[ أَبْـيَـات رَائِـعَة مِنَ القَصِيدَة الحُسَيْنِيَّة : عِشْ فِي زَمَانِك ] .
عِشْ فِي زَمَـانِكَ مَا اسْتَطَعْتَ نَبِيلا (1)
و اتـرُكْ حَـدِيـثَـكَ لِـلرُواةِ جَـمِـيـلا
وَلـِعِـزِّكَ اسْـتَـرْخِـصْ حَـيَـاتَـكَ ، إِنَّـه
أَغـلَـى و إلاّ غَـادَرَتْـكَ ذَلِـيـلا ! !
أَلْـعِـزُّ مـِقْـيَاسُ الـحَـيَـاةِ ، وَضَـلَّ مَنْ
قَـدْ عـَدَّ مِـقـيَـاسَ الـحَـيَـاةِ الـطُّـولا
قلْ : كَـيْـفَ عَاشَ، ولا تَـقـلْ: كَمْ عَـاشَ
مَـنْ جَـعَـلَ الـحَـيَاةَ إِلَـى عُلاهُ سَـبِـيلا
لا غَرْوَى(2) إِنْ طَوَتِ المَنِيَّةُ مَاجداً (3)
كَـثُـرَتْ مَـحَـاسِـنُـهُ ، وَ عَـاشَ قَـلِـيـلا
مـَـا كَــانَ لِـلأَحْـرَارِ إِلا قُــدْوةً
بَـطَـلٌ تـَوَسَّـدَ(4) فِـي الطُـفُوفِ قَتِيلا
بَـعَـثَـتْـهُ أَسْفـارُ (5) الحَـقَـائِـقِ آيَـةً
لا تَـقـْبـَلُ الـتَّـفْسِـيـرَ و الـتَّـأوِيــلا
لا زَالَ يـَقْـرَؤُهَـا الـزَّمَـانُ مـُعَـظـِّمـاً
فِـي شَـأنِـهَـا ، ويـَزِيـدُهَـا تَـرْتِـيـلا
أَفْـدِيـكَ مُـعْـتَـصِـماً بِسَيْفِكَ لَـم تَـجـِدْ
إِلاهُ فِـي حِـفْـظِ الـذِّمَار ِ(6) كَـفِـيـلا
خَـشـِيَـتْ أُمَـيَّـةُ أَنْ تُـزَعْـزِعَ عَرْشَـها
والـعَـرْشُ لـَوْلاكَ اسْتَـقَامَ (7) طَوِيلا
و مـَشـَيْـتَ مـِشْـيَـةَ مُطْمَئِنٍ ، حِينَمَـا
أَزْمـَعْـتَ (8) عَـنْ هَذي الحَياةِ رَحِيلا
فَـكَـأَنَّ مَـوْقِـفَـكَ الأَبِيَّ (9) رِسَالَـةٌ
وَ بِـهَـا كَـأَنَّـكَ قَـدْ بُـعِـثْـتَ رَسُـولا
نَهَجَ(10) الاُباةُ عَلَى هُدَاكَ، ولَمْ تَزَلْ
لَـهُـمْ مِـثَـالاً فِـي الـحَـيَـاةِ نَـبِـيـلا
وتَـعـَشـَّقَ الأَحْـرارُ سـُنـَّتـَكَ الـتِـي
لَـمْ تُـبْـقِ عـُذْراً لِـلشَّجَا(11) مَقْبُولا
قَـتَـلُـوكَ لِـلدّنْـيـا... وَلَـكِـنْ لَـمْ تَـدُمْ
لـِبَـنِـي أُمَـيَّـةَ بَـعْـدَ قـَتْـلـِكِ جِـيـلا
وَلَـرُبَّ نـَصـْرٍ(12) عـادَ شَـرَّ هَزِيمَةٍ
تَـرْكَتْ بُـيُـوتَ الظَّـالِمِينَ طُلُولا !(13)
حَـمَـلـَتْ بِصـِفِّـيـنَ الكِـتَـابَ رِمَاحُهُمْ
لِـيَـكُـونَ رَأسـَكَ بَـعْـدَهُ مَـحْـمُـولا
يَـدْعُـونَ بِاسْـمِ (مُحَمَّدٍ).. وَبِـكَـرْبَـلا
دَمـُهُ غـَدَا بِسُـيُوفِهِمْ مَـطْـلُـولا(14)
مـا أبْخَسَ الدّنيا(15) إِذا لَـمْ تَسْتَطِعْ
أَن ْ تُـوجِـدِ الـدّنْـيـا إِلَـيْـكَ مـَثـِيـلا !
