بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وصلاة على محمد واله الطاهرين
زواج أم كلثوم وأكذوبة التاريخ
( المقدمة)
لايخفى ماللظرف السياسيي المتشنج الذي عاشه اهل السقيفه مع المعارضة العلوية من اثر تركته على العلاقات القائمة بين الطرفين ، فمخلفات يوم السقيفة ترك اثره على المسحة العامة لعلاقات الفريقين ، اذ لا يزال ذلك اليوم العصيب معلقا في اذهان المعارضة العلوية ، وماساة المبادرات السياسية العاجلة تجول في خواطر الهاشميين ، فاخذ البيعة من علي كرهاً وما ارتكبه عمر من احراق الدار وغير ذلك من الامور، خلف تقليدية من العلاقات المتوترة بين الطرفين ، والكراهية التي يترجمها عدم الرضا والقبول لمواقف السقيفة لازال المعلَم البارز في تبادل الهواجس بين الفريقين ، ولازلت مواقف الخليفة تجول في اذهان البيت العلوي وتترك فيه اعمق اثر في نفوس الهاشميين ، وصدورهم مشحونة من مأساة تلك المواقف المؤلمة التي يجدون فيها فاطمة مضطرة ان تعلن صرختها ببكاء شجي عبّر عن وجدان منكسر احسّ بالوحدة والوحشيه من موقف القوم.
وحريُ ببنات علي ٍ ان يعدن ذلك اليوم العصيب ليجول في صدورهن حرقة ًعلى ماسات فاطمة التي ذهبت بغصتها واجدة على الشيخيين ، واذا حاولوا ان يتناسوا تلك اللحظات المؤلمة وان يغضّوا الطرف ولو حينا من الدهر ، فان شأن النساء ان تختزن ذاكرتهن كل ماسات.
فان الايام القلائل غير كفيلة في ان تحيل البغض الى حبّ ، والعداء الى رضا ، والتوجس الى اطمئنان ، أي يبقى البيت العلوي متوترا من القوم .
سوف اعرض عليكم بعض الروايات الوارده في كتب
أهل السنه تعال واقرأ .
الاولى:
ابن سعد في طبقاته الكبرى :
اخبرنا انس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمدعن ابيه ان عمر بن الخطاب خطبه الى علي بن ابي طالب ابنته ام كلثوم فقال علي:انما حبست بناتي على بني جعفر ، فقال عمر انكحنياها ياعلي ، فوالله ما على الارض رجل يرصد من حسن صحابتها ما ارصد.
فقال علي: قد فعلت، فجاء عمر الى مجلس المهاجرين بين القبور والمنبر وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحه وعبيد الرحمن بن عوف، فاذا كان الشيء ياتي عمر من الافاق جاءهم فاخبرهم ذلك واستشارهم فيه ، فجاء عمر فقال:ارفئوني فرفؤوه وقالوا: بمن ياامير المؤمنين ؟
قال ابنة علي بن ابي طالب ، ثم انشأ يخبرهم فقال: ان النبي (ص) قال: كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي، وكنت قد صحبته فاحببت ان يكون هذا ايضا.
الثانيه:
قال محمد بن عمر وغيره: لما خطب عمربن الخطاب الى علي ابنته ام كلثوم قال: يا اميرالمؤمنين انها صبيه ، فقال انك والله مابك ذلك ولكن قد علمنا مابك ، فامره علي فصنعت ثم امر ببره قعوه قال:انطلقي بهذا الى امير المؤمنين فقولي ارسلني ابي يقرؤك السلام ويقول: ان رضيت البُرد فامسكه ، وان سجطته فرده ، فلما اتت عمر قال: بارك الله فيك وفي ابيك قد رضينا،قال: فرجعت الى ابيها فقال : ما نشر البُرد ولا نظر الا الي، فزوجها اياه ، فولدت له غلاما يقال له زيد .
الطبقات الكبرى لابن سعد 6.321.
