تويت
الأمين العام لحزب الله يلتقي الجسر وقانصوه وبقرادوني وعيسى الخوري ومرهج
وقائع من حوار صريح بين نصر الله وإده
عماد مرمل
تستمر الحوارات الجانبية بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورموز المعارضة الذين يزورون مقر الامانة العامة للحزب في الضاحية الجنوبية تباعاً وبشكل متفرق.
ولئن كانت قيادة الحزب لا تقفل الباب في وجه أي زائر، إلا انها تعتبر ان النمط الحالي من اللقاءات بينها وبين شخصيات المعارضة ليس حواراً بكل معنى الكلمة، بل هو أقرب الى التواصل الذي يظل دون تحديات هذه المرحلة، وهناك في الحزب من يرى أن توافد المعارضين الى مقر الامانة العامة، كلاً على حدة، إنما يعكس حقيقة ان المعارضة ليست على وتيرة واحدة <<حيث ان كل طرف فيها يحرص خلال لقائه مع الامين العام للحزب على ان يضيف على <<الخطاب الرسمي>> للمعارضة وجهة نظره الشخصية ورؤيته الخاصة الى الامور، ونحن اذا كنا لا نمانع في الاستماع الى الجميع، إلا اننا نعتبر ان خطورة الواقع الراهن تتطلب حواراً جدياً من نمط مختلف>>.
أحدث زوار نصر الله كان عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده الذي التقاه امس بحضور الدكتورة فاديا كيوان عن <<الكتلة>> وعضو المجلس السياسي للحزب غالب ابو زينب، وكان لافتاً للانتباه حرص اده على التأكيد بعد اللقاء انه ناقش جميع المشكلات مع <<السيد>> من دون تحفظ.
وعلمت <<السفير>> ان نصر الله انتقد خلال الاجتماع التناقض بين ما كانت تطالب به المعارضة في السابق من انسحاب مشرّف للقوات السورية من لبنان وبين المواقف الفعلية التي واكبت هذا الانسحاب متضمنة حملات حادة على السوريين وقال لضيفه: المعارضة لم تلتزم بتوفير المناخ لانسحاب مشرّف بل كان هناك من قبل البعض سباب وشتائم، فكان لا بد من تصحيح الصورة عبر تظاهرة الثلاثاء التي نظمت في رياض الصلح حتى نقول شكراً لسوريا.
كما انتقد نصر الله عدم تجاوب المعارضة مع الدعوات المتكررة الى الحوار، معتبراً ان ما يجري من حين الى آخر ليس حواراً وانما تواصل أو اتصال، وشدد على ان المدخل الصحيح لمعالجة الازمة الراهنة يكمن في حصول حوار حقيقي.
وفي ما خص سلاح المقاومة، أكد نصر الله لضيفه انفتاح الحزب على كل المسائل لتسهيل الحوار وطمأنة الجميع، لافتاً الانتباه الى انه برغم قدسية سلاح المقاومة، لم نمانع في أن نتحاور حوله، من أجل تأمين أفضل الشروط الممكنة لحماية الوطن.
وأثير موضوع تشكيل حكومة جديدة، فدعا نصر الله مجدداً الى قيام حكومة اتحاد وطني تشارك فيها المعارضة، وذهب الى أبعد من ذلك قائلا لإده: على الرغم من تحفظنا المعروف والقديم على المشاركة في الحكومات، نحن مستعدون اليوم لتوظيف ما نملكه من مصداقية ورصيد من أجل تشجيع الآخرين على الانضمام الى حكومة اتحاد وطني، وبالتالي فنحن لا نمانع في أن نشارك في حكومة كهذه تضم الجميع وتعمل على إنقاذ البلد.
