أربعة قراء من القراء السبعة من الشيعة :
القراءة السبعة أربعة منهم شيعة ، وهم على ترتيبهم الزمني من حيث الوفاة : عـاصم ( ت 128 ه ) ، أبو عمـرو ( ت 154 ه ) ، حـمـزة ( ت 156 ه ) ، الكسائـي ( ت 189 ه ) [
قال في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : " الطبقة التاسعة فيمن كان منها من الشيعة الذين هم أئمة القراء المشهورين عند الكل بالسبعة الذين عليهم المعول وإليهم المرجع :
( أبو عمرو بن العلاء ) منهم : البصري أبو عمرو بن العلاء ، أحد الشيعة من السبعة ، قرأ على سعيد بن جبير و هما كما عرفت من الشيعة الأعلام ، وأسند أبو عبد الله البرقي في المحاسن عنه أنه قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : يا أبا عمرو تسعة أعشار الدين في التقيّة ولا دين لمن لا تقيّة له ، والتقية في كل شيء إلاّ في شرب النبيذ و المسح على الخفين . الحديث ، ومن هنا يعلم أنه كان يستعمل التقية في معاشرته مع أهل السنّة[495]، ومع ذلك حكى ابن الأنباري في نزهة الألباء طلب الحجاج له وهربه منه واختفائه حتى مات الحجاج وقد تقدّمت ترجمته في أئمة النحو .
( عاصم الكوفي ) ومنهم : عاصم الكوفي ابن أبي النجود بـهدلة ، أحد الشيعة من السبعة ، قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي صاحب أمير المؤمنين المتقدم ذكره وتشيّعه آنفاً ، وهو قرأ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقد نص الشيخ الجليل عبد الجليل الرازي المتوفى بعد سنة 556 . وكان ابن شهر آشوب وشيخ أبي الفتوح الرازي المفسر في كتابه نقض الفضائح على تشيّع عاصم وأنه كان مقتدى الشيعة ، فقال ما معناه باللسان العربي ، أن التشيع كان مذهباً لأكثر أئمة القراءة ، كالمكي والمدني والكوفي والبصري وغيرهم كانوا عدلية لا مشبّهة ولا خوارج ولا جبرية ، ورووا عن علي أمير المؤمنين عليه السلام ، ومثل عاصم وأمثاله كانوا مقتدى الشيعة والباقين عدلية غير أشعرية انتهى . قال السيد في الروضات عند ترجمته ، وكان أتقى أهل هذه الصناعة على كون هذا الرجل أصوب كل أولئك المذكورين رأياً وأجملهم سعياً ورعياً – إلى أن قال – وقال إمامنا العلامة أعلى الله مقامه فيما نقل عن كتابه المنتهى ، وأحب القراءات إليّ قراءة عاصم المذكور من طريق أبي بكر بن عياش انتهى . قرأ أبان بن تغلب شيخ الشيعة على عاصم ، كما قرأ هو على أبي عبد الرحمن السلمي ، ولعاصم روايتان رواية حفص بن سليمان البزاز كان ربيبه وابن زوجته ورواية أبي بكر بن عياش ، وذكره القاضي نور الله المرعشي في مجالس المؤمنين ونص على تشيّعه .
( الكسائي أبو الحسن ) ومنهم : الكسائي أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بـهمن بن فزار الأسدي بالولاء الكوفي المكنّى أبا عبد الله ، وهو من القراء السبعة المشهورة ، وكان يذكر أنه ربيب الفضل الضبي ، وكانت أمه تحته ، نص على تشيّعه في رياض العلماء في الألقاب ، قرأ على شيوخ الشيعة كحمزة وأبان بن تغلب ، وأخذ النحو عن أبي جعفر الرواسي ومعاذ الـهراء والكل من أئمة علماء الشيعة كما عرفت ، قرأ الكسائي القرآن على حمزة ، و قرأ حمزة على أبي عبد الله ، وقرأ على أبيه ، وقرأ على أبيه ، وقرأ على أبيه ، وقرأ على أمير المؤمنين كذا وجد بخط شيخنا الشهيد بن مكي نقلاً عن الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد الحلي ، ونص على تشيع الكسائي جماعة ، وهو مذهب أكثر أهل الكوفة في ذلك العصر ، وقد أكثر الشيخ حسن بن علي الطبرسي في كتاب أسرار الإمامة من النقل عن كتاب قصص الأنبياء للكسائي توفي سنة تسع ثمانين ومائة بالري وقيل مات بطوس .