بِـسَـمَـائِـكَ الـشُعـَراءُ مَهْـمَـا حَلَّقُوا
لَـمْ يَـبْـلُـغُـوا مِنْ أَلْـفِ مِـيـلٍ مِـيـلا
(( الشَّاعِر المَرْحُوم عَبد الحُسَيْن الأزرِي ))
............................................
[ شرح المفردات ]
(1) نبـيل : صاحب الـفـضل .
(2) لا غَـرْوَى : لا عَـجَـب .
(3) مـاجد : صاحب المجد وحسن الـخُـلق .
(4) تـوسَّد : تَـوَسَّدَ الـوِسَـادة أي جـعَـلَـها تحت رأسه .
(5) أَسْفـار : مفردها سِـفْـر ، وهـو الـكـتاب الـكـبير .
(6) الـذمـار : الأهـل .
(7) إِسْـتَقام لَـهُ الأمر : إِعْـتَـدَلَ لَـهُ .
(8) أزمعتَ : أزمع الأمر: ثَـبَتَ عليهِ وأظهرَ فِيهِ عَـزْماً .
(9) الأبـيّ : الـمُـتَـرَفِّع عنِ النَّـقـائص .
(10) نَـهَجَ : سـَـلَـكَ .
(11) للـشّجا : لِـلْـهَمِّ والحـزن .
(12) رُبَّ : كَـمْ .
(13) طُـلول : مفردها طَـلَـل وهو ما بَـقِـيَ شـاخصاً مـن آثـار الـديار .
(14) مَـطلـولاً : مـهـدوراً .
(15) ما أبـخس الدنيا : كم هي رخيصة وحقيرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
[ لا تنسوني ووالِدَيّ من خالص دعائكم ]
وآخِرُ دَعْوانا
۞.... أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞
عِشْ فِي زَمَـانِكَ مَا اسْتَطَعْتَ نَبِيلا (1)
و اتـرُكْ حَـدِيـثَـكَ لِـلرُواةِ جَـمِـيـلا
وَلـِعِـزِّكَ اسْـتَـرْخِـصْ حَـيَـاتَـكَ ، إِنَّـه
أَغـلَـى و إلاّ غَـادَرَتْـكَ ذَلِـيـلا ! !
أَلْـعِـزُّ مـِقْـيَاسُ الـحَـيَـاةِ ، وَضَـلَّ مَنْ
قَـدْ عـَدَّ مِـقـيَـاسَ الـحَـيَـاةِ الـطُّـولا
قلْ : كَـيْـفَ عَاشَ، ولا تَـقـلْ: كَمْ عَـاشَ
مَـنْ جَـعَـلَ الـحَـيَاةَ إِلَـى عُلاهُ سَـبِـيلا
لا غَرْوَى(2) إِنْ طَوَتِ المَنِيَّةُ مَاجداً (3)
كَـثُـرَتْ مَـحَـاسِـنُـهُ ، وَ عَـاشَ قَـلِـيـلا
مـَـا كَــانَ لِـلأَحْـرَارِ إِلا قُــدْوةً
بَـطَـلٌ تـَوَسَّـدَ(4) فِـي الطُـفُوفِ قَتِيلا
بَـعَـثَـتْـهُ أَسْفـارُ (5) الحَـقَـائِـقِ آيَـةً
لا تَـقـْبـَلُ الـتَّـفْسِـيـرَ و الـتَّـأوِيــلا
لا زَالَ يـَقْـرَؤُهَـا الـزَّمَـانُ مـُعَـظـِّمـاً
فِـي شَـأنِـهَـا ، ويـَزِيـدُهَـا تَـرْتِـيـلا
أَفْـدِيـكَ مُـعْـتَـصِـماً بِسَيْفِكَ لَـم تَـجـِدْ
إِلاهُ فِـي حِـفْـظِ الـذِّمَار ِ(6) كَـفِـيـلا
خَـشـِيَـتْ أُمَـيَّـةُ أَنْ تُـزَعْـزِعَ عَرْشَـها