ماذا كانت وجهة نظر عميد الكتلة الوطنية حيال المسائل التي نوقشت في الاجتماع؟
بالنسبة الى عدم توفير المعارضة الظروف لانسحاب سوري مشرّف من لبنان، قال اده ان سوريا لم تنسحب من تلقاء ذاتها بعد تحرير الجنوب ولم تبادر الى تنظيم العلاقة مع لبنان، بل انتظرت حتى اللحظة الاخيرة قبل أن تتخذ قرارها بالانسحاب، فكان أن وصلنا الى هذه المرحلة.
وفي ما خص الدعوة الى الحوار، رأى اده أن أي حوار قبل الانتخابات النيابية هو تضييع للوقت، مشيراً الى ان النقاش الحقيقي سيتم في المجلس النيابي الجديد الذي سينبثق عن الانتخابات، وقال لنصر الله: الاولوية الآن يجب أن تكون لكسر الحلقة المفرغة الحالية بما يقود الى إجراء انتخابات نزيهة تفرز مجلساً نيابياً معبراً عن المجتمع اللبناني، وبعدها يجري التوافق على الآلية المناسبة لمعالجة كل المشكلات.
وهنا، اعتبرت قيادة حزب الله ان الوضع الداخلي المحتقن على المستويات كافة لا يحتمل الانتظار الى ما بعد إتمام الانتخابات النيابية، مشددة على انه لا يجوز أن تنعدم الحياة السياسية في لبنان حتى ذلك الحين، فيما الارض تهتز تحت أقدام الجميع، والوضع الاقتصادي يترنح.
وبالنسبة الى سلاح المقاومة، أكد اده ان السلاح يجب أن يكون بحوزة السلطة اللبنانية حصراً، ولكنه لفت الانتباه الى انه يجب إعطاء الوقت الكافي لمناقشة هذا الموضوع في أعقاب الانتخابات والبحث بروية عن حلول توافقية له.
وكان اده قد صرح بعد اللقاء مع نصر الله ان البحث تناول نقاط الاختلاف بين السلطة والمعارضة وبين المقاومة والمعارضة، وقال: <<زيارتي لسماحة السيد، كانت لنبحث في النقاط التي تشكل اليوم مشكلات بين السلطة والمعارضة والمقاومة، ولنبحث عن القواسم المشتركة حتى نستطيع أن نخرج من الازمة التي نعاني منها. كان اللقاء إيجابياً جداً، تحدثنا عن جميع المشكلات من دون تحفظ، وأعطى كل طرف وجهة نظره وفسّر مواقفه، وناقشنا في طرق عدة لحسم جو الثقة بين اللبنانيين>>.
واستقبل نصر الله رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني بحضور عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب ابو زينب، واعتبر بقرادوني بعد اللقاء أن ضرب الأمن في لبنان من خلال المتفجرات المتنقلة من مكان الى مكان، يهدف الى تبرير دخول قوات دولية لحفظ الأمن فيه، وقال <<أستنكر محاولة ضرب الامن لأهداف سياسية، وأنا أنبه الجميع الى ان لا يقعوا في هذا الفخ، لان هذه المتفجرات وهذه السيارات المفخخة هدفها الاساسي تبرير تدخل دولي وهذا ما نرفضه>>. أضاف: <<أريد أن أتكلم عن موضوع حساس جدا في المجتمع اللبناني، هو موضوع سلاح حزب الله، لبنان اليوم يملك قوتين، قوة الجيش اللبناني وقوة المقاومة اللبنانية، أنا أسأل أي لبناني بأي حق تطلب مني أن أتخلى عن واحدة من هاتين القوتين من دون مقابل؟ أنا أفهم تماماً أن تكون اسرائيل مستعجلة لأنها تريد أن تتخلص من حزب الله، أنا أفهم تماماً أن تكون الولايات المتحدة مستعجلة ايضا لأنها تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وهي في حالة حرب على الارهاب، لكني لا أقدر أن أفهم، على ماذا يستعجل اللبنانيون، أريد أن أؤكد ان هذا الكلام لم أتحدث فيه مع الامين العام، لكن ما أريد أن أقوله من هنا، سلاح حزب الله بالنسبة لي ثمنه وقف التوطين>>.
