✦ من الفتنة إلى الدين السلطوي
كيف اختُطف الإسلام بعد النبي، ولماذا لا يُعد التواتر حجة على الله؟
بقلم: د. وائل كريم
❖ تمهيد
كثيرًا ما يُواجَه الفهم المعاصر للقرآن بالاتهام أنه يخرج عن “فهم السلف”، وأن ما وصلنا عبر التواتر هو الدين الصحيح الذي لا يُراجع ولا يُعاد النظر فيه، لأن النبي – حسب زعمهم – هو من فسر القرآن، والصحابة نقلوا سنته، والعلماء ضبطوا المرويات، ومن ثمّ فإنّ أي فهم جديد يُعدّ طعنًا في النبي ذاته.
لكننا نردّ على ذلك بسؤال أعمق:
هل ما وصلنا بالفعل هو “فهم النبي”؟ أم هو ما تبقّى من الدين بعد اختطافه السياسي؟
❖ اغتيال الوعي النبوي بعد وفاة الرسول، فقد بدأ الانحراف مبكرًا:
• اغتيال عمر، ثم عثمان، ثم علي، فالحسن.
• معركة الجمل وصفّين: مذبحة أهل الإسلام بسيوف “الصحابة”.
• ثم تحوُّل الخلافة إلى ملك وراثي في عهد معاوية.
• وبعدها بدأ عهد التدوين السلطوي، حيث كُتبت السنة بعد أكثر من قرن ونصف من وفاة النبي، تحت سلطة خلفاء عباسيين يبحثون عن شرعية دينية.
هل هذا تواتر؟ أم تصنيع انتقائي للدين؟
❖ تأسيس الدين الموازي:
أُنتج ما يمكن تسميته بـ”الدين الموازي”:
• لا يقوم على القرآن، بل على روايات تُنسب للنبي دون سندٍ مباشر من نصّ الله.
• يصوّر النبي كزير نساء، ومحلّل للسبي، ومبشّر بالجنة لمن قتل الأبرياء في معارك السلطة.
• يحوّل الله من ربّ رحيم إلى إلهٍ ساخط لا يقبل إلا الدماء.
• ويشرعن العنف والفتوحات والعبودية باسم “الفتوحات الإسلامية”.
أهذا هو دين محمد؟ أم دين الأمويين والعباسيين؟
❖ التواتر المزعوم: حُجّة أم خدعة سلطوية؟
التواتر – في جوهره – ليس حجة مطلقة إذا:
1. كان مسيّسًا: أي خضع لمنظومة سلطوية أرادت توجيه الدين نحو طاعتها.
2. لم يُعرض على القرآن: والقرآن وحده هو الذي قال الله عنه:
﴿لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه﴾
3. اعتمد على الرواية لا البنية: فغابت منهجية النبي، وبقيت فقط أقوال مجتزأة لا تنتمي إلى سياقها القيمي.
ما يُسَمّى بالتواتر ما هو إلا اختزال لقرون من القمع الفكري، حين حُرِّم السؤال، وقُدّس السلف، وجُرِّم الاجتهاد، وقتل المفكرون وحرقت كتبهم.
❖ الحنيفية: التحرر من الموروث لا من الله
نحن لا نأتي بدين جديد، بل نعود إلى الأصل:
• إلى القرآن، الذي لم يُمسّ.
• إلى المنهج النبوي، لا إلى الروايات المنسوبة زورًا إليه.
• إلى الحنيفية، التي لا تتبع الموروث، بل تصحّحه دائمًا.فالرسول محمد لم يُبعث ليُصنع منه صنم جديد، بل ليعلّمنا كيف نتحرر من الأصنام.
❖ الرد على من يقدّسون فهم السلف
نقول لمن يعترض على الفهم المعاصر:
• هل السلف معصومون؟
• هل عاشوا في ظروف حيادية خالية من السياسة والتعصّب؟
• هل يمكن أن يُحاكم فهمهم على ضوء القرآن كما نحاكم نحن فهمنا؟ أم هو فوق النقد؟
كل فهم – مهما قُدِّم على أنه تواتر – يُعرض على القرآن: فإن وافقه، فهو نور.
وإن خالفه، فهو موروث بشري لا يلزمنا.
❖ خاتمة: آن أوان تصحيح المسار
ما جرى بعد وفاة النبي كان عملية منهجية لاختطاف الرسالة:
• قتل القيادة النبوية
• تحويل الخلافة إلى وراثة
• تقنين الروايات بما يخدم الدولة
• تزييف صورة النبي
• وتوظيف الدين لخلق أمة خاضعة لا واعية
اليوم، نُعيد القرآن إلى مركز الوعي، ونعيد بناء الدين على أساس العقل، والعدل، والحرية، والتوحيد.
فالحنيفية هي أن تُعيد قراءة النص كما أراد الله، لا كما أراده الخلفاء.
و”التواتر” لا يعنينا إذا خالف كتاب الله، لأن الله لا يُحتَجُّ عليه بالبشر.