والـعَـرْشُ لـَوْلاكَ اسْتَـقَامَ (7) طَوِيلا
و مـَشـَيْـتَ مـِشْـيَـةَ مُطْمَئِنٍ ، حِينَمَـا
أَزْمـَعْـتَ (8) عَـنْ هَذي الحَياةِ رَحِيلا
فَـكَـأَنَّ مَـوْقِـفَـكَ الأَبِيَّ (9) رِسَالَـةٌ
وَ بِـهَـا كَـأَنَّـكَ قَـدْ بُـعِـثْـتَ رَسُـولا
نَهَجَ(10) الاُباةُ عَلَى هُدَاكَ، ولَمْ تَزَلْ
لَـهُـمْ مِـثَـالاً فِـي الـحَـيَـاةِ نَـبِـيـلا
وتَـعـَشـَّقَ الأَحْـرارُ سـُنـَّتـَكَ الـتِـي
لَـمْ تُـبْـقِ عـُذْراً لِـلشَّجَا(11) مَقْبُولا
قَـتَـلُـوكَ لِـلدّنْـيـا... وَلَـكِـنْ لَـمْ تَـدُمْ
لـِبَـنِـي أُمَـيَّـةَ بَـعْـدَ قـَتْـلـِكِ جِـيـلا
وَلَـرُبَّ نـَصـْرٍ(12) عـادَ شَـرَّ هَزِيمَةٍ
تَـرْكَتْ بُـيُـوتَ الظَّـالِمِينَ طُلُولا !(13)
حَـمَـلـَتْ بِصـِفِّـيـنَ الكِـتَـابَ رِمَاحُهُمْ
لِـيَـكُـونَ رَأسـَكَ بَـعْـدَهُ مَـحْـمُـولا
يَـدْعُـونَ بِاسْـمِ (مُحَمَّدٍ).. وَبِـكَـرْبَـلا
دَمـُهُ غـَدَا بِسُـيُوفِهِمْ مَـطْـلُـولا(14)
مـا أبْخَسَ الدّنيا(15) إِذا لَـمْ تَسْتَطِعْ
أَن ْ تُـوجِـدِ الـدّنْـيـا إِلَـيْـكَ مـَثـِيـلا !
بِـسَـمَـائِـكَ الـشُعـَراءُ مَهْـمَـا حَلَّقُوا
لَـمْ يَـبْـلُـغُـوا مِنْ أَلْـفِ مِـيـلٍ مِـيـلا
(( الشَّاعِر المَرْحُوم عَبد الحُسَيْن الأزرِي ))
............................................
[ شرح المفردات ]
(1) نبـيل : صاحب الـفـضل .
(2) لا غَـرْوَى : لا عَـجَـب .
(3) مـاجد : صاحب المجد وحسن الـخُـلق .
(4) تـوسَّد : تَـوَسَّدَ الـوِسَـادة أي جـعَـلَـها تحت رأسه .
(5) أَسْفـار : مفردها سِـفْـر ، وهـو الـكـتاب الـكـبير .
(6) الـذمـار : الأهـل .
(7) إِسْـتَقام لَـهُ الأمر : إِعْـتَـدَلَ لَـهُ .
(8) أزمعتَ : أزمع الأمر: ثَـبَتَ عليهِ وأظهرَ فِيهِ عَـزْماً .
(9) الأبـيّ : الـمُـتَـرَفِّع عنِ النَّـقـائص .
(10) نَـهَجَ : سـَـلَـكَ .
(11) للـشّجا : لِـلْـهَمِّ والحـزن .
(12) رُبَّ : كَـمْ .
(13) طُـلول : مفردها طَـلَـل وهو ما بَـقِـيَ شـاخصاً مـن آثـار الـديار .
(14) مَـطلـولاً : مـهـدوراً .
(15) ما أبـخس الدنيا : كم هي رخيصة وحقيرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
[ لا تنسوني ووالِدَيّ من خالص دعائكم ]
وآخِرُ دَعْوانا
۞.... أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلهِ رَبِّ ٱلۡعَالَمِین ۞