تويت
إلى الزعيم الوطني وليد جنبلاط
حكمات قرقوط
لاننا جميعنا ذاهبون، شعوبا وزعماء وقادة، وكي يبقى الوطن ويبقى التاريخ يشهد لرجال قادوا اوطانهم لبر الأمان في أحلك الظروف، أكتب لك خطابي هذا في لحظة وجدانية صرفة متجاوزا كل تداعيات زلزال 14شباط المشؤوم وكل الحواجز والمشاعر التي نشأت بعد هذه الجريمة ومنها ما كاد يمنعني من مخاطبتك بهذا الشكل الوجداني. اكتب لك قافزا فوق كل التأويلات التي اخشاها من خطابي هذا. (أوليس مؤلما بالنسبة لي ولك ان اشعر بالقلق من التعبير عن مشاعر الحب للبنان وشعبه.. او مجرد التفكير بعدم الارتياح من مخاطبتك وخاصة أنك الزعيم العربي والوطني وأنا المواطن العربي السوري..؟).
سيدي،
ما يدفعني لهذا النداء العاجل لك هو إحساسي بالمسؤولية تجاه زلزال حصل وكل الدلائل تشير الى زلازل اخرى في طريقها الينا معا في لبنان وسوريا. أتكلم هنا عن الشعوب وليس عن الانظمة. فأرجو ان تتحمل هواجسي وأنا على يقين بانك مسكون فيها وهذا ما يشجعني لأطلب منك ومن كل مواطن ومسؤول ان نعطي لأنفسنا برهة من الزمن نتأمل فيها ما حصل بنا وما يحصل من حولنا من احداث متسارعة يصعب فيها التقاط الانفاس والتركيز، علنا نصل الى الصفاء الذهني المطلوب في مثل هذه الاوقات العصيبة لتلافي المزيد من الخسائر، خاصة انت ابن سيد هذا المنهج ومن دعا بنفسه بعد سقوط الحكومة لهذه الوقفة دون الحاجة لدعوتي. ولكن اتمنى عليك ان تقاسمني هواجسي هذه.
لست من مؤيدي نظرية المؤامرة ولا احبذها ولكن بعد ما حدث وما يحدث من حولنا منذ 11 ايلول وكل هذه الدراسات والتقارير والدعوات وفيض التصاريح الاميركية العلنية والتي كانت قبل هذا التاريخ تخبأ ضدنا كعرب ومسلمين، أليس من الخطورة والسذاجة ان نغمض أعيننا عنها ونستثنيها؟ وخاصة انك من اوائل الذين نبهونا لمخاطر تلك التقارير والدعوات، ولن ننسى وزير الاعلام السابق غازي العريضي الذي كان صوتنا على كل المنابر الاعلامية وهو يقاتل بشراسة ضد الغزو الاميركي للعراق فاضحا ادعاءاتهم ومنبها مما يخبأ لنا في كواليس البيت الابيض. وبعد كل هذا وبعد مرور هذه الاسابيع على الجريمة البشعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، أليس المطلوب منا ان نخرج من هذه الصدمة لتضميد الجراح ومحاولة تقليل الخسائر. ليس تقليلا من حجم الجريمة او حجم الرئيس رحمه الله او لاقتصاد الحسرات والدموع، إنما لأن الافق يلوح بمزيد من الخسائر قد تكون اكبر وأعنف، حتى ولو كانت الجريمة اكبر من قدرتنا على الاحتمال لانها استهدفت رجل دولة من نوع خاص ونادر، رجلاً نحن بأمس الحاجة اليه ولأمثاله في هذا الوقت بالذات.
