهرة مطهّرة، لا يرى لها دم في طمث ولا ولادة.


                قسيم النار والجنّة


                عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2/27 ح9 عن أسماء بنت عميس قالت:
                حدّثتني فاطمة (عليها السّلام)، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
                يا علي، إنّك قسيم الجنّة والنار، وإنّك لتقرع باب الجنّة وتدخلها بلا حساب.


                حديث الأرض


                عوالم سيّدة النّساء 2/872 عن كشف الغمّة: عن أسماء بنت عميس، قالت:
                سمعت سيّدتي فاطمة (عليها السّلام) تقول: ليلة دخل بي عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) أفزعني في فراشي.
                فقلت: أ فزعت: يا سيّدة النّساء؟ قالت: سمعت الأرض تحدّثه ويحدّثها.
                فأصبحت وأنا فزعة فأخبرت والدي (صلّى الله عليه وآله) فسجد سجدة طويلة ثم رفع رأسه وقال:
                يا فاطمة، أبشري بطيب النسل فإنّ الله فضّل بعلك على سائر خلقه، وأمر الأرض أن تحدّثه بأخبارها وما يجري على وجهها من شرق الأرض إلى غربها.

                أوصتني فاطمة (عليها السّلام)


                كشف الغمة 1/500: عن أسماء بنت عميس، قالت:
                أوصتني فاطمة (عليها السّلام) أن لا يغسّلها إذا ماتت إلاّ أنا وعليّ، فغسّلتها أنا وعليٌّ (عليه السّلام).

                من سنن الولادة


                بحار الأنوار: 44/250، عن أمالي الطوسي: عن أسماء بنت عميس قالت :
                قبّلت جدّتك فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحسن والحسين، قالت: فلمّا ولدت الحسن جاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا أسماء، هاتي ابني.
                قالت: فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها وقال: أ لم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء ودعا بخرقة بيضاء فلفّه بها ثم أذَّن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى وقال لعليّ (عليه السّلام) بما سمّيت ابني هذا؟ قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله.
                قال: وأنا ما كنت لأسبق ربّي عزَّ وجلَّ.
                قال: فهبط جبرئيل، قال إن ّالله يقرأ عليك السّلام ويقول لك: يا محمّد، عليّ منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيّ بعدك فسمِّ ابنك باسم ابن هارون قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وما اسم ابن هارون؟
                قال جبرئيل: شُبَّر.
                قال: وما شُبَّر؟.
                قال: الحسن. قالت أسماء: فسمّاه الحسن.
                قالت أسماء: فلمّا ولدت فاطمة الحسين (عليه السّلام) نفستها به فجاءني النبيّ فقال هلمّ ابني يا أسماء، فدفعته إليه في خرقة بيضاء ففعل به كما فعل بالحسن.
                قالت: وبكى رسول الله، ثم قال: إنه سيكون لك حديث! اللهم العن قاتله، لا تعلمي فاطمة. بذلك.
                قالت أسماء: فلمّا كان في يوم سابعه جاءني النبيّ فقال: هلمّي ابني، فأتيته به، ففعل به كما فعل بالحسن وعقَّ عنه كما عقٍّ عن الحسن كبشاً أملحّ. وأعطى القابلة الورك ورجلاً وحلّق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقاً، وخلّق رأسه بالخلوق وقال: إنّ الدم من فعل الجاهليّة.
                قالت: ثم وضعه في حجره ثم قال يا أبا عبد الله، عزيز عليّ ثمَّ بكى.
                فقلت: بأبي أنت وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول فما هو؟
                قال: أبكي على ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله.
                لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم
                ثم قال: اللهم إني أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريتّه، اللهّم أحبّهما وأحبّ من يحبّهما، والعن من يبغضهما مل‏ء السماء والأرض.

                عندما ولد الإمام الحسن (عليه السّلام)


                عيون أخبار الرضا: 2/25-26:عن عليّ بن الحسين (عليهما السّلام)، قال حدثتني أسماء بنت عميس قالت:
                حدّثتني فاطمة (عليها السّلام) لمّا حملت بالحسن (عليه السّلام) وولدته جاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا أسماء، هلمّي ابني فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى ثم قال لعليّ (عليه السّلام) بأيّ شي‏ء سمّيت ابني قال ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحب أن أسميه حرباً فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ولا أنا أسبق باسمه ربّي.
                ثم هبط جبرئيل (عليه السّلام) فقال: يا محمّد، العليّ الأعلى يقرئك السّلام ويقول: عليَّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك سمِّ ابنك هذا باسم ابن هارون. فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وما اسم ابن هارون؟ قال شبر، قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): لساني عربي، قال جبرئيل (عليه السّلام): سمِّه الحسن قالت أسماء فسمّاه الحسن.
                فلمّا كان يوم سابعه عقّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عنه بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذاً وديناراً ثم حلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقاً وطلى رأسه بالخلوق ثم قال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية.
                قالت أسماء: فلمّا كان بعد حول ولد الحسين (عليه السّلام) وجاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال: يا أسماء، هلمي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره فبكى.
                فقالت أسماء: بأبي أنت وأمي مم بكاؤك؟
                قال: علىّ ابني هذا.
                قلت: إنه ولد الساعة يا رسول الله.
                فقال: تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي.
                ثم قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولادته، ثم قال لعليّ: أي شي‏ء سميت ابني هذا؟ قال ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحبُّ أن أسميه حرباً فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ولا أسبق باسمه ربّي عزَّ وجلَّ ثم هبط جبرئيل (عليه السّلام) فقال: يا محمّد، العليّ الأعلى يقرئك السّلام ويقول لك: عليُّ منك كهارون من موسى سمّ ابنك هذا باسم ابن هارون
                قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): وما اسم ابن هارون.
                قال: شبير.
                قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): لساني عربي.
                قال جبرئيل (عليه السّلام): سمّه الحسين، فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذاً وديناراً ثم حلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر ورقاً وطلى رأسه بالخلوق: فقال: يا أسماء، الدم فعل الجاهلية.


