إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السيد فضل الله والفتنة الشيعية: سلسلة الإنحراف المعاصر1

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيد فضل الله والفتنة الشيعية: سلسلة الإنحراف المعاصر1

    بسم الله الرحمن الرحيم

    1. مَن قَتَلَ نَفْسَا بِغَيرِْ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فىِ الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا (المائدة32)
    2. والْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ‏ (البقرة191)

    آيتان حول القتل والفتنة في القرآن الكريم، نزّلت الآية الأولى قتل نفسٍ واحدة بغير حق منزلة قتل الناس جميعاً، وجعلت الآية الثانية الفتنة أشد من القتل!

    يقول السيد محمد حسين فضل الله في تفسير هذه الآية: لأن القتل يعني الموت الجسدي، بينما تمثل الفتنة عن الدين الموت الروحي الذي يفقد الإنسان معه نفسه، و يتحول إلى عنصر ضار للحياة بدلا من أن يكون عنصرا نافعا لها (تفسير من وحي القرآن، ج‏4، ص: 77)

    الفتنة عن الدين إذاً يفقد فيها الإنسان نفسه، وهذه هي الخسارة الأولى الفردية، ثم يتطور الأمر إلى الخسارة الثانية الإجتماعية بحيث ينقل الأضرار لسائر عناصر المجتمع الإيماني.

    وههنا يطرح (التساؤل الأول):
    س1: كيف نميز الفتنة في خضم العصف الفكري الهائل؟

    نستعين بتفسير السيد فضل الله عندما يبيّن أن تحريك الفتنة هو حرف المؤمنين عن الخط المستقيم وذلك من خلال طرح فهم مغلوط وخاطئ للإسلام، ما يثير الفرقة والتشتت والتمزق ويغذي الأحقاد ويصل بعد ذلك إلى حدّ القتال!

    يقول في تفسيره:
    ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ التي يحركونها في الجانب الفكري لفتنة المؤمنين عن دينهم الحق لينحرفوا عن خطه المستقيم، مما قد يؤدي إلى الفتنة الاجتماعية بينهم إذا اختلفوا في فهمهم للإسلام من خلال ذلك فيتفرقون شيعا و أحزابا و مذاهب و طوائف في خط العصبية التي تثير الانفعال، و تغذي الأحقاد، و تقود إلى القتال (تفسير من وحي القرآن، ج‏5، ص: 229)

    ويظهر من كلماته أمور:
    1. أن الكلام قد يكون واحداً من أهم أسباب الفتنة، فإن بعض الطروحات الفكرية تفتن المؤمنين عن دينهم، فتكون أشدّ من القتل!
    2. أن طرح بعض المفاهيم الباطلة ونسبتها للإسلام تؤدي إلى اتباع شريحة من الناس لهذه المفاهيم وتتعدد حينها الأحزاب والمذاهب والفرق، فيكون في طرحها بنفسه فتنة، وبالتالي يكون محرّماً.
    3. أن الفتنة قد تودي بأصحابها إلى العصبية والانفعال، وتوصل إلى القتل وسفك الدماء، وكل هذا ناشئ من بضع كلمات قد يتفوه بها قائلها تحت حجة الحرية الفكرية وغيرها.

    ثم إنا لو وجدنا من ينبري في الوسط الشيعي الهادئ ويرمي قنابل فكرية وعقدية وتاريخية تسبب الفرقة بين المؤمنين وتثير الضغائن بينهم ويحصل من خلالها فرز أفقي وعامودي في المجتمع، نتيجة حسن ظن عامة الناس بشخصية المتكلم التي تنتسب للدين، فإننا نتأمل كثيراً حينها في حقيقة كونه مصداقاً لما ذكره في تفسيره من (مثيري الفتن)!

    ومن ثم يأتي (السؤال الثاني):
    س2: كيف نواجه الفتنة وأصحابها؟

    كثيراً ما نسمع جواباً تقليدياً بأن في بيان الحق إثارة خطر على اجتماع الشمل، وأن السكوت هو المطلوب فيما لو أثارت بعض الجهات فتنة بحرف الناس عن دينها، وروّجت لمعتقدات باطلة في عمق البيت الشيعي.