سيدي،
هناك بعض التساؤلات تراودني وابحث عن اجابات لها اريد ان تشاركني فيها:
هل لبنان مستثنى من المخططات التي تحضر للمنطقة..؟
إذا كان الجواب <<نعم>>، فهل نستطيع فعلا عزل لبنان عما يجري من حوله؟.. وكيف..؟
هل الصيغة اللبنانية للتعايش المسيحي الاسلامي غير مستهدفة؟
هل الانجاز الكبير والوحيد للعرب الذي حققه لبنان في تحرير ارضه دون تنازلات لاسرائيل غير مستهدف؟
هل روح هذا الانتصار ومعناه وتداعياته على الساحتين اللبنانية والعربية غير مستهدفة كما استهدفت نتائج الربح المعنوي للعرب في حرب تشرين 73..؟
هل مشروع قيامة لبنان الحضاري المسلح بالعلم والمعرفة الذي كان للرئيس الراحل رفيق الحريري الدور الاساسي فيه غير مستهدف؟ مع العلم اننا كلنا يذكر عدوان نيسان 96 عندما صرح حينها مسؤول اسرائيلي بنيته تدمير مشروع الحريري في لبنان..!
هل الاهتمام العالمي الكبير بلبنان الآن وخاصة من حامل لواء الديموقراطية والحرية للدول العربية السيد بوش وكل هذه <<الروتانة>> من التصريحات طبيعي (عذرا من النائب غازي العريضي لاستخدام المصطلح)..؟
هل سوريا ولبنان والمنطقة برمتها غير مستهدفة..؟
هل قول اسرائيل ان لبنان سوف يكون الدولة الثالثة التي سوف توقع معها معاهدة سلام صدفة..؟
هل لمصلحة سوريا اختراق الوضع الامني في لبنان وخاصة بعد القرار 1559 وهي حجة وجودها في لبنان؟
هل تصريحات العماد ميشال عون قبل 14 شباط وتأكيده انه سيعود للبنان قبل الانتخابات النيابية مجرد صدفة..؟
وما زال هناك الكثير الكثير من الاسئلة التي تعرفها ربما اكثر مني ولكن طرحت هذه الاسئلة ليس لأتبنى دلالاتها ولا كي اطلق الاتهامات او الاحكام المسبقة لجهة او لطرف ما، خاصة أنني اعلم ان لديكم ايضا في المعارضة تساؤلات ولكن وعلى طريقتك (أليس من حقي ان اسأل..؟).
انما هذه الاسئلة وغيرها هي احد المداخل في عملية البحث عن الحقيقة، والحقيقة المجردة دون اي اعتبار آخر مع ان التجريد في هذه الحالة غاية في الصعوبة خاصة لما لهذا الرجل من محبة وتقدير في قلوبنا وكذلك لكوني مواطنا سوريا اصابه هذا الاغتيال اصابة بالغة الخطورة، ومن اجل الحقيقة التي اصبحت شعارا على لسان المعارضة كما على لسان كل لبناني وعربي، وسوري بشكل خاص، ومن اجل ان لا ينجو القاتل بفعلته، لمصلحة من يوجه الاتهام مباشرة وبعد ساعات قليلة لسوريا كطرف وحيد من قبلكم دون ذكر اي طرف آخر له مصلحة حقيقية في هذا الاغتيال..؟ لا اريد ان اتهم احدا دون دليل قاطع لأن دم هذا الرجل أثقل من ان أحمّله لطرف لمجرد الشك والتحليل السريع ولا استطيع ايضا او ان اتخيل ان لدى المعارضة دليلا فعليا واحدا على سوريا او الاجهزة الامنية اللبنانية ولم تبرزه، وخاصة بعد هذه الحملة الشرسة والمنسقة من الاتهامات وهذه الكمية من التحريض التي لا تخلو احيانا من الحقد الدفين. وقد ظهر بشكل واضح انه يرجع الى ما قبل 14 شباط بل الى ما قبل الطائف كذلك. فإذا كان كل ما لديكم لاطلاق الاحكام وتحميل المسؤولية تصريحات لبعض المسؤولين في الحكومة اللبنانية ضد المعارضة وضد الشهيد رفيق الحريري، وأقوالاً