                ليلة زفاف فاطمة (عليها السّلام)

                كشف الغمّة 1/350
                في حديث عن ليلة زفاف فاطمة (عليها السّلام) جاء فيه: وتخلّفت أسماء بنت عميس، فقال لها النبيّ (صلّى الله عليه وآله): كما أنت على رسلك، من أنت؟ قالت:
                أنا التي أحرس ابنتك، إنّ الفتاة ليلة يبني بها لابد لها من امرأة تكون قريبة منها، إن عرضت لها حاجة، أو أرادت شيئاً أفضت بذلك إليها.
                قال: فإنّي أسأل الله أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم.
                ثمّ صرخ بفاطمة (عليها السّلام)، فأقبلت، فلمّا رأت عليّاً (عليه السّلام) جالساً إلى جنب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حصرت وبكت، فأشفق النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أن يكون بكاؤها لأنّ علياً لا مال له.
                فقال لها النبيّ (صلّى الله عليه وآله): ما يبكيك؟ ـ فوالله ـ ما ألوتك ونفسي فقد أصبت لك خير أهلي، وايم الذي نفسي بيده، لقد زوّجتك سيّداً في الدنيا، وإنّه في الآخرة لمن الصالحين، فلان منها وأمكنته من كفّها.
                فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): يا أسماء، ائتيني بالمخضب، فملأته ماءً فمجّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فيه، وغسل قدميه ووجهه، ثمّ دعا بفاطمة (عليها السّلام) فأخذ كفّاً من ماء فضرب به على رأسها وكفّاً بين يديها، ثم رشّ جلده وجلدها ثمّ التزمها.
                فقال: اللهم إنّها منّي وأنا منها، اللهم كما أذهبت عنّي الرجس وطهّرني فطهّرها.
                ثمّ دعا بمخضب آخر، ثمّ دعا عليّاً (عليه السّلام) فصنع به كما صنع بها، ثمّ دعا له كما دعا لها.
                ثمّ قال: قوما إلى بيتكما، جمع الله بينكما، وبارك في نسلكما، وأصلح بالكما؛ ثمّ قام فأغلق عليه بابه.
                قال ابن عبّاس: فأخبرتني أسماء بنت عميس: أنّها رمقت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فلم يزل يدعو لهما خاصّة لا يشركهما في دعائه أحداً حتّى توارى في حجرته.


                أسماء تفي بعهدها


                عوالم سيّدة النّساء 1/413:عن أسماء بنت عميس قالت:
                حضرت وفاة خديجة (عليها السّلام) فبكت فقلت: أ تبكين وأنت سيّدة نساء العالمين وأنت زوجة النَّبي (صلّى الله عليه وآله) مبشّرة على لسانه بالجنّة؟!
                فقالت: ما لهذا بكيت، ولكن المرأة ليلة زفافها لا بَّد لها من امرأة تفضي إليها بسّرها وتستعين بها على حوائجها وفاطمة حديثة عهد بصبا وأخاف أن لا يكون لها من يتولّى أمرها حينئذ فقلت: يا سيّدتي، لك عليّ عهد الله إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في هذا الأمر.
                فلمّا كانت تلك الليلة وجاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أمر النّساء فخرجن وبقيت، فلمّا أراد الخروج رأى سوادي فقال: من أنت؟ فقلت: أسماء بنت عميس.
                فقال: أ لم آمرك أن تخرجي؟ فقلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، وما قصدت خلافك، ولكنّي أعطيت خديجة عهداً ـ وحدثته ـ فبكى فقال: بالله لهذا وقفت؟ فقلت نعم ـ والله ـ فدعا لي.


                جهاز فاطمة (عليها السّلام)


                عوالم سيّدة النّساء 1/413: عن أسماء بن عميس، قالت:
                لقد جهّزت فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، وما كان حشو فرشهما ووسائدهما إلاّ ليفاً.
                ولقد أولم عليّ لفاطمة (عليها السّلام) فما كانت وليمة (في) ذلك الزمان أفضل من وليمته، رهن درعه عند يهودي وكانت وليمته آصعاً من شعير وتمر وحيس.


                الفتاة إذا زفّت


                البحار 43/124 ضمن ح32 عن كشف الغمّة قال عليّ:
                ومكث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد ذلك ثلاثاً لا يدخل علينا، فلمّا كان في صبيحة اليوم الرابع جاءنا ليدخل علينا، فصادف في حجرتنا أسماء بنت عميس الخثعميّة؛ فقال لها: ما يقفك ها هنا وفي الحجرة رجل؟ فقالت:
                فداك أبي وأمّي، إنّ الفتاة إذا زفّت إلى زوجها تحتاج إلى امرأة نتعاهدها وتقوم بحوائجها، فأقمت ها هنا لأقضي حوائج فاطمة (عليها السّلام) وأقوم بأمرها، فتغرغرت عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالدموع وقال (صلّى الله عليه وآله): يا أسماء! قضى الله لك حوائج الدنيا والآخرة...


