إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلمة الرسول الأعظم (ص) حلقات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة الرسول الأعظم (ص) حلقات

    ومع كلام لسيد الخلق نبدأ هذا الموضوع المبارك صلوا على محمد وآل محمد .


    فاتحة الحمد


    البحار، الجزء الثاني، صفحة 196، التوحيد، روى ابن الوليد عن الصفار وسعد معاً عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض خطبه:
    الحمد لله الذي كان في أوليّته وحدانيّاً، وفي أزليّته متعظّماً بالإلهيّة، متكبّراً بكبريائه وجبروته، ابتدأ ما ابتدع، وأنشأ ما خلق على غير مثالٍ كان سبق لشيءٍ ممّا خلق، ربّنا القديم بلطف ربوبيّته، وبعلم خُبره فتق، وبإحكام قدرته خلق جميع ما خلق، وبنور الإصباح فلق، فلا مبدّل لخلقه، ولا مغيّر لصنعه، ولا معقّب لحكمه، ولا رادّ لأمره، ولا مستراح عن دعوته، ولا زوال لملكه، ولا انقطاع لمدّته، وهو الكينون أوّلاً، والدّيموم أبداً، المحتجب بنوره دون خلقه، في الأفق الطامح، والعزّ الشامخ، والملك الباذخ، فوق كلّ شيءٍ علا، ومن كلّ شيءٍ دنا، فتجلّى لخلقه من غير أن يكون يرى، وهو بالمنظر الأعلى، فأحبّ الاختصاص بالتّوحيد، إذ احتجب بنوره، وسما في علوّه، واستتر عن خلقه، وبعث إليهم الرّسل لتكون له الحجّة البالغة على خلقه، ويكون رسله إليهم شهداء عليهم، وابتعث فيهم النبيّين مبشّرين ومنذرين، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيا من حيّ عن بيّنة، وليعقل العباد عن ربّهم ما جهلوه، فيعرفوه بربوبيّته بعدما أنكروا، ويوحّدوه بالإلهيّة بعدما عندوا.

    الخالق لا يوصف


    البحار، الجزء الثاني، صفحة 94، الكفاية، أبو المفضل الشيباني عن أحمد بن مطوق بن سوار عن المغيرة بن محمد بن المهلب عن عبد الغفار بن كثير عن إبراهيم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال: قدم يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقال له: نعثل. فقال: يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها، أسلمت على يدك. قال: سل يا أبا عمارة! فقال: يا محمد صف لي ربك. فقال:
    إنّ الخالق لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواسّ أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الإحاطة به؟ جلّ عمّا يصفه الواصفون، ناءٍ في قربه، وقريب في نأيه، كيّف الكيفيّة فلا يقال له كيف؟ وأيّن الأين فلا يقال له أين؟ هو منقطع الكيفوفيّة والأينونيّة، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.


    أشراط التوحيد


    ناسخ التواريخ ج 3.
    إذا قال العبد: (لا إله إلاّ الله) فينبغي أن يكون معه تصديق، وتعظيم، وحلاوة، وحرمة، فإذا قال: (لا إله إلاّ الله) ولم يكن معه تعظيم، فهو مبتدع. وإذا لم يكن معه حلاوة فهو مراءٍ. وإذا لم يكن معه حرمة فهو فاسق.


    رحمة الله


    ناسخ التواريخ ج 3.
    إن رجلين كانا في بني إسرائيل، أحدهما مجتهد في العبادة والآخر مذنب، فجعل يقول المجتهد: أقصر عمّا أنت فيه، فيقول: خلّني وربّي، حتى وجده يوماً على ذنبٍ استعظمه، فقال: أقصر، قال: خلّني وربي، أبعثت عليّ رقيباً؟ فقال: والله لا يغفر الله لك ولا يدخلك الجنّة. فبعث الله إليهما ملكاً، فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: ادخل الجنّة برحمتي، وقال للآخر: أتستطيع أن تحضر على عبدي رحمتي؟ فقال: لا يا ربّ. قال: اذهبوا به إلى النّار.

    لا جبر ولا اختيار


    ناسخ التواريخ ج 3.
    إنّ الله لا يُطاع جبراً، ولا يعصى مغلوباً، ولم يمهل العباد من المملكة، ولكنه القادر على ما أقدرهم عليه، والمالك لما ملّكهم إيّاه، فإنّ العباد إن ائتمروا بطاعة الله لم يكن منها مانع، ولا عنها صادٌّ، وإن عملوا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبينها فعل، وليس من شاء أن يحول بينك وبين شيءٍ ولم يفعله، فأتاه الذي فعله كان هو الذي أدخله فيه.

    ولكلام الرسول الأعظم بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

  • #2
    كلمة الرسول الأعظم 2

    ومع كلام لسيد البشر نتابع موضوعنا صلوا على محمد وآل محمد .

    فضلت على الأنبياء

    ناسخ التواريخ ج3.
    فضّلت على الأنبياء بستٍّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرّعب من مسيرة شهرٍ، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأرسلت إلى الخلق كافّةً، وختم بي النّبيّون.

    إن الله اصطفاني

    ناسخ التواريخ ج 3.
    إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريشٍ بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، قال الله تبارك وتعالى: (لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ)
    مثلي مثل الغيث

    ناسخ التواريخ، ج3.
    إنّ مثل ما بعثني به ربّي من الهدى والعلم، كمثل غيثٍ أصاب أرضاً، منها طائفةٌ طيّبة، فقبلت الماء فأنبتت العشب والكلأ الكبير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفةً منها أخرى، إنّما هي قيعات، لا تمسك ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، وتفقّه فيما بعثني الله به، فعلِم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.

    الرسول في الجو


    البحار، كشف اليقين:عن علي بن أبي طالب، وإسماعيل بن أبان، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن علي قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... معجزة المعراج، معجزة عظيمة، خص الله بها نبينا (صلى الله عليه وآله) من بين جميع أنبيائه (عليهم السلام) وقد يعجز عن هضمها كثير من العقول، التي عاشت المقاييس المادية ولم تتسع للتطلع إلى ما وراء المادة، ولكن حديث النبوات كلها، حديث معجزات، فمن أمكنه الإيمان بأن يعيش إنساناً على الأرض، يكون متصلاً بالسماء، بلا وسائط مادية، يمكنه الإيمان بعروج إنسان إلى السماء بلا وسائط مادية أيضاً. ولعل المراد من السماوات، في هذه الأحاديث، طبقات الجو، ويكون المراد من أبوابها، الفجوات التي يمكن للأجسام البشرية اختراقها بلا إصابة.
    كنت نائماً في الحِجر إذ أتاني جبرائيل فحرّكني تحريكاً لطيفاً، ثمّ قال لي: عفا الله عنك يا محمّدّ قم واركب، ففِدْ إلى ربّك، فأتاني بدابة دون البغل، وفوق الحمار، خطوها مد البصر، له جناحان من جوهر، يدعى: البراق، فركبت حتى طعنت في الثنيّة إذا أنا برجل قائم متصل شعره إلى كتفيه، فلمّا نظر إليّ قال: السلام عليك يا أوّل، السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا حاشر، فقال لي جبرائيل: ردّ عليه يا محمّد، فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فلمّا أن جزت الرجل فطعنت في وسط الثنيّة إذا أنا برجل أبيض الوجه، جعد الشعر، فلمّا نظر إليّ سلّم مثل تسليم الأوّل، فقال جبرائيل: ردّ عليه يا محمّد، فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
    فقال لي: يا محمد احتفظ بالوصي ـ ثلاث مرات -: عليّ بن أبي طالب المقرّب من ربّه، فلمّا جزت الرجل وانتهيت إلي بيت المقدس إذا أنا برجل أحسن الناس وجهاً، وأتمّ الناس جسماً، وأحسن الناس بشرة، فلمّا نظر إليّ قال: السلام عليك يا بُنيّ، والسلام عليك يا أوّل، مثل تسليم الأوّل، فقال لي جبرائيل: يا محمّد ردّ عليه، فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فقال لي: يا محمّد احتفظ بالوصي ـ ثلاث مرات -: عليّ بن أبي طالب المقرّب من ربّه، الأمين على حوضك، صاحب شفاعة الجنّة، فنزلت عن دابّتي عمداً، فأخذ جبرائيل بيدي فأدخلني المسجد فخرق بي الصفوف والمسجد غاصّ بأهله، قال: فإذا بنداء من فوقي: تقدّم يا محمّد، فقدّمني جبرائيل فصلّيت بهم، ثم وضع لنا منه سلّم إلى السّماء الدنيا من لؤلؤ، فأخذ بيدي جبرائيل فرقي بي إلى السماء، فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً، فقرع جبرائيل الباب فقالوا له: من هذا؟ قال: أنا جبرائيل، قالوا: من معك؟ قال: معي محمّد، قالوا: وقد أرسل؟ قال: نعم، ففتحوا لنا، ثمّ قالوا: مرحباً بك من أخٍ ومن خليفة، فنعم الأخ، ونعم الخليفة، ونعم المختار، خاتم النبيّين، لا نبي بعده، ثمّ وضع لنا منها سلّم من ياقوت موشّح بالزبرجد الأخضر، فصعدنا إلى السماء الثانية، فقرع جبرائيل الباب، فقالوا مثل القول الأوّل، وقال جبرائيل مثل القول الأوّل، ففتح لنا، ثمّ وضع لنا سلّم من نور محفوف حوله بالنور.
    فقال لي جبرائيل: يا محمّد تثبّت واهتد هديت، ثمّ ارتفعنا إلى الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة بإذن الله، فإذا بصوت وصيحة شديدة، قلت: يا جبرائيل ما هذا الصوت؟ فقال لي: يا محمّد هذا صوت طوبى قد اشتاقت إليك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فغشيني عند ذلك مخافة شديدة، ثمّ قال لي جبرائيل: يا محمّد تقرّب إلى ربّك فقد وطئتُ اليوم مكاناً بكرامتك على الله عزّ وجلّ، ما وطئتُه قطّ، ولولا كرامتك لأحرقني هذا النور الذي بين يديّ، فتقدّمت فكشف لي عن سبعين حجاباً، فقال لي: يا محمّد، فخررت ساجداً وقلت: لبّيك ربّ العزّة لبّيك. فقيل لي: يا محمّد ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفّع، يا محمّد أنت حبيبي وصفيي ورسولي إلى خلقي، وأميني في عبادي، من خلّفت في قومك حين وفدت إليّ؟ فقلت: من أنت أعلم به مني: أخي وابن عمي وناصري ووزيري وعيبة علمي ومنجز عداتي، فقالي لي ربّي: وعزّتي وجلالي، وجودي وقدرتي على خلقي لا أقبل الإيمان بي ولا بأنّك نبيّ إلاّ بالولاية له، يا محمّد أتحبّ أن تراه في ملكوت السماء؟ فقلت: ربّي! وكيف لي به وقد خلّفته في الأرض؟ فقال لي: يا محمّد ارفع رأسك، فرفعت رأسي وإذا أنا به مع الملائكة المقرّبين ممّا يلي السماء الأعلى، فضحكت حتى بدت نواجذي فقلت: يا ربّ اليوم قرّت عيني، ثمّ قيل لي: يا محمّد، قلت: لبيك ذا العزّة لبيك، قال: إنّي أعهد إليك في عليّ عهداً فاسمعه، قلت: ما هو يا ربّ؟ فقال: عليّ راية الهدى، وإمام الأبرار وقاتل الفجار، وإمام من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، أورثته علمي وفهمي، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، إنّه مبتلى ومبتلىً به، فبشره بذلك يا محمّد.
    ثمّ أتاني جبرائيل (عليه السلام) فقال لي: يقول الله لك يا محمّد: (وألزمهم كلمة التّقوى وكانوا أحقّ بها وأهلها): ولاية عليّ بن أبي طالب، تقدّم بين يديّ يا محمّد، فتقدّمت فإذا أنا بنهر حافّتاه قباب الدّرّ واليواقيت، أشدّ بياضاً من الفضة، وأحلى من العسل وأطيب ريحاً من المسك الأذفر، فضربت بيدي فإذا طينة مسكة ذفرة، فأتاني جبرائيل فقال لي: يا محمّد أيّ نهر هذا؟ فقلت: أيّ نهر هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا نهرك، وهو الذي يقول الله عز وجل: (إنّا أعطيناك الكوثر) إلى قوله: (الأبتر) عمرو ابن العاص هو الأبتر.
    ثمّ التفتّ فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال لي: هؤلاء المرجئة والقدرية والحروريّة وبنو أمية والنواصب لذريتك العداوة، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الإسلام.
    ثمّ قال لي: أرضيت عن ربّك بما قسم لك؟ فقلت: سبحان ربّي اتّخذ إبراهيم خليلاً، وكلّم موسى تكليماً، وأعطى سليمان ملكاً عظيماً، وكلّمني ربّي واتخذني خليلاً وأعطاني في عليّ أمراً عظيماً، يا جبرائيل من الذي لقيت في أوّل الثنيّة؟ قال: ذاك أخوك موسى بن عمران (عليه السلام). قال: السلام عليك يا أوّل فأنت مبشر أوّل البشر، والسلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيّين، والسلام عليك يا حاشر فأنت على حشر هذه الأمّة، قلت: فمن الذي لقيت في وسط الثنيّة؟ قال: ذاك أخوك عيسى ابن مريم، يوصيك بأخيك عليّ بن أبي طالب فإنّه قائد الغرّ المحجّلين، وأمير المؤمنين، وأنت سيد ولد آدم، قلت: فمن الذي لقيت عند الباب، باب بيت المقدس؟ قال: ذاك أبوك آدم يوصيك بوصيّك: بابنه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) خيراً، ويخبرك أنّه أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، قلت: فمن الذين صليت بهم؟ قال: أولئك الأنبياء والملائكة (عليهم السلام) كرامة من الله أكرمك بها. ثمّ هبط بي إلى الأرض.