والتقى نصر الله النائب قبلان عيسى الخوري الذي ثمّن وأكد ان مزارع شبعا هي مزارع لبنانية، مستنداً في ذلك الى اتفاقية العام 1923، وقال: في هذه الزيارة أعتبر أني زرت كل بيت لبناني، لأني سمعت في يوم من الايام في بلدتي بشري، ومن أحد الاشخاص المتطرفين: <<اليوم الذي ستنزل فيه رصاصة على حزب الله يجب أن تمر في جبة البطرك الماروني حتى تصل الى الحزب>>. أما في ما يختص بمزارع شبعا، فهي مزارع لبنانية بكل ما للكلمة من معنى، وهذا يثبته التاريخ في سنة 1923 بحسب الاتفاقية بين الفرنسيين والانكليز التي ثبتت أثناء رسم الحدود ان مزارع شبعا من ضمن الحدود اللبنانية. أنا سعيد جدا ان القمة العربية التي كانت مجتمعة في الجزائر وافقت كلها ان مزارع شبعا لا تزال محتلة، وطالما انها ما تزال محتلة، الحزب موجود والمقاومة موجودة ونحن بجانب هذه المقاومة، وبجانب هذا الرجل الحكيم الذي لا يطالب الا بأمر واحد: الحوار، والوفاق اللبناني لأننا نمر بظروف، اليوم، من المحتمل وجود أياد فيها تسعى لتقسيم البلد.
كما استقبل نصر الله منسق تيار المستقبل في الشمال الوزير السابق سمير الجسر الذي أشار بعد اللقاء الى انه جرى بحث في مشاريع الفتنة التي يحاول البعض زرعها وضرورة وأدها، وكشف عن تطوير للتعاون بين شباب المستقبل والتعبئة التربوية في حزب الله لاحتواد مشكلة الجامعة العربية، وقال: لا نحتاج الى سبب لزيارة السيد الذي يمثل المقاومة التي نعتبرها شرف الامة، والانتصارات الوحيدة، يمكن، التي تحققت في السنوات الاخيرة، هي الانتصارات التي حققتها المقاومة. لكن من الطبيعي في هذه الظروف التي تمر فيها البلد، استعرضنا مشاريع الفتنة التي يحاولون زرعها في البلد. بطبيعة الحال، معروف فكر المقاومة، ومعروف فكر الحزب، ومعروف توجهنا، فاتفقنا على كيفية وأد الفتنة والاحتياط لعدم السماح لأي شيء. اليوم، كان هناك تحرك جيد، بين شباب المستقبل ومنظمات الطلاب في الحزب، فاحتوى المشكلة التي حدثت في جامعة بيروت العربية بالاتفاق مع ممثلي باقي المنظمات، وإن شاء الله هذه الامور لا تتكرر.
واستقبل نصر الله النائب بشارة مرهج الذي زاره على رأس وفد من تجمع اللجان والروابط الشعبية. وأكد مرهج إثر الزيارة ان المساس بالمقاومة خط أحمر، داعياً الاطراف اللبنانية الى تلبية نداء الحوار.
والتقى نصر الله كذلك وزير العمل عاصم قانصوه الذي اعتبر بعد اللقاء ان تأليف حكومة اتحاد وطني هو خطوة مهمة باتجاه إنقاذ البلاد، مذكراً بأن مطلب سلاح المقاومة هو مطلب اسرائيلي منذ ان بدأ التحرير، وقال: <<ما نتمناه على كل أفرقائنا ان نعود الى طاولة الحوار من دون كفوف وشروط. الآن، مصلحة البلد على المحك، والضمانة لاستمرار هذا الوطن في شموخه، هي المقاومة وليس أي عنصر آخر، والعلاقة القديمة الجديدة مع سوريا كعمق عربي.