                من سيرة الأنبياء (عليهم السّلام)


                عيون أخبار الرضا 2/44 ح161: بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه، عن عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) أنّه قال: حدّثتني أسماء بنت عميس قالت:
                كنت عند فاطمة (عليها السّلام) إذ دخل عليها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وفي عنقها قلادة من ذهب كان اشتراها لها عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) من فيء، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله):
                يا فاطمة! لا يقول النّاس إنّ فاطمة بنت محمّد تلبس لباس الجبابرة.
                فقطّعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها، فسرّ بذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله).


                أول ما كان من النعش

                عوالم سيّدة النّساء 2/1107 عن كشف الغمة: عن ابن عباس، قال:
                مرضت فاطمة (عليها السّلام) مرضاً شديداً فقالت لأسماء بنت عميس: ألا ترين إلى ما بلغت، فلا تحمليني على سرير ظاهر؛ فقالت:
                لا، لعمري ولكن أصنع نعشاً كما رأيت يصنع بالحبشة.
                قالت: فأرينيه، فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواق، ثمّ جعلت على السرير نعشاً، وهو أوّل ما كان النعش.
                فتبسّمت، وما رؤيت متبسّمة إلاّ يومئذٍ، ثمّ حملناها، فدفنّاها ليلاً.


                ولربيبات الرسالة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد.

                تعليق


                • #23
                  أحسنت أخي العزيز و بارك الله فيك و حشرنا و آياكم مع مولاتنا فاطمة الزهراء - سلام الله عليها-

                  و الله اني أترقب تكملة هذا الموضوع بلهفة

                  تعليق


                  • #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة ManofElegance
                    أحسنت أخي العزيز و بارك الله فيك و حشرنا و آياكم مع مولاتنا فاطمة الزهراء - سلام الله عليها-

                    و الله اني أترقب تكملة هذا الموضوع بلهفة

                    اللهم آمين اخي الكريم لا حرمنا الله من مشاركتكم ودعائكم وأنا بخدمتكم

                    تعليق


                    • #25
                      فضة

                      فضة


                      دعيني أمضي إليه


                      بحار الأنوار: 45/169:لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) أراد القوم أن يوطئوه الخيل فقالت فضّة لزينب:
                      يا سيّدتي، إن سفينة كسر به في البحر فخرج به إلى جزيرة فإذا هو بأسد فقال يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق والأسد رابض في ناحية، فدعيني أمضي إليه فأعلمه ما هم صانعون غدا؟ قال: فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث، فرفع رأسه ثم قالت: أ تدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبد الله (عليه السّلام)؟ يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره.
                      قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين (عليه السّلام) فأقبلت الخيل فلمّا نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد ـ لعنه الله ـ فتنة لا تثيروها انصرِفوا، فانصرَفوا.


                      في طريق الحج


                      البحار 43/86 ضمن حديث 8:أبو القاسم القشيري في كتابه: قال بعضهم:
                      انقطعت في البادية عن القافلة فوجدت امرأة، فقلت لها: من أنت؟
                      فقالت: _وقل سلام فسوف تعلمون) فسلّمت عليها.
                      فقلت: ما تصنعين هاهنا؟ قالت: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فلا مضل له) فقلت: أ من الجنّ أنت أم من الإنس؟ قالت: (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ) فقلت: من أين أقبلت؟ قالت: (يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ).
                      فقلت: أين تقصدين؟ قالت: (ولِلَّهِ عَلَى النّاس حِجُّ الْبَيْتِ) فقلت: متى انقطعت؟ قالت: (ولَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ والْأَرْضَ وبينهما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) فقلت: أ تشتهين طعاماً؟ فقالت: (وما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ)[فأطعمتها ثم قلت: هرولي ولا تعجلي.
                      قالت: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها)فقلت: أردفك؟ فقالت: (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا) فنزلت فأركبتها فقالت: (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا) فلمّا أدركنا القافلة قلت: أ لك أحد فيها؟ قالت: (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ) (وما محمّد إِلَّا رَسُولٌ) (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ) (يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ) فصاحت بهذه الأسماء فإذا أنا بأربعة شباب متوجهين نحوها فقلت من هؤلاء منك قالت: (الْمالُ والْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا) فلمّا أتوها قالت: (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) فكافوني بأشياء.
                      فقالت: (واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ) فزادوا عليّ فسألتهم عنها.
                      فقالوا: هذه أمّنا فضّة جارية الزهراء (عليها السّلام) ما تكلمت منذ عشرين سنة إلاّ بالقرآن.


                      الاستبراء من الحمل


                      المناقب لابن شهر اشوب 2/183: ومن ذلك ذكر الجاحظ، عن النظام في كتاب (الفتيا) ما ذكر عمر بن داود، عن الصادق (عليه السّلام) قال:
                      كان لفاطمة (عليها السّلام) جارية يقال لها: فضة فصارت من بعدها لعليّ (عليه السّلام)، فزوَّجها من أبي ثعلبة الحبشي فأولدها ابنا ثم مات عنها أبو ثعلبة، وتزوجها من بعده أبو مليك الغطفاني، ثم توفي ابنها من أبي ثعلبة فامتنعت من أبي مليك أن يقربها، فاشتكاها إلى عمر وذلك في أيامه، فقال لها عمر: ما يشتكي منك أبو مليك يا فضة، فقالت: أنت تحكم في ذلك وما يخفى عليك. قال عمر: ما أجد لك رخصة قالت: يا أبا حفص، ذهب بك المذاهب إنّ ابني من غيره مات فأردت أن أستبرئ نفسي بحيضة فإذا أنا حضت علمت أن ابني مات ولا أخ له وإن كنت حاملاً كان الولد في بطني أخوه، فقال عمر شعرة من آل أبي طالب أفقه من عدي.