    لكنا نلاحظ أن هذه الجهات نفسها ترى لزوم العمل بما يخالف هذا الجواب التقليدي، بحيث يقرّون بلزوم (تقييد حرية) أصحاب الفتنة!

    يقول السيد فضل الله مبيّنا الموقف الذي ينبغي أخذه ممن يوقد نار الفتنة ولو تلبس بلبوس الحياد: فنأخذ جانب الحيطة في موقفنا منهم، بالتأكيد على إلغاء الفرص التي تسمح لهم باللعب، و تقييد حريتهم بالوسائل العملية الواقعية لنحفظ الساحة من كل دعاة الفتنة و الضلال.(تفسير من وحي القرآن، ج‏7، ص: 397)

    وحينما يرى من يختلف مع السيد فضل الله في العقيدة والفكر والرؤى موقفه هذا، يذهل من احتجاج محبيه على مراجع الشيعة الكرام رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين..
    إذ أن السيد فضل الله يوافقهم على منطلقاتهم التي تقوم على قاعدة تقديم الأهم على المهم.

    ويفهم من كلامه أمور:
    1. أن الاحتياط واجب بعدم الاخذ من أصحاب الفتنة، وهم الذين يقدمون طروحات تثير الفرقة في المجتمع وتؤسس تياراً أو شريحة جديدة يشق من خلالها الصف الشيعي، كما حدث معه هو تماماً، بحيث كانت أفكاره وكلماته سبباً في فتنة عصفت بالجو الشيعي وأطاحت بألباب كثيرٍ من محبيه والمتأثرين به.
    2. أن علينا أن نسلبهم الفرص التي تسمح لهم باللعب، واللعب هنا هو لعب بدين الناس، بحيث يركن العوام والبسطاء إلى ما يقوله فلان أو فلان، فيخلط لهم قولاً صالحاً بآخر باطلاً.
    3. أن علينا أن (نقيّد حريّة هؤلاء) (بالوسائل العملية)، وهنا يأتي دور المرجعيات الدينية، بحيث اتّخذت مواقف واضحة وصريحة من الفتن وبيّنت مواضع الضلال فيها، وذلك (لحفظ الساحة من كل دعاة الفتنة والضلال) بحسب ما ورد في تفسير السيد فضل الله نفسه. وأما دور فئات المجتمع باختلافها، فهو (التفاعل) مع موقف المرجعية الدينية بما يؤدي إلى (تقييد حرية) صاحب الفتنة وفكره حياً وميتاً.

    إذا ينبغي على محبي السيد فضل الله أن يعلموا أنه يوافق العلماء الكبار في لزوم مواجهة الفتنة وسحب البساط من تحت أقدام أصحابها.

    فمنهج العلماء في بيان مواضع الانحراف هو أمر متفق على صحته.. ومنهج عامة الناس في قبول رأي الفقهاء والعمل به ولو أدى إلى عزل فئة من الناس أمر في محله.. لكي يتنبه هؤلاء إلى عظم ما اقترفت أيديهم من زرع بذور الفتنة بين الشيعة فيعودوا إلى رشدهم..

    وهذا ما يفسر لنا بشكل واضح وجلي سبب صدور فتاوى من كبار فقهاء ومراجع الشيعة تحكم بضلال السيد فضل الله، عندما قدّم بعد الطروحات التي فتنت بعض الناس عن دينها..

    أما نماذج هذه الفتنة.. فتأتي في حلقات هذه السلسلة إن شاء الله تعالى.

  • #2
    فضل الله وظلامة السيدة الزهراء عليها السلام
    سلسلة الإنحراف المعاصر2

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني.
    حديث اتفق المسلمون على روايته عن النبي صلى الله عليه وآله، حتى أن المخالفون لفاطمة عليها السلام وعترتها نقلوه في أصح كتبهم كصحيح البخاري ج4 ص210.