وقائع من حوار صريح بين نصر الله وإده
عماد مرمل
تستمر الحوارات الجانبية بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورموز المعارضة الذين يزورون مقر الامانة العامة للحزب في الضاحية الجنوبية تباعاً وبشكل متفرق.
ولئن كانت قيادة الحزب لا تقفل الباب في وجه أي زائر، إلا انها تعتبر ان النمط الحالي من اللقاءات بينها وبين شخصيات المعارضة ليس حواراً بكل معنى الكلمة، بل هو أقرب الى التواصل الذي يظل دون تحديات هذه المرحلة، وهناك في الحزب من يرى أن توافد المعارضين الى مقر الامانة العامة، كلاً على حدة، إنما يعكس حقيقة ان المعارضة ليست على وتيرة واحدة <<حيث ان كل طرف فيها يحرص خلال لقائه مع الامين العام للحزب على ان يضيف على <<الخطاب الرسمي>> للمعارضة وجهة نظره الشخصية ورؤيته الخاصة الى الامور، ونحن اذا كنا لا نمانع في الاستماع الى الجميع، إلا اننا نعتبر ان خطورة الواقع الراهن تتطلب حواراً جدياً من نمط مختلف>>.
أحدث زوار نصر الله كان عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده الذي التقاه امس بحضور الدكتورة فاديا كيوان عن <<الكتلة>> وعضو المجلس السياسي للحزب غالب ابو زينب، وكان لافتاً للانتباه حرص اده على التأكيد بعد اللقاء انه ناقش جميع المشكلات مع <<السيد>> من دون تحفظ.
وعلمت <<السفير>> ان نصر الله انتقد خلال الاجتماع التناقض بين ما كانت تطالب به المعارضة في السابق من انسحاب مشرّف للقوات السورية من لبنان وبين المواقف الفعلية التي واكبت هذا الانسحاب متضمنة حملات حادة على السوريين وقال لضيفه: المعارضة لم تلتزم بتوفير المناخ لانسحاب مشرّف بل كان هناك من قبل البعض سباب وشتائم، فكان لا بد من تصحيح الصورة عبر تظاهرة الثلاثاء التي نظمت في رياض الصلح حتى نقول شكراً لسوريا.
كما انتقد نصر الله عدم تجاوب المعارضة مع الدعوات المتكررة الى الحوار، معتبراً ان ما يجري من حين الى آخر ليس حواراً وانما تواصل أو اتصال، وشدد على ان المدخل الصحيح لمعالجة الازمة الراهنة يكمن في حصول حوار حقيقي.
وفي ما خص سلاح المقاومة، أكد نصر الله لضيفه انفتاح الحزب على كل المسائل لتسهيل الحوار وطمأنة الجميع، لافتاً الانتباه الى انه برغم قدسية سلاح المقاومة، لم نمانع في أن نتحاور حوله، من أجل تأمين أفضل الشروط الممكنة لحماية الوطن.
وأثير موضوع تشكيل حكومة جديدة، فدعا نصر الله مجدداً الى قيام حكومة اتحاد وطني تشارك فيها المعارضة، وذهب الى أبعد من ذلك قائلا لإده: على الرغم من تحفظنا المعروف والقديم على المشاركة في الحكومات، نحن مستعدون اليوم لتوظيف ما نملكه من مصداقية ورصيد من أجل تشجيع الآخرين على الانضمام الى حكومة اتحاد وطني، وبالتالي فنحن لا نمانع في أن نشارك في حكومة كهذه تضم الجميع وتعمل على إنقاذ البلد.