نقلا عن لسان الضحية التي للأسف لم تعد قادرة على التأكيد او النفي، هل استطيع أنا ومن يهمه ان تكشف الحقيقة فعلا وأفترض انكم منهم، ان أحملكم مسؤولية تضليل الرأي العام ومحاولة حرف اتجاه التحقيق عن الفاعل الحقيقي اذا ما برهنت الادلة واكتشفت الحقائق في المستقبل بان سوريا والاجهزة اللبنانية ليست متورطة في هذه الجريمة. وهل لديكم الاستعداد اصلا لتقبل حقائق لا توافق افتراضاتكم. وقياسا على ما تقدم هل استطيع ان أحملكم ايضا المسؤولية المباشرة في التحريض وهذا في كل وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب على جرائم يتزايد عددها كل يوم ضد المواطنين السوريين العاملين في لبنان، والذين لم يحصر عددهم..؟
هل أستطيع ان احملكم المسؤولية الاخلاقية عن محاولة اغتيال محبة لبنان واللبنانيين في قلوب 17 مليون سوري..؟ وهل هذا فيه مصلحة للبنان..؟
أرجوكم يا سيدي.. ارجوكم وانا أعلم ان هذا يعنيكم، عندما تتكلمون تذكروا ولا تنسوا ان هناك على الطرف الآخر من الحدود هذا العدد من البشر يستمع اليكم له كرامة وعزة مثلكم في لبنان وللبنان في قلوبهم محبة خاصة ومنهم من يكن لكم بشكل خاص ولبعض اطراف المعارضة كل الاحترام. ولا أعني في ذلك ابدا ولا بصورة من الصور التنازل او المهادنة في معرفة الحقيقة في جريمة الاغتيال.
سيدي،
كل هذه الهواجس التي احملها ارميها عليك علّك تخفف شيئا من حملي الثقيل الذي اتعبني واعتقد ان من حقي عليك هذا لأنه يقع في صلب واجبات الزعيم الشعبي وهذا ما يميزك عن غيرك، لذلك وجهت اليك خطابي. اما السبب الاكثر الحاحا من كل ذلك والهاجس الذي لم استطع تحمله والذي قطع ترددي في مخاطبتك فهو اعلانك عن الجهة التي نبهتك من محاولة اغتيالك او اغتيال الرئيس الحريري قبل ايام من الجريمة وكذلك حصول الجريمة فعلا. وعلى الرغم من كبر حجمها ونتائجها الا انه قد تتبعها جرائم لا تقل عنها في الحجم والخطورة لضمان تحقيق الاهداف الكاملة لاصحابها، وخاصة في هذا الجو اللبناني والعالمي. فالمتهم جاهز للصق اكبر عدد ممكن من الجرائم والتهم فيه وبذلك يكونون قد انجزوا اغتيال لبنان وسوريا معا.
ومثال ذلك لا يحتاج الى عبقرية لمعرفته. لم تكن لتعطي نتائجها الكاملة جريمة اغتيال ياسر عرفات ما لم يتم قبلها اغتيال الشيخ احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي والكثير من القيادات الفلسطينية وسجن مروان البرغوثي لتفريغ الساحة الفلسطينية من رجالاتها الاحرار والقادرين على الوقوف في وجه ابو مازن اذا ما اراد شارون ان يفرض اتفاقا ما مع الفلسطينين.
سيدي،
لأننا في هذا الزمن الخطر الذي لا عدالة فيه، نحن بأمس الحاجة لرجال كبار قادرين على تحييد شعوبهم واوطانهم من السقوط في المكائد المنصوبة لهم ولشعوبهم. ورحمة بلبنان وشعبه وسوريا وشعبها ارجوك ان تأخذ اكبر قدر ممكن من الحيطة والحذر، انت وأمثالك من زعماء وقادة لبنان. واخيرا ارجو ان تعذرني على مخاوفي وتعذر قدرتي على التحليل والربط حماكم الله من كل سوء وألهمكم فعل الصواب لما هو لكم وللبنان الحبيب. ولكم مني فائق الاحترام.