الثالثه:
قال ابن اسحاق:حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: خطب عمر الى علي ابنتة ام كلثوم ، فاقبل علي عليه وقال: انها صغيره فقال عمر : لا والله ما ذاك بك ولكن اردت منعي، فان كانت كما تقول فابعثها الي فرجع علي فدعاها فاعطاها حله ، وقال : انطلقي بهذه الى امير المؤمنين وقولي له : يقول لك ابي : كيف ترى هذه ؟ فاتته بها وقالت له ذلك ، فاخذعمر بذراعها فاجتذبتها منه وقالت : ارسلها فارسلها وقال حصان كريم، انطلقي قولي له : ما احسنها واجملها !! ليست والله كما قلت فزوجها اياه .(ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري الشافعي )167.
الرابعه:
نفس الفاظ الحديث الا انه زاد فيه (ووضع يده عى ساقها فكشفها )
الخامسه:
ما رواده ابن حجر في الاصابه عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن ا سلم عن ا بيه عن جده ، تزوجت عمرام كلثوم على مهر اربعين الفا . الاصابه في تميز الصحابه4.492.
السادسه:
وروى من طريق عطاء الخرساني (ان عمر امهرها اربعين الفا)
السابعه:
وروى اليعقوبي خبر الخطبة وقال في اخرها.فتزوجها وامهرها عشرة الاف دينارا (تاريخ اليعقوبي 2.40.)
المناقشه في اسانيدها:
يمكننا الان ان نناقش في سند هذا الروايات التي تكررت اسانيدها في جميع الكتب المتعرضه لحادثة زواج ام كلثوم فاذا سلمت سندا امكن الاخذ بها واعتبارها .
1_اورد ابن سعد في الطبقاته هذه الروايه مرسله فقال: اخبرنا انس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن ابيه ان عمر ......... الوسائط بين انس بن عياض وبين محمد ساقطه .
2_ان انس بن عياض الليثي مهمل، لم تتعرض له كتب الرجال بالجرح ولاالتعديل ، فعلة الرواية الاولى من جهتين.
الف:ارسالها .
باء : وكون انس بن عياض را ويها مهملا.
فالرواية ساقطة عن الاعتبار ولايمكن الاخذ بها واعتبارها ذلك .
الروايه الثانيه : قال محمد بن عمر وغيره .لما خطب عمر .......
هذه الروايه اوردها ابن سعد في طبقاته هكذا دون ان يذكر لها اسناد فهي مرسله .
وليس فيها سوى محمد بن عمر ، ومحمد بن عمر الواقدي كما هومعلوم عنداهل الجرح والتعديل ضعيف متروك كذاب .وهذه اقوالهم في الرجل .
قل احمد بن حنبل .هوكذاب، يقلب الاحاديث ، يلقي حديث ابن اخي الزهر ي على معمر و نحو ذا .
وقال ابن معين .ليس بثقه ، وقال مره ، لا يكتب حديثه .
وقال البخاري وابو حاتم ، متروك .
وقال ابو حاتم ايضا والنسائي:يضع الحديث .
وقال الدار قطني: فيه ضعيف .
وقال ابن عدي : احاديثه غير محفوظه والبلاء منه .
وقال ابوغالب ابن بنت معاويه بن عمر: سمعت ابن المديني يقول:الواقدي يضع الحديث .(1ميزان الاعتدال 3.662 وما بعدها )
وقال ابن حجر:متروك (تتقريب التهذتب 2.194.)
وقال ا بن عدي :سالت يحيى بن معين عن الواقدي فقال .ليس بثقة
1 (الكامل في ضعفاء الرجال 6.2245.)
فاذن الرواية الثانية علتها :
1-مرسلة
2-ضعف محمد بن عمرو.وقد تحرينا عن احوال الرجل لئلا يقال ان طريق ابن سعد الى محمد بن عمرو صحيح ، مع فرض ذلك فالعله محمد بن عمرو .
فالروايه ساقطه من الاعتبار .
الروايتان الثالثه والرابعه:
مرسلتان لم يذكر الطبري الى عاصم بن عمر بن قتاده كما في الروايه الثالثه ، ولم يذكر طريقه الى ابي عمر كما في الروايه الرابعه .
بل هكذا ارسلهما الى راويهما دون ذكر سنديهما .
فالروايتان الثالثه والرابعه مرسلتين .
الى هنا ناقشنا السند بعد ذلك لابد من مناقشتها د لالة.
وللحديث صلة .....
الحمد الله رب العالمين وصلاة على محمد واله الطاهرين
زواج أم كلثوم وأكذوبة التاريخ
( المقدمة)
لايخفى ماللظرف السياسيي المتشنج الذي عاشه اهل السقيفه مع المعارضة العلوية من اثر تركته على العلاقات القائمة بين الطرفين ، فمخلفات يوم السقيفة ترك اثره على المسحة العامة لعلاقات الفريقين ، اذ لا يزال ذلك اليوم العصيب معلقا في اذهان المعارضة العلوية ، وماساة المبادرات السياسية العاجلة تجول في خواطر الهاشميين ، فاخذ البيعة من علي كرهاً وما ارتكبه عمر من احراق الدار وغير ذلك من الامور، خلف تقليدية من العلاقات المتوترة بين الطرفين ، والكراهية التي يترجمها عدم الرضا والقبول لمواقف السقيفة لازال المعلَم البارز في تبادل الهواجس بين الفريقين ، ولازلت مواقف الخليفة تجول في اذهان البيت العلوي وتترك فيه اعمق اثر في نفوس الهاشميين ، وصدورهم مشحونة من مأساة تلك المواقف المؤلمة التي يجدون فيها فاطمة مضطرة ان تعلن صرختها ببكاء شجي عبّر عن وجدان منكسر احسّ بالوحدة والوحشيه من موقف القوم.
وحريُ ببنات علي ٍ ان يعدن ذلك اليوم العصيب ليجول في صدورهن حرقة ًعلى ماسات فاطمة التي ذهبت بغصتها واجدة على الشيخيين ، واذا حاولوا ان يتناسوا تلك اللحظات المؤلمة وان يغضّوا الطرف ولو حينا من الدهر ، فان شأن النساء ان تختزن ذاكرتهن كل ماسات.
فان الايام القلائل غير كفيلة في ان تحيل البغض الى حبّ ، والعداء الى رضا ، والتوجس الى اطمئنان ، أي يبقى البيت العلوي متوترا من القوم .
سوف اعرض عليكم بعض الروايات الوارده في كتب
أهل السنه تعال واقرأ .
الاولى:
ابن سعد في طبقاته الكبرى :
اخبرنا انس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمدعن ابيه ان عمر بن الخطاب خطبه الى علي بن ابي طالب ابنته ام كلثوم فقال علي:انما حبست بناتي على بني جعفر ، فقال عمر انكحنياها ياعلي ، فوالله ما على الارض رجل يرصد من حسن صحابتها ما ارصد.
فقال علي: قد فعلت، فجاء عمر الى مجلس المهاجرين بين القبور والمنبر وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحه وعبيد الرحمن بن عوف، فاذا كان الشيء ياتي عمر من الافاق جاءهم فاخبرهم ذلك واستشارهم فيه ، فجاء عمر فقال:ارفئوني فرفؤوه وقالوا: بمن ياامير المؤمنين ؟
قال ابنة علي بن ابي طالب ، ثم انشأ يخبرهم فقال: ان النبي (ص) قال: كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي، وكنت قد صحبته فاحببت ان يكون هذا ايضا.
الثانيه:
قال محمد بن عمر وغيره: لما خطب عمربن الخطاب الى علي ابنته ام كلثوم قال: يا اميرالمؤمنين انها صبيه ، فقال انك والله مابك ذلك ولكن قد علمنا مابك ، فامره علي فصنعت ثم امر ببره قعوه قال:انطلقي بهذا الى امير المؤمنين فقولي ارسلني ابي يقرؤك السلام ويقول: ان رضيت البُرد فامسكه ، وان سجطته فرده ، فلما اتت عمر قال: بارك الله فيك وفي ابيك قد رضينا،قال: فرجعت الى ابيها فقال : ما نشر البُرد ولا نظر الا الي، فزوجها اياه ، فولدت له غلاما يقال له زيد .
الطبقات الكبرى لابن سعد 6.321.
الثالثه:
قال ابن اسحاق:حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: خطب عمر الى علي ابنتة ام كلثوم ، فاقبل علي عليه وقال: انها صغيره فقال عمر : لا والله ما ذاك بك ولكن اردت منعي، فان كانت كما تقول فابعثها الي فرجع علي فدعاها فاعطاها حله ، وقال : انطلقي بهذه الى امير المؤمنين وقولي له : يقول لك ابي : كيف ترى هذه ؟ فاتته بها وقالت له ذلك ، فاخذعمر بذراعها فاجتذبتها منه وقالت : ارسلها فارسلها وقال حصان كريم، انطلقي قولي له : ما احسنها واجملها !! ليست والله كما قلت فزوجها اياه .(ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري الشافعي )167.
الرابعه:
نفس الفاظ الحديث الا انه زاد فيه (ووضع يده عى ساقها فكشفها )
الخامسه:
ما رواده ابن حجر في الاصابه عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن ا سلم عن ا بيه عن جده ، تزوجت عمرام كلثوم على مهر اربعين الفا . الاصابه في تميز الصحابه4.492.
السادسه:
وروى من طريق عطاء الخرساني (ان عمر امهرها اربعين الفا)
السابعه:
وروى اليعقوبي خبر الخطبة وقال في اخرها.فتزوجها وامهرها عشرة الاف دينارا (تاريخ اليعقوبي 2.40.)
المناقشه في اسانيدها:
يمكننا الان ان نناقش في سند هذا الروايات التي تكررت اسانيدها في جميع الكتب المتعرضه لحادثة زواج ام كلثوم فاذا سلمت سندا امكن الاخذ بها واعتبارها .
1_اورد ابن سعد في الطبقاته هذه الروايه مرسله فقال: اخبرنا انس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن ابيه ان عمر ......... الوسائط بين انس بن عياض وبين محمد ساقطه .
2_ان انس بن عياض الليثي مهمل، لم تتعرض له كتب الرجال بالجرح ولاالتعديل ، فعلة الرواية الاولى من جهتين.
الف:ارسالها .
باء : وكون انس بن عياض را ويها مهملا.
فالرواية ساقطة عن الاعتبار ولايمكن الاخذ بها واعتبارها ذلك .
الروايه الثانيه : قال محمد بن عمر وغيره .لما خطب عمر .......
هذه الروايه اوردها ابن سعد في طبقاته هكذا دون ان يذكر لها اسناد فهي مرسله .
وليس فيها سوى محمد بن عمر ، ومحمد بن عمر الواقدي كما هومعلوم عنداهل الجرح والتعديل ضعيف متروك كذاب .وهذه اقوالهم في الرجل .
قل احمد بن حنبل .هوكذاب، يقلب الاحاديث ، يلقي حديث ابن اخي الزهر ي على معمر و نحو ذا .
وقال ابن معين .ليس بثقه ، وقال مره ، لا يكتب حديثه .
وقال البخاري وابو حاتم ، متروك .
وقال ابو حاتم ايضا والنسائي:يضع الحديث .
وقال الدار قطني: فيه ضعيف .
وقال ابن عدي : احاديثه غير محفوظه والبلاء منه .
وقال ابوغالب ابن بنت معاويه بن عمر: سمعت ابن المديني يقول:الواقدي يضع الحديث .(1ميزان الاعتدال 3.662 وما بعدها )
وقال ابن حجر:متروك (تتقريب التهذتب 2.194.)
وقال ا بن عدي :سالت يحيى بن معين عن الواقدي فقال .ليس بثقة
1 (الكامل في ضعفاء الرجال 6.2245.)
فاذن الرواية الثانية علتها :
1-مرسلة
2-ضعف محمد بن عمرو.وقد تحرينا عن احوال الرجل لئلا يقال ان طريق ابن سعد الى محمد بن عمرو صحيح ، مع فرض ذلك فالعله محمد بن عمرو .
فالروايه ساقطه من الاعتبار .
الروايتان الثالثه والرابعه:
مرسلتان لم يذكر الطبري الى عاصم بن عمر بن قتاده كما في الروايه الثالثه ، ولم يذكر طريقه الى ابي عمر كما في الروايه الرابعه .
بل هكذا ارسلهما الى راويهما دون ذكر سنديهما .
فالروايتان الثالثه والرابعه مرسلتين .
الى هنا ناقشنا السند بعد ذلك لابد من مناقشتها د لالة.
وللحديث صلة .....
تعليق