ماذا كانت وجهة نظر عميد الكتلة الوطنية حيال المسائل التي نوقشت في الاجتماع؟
بالنسبة الى عدم توفير المعارضة الظروف لانسحاب سوري مشرّف من لبنان، قال اده ان سوريا لم تنسحب من تلقاء ذاتها بعد تحرير الجنوب ولم تبادر الى تنظيم العلاقة مع لبنان، بل انتظرت حتى اللحظة الاخيرة قبل أن تتخذ قرارها بالانسحاب، فكان أن وصلنا الى هذه المرحلة.
وفي ما خص الدعوة الى الحوار، رأى اده أن أي حوار قبل الانتخابات النيابية هو تضييع للوقت، مشيراً الى ان النقاش الحقيقي سيتم في المجلس النيابي الجديد الذي سينبثق عن الانتخابات، وقال لنصر الله: الاولوية الآن يجب أن تكون لكسر الحلقة المفرغة الحالية بما يقود الى إجراء انتخابات نزيهة تفرز مجلساً نيابياً معبراً عن المجتمع اللبناني، وبعدها يجري التوافق على الآلية المناسبة لمعالجة كل المشكلات.
وهنا، اعتبرت قيادة حزب الله ان الوضع الداخلي المحتقن على المستويات كافة لا يحتمل الانتظار الى ما بعد إتمام الانتخابات النيابية، مشددة على انه لا يجوز أن تنعدم الحياة السياسية في لبنان حتى ذلك الحين، فيما الارض تهتز تحت أقدام الجميع، والوضع الاقتصادي يترنح.
وبالنسبة الى سلاح المقاومة، أكد اده ان السلاح يجب أن يكون بحوزة السلطة اللبنانية حصراً، ولكنه لفت الانتباه الى انه يجب إعطاء الوقت الكافي لمناقشة هذا الموضوع في أعقاب الانتخابات والبحث بروية عن حلول توافقية له.
وكان اده قد صرح بعد اللقاء مع نصر الله ان البحث تناول نقاط الاختلاف بين السلطة والمعارضة وبين المقاومة والمعارضة، وقال: <<زيارتي لسماحة السيد، كانت لنبحث في النقاط التي تشكل اليوم مشكلات بين السلطة والمعارضة والمقاومة، ولنبحث عن القواسم المشتركة حتى نستطيع أن نخرج من الازمة التي نعاني منها. كان اللقاء إيجابياً جداً، تحدثنا عن جميع المشكلات من دون تحفظ، وأعطى كل طرف وجهة نظره وفسّر مواقفه، وناقشنا في طرق عدة لحسم جو الثقة بين اللبنانيين>>.
واستقبل نصر الله رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني بحضور عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب ابو زينب، واعتبر بقرادوني بعد اللقاء أن ضرب الأمن في لبنان من خلال المتفجرات المتنقلة من مكان الى مكان، يهدف الى تبرير دخول قوات دولية لحفظ الأمن فيه، وقال <<أستنكر محاولة ضرب الامن لأهداف سياسية، وأنا أنبه الجميع الى ان لا يقعوا في هذا الفخ، لان هذه المتفجرات وهذه السيارات المفخخة هدفها الاساسي تبرير تدخل دولي وهذا ما نرفضه>>. أضاف: <<أريد أن أتكلم عن موضوع حساس جدا في المجتمع اللبناني، هو موضوع سلاح حزب الله، لبنان اليوم يملك قوتين، قوة الجيش اللبناني وقوة المقاومة اللبنانية، أنا أسأل أي لبناني بأي حق تطلب مني أن أتخلى عن واحدة من هاتين القوتين من دون مقابل؟ أنا أفهم تماماً أن تكون اسرائيل مستعجلة لأنها تريد أن تتخلص من حزب الله، أنا أفهم تماماً أن تكون الولايات المتحدة مستعجلة ايضا لأنها تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، وهي في حالة حرب على الارهاب، لكني لا أقدر أن أفهم، على ماذا يستعجل اللبنانيون، أريد أن أؤكد ان هذا الكلام لم أتحدث فيه مع الامين العام، لكن ما أريد أن أقوله من هنا، سلاح حزب الله بالنسبة لي ثمنه وقف التوطين>>.