مواطن سوري
حكمات قرقوط
لاننا جميعنا ذاهبون، شعوبا وزعماء وقادة، وكي يبقى الوطن ويبقى التاريخ يشهد لرجال قادوا اوطانهم لبر الأمان في أحلك الظروف، أكتب لك خطابي هذا في لحظة وجدانية صرفة متجاوزا كل تداعيات زلزال 14شباط المشؤوم وكل الحواجز والمشاعر التي نشأت بعد هذه الجريمة ومنها ما كاد يمنعني من مخاطبتك بهذا الشكل الوجداني. اكتب لك قافزا فوق كل التأويلات التي اخشاها من خطابي هذا. (أوليس مؤلما بالنسبة لي ولك ان اشعر بالقلق من التعبير عن مشاعر الحب للبنان وشعبه.. او مجرد التفكير بعدم الارتياح من مخاطبتك وخاصة أنك الزعيم العربي والوطني وأنا المواطن العربي السوري..؟).
سيدي،
ما يدفعني لهذا النداء العاجل لك هو إحساسي بالمسؤولية تجاه زلزال حصل وكل الدلائل تشير الى زلازل اخرى في طريقها الينا معا في لبنان وسوريا. أتكلم هنا عن الشعوب وليس عن الانظمة. فأرجو ان تتحمل هواجسي وأنا على يقين بانك مسكون فيها وهذا ما يشجعني لأطلب منك ومن كل مواطن ومسؤول ان نعطي لأنفسنا برهة من الزمن نتأمل فيها ما حصل بنا وما يحصل من حولنا من احداث متسارعة يصعب فيها التقاط الانفاس والتركيز، علنا نصل الى الصفاء الذهني المطلوب في مثل هذه الاوقات العصيبة لتلافي المزيد من الخسائر، خاصة انت ابن سيد هذا المنهج ومن دعا بنفسه بعد سقوط الحكومة لهذه الوقفة دون الحاجة لدعوتي. ولكن اتمنى عليك ان تقاسمني هواجسي هذه.
لست من مؤيدي نظرية المؤامرة ولا احبذها ولكن بعد ما حدث وما يحدث من حولنا منذ 11 ايلول وكل هذه الدراسات والتقارير والدعوات وفيض التصاريح الاميركية العلنية والتي كانت قبل هذا التاريخ تخبأ ضدنا كعرب ومسلمين، أليس من الخطورة والسذاجة ان نغمض أعيننا عنها ونستثنيها؟ وخاصة انك من اوائل الذين نبهونا لمخاطر تلك التقارير والدعوات، ولن ننسى وزير الاعلام السابق غازي العريضي الذي كان صوتنا على كل المنابر الاعلامية وهو يقاتل بشراسة ضد الغزو الاميركي للعراق فاضحا ادعاءاتهم ومنبها مما يخبأ لنا في كواليس البيت الابيض. وبعد كل هذا وبعد مرور هذه الاسابيع على الجريمة البشعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، أليس المطلوب منا ان نخرج من هذه الصدمة لتضميد الجراح ومحاولة تقليل الخسائر. ليس تقليلا من حجم الجريمة او حجم الرئيس رحمه الله او لاقتصاد الحسرات والدموع، إنما لأن الافق يلوح بمزيد من الخسائر قد تكون اكبر وأعنف، حتى ولو كانت الجريمة اكبر من قدرتنا على الاحتمال لانها استهدفت رجل دولة من نوع خاص ونادر، رجلاً نحن بأمس الحاجة اليه ولأمثاله في هذا الوقت بالذات.