    ولكلام سيد البشر بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

    تعليق


    • #3
      كلمة الرسول الأعظم 3

      ومع كلام مولانا وشفيعنا محمد نواصل مشوارنا صلوا على محمد وآل محمد


      مع الملائكة والنبيّين في السماء

      البحار، تفسير علي بن إبراهيم، أُبي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم.
      قال الإمام الصادق جعفر بن محمّد (عليه السلام):
      جاء جبرائيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى الرسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب، وسوّى الآخر عليه ثيابه، فرقيت به ورفعته ارتفاعاً ليس بالكثير، ومعه جبرائيل يريه الآيات من السماء والأرض قال النبيّ: فبينا أنا في مسيري إذ نادى منادٍ عن يساري: يا محمّد، فلم أجبه ولم ألتفت إليه، ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كلّ زينة الدنيا فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلّمك، فلم ألتفت إليها، ثم سرت فسمعت صوتاً أفزعني فجاوزت.
      فنزل بي جبرائيل فقال: صلّ، فصلّيت، فقال: تدري أين صلّيت؟ فقلت: لا، فقال: صلّيت بطيبة، وإليها مهاجرتك، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله، ثمّ قال لي: انزل وصلّ، فنزلت وصليت، فقال لي: تدري أين صلّيت؟ فقالت: لا، فقال: صلّيت بطور سيناء حيث كلّم الله موسى تكليماً، ثمّ ركبت فمضينا ما شاء الله، فقال لي: انزل فصلّ، فنزلت وصلّيت، فقال لي: تدري أين صلّيت؟ قلت: لا، فقال: صلّيت في بيت لحم ـ وبيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى ابن مريم (عليه السلام) ـ ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس.
      فدخلت المسجد ومعي جبرائيل إلى جنبي، فوجدنا إبراهيم وموسى وعيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا إليّ وأقمت الصلاة ولا أشك إلاّ وجبريل يستقدمنا، فلّما استووا أخذ جبرائيل بعضدي فقدّمني وأممتهم، ولا فخر، ثمّ أتاني الخازن بثلاثة أوانٍ: إناء فيه لبن وإناء فيه ماء وإناء فيه خمر، وسمعت قائلاً يقول: إن أخذ الماء غرق وغرقت أمّته، وإن أخذ الخمر غوي وغويت أمّته، وإن أخذ اللبن هدي وهديت أمّته، فأخذت اللبن وشربت منه، فقال لي جبرائيل: هديت وهديت أمّتك، ثم قال لي: ماذا رأيت في مسيرك؟ فقلت: ناداني مناد عن يميني، فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال، ذلك داعي اليهود، لو أجبته لتهوّدت أمّتك من بعدك، ثمّ قال: ماذا رأيت؟ فقلت: ناداني منادٍ عن اليسار، فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال: ذلك داعي النصارى، لو أجبته لتنصرت أمّتك من بعدك، ثمّ قال: ماذا استقبلك؟ فقلت: لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها، عليها من كلّ زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلّمك. قال لي: أفكلّمتها؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليها، فقال: تلك الدنيا، ولو كلّمتها لاختارت أمّتك الدنيا على الآخرة، ثمّ سمعتُ صوتاً أفزعني فقال لي جبرائيل: أتسمع يا محمّد؟ قلت: نعم، قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاماً، فهذا حين استقرّت.
      فصعد جبرائيل وصعدت معه إلى السماء الدنيا وعليها ملك يقال له: إسماعيل وهو صاحب الخطفة التي قال الله عز وجل:
      (إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ، وتحته سبعون ألف ملك، تحت كلّ ملك سبعون ألف ملك، فقال: يا جبرائيل من هذا معك؟ فقال: محمّد، قال: وقد بعث؟ قال: نعم، ففتح الباب فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وقال: مرحباً بالأخ الصالح، والنبيّ الصالح، وتلقتني الملائكة حتى دخلت السماء الدنيا. فما لقيني ملك إلاّ ضاحكاً مستبشراً حتى لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقاً منه، كريه المنظر، ظاهر الغضب، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء إلاّ أنّه لم يضحك ولم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممّن ضحك من الملائكة، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فإنّي قد فزعت منه، فقال: يجوز أن تفزع منه، وكلّنا نفزع منه، إن هذا مالك خازن النار، لم يضحك قطّ ولم يزل منذ ولاّه الله جهنم يزداد كلّ يوم غضباً وغيظاً على أعداء الله وأهل معصيته، فينتقم الله به منهم، ولو ضحك لأحد كان قبلك أو كان لأحد بعدك لضحك لك، ولكنه لا يضحك، فسلّمت عليه فردّ السلام عليّ، وبشّرني بالجنّة، فقلت لجبرائيل ـ وجبرائيل بالمكان الذي وصفه الله (مطاعٍ ثمّ أمينٍ) -: ألا تأمرني أن يريني النار؟ فقال له جبرائيل: يا مالك أر محمّداً النار، فكشف عنها غطاءها وفتح باباً منها فخرج منها لهب ساطع في السماء، وفارت وارتفعت حتى ظننت لتتناولني ممّا رأيت، فقلت: يا جبرائيل قل له: فليردّ عليها غطاءها، فأمرها فقال لها: ارجعي، فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه، ثمّ مضيت فرأيت رجلاً آدم جسيماً فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أبوك آدم، فإذا هو يعرض عليه ذريّته فيقول: روح طيّب، وريح طيّبة من جسد طيّب، ثمّ تلا رسول الله سورة المطففين على رأس سبع عشرة آية: (كلاّ إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّين وما أدراك ما علّيّون * كتابٌ مرقومٌ * يشهده المقرّبون)إلى آخرها، قال: فسلّمت على أبي آدم، وسلّم عليّ، واستغفرت له، واستغفر لي وقال: مرحباً بالابن الصالح، والنبيّ الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح.
      ثمّ مررت بملك من الملائكة جالس على مجلس، وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه، وإذا بيده لوح من نور، مكتوب فيه كتاب ينظر فيه لا يلتفت يميناً ولا شمالاً مقبلاً عليه كهيئة الحزين، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا ملك الموت دائب في قبض الأرواح، فقلت: يا جبرائيل أدنني منه حتى أكلّمه، فأدناني منه فسلّمت عليه، وقال له جبرائيل: هذا محمّد نبيّ الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد، فرحّب بي وحيّاني بالسلام وقال أبشر يا محمّد فإنّي أرى الخير كلّه في أمّتك، فقلت: الحمد لله المنّان ذي النعم على عباده، ذلك من فضل ربّي ورحمته عليّ، فقال جبرائيل: هو أشد الملائكة عملاً، فقلت: أكلّ من مات أو هو ميّت فيما بعد هذا يقبض روحه؟ فقال: نعم، فقلت: ويراهم حيث كانوا ويشهدهم بنفسه؟ فقال: نعم، فقال ملك الموت: ما الدنيا كلّها عندي فيما سخّرها الله لي ومكّنني عليها إلاّ كالدرهم في كفّ الرجل يقلّبه كيف يشاء، وما من أحدٍ إلاّ وأنا أتصفّحه كلّ يوم خمس مرّات، وأقول: إذا بكى أهل الميّت على ميّتهم لا تبكوا عليه فإنّ لي فيكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): كفى بالموت طامّة يا جبرائيل، فقال جبرائيل: إنّ ما بعد الموت أطمّ وأطمّ من الموت.
      ثمّ مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيّب ولحم خبيث، يأكلون اللحم الخبيث ويدعون الطيّب، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال وهم من أمّتك يا محمّد، ثمّ رأيت ملكاً من الملائكة جعل الله أمره عجباً، نصف جسده من النار والنصف الآخر ثلج، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار، وهو ينادي بصوت رفيع ويقول: سبحان الذي كفّ حرّ هذه النار فلا تذيب الثلج، وكفّ برد هذا الثلج فلا يطفئ حرّ هذه النار، يا مؤلف بين الثلج والنار ألّف بين قلوب عبادك المؤمنين.
      فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا ملك وكّله الله بأكناف السماء وأطراف الأرضين، وهو أنصح ملائكة الله لأهل الأرض من عباده المؤمنين يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، ورأيت ملكين يناديان في السماء أحدهما يقول: (اللهمّ أعط كلّ منفق خلفاً) والآخر يقول: (اللهمّ أعط كلّ ممسك تلفاً)، ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر الإبل يقرض اللحم من جنوبهم، ويلقى في أفواههم، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الهمّازون اللمّازون.
      ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام ترضخ رؤوسهم بالصخر، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الذين ينامون عن صلاة العشاء، ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم، وتخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً، إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً. ثمّ مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلاّ كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسّ، وإذا هم بسبيل آل فرعون: يعرضون على النار غدوّاً وعشيّاً، يقولون: ربنا متى تقوم الساعة؟
      ثمّ مضيت فإذا أنا بنسوان معلّقات بثُديّهن، فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء اللواتي يورثن أموال أزواجهنّ أولاد غيرهم، ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اشتدّ غضب الله على امرأة أدخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم فاطّلع على عوراتهم، وأكل خزائنهم.
      ثمّ مررنا بملائكة من ملائكة الله عز وجل، خلقهم الله كيف شاء، ليس شيء من أطباق أجسادهم إلاّ وهو يسبّح الله ويحمده من كلّ ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرائيل عنهم، فقال: كما ترى خلقوا، إن الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلّمه قطّ ولا رفعوا رؤوسهم إلى ما فوقها ولا خفضوها إلى ما تحتهم خوفاً من الله وخشوعاً، فسلّمت عليهم فردّوا عليّ إيماءً برؤوسهم لا ينظرون إليّ من الخشوع، فقال لهم جبرائيل: هذا محمّد نبيّ الرحمة أرسله الله إلى العباد رسولاً ونبيّاً، وهو خاتم النبيّين وسيّدهم، أفلا تكلّمونه؟ فلمّا سمعوا ذلك من جبرائيل أقبلوا عليّ بالسلام وأكرموني وبشّروني بالخبر لي ولأمّتي.
      ثمّ صعد بي إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرائيل؟ فقال لي: ابنا الخالة يحيى وعيسى (عليهما السلام)، فسلّمت عليهما وسلّما عليّ واستغفرت لهما واستغفرا لي وقالا: مرحباً بالأخ الصالح والنبيّ الصالح، وإذا فيها من الملائكة وعليهم الخشوع قد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك إلاّ يسبّح الله ويحمده بأصوات مختلفة.
      ثمّ صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه على سائر الخلق كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أخوك يوسف، فسلّمت عليه وسلّم عليّ واستغفرت له واستغفر لي وقال: مرحباً بالنبيّ الصالح والأخ الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولى والثانية، وقال لهم جبرائيل في أمري مثل ما قال للآخرين وصنعوا بي مثل ما صنع الآخرون.
      ثمّ صعدنا إلى السماء الرابعة وإذا فيها رجل، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ قال: هذا إدريس رفعه الله مكاناً عليّاً، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات التي عبرناها، فبشّروني بالخير لي ولأمّتي.
      ثمّ صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلاٌ أعظم منه حول ثلاثة صفوف من أمّته، فأعجبتني كثرتهم، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا المجيب في قومه هارون بن عمران، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الأولى.
      ثمّ صعدنا إلى السماء السادسة وإذا فيها رجل آدم طويل كأنّه من شعر ولو أنّ عليه قميصين لنفذ شعره فيهما، فسمعته يقول: يزعم بنو إسرائيل أني أكرم ولد آدم على الله، وهذا رجل أكرم على الله مني، فقلت: من هذا يا جبرائيل؟ فقال: هذا أخوك موسى بن عمران، فسلّمت عليه وسلّم عليّ، واستغفرت له واستغفر لي، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الأولى.
      ثمّ صعدنا إلى السماء السابعة فما مررت بملك من الملائكة إلاّ قالوا: يا محمّد احتجم، وأمر أمتك بالحجامة، وإذا فيها رجل أشمط الرأس واللحية، جالس على كرسيّ، فقلت: يا جبرائيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله؟ فقال: هذا يا محمّد أبوك إبراهيم، وهذا محلّك ومحلّ من اتّقى من أمّتك، ثمّ قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (إنّ أولى النّاس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النّبيّ والّذين آمنوا والله وليّ المؤمنين)، فسلّمت عليه، وسلّم عليّ، وقال: مرحباً بالنبيّ الصالح، والابن الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات الستّ، فبشّروني بالخير والرحمة لي ولأمّتي، ورأيت في السماء السابعة بحاراً من نور يكاد تلألؤها يخطف الأبصار، وفيها بحار مظلمة وبحار ثلج ترعد، فلمّا فزعت ورأيت هؤلاء سألت جبرائيل فقال: أبشر يا محمّد واشكر كرامة ربّك، واشكر الله بما صنع إليك، قال: فثبّتني الله بقوّته وعونه حتى كثر قولي لجبرائيل وتعجّبي، فقال جبرائيل: يا محمّد تعظّم ما ترى؟ إنّما هذا خلق من خلق ربّك، فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى؟ وما لا ترى أعظم من هذا.
      إن بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل وبيننا وبينه أربعة حجب: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، وحجاب من الماء.
      ثمّ مضيت مع جبرائيل فدخلت البيت المعمور فصلّيت فيه ركعتين، ومعي أناس من أصحابي عليهم ثياب جدد وآخرون عليهم ثياب خلقان، فدخل أصحاب الجدد وحبس أصحاب الخلقان، ثمّ خرجت فانقاد لي نهران: نهر يسمّى الكوثر، ونهر يسمّى الرحمة، فشربت من الكوثر واغتسلت من الرحمة، ثمّ انقادا لي جميعاً حتى دخلت الجنّة وإذا على حافتيهما بيوتي وبيوت أزواجي، وإذا ترابي كالمسك، وإذا جارية تنغمس في أنهار الجنّة، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت: لزيد بن حارثة. فبشرته بها حين أصبحت، وإذا بطيرها كالبخت وإذا رمّانها مثل دليّ العظام، وإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمائة سنة، وليس في الجنّة منزل إلاّ وفيه غصن منها، فقلت: ما هذه يا جبرائيل؟ فقال: هذه شجرة طوبى، قال الله: (طوبى لهم وحسن مآبٍ). فلمّا دخلت الجنّة رجعت إليّ نفسي فسألت جبرائيل عن تلك البحار وهولها وأعاجيبها، فقال: هي سرادقات الحجب التي احتجب الله تبارك وتعالى، بها، ولولا تلك الحجب لتهتّك نور العرش وكلّ شيء فيه. وانتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا الورقة منها تظلّ أمّة من الأمم فكنت منها كما قال الله تعالى: (قاب قوسين أو أدنى)، فناداني: (آمن الرسول بما أنزل إليه)، فقلت أنا مجيباً عني وعن أمتي: (والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحدٍ من رسله)، وقلت: (سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير). فقال الله: (لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)، فقلت: (ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، فقال الله: لا أؤاخذك، فقلت: (ربّنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الّذين من قبلنا)، فقال الله: لا أحمّلك. فقلت: (ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعف عنّا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)، فقال الله: تبارك وتعالى: قد أعطيتك ذلك لك ولأمّتك.
      فقلت: يا ربّ أعطيت أنبياءك فضائل فأعطني، فقال الله: قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، ولا منجى منك إلاّ إليك، وعلّمتني الملائكة قولاً أقوله إذا أصبحت وأمسيت: (اللّهمّ إنّ ظلمي أصبح مستجيراً بعفوك، وذنبي أصبح مستجيراً بمغفرتك، وذلّي أصبح مستجيراً بعزّتك، وفقري أصبح مستجيراً بغناك، ووجهي الفاني البالي أصبح مستجيراً بوجهك الدائم الباقي الذي لا يفنى).


      بين يدي الله

      ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: روى موفق بن أحمد الخوارزمي بإسناده عن أبي سليمان، أنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
      ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل: جل جلاله:
      آمن الرسول بما أنزل إليه من ربّه، فقلت: والمؤمنون، قال: صدقت، قال: من خلّفت من أمتك؟ قلت: خيرها، قال: عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمّد إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسماً من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلاّ ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترت منها عليّاً وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو عليّ. يا محمّد إنّي خلقتك وخلقت عليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين. يا محمّد لو أنّ عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يصير كالشن البالي، ثمّ أتاني جاحداً لولايتكم، ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم. يا محمّد تحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربّ، فقال: التفت عن يمين العرش، فالتفتّ فإذا بعليّ وفاطمة والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والمهديّ، في ضحضاحٍ من نور قياماً يصلّون وهو في وسطهم ـ يعني المهديّ (عليه السلام) ـ كأنّه كوكب درّي وقال: يا محمّد هؤلاء الحجّ وهو الثائر من عشيرتك، وعزّتي وجلالي إنّه الحجّة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي.


      الأذان


      ..البحار، صحيفة الرضا: عن الرضا، عن آبائه، عن علي، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):. حتى انتهيت إلى الحجاب الذي يلي الرحمن عز وجل، فخرج ملك من وراء الحجاب، فقال: الله أكبر. الله أكبر.
      قلت: يا جبرائيل! من هذا الملك؟ قال: والذي أكرمك بالنبوة، ما رأيت هذا الملك، قبل ساعتي هذه.
      فقال الملك: الله أكبر. الله أكبر.
      فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أكبر، أنا أكبر.
      فقال الملك: أشهد أن لا إله إلاّ الله. أشهد أن لا إله إلاّ الله.
      فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا الله لا إله إلاّ أنا.
      فقال الملك: أشهد أن محمّداً رسول الله. أشهد أن محمّداً رسول الله.
      فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، أنا أرسلت محمّداً رسولاً.
      فقال الملك: حيّ على الصلاة. حيّ على الصلاة.
      فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلى عبادتي.
      فقال الملك: حيّ على الفلاح. حيّ على الفلاح.
      فنودي من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا إلى عبادتي.
      (فقال الملك): قد أفلح من واظب عليها.
      فيومئذٍ أكمل الله عز وجل، لي الشرف على الأولين والآخرين.