والتقى نصر الله النائب قبلان عيسى الخوري الذي ثمّن وأكد ان مزارع شبعا هي مزارع لبنانية، مستنداً في ذلك الى اتفاقية العام 1923، وقال: في هذه الزيارة أعتبر أني زرت كل بيت لبناني، لأني سمعت في يوم من الايام في بلدتي بشري، ومن أحد الاشخاص المتطرفين: <<اليوم الذي ستنزل فيه رصاصة على حزب الله يجب أن تمر في جبة البطرك الماروني حتى تصل الى الحزب>>. أما في ما يختص بمزارع شبعا، فهي مزارع لبنانية بكل ما للكلمة من معنى، وهذا يثبته التاريخ في سنة 1923 بحسب الاتفاقية بين الفرنسيين والانكليز التي ثبتت أثناء رسم الحدود ان مزارع شبعا من ضمن الحدود اللبنانية. أنا سعيد جدا ان القمة العربية التي كانت مجتمعة في الجزائر وافقت كلها ان مزارع شبعا لا تزال محتلة، وطالما انها ما تزال محتلة، الحزب موجود والمقاومة موجودة ونحن بجانب هذه المقاومة، وبجانب هذا الرجل الحكيم الذي لا يطالب الا بأمر واحد: الحوار، والوفاق اللبناني لأننا نمر بظروف، اليوم، من المحتمل وجود أياد فيها تسعى لتقسيم البلد.
كما استقبل نصر الله منسق تيار المستقبل في الشمال الوزير السابق سمير الجسر الذي أشار بعد اللقاء الى انه جرى بحث في مشاريع الفتنة التي يحاول البعض زرعها وضرورة وأدها، وكشف عن تطوير للتعاون بين شباب المستقبل والتعبئة التربوية في حزب الله لاحتواد مشكلة الجامعة العربية، وقال: لا نحتاج الى سبب لزيارة السيد الذي يمثل المقاومة التي نعتبرها شرف الامة، والانتصارات الوحيدة، يمكن، التي تحققت في السنوات الاخيرة، هي الانتصارات التي حققتها المقاومة. لكن من الطبيعي في هذه الظروف التي تمر فيها البلد، استعرضنا مشاريع الفتنة التي يحاولون زرعها في البلد. بطبيعة الحال، معروف فكر المقاومة، ومعروف فكر الحزب، ومعروف توجهنا، فاتفقنا على كيفية وأد الفتنة والاحتياط لعدم السماح لأي شيء. اليوم، كان هناك تحرك جيد، بين شباب المستقبل ومنظمات الطلاب في الحزب، فاحتوى المشكلة التي حدثت في جامعة بيروت العربية بالاتفاق مع ممثلي باقي المنظمات، وإن شاء الله هذه الامور لا تتكرر.
واستقبل نصر الله النائب بشارة مرهج الذي زاره على رأس وفد من تجمع اللجان والروابط الشعبية. وأكد مرهج إثر الزيارة ان المساس بالمقاومة خط أحمر، داعياً الاطراف اللبنانية الى تلبية نداء الحوار.
والتقى نصر الله كذلك وزير العمل عاصم قانصوه الذي اعتبر بعد اللقاء ان تأليف حكومة اتحاد وطني هو خطوة مهمة باتجاه إنقاذ البلاد، مذكراً بأن مطلب سلاح المقاومة هو مطلب اسرائيلي منذ ان بدأ التحرير، وقال: <<ما نتمناه على كل أفرقائنا ان نعود الى طاولة الحوار من دون كفوف وشروط. الآن، مصلحة البلد على المحك، والضمانة لاستمرار هذا الوطن في شموخه، هي المقاومة وليس أي عنصر آخر، والعلاقة القديمة الجديدة مع سوريا كعمق عربي.