                      فضّة تحتطب


                      عوالم سيّدة النّساء 2/1043 عن الإصابة «بالإسناد» عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن عليّ (عليه السّلام):
                      أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أخدم فاطمة ابنته جارية إسمها: فضّة النوبيّة، وكانت تشاطرها الخدمة، فعلّمها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) دعاءً تدعو به. فقالت لها فاطمة (عليها السّلام): أتعجنين أو تخبزين؟ فقالت
                      بل أعجن يا سيّدتي، وأحتطب فذهبت وأحتطبت، وبيدها حزمة وأرادت حملها، فعجزت.
                      فدعت بالدعاء الذي علّمها، وهو: يا واحد، ليس كمثله أحد، تميت كلّ أحد وتفني كلّ أحد، وأنت على عرشك واحد، ولا تأخذه سنة ولا نوم.
                      فجاء أعرابي كأنّه من أزد شنوءة فحمل الحزمة إلى باب فاطمة (عليها السّلام).


                      في بيت الزهراء (عليها السّلام)


                      عوالم سيّدة النّساء 2/1044 عن مشارق الأنوار للحافظ البرسي
                      روي لمّا جاءت فضَّة إلى بيت الزَّهراء (عليها السّلام) لم تجد هناك إلاَّ السيف والدرع والرحى وكانت بنت ملك الهند وكانت عندها ذخيرة من الإكسير فأخذت قطعة من النحاس وألانتها وجعلتها على هيئة سبيكة وألقت عليها الدّواء وصنعتها ذهباً، فلمّا جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) وضعتها بين يديه فلمّا رآها قال: أحسنت يا فضّة، لكن لو أذبت الجسد لكان الصبغ أعلى والقيمة أغلى.
                      فقالت: يا سيّدي، تعرف هذا العلم؟ قال: نعم وهذا الطفل يعرفه، وأشار إلى الحسين (عليه السّلام) فجاء وقال كما قال أمير المؤمنين (عليه السّلام).
                      فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): نحن نعرف أعظم من هذا ثم أومأ بيده فإذا عنق من ذهب وكنوز الأرض سائرة، ثمّ قال: ضعيها مع أخواتها فوضعتها فسارت.


                      اشهدوا يا جماعة الحاجّ


                      البحار 43/174 ح15
                      روى ورقة بن عبد الله الأزدي قال: خرجت حاجّاً إلى بيت الله الحرام راجياً لثواب الله ربّ العالمين، فبينما أنا أطوف وإذا أنا بجارية... سمراء ومليحة الوجه عذبة الكلام، وهي تنادي بفصاحة منطقها وهي تقول: اللهم رب الكعبة الحرام، والحفظة الكرام، وزمزم والمقام، والمشاعر العظام ورب محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الأنام والبررة الكرام أسألك أن تحشرني مع ساداتي الطاهرين وأتباعهم الغرّ المحجلين الميامين ألا فاشهدوا يا جماعة الحجّاج والمعتمرين، إن مواليّ خيرة الأخيار وصفوة الأبرار والذين علا قدرهم على الأقدار وارتفع ذكرهم في سائر الأمصار المرتدين بافخار قال ورقة بن عبد الله فقلت: يا جارية، إني لأظنّك من موالي أهل البيت (عليهم السّلام)؟ فقالت: أجل، قلت لها: ومن أنت من مواليّهم قالت: أنا فضّة أمة فاطمة الزهراء ابنة محمّد المصطفى صلّى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها.
                      فقلت لها: مرحباً بك وأهلاً وسهلاً، فلقد كنت مشتاقاً إلى كلامك، ومنطقك، فأريد منك الساعة أن تجيبيني عن مسألة أسألك، فإذا أنت فرغت من الطواف قفي لي عند سوق الطعام حتى آتيك وأنت مثابة مأجورة.
                      فافترقنا فلمّا فرغت من الطواف وأردت الرجوع إلى منزلي جعلت طريقي على سوق الطعام، وإذا أنا بها جالسة في معزل عن النّاس، فأقبلت عليها، واعتزلت بها وأهديت إليها هديّة ولم أعتقد أنّها صدقة، ثم قلت لها: يا فضَّة، أخبريني عن مولاتك فاطمة الزهراء (عليها السّلام) وما الذي رأيت منها عند وفاتها بعد موت أبيها مٌحمّد (صلّى الله عليه وآله)؟
                      قال ورقة فلمّا سمعت كلامي تغرغرت عيناها بالدّموع، ثم انتحبت نادبة وقالت: يا ورقة بن عبد الله، هيَّجت عليَّ حزناً ساكناً وأشجاناً في فؤادي كانت كامنة فاسمع الآن ما شاهدت منها (عليها السّلام).
                      اعلم أنّه لمّا قبض رسول الله افتجع له الصغير والكبير، وكثر عليه البكاء وقلّ العزاء وعظم رزؤه على الأقرباء والأصحاب والأولياء والأحباب والغرباء والأنساب ولم تلق إلاّ كلّ باك وباكية ونادب ونادبة، ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب والأقرباء والأحباب أشد حزناً وأعظم بكاءً وانتحاباً من مولاتي فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، وكان حزنها يتجدّد ويزيد، وبكاؤها يشتد.
                      فجلست سبعة أيّام لا يهدأ لها أنين، ولا يسكن منها الحنين، كلّ يوم جاء كان بكاؤها أكثر من اليوم الأول، فلمّا كان في اليوم الثامن أبدت ما كتمت من الحزن فلم تطق صبراً إذ خرجت وصرخت فكأنّها من فم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تنطق، فتبادرت النّسوان، وخرجت الولائدوالولدان وضجّ النّاس بالبكاء والنحيب وجاء النّاس من كل مكان وأطفئت المصابيح لكيلا تتبين صفحات النّساء وخيّل إلى النّسوان أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد قام من قبره وصارت النّاس في دهشة وحيرة لمّا قد رهقهم.
                      وهي (عليها السّلام) تنادي وتندب أباه: وا أبتاه، وا صفياه، وا محمّداه، وا أبا القاسماه، وا ربيع الأرامل واليتامى من للقبلة والمصلّى ومن لإبنتك الوالهة الثكلى ثم أقبلت تعثر في أذيالها وهي لا تبصر شيئاً من عبرتها ومن تواتر دمعتها حتى دنت من قبر أبيها محمّد (صلّى الله عليه وآله) فلمّا نظرت إلى الحجرة وقع طرفها على المأذنة فقصرت خطاها ودام نحيبها وبكاها إلى أن أغمي عليها، فتبادرت النِّسوان إليها فنضحن الماء عليها وعلى صدرها وجبينها حتى أفاقت، فلمّا أفاقت من غشيتها قامت وهي تقول: رفعت قوّتي وخانني جلدي وشمت بي عدوي والكمد قاتلي.
                      يا أبتاه، بقيت والهة وحيدة وحيرانة فريدة فقد انخمد صوتي وانقطع ظهري وتنغص عيشي وتكدّر دهري فما أجد يا أبتاه، بعدك أنيسا لوحشتي ولا راداً لدمعتي ولا معينا لضعفي فقد فني بعدك محكم التنزيل ومهبط جبرئيل ومحلُّ ميكائيل.
                      انقلبت بعدك يا أبتاه، الأسباب وتغلقت دوني الأبواب، فأنا للدنيا بعدك قالية، وعليك ما تردّدت أنفاسي باكية، لا ينفد شوقي إليك، ولا حزني عليك.
                      ثم نادت:
                      يا أبتاه، وا لبّاه، ثم قالت: ...