( حـمزة الكوفي ) ومنهم : حمزة الكوفي ابن حبيب الزيات أحد الشيعة من السبعة ، قرأ على مولانا الصادق وعلى الأعمش وعلى حمران بن أعين ، أخو زرارة والكل من شيوخ الشيعة ، وعده الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الرجال من أصحاب الصادق ، وكذلك ابن النديم في الفهرست ، قال وكتاب القراءة لحمزة بن حبيب وهو أحد السبعة من أصحاب الصادق ، انتهى بحروفه . مات حمزة سنة ست أو ثمان وخمسين بعد المائة بحلوان ، وكان مولده سنة ثمانين ، وله سبع روايات ، وصنف كتاب القراءة ، وكتاب في مقطوع القرآن وموصوله ، كتاب متشابه القرآن ، كتاب أسباع القرآن ، كتاب حدود آي القرآن ذكر هذه الكتب له محمد بن إسحاق النديم في الفهرست كل في موضعه وقد جمعتها أنا في ترجمته رضي الله عنه " . انتهى بتمامه .
وقال في تلخـيص التمهيـد : " أربعة من القرّاء السبعة هم شيعة آل البيت – عليهم السلام – بالتصريح ومن المحافظين الثقات : عاصم بن أبي النّجود ، و أبو عمرو بن العلاء ، و حمزة بن حبيب ، وعلي بن حمزة الكسائي . وواحد من أشياع معاوية وهو ابن عامر وكان لا تورّع الكذب والفسوق واثنان – هما : ابن كثير المكّي ونافع المدني – مستورا الحال . ولكن نسبتهما إلى فارس بالخصوص ربما تنم عن موقفهما من مذهب أهل البيت – عليهم السلام – لأنّهم أسبق من عرف الحق و لمسه في هذا الاتجاه "[497].
وعند تتبع سلسلة إسناد قراءة كل من الأربعة المشار لهم آنفا نجد أن لقراءتـهم طرقا شيعية ، صافية لا شائبة فيها ، وهذا بشهادة علماء أهل السنة :
قالا في معجم القراءات القرآنية :" ولمصحف علي قيمة تاريخية من جانب أن علياً –عليه السلام- كان من القراء فقراءته يمثلها مصحفه ، وقيمته التاريخية ترجع إلى أن قراءات أربعة قراّء من القراء السبعة تنتهي إلى قراءة علي كرم الله وجهه ، وأمّا هؤلاء القراء الأربعة فهم :
1- أبو عمرو بن العلاء :- قرأ على نصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وكلاهما على أبي الأسود ، وأبو الأسود قرأ على رضي الله عنهما .
2- عاصم بن أبي النجود :- قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السّلمي الضرير الذي قرأ على عليّ كرّم الله وجهه .
3- حمزة الزيات :- قرأ على أبي عبد الله جعفر الصادق الذي قرأ على أبيه محمد الباقر ، وقرأ الباقر على أبيه زين العابدين و قرأ زين العابدين على أبيه سيد شباب أهل الجنّة الحسين و قرأ الحسين على أبيه علي بن أبي طالب . (عليهم السلام)
4- الكسائي :- قرأ على حمزة و عليه اعتماده .
وكل هذه الطرق شيعية خالصة ، وهكذا تبيّن أن الشيعة كانوا لبنة أساسية في أسانيد تلك القراءات ، وأضاف الصدر رضوان الله تعالى عليه في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام أنه كان للشيعة غير هؤلاء القراء الأربعة دور بارز في عالم القراءات وقد ذكر عدة منهم كابن مسعود ، وأُبيّ بن كعب ، وأبي الدرداء ، والقداد ، وابن عباس ، وأبي الأسود ، وعلقمة ، وابن السائب ، والسلمي ، وزرّ بن حبيش ، وسعيد بن جبير ، ونصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وحمران بن أعين ، وأبان بن تغلب ، والأعمش ، وابن عياّش ، وحفص بن سليمان ، ونظرائهم من أعاظم القراء في دنيا القرآن .
S الشيعة هم إسناد قراءة المسلمين اليوم
قراءة المسلمين المتواترة المعروفة بقراءة عاصم برواية حفص والتي يتلوها المسلمون شرقا وغربا ذكر أهل السنة إسنادا لها كل رجاله من الشيعة ، فمن الشيعة إلى النبي صلى الله عليه وآله سلم ، ولم يقع رجل واحد من أهل السنة في إسنادها ، وقد تسالم الكل على أنـها أصح القراءات .
فرأس سلسلتها هو الإمام علي عليه السلام وقرأ عليه أبو عبد الرحمن السلمي وهو شيعي ، وقرأ عليه عاصم بن بـهدلة وهو شيعي كما مر ، وقرأ عليه تلميذه حفص بن سليمان وهو شيعي .