      مدينة قم

      البحار. الجزء الثاني.
      لما أسري بي إلى السماء، حملني جبرائيل على كتفه اليمنى، فنظرت إلى بقعةٍ بأرض الجبل حمراء، فإذا فيها شيخ على رأسه برنس، فقلت لجبرائيل: ما هذه البقعة الحمراء؟ قال: بقعة شيعتك وشيعة وصيّك عليّ، فقلت: من الشيخ صاحب البرنس؟ قال: إبليس. قلت: فما يريد منهم؟ قال: يريد أن يصدّهم عن ولاية أمير المؤمنين، ويدعوهم إلى الفسق والفجور، فقلت: يا جبرائيل أهو بنا إليهم. فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف، والبصر اللامح، فقلت: قم يا ملعون، فشارك أعداءهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم، فإن شيعتي وشيعة عليّ ليس لك عليهم سلطان.
      فسمّيت: (قم).


      أقبلت الفتن


      أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 228، عن ابن سعد في الطبقات الكبرى، بسنده عن أبي مويهبة، مولى رسول الله، زار المقابر في السنة الأخيرة من عمره الشريف فخاطب الأموات قائلاً:
      ليهنكم ما أصبحتم فيه، ممّا أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع بعضها بعضاً، يتبع آخرها أوّلها، الآخرة شرّ من الأولى.
      إنّي قد أعطيت خزائن الدنيا والخلد، ثمّ الجنّة، فخيّرت بين ذلك، وبين لقاء ربّي والجنّة، فاخترت لقاء ربّي والجنّة.
      إنّ جبرائيل كان يعرض عليّ القرآن في كلّ سنة مرّة، وقد عرضه عليّ العام مرّتين، ولا أراه إلاّ لحضور أجلي.


      موعدكم الحوض

      ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، إن النبي (صلى الله عليه وآله) صعد المنبر في أيامه الأخيرة من الحياة، فقال:
      إنّي بين أيديكم فرط، وأنا عليكم شهيد، وإن موعدكم الحوض، وإنّي لأنظر إليه، وأنا في مقامي هذا، وإنّي لست أخشى عليكم إلاّ أن تنافسوا فيها.

      ولكلام سيد الخلق بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

      تعليق


      • #4
        كلمة الرسول الأعظم 4

        ومع كلام لسيد البشربحق القرآن والعترة نتابع موضوعنا صلوا على محمد وآل محمد .

        الثقلان

        أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 226، عن المفيد في الإرشاد، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):
        أيّها النّاس! إنّي فرطكم، وأنتم واردون عليّ الحوض، ألا وإنّي سائلكم عن الثّقلين، فانظروا: كيف تخلّفوني فيهما؟ فإنّ اللّطيف الخبير نبّأني: أنّهما لن يفترقا حتّى يلقياني، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم: كتاب الله وعترتي: أهل بيتي، لا تسبقوهم فتفرّقوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم، فإنّهم أعلم منكم.
        أيّها النّاس! لا ألفينّكم بعدي كفّاراً، يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار.
        ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيّي، يقاتل بعدي على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله.


        القرآن

        ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب بنا رسول الله فقال:
        أيّها النّاس! إنّكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر سفرٍ، والسير بكم سريع، فقد رأيتم اللّيل والنّهار، والشمس والقمر، يبليان كل جديد، ويقرّبان كلّ بعيد، ويأتيان بكل وعدٍ ووعيدٍ، فأعدّوا الجهاز، لبعد المجاز. إنّها دار بلاء وابتلاء، وانقطاعٍ وفناء، فإذا التبست عليكم الأمور كقطع اللّيل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنّه شافع مشفّع، وماحل مصدّق، من جعله أمامه قادة إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار، ومن جعله الدليل يدلّه على السبيل، وهو كتاب فيه تفصيل، وبيان وتحصيل، هو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم الله، وباطنه علم الله تعالى، فظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم، وعلى تخومه تخوم، ودليل على المعرفة لمن عرف الصّفة، فليجل جالٍ بصره، وليبلغ الصفة نظره، ينج من عطبٍ، ويتخلّص من نشبٍ، فإنّ التفكّر حياة قلب البصر، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنّور، فعليكم بحسن التخلّص، وقلّة التربّص.


        عليّ والقرآن

        ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: آخر خطبة خطبها رسول الله على المنبر.
        يا معشر المهاجرين والأنصار! ومن حضرني في يومي هذا، وفي ساعتي هذه، من الجنّ والإنس، فليبلّغ شاهدكم الغائب: ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله، فيه النّور، والهدى، والبيان، ما فرّط الله فيه من شيء، حجّة الله لي عليكم، وخلّفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين، ونور الهدى، وصيّي: عليّ بن أبي طالب، ألا وهو حبل الله، فاعتصموا به جميعاً، ولا تفرّقوا عنه، (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً).
        أيّها النّاس! هذا عليّ بن أبي طالب، كنز الله، اليوم وما بعد اليوم، من أحبّه وتولاّه اليوم وما بعد اليوم، فقد أوفى بما عاهد عليه، وأدّى ما وجب عليه، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم، جاء يوم القيامة أعمى وأصمّ، لا حجّة له عند الله.
        أيّها النّاس! لا تأتوني غداً بالدّنيا، تزفّونها زفّاً، ويأتي أهل بيتي شعثاء غبراء، مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم أمامكم، وبيعات الضّلالة والشورى للجهالة في رقابكم. ألا وإنّ هذا الأمر له أصحابٌ وآياتٌ، قد سمّاهم الله في كتابه، وعرّفتكم، وبلّغتكم ما أرسلت به إليكم، ولكنّي أراكم قوماً تجهلون، لا ترجعنّ كفّاراً مرتدّين، متأوّلين للكتاب على غير معرفة، وتبتدعون السّنة بالهوى، لأنّ كلّ سنّةٍ وحديثٍ وكلامٍ خالف القرآن، فهو ردٌّ وباطلٌ، القرآن إمام هدىً، وله قائدٌ يهدي إليه، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو وليّ الأمر بعدي، ووارث علمي وحكمتي، وسرّي وعلانيتي، وما ورّثه النبيّون من قبلي، وأنا وارث ومورّث، فلا يكذبنّكم أنفسكم.
        أيّها النّاس! الله الله في أهل بيتي، فإنّهم أركان الدين، ومصابيح الظّلم، ومعدن العلم: عليّ أخي، ووارثي، ووزيري، وأميني، والقائم بأمري، والموفي بعهدي على سنّتي، أوّل النّاس بي إيماناً، وآخرهم عهداً عند الموت، وأوسطهم لي لقاءً يوم القيامة، فليبلّغ شاهدكم غائبكم: ألا ومن أمّ قوماً إمامةً عمياء، وفي الأمّة من هو أعلم، فقد كفر.
        أيّها النّاس! ومن كانت له قبلي تبعةٌ فها أنا، ومن كانت له عدة، فليأت فيها عليّ بن أبي طالب، فإنّه ضامنٌ لذلك كلّه، حتى لا يبقى لأحدٍ عليّ تباعةٌ.


        عليك بعليّ

        مجمع البيان، الجزء الثالث، صفحة 534 روى أبو أيوب الأنصاري أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعمار بن ياسر:
        يا عمّار! إنّه سيكون بعدي هنات، حتى يختلف السيف فيما بينهم، وحتى يقتل بعضهم بعضاً، وحتى يبرأ بعضهم من بعض، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني: عليّ بن أبي طالب، فإن سلك الناس كلّهم وادياً، وسلك عليٌّ وادياً فاسلك وادي عليّ، وخلّ عن الناس.
        يا عمّار! إنّ عليّاً لا يردّك عن هدى، ولا يدلك على ردى.
        يا عمّار! طاعة عليّ طاعتي، وطاعتي طاعة الله.


        من ظلم عليّاً


        مجمع البيان، الجزء الثالث، صفحة 534 عن كتاب شواهد التنزيل للحاكم أبي القاسم الحسكاني عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية (واتقوا فتنة): قال النبي (صلى الله عليه وآله):
        من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنّما جحد بنبوّتي، ونبوّة الأنبياء قبلي.


        فضل عليّ


        أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 206، قاله لأمير المؤمنين، بعد ما فتح الله على يديه في غزوة ذات السلسلة
        لولا أنّني أشفق أن تقول فيك طوائف ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً، لا تمرّ بملأ منهم إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك.


        الأئمة بعدي

        البحار، الجزء التاسع، صفحة 153، الطبعة القديمة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
        الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، وحواريي عيسى، من أحبه فهو مؤمن ومن أبغضهم فهو منافق، هم حجج الله في خلقه وأعلامه في بريّ
        ته.

        ولكلام سيد البشر بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

        تعليق


        • #5
          كلمة الرسول الأعظم 5

          خطبة الغدير

          كتاب الاحتجاج للطبرسي صفحة 31 ـ 41
          عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال: حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المدينة، وقد بلغ جميع الشرائع قومه، غير الحج والولاية، فأتاه جبرائيل فقال: يا محمدّ إن الله جل اسمه يقرئك السلام، ويقول لك: إني لم أقبض نبياً من أنبيائي ولا رسولا من رسلي، إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذاك فريضتان، مما يحتاج أن تبلغها قومك، فريضة الحج، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإنني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها أبداً، فإن الله، جل ثناؤه، يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وتحج، ويحج معك من استطاع إليه سبيلا، من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلمهم معالم حجهم، مثلما علمتهم من صلاتهم، وزكاتهم، وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه، من جميع ما بلغتهم من الشرائع، فنادى منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا إن رسول الله يريد الحج، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم، ويوقفكم من ذاك على ما أوقفكم عليه من غيره. فخرج (صلى الله عليه وآله) وخرج معه الناس، وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله، فحج بهم، وبلغ من حج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب، سبعين ألفاً أو يزيدون... فلما أتم الحج، ورجع، وبلغ غدير خم، قبل الجحفة بثلاثة أميال، أتاه جبرائيل (عليه السلام) على خمس ساعات مضت من النهار، بالزجر والانتهار، والعصمة من الناس، فقال: يا محمد إن الله عز وجل، يقرئك السلام، ويقول لك: (يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي، فإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس). وكان أوائلهم قريباً من الجحفة، فأمره بأن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، ليقيم علياً علماً للناس، ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي، وأخبره بان الله عز وجل، قد عصمه من الناس، فأمر رسول الله منادياً ينادي في الناس بالصلاة جامعة، ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر، وتنحى عن يمين الطريق، إلى جنب مسجد الغدير ـ أمره بذلك جبرائيل عن الله عز وجل ـ وكان في الموضع سلمات، فأمر رسول الله أن يقم ما تحتهن، وينصب له حجارة كهيئة المنبر، ليشرف على الناس، فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوق تلك الأحجار، ثم حمد الله وأثنى عليه فقال:

          الحمد لله الذي علا في توحّده، ودنا في تفرّده، وجلّ في سلطانه، وعظم في أركانه، وأحاط بكلّ شيء علماً وهو في مكانه، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيداً لم يزل، محموداً لا يزال، بارئ المسموكات، وداحي المدحوّات، وجبّار الأرضين والسماوات، قدّوسٌ سبّوح، ربّ الملائكة والروح، متفضّل على جميع من برأ متطوّل على جميع من أنشأ، يلحظ كل عين، والعيون لا تراه، كريم، حليم، ذو أناة، قد وسع كلّ شيء رحمته، ومنّ عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه، ولا يبادر إليهم بما استحقّوا من عذابه، قد فهم السرائر، وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا اشتبهت عليه الخفيّات، له الإحاطة بكل شيء، والغلبة على كل شيء، والقوة في كل شيء، والقدرة على كل شيء، وليس مثله شيء، وهو منشئ الشيء، حين لا شيء، دائمٌ قائمٌ بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، جلّ عن أن تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير، لا يلحق أحدٌ وصفه من معاينة، ولا يجد أحدٌ كيف هو من سرّ وعلانية، إلاّ بما دلّ عز وجل، على نفسه، وأشهد أنّه الله الذي ملأ الدهر قدسه، والذي يغشي الأبد نوره، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير، ولا معه شريكٌ في تقدير، ولا تفاوت في تدبير، صوّر ما أبدع على غير مثال، وخلق ما خلق بلا معونة من أحد، ولا تكلّف ولا احتيال، أنشأها فكانت، وبرأها فبانت، فهو الله الذي لا إله إلا هو، المتقن الصنعة، الحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور، الأكرم الذي ترجع إليه الأمور، وأشهد أنّه الذي تواضع كل شيء لقدرته، مالك الأملاك، مفلّك الأفلاك، ومسخّر الشمس والقمر، كلٌّ يجري لأجل مسمّى، يكوّر الليل على النّهار، ويكوّر النّهار على الليل، يطلبه حثيثاً، قاصم كل جبّار عنيد، ومهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضدّ ولا ند، أحدٌ صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، إلهٌ واحد، وربّ ماجد، يشاء ويمضي، ويريد فيقضي، ويعلم ويحصي، ويميت ويحيي، ويفقر ويغني، ويضحك ويبكي، ويمنع ويعطي، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، يولج الليل في النّهار، ويولج النّهار في اللّيل، لا إله إلا هو العزيز الغفّار، مستجيب الدعاء، ومجزل العطاء، محصي الأنفاس، وربّ الجنّة والنّاس، لا يشكل عليه شيء، ولا يضجره صراخ المستصرخين، ولا يبرمه إلحاح الملحّين، العاصي للصالحين، والموفّق للمفلحين، ومولى العالمين، الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده، أحمده على السّرّاء والضراء والشدة والرخاء، وأؤمن به وبملائكته، وكتبه ورسله، أسمع أمره وأطيع، وأبادر إلى كل ما يرضاه، وأستسلم لقضائه رغبةً في طاعته، وخوفاً من عقوبته، لأنّه الله الذي لا يؤمن مكره، ولا يخاف جوره، وأقرّ له على نفسي بالعبودية، وأشهد له بالربوبيّة، وأؤديّ ما أوحى إليّ، حذراً من أن لا أفعل، فتحلّ بي منه قارعة لا يدفعها عنّي أحد، وإن عظمت حيلته، لا إله إلا هو، لأنّه قد أعلمني أنّي إن لم أبلّغ ما أنزل إليّ، فما بلّغت رسالته، وقد ضمن لي تبارك وتعالى، العصمة، وهو الله الكافي الكريم، فأوحى إليّ (بسم الله الرحمن الرحيم. يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك) في عليّ يعني في الخلافة لعلي بن أبن طالب (وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته، والله يعصمك من النّاس).
          معاشر الناس! ما قصرت في تبليغ ما أنزل الله تعالى إليّ، وأنا مبين لكم سبب نزول هذه الآية: إن جبرائيل هبط إليّ مراراً ثلاثاً، يأمرني عن السّلام ربي وهو السلام: أن أقوم في هذا المشهد، فأعلم كل أبيض وأسود: أن علي بن أبي طالب أخي، ووصيي، وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محلّه مني محل هارون من موسى، إلا أنّه لا نبي بعدي، وهو وليّكم بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله تبارك وتعالى، عليّ بذلك آية من كتابه: (إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون) وعلي بن أبي طالب أقام الصلاة، وآتى الزّكاة وهو راكع، يريد الله عز وجل، في كل حال، وسألت جبرائيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم.
          أيّها النّاس! لعلمي بقلّة المتقين، وكثرة المنافقين، وإدغال الآثمين، وخبل المستهزئين بالإسلام، الذين وصفهم الله في كتابه، بأنّهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويحسبونه هينّاً وهو عند الله عظيم، وكثرة أذاهم لي في غير مرة حتى سموني: أذناً، وزعموا أنّي كذلك، لكثرة ملازمته إياي، وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل، في ذلك قرآناً: (ومنهم الّذين يؤذون النّبيّ ويقولون هو أذن قل أذن) على اللذين يزعمون أنه أذن (خيرٍ لكم) لو شئت أن أسمي لسميّت، وأن أومئ إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدلّ عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرّمت، وكل ذلك لا يرضي الله مني، إلا أن أبلغ ما أنزل إلي.
          (يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك) في عليّ (وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من النّاس)، فاعلموا، معاشر النّاس: أن الله قد نصبه لكم وليّاً وإماماً، مفترضاً طاعته، على المهاجرين والأنصار، وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر، وعلى الأعجمي والعربي، والحر والمملوك، والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كل موحد، ماض حكمه، جائز قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، مؤمن من صدّقه، فقد غفر الله له، ولمن سمع منه، وأطاع له.
          معاشر الناس! إنّه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا، وأطيعوا، وانقادوا لأمر ربكم، فإن الله عز وجل، هو مولاكم، وإلهكم، ثم من دونه محمد وليّكم، القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي عليّ وليّكم وإمامكم بأمر ربكم، ثم الإمامة في ذريتي من ولده، إلى يوم تلقون الله ورسوله، لا حلال إلاّ ما أحلّه الله، ولا حرام إلاّ ما حرّمه الله، عرّفني الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علمني ربي، من كتابه وحلاله وحرامه.
          معاشر الناس! ما من علم إلاّ وقد أحصاه الله فيّ، وكلّ علم علّمت فقد أحصيته في إمام المتقين، وما من علمٍ إلا علّمته عليّاً، وهو الإمام المبين.
          معاشر النّاس! لا تضلّوا عنه، ولا تنفروا منه، ولا تستكبروا من ولايته، فهو الذي يهدي إلى الحق، ويعمل به، ويزهق الباطل، وينهي عنه، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثم إنّه أوّل من آمن بالله ورسوله، وهو الذي فدّى رسوله بنفسه، وهو الذي كان مع رسول الله، ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره.
          معاشر الناس! فضّلوه فقد فضّله الله، واقبلوه فقد نصبه الله.
          معاشر النّاس! إنّه إمام من الله، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته، ولن يغفر الله له، حتماً على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، وأن يعذبه عذاباً نكراً، أبد الآباد، ودهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه، فتصلوا ناراً وقودها الناس والحجارة، أعدّت للكافرين.
          أيّها النّاس! والله بشّر به الأولين من النبيين والمرسلين، وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين، والحجة على جميع المخلوقين، من أهل السماوات والأرضين، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، ومن شك في شيء من قولي هذا، فقد شكّ في الكلّ منه، والشاكّ في ذلك فله النّار.
          معاشر النّاس! حباني الله بهذه الفضيلة، منّاً منه عليّ، وإحساناً منه إليّ، ولا إله إلا هو، له الحمد مني أبد الآبدين ودهر الداهرين على كل حال.
          معاشر النّاس! فضّلوا عليّاً، فإنّه أفضل الناس بعدي، من ذكرٍ وأنثى، بنا أنزل الله الرزق وأبقى الخلق، ملعون ملعون، مغضوب مغضوب، من رد عليّ قولي هذا، ولم يوافقه، ألا إنّ جبرائيل أخبرني عن الله تعالى بذلك، ويقول: من عادى عليّاً ولم يتولّه فعليه لعنتي وغضبي، فلتنظر نفس ما قدّمت لغد، واتقوا الله أن تخالفوه، فتزلّ قدم بعد ثبوتها، إن الله خبير بما تعملون.
          معاشر النّاس! إنّه جنب الله الذي ذكر في كتابه فقال تعالى: (أن تقول نفسٌ يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله).
          معاشر النّاس! تدبروا القرآن، وافهموا آياته، وانظروا إلى محكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره، ولا يوضح لكم تفسيره، إلا الذي أنا آخذ بيده، ومصعده إليّ، وشائل بعضده، ومعلمكم: أن من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، وهو عليّ بن أبي طالب، أخي ووصيي، وموالاته من الله عز وجل، اتركها علي.
          معاشر النّاس! إن عليّاً والطيبين من ولدي، هم الثّقل الأصغر، والقرآن الأكبر، فكل واحد منبئ عن صاحبه، وموافق له، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، هم أمناء الله في خلقه، وحكماؤه في أرضه، ألا وقد أدّيت، ألا وقد بلّغت، ألا وقد أوضحت، ألا وإن الله عز وجل، قال، وأنا قلت عن الله عز وجل، ألا إنّه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره.
          معاشر النّاس! هذا عليّ أخي ووصيّي، وواعي علمي، وخليفتي على أمّتي، وعليّ تفسير كتاب الله عز وجل، والداعي إليه، والعامل بما يرضاه، والمحارب لأعدائه، والموالي على طاعته، والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله، وأمير المؤمنين، والإمام الهادي، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، بأمر الله أقول: ما يبدّل القول لدي، بأمر ربي أقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره، واغضب على من جحد حقه، اللهم إنّك أنزلت علي: أن الإمامة بعدي لعليّ، وليّك، عند تبياني ذلك، ونصبي إياه، بما أكملت لعبادك من دينهم، وأتممت عليهم بنعمتك، ورضيت لهم الإسلام ديناً، فقلت: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين). اللهم إنّي أشهدك، وكفى بك شهيداً: أنّي قد بلّغت.
          معاشر النّاس! إنّما أكمل الله عز وجل، دينكم بإمامته، فمن لم يأتمّ به، وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه، إلى يوم القيامة، والعرض على الله عز وجل، فأولئك الذين حبطت أعمالهم، وفي النار هم فيها خالدون، ولا يخفف عنهم العذاب، ولا هم ينظرون.
          معاشر النّاس! هذا عليٌّ، أنصركم، وأحقكم بي، وأقربكم إليّ، وأعزكم عليّ، والله عز وجل، وأنا عنه راضيان، وما نزلت آية رضى إلا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا، إلاّ بدأ به، ولا نزلت آية مدح في القرآن إلاّ فيه، ولا شهد بالجنة في (هل أتى على الإنسان) إلا له، ولا أنزلها في سواه، ولا مدح بها غيره.
          معاشر النّاس! هو ناصر دين الله، والمجادل عن رسول الله، وهو التقي النقي، الهادي المهدي، نبيّكم خير نبيّ، ووصيكم خير وصيّ، وبنوه خير الأوصياء.
          معاشر النّاس! ذرية كل نبي من صلبه، وذريتي من صلب عليّ.
          معاشر النّاس! إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم، وتزلّ أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة، وهو صفوة اللّه عز وجل، وكيف بكم وأنتم أنتم، ومنكم أعداء الله، ألا إنّه لا يبغض عليّاً إلاّ شقي، ولا يتولى علياً إلا تقي، ولا يؤمن به إلا مؤمن مخلص، وفي عليّ والله نزلت سورة والعصر: (بسم الله الرحمن الرّحيم والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر).
          معاشر النّاس! قد استشهدت الله، وبلّغكم رسالتي، وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين.
          معاشر النّاس! اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون.
          معاشر النّاس! آمنوا بالله ورسوله، والنور الذي أنزل معه، من قبل أن نطمس وجوهاً فنردّها على أدبارها.
          معاشر النّاس! النّور من الله عز وجل، فيّ مسلوك، ثم في عليّ، ثم في النسل منه، إلى القائم المهدي، الذي يأخذ بحق الله، وبكل حق هو لنا، لأن الله عز وجل، قد جعلنا حجّة على المقصرين، والمعاندين، والمخالفين، والخائنين، والآثمين، والظالمين، من جميع العالمين.
          معاشر النّاس! أنذرتكم أنّي رسول قد خلت من قبلي الرسل، أفإن متّ أو قتلت انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً، وسيجزي الله الشاكرين. ألا وإن عليّاً هو الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه.
          معاشر النّاس! لا تمنّّوا على الله إسلامكم، فيسخط عليكم، ويصيبكم بعذاب من عنده، إنّه لبالمرصاد.
          معاشر النّاس! إنّه سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النّار، ويوم القيامة لا ينصرون.
          معاشر النّاس! إنّ الله وأنا بريّان منهم.
          معاشر النّاس! إنّهم وأنصارهم، وأتباعهم، وأشياعهم، في الدرك الأسفل من النار، ولبئس مثوى المتكبرين، ألا إنّهم أصحاب الصحيفة، فلينظر أحدكم في صحيفته.
          معاشر النّاس! إنّي أدعها إمامة، ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة، وقد بلّغت ما أمرت بتبليغه، حجّة على كل حاضر وغائب، وعلى كل أحد ممّن شهد أو لم يشهد، ولد أو لم يولد، فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد، إلى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكاً واغتصاباً، ألا لعن الله الغاصبين، والمغتصبين، وعندها سنفرغ لكم أيّها الثّقلان، فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران.
          معاشر النّاس! إنّ الله عز وجل، لم يكن يذركم على ما أنتم عليه، حتى يميّز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب.
          معاشر النّاس! إنّه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك القرى وهي ظالمة، كما ذكر الله تعالى، وهذا عليّ إمامكم، ووليكم، وهو مواعيد الله، والله يصدق ما وعده.
          معاشر النّاس! قد ضلّ قبلكم أكثر الأولين، والله لقد أهلك الأولين، وهو مهلك الآخرين، قال الله تعالى: (ألم نهلك الأوّلين ثمّ نتبعهم الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين ويلٌ يومئذٍ للمكذّبين).
          معاشر النّاس! إنّ الله قد أمرني ونهاني، وقد أمرت عليّاً ونهيته، فعلم الأمر والنهي من ربّه عز وجل، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوه تهتدوا، وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده، ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله، أنا صراط الله المستقيم، الذي أمركم باتباعه، ثم عليّ من بعدي، ثم ولدي من صلبه، أئمة يهدون إلى الحقّ وبه يعدلون. ثم قرأ الحمد لله ربّ العالمين إلى آخرها، وقال: فيّ نزلت، وفيهم نزلت، ولهم عمّت، وإياهم خصّت، أولئك أولياء الله، لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، ألا إن حزب الله هم الغالبون، ألا إن أعداء عليّ هم أهل الشقاق والنفاق، والحادّون وهم العادون، وإخوان الشياطين، الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً، ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز وجل: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروحٍ منه ويدخلهم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إنّ حزب الله هم المفلحون). ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل، فقال: (الّذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون). ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل، فقال: (الّذين يدخلون الجنّة آمنين وتتلقّاهم الملائكة) بالتسليم، (أن طبتم فادخلوها خالدين). ألا إن أولياءهم الذين قال لهم الله عز وجل: (يدخلون الجنّة بغير حسابٍ). ألا إن أعداءهم يصلون سعيراً. ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقاً وهي تفور، ولها زفير (كلّما دخلت أمّةٌ لعنت أًختها حتّى إذا ادّاركوا فيها جميعاً قالت أخراهم لأولاهم ربّنا هؤلاء أضلّونا فآتهم عذاباً ضعفاً من النّار قال لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون). ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل: (كلّما ألقي فيها فوجٌ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذيرٌ قالوا بلى قد جاءنا نذيرٌ فكذّبنا وقلنا ما نزّل الله من شيءٍ إن أنتم إلاّ في ضلالٍ مبينٍ). ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير.
          معاشر النّاس! شتّان ما بين الجنّة والسعير، عدوّنا من ذمه الله ولعنه، ووليّنا من مدحه الله وأحبّه.
          معاشر النّاس! ألا إنّي منذر وعليٌّ هادٍ.
          معاشر النّاس! إنّي نبي، وعليّ وصيّ، ألا إن خاتم الأئمة منا، القائم المهدي، ألا إنّه الظاهر على الدين، ألا إنّه المنتقم من الظالمين، ألا إنّه فاتح الحصون وهادمها، ألا إنّه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنّه مدرك بكل ثأر لأولياء الله، ألا إنّه الناصر لدين الله، ألا إنّه الغرّاف من بحر عميق، ألا إنّه يسم كل ذي فضل بفضله، وكل ذي جهل بجهله، ألا إنّه خيرة الله ومختاره، ألا إنّه وارث كل علم والمحيط به، ألا إنّه المخبر عن ربّه عز وجل، والمنبه بأمر إيمانه، ألا إنّه الرشيد السديد، ألا إنّه المفوض إليه، ألا قد بشّر به من سلف بين يديه، ألا إنّه الباقي حجّة، ولا حجّة بعده، ولا حقّ إلا معه، ولا نور إلا عنده، ألا إنّه لا غالب له، ولا منصور عليه، ألا إنّه وليّ الله في أرضه، وحكمه في خلقه، وأمينه في سره وعلانيته.
          معاشر النّاس! قد بيّنت لكم، وأفهمتكم، وهذا عليّ يفهمكم بعدي، ألا وإنّي عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته، والإقرار به، ثم مصافقته بعدي، ألا وإنّي قد بايعت الله، وعليٌّ قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل (ومن نكث فإنّما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً).
          معاشر النّاس! (إنّ الحجّ والعمرة من شعائر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما ومن تطّوّع خيراً فإنّ الله شاكرٌ عليمٌ).
          معاشر النّاس! حجّوا البيت، فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا.
          معاشر النّاس! ما وقف بالموقف مؤمن، إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك، فإذا انقضت حجّته استؤنف عمله.
          معاشر النّاس! الحجّاج معانون، ونفقاتهم مختلفة، والله لا يضيع أجر المحسنين.
          معاشر النّاس! حجّوا البيت بكمال الدين والتفقّه، ولا تنصرفوا عن المشاهد إلاّ بتوبة وإقلاع.
          معاشر النّاس! أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، كما أمركم الله عز وجل، لئن طال عليكم الأمد فقصرتم، أو نسيتم، فعليٌّ وليّكم، ومبين لكم، الذي نصبه الله عز وجل، بعدي، ومن خلقه الله مني وأنا منه، يخبركم بما تسألون عنه، ويبين لكم ما لا تعلمون، ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعرّفهما، فآمر بالحلال وأنهي عن الحرام في مقام واحد، فأمرت أن آخذ بالبيعة منكم، والصفقة لكم، بقبول ما جئت به عن الله عز وجل، في عليّ أمير المؤمنين، والأئمة من بعده، الذي مني ومنه أمة قائمة، منهم المهدي، إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق.
          معاشر النّاس! وكل حلال دللتكم عليه، أو حرام نهيتكم عنه، فإنّي لم أرجع عن ذلك، ولم أبدل. ألا فاذكروا ذلك، واحفظوه، وتواصوا به، ولا تبدّلوه، ولا تغيروه، ألا وإنّي أجدّد القول، ألا فأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، إن تنتهوا إلى قولي، وتبلغوه من لم يحضر، وتأمروه بقبوله، وتنهوه عن مخالفته، فإنّه أمر من الله عز وجل، ومنّي، ولا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم.
          معاشر النّاس! القرآن يعرّفكم أن الأئمة من بعده ولده، وعرّفتكم أنّه منّي وأنا منه، حيث يقول الله في كتابه: (وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه)، وقلت: لن تضلّوا ما إن تمسكتم بهما.
          معاشر النّاس! التقوى، احذروا الساعة، كما قال الله عز وجل: (إنّ زلزلة السّاعة شيءٌ عظيمٌ). اذكروا الممات، والحسنات، والموازين، والمحاسبة بين يدي ربّ العالمين، والثواب، والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب عليها، ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب.
          معاشر النّاس! إنّكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة، وقد أمرني الله عز وجل، أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعليّ من إمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومن عليّ، وأمر ولده من صلبه من الأئمة: نبايعك على ذلك بقلوبنا، وأنفسنا، وألسنتنا، وأيدينا، على ذلك نحيا، ونموت، ونبعث، ولا نغيّر، ونبدّل، ولا نشك، ولا نرتاب، ولا نرجع من عهد، ولا ننقض الميثاق، نطيع الله، ونطيعك وعليّاً: أمير المؤمنين، وولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك، من صلبه، بعد الحسن والحسين، اللذين قد عرّفتكم مكانهما مني، ومحلهما عندي، ومنزلتهما من ربي عز وجل، فقد أدّيت ذلك إليكم، وإنهما سيدا شباب أهل الجنة، وإنّهما الإمامان بعد أبيهما عليّ، وأنا أبوهما قبله، وقولوا: أعطينا الله بذلك، وإياك وعليّاً، والحسن والحسين، والأئمة الذين ذكرت، عهداً وميثاقاً، مأخوذاً لأمير المؤمنين، من قلوبنا، وأنفسنا، وألسنتنا، ولا نرى من أنفسنا عنه حولاً أبداً، أشهدنا الله، وكفى بالله شهيداً، وأنت علينا به شهيد، وكل من أطاع ممّن ظهر واستتر، وملائكة الله وجنوده، وعبيده، والله أكبر من كل شهيد.
          معاشر النّاس! ما تقولون، فإن الله يعلم كل صوت، وخافية كل نفس، فمن اهتدى فلنفسه، ومن ضلّ فإنّما يضلّ عليها، ومن بايع فإنّمت يبايع الله، يد الله فوق أيديهم.
          معاشر النّاس! فاتقوا الله وبايعوا عليّاً أمير المؤمنين، والحسن والحسين، والأئمة كلمة طيبة باقية، يهلك الله من غدر، ويرحم الله من وفى، (ومن نكث فإنّما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً)
          معاشر النّاس! قولوا الذي قلت لكم، وسلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربّنا، وإليك المصير، وقولوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنّا لنهتدي، لولا أن هدانا الله.
          معاشر النّاس! إن فضائل عليّ بن أبي طالب عند الله عز وجل، وقد أنزلها في القرآن، أكثر من أن أحصيها في مقام واحد، فمن أنبأكم بها وعرّفها فصدقوه.
          معاشر النّاس! من يطع الله ورسوله، وعليّاً والأئمة الذين ذكرتهم، فقد فاز فوزاً عظيماً.
          معاشر النّاس! السابقون إلى مبايعته، وموالاته، والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك هم الفائزون في جنّات النّعيم.
          معاشر النّاس! قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول، وإن تكفروا أنتم ومن في ألأرض جميعاً، فلن يضر الله شيئاً، اللهم اغفر للمؤمنين، واغضب على الكافرين، والحمد لله ربّ العالمين