سيدي،
هناك بعض التساؤلات تراودني وابحث عن اجابات لها اريد ان تشاركني فيها:
هل لبنان مستثنى من المخططات التي تحضر للمنطقة..؟
إذا كان الجواب <<نعم>>، فهل نستطيع فعلا عزل لبنان عما يجري من حوله؟.. وكيف..؟
هل الصيغة اللبنانية للتعايش المسيحي الاسلامي غير مستهدفة؟
هل الانجاز الكبير والوحيد للعرب الذي حققه لبنان في تحرير ارضه دون تنازلات لاسرائيل غير مستهدف؟
هل روح هذا الانتصار ومعناه وتداعياته على الساحتين اللبنانية والعربية غير مستهدفة كما استهدفت نتائج الربح المعنوي للعرب في حرب تشرين 73..؟
هل مشروع قيامة لبنان الحضاري المسلح بالعلم والمعرفة الذي كان للرئيس الراحل رفيق الحريري الدور الاساسي فيه غير مستهدف؟ مع العلم اننا كلنا يذكر عدوان نيسان 96 عندما صرح حينها مسؤول اسرائيلي بنيته تدمير مشروع الحريري في لبنان..!
هل الاهتمام العالمي الكبير بلبنان الآن وخاصة من حامل لواء الديموقراطية والحرية للدول العربية السيد بوش وكل هذه <<الروتانة>> من التصريحات طبيعي (عذرا من النائب غازي العريضي لاستخدام المصطلح)..؟
هل سوريا ولبنان والمنطقة برمتها غير مستهدفة..؟
هل قول اسرائيل ان لبنان سوف يكون الدولة الثالثة التي سوف توقع معها معاهدة سلام صدفة..؟
هل لمصلحة سوريا اختراق الوضع الامني في لبنان وخاصة بعد القرار 1559 وهي حجة وجودها في لبنان؟
هل تصريحات العماد ميشال عون قبل 14 شباط وتأكيده انه سيعود للبنان قبل الانتخابات النيابية مجرد صدفة..؟
وما زال هناك الكثير الكثير من الاسئلة التي تعرفها ربما اكثر مني ولكن طرحت هذه الاسئلة ليس لأتبنى دلالاتها ولا كي اطلق الاتهامات او الاحكام المسبقة لجهة او لطرف ما، خاصة أنني اعلم ان لديكم ايضا في المعارضة تساؤلات ولكن وعلى طريقتك (أليس من حقي ان اسأل..؟).
انما هذه الاسئلة وغيرها هي احد المداخل في عملية البحث عن الحقيقة، والحقيقة المجردة دون اي اعتبار آخر مع ان التجريد في هذه الحالة غاية في الصعوبة خاصة لما لهذا الرجل من محبة وتقدير في قلوبنا وكذلك لكوني مواطنا سوريا اصابه هذا الاغتيال اصابة بالغة الخطورة، ومن اجل الحقيقة التي اصبحت شعارا على لسان المعارضة كما على لسان كل لبناني وعربي، وسوري بشكل خاص، ومن اجل ان لا ينجو القاتل بفعلته، لمصلحة من يوجه الاتهام مباشرة وبعد ساعات قليلة لسوريا كطرف وحيد من قبلكم دون ذكر اي طرف آخر له مصلحة حقيقية في هذا الاغتيال..؟ لا اريد ان اتهم احدا دون دليل قاطع لأن دم هذا الرجل أثقل من ان أحمّله لطرف لمجرد الشك والتحليل السريع ولا استطيع ايضا او ان اتخيل ان لدى المعارضة دليلا فعليا واحدا على سوريا او الاجهزة الامنية اللبنانية ولم تبرزه، وخاصة بعد هذه الحملة الشرسة والمنسقة من الاتهامات وهذه الكمية من التحريض التي لا تخلو احيانا من الحقد الدفين. وقد ظهر بشكل واضح انه يرجع الى ما قبل 14 شباط بل الى ما قبل الطائف كذلك. فإذا كان كل ما لديكم لاطلاق الاحكام وتحميل المسؤولية تصريحات لبعض المسؤولين في الحكومة اللبنانية ضد المعارضة وضد الشهيد رفيق الحريري، وأقوالاً نقلا