كيف اختُطف الإسلام بعد النبي، ولماذا لا يُعد التواتر حجة على الله؟
بقلم: د. وائل كريم
❖ تمهيد
كثيرًا ما يُواجَه الفهم المعاصر للقرآن بالاتهام أنه يخرج عن “فهم السلف”، وأن ما وصلنا عبر التواتر هو الدين الصحيح الذي لا يُراجع ولا يُعاد النظر فيه، لأن النبي – حسب زعمهم – هو من فسر القرآن، والصحابة نقلوا سنته، والعلماء ضبطوا المرويات، ومن ثمّ فإنّ أي فهم جديد يُعدّ طعنًا في النبي ذاته.
لكننا نردّ على ذلك بسؤال أعمق:
هل ما وصلنا بالفعل هو “فهم النبي”؟ أم هو ما تبقّى من الدين بعد اختطافه السياسي؟
❖ اغتيال الوعي النبوي بعد وفاة الرسول، فقد بدأ الانحراف مبكرًا:
• اغتيال عمر، ثم عثمان، ثم علي، فالحسن.
• معركة الجمل وصفّين: مذبحة أهل الإسلام بسيوف “الصحابة”.
• ثم تحوُّل الخلافة إلى ملك وراثي في عهد معاوية.
• وبعدها بدأ عهد التدوين السلطوي، حيث كُتبت السنة بعد أكثر من قرن ونصف من وفاة النبي، تحت سلطة خلفاء عباسيين يبحثون عن شرعية دينية.
هل هذا تواتر؟ أم تصنيع انتقائي للدين؟
❖ تأسيس الدين الموازي:
أُنتج ما يمكن تسميته بـ”الدين الموازي”:
• لا يقوم على القرآن، بل على روايات تُنسب للنبي دون سندٍ مباشر من نصّ الله.
• يصوّر النبي كزير نساء، ومحلّل للسبي، ومبشّر بالجنة لمن قتل الأبرياء في معارك السلطة.
• يحوّل الله من ربّ رحيم إلى إلهٍ ساخط لا يقبل إلا الدماء.
• ويشرعن العنف والفتوحات والعبودية باسم “الفتوحات الإسلامية”.
أهذا هو دين محمد؟ أم دين الأمويين والعباسيين؟
❖ التواتر المزعوم: حُجّة أم خدعة سلطوية؟
التواتر – في جوهره – ليس حجة مطلقة إذا:
1. كان مسيّسًا: أي خضع لمنظومة سلطوية أرادت توجيه الدين نحو طاعتها.
2. لم يُعرض على القرآن: والقرآن وحده هو الذي قال الله عنه:
﴿لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه﴾
3. اعتمد على الرواية لا البنية: فغابت منهجية النبي، وبقيت فقط أقوال مجتزأة لا تنتمي إلى سياقها القيمي.
ما يُسَمّى بالتواتر ما هو إلا اختزال لقرون من القمع الفكري، حين حُرِّم السؤال، وقُدّس السلف، وجُرِّم الاجتهاد، وقتل المفكرون وحرقت كتبهم.
❖ الحنيفية: التحرر من الموروث لا من الله
نحن لا نأتي بدين جديد، بل نعود إلى الأصل:
• إلى القرآن، الذي لم يُمسّ.
• إلى المنهج النبوي، لا إلى الروايات المنسوبة زورًا إليه.
• إلى الحنيفية، التي لا تتبع الموروث، بل تصحّحه دائمًا.فالرسول محمد لم يُبعث ليُصنع منه صنم جديد، بل ليعلّمنا كيف نتحرر من الأصنام.
❖ الرد على من يقدّسون فهم السلف
نقول لمن يعترض على الفهم المعاصر:
• هل السلف معصومون؟
• هل عاشوا في ظروف حيادية خالية من السياسة والتعصّب؟
• هل يمكن أن يُحاكم فهمهم على ضوء القرآن كما نحاكم نحن فهمنا؟ أم هو فوق النقد؟
كل فهم – مهما قُدِّم على أنه تواتر – يُعرض على القرآن: فإن وافقه، فهو نور.
وإن خالفه، فهو موروث بشري لا يلزمنا.
❖ خاتمة: آن أوان تصحيح المسار
ما جرى بعد وفاة النبي كان عملية منهجية لاختطاف الرسالة:
• قتل القيادة النبوية
• تحويل الخلافة إلى وراثة
• تقنين الروايات بما يخدم الدولة
• تزييف صورة النبي
• وتوظيف الدين لخلق أمة خاضعة لا واعية
اليوم، نُعيد القرآن إلى مركز الوعي، ونعيد بناء الدين على أساس العقل، والعدل، والحرية، والتوحيد.
فالحنيفية هي أن تُعيد قراءة النص كما أراد الله، لا كما أراده الخلفاء.
و”التواتر” لا يعنينا إذا خالف كتاب الله، لأن الله لا يُحتَجُّ عليه بالبشر.