          ولكلام سيد البشر بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

          تعليق


          • #6
            كلمة الرسول الأعظم 6

            ومع كلام لسيد البرية نواصل موضوعنا صلوا على محمد وآل محمد .

            أئمة الحق


            البحار، الجزء التاسع، صفحة 156، الطبعة القديمة، عن الحسين بن علي، عن هارون بن موسى عن محمد بن إسماعيل الفزاري، عن عبد الله بن الصالح كاتب الليث عن رشد بن سعد عن الحسين بن يوسف الأنصاري عن سهل بن سعد الأنصاري قال: سئلت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الأئمة فقالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي:
            يا علي! أنت الإمام والخليفة بعدي، وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسين فابنه عليّ بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا مضى الحسن فالقائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، يفتح الله به مشارق الأرض ومغاربها، فهم أئمة الحق، وألسنة الصدق، منصورٌ من نصرهم، مخذول من خذلهم.


            نور فاطمة


            معاني الأخبار، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
            خلق الله نور فاطمة قبل أن يخلق الأرض والسماء، فقال بعض الناس: يا نبيّ الله فليست هي إنسية؟ فقال: فاطمة حوراء إنسية، خلقها الله عز وجل، من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلمّا خلق الله عز وجل، آدم، عرضت على آدم، قيل: يا نبيّ الله! وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حُقّةٍ تحت ساق العرش، قالوا: يا نبيّ الله! فماذا كان طعامها؟ قال: التسبيح والتهليل والتمجيد.
            فلمّا خلق الله عز وجل، آدم، وأخرجني من صلبه، وأحب الله عز وجل، أن يخرجها من صلبي، جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرائيل، فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته عليك يا محمّد، قلت: وعليك السلام ورحمة الله يا حبيبي جبرائيل، فقال: يا محمّد إن ربّك يقرئك السلام، قلت: منه السلام وإليه يعود السلام، قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل، إليك من الجنة. فأخذتها وضممتها إلى صدري.
            قال: يا محمّد! يقول الله، جلّ جلاله، كلها، ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً وفزعت منه.
            فقال: يا محمّد! ما لك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور للمنصورة في السماء، وهي في الأرض فاطمة.
            قلت: حبيبي جبرائيل، ولم سمّيت في السماء المنصورة، وفي الأرض فاطمة؟
            قال: سمّيت في الأرض فاطمة، لأنها فطمت شيعتها من النار، وفطم أعداؤها من حبّها، وهي في السماء المنصورة، وذلك قول الله عز وجل: (ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء) يعني نصر فاطمة لمحبيها.


            اثنا عشر إماماً


            البحار، الجزء السادس، صفحة 153، الطبعة القديمة، علي بن الحسين بن محمد عن عتبة بن عبد الله الحمصي عن عبد الله محمد عن يحيى الصوفي عن علي بن ثابت عن ذر بن حبيش عن الحسن ابن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله:
            إن هذا الأمر يملكه بعدي اثنا عشر إماماً، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي، ما لقوم يؤذونني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي.


            نطفة فاطمة


            أمالي الصدوق، عن الرضا (عليه السلام) أنه قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله):
            لمّا عرج بي إلى السماء، أخذ بيدي جبرائيل، فأدخلني الجنة، فناولني من رطبها فأكلته، فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض، واقعت خديجة، وحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة.


            فضل فاطمة


            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
            فاطمة سيدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين، وإنّها لتقوم في محرابها، فيسلّم عليها سبعون ألف ملك من المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم، فيقولون: يا فاطمة إن الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين .

            خطبة الزواج


            ـ ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، خطب بها رسول الله لما زوج النور من النور، علياً من فاطمة.
            الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بحكمته، وأحكمهم بعزته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد، ثم إن الله عز وجل، قد جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، نسخ بها الآثام، وأوشج بها الأرحام، وألزمها الأنام، فقال عزّ وجل، (وهو الّذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربّك قديراً) فأمر الله يجري قضاءه، وقضاؤه يجري إلى قدره، وقدره يجري إلى أجله، فلكل قضاء قدر، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب، يمحو الله من يشاء ويثبت، وعنده أمّ الكتاب.
            ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي، وقد زوجته على أربعمائة مثقال فضة.


            نثار زواج فاطمة


            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: في الحديث أن أم أيمن قالت ـ يوماً ـ لرسول الله: إنك زوجت فاطمة فلم تنثر عليها ما ينثر على العرائس: فأجابها:
            يا أمّ أيمن، لم تكذبين؟ فإن الله تعالى لما زوج فاطمة عليّاً، أمر أشجار الجنة أن تنثر من حليّها، وحللها، وياقوتها، ودرّها، وزمرّدها، وإستبرقها، فأخذوا منها ما لا يعلمون.


            فاطمة في الجنة


            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، روى بريدة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
            إن ملك الموت خيّرني، فاستنظرته إلى نزول جبرائيل، فتجلّى ابنته الغشي، فقال لها: يا بنتي! احفظي عليك، فإنك وبعلك وابنيك معي في الجنّة.


            إبراهيم فداء الحسين


            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: خير الله النبي بين ابنه إبراهيم وسبطه الحسين فاختار الحسين على إبراهيم، وقال:
            إن إبراهيم أمّة أمةٌ ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأمّ الحسين فاطمة وأبوه عليّ ابن عمي ولحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت أنا عليه، وأنا أوثر حزني على حزنها. يا جبرائيل يقبض إبراهيم فديةً للحسين.
            وعلى أثر هذا الحادث كان النبي يرشف ثنايا الحسين ويقول: ـ فديت من فديته بابني إبراهيم.

            ولكلام سيد البشر بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

            تعليق


            • #7
              كلمة الرسول الأعظم 7

              ومع كلام سيد البشر (ص) نتبرك صلوا على محمد وآل محمد .


              طلب العلم


              البحار، الجزء الأول، صفحة 54، عن أمالي الصدوق، المكتب عن علي بن أبيه عن القداح عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
              من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله به طريقاً إلى الجنّة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً به، وإنّه ليستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض، حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، ولكن ورّثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر.


              العلم واجب


              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث. عن رسول الله (ص)
              أربعة تلزم كلّ ذي حجىً وعقلٍ من أمّتي: استماع العلم، وحفظه، ونشره، والعمل به.


              من تعلم للدنيا هلك


              أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 250.
              من تعلّم العلم ليماري به السّفهاء، أو يباهي به العلماء، أو يصرف وجوه النّاس إليه ليعظّموه، فليتبوّأ مقعده من النّار، فإنّ الرّئاسة لا تصلح إلاّ لله ولأهلها، ومن وضع نفسه في غير الموضع الّذي وضعه الله فيه، مقته الله، ومن دعا إلى نفسه، فقال: أنا رئيسكم، وليس هو كذلك، لم ينظر الله إليه، حتى يرجع عمّا قال: ويتوب إلى الله ممّا ادّعى.

              أقسام التعلم


              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
              من تعلّم العلم للتكبّر مات جاهلاً، ومن تعلّمه للقول دون العمل مات منافقاً، ومن تعلّمه للمناظرة مات فاسقاً، ومن تعلّمه لكثرة المال مات زنديقاً، ومن تعلّمه للعمل مات عارفاً.

              العلم والعاقل والجاهل


              البحار، الجزء الأول، صفحة 55، أمالي الشيخ: جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن جعفر الحسني، عن محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: حدثني الرضا علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أمير المؤمنين: علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:... وورد في تحف العقول، باختلاف يسير.
              طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانّه، واقتبسوه من أهله، فإنّ تعليمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعمله صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى، لأنّه معالم الحلال والحرام، ومنار سبل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة، والدليل على السّرّاء والضرّاء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاّء، يرفع الله به أقواماً، فيجعلهم في الخير قادة، تقتبس آثارهم، ويهتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، بأجنحتها تمسحهم وفي صلاتها تبارك عليهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، حتى حيتان البحر وهوامّه، وسباع البر وأنعامه، إن العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظّلمة، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة، الذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الرب، وبه توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، العلم إمام العمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه.
              وصفة العاقل أن يحلم عمّن جهل عليه، ويتجاوز عمن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من فوقه في طلب البر، وإذا أراد أن يتكلم تدبّر، فإن كان خيراً، تكلم فغنم، وإن كان شرّاً سكت فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله، وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهز بها، لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل.
              وصفة الجاهل أن يظلم من خالطه، ويتعدّى على من هو دونه، ويتطاول على من هو فوقه، كلامه بغير تدبّر، إن تكلّم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب، يتواني عن البرّ ويبطئ عنه، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيّعه، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل.



