تلوث العقول

ما أجمل صفاء الطبيعة ونقاءها، ما أجمل روعتها وصنعتها..

نبهتني صوادح الأطيار، تتغنى على ذرى الأشجار، وتجلت مليكة الأنوار، عند بزوغ شمس النهار، حيث الطبيعة مرتاحة من التلوث.. حيث السماء الزرقاء، والبراري الخضراء، والنسيم الدافئ.

ولكن ماذا حدث ؟؟!!
الهواء النقي الذي كان ينقل شذى الأزهار، صار هواءاً كثيفاً ملوثا ينقل الغبار..
تلك الشجرة التي كنا نتظلل بها، أصبحت يابسة وهي مستلقية على الأرض في سباتها العميق..
تلك البراري الخضراء أصبحت صحارٍ جرداء، تتخللها الحشائش لصفراء..
السماء الزرقاء، أصبحت سوداء ..
تلك المصانع ترسل سوادها الوسخ إلى السماء، ولم يسلم الماء، فيا حسرتاه عليك أيها الماء..
أنهار جارية، وعيون متدفقة، وبحار منبسطة، أصبحت مستودع الجراثيم، ومقر التلوث..

هذا شيء مما اصابك أيتها الطبيعة، لم نكن نتصور أن تصلي إلى هنا أيتها الطبيعة..

ولكن ..

ما لم نكن نتصوره أن نصل نحن إلى اسوأ من ذلك..
فماذا دهى البشر ؟
ماذا أصابهم ؟
هل أصبحوا كهذه الطبيعة أم كتلك ؟

عجبي لقادتنا وكبارنا كيف أصابهم المسخ في العقول..
عجبي لهم كيف ماتوا وهم أحياء بلا عقول..

نعم ..
عجبي لهم..

وعجبي الأعظم ..
عجبي الذي لا عجب بعده..
كيف صارت أمتنا وشعوبنا مثلهم ..

لا، ليس الأمر كذلك..
لم تنم شعوبنا لأن قادتهم نامت..

بل نام قادتنا لأن شعوبنا نامت..