    ثم رووا قوله صلى الله عليه وآله لها: ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك (المستدرك ج3 ص154) وصححوه.
    فأثبتت هذه الأحاديث وأمثالها مكانة سامية للزهراء عليها السلام عند الله ورسوله، وصارت سيدة نساء العالمين ميزاناً يفرق به بين الحق والباطل، تعاضد الفاروق الأعظم علي بن أبي طالب الذي يدور الحق معه كيفما دار.

    لكن أحداث السقيفة والهجوم على دارها شكّلت أكبر حدثٍ حرف الأمة عن مسارها، وحرمها من أن تحيا نعمة الإمامة التي جعلها الله تعالى في عليّ وبنيه، فكان ما جرى على الزهراء عليها السلام من ظلامات شاهداً على أحقية الأمير عليه السلام، وبطلان مدرسة السقيفة التي أحرقت بابها وكسرت ضلعها وأسقطت جنينها.
    وبقيت هذه الظلامة شاهدة على ذلك وستبقى إلى ظهور الحجة المنتقم عجل الله تعالى فرجه الشريف.

    لكن بعض المدارس الفكرية انتقصت من قيمة هذه الظلامة، وسخّفتها وحرّفتها بعدما حوّرت التاريخ وقلبته رأساً على عقب!
    يقول السيد محمد حسين فضل الله في تسجيل صوتي منشور له حول مسألة (كسر ضلع الزهراء عليه السلام):
    ليست القضية من المهمات التي تهمني، سواء قال القائلون أن ضلعها كسر أو لم يقل القائلون ذلك، هذا لا يمثل بالنسبة لي أية سلبية أو أية إيجابية... هذه القضية ليست من المهمات التي أهتم بإثباتها ونفيها لا من ناحية علمية ولا من ناحية سياسية، ولكن مشكلتنا أن كثيراً من الناس يحملون الأمور أكثر مما تتحمل (انتهى).
    فنفى (أهمية) هذه المسألة عنده، حتى من الناحية العلمية والسياسية!

    ويلاحظ على كلماته أمور منها:

    أولاً:
    أن في هذا الأمر حطٌّ من مكانة السيدة الزهراء عليها السلام، ومن الرسول ومن الله تعالى!

    ذلك أن الاهتمام بما يجري على شخص يغضب الله تعالى ورسوله لغضبه يعد من أهم الواجبات العقائدية والفكرية، فإذا كان كسر ضلعها هو هتك لحرمتها، وإذا كان الهجوم عليها قد أدى لشهادتها، فكيف لا يكون محل اهتمام السيد فضل الله وهو الذي يقرّ بأن لحياة المؤمن العادي عند الله مستوى كبير من الأهمية؟ فما بالك بسيدة النساء؟

    يقول السيد فضل الله:
    و قد وردت في السنّة أحاديث تدل على أن حرمة المؤمن عند اللَّه أعظم من حرمة الكعبة سبعين مرة، مما يوحي بالفكرة التي قدمناها في بداية الحديث بأنّ قيمة حياة المؤمن عند اللَّه في المستوى الكبير من الأهمية والاحترام.(تفسير من وحي القرآن، ج‏7، ص: 403)

    فكيف تكون حرمة المؤمن العادي على مستوى كبير من الأهمية، ثم لا تكون حرمة الزهراء عليها السلام مهمة؟!
    أفهل يمكن أن يكون ما هو أعظم حرمة من الكعبة غير ذي أهمية؟!
    أو يمكن أن يكون غضب الله وغضب رسوله خارجاً عن دائرة اهتماماتنا؟ إذا ما الذي نهتم به كمؤمنين بالله تعالى ورسوله؟! وهل يكفينا الاهتمام بظلامتها في الجملة ثم ننكر أهمية كسر ضلعها مثلا؟!

    ثانياً:
    أن في عدم الاهتمام بكسر ضلعها تضييع لحقها.
    فإن السيد فضل الله يقرّ بأن الامور الاعتقادية على درجة عالية من الأهمية، وأن ترك الاهتمام بها يؤدي إلى تضييعها، لكنه رغم ذلك لا يهتم بما يجري على الزهراء عليها السلام!
    يقول حول مسألة (الولاية): و من الواضح، أن مسألة بهذه الأهمية يؤدي إهمالها إلى أن تبقى حركة الرسالة في مهب الرياح (تفسير من وحي القرآن، ج‏8، ص: 265)

    فإهمال ما ينبغي الاهتمام به يؤدي إلى تضييعه، وإهمال قضية الزهراء عليها السلام يؤدي إلى أن تصبح في مهبّ الرياح بحسب قوله، فهل أمره الله تعالى بتضييع حقها وهي التي يغضب الله لغضبها؟!