              العقل


              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: دخل شمعون بن لاوي المسيحي على رسول الله وناقشه طويلاً ثم اعتنق الإسلام فقال: أخبرني عن العقل ما هو؟ وكيف هو؟ وما يتشعب منه وما لا يتشعب، وصفه وصف لي طوائفه كلها، فقال الرسول:
              إن العقل عقالٌ من الجهل، والنفس مثل أخبث الدّوابّ، فإن لم يعقل حارت، فالعقل عقالٌ من الجهل، وإن الله خلق العقل، فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر فأدبر، فقال له الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً أعظم منك ولا أطوع منك، بك أبدي وأعيد، لك الثواب وعليك العقاب.
              فتشعّب من العقل الحلم، ومن الحلم العلم، ومن العلم الرّشد، ومن الرّشد العفاف، ومن العفاف الصّيانة، ومن الصّيانة الحياء، ومن الحياء الرزانة، ومن الرزانة المداومة على الخير، وكراهية الشر، ومن كراهية الشّر طاعة الناصح.
              فهذه عشرة أصناف من أنواع الخير، ولكل واحد من هذه العشرة الأصناف عشرة أنواع، فأمّا الحلم: فمن ركوب الجميل، وصحبة الأبرار، ورفعٌ من الضّعة، ورفعٌ من الخساسة، وتشهّي الخير، ويقرّب صاحبه من معالي الدرجات، والعفو، والمهل، والمعروف، والصمت. فهذا ما يتشعب للعاقل بحلمه.
              وأمّا العلم: فيتشعّب منه الغنى وإن كان فقيراً، والجود وإن كان بخيلاً، والمهابة وإن كان هيّناً، والسلامة وإن كان سقيماً، والقرب وإن كان قصيّاً، والحياء وإن كان صلفاً، والرّفعة وإن كان وضيعاً، والشرف وإن كان رذلاً، والحكمة، والحظوظ. فهذا ما يتشعّب للعاقل بعلمه، فطوبى لمن عقل وعلم.
              وأمّا الرّشد: فيتشعّب منه السّداد والهدى، والبر والتّقوى، والمنالة والقصد، والاقتصاد لمن أقام به على منهاج الطريق. وأمّا العفاف: فيتشعّب منه الرضا والاستكانة، والحظ والراحة، والتّفقد والخشوع، والتّذكر والتفكّر، والجود والسخاء، فهذا ما يتشعّب للعاقل بعفافه رضاً بالله وبقسمه
              وأمّا الصيانة: فيتشعّب منها الصلاح والتواضع والورع والإنابة، والفهم والأدب، والإحسان والتّحبّب، والخير واجتناء البشر. فهذا ما أصاب العاقل بالصّيانة. فطوبى لمن أكرمه مولاه بالصّيانة.
              وأمّا الحياء: فيتشعّب منه اللّين والرأفة، والمراقبة لله في السّر والعلانية، والسلامة، واجتناب الشّر، والبشاشة، والسماحة، والظفر، وحسن الثناء على المرء في الناس. فهذا ما أصاب العاقل بالحياء، فطوبى لمن قبل نصيحة الله وخاف فضيحته. وأما الرزانة: فيتشعّب منها اللطف والحزم، وأداء الأمانة وترك الخيانة، وصدق اللسان، وتحصين الفرج، واستصلاح المال والاستعداد للعدوّ، والنهي عن المنكر وترك السفه. فهذا ما أصاب العاقل بالرزانة، فطوبى لمن توفّر ولم تكن له خفّة ولا جاهليّة، وعفا وصفح.
              وأمّا المداومة على الخير: فيتشعّب منها ترك الفواحش، والبعد من الطيش، والتحرّج، واليقين، وحبّ النجاة، وطاعة الرحمن، وتعظيم البرهان، واجتناب الشيطان، والإجابة للعبد، وقول الحق. فهذا ما أصاب العاقل بمداومة الخير، فطوبى لمن ذكر إمامه، وذكر قيامه، واعتبر بالفناء.
              وأما كراهية الشّر: فيتشعّب منها الوقار، والصّبر، والنصر، والاستقامة على المنهاج، والمداومة على الرّشاد، والإيمان بالله، والتوفر، والإخلاص، وترك ما لا يعنيه، والمحافظة على ما ينفعه. فهذا ما أصاب العاقل بالكراهية للشر، فطوبى لمن قام بحقّ الله، وتمسّك بعرى سبيل الله.
              وأمّا طاعة الناصح: فيتشعّب منها الزيادة في العقل، وكمال اللّب، ومحمدة العواقب، والنجاة من اللّوم، والقبول، والمودة، والإسراج، والإنصاف، والتقدّم في الأمور، والقوة على طاعة الله، فطوبى لمن سلم من مصارع الهوى. فهذه الخصال كلّها تتشعّب من العقل.
              فلمّا بيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) محاسن العقل، قال: يا رسول الله ما علامة الجاهل؟ فقال:
              إن صحبته عنّاك، وإن اعتزلته شتمك، وإن أعطاك منّ عليك، وإن أعطيته كفرك، وإن أسررت إليه خانك، وإن أسرّ إليك اتّهمك، وإن استغنى بطر وكان فظّاً غليظاً، وإن افتقر جحد نعمة الله ولم يتحرّج، وإن فرح أسرف وطغى، وإن حزن أيس، وإن ضحك فهق، وإن بكى فإنّه يقع في الأبرار، ولا يحبّ الله، ولا يراقبه، ولا يستحي من الله، ولا يذكره، إن أرضيته مدحك وقال فيك من الحسنة ما ليس فيك، وإن سخط عليك ذهبت مدحته، ووقّع فيك من السوء ما ليس فيك، فهذا مجرى الجاهل.
              فلمّا بيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) علامة الجاهل، قال شمعون: يا رسول الله! وما علامة الإسلام؟ فقال:
              علامة الإسلام: الإيمان، والعلم، والعمل.
              فقال شمعون: وما علامات هذه الثلاثة؟ فقال:
              علامة الإيمان أربع: الإقرار بوحدانية الله، والإيمان بكتب الله، والإيمان بأنبياء الله، [والإيمان بدين الله].
              وعلامة العلم أربع: العلم بالله، والعلم بمحبّة الله، والعلم بأمانة الله، وحفظه حتى وقت أدائه
              وعلامة العلم أربع: الصّلاة، والصّيام، والزكاة، والإخلاص.
              فقال شمعون: يا رسول الله! أخبرني عن علامة الصّادق، وعلامة المؤمن، وعلامة الصابر، وعلامة التائب، وعلامة الشّاكر، وعلامة الخاشع، وعلامة الصالح، وعلامة الناصح، وعلامة الموفّق، وعلامة المخلص، وعلامة الزاهد، وعلامة البارّ، وعلامة التقي، وعلامة المتكلّف، وعلامة الظّالم، وعلامة المرائي، وعلامة المنافق، وعلامة الحاسد، وعلامة المسرف، وعلامة الغافل، وعلامة الكسلان، وعلامة الكذّاب، وعلامة الفاسق، وعلامة الخائن؛ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
              أمّا علامة الصّادق فأربع: يصدق في قوله، ويصدّق وعد الله ووعيده، ويوفي بالعهد، ويجتنب الغدر.
              وأمّا علامة المؤمن فأربع: يرأف، ويرحم، ويفهم، ويستحي.
              وأمّا علامة الصّابر فأربع: الصبر على المكاره، والعزم في أعمال البرّ، والتّواضع، والحلم
              وأمّا علامة التّائب فأربع: النصيحة لله في عمله، وترك الباطل، ولزوم الحق، والحرص على الخير.
              وأمّا علامة الشاكر فأربع: الشّكر في النّعماء، والصّبر في البلاء، والقنوع بقسم الله، ولا يحمده ولا يعظم إلا الله.
              وأمّا علامة الخاشع فأربع: مراقبة الله في السّر والعلانية، وركوب الجميل، والتفكّر ليوم القيامة، والمناجاة لله.
              وأمّا علامة الصّالح فأربع: يصفّي قلبه، ويصلح عمله، ويصلح كسبه، ويصلح أموره كلّها.
              وأمّا علامة الناصح فأربع: يقضي بالحق، ويعطي الحقّ من نفسه، ويرضي للناس ما يرضاه لنفسه، ولا يعتدي على أحد.
              وأمّا علامة المؤمن فستّ: أيقن بأنّ الله حقّ فآمن، وأيقن بأنّ الموت حقّ فحذره، وأيقن بأن البعث حق فخاف الفضيحة، وأيقن بأنّ الحساب حق فحاسب نفسه، وأيقن بأنّ الجنّة حق فاشتاق إليها، وأيقن بأنّ النار حقّ فطهّر سعيه للنجاة منها.
              وأمّا علامة المخلص فأربع: يسلم قلبه، ويسلم جوارحه، ويبذل خيره، ويكفّ شرّه
              وأمّا علامة الزاهد فعشر: يزهد في المحارم، ويكفّ نفسه، ويقيم فرائض ربّه، فإن كان مملوكاً أحسن الطاعة، وإن كان مالكاً أحسن المملكة، وليس له محميّة، ولا حقد، يحسن إلى من أساء إليه، وينفع من ضّره، ويعفو عمّن ظلمه، ويتواضع لحقّّ الله.
              وأمّا علامة البارّ فعشر: يحبّ في الله، ويصاحب في الله، ويفارق في الله، ويغضب في الله، ويرضى في الله، ويعمل في الله، ويطلب إليه، ويخشع لله، خائفاً مخوّفاً، طاهراً مخلصاً، مستحيياً، مراقباً، ويحسن في الله.
              وأمّا علامة التّقيّ فست: يخاف الله، ويحذر بطشه، ويمسي، ويصبح كأنّه يراه، لا تهمه الدنيا، ولا يعظم عليه منها شيء لحسن خلقه.
              وأمّا علامة المتكلّف فثلاث: يجادل فيما لا يعنيه، وينازع من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال.
              وأمّا علامة الظالم فأربع: يظلم من فوقه بالمعصية، ويملك من دونه بالغلبة، ويبغض الحق، ويظهر الظلم.
              وأمّا علامة المرائي فأربع: يحرص في العمل لله إذا كان عنده أحد، ويكسل إذا كان وحده، ويحرص في كل أمره على المحمدة، ويحسن سمته بجهده.
              وأمّا علامة المنافق فأربع: فاجر دخلة، يخالف لسانه قلبه، وقوله فعله، وسريرته علانيته، فويل للمنافق من النّار.
              وأمّا علامة الحاسد فثلاث: الغيبة، والتملّق، والشّماتة بالمصيبة.
              وأمّا علامة المسرف فاثنتان: يفخر بالباطل، ويأكل ما ليس عنده.
              وأمّا علامة الغافل فأربع: العمى، والسّهو، واللّهو، والنّسيان.
              وأمّا علامة الكسلان فأربع: يتواني حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم، ويضجر.
              وأمّا علامة الكذّاب فأربع: إن قال لم يصدق، وإن قيل له لم يصدّق، والنّميمة، والبهتان.
              وأمّا علامة الفاسق فأربع: الّلهو، والّلغو، والعدوان، والبهتان.
              وأمّا علامة الجائر فأربع: عصيان الرّحمن، وأذى الجيران، وبغض القرآن، والقرب إلى الطغيان.
              يا شمعون!
              إنّ لك أعداء يطلبونك، ويقاتلونك، ليسلبوا دينك من الجن والإنس.
              فأمّا الذين من الإنس: فقوم لا خلاق لهم في الآخرة، ولا رغبة لهم فيها عند الله، إنّما همّهم تغيير النّاس بأعمالهم، لا يغيّرون أنفسهم ولا يحاذرون أعمالهم، إن رأوك صالحاً حسدوك وقالوا: مراءٍ، وإن رأوك فاسداً قالوا: لا خير فيه.
              وأمّا أعداؤك من الجن: فإبليس جنوده. فإذا أتاك فقال: مات ابنك، فقل: إنّما خلق الله الأحياء ليموتوا، وتدخل بضعة مني الجنّة، إنّه ليسري. فإذا أتاك وقال: فذهب مالك، فقل: الحمد لله الذي أعطى وأخذ، وأذهب عنّي الزكاة، فلا زكاة عليّ. وإذا أتاك وقال لك: النّاس يظلمونك وأنت لا تظلم، فقل: إنّما السّبيل يوم القيامة على الذين يظلمون النّاس، وما على المحسنين من سبيل. وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر إحسانك! يريد أن يدخلك العجب، فقل: إساءتي أكثر من إحساني. وإذا أتاك وقال لك: ما أكثر صلاتك! فقل: غفلتي أكثر من صلاتي. وإذا قال لك: كم تعطي النّاس؟ فقل: ما آخذه أكثر مما أعطي. وإذا قال لك: ما أكثر من يظلمك! فقل: من ظلمته أكثر. وإذا أتاك فقال لك: كم تعمل؟ فقل: طال ما عصيت. وإذا أتاك فقال لك: ألا تحبّ الدنيا؟ فقل: قد اغترّ بها غيري.
              إنّ الله تبارك وتعالى لما خلق السفلى، فخرت وزخرت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الأرض فسطحها على ظهرها، فذلّت. ثمّ إن الأرض فخرت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الله الجبال فأثبتها على ظهرها أوتاداً من أن تميد بها عليها، فذلّت الأرض واستقرت. ثم إن الجبال فخرت على الأرض فشمخت واستطالت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الحديد فقطعها، فذلّت. ثم إن الحديد، فذلّ الحديد. ثم إن النّار زفرت وشهقت وفخرت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الريح، فحرّكت أمواجه، وأثارت ما في قعره، وحبسته عن مجاريه، فذل الماء. ثم إن الريح فخرت وعصفت وقالت: أيّ شيء يغلبني؟ فخلق الإنسان، فبنى واحتال ما يستتر به من الريح وغيرها، فذلّت الريح. ثم إن الإنسان طغى، وقال: من أشدّ مني قوة؟ فخلق الموت فقهره، فذل الإنسان. ثم إن الموت فخر في نفسه، فقال الله عز وجل: لا تفخر فإنّي ذابحك بين الفريقين: أهل الجنّة وأهل النّار، ثم لا أحييك أبداً! فخاف.


              ولكلام سيد الخلق بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .

              تعليق


              • #8
                اللهم صلي على محمد وآل محمد .

                تعليق


                • #9
                  اللهم صلي على محمد وآل محمد .

                  تعليق


                  • #10
                    اللهم صلي عي محمد وال بيت محمد وعجل فرجهم سهل مخرجهم

                    شكرا لج اختي العزيزه وبيض الله وجهج عند الحبيب مصطفي

                    تعليق


                    • #11
                      ألف شكر لك أختي كويتية من أميركا لا حرمنا الله من مشاركتك
                      أخوك عمار أبو الحسين

                      تعليق


                      • #12
                        كلمة الرسول الأعظم 8

                        [SIZE=20px]ومع كلام سيد البرية نواصل موضوعنا صلوا على محمد وآل محمد .

                        الناسخ التواريخ، الجزء الثالث، أول خطبة خطبها الرسول (صلى الله عليه وآله) في المدينة، لأول جمعة أقامها في المدينة، في أول يوم دخل المدينة، وذلك في مسجد قبيلة بني سالم بن عوف.
                        الحمد لله الذي أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه وأومن به ولا أكفره وأعادي من يكفره. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له. وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى والنور والموعظة، على فترةٍ من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ودنو من الساعة وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد. ومن يعصهما فقد غوى، وفرط وضلّ ضلالاً بعيداً.
                        أوصيكم بتقوى الله، فإنّه خير ما أوصى به المسلم مسلماً أن يحضه على الآخرة وأن يأمره بتقوى الله. فاحذروا ما حذّركم الله من نفسه ولا أفضل من ذلك ذكرٌ. وإن تقوى الله لمن عمل بها على وجل ومخافة من ربه، عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة. ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السرّ والعلانية، ولا ينوي بذلك إلاّ وجه الله، يكن له ذكر في عاجل أمره، وذخر فيما بعد الموت، حين يفتقر المرء إلى ما قدّم. وما كان من سوى ذلك يودّ لو أنّ بينه وبينها أمداً بعيداً، ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد.
                        والذي صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك، فإنّه يقول: (ما يبدّل القول لديّ وما أنا بظلاّمٍ للعبيد) فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية، فإنّه من يتق الله يكفّر عنه سيئاته ويعظم له أجراً، ومن يتق الله فقد فاز فوزاً عظيماً. وإنّ تقوى الله توقي مقته، وتوقي عقوبته، وتوقي سخطه، وإن تقوى الله تبيّض الوجوه وترضي الرب وترفع الدرجة.
                        خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، فقد علّمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين. فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا في الله حق جهاده. هو اجتباكم وسمّاكم المسلمين، (ليهلك من هلك عن بيّنةٍ ويحيا من حيّ عن بيّنةٍ) ولا حول ولا قوة إلاّ بالله. فأكثروا ذكر الله، واعلموا أنّه خير من الدنيا وما فيها، واعملوا لما بعد الموت. فإنّه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس. ذلك بأنّ الله يقضي بالحق على الناس، ولا يقضون عليه، ويملك من الناس، ولا يملكون منه. الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.


                        جوامع الكلم



                        تحف العقول والعقد الفريد: خطبها رسول الله في حجة الوداع، في مكة المكرمة
                        الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، و (من) سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له؛ ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
                        أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على العمل بطاعته؛ وأستفتح الله بالذي هو خير.
                        أمّا بعد: أيها النّاس! اسمعوا مني (ما) أبيّن لكم، فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا.
                        أيّها النّاس! إنّ دماءكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
                        فمن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها؛ وإنّ ربا الجاهليّة موضوع، وإن أول رباً أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دمٍ أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السّدانة والسّقاية. والعمد قود، وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر، وفيه مائة بعير، فمن ازداد فهو من الجاهلية.
                        أيّها النّاس! إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنّه قد رضي بأن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحتقرون من أعمالكم.
                        أيّها النّاس! (إنّما النّسيء زيادةٌ في الكفر يضلّ به الّذين كفروا يحلّونه عاماً ليواطئوا عدّة ما حرّم الله) وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض (وإنّ عدّة الشّهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السّماوات والأرض منها أربعةٌ حرم) ثلاثة متوالية، وواحد فرد ـ ذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرم، ورجب بين جمادي وشعبان، ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
                        أيّها النّاس! إن لنسائكم عليكم حقّاً، ولكم عليهن حقّاً، حقكم عليهنّ أن لا يوطئن أحداً فرشكم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلاّ بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهنّ في المضاجع، وتضربوهنّ ضرباً غير مبرّح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكتاب الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهنّ خيراً.
                        أيّها النّاس! (إنما المؤمنون إخوة) ولا يحلّ لمؤمن مال أخيه إلا عن طيب نفسه منه. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد. فلا ترجعن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. ألا هل بلّغت؟ اللهم اشهد.
                        أيّها النّاس! إنّ ربّكم واحد، كلّكم لآدم وآدم من تراب (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وليس لعربي على عجميّ فضل إلاّ بالتقوى. ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم، قال: فليبلّغ الشاهد الغائب.
                        أيّها النّاس! إن الله قسّم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا يجوز لوارث وصيّة في أكثر من الثلث، والوالد للفراش وللعاهر الحجر، من ادّعى إلى غير أبيه، ومن تولّى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. والسلام عليكم ورحمة الله.



                        إصابة السنة


                        ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                        قراءة القرآن في صلاة أفضل من قراءة القرآن في غير صلاة، وذكر الله أفضل من الصّدقة، والصّدقة أفضل من الصّوم، والصّوم حسنة، لا قول إلاّ بعمل، ولا قول ولا عمل إلاّ بنيّة، ولا قول ولا عمل ولا نيّة إلاّ بإصابة السّنّة.


                        عظة بالغة



                        أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 244، عن تاريخ ابن كثير: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب لما وصل إلى تبوك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
                        أيّها النّاس! إن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنّة محمّدٍ، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص القرآن، وخير الأمور عزائمها، وشرّ الأمور محادثتها، وأحسن الهدى هدى الأنبياء، وأشرف القتل قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدى ما أتّبع، وشرّ العمى عمى القلب، واليد العليا خيرٌ من اليد السّفلى، وما قلّ وكفى خيرٌ ممّا كثر وألهى، وشرّ المعذرة حين يحضر الموت، وشرّ الندامة ندامة يوم القيامة، ومن أعظم خطايا اللسان الكذب، وخير الغنى غنى النّفس، وخير الزّاد التّقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والمسكر من النّار، والخمر جماع الإثم، والنّساء حبالات إبليس، والشّباب شعبةٌ من الجنون، وشرّ المكاسب الربّا، وشرّ المآكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشّقيّ من شقي في بطن أمّه، وإنّما يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع، وملاك العمل خواتيمه، وكلّ ما هو آتٍ قريب، وسباب المؤمن فسوقٌ، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصيةٌ، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يستغفر الله يغفر له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يصبر على الرزيّة يعوّضه الله.