                      [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      إنَّ حزني عليك حزن جديد *** وفؤادي والله صبّ عنيد.

                      كل يوم يزيد فيه شجوني *** واكتئابي عليك ليس يبيد

                      جل خطبي فبان عني عزائي *** فبكائي كل وقت جديد

                      إن قلبا عليك يألف صبرا أو عزاء فإنه لجليد.[/poem]
                      ثم نادت: يا أبتاه، انقطعت بك الدنيا بأنوارها، وزوت زهرتها، وكانت ببهجتك زاهرة، فقد اسوّدّ نّهارها فصار يحكي حنادسها رطبها ويابسها يا أبتاه لا زلت آسفة عليك إلى التلاق يا أبتاه، زال غمضي منذ حقّ الفراق.
                      يا أبتاه، من للأرامل والمساكين، ومن للأمة إلى يوم الدّين.
                      يا أبتاه، أمسينا بعدك من المستضعفين.
                      يا أبتاه، أصبحت النّاس عنا معرضين ولقد كنّا بك معظّمين في النّاس غير مستضعفين فأيَّ دمعة لفراقك لا تنهمل؟ وأي حزن بعدك عليك لا يتصل؟ وأي جفن بعدك بالنِّوم يكتحل؟ وأنت ربيع الدّين ونور النَّبيين.
                      سفكيف للجبال لا تمور وللبحار بعدك لا تغور والأرض كيف لم تتزلزل؟‍‍‍‍! رميت يا أبتاه، بالخطب الجليل، ولم تكن الرزية بالقليل، وطرقت يا أبتاه، بالمصاب العظيم، وبالفادح المهول بكتك يا أبتاه، الأملاك ووقفت الأفلاك، فمنبرك بعدك مستوحش، ومحرابك خال من مناجاتك، وقبرك فرح بمواراتك والجنّة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك.
                      يا أبتاه، ما أعظم ظلمة مجالسك فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عاجلاً عليك.
                      وأثكل أبو الحسن المؤتمن أبو ولديك الحسن والحسين، وأخوك ووليك، وحبيبك ومن ربيته صغيراً وواخيته كبيراً وأحلى وأصحابك وأحبّائك، إليك، من كان منهم سابقاً ومهاجراً وناصراً، والثكل شاملنا، والبكاء قاتلنا، والأسى لازمنا.

                      ثم زفرت زفرة وأنّت أنّة كادت روحها أن تخرج ثمّ قالت:

                      [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      قلّ صبري وبان عنّي عزائي بعد فقدي لخاتم الأنبياء.

                      عين يا عين اسكبي الدمع سحَّا ويك لا تبخلي بفيض الدماء.

                      يا رسول الإله يا خيرة الله وكهف الأيتام والضعفاء

                      قد بكتك الجبال والوحش جمعا والطير والأرض بعد بكي السماء

                      و بكاك الحجون والركن والمشعر يا سيّدي مع البطحاء

                      و بكاك المحراب والدرس للقرآن في الصبح معلنا والمساء

                      و بكاك الإسلام إذ صار في النّاس غريبا من سائر الغرباء

                      لو ترى المنبر الذي كنت تعلوه علاه الظلام بعد الضياء[/poem]