    ثالثاً:
    أن في عدم الاهتمام بذلك مخالفة لأوامر الله تعالى.
    فإن السيد فضل الله يقول أن الله تعالى يولي بعض الأمور البسيطة أهمية بالغة، فكيف بمسألة يجعلها الله تعالى محوراً لرضاه وغضبه؟!
    يقول السيد فضل الله: و إذا كان اللّه سبحانه يولي مثل هذه الأمور البسيطة الأهمية البالغة، فينزّل على نبيه الأجوبة عنها على حسب المستوى الذهني.. فهل يمكن أمام ذلك، أن لا يحمّل اللّه رسله و الدعاة إلى دينه المسؤولية في أن يستجيبوا للأسئلة الصعبة التي تتصل بالعقيدة في أصولها و تفاصيلها.. (تفسير من وحي القرآن، ج‏4، ص: 64)

    رابعاً:
    أن في عدم الاهتمام بكسر ضلعها نوع من الأنانية!
    فإن السيد فضل الله يقرن بين عدم الاهتمام بالآخرين وبين الأنانية، ويقول أن عدم الاهتمام بمشاكل الآخرين هو نوع من الأنانية، فما حالنا إن كانت ناشئة من عدم الاهتمام بما يجري على سيدة نساء العالمين؟!
    يقول السيد فضل الله:
    وَ لا تَحَاضُّونَ عَلى‏ طَعامِ الْمِسْكِينِ‏ لأنكم تهملون الفئات المحرومة التي تعيش المسكنة الاقتصادية في أوضاعها الخاصة و العامة، باعتبار أن القضية لا تهمّكم من خلال العقلية الذاتية الأنانية التي لا تفكر إلا بمشاكلها، و لا تهتم بمشاكل الفقراء الآخرين‏ (تفسير من وحي القرآن، ج‏24، ص: 249)

    وهو في الوقت نفسه يقر بأن الإسلام أمر بالاهتمام بالجار مثلاً فيقول: و قد أراد الإسلام منا أن نهتم بالجار، كمظهر من مظاهر الإحساس بأن الجوار يحقق علاقة ألفة و محبّة (تفسير من وحي القرآن، ج‏7، ص: 262)

    ويقر بأمر السماء الاهتمام بأمور الآخرين: إن الإسلام يريد أن يركز على مسئولية المسلم في الاهتمام بأمور الآخرين- لا سيما أقربائه- فيفكر بأمورهم في حالة الحياة و في ما بعد الموت (تفسير من وحي القرآن، ج‏4، ص: 15)

    وهذا شامل لحالتي الحياة والموت، فحتى بعد شهادة الزهراء عليها السلام ينبغي أن نهتم بأمورها وهي سيدة النساء ونعرف ما جرى عليها وهي ميزان الحق والباطل.
    فكيف ساغ له أن يخرج ذلك عن دائرة الأمور المهمة؟!
    فليعتبرها شأناً من الشؤون العامة للمسلمين وهو القائل: لأن من واجب المسلم أن يهتم بأمور المسلمين على كل صعيد (تفسير من وحي القرآن، ج‏7، ص: 376)
    وشؤون المسلمين هذه تشمل الامور العقائدية والعلمية والسياسية ومصير الأمة الاسلامية وسواها.

    ثم إنه بعد أن أكد عدم اهتمامه بكسر ضلعها عليها السلام، عاد ليؤكد (عدم التفاعل) مع الأحاديث التي تثبتها!

    فيقول في تسجيل آخر:
    وأنا لا اتفاعل مع كثير من الأحاديث التي تقول بأن القوم كسروا ضلعها أو ضربوها على وجهها أو ما إلى ذلك، إنني أتحفظ في كثير من هذه الروايات (انتهى).

