أسباب النصر (2) - الأسباب المعنويّة
النصر الإلهي
موعظة قرآنية
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾1.
مقدّمة
يبدو أنّه لا نقاش في تأثر الجانب المعنويّ في تحقيق النصر سواء كان ذلك بطريقة غيبيّة لا نعلمها أم كان ذلك بطريقة يمكن تحليلها والاهتداء إلى حقيقتها وكيفية تأثير البعد المعنويّ على الإنسان في حياته الطبيعيّة كالنصر والهزيمة وما شابه من الحالات. وسوف نستعرض فيما يأتي الأسباب المعنويّة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. وسوف نحاول تحليل ما يسعفنا التحليل في فهمه، ونكتفي فيما سواه بعرضه والتسليم به لشهادة الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
الإيمان
الإيمان في اللغة كلمة تتضمّن معاني عدّة هي الوثوق والتصديق والركون. ويبدو أنّ هذه الكلمة على الرغم من تعدّد استعمالاتها وتنوّعها إلا أنّها أصل لغويّ واحد تعددت معانيه بتعدّد استعمالاته. فيُقال: أمن فلانٌ فهو آمن على نفسه، وأمن البلد، وآمن بالله، وأتمنت زيدًا على كذا. يقول المصطفوي في شرح هذه المفردة القرآنية:
والتحقيق أنّ الأصل الواحد في هذه المادة: هو الأمن والسكون ورفع الخوف والوحشة والاضطراب. يقال أمِن يأمن أمنًا, أي اطمأنّ وزال عنه الخوف... والائتمان هو أخذه أمينًا. والإيمان جعل نفسه أو غيره في الأمن والسكون. والإيمان به حصول السكون والطمأنينة به... ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ﴾2 أي اطمأنّوا وحصل لهم الأمن. وآمن بالله: "حصل له الاطمئنان والسكون بالله المتعال، فهو مؤمن أي مطمئنٌّ"3.
وقد ورد في القرآن الكريم أكثر من آية تربط بين النصر وبين الإيمان، ولا يبدو أنّ ثمّة حاجة لاستعراضها جميعًا, ولذلك نكتفي بالإشارة إلى بعضها، ومنها:
- قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾4. من حيث المبدإ لا حقّ لأحدٍ على الله ولا عنده عزّ وجلّ، فكل ما يفيض من الله يفيض على أساس الجود والكرم والتفضّل، ولكنّ الله يكتب على نفسه بعض الأمور، فتتحوّل إلى حقٍّ بالوعد الإلهيّ بالتفضّل. وكفى بالوعد الإلهيّ وثيقة للتحقّق: ﴿وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾5.
وفي آية أخرى يقول عزّ وجلّ بلسان الوعد: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾6. وفي هذه الآية وعد من الله أيضًا بالنصر ولو بكلمات: الاستخلاف، والأمن، والتمكين، فقد تقدّم أنّ التعبير القرآني عن النصر متعدد الصيغ.
- قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾7. وهذه الآية أيضًا واضحة الدلالة على أنّ صفة الإيمان التي يتّصف بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي أحد الأسس التي تسقط العدد من الاعتبار وتعطي المؤمنين ميزة تجعل الواحد منهم يعادل عشرة من غيرهم.
أثر الإيمان في النصر
النصر الإلهي
موعظة قرآنية
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾1.
مقدّمة
يبدو أنّه لا نقاش في تأثر الجانب المعنويّ في تحقيق النصر سواء كان ذلك بطريقة غيبيّة لا نعلمها أم كان ذلك بطريقة يمكن تحليلها والاهتداء إلى حقيقتها وكيفية تأثير البعد المعنويّ على الإنسان في حياته الطبيعيّة كالنصر والهزيمة وما شابه من الحالات. وسوف نستعرض فيما يأتي الأسباب المعنويّة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم. وسوف نحاول تحليل ما يسعفنا التحليل في فهمه، ونكتفي فيما سواه بعرضه والتسليم به لشهادة الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
الإيمان
الإيمان في اللغة كلمة تتضمّن معاني عدّة هي الوثوق والتصديق والركون. ويبدو أنّ هذه الكلمة على الرغم من تعدّد استعمالاتها وتنوّعها إلا أنّها أصل لغويّ واحد تعددت معانيه بتعدّد استعمالاته. فيُقال: أمن فلانٌ فهو آمن على نفسه، وأمن البلد، وآمن بالله، وأتمنت زيدًا على كذا. يقول المصطفوي في شرح هذه المفردة القرآنية:
والتحقيق أنّ الأصل الواحد في هذه المادة: هو الأمن والسكون ورفع الخوف والوحشة والاضطراب. يقال أمِن يأمن أمنًا, أي اطمأنّ وزال عنه الخوف... والائتمان هو أخذه أمينًا. والإيمان جعل نفسه أو غيره في الأمن والسكون. والإيمان به حصول السكون والطمأنينة به... ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ﴾2 أي اطمأنّوا وحصل لهم الأمن. وآمن بالله: "حصل له الاطمئنان والسكون بالله المتعال، فهو مؤمن أي مطمئنٌّ"3.
وقد ورد في القرآن الكريم أكثر من آية تربط بين النصر وبين الإيمان، ولا يبدو أنّ ثمّة حاجة لاستعراضها جميعًا, ولذلك نكتفي بالإشارة إلى بعضها، ومنها:
- قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾4. من حيث المبدإ لا حقّ لأحدٍ على الله ولا عنده عزّ وجلّ، فكل ما يفيض من الله يفيض على أساس الجود والكرم والتفضّل، ولكنّ الله يكتب على نفسه بعض الأمور، فتتحوّل إلى حقٍّ بالوعد الإلهيّ بالتفضّل. وكفى بالوعد الإلهيّ وثيقة للتحقّق: ﴿وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾5.
وفي آية أخرى يقول عزّ وجلّ بلسان الوعد: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾6. وفي هذه الآية وعد من الله أيضًا بالنصر ولو بكلمات: الاستخلاف، والأمن، والتمكين، فقد تقدّم أنّ التعبير القرآني عن النصر متعدد الصيغ.
- قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ﴾7. وهذه الآية أيضًا واضحة الدلالة على أنّ صفة الإيمان التي يتّصف بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي أحد الأسس التي تسقط العدد من الاعتبار وتعطي المؤمنين ميزة تجعل الواحد منهم يعادل عشرة من غيرهم.
أثر الإيمان في النصر
تعليق