وكل هؤلاء من الشيعة ، فحفص بن سليمان من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام وقد أسند عنه ، وقد ذكره العلامة السيد الأمين رضوان الله تعالى عليه ضمن أعيـان الشـيعة :
"حفص بن سليمان أبو عمرو الأسدي الغاضري المقري البزاز الكوفي . ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام و قد أسند عنه "
وقد أطرى علماء أهل السنة على تثبّت حفص بن سليمان في نقل قراءة عاصم بن أبي النجود[501]. وهكذا يتضح أن شيخ حفص بن سليمان الذي أخذ منه القراءة المتداولة هو عاصم بن أبي النجود وقد ذكره العلامة السيد محسن الأمين رضوان الله تعالى عليه ضمن أعيان الشيعة :
" عاصم بن أبي النجود : بـهدلة الكوفي ، أحد القراء السبعة قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي الذي قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام ومن أصحابه ، ونقل عن المنتهى للعلامة أنه قال : أحب القراءات إليّ قراءة عاصم من طريق أبي بكر بن العياش وقرأ أبان بن تغلب الذي هو شيخ الشيعة على عاصم ولعاصم روايتان الأولى رواية حفص بن سليمان البزاز كان ابن زوجته الثانية ورواية أبي بكر بن عياش ، وعاصم من الشيعة بلا كلام نص على ذلك القاضي نور الله والشيخ عبد الجليل الرازي المتوفى سنة 556 شيخ ابن شهرآشوب في كتاب نقض الفضائح أنه كان مقتدى الشيعة"
ومقام عاصم الكوفي عند علماء أهل السنة لا يخفى على من راجع ترجمته في كتبهم[503]، ويستفاد منها أن عاصما كان رأسا في القراءة وسيدا في ميدانـه لا يبلغ إتقانه أحد ، ولكنه في الحديث غير متقن عندهم ، وله أوهام وأغلاط يسيرة .
وقد قرأ القرآن كاملا على أبي عبد الرحمن السّلمي ولم يقرأ على أحدٍ سواه ، ولكنه مع ذلك كان يعرض هذه القراءة التي أخذها من السلمي على زرّ بن حبيش رضوان الله تعالى عليه وقد أخذها هو الآخر عن ابن مسعود ، وكان غرضه من عرضها عليه زيادة التثبّت والإتقان ومعرفة أوجه الاختلاف والتبصرة في تنوّع القراءات ، فكانت القراءة على أبي عبد الرحمن السلمي هي ما اعتمد عليه عاصم بن أبي النجود ، وقالوا أنه اعتبرها الأكمل والأسلم لأنـها قراءة سيده ومولاه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ، فيكون بينه وبين المنبع الأصيل واسطة واحدة ، فأقرأ عاصم حفص بن سليمان قراءة أمير المؤمنين عليه السلام ، وأقرأ أبا بكر بن عياش قراءة ابن مسعود بواسطة زر بن حبيش .
وأما أبو عبد الرحمن السّلمي فمعروف بتشيّعه لأمير المؤمنين عليه السلام وملازمته له في حروبه التي ذكرها التاريخ ونص على ذلك كتاب التراجم ، فقد ذكره السيد حسن الصدر رضوان الله تعالى عليه في كتابه القيّم تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام بما يلي :
" أبو عبد الرحمن السلمي : ومنهم أبو عبد الرحمن السلمي ، عبد الله بن حبيب شيخ قراءة عاصم ، قرأ عليه عاصم وعليه تخرج ، قال ابن قتيبة : كان من أصحاب علي ، وكان مقرئاً ويحمل عنه الفقه[504] انتهى . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على أمير المؤمنين كما في مجمع البيان و طبقات القرّاء ، قال ابن حجر في التقريب :… أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي المقرئ مشهور بكنيته ، ولأبيه صحبة ، ثقة ثبت من الثانية ، مات بعد السبعين انتهى ، وفي رجال البرقي في خواص علي عليه السلام من مضر أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السّلمي "
وقد قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام ، وهي القراءة التي أخذها أمير المؤمنين عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل عن الباري عز وجل ، وقد اتضح ذلك مما سبق عند الكلام عن نصر بن سليمان ، وعاصم بن أبي النجود .