    ويلاحظ من سائر كلماته أن (عدم التفاعل عنده) يستلزم أموراً:

    أولها:
    أن عدم التفاعل يوحي بالتنكر لذلك!
    فإنه لما تحدث عن ردّ التحية قال أن (عدم التفاعل) مع هذه المبادرة يوحي بالتنكر للمعنى الكامن فيها!
    يقول: لأن عدم التفاعل مع هذه المبادرة يوحي بالتنكر للمعنى الإنساني الكامن في داخلها، مما قد يؤدي إلى بعض السلبيات الاجتماعية التي تمثل انحرافا عن الخط الإسلامي (تفسير من وحي القرآن، ج‏7، ص: 384)
    فإذا كان (عدم التفاعل) مع التحية بردها يمثل انحرافاً عن الخط الاسلامي، ويتضمن تنكراً لما تتضمن من معاني، فإن (عدم التفاعل) مع كسر ضلع الزهراء عليها السلام يمثل انحرافاً عن الخط الإسلامي بدرجة أعلى بكثير، بقدر أهمية الزهراء عليها السلام على موضوع رد التحية!

    ثم إذا كان عدم التفاعل يستلزم تنكراً للحدث، فما الداعي لمثل هذا التنكر عند السيد فضل الله؟!

    ثانيها:
    أن ذلك يعني (فقدان الإحساس بما جرى على الزهراء)
    لأن البعد عن التفاعل وفقدان الاهتمام بالشيء (يعني فقدان الإحساس به) بحسب السيد فضل الله نفسه، حيث يقول: لأن المسألة في انطلاقة الانفعال بالرسالة هي مسألة الحياة المنفعلة بالمسؤولية من خلالها لا مسألة الحياة في ذاتها، في ما تبتعد فيه الروح عن التفاعل مع الفكرة التي تواجهها في خط الدعوة، لأن فقدان الاهتمام بالشي‏ء يعني فقدان الإحساس به.(تفسير من وحي القرآن، ج‏17، ص: 243)

    فيقرّ أن عدم التفاعل مع أي فكرة، وعدم الاهتمام بها يعني فقدان الإحساس بها!
    وهي مسألة تحدد محور رضا الله تعالى وغضبه! وتميز بين الحق والباطل.

    ثالثها:
    أن في ترك التفاعل معها مخالفة لأوامر الإسلام، فقد ذكر السيد فضل الله في موارد عدة أن الإسلام يحث على (التفاعل مع الآخرين - ج‏5 ص99)، ويحث على (التفاعل الروحي - ج‏7 ص263) وإلى (التفاعل عاطفياً وعملياً مع من يشاركونه .. الخصوصيات - ج‏21 ص161) فكيف بسيدة النساء؟!

    ثم إن السيد فضل الله بعدما أكد عدم اهتمامه ولا تفاعله مع قضية كسر ضلعها عليها السلام، اهتم باثبات أمرين آخرين:
    أولهما رضاها عن أبي بكر وعمر وأنها تحدثت معهم بشكل طبيعي قبل وفاتها!
    وثانيهما أن قبرها قد عرف!

    وهو بهذا حرف التاريخ الساطع الذي أثبت ظلامتها ولا يزال..

    فقال في تسجيل صوتي:
    كانت الزهراء كما أشرت كما يروي المؤرخون أن ابا بكر وعمر استأذنا علياً في أن يزورا الزهراء في بيتها ليتحدثا معها لأنهما سمعا أنها غاضبة عليهما. واستئذنها علي في ذلك وقالت له البيت بيتك وجاءا وجلسا إليها وتحدثا معها وتحدثت معهم بشكل طبيعي (انتهى).

    ويلاحظ أنه قد برأ القوم بما لم يبرئهم به البخاري نفسه، فإن البخاري يقول: فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت (صحيح البخاري ج4 ص42).

    ويروي البخاري أيضاً: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت (صحيح البخاري ج8 ص3).

    وفي البخاري: فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت (صحيح البخاري ج5 ص82).