                      يا إلهي عجل وفاتي سريعا فلقد تنغصت الحياة يا مولائي
                      قالت: ثمّ رجعت إلى منزلها، وأخذت بالبكاء والعويل ليلها ونّهارها، وهي لا ترقأ دمعتها ولا تهدأ زفرتها واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقالوا له: يا أبا الحسن، إن فاطمة (عليها السّلام) تبكي الليل والنّهار فلا أحد منّا يتهنأ بالنّوم في الليل على فرشنا ولا بالنّهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا وإنا نخبرك أن تسألها إما أن تبكي ليلاً أو نّهاراً فقال (عليه السّلام): حباً وكرامة.
                      فأقبل أمير المؤمنين (عليه السّلام) حتى دخل على فاطمة (عليها السّلام) وهي لا تفيق من البكاء ولا ينفع فيها العزاء فلمّا رأته سكنت هنيئة له، فقال لها: يا بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، إن شيوخ المدينة يسألونني أن أسألك إما أن تبكين أباك ليلاً وإما نّهاراً.
                      فقالت: يا أبا الحسن، ما أقل مكثي بينهم وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم.
                      فو الله، لا أسكت ليلاً ولا نّهاراً أو ألحق بأبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
                      فقال لها عليّ (عليه السّلام): افعليّ يا بنت رسول الله، ما بدا لك ثم إنه بنى لها بيتا في البقيع نازحاً عن المدينة يسمى بيت الأحزان.
                      وكانت إذا أصبحت قدّمت الحسن والحسين (عليه السّلام) أمامها وخرجت إلى البقيع باكية فلا تزال بين القبور باكية فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين (عليه السّلام) إليها وساقها بين يديه إلى منزلها، ولم تزل على ذلك إلى أن مضى لها بعد موت أبيها سبعة وعشرون يوماً.
                      واعتّلت العّلة التي توفيت فيها فبقيت إلى يوم الأربعين، وقد صلّى أمير المؤمنين (عليه السّلام) صلاة الظهر، وأقبل يريد المنزل إذا استقبلته الجواري (باكيات) حزينات فقال لهنَّ: ما الخبر؟ وما لي أراكنَّ متغيرات الوجوه والصور؟ فقلن: يا أمير المؤمنين، أدرك ابنة عمك الزهراء (عليها السّلام) وما نظنّك تدركها؟ فأقبل أمير المؤمنين (عليه السّلام) مسرعا حتى دخل عليها وإذا بها ملقاة على فراشها وهو من قباطي مصر وهي تقبض يميناً وتمد شمالاً فألقى الرداء عن عاتقه والعمامة عن رأسه وحلً أزراره وأقبل حتى أخذ رأسها وتركه في حجره وناداها: يا زهراء، فلم تكلمه فناداها: يا بنت محمّد المصطفى، فلم تكلمه فناداها: يا بنت من حمل الزكاة في طرف ردائه وبذلها على الفقراء. فلم تكلمه فناداها: يا ابنة من صلّى بالملائكة في السماء مثنى مثنى فلم تكلمه. فناداها: يا فاطمة كلميني فأنا ابن عمّك عليّ بن أبي طالب قال ففتحت عينيها في وجهه ونظرت إليه وبكت وبكى وقال: ما الذي تجدينه فأنا ابن عمك عليّ بن أبي طالب فقالت يا ابن العم إنّي أجد الموت الذي لا بد منه ولا محيص عنه وأنا أعلم أنّك بعدي لا تصبر على قلة التزويج فإن أنت تزوجت امرأة اجعل لها يوماً وليلة واجعل لأولادي يوماً وليلة يا أبا الحسن، ولا تصح في وجوههما فيصبحان يتيمين غريبين منكسرين فإنّهما بالأمس فقدا جدَّهما واليوم يفقدان أمهما فالويل لأمة تقتلهما وتبغضهما ثم أنشأت تقول:

                      [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                      أبكني إن بكيت يا خير هادي وأسبل الدمع فهو يوم الفراق‏

                      يا قرين البتول أوصيك بالنسل فقد أصبحا حليف اشتياق

                      ‏أبكني وأبك لليتامى ولا تنس قتيل العدي بطف العراق

                      فارقوا فأصبحوا يتامى حيارى يحلف الله فهو يوم الفراق[/poem]
                      قالت: فقال لها عليّ (عليه السّلام): من أين لك يا بنت رسول الله، هذا الخبر والوحي قد انقطع عنا فقالت: يا أبا الحسن، رقدت الساعة فرأيت حبيبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في قصر من الدر الأبيض فلمّا رآني قال: هلمي إليَّ يا بنية، فإنِّي إليك مشتاق فقلت: والله، إنّي لأشدُّ شوقاً منك إلى لقائك. فقال: أنت الليلة عندي وهو الصادق لَمَّا وعد والموفي لمَّا عاهد فإذا أنت قرأت يس فاعلم أني قد قضيت نحبي فغسلني ولا تكشف عني فإني طاهرة مطهرة وليصل عليّ معك من أهلي الأدنى فالأدنى ومن رزق أجري وادفني ليلاً في قبري بهذا أخبرني حبيبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال عليّ: والله، لقد أخذت في أمرها وغسلتها في قميصها ولم أكشفه عنها فو الله، لقد كانت ميمونة طاهرة مطهرة ثم حنطتها من فضلة حنوط رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكفنتها وأدرجتها في أكفانها فلمّا هممت أن أعقد الرداء ناديت يا أمّ كلثوم، يا زينب، يا سكينة، يا فضِّة، يا حسن، يا حسين، هلمّوا تزودوا من أُمّكم فهذا الفراق واللقاء في الجنَّة فأقبل الحسن والحسين (عليهما السّلام) وهما يناديان واحرة لا تنطفئ أبداً من فقد جدنا محمّد المصطفى وأمنا فاطمة الزهراء يا أم الحسن، يا أم الحسين، إذا لقيت جدّنا محمّد المصطفى فأقرئيه منّا السّلام وقولي له إنّا قد بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّي أشهد الله أنّها قد حنَّت وأنَّت ومدَّت يديها وضمتهما إلى صدرها مليَّاً وإذا بهاتف من السّماء ينادي: يا أبا الحسن، ارفعهما عنها فلقد أبكيا والله، ملائكة السّماوات فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب قال فرفعتهما عن صدرها وجعلت أعقد الرداء وأنا أنشد بهذه الأبيات:
                      [poem font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

                      فراقك أعظم الأشياء عندي *** وفقدك فاطم أدهى الثكول

                      ‏سأبكي حسرة وأنوح شجواً *** على خل مضى أسنى سبيل.