عن لسان الضحية التي للأسف لم تعد قادرة على التأكيد او النفي، هل استطيع أنا ومن يهمه ان تكشف الحقيقة فعلا وأفترض انكم منهم، ان أحملكم مسؤولية تضليل الرأي العام ومحاولة حرف اتجاه التحقيق عن الفاعل الحقيقي اذا ما برهنت الادلة واكتشفت الحقائق في المستقبل بان سوريا والاجهزة اللبنانية ليست متورطة في هذه الجريمة. وهل لديكم الاستعداد اصلا لتقبل حقائق لا توافق افتراضاتكم. وقياسا على ما تقدم هل استطيع ان أحملكم ايضا المسؤولية المباشرة في التحريض وهذا في كل وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب على جرائم يتزايد عددها كل يوم ضد المواطنين السوريين العاملين في لبنان، والذين لم يحصر عددهم..؟
هل أستطيع ان احملكم المسؤولية الاخلاقية عن محاولة اغتيال محبة لبنان واللبنانيين في قلوب 17 مليون سوري..؟ وهل هذا فيه مصلحة للبنان..؟
أرجوكم يا سيدي.. ارجوكم وانا أعلم ان هذا يعنيكم، عندما تتكلمون تذكروا ولا تنسوا ان هناك على الطرف الآخر من الحدود هذا العدد من البشر يستمع اليكم له كرامة وعزة مثلكم في لبنان وللبنان في قلوبهم محبة خاصة ومنهم من يكن لكم بشكل خاص ولبعض اطراف المعارضة كل الاحترام. ولا أعني في ذلك ابدا ولا بصورة من الصور التنازل او المهادنة في معرفة الحقيقة في جريمة الاغتيال.
سيدي،
كل هذه الهواجس التي احملها ارميها عليك علّك تخفف شيئا من حملي الثقيل الذي اتعبني واعتقد ان من حقي عليك هذا لأنه يقع في صلب واجبات الزعيم الشعبي وهذا ما يميزك عن غيرك، لذلك وجهت اليك خطابي. اما السبب الاكثر الحاحا من كل ذلك والهاجس الذي لم استطع تحمله والذي قطع ترددي في مخاطبتك فهو اعلانك عن الجهة التي نبهتك من محاولة اغتيالك او اغتيال الرئيس الحريري قبل ايام من الجريمة وكذلك حصول الجريمة فعلا. وعلى الرغم من كبر حجمها ونتائجها الا انه قد تتبعها جرائم لا تقل عنها في الحجم والخطورة لضمان تحقيق الاهداف الكاملة لاصحابها، وخاصة في هذا الجو اللبناني والعالمي. فالمتهم جاهز للصق اكبر عدد ممكن من الجرائم والتهم فيه وبذلك يكونون قد انجزوا اغتيال لبنان وسوريا معا.
ومثال ذلك لا يحتاج الى عبقرية لمعرفته. لم تكن لتعطي نتائجها الكاملة جريمة اغتيال ياسر عرفات ما لم يتم قبلها اغتيال الشيخ احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي والكثير من القيادات الفلسطينية وسجن مروان البرغوثي لتفريغ الساحة الفلسطينية من رجالاتها الاحرار والقادرين على الوقوف في وجه ابو مازن اذا ما اراد شارون ان يفرض اتفاقا ما مع الفلسطينين.
سيدي،
لأننا في هذا الزمن الخطر الذي لا عدالة فيه، نحن بأمس الحاجة لرجال كبار قادرين على تحييد شعوبهم واوطانهم من السقوط في المكائد المنصوبة لهم ولشعوبهم. ورحمة بلبنان وشعبه وسوريا وشعبها ارجوك ان تأخذ اكبر قدر ممكن من الحيطة والحذر، انت وأمثالك من زعماء وقادة لبنان. واخيرا ارجو ان تعذرني على مخاوفي وتعذر قدرتي على التحليل والربط حماكم الله من كل سوء وألهمكم فعل الصواب لما هو لكم وللبنان الحبيب. ولكم مني فائق الاحترام.
مواطن سوري