    فإذا كانت صحاح القوم تثبت غضبها عليها السلام على الأول والثاني حتى ماتت، وإذا كانت تثبت غضب الله لغضبها، فكيف يكون ما جرى عليها غير ذي أهمية!
    ولماذا الاهتمام في تبرئتهم دون الاهتمام بما جرى عليها؟!

    ثم لماذا عاد وتراجع عن ذلك في إجابات أخرى؟
    أليس في هذا إثارة للفتنة في البيت الشيعي؟!

    والسيد فضل الله لا ينكر خطورة الانحراف في الأمور الدينية فيقول: أمّا المسألة الدينية فإن الخطورة فيها تشتد حتى تصل إلى درجة الإشراف على الهلكة في علاقة الناس باللَّه و بالحياة كلها، فإن الانحراف في هذا المجال يؤدي إلى الهلاك على مستوى المصير (تفسير من وحي القرآن، ج‏20، ص: 158)

    فإنه قد أدخلنا في متاهات تشكر خطراً على مستوى المصير وتودي بصاحبها إلى الهلاك، ولذا فإنا نحذر من كلماته، ولو كان ظاهر بعضها (هو مجرد انحراف عن الخطّ)، فإن السيد فضل الله يقر بأن الانحرافات تودي إلى التضليل في العقيدة فيقول عن الانحراف: فإنه قد يغريهم بالتقدّم في خطوات جديدة في عمليات تضليل في العقيدة إلى جانب التضليل في العمل (تفسير من وحي القرآن، ج‏6، ص: 178).

    ثم ان زعمه كما في تسجيل آخر أن قبر الزهراء قد عرف بعد ذلك، وأن هناك محاولات لاثارة السذج البسطاء من الناس والاصطياد في الماء العكر في موضوع السيدة الزهراء، هو أمر غير مفهوم أبداً، فإنه (وفق موازينه هو) قد خالف أمر السماء وأثار الفتنة بين المسلمين بحيث طرح موضوعات مسلمة في المذهب الشيعي أثار بها الشقاق والفرقة بين المؤمنين، فكان (بحسب كلماته دائماً) لزاماً على كل مؤمن واعٍ مفكر أن يتنبه لمثل هذه الطروحات، ويحذر على دينه من الانحراف الذي يوصل إلى حد التضليل في العقيدة.

    ولعل قارئاً يتساءل.. لماذا عدم الاهتمام عنده بما يخص السيدة الزهراء وظلامتها وكسر ضلعها؟!
    إن أبسط جواب يكون أدق جوابٍ أحياناً، إن ذلك يرجع للجهل بمقامها ومكانتها عند الله تعالى، ففي حين يقول الإمام المعصوم عليه السلام: وَ إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ لِأَنَّ الْخَلْقَ فُطِمُوا عَنْ مَعْرِفَتِهَا (تفسير فرات الكوفي، ص: 581)

    يقول السيد فضل الله: وإذا كان بعض الناس يتحدث عن بعض الخصوصيات غير العادية في شخصية هؤلاء النساء ، فإننا لا نجد هناك خصوصية إلا الظروف الطبيعية التي كفلت لهن إمكانات النمو الروحي والعقلي (تأملات إسلامية حول المرأة ص8-9)
    ويقول: إنها إمرأة عادية مثل سائر النساء ، غاية الأمر أنها جاهدت وعبدت فبلغت مقاماً عالياً يمكن لغيرها من النساء أن تبلغه إذا ما مضت على الطريق نفسه ، وتوفرت لها الظروف نفسها! (نقلاً عن بيّنات الهدى (العدد 3 _ بتاريخ 1-11-1997) ص6)

    إن الخلق فطموا عن معرفتها، فكيف بالوصول لمكانتها!

    إنها الفتنة بعينها..

    فالمؤمل من الاخوة المؤمنين أن ينبذوا الفتنة بنبذ أدواتها ومثيريها، فلا يكون الرجل فتنة حياً وميتاً.
    كفانا الفتنة الأولى فلا تحيوها.. والعود إلى الرشد أولى وأسلم.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
    استجابة 1
    10 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X