                        حديث أربعين حديثاً



                        البحار، الجزء الأول، صفحة 110، إكمال الدين: الدقاقين والمكتب والسناني عن الأسدي عن النخعي عن عمه النوفلي عن ابن الفضل الهاشمي والسكوني جميعاً عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الحسين بن علي (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان فيما أوصى به أن قال له: (يا علي من حفظ من أمتي أربعين حديثاً يطلب بذلك وجه الله عز وجل، والدار الآخرة، حشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً). فقال علي (عليه السلام): أخبرني ما هذه الأحاديث؟ فقال
                        أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، وتعبده ولا تعبد غيره، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ، في مواقيتها، ولا تؤخرها فإن في تأخيرها من غير علّة غضب الله عز وجل، وتؤدي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعاً.
                        وأن لا تعقّ والديك، ولا تأكل مال اليتيم ظلماً، ولا تأكل الربا، ولا تشرب الخمر، ولا شيئاً من الأشربة المسكرة، ولا تزني، ولا تلوط، ولا تمشي بالنميمة، ولا تحلف بالله كاذباً، ولا تسرق، ولا تشهد شهادة الزور لأحد، قريباً كان أو بعيداً، وأن تقبل الحق ممن جاء به كان صغيراً أو كبيراً، وأن لا تركن إلى ظالم وإن كان حميماً قريباً، وأن لا تعمل بالهوى، ولا تقذف المحصنة، ولا ترائي، فإن أيسر الرياء شرك بالله عز وجل، وأن لا تقول لقصير: يا قصير، ولا لطويل: يا طويل، تريد بذلك عيبه، وأن لا تسخر من أحد من خلق الله، وأن تصبر على البلاء والمصيبة، وأن تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك، وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه، وأن لا تقنط من رحمة الله، وأن تتوب إلى الله عز وجل، من ذنوبك، فإن التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له، وأن لا تصرّ على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله وآياته ورسله، وأن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن لا تطلب سخط الخالق برضى المخلوق، وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة، لأن الدنيا فانية والآخرة باقية، وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه، وأن تكون سريرتك كعلانيتك، وأن لا تكون علانيتك حسنة وسريرك قبيحة، فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين، وأن لا تكذب ولا تخالط الكذّابين، وأن لا تغضب إذا سمعت حقاً، وأن تؤدب نفسك وأهلك وولدك وجيرانك على حسب الطاقة، وأن تعمل بما علمت، ولا تعاملن أحداً من خلق الله عز وجل، إلا بالحق، وأن تكون سهلاً للقريب والبعيد، وأن لا تكون جبّاراً عنيداً، وأن تكثر من التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت، وما بعده من القيامة والجنّة والنار، وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه، وأن تستغنم البرّ والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات، وأن تنظر إلى كل ما لا ترضى فعله لنفسك، فلا تفعله بأحد من المؤمنين، ولا تملّ من فعل الخير، ولا تثقل على أحد، ولا تمنّ على أحد إذا أنعمت عليه، وأن تكون الدنيا عندك سجناً حتى يجعل الله لك جنّة.
                        فهذه أربعون حديثاً من استقام عليها وحفظها عنّي من أمتي دخل الجنّة برحمة الله، وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله عز وجل، بعد النبيين والصّدّيقين، وحشره الله يوم القيامة مع النبيين والصّدّيقين والشّهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.



                        المؤمنون إخوة


                        ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: خطب رسول الله في مسجد الخيف فقال:
                        نضّر الله عبداً سمع مقالتي، فوعاها وبلّغها من لم يسمعها، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه إلى غير فقيه. ثلاث لا يغلّ عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم. المؤمنون إخوة، تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم. (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير).[/
                        size]

                        تعليق


                        • #13
                          كلمة الرسول الأعظم 9

                          ومع كلام سيد البشر نواصل موضوعنا صلوا على محمد وآل محمد .


                          المؤمن


                          ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                          لا يكون العبد في السماء ولا في الأرض مؤمناً، حتى يكون فضولاً، ولا يكون فضولاً حتى يكون مسلماً، ولا يكون مسلماً حتى يسلم الناس من يده ولسانه، ولا يسلم الناس من يده ولسانه حتى يكون عالماً، ولا يكون عالماً حتى يكون عاملاً بالعلم، ولا يكون عاملاً بالعلم حتى يكون زاهداً، ولا يكون زاهداً حتى يكون ورعاً، ولا يكون ورعاً حتى يكون متواضعاً، ولا يكون متواضعاً حتى يكون عارفاً بنفسه ولا يكون عارفاً بنفسه حتى يكون عاقلاً.

                          تدخلوا الجنة


                          ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: هذه أول موعظة وعظ بها النبي (صلى الله عليه وآله) أهل المدينة.
                          أيّها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام.


                          جنة ربكم


                          ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: عن أبي أمامة، وأعيان الشيعة، الجزء الثاني صفحة 247، عن الحاكم في المستدرك، بسنده عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله، وهو يخطب في الناس ـ على ناقته الجدعاء ـ في حجة الوداع، ويقول:
                          إنّه لا نبي بعدي، ولا أمّة بعدكم، ألا فاعبدوا ربّكم، وصلّوا خَمْسكم، وصوموا شهركم، وحجّوا بيت ربّكم، وأدّوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ولاة أمركم، تدخلوا جنة ربّكم.



                          إطعام الطعام



                          ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                          من أطعم مؤمناً لقمةً، أطعمه الله من ثمار الجنّة، ومن سقاه شربة من ماء، سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كساه ثوباً، كساه الله من الإستبرق والحرير، وصلّى الله عليه والملائكة ما بقي في ذلك الثوب سلك.


                          الزينة



                          ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                          العفاف زينة النساء، والتواضع زينة الحسب، والفصاحة زينة الكلام، والعدل زينة الإيمان، والسكينة زينة العبادة، والحفظ زينة الرواية، وحسن الأدب زينة العقل، وبسط الوجه زينة العلم، والإيثار زينة الزّهد، وبذل الموجود زينة اليقين، والتقلّل زينة القناعة، وترك المنّ زينة المعروف، والخشوع زينة الصلاة، وترك ما لا يعنيه زينة الورع.


                          أجر الطاعة


                          ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                          من نقله الله من ذلّ المعاصي إلى عزّ الطاعة، أغناه بلا مال، وأعزّه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس، ومن خاف الله، أخاف منه كلّ شيء، ومن لم يخف الله، أخافه الله من كل شيء، ومن رضي من الله باليسير من الرزق، رضي الله منه باليسير من العمل، ومن لم يستحي من طلب الحلال من المعيشة خفّت مؤنته، ورخي باله، ونعم عياله... ومن زهد في الدنيا، أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب الدّنيا: داءها ودواءها، وأخرجه من الدنيا سالماً إلى دار القرار.

                          حسن الظن بالله


                          ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: عن أبي جعفر (عليه السلام) عن علي (عليه السلام) أن الرسول خطب فقال:
                          والذي لا إله إلاّ هو، ما أعطي مؤمنٌ قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنّه بالله، ورجائه، وحسن خلقه، والكفّ عن اغتياب المؤمن. والذي لا إله إلا هو، لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار، إلا بسوء ظنّه بالله وتقصير رجائه، وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين. والذي لا إله إلا هو، لا يحسن ظن عبدٍ مؤمن بالله، إلا كان الله عند ظنّ عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخيرات، يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ، ثمّ يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه.




                          صلة الرحم


                          ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                          خافوا من الله وصلوا الرّحم، فإنّهما في الدنيا بركة، وفي العقبى مغفرة، وفي صلة الرحم عشر خصال: رضا الرب، وفرح القلوب، وفرح الملائكة، وثناء النّاس، وترغيم الشّيطان، وزيادة العمر، وزيادة الرزق، وفرح الأموات، وزيادة الثواب.


                          النصيحة لله


                          الطبقات الكبرى، الجزء الأول.
                          انصحوا لله في عبادة، فإنه من استرعى شيئاً من أمور النّاس، ثم لم ينصح لهم، حرّم الله عليه الجنة. انطلقوا، ولا تصنعوا كما صنعت رسل عيسى ابن مريم، قالوا: وما صنعوا يا رسول الله؟ قال: دعاهم إلى الذي دعوتكم إليه؛ فأمّا من كان مبعثه قريباً، فرضي وسلم، ومن كان مبعثه بعيداً، فكره وجهه، وتثاقل؛ فشكا ذلك عيسى إلى الله، فأصبح المتثاقلون، وكل واحد يتكلم بلغة الأمة التي بعث إليها.

                          لا ينجي إلا العمل


                          أعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 228، عن المفيد: أنه خطبها في مرضه الذي توفي فيه، وقد خرج معتمداً بيمنى يديه على أمير المؤمنين، وعلى الفضل بن العباس باليد الأخرى.
                          معاشر الناس! قد حان خفوقٌ منّي من بين أظهركم، فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إيّاها، ومن كان له عليّ دينٌ فليخبرني به.
                          معاشر الناس! ليس بين الله وبين أحدٍ شيء يعطيه به خيراً، أو يصرف عنه به شرّاً، إلاّ العمل.
                          أيها الناسّ لا يدّع مدّعٍ، ولا يتمنّ متمنّ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، لا ينجي إلاّ عملٌ مع رحمة، ولو عصيت لهويت.
                          اللهمّ هل بلّغت؟


                          عملك



                          جاء قيس بن عاصم المنقري على رأس وفد من بني تميم إلى رسول الله (صلّى الله علّيه وآله) فقال يا رسول الله عظني، فقال:
                          يا قيس إنّ مع العزّ ذلاًّ، وإنّ مع الحياة موتاً، وإنّ مع الدّنيا آخرة، وإنّ لكل شيء حسيباً، وعلى كل شيء رقيباً، وإنّ لكل حسنة ثواباً، ولكل سيئةٍ عقاباً، وإنّ لكل أجل كتاباً، وإنّه يا قيس لا بدّ لك من قرين يدفن معك وهو حيّ وتدفن معه وأنت ميّت، فإن كان كريماً أكرمك، وإن كان لئيماً أسلمك، لا يحشر إلا معك، ولا تحشر إلا معه، ولا تسأل إلا عنه، ولا تبعث إلا معه، فلا تجعله إلاّ صالحاً، فإنّه إن كان صاحاً لم تأنس إلا به، وإن كان فاحشاً لم تستوحش إلا منه، وهو عملك.


                          صنائع المعروف


                          ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                          صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة الخفيّة تطفئ غضب الله، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأوّل من يدخل الجنة أهل المعروف.

                          ولكلام سيد البشر بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .


                          تعليق


                          • #14
                            كلمة الرسول الأعظم 10

                            ومع كلام حبيبنا وشفيعنا محمد (ص) نواصل الموضوع صلوا على محمد وآل محمد .


                            اطلب الحلال



                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                            من لم يستحْيِ من الحلال نفع نفسه، وخفّت معونته، ونفي عنه الكبر، ومن رضي من الله باليسير، من الرزق رضي منه بالقليل من العمل، ومن رغب في الدنيا فطال فيها أمله، أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ومن زهد فيها فقصر فيها أمله، أعطاه الله علماً بغير تعلّم، وهدى بغير هداية، وأذهب عنه العمى وجعله بصيراً. ألا إنّه سيكون بعدي أقوام لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبّر، ولا يستقيم لهم الغنى إلا بالبخل، ولا تستقيم لهم المحبّة في الناس إلا باتباع الهوى، واليسير في الدين. ألا فمن أدرك ذلك، فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على الذلّ وهو يقدر على العز، وصبر على البغضاء في الناس وهو يقدر على المحبّة، لا يريد بذلك إلاّ وجه الله والدار الآخرة، أعطاه الله ثواب خمسين صدّيقاً.

                            حتى يسأل


                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                            إذا كان يوم القيامة، لم تزل قدما عبدٍ حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعمّا اكتسبه (من أين اكتسبه) وفيم أنفقه، وعن حبّنا أهل البيت.


                            الدنيا



                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: خطب رسول الله في أحد العيدين فقال:
                            الدنيا دار بلاء، ومنزلة بلغة وعناء، قد نزعت عنها نفوس السعداء، وانتزعت بالكره من أيدي الأشقياء، فأسعد الناس بها أرغبهم عنها، وأشقاهم بها أرغبهم فيها، فهي الفاتنة لمن استقبلها، والمغوية لمن أطاعها، والخاترة لمن انقاد إليها، والفائز من أعرض عنها، والهالك من هوى فيها، طوبى لعبد اتقى فيها ربّه، وقدم توبته وغلب شهوته، من قبل أن تلقيه الدنيا إلى الآخرة، فيصبح في بطن موحشة، غبراء مدلهمة، ظلماء، لا يستطيع أن يزيد في حسنةٍ، ولا ينقص من سيئة، ثم ينشر فيحشر، إما إلى الجنة يدوم نعيمها، أو إلى نار لا ينفد عذابها.



                            بين الدنيا والآخرة



                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                            من أصبح وأمسى والآخرة أكبر همّه، جعل الله الغنى في قلبه، وجمع له أمره، ولم يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، ومن أصبح وأمسى والدّنيا أكبر همّه، جعل الله الفقر بين عينيه، وشتّت عليه أمره، ولم ينل من الدّنيا إلاّ ما قسم له.


                            المؤمن بين مخافتين



                            تحف العقول، وناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                            إنّ لكل شيء شرفاً، وإن شرف المجالس ما استقبل به القبلة. من أحبّ أن يكون أعزّ النّاس فليتق الله، ومن أحبّ أن يكون أقوى النّاس فليتوكل على الله، ومن أحبّ أن يكون أغنى النّاس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده.
                            ثم قال: ألا أنبئكم بشرار الناس؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده، ألا أنبئكم بشّر من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من لا يقيل عثرة، ولا يقبل معذرة، ثم قال: ألا أنبئكم بشّر من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من لا يُرجى خيره، ولا يُؤمن شرّه، ثم قال: ألا أنبئكم بشّر من ذلك؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه.
                            إن عيسى (عليه السلام) قام خطيباً في بني إسرائيل، فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموها، ولا تكافئوا ظالماً فيبطل فضلكم؛ يا بني إسرائيل الأمور ثلاثة: أمر بيّن رشده فاتّبعوه، وأمر بيّن غيّه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردّوه إلى الله.
                            أيّها الناس! إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، إن المؤمن بين مخافتين: أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليأخذ العبد لنفسه من نفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الموت[25]، فوالذي نفسي بيده؛ ما بعد الموت من مستعتب، وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار.



                            أقسام الناس


                            في ناسخ التواريخ: (ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لسقمه، ومن حياته لوفاته).
                            أعبد الناس من أقام الفرائض، وأسخى الناس من أدّى زكاة ماله، وأزهد الناس من اجتنب الحرام، وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه، وأعدل النّاس من رضي للناس ما يرضى لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه، وأكيس الناس من كان أشد ذكراً للموت، وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب ويرجو الثواب، وأغفل الناس من لم يتعظ بتغيّر الدنيا من حال إلى حال، وأعظم النّاس في الدنيا خطراً من لم يجعل للدنيا عنده خطراً، وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه، وأشجع الناس من غلب هواه، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علماً، وأقل الناس قيمة أقلهم علماً، وأقل الناس لذّة الحسود، وأقل الناس راحة البخيل، وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عزّ وجل عليه، وأولى الناس بالحق أعلمهم، وأقل الناس حرمة الفاسق، وأقل الناس وفاء الملوك، وأقلّ النّاس صديقاً الملك، وأفقر الناس الطامع، وأغنى الناس من لم يكن للحرص أسيراً، وأفضل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً، وأكرم الناس أتقاهم، وأعظم الناس قدراً من ترك ما لا يعنيه، وأورع الناس من ترك المراء وإن كان محقّاً، وأقلّ الناس مروءةً من كان كاذباً، وأشقى الناس الملوك، وأمقت الناس المتكبّر، وأشدّ الناس اجتهاداً مَن ترك الذنوب، وأحلم الناس من فرّ من جهال الناس، وأسعد الناس من خالط كرام النّاس، وأعقل الناس أشدهم مداراةً للناس، وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة، وأعتى الناس من قتل غير قاتله، أو ضرب غير ضاربه، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأحقّ الناس بالذنب السفيه والمغتاب، وأذل الناس من أهان النّاس، وأحزم الناس أكظمهم للغيظ، وأصلح النّاس أصلحهم للنّاس، وخير النّاس من انتفع به الناس.