                      ألا يا عين جودي وأسعديني *** فحزني دائم أبكي خليلي[/poem]

                      ثمّ حملها على يده وأقبل بها إلى قبر أبيها ونادى:
                      السّلام عليك يا رسول الله، السّلام عليك يا حبيب الله، السّلام عليك يا نور الله، السّلام عليك يا صفوة الله، مني السّلام عليك والتَّحية واصلة مني إليك ولديك ومن ابنتك النازلة عليك بفنائك وإن الوديعة قد استردت والرَّهينة قد أخذت فوا حزناه على الرّسول ثمّ من بعده على البتول ولقد اسودّت عليّ الغبراء وبعدت عنيّ الخضراء فوا حزناه ثمّ وا أسفاه.
                      ثم عدل بها على الروضة فصلّى عليه في أهله وأصحابه ومواليه وأحبائه وطائفة من المهاجرين والأنصار فلمّا واراها وألحدها في لحدها أنشأ بهذه الأبيات يقول
                      أرى علل الدنيا عليّ كثيرة وصاحبها حتَّى الممات عليل ‏لكل اجتماع من خليلين فرقة وإنّ بقائي عندكم لقليل.
                      ‏وإنّ افتقادي فاطما بعد أحمد *** دليل على أن لا يدوم خليل

                      ولربيبات الرسالة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                      تعليق


                      • #26
                        شهرة

                        ]شهرة[/color]


                        أنا شهرة



                        المناقب لابن شهر آشوب 3/ 117: عن مالك بن دينار.
                        رأيت في موّدع الحجّ امرأة ضعيفة على دابة نحيفة والنّاس ينصحونها لتنكص فلمّا توسطنا البادية كلّت دابتها فعذلتها في إتيانها فرفعت رأسها إلى السّماء وقالت: لا في بيتي تركتني ولا إلى بيتك حملتني فو عزّتك وجلالك، لو فعل بي هذا غيرك لمّا شكوته إلا إليك فإذا شخص أتاها من الفيفاء وفي يده زمام ناقة فقال لها: اركبي، فركبت.

                        وسارت النَّاقة كالبرق الخاطف فلمّا بلغت المطاف رأيتها تطوف، فحلفّتها من أنت فقالت أنا شهرة بنت مسكة بنت فضِّة خادمة الزهراء (عليها السّلام).

                        ولربيبات الرسالة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                        تعليق


                        • #27
                          حرة بنت حليمة السعدية

                          حرة بنت حليمة السعدية


                          عليّ (عليه السّلام) أفضل


                          فضائل ابن شاذان 136-138.
                          ممّا روي عن جماعة ثقات أنه لمّا وردت حرّة بنت حليمة السعدية (رضوان الله عليها) على الحجاج بن يوسف الثقفي فمثلت بين يديه فقال لها: الله جاء بك فقد قيل عنك إنك تفضلين عليّاً على أبي بكر وعمر وعثمان فقالت: لقد كذب الذي قال إني أفضله على هؤلاء؟ خاصة قال وعلى من غير هؤلاء قالت أفضله على آدم ونوح ولوط وإبراهيم وعلى موسى وداود وسليمان وعيسى ابن مريم (عليهم السّلام) فقال لها: ويلك أقول لك إنك تفضلين على الصحابة وتزيدين عليهم سبعة من الأنبياء من أولي العزم من الرسل إن لم تأتي ببيان ما قلت وإلاَ ضربت عنقك فقالت: ما أنا مفضلته على هؤلاء الأنبياء ولكن الله عزَّ وجلَّ فضّله عليهم في القرآن بقوله عزَّ وجلَّ في آدم (وعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)سورة طه: الآية 121. وقال في حق عليّ (وكان سعيه مشكورا)سورة الإنسان: . فقال: أحسنت يا حرَّة، فبم تفضلينه على نوح ولوط فقالت الله عزَّ وجلَّ فضله عليهما بقوله (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)سورة التحريم. وعليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) كان مع ملائكة الله الأكبر تحت سدرة المنتهى زوجته بنت محمّد فاطمة الزّهراء التي يرضى الله تعالى لرضاها ويسخط لسخطها فقال الحجاج: أحسنت يا حرّة فبم تفضلينه على أبي الأنبياء إبراهيم خليل الله؟ فقالت: الله عزَّ وجلَّ فضلّه بقوله (وإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ ولَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى ولكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)البقرة.ومولاي أمير المؤمنين قال قولا لا يختلف فيه أحد من المسلّمين: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا.
                          و هذه كلمة ما قالها قبله ولا بعده أحد قال: أحسنت يا حرّة، فبم تفضلينه على موسى كليم الله؟ قالت: بقوله عزَّ وجلَّ (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ)القصص. وعليّ بن أبي طالب بات على فراش رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لم يخف حتى أنزل الله تعالى في حقه (ومِنَ النّاس مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ)سورة البقرة. قال الحجاج: أحسنت يا حرّة، ففيم تفضلينه على داود وسليمان؟ قالت: الله تعالى فضّله عليهما بقوله عزّ وجلّ: (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاس بِالْحَقِّ ولا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)سورة ص: الآية 26. قال لها: في أي شي‏ء كانت حكومته؟ قالت: في رجلين رجل كان له كرم والآخر له غنم فوقعت الغنم بالكرم وفرعته فاحتكما إلى داود (عليه السّلام) فقال: تباع الغنم وينفق ثمنها على الكرم حتى يعود إلى ما كان عليه فقال له ولده: يا أبة، بل يؤخذ من لبنها وصوفها قال تعالى (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ)سورة الأنبياء: الآية 79.وأنَّ مولانا أمير المؤمنين (عليه السّلام) قال: سلوني عمّا فوق العرش سلوني عمّا تحت العرش سلوني قبل أن تفقدوني
                          وإنه (عليه السّلام) دخل على رسول الله يوم فتح خيبر فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) للحاضرين: أفضلكم وأعلمكم وأقضاكم عليّ.
                          فقال لها: أحسنت. فبم تفضلينه على سليمان؟ فقالت الله تعالى فضّله عليه بقوله: (رب هَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي)سورة ص: الآية 35.و مولانا عليّ قال طلّقتك يا دنيا ثلاثا لا حاجة لي فيك
                          فعند ذلك أنزل الله تعالى فيه (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ ولا فَساداً) سورة القصص: الآية 83.فقال: أحسنت يا حرّة، ففيم تفضلينه على عيسى ابن مريم (عليهما السّلام) قالت الله عز وجل فضله بقوله تعالى: (إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنّاس اتَّخِذُونِي وأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي ولا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ)سورة المائدة: الآية 116. فأخّر الحكومة إلى يوم القيامة وعليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) لمّا ادّعى الحرورية فيه ما ادّعوه وهم أهل النهروان قاتلهم ولم يؤخر حكومتهم فهذه كانت فضائله لم تعدّ بفضائل غيره قال: أحسنت يا حرّة، خرجت من جوابك لو لا ذلك لكان ذلك ثم أجازها وسرّحها سراحا حسنا رحمة الله عليها.

