بيتك "دُويلة اسلامية"
عزيزتي هبة الله، ذكّرَكِ الله جل جلاله بعظمته، وملأ قلبك هيبته.
رعاكِ الله برعايته، وكرّمك في آخرته.
تعلمين ان منتهى عملنا وكلّ ما نقوم به، هدفه تحكيم شريعة الله في الارض.
واذا كنا محرومين من ذلك حتى الآن، فعلى الاقل ان نقيم هذه "الدولة" ونحكّم هذه الشريعة في منزلنا.
تذكرين كيف نحن في بيوتنا؟
هكذا ينبغي ان تكوني، في الظاهر والباطن، في كل ركن او زاوية في المنزل... او قرار او عمل، ينبغي ان يكون الاسلام حاضراً، ومنه الانطلاق:
فصَلاتكِ اول الوقت، وقيامك فجراً هو الاصل، وتهجّد الليل ان لم يدرك كله فلا يترك كله، والخروج من المنزل لا يكون قبل وقت الصلاة بقليل الا اذا كنتِ تقصدين من يمكن اقامة الصلاة عندهم، والتماثيل والمجسّمات لا مكان لها في المنزل مطلقاً، واثاث المنزل عادي وبسيط من دون تكلف ولا تصنّع، فلا هو مبتذل يثير الشفقة، ولا هو مقصد للفرجة والتعجب، ولا فيه تشبه بأثاث الملوك والجبابرة المسمى "style" في زماننا هذا، والذي ينسب لفراعنة القرون الوسطى Louis 15 – Louis 16، نعوذ بالله تعالى، فليسوا قدوةً لنا ولا نتشبه بهم.
المهم، ان المظهر والجوهر، والعادة واللياقة، وما يجري في المنزل مع الاهل والضيوف، والفصل قدر المستطاع بين جلسة الرجال وجلسة النساء، وما يعلّق على الحائط او يزيّن به المنزل او يشترى... وما يلفَظ من كلمات مع الاطفال والآخرين... وكل ما يجري في المنزل يجب ان يكون اسلامياً محضاً خالصاً لا شوائب فيه.
هبة: نور عيني.
ان لم نطبّق الاسلام في منازلنا، فأين يا ترى نطبّقه؟!
--------------------
اذا وقع خلاف مع زوجِكِ
هبة، حفظك الله سبحانه بالاحسان، وصانكِ بالامان.
قرّة عيني،
التفتي لما اقوله لك:
1- لا تظني ان الحياة الزوجية سوف تكون دون خلافات او سوء تفاهم.
2- ولا تظني ان هذه الخلافات هي آخر الدنيا، ومنتهى المطاف.
3- ولا تقفي عند كل صغيرة وتفتعلي منها شيئاً كبيراً.
"فمن عظّم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها".
4- وان قاطعك زوجك فلا تقاطعيه، وان جانبكِ فلا تجانبيه.
هذه هي سنة ائمتنا... وان خطر على بالك في هذه اللحظات بعض الخواطر.
5- لا تدخلي احداً وسيطاً بينكما، فهذا قد يساعد على سوء التفاهم اكثر، وفضح الاسرار، وافتقاد الخصوصية.
اللهم الا اذا تفاقم الوضع – لا سمح الله – الى درجة كبيرة، فساعتئذٍ، وكحَلٍّ اخير (فابعثوا حكماً من اهله، وحكماً من اهلها ان يريدآ اصلاحاً يوفق الله بينهما).
هبة:
من الطبيعي جداً ان تحصل الخلافات بين الزوجين، وهذا من سنن الحياة بين كل البشر، ولكن، المهم، ان تحلّي ذلك:
بحسن الاستماع، والتصبّر، ولا تتعصبي لهواك، ولا تعاندي، ولا تظني ان الحق دائماً معك...
او انك تهدفين ان تنتصري على زوجك!
ثم ان كثيراً من الخلافات تبدأ صغيرة، فلننتهِ منها وهي كذلك، ولا نزيد عليها مبالغين بكثرة النقاش والجدال والتعليق والرد والتحدي.
قال الله ربك جلّ جلاله:
(وليعفوا وليصفحوا الا تحبّون ان يغفرَ الله لكم).
هبة:
تأمّلي في الآية اعلاه جيداً.
بقلم سامي خضرة
تعليق