وعليه فالقراءة المشهورة والمتداولة بين المسلمين لم يسندها أهل السنة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا عن طريق رجال الشيعة وبلا منازع ، كابر عن كابر ، فمن أبي عبد الرحمن السلمي وهو شيعي إلى عاصم بن أبي النجود وهو شيعي إلى حفص بن سليمان وهو شيعي ، ورأس السلسلة أمير المؤمنين عليه السلام سيد الشيعة وإمام الشريعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال في تلخيص التمهيد : " أماّ القراءة الحاضرة –قراءة حفص- فهي قراءة شيعيّة خالصة ، رواها حفص –وهو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام- عن شيخه عاصم – وهو من أعيان شيعة الكوفة الأعلام- عن شيخه السّلمي – وكان من خواصّ عليّ عليه السلام- عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله عز وجل
( 1 ) تلخيص التمهيد في علوم القرآن ص327-328 .
( 2 ) معجم القراءات القرآنية ج1ص14.
أقول : هذا لا يعني أن قراءة كل منهم تتطابق مع الآخر ، إذ أن منهم من كان يضيف من عنده ويقرأ بطريقته الخاصة ، ما عدا عاصم بن أبي النجود الذي نسبت له القراءة المتواترة بين الناس وهي قراءة أبي عبد الرحمن السلمي الذي أخذها عن علي عليه السلام .
قال الإمام الذهبي في معرفة القراء الكبير ج1ص77 : ( وأعلى ما يقع لنا من القرآن العظيم فهو من جهة عاصم – ثم ذكر إسناده متّصلا إلى حفص ، عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي – عليه السلام – وعن زر وعن عبد الله . وكلاهما عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عن جبرائيل – عليه السلام – عن الله عز وجل ).
( 3 ) راجع كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ، والإنصاف أن بعضهم يتأمل في نسبته للتشيع .
"
رابط مهم جداhttp://www.shiaweb.org/books/tahrif/pa68.html
القراءة السبعة أربعة منهم شيعة ، وهم على ترتيبهم الزمني من حيث الوفاة : عـاصم ( ت 128 ه ) ، أبو عمـرو ( ت 154 ه ) ، حـمـزة ( ت 156 ه ) ، الكسائـي ( ت 189 ه ) [
قال في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : " الطبقة التاسعة فيمن كان منها من الشيعة الذين هم أئمة القراء المشهورين عند الكل بالسبعة الذين عليهم المعول وإليهم المرجع :
( أبو عمرو بن العلاء ) منهم : البصري أبو عمرو بن العلاء ، أحد الشيعة من السبعة ، قرأ على سعيد بن جبير و هما كما عرفت من الشيعة الأعلام ، وأسند أبو عبد الله البرقي في المحاسن عنه أنه قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : يا أبا عمرو تسعة أعشار الدين في التقيّة ولا دين لمن لا تقيّة له ، والتقية في كل شيء إلاّ في شرب النبيذ و المسح على الخفين . الحديث ، ومن هنا يعلم أنه كان يستعمل التقية في معاشرته مع أهل السنّة[495]، ومع ذلك حكى ابن الأنباري في نزهة الألباء طلب الحجاج له وهربه منه واختفائه حتى مات الحجاج وقد تقدّمت ترجمته في أئمة النحو .
( عاصم الكوفي ) ومنهم : عاصم الكوفي ابن أبي النجود بـهدلة ، أحد الشيعة من السبعة ، قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي صاحب أمير المؤمنين المتقدم ذكره وتشيّعه آنفاً ، وهو قرأ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وقد نص الشيخ الجليل عبد الجليل الرازي المتوفى بعد سنة 556 . وكان ابن شهر آشوب وشيخ أبي الفتوح الرازي المفسر في كتابه نقض الفضائح على تشيّع عاصم وأنه كان مقتدى الشيعة ، فقال ما معناه باللسان العربي ، أن التشيع كان مذهباً لأكثر أئمة القراءة ، كالمكي والمدني والكوفي والبصري وغيرهم كانوا عدلية لا مشبّهة ولا خوارج ولا جبرية ، ورووا عن علي أمير المؤمنين عليه السلام ، ومثل عاصم وأمثاله كانوا مقتدى الشيعة والباقين عدلية غير أشعرية انتهى . قال السيد في الروضات عند ترجمته ، وكان أتقى أهل هذه الصناعة على كون هذا الرجل أصوب كل أولئك المذكورين رأياً وأجملهم سعياً ورعياً – إلى أن قال – وقال إمامنا العلامة أعلى الله مقامه فيما نقل عن كتابه المنتهى ، وأحب القراءات إليّ قراءة عاصم المذكور من طريق أبي بكر بن عياش انتهى . قرأ أبان بن تغلب شيخ الشيعة على عاصم ، كما قرأ هو على أبي عبد الرحمن السلمي ، ولعاصم روