اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
أهل البيت سلام الله عليهم فعلوا أكبر من ذلك(التطبير)، فالزيارة المعروفة بزيارة الناحية المقدسة، المأثورة عن الإمام الحجة بن الحسن العسكري سلام الله عليه حيث يقول سلام الله عليه فيها: «ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً» وفي اللغة «ولأبكينّك» أي: والله أبكينك دماً، ومن المعلوم أن انفجار العين بالدم أكبر من انفجار الرأس بالدم ....
فوائد التطبير وأهدافه كثيرة، منها: إن التطبير يبقي ذكريات عاشوراء طرية جديدة، ومنها: إنه إظهار للمظلومية والمظلومية أمضى سلاح لكبت العدو وكسب الأحباء. ومنها: إنه يكون في مقام الحجامة على الرأس التي سمّاها النبي صلى الله عليه وآله بالمنقذة والمنجية، أي: من الموت. ومنها: إنه من مصاديق الجزع على سيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين (صلوات الله عليه) المأمور به في السنّة الشريفة. ومنها: إنه اقتداء بمولاتنا السيّدة زينب الكبرى عليها السلام(رواية أن السيدة زينب سلام الله عليها ضربت رأسها بالمحمل فسال الدم) وغير ذلك ممّا يدلّ على الجواز، بل الاستحباب أيضاً.
أراء المفكريين المسيحين في التطبير
يقول السيربيرسي سايكس " لقد شاهدت هذه المأساة تمثل امام عيني مرات عدة , ولذلك يمكنني ان اعترف واقر بأن الاستماع الى ولولة النساء الصارخة ومشاهد الحزن الذي يغشى على الرجال كلهم ,يؤثر تأثير عميق في المرء بحيث لايسعه الاان يصب نقمته على الشمر ويزيد بن معاويه بقدر ما يصبه الناس على الحاضرين, ان هذه المسرحية الاليمة تدل على قوة عاطفية جامحة تمتلىء ب لحزن والاسى الذي لايمكن ان يقدر بسهولة و أن المناظر التي شاهدتها في التطبير بعيني هاتين ستبقى غير منسية في مخيلتي مادمت على قيد الحياة". ( الشعائر الحسينيةالعقائدية عبر التاريخ ص 67)
ويقول المفكر المسيحي انطوان بارا صاحب كتاب الحسين في الفكر المسيحي " أما بخصوص التطبير فأنني اعتقد بأنه عملية رمزية تعبر عن رسالة مفادها أنكم مستعدون لفداء الامام الحسين بدمائكم , من خلالها يستذكر الفرد فاجعة الطف ويتجدد عنده الشعور بوخز الضمير ويتولد الايمان في النفوس عن طريق دعم استمرارية التكفير عن التقصير لنصرة الحسين عليه السلام((عدد عاشور الخاص من المنبر عام 1421ه ص 13)).
ويقول الدكتور المسيحي بولس الحلو: لستم وحدكم.. فنحن المسيحيين نطبّر أيضا!
ففي لقاء أجرته مجلة المنبر مع أحد الأكاديميين المسيحيين المتخصصين في دراسة المجتمعات الإنسانية وتقاليدها وأعرافها. وهو الدكتور الماروني اللبناني بولس جوزيف الحلو، الأستاذ والمحاضر في عدد من الجامعات اللبنانية، والمؤلف وعالم اللغة في كثير من المنتديات العلمية والأكاديمية. ومما يزيد من أهمية شهادة الدكتور الحلو، أن رسالة الماجستير التي كان قد أعدها في ما مضى، كانت بعنوان (الحركة السلفية وآثارها على العالم الإسلامي)، وهو اليوم يحضر لدراسة أكاديمية بعنوان (مقاربات بين المسيحية والإمامية.. دراسة تحليلية). علما بأن رسالته في الدكتوراة كانت بعنوان (منطقة جزين في ثمانين عاما.. دراسة اقتصادية ثقافية اجتماعية)، وهي الرسالة التي منح بها هذه الدرجة الأكاديمية من جامعة (الروح القدس) في لبنان فحينما سُئل الدكتور بولس الحلو عن التطبير الذي يمارسه الشيعة يوم العاشر مواساة لإمامهم الحسين عليه الصلاة والسلام.. وما هو تقييمه له كشعيرة أجاب بأن التطبير هو نموذج من نماذج استشعار الألم وإيذاء الجسد للوصول إلى حالة الاستذكار الكامل - كما أوضحت - والتطبير من وجهة نظري هو الشعيرة الأكثر تحريكا للمشاعر والأحاسيس.
وعن سؤال آخر حول واقع دراساته الأكاديمية؛ وهل لهذه الشعائر أمثلة في شعوب أخرى؟ أجاب بنعم. فأنتم لستم وحدكم في هذا المضمار، بل نحن المسيحيين نمارس شعائر تماثل إلى حد كبير الشعائر الحسينية التي تقومون بها، وتصل بعض الطقوس المسيحية إلى حالة الإدماء أيضا، وهو يشابه التطبير. إن هناك بعض المسيحيين يضربون أجسادهم بالسوط في ما نسميه (أسبوع الآلام) أي آلام السيد المسيح، وهناك في بعض المناطق المسيحية في الشرق الأقصى، تُدمى المعاصم وتُدق بالمسامير للإحساس بآلام المسيح عندما صُلِب، كما يحصل هناك بعض الشرخ للجسد في أنحاء متفرقة لإسالة الدم، وهذا هو التطبير بعينه، ولذا فلا تظنوا أنكم وحدكم تطبرون على الحسين، بل نحن أيضا نطبر على المسيح. ولا أستبعد أن يكون هناك بعض المسيحيين عندنا في لبنان يطبرون على الحسين، خاصة أن للحسين موقعا خاصا عند المسيحيين بشكل عام، والمسيحيين اللبنانيين بشكل خاص.
هذه شهادات بعض علماء المفكريين المسيحين تجاه التطبير و البعض يقول أن شعائرنا غير حضارية!!!!!
فلنجعل اعمالنا لله و لنتعلم ان نقبل الفكر الآخر فمن اراد ان يطبر فليفعل و من لم يرد ان يطبر فلا يفعل و لا يتهجم على المطبرين و التطبير..
فنتعلم من الامام علي عليه السلام مبدا التعددية و احترام الراي الاخر.. و لندرس بتاني حياته ودولته اللتي اقامها و استمرت لخمس سنوات و كانت مثالا لدولة العدل الالاهي..
ان الشعائر الحسينية تزداد قوة عاما بعد عام و ما كان لله
ينمو...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
أهل البيت سلام الله عليهم فعلوا أكبر من ذلك(التطبير)، فالزيارة المعروفة بزيارة الناحية المقدسة، المأثورة عن الإمام الحجة بن الحسن العسكري سلام الله عليه حيث يقول سلام الله عليه فيها: «ولأبكينّ عليك بدل الدموع دماً» وفي اللغة «ولأبكينّك» أي: والله أبكينك دماً، ومن المعلوم أن انفجار العين بالدم أكبر من انفجار الرأس بالدم ....
فوائد التطبير وأهدافه كثيرة، منها: إن التطبير يبقي ذكريات عاشوراء طرية جديدة، ومنها: إنه إظهار للمظلومية والمظلومية أمضى سلاح لكبت العدو وكسب الأحباء. ومنها: إنه يكون في مقام الحجامة على الرأس التي سمّاها النبي صلى الله عليه وآله بالمنقذة والمنجية، أي: من الموت. ومنها: إنه من مصاديق الجزع على سيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين (صلوات الله عليه) المأمور به في السنّة الشريفة. ومنها: إنه اقتداء بمولاتنا السيّدة زينب الكبرى عليها السلام(رواية أن السيدة زينب سلام الله عليها ضربت رأسها بالمحمل فسال الدم) وغير ذلك ممّا يدلّ على الجواز، بل الاستحباب أيضاً.
أراء المفكريين المسيحين في التطبير
يقول السيربيرسي سايكس " لقد شاهدت هذه المأساة تمثل امام عيني مرات عدة , ولذلك يمكنني ان اعترف واقر بأن الاستماع الى ولولة النساء الصارخة ومشاهد الحزن الذي يغشى على الرجال كلهم ,يؤثر تأثير عميق في المرء بحيث لايسعه الاان يصب نقمته على الشمر ويزيد بن معاويه بقدر ما يصبه الناس على الحاضرين, ان هذه المسرحية الاليمة تدل على قوة عاطفية جامحة تمتلىء ب لحزن والاسى الذي لايمكن ان يقدر بسهولة و أن المناظر التي شاهدتها في التطبير بعيني هاتين ستبقى غير منسية في مخيلتي مادمت على قيد الحياة". ( الشعائر الحسينيةالعقائدية عبر التاريخ ص 67)
ويقول المفكر المسيحي انطوان بارا صاحب كتاب الحسين في الفكر المسيحي " أما بخصوص التطبير فأنني اعتقد بأنه عملية رمزية تعبر عن رسالة مفادها أنكم مستعدون لفداء الامام الحسين بدمائكم , من خلالها يستذكر الفرد فاجعة الطف ويتجدد عنده الشعور بوخز الضمير ويتولد الايمان في النفوس عن طريق دعم استمرارية التكفير عن التقصير لنصرة الحسين عليه السلام((عدد عاشور الخاص من المنبر عام 1421ه ص 13)).
ويقول الدكتور المسيحي بولس الحلو: لستم وحدكم.. فنحن المسيحيين نطبّر أيضا!
ففي لقاء أجرته مجلة المنبر مع أحد الأكاديميين المسيحيين المتخصصين في دراسة المجتمعات الإنسانية وتقاليدها وأعرافها. وهو الدكتور الماروني اللبناني بولس جوزيف الحلو، الأستاذ والمحاضر في عدد من الجامعات اللبنانية، والمؤلف وعالم اللغة في كثير من المنتديات العلمية والأكاديمية. ومما يزيد من أهمية شهادة الدكتور الحلو، أن رسالة الماجستير التي كان قد أعدها في ما مضى، كانت بعنوان (الحركة السلفية وآثارها على العالم الإسلامي)، وهو اليوم يحضر لدراسة أكاديمية بعنوان (مقاربات بين المسيحية والإمامية.. دراسة تحليلية). علما بأن رسالته في الدكتوراة كانت بعنوان (منطقة جزين في ثمانين عاما.. دراسة اقتصادية ثقافية اجتماعية)، وهي الرسالة التي منح بها هذه الدرجة الأكاديمية من جامعة (الروح القدس) في لبنان فحينما سُئل الدكتور بولس الحلو عن التطبير الذي يمارسه الشيعة يوم العاشر مواساة لإمامهم الحسين عليه الصلاة والسلام.. وما هو تقييمه له كشعيرة أجاب بأن التطبير هو نموذج من نماذج استشعار الألم وإيذاء الجسد للوصول إلى حالة الاستذكار الكامل - كما أوضحت - والتطبير من وجهة نظري هو الشعيرة الأكثر تحريكا للمشاعر والأحاسيس.
وعن سؤال آخر حول واقع دراساته الأكاديمية؛ وهل لهذه الشعائر أمثلة في شعوب أخرى؟ أجاب بنعم. فأنتم لستم وحدكم في هذا المضمار، بل نحن المسيحيين نمارس شعائر تماثل إلى حد كبير الشعائر الحسينية التي تقومون بها، وتصل بعض الطقوس المسيحية إلى حالة الإدماء أيضا، وهو يشابه التطبير. إن هناك بعض المسيحيين يضربون أجسادهم بالسوط في ما نسميه (أسبوع الآلام) أي آلام السيد المسيح، وهناك في بعض المناطق المسيحية في الشرق الأقصى، تُدمى المعاصم وتُدق بالمسامير للإحساس بآلام المسيح عندما صُلِب، كما يحصل هناك بعض الشرخ للجسد في أنحاء متفرقة لإسالة الدم، وهذا هو التطبير بعينه، ولذا فلا تظنوا أنكم وحدكم تطبرون على الحسين، بل نحن أيضا نطبر على المسيح. ولا أستبعد أن يكون هناك بعض المسيحيين عندنا في لبنان يطبرون على الحسين، خاصة أن للحسين موقعا خاصا عند المسيحيين بشكل عام، والمسيحيين اللبنانيين بشكل خاص.
هذه شهادات بعض علماء المفكريين المسيحين تجاه التطبير و البعض يقول أن شعائرنا غير حضارية!!!!!
فلنجعل اعمالنا لله و لنتعلم ان نقبل الفكر الآخر فمن اراد ان يطبر فليفعل و من لم يرد ان يطبر فلا يفعل و لا يتهجم على المطبرين و التطبير..
فنتعلم من الامام علي عليه السلام مبدا التعددية و احترام الراي الاخر.. و لندرس بتاني حياته ودولته اللتي اقامها و استمرت لخمس سنوات و كانت مثالا لدولة العدل الالاهي..
ان الشعائر الحسينية تزداد قوة عاما بعد عام و ما كان لله
ينمو...
تعليق