                          ولربيبات الرسالة بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                          تعليق


                          • #28
                            مشكورين أخي لا حرمنا الله من مشاركتكم

                            تعليق


                            • #29
                              حبابة الوالبية

                              حبابة الوالبية


                              الإمام المفترض الطاعة


                              كمال الدين 2/536-537، ب49، ح1: حدثنا عليّ بن أحمد الدقّاق رضي الله عنه قال: حدّثنا محمّد بن يعقوب قال: حدّثنا عليّ بن محمّد، عن أبي عليّ محمّد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي، عن أحمد بن يحيى المعروف ببرد، عن محمّد بن خداهي، عن عبد الله بن أيّوب، عن عبد الله بن هشام، عن عبد الكريم بن عمر الخثعمي، عن حبابة الوالبيّة قالت:
                              رأيت أمير المؤمنين (عليه السّلام) في شرطة الخميس ومعه درّة يضرب بها بيّاع الجرّي والمارماهي والزمّار والطافي ويقول لهم: يا بياعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان فقام إليه فرات بن الأحنف فقال له: يا أمير المؤمنين، فما جند بني مروان قالت: فقال له: أقوام حلقوا اللّحى وفتلوا الشوارب فلم أر ناطقاً أحسن نطقاً منه ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له: يا أمير المؤمنين، ما دلالة الإمامة ـ رحمك الله ـ فقال لي ايتيني بتلك الحصاة، وأشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي يا حبابة، إذا ادّعى مُدّع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنّه إمام مفترض الطّاعة والإمام لا يعزب عنه شي‏ء يريده قالت ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين (عليه السّلام) فجئت إلى الحسن (عليه السّلام) وهو في مجلس أمير المؤمنين والنّاس يسألونه فقال لي: يا حبابة الوالبية، فقلت: نعم يا مولاي، فقال: هاتي ما معك قلت فأعطيت الحصاة فطبع لي فيها كما طبع أمير المؤمنين (عليه السّلام) قالت ثم أتيت الحسين (عليه السّلام) وهو في مسجد الرسول (صلّى الله عليه وآله) فقرّب ورحب بي ثم قال لي: إن في الدلالة دليلاً على ما تريدين أ فتريدين دلالة الإمامة؟ فقلت: نعم يا سيّدي، فقال: هاتي ما معك فناولته الحصاة، فطبع لي فيها قالت: ثم أتيت عليَّ بن الحسين (عليه السّلام) وقد بلغ بي الكبر إلى أن أعييت وأنا أعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة فرأيته راكعاً وساجداً مشغولاً بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبَّابة فعاد إلي شبابي قالت: فقلت: يا سيّدي، كم مضى من الدنيا وكم بقي قال: أمّا ما مضى فنعم، وأمّا ما بقي فلا قالت، ثم قال لي: هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها، ثم، أتيت أبا جعفر (عليه السّلام) فطبع لي فيها ثم أتيت أبا عبد الله (عليه السّلام) فطبع لي فيها ثم أتيت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السّلام) فطبع لي فيها ثم أتيت الرَضا (عليه السّلام) فطبع لي فيها ثم عاشت حبابة الوالبية بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكره عبد الله بن هشام.

                              الحمد لله تم البحث في هذا الموضوع المبارك رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

                              تعليق


                              • #30
                                اللهم صلي على محمد وآل محمد .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                                ردود 119
                                18,094 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                                استجابة 1
                                102 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                                استجابة 1
                                72 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                                ردود 2
                                156 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                                استجابة 1
                                111 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X