                            إذا غضب الله


                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                            إذا غضب الله على أمّة، ولم ينزل العذاب عليها، غلت أسعارها، وقصرت أعمارها، ولم تربح تجّارها، ولم تزل ثمارها، ولم تغزر أنهارها، وحبس عنها أمطارها، وسلّط عليها شرارها.


                            أخلاق وآفات


                            البداية والنهاية، الجزء الثامن، صفحة 40.
                            لا فقر أشدّ من الجهل، ولا مال أفضل من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكفّ، ولا عبادة كالتفكر، ولا إيمان كالحياء، ورأس الإيمان الصبر، وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الطرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المنّ، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحب الفخر.



                            نخوة الجاهلية



                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: لما فتح مكة قام خطيباً في الناس فقال:
                            أيها الناس! ليبلغ الشاهد الغائب: إن الله تبارك وتعالى، قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة الجاهلية بآبائها وعشائرها.
                            أيها الناس! إنّكم من آدم وآدم من طين. ألا إن خيركم عند الله وأكرمكم عليه، أتقاكم وأطوعكم له، وإن العربية ليس بأب والدٍ، ولكنّها لسان ناطق، فمن طعن بينكم، وعلم أنّه يبلغه رضوان الله حسبه. ألا وإن كلّ دم أو مظلمة أو إحنةٍ كانت في الجاهلية فهي تظل تحت قدمي إلى يوم
                            القيامة.

                            الغيبة



                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                            الغيبة على أربعة أوجه؛ الأوّل: ينجر إلى الكفر، والثاني: إلى النفاق، والثالث: إلى المعصية، والرابع: إلى المباح. أما أنّ الغيبة تنجر إلى الكفر، من اغتاب مسلماً، قيل له: لم تغتاب؟ قال: ليس هذا غيبة، فهو كفر. وأمّا أنه ينجر إلى النّفاق، من اغتاب مسلماً ولم يذكر اسمه، والمستمعون يعرفونه. وأمّا أنّه ينجر إلى المعصية، من اغتاب مسلماً بشيء وإذا استمع إلى شيء. وأما أنّه ينجر إلى مباح، فغيبة الأمير الفاسق الجائر.


                            جرائم وعقوبات



                            الوسائل، الجزء الثاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن رسول الله (صلّى الله علّيه وآله) أنّه قال:
                            خمس إن أدركتموهن فتعوّذوا بالله منهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها، إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلاّ أخذوا بالسنين وشدّة المؤنة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة، إلا منعوا قطر السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلّط الله عليهم عدوهم، وأخذ بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم.



                            اللسان




                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                            يعذّب الله اللسان بعذاب لا يعذّب به شيئاً من الجوارح فيقول: أي ربّ، عذبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً، فيقول له: خرجت منك كملة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسفك بها الدم الحرام، وانتهب بها المال الحرام، وانتهك بها الفرج، وعزتي لأعذبنّك بعذاب لم أعذب به شيئاً من جوارحك.


                            ملاحاة الرجال



                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                            من كثر همّه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذّب نفسه، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته، وذهبت كرامته. لم يزل جبرائيل ينهاني عن ملاحاة الرجال، كما ينهاني عن شرب الخمر، وعبادة الأوثان.



                            الفاحش



                            ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.

                            إنّ الله حرّم الجنّة على كل فاحش بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قال وما قيل فيه، أما إنّه إن تنسبه لم تجده إلاّ لبغيّ، أو شرك شيطان.
                            قيل: وفي الناس شياطين؟ فقال:
                            نعم! أو ما تقرأ قول الله: (وشاركهم في الأموال والأولاد)؟


                            ولكلام سيد البشر بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .









                            تعليق


                            • #15
                              كلمة الرسول الأعظم 10

                              ومع كلام شفيعنا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد (ص) نواصل صلوا على محمد وآل محمد .


                              إياك والخمر



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: دخل رجل على رسول الله (صلّى الله علّيه وآله) فقال له: أوصني، فقال له الرسول (صلّى الله علّيه وآله):
                              لا تشرك بالله شيئاً، وإن حرّقت بالنار وإن عذبت، وليكن قلبك مطمئناً بالإيمان، ووالديك فأطعهما، وبرهما حيّين أو ميّتين، فإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فإن ذلك من الإيمان، والصلاة المفروضة فلا تدعها متعمداً، فإنّه من ترك صلاة فريضة متعمّداً، فإنّ ذمة الله منه بريئة، وإياك وشرب الخمر وكل مسكرٍ، فإنّهما مفتاحا كل شرّ.


                              جهل وكفر



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              من لم يتعز بعزاء الله، تقطّعت نفسه حسراتٍ على الدنيا، ومن مدّ عينيه إلى ما في أيدي النّاس من دنياهم، طال حزنه، وسخط ما قسم الله له من رزقه، وتنغّص عليه عيشه، ومن لم ير أنّ لله عليه نعمة إلاّ في مطعم ومشرب، فقد جهل وكفر نعم الله، وضلّ سعيه، ودنا منه عذابه.

                              رهبانية أمتي الجهاد



                              مجمع البيان، الجزء الخامس، صفحة 236: أتى عثمان بن مظعون هو أصحابه رسول الله (صلّى الله علّيه وآله) بعدما اتفقوا على أن يحرموا على أنفسهم الطيبات ويرفضوا الدنيا ويسيحوا في الأرض، فقال لهم رسول الله (صلّى الله علّيه وآله): ألم أنبئكم أنكم اتفقتم على كذا وكذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، وما أردنا إلا الخير. فقال رسول الله (صلّى الله علّيه وآله): إني لم أؤمر بذلك، ثم قال:
                              إنّ لأنفسكم عليكم حقّاً، فصوموا وأفطروا، وقوموا وناموا، فإني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآكل اللحم والدسم، وآتي النساء، ومن رغب عن سنّتي فليس منّي.
                              ـ ثم جمع الناس وخطبهم وقال:
                              ما بال أقوام حرّموا النساء والطعام، والطيب والنوم، وشهوات الدنيا. أما إنّي لست آمركم أن تكونوا قسّيسين ورهباناً، فإنّه ليس في ديني ترك اللحم ولا النساء، ولا اتّخاذ الصوامع، وإن سياحة أمتي الصوم، ورهبانيتهم الجهاد، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وحجّوا، واعتمروا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، واستقيموا يستقم لكم، فإنّما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شدّدوا على أنفسهم، فشدّد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع.


                              كأن الحق على غيرهم



                              تحف العقول.
                              ما لي أرى حبّ الدّنيا قد غلب على كثير من النّاس، حتى كأنّ الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب، وكأنّ الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب، وحتى كأنّ ما يسمعون من خبر الأموات قبلهم، عندهم كسبيل قوم سفر عمّا قليل إليهم راجعون، تبوّئونهم أجداثهم، وتأكلون تراثهم، وأنتم مخلّدون بعدهم!! هيهات هيهات، أما يتّعظ آخرهم بأوّلهم؟ لقد جهلوا ونسوا كلّ موعظة في كتاب الله، وأمنوا شرّ كلّ عاقبة سوء، ولم يخافوا نزول فادحة، ولا بوائق كلّ حادثة.
                              طوبى لمن شغله خوف الله عن خوف الناس.
                              طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه.
                              طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت خليقته.
                              طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله.
                              طوبى لمن تواضع لله، عزّ ذكره، وزهد فيما أحلّ له، من غير رغبة من سنّتي، ورفض زهرة الدنيا، من غير تحوّل عن سنّتي، واتبع الأخيار من عترتي من بعدي، وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل المسكنة.
                              طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالاً من غير معصية، وأنفقه في غير معصية، وعاد به على أهل المسكنة، وجانب أهل الخيلاء والتفاخر، والرّغبة في الدّنيا، المبتدعين خلاف سنّتي، العاملين بغير سيرتي.
                              طوبى لمن حسن مع النّاس خلقه، وبذل لهم معونته، وعدل عنهم شرّه.


                              غضوا أصواتكم



                              مجمع البيان، الجزء الخامس، صفحة 429: روي أن النبي (صلّى الله علّيه وآله) كان في غزاة، فأشرفوا على واد، فجعل الناس يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم، فقال (صلّى الله علّيه وآله):
                              يا أيّها الناس! اربعوا على أنفسكم، أما إنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً، إنّكم تدعون سميعاً قريباً، إنّه معكم.


                              الموت


                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: قام أعرابي إلى النبي (صلّى الله علّيه وآله) فقال: يا رسول الله انصحنا بما ينفعنا. فقال:
                              أكْثِر ذكرَ الموت يُسْلِك عن الدنيا، وعليك بالشكر يزد في النعمة، وأكثر من الدعاء، فإنك لا تدري متى يُستجاب لك، وإيّاك والبغي، فإنّ الله قضى أنّه من بغي عليه لينصرنّه الله.
                              أيّها الناس! إنّما بغيكم على أنفسكم. وإياك والمكر، فإنّ الله قضى (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).


                              هادم اللذات


                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              أكثروا من ذكر هادم اللّذات، فإنّكم إن ذكرتموه في ضيق وسّعه عليكم فرضيتم به، وإن ذكرتموه في غناء بغّضه إليكم فجدتم به، فإنّ المنايا قاطعات الآمال، والليالي مدنيات الآجال، وإنّ المرء بين يومين: يوم قد مضى أُحصي فيه عمله فختم عليه، ويوم قد بقي فلا يدري لعله لا يصل إليه. إن العبد عند خروج نفسه وحلول رمسه، يرى جزاء ما أسلف، وقلة غناء ما أخلف، ولعلّه من باطلٍ جمعه، أو من حقّ منعه.

                              توبوا إلى الله



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث: روى أبو الدرداء فقال: خطب رسول الله (صلّى الله علّيه وآله) في يوم جمعة فقال:
                              يا أيّها الناس! توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصّالحة، قبل أن تشغلوا، وأصلحوا الذي بينكم وبين ربكم، تسعدوا، وأكثروا من الصدقة، ترزقوا، وأمروا بالمعروف، تحصنوا، وانهوا عن المنكر، تنصروا.
                              يا أيها الناس! إن أكيسكم أكثركم ذكراً للموت، وإن أحزمكم أحسنكم استعداداً له. ألا وإنّ من علامات العقل، التجافي من دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والتزود لسكنى القبور، والتأهّب ليوم النشور.


                              لا تصلُح العوام إلا بالخواص



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              لا تصلح عوامّ أمّتي إلاّ بخواصّها. قيل: ما خواصّ أمتك؟ فقال: خواص أمتي أربعة: الملوك، والعلماء، والعبّاد، والتجار. قيل: كيف ذلك؟ قال: الملوك رعاة الخلق، فإذا كان الراعي ذئباً؛ فمن يرعى الغنم؟ والعلماء أطبّاء الخلق، فإذا كان الطبيب مريضاً، فمن يداوي المريض؟ والعبّاد دليل الخلق، فإذا كان الدليل ضالاً، فمن يهدي السالك؟ والتجّار أمناء الله في الخلق، فإذا كان الأمين خائناً، فمن يعتمد عليه؟

                              أوصاني ربي



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث، وأعيان الشيعة، الجزء الثاني، صفحة 249.
                              أوصاني ربي بتسع: أوصاني بالإخلاص في السّر والعلانية، والعدل في الرّضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وأن أعفو عمّن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأن يكون صمتي فكراً، ومنطقي ذكراً، ونظري عبراً.

                              حشره الله مع النبيين



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              سبع خصال من عمل بها من أمتي حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فقيل: وما هي يا رسول الله؟ فقال: من زوّد حاجّاً، وأعان ملهوفاً، وربى يتيماً، وهدى ضالاً، وأطعم جائعاً وأروى عطشانَ، وصام في يوم حرّ شديد.

                              يظلّلهم الله في ظله



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              سبعة يظلّلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجلٌ قلبه متعلق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان كانا في طاعةٍ فاجتمعا على ذلك وتفرّقا، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأةٌ ذات حسب وجمال فقال: إنّي أخاف الله، ورجلٌ تصدّق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما يتصدق بيمينه.

                              أكفل لكم الجنة


                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث
                              اكفلوا لي ستاً أكفل لكم الجنة: إذا حدّث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، وغضُّوا الأبصار، وكفّوا الأيدي، واحفظوا الفروج.

                              خمس مراتب



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              الناس على خمس مراتب: منهم من يرى أنّ الرّزق من الكسب فهو كافر، ومنهم من يرى أنّ الرّزق من الله وأنّ الكسب سببٌ فلا يدري يعطيه أم لا، فهو منافق، شاكّ، ومنهم من يرى أن الرّزق من الله وأن الكسب سببٌ، فلا يؤدّي حقه، ويعصي الله من أجل الكسب، فهو فاسق، ومنهم من يرى أنّ الرزق من الله ويرى الكسب سبباً ويؤدي حقّه ولا يعصي الله لأجل الكسب، فهو مؤمن مخلص.

                              ضمان للجنة



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              تقبّلوا لي بست أتقبّل لكم بالجنّة: إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا وعدتم فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا، وغضّوا أبصاركم، احفظوا فروجكم، وكفّوا أيديكم وألسنتكم.

                              خمسة لخمسة



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              خمسة أشياء لابدّ لها من خمسة، ولابدّ لصاحب الخمسة من النار:
                              الأول: من شرب المثلث فلابدّ له من شرب الخمر، ولابدّ لشارب الخمر من النار.
                              الثاني: من جالس النّساء فلابدّ له من الزنا، ولابدّ للزّاني من النّار.
                              الثالث: من لبس الثياب الفاخرة فلابدّ له من التكبّر، ولابدّ للمتكبر من النّار.
                              الرّابع: من جلس على بساط السلطان فلابدّ أن يتكلم بهوى السلطان، ولابدّ لمن يتكلم بهواه من النار.
                              الخامس: من باع واشترى بلا فقه فلابدّ له من الرّبا، ولابدّ لآكل الرّبا من النّار.


                              خمس بخمس


                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              خمس بخمس. قيل: ما خمس بخمس؟ قال: ما نقض قومٌ العهد إلا سلط الله عليهم عدوّاً، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلاّ فشا فيهم الفقر، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلاّ فشا فيهم الموت، ولا طفّفوا الكيل إلاّ منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم المطر.

                              جمع المال وتفريطه



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              إنّ في جمع المال خمسة أشياء: العناء في جمعه، والشغل عن ذكر الله بإصلاحه، والخوف من سالبه وسارقه، واحتمال اسم البخيل لنفسه، ومفارقة الصالحين لأجله. وفي تفريطه خمسة أشياء: راحة النفس من طلبه، والفراغ لذكر الله من حفظه، والأمن من سالبه وسارقه، واكتساب اسم الكريم لنفسه، ومصاحبة الصالحين.

                              يحبون خمساً وينسون خمساً



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              سيأتي زمان على أمّتي يحبّون خمساً وينسون خمساً: يحبّون الدنيا وينسون الآخرة، ويحبّون المال وينسون الحساب، ويحبّون النساء وينسون الحور، ويحبّون القصور وينسون القبور، ويحبون النفس وينسون الربّ، أولئك بريئون منّي وأنا بريء منهم.

                              أوجب له الجنة



                              ناسخ التواريخ، الجزء الثالث.
                              خمس من أتى الله عزّ وجل بهنّ، أو واحدة منهنّ، أوجب له الجنة: من سقى هامّة صادية، أو أطعم كبداً هافية، أو كسا جلدةً عارية، أو حمل قدماً حافية، أو أعتق رقبةً عانية.

                              ولكلام سيد الخلق بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .


                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                              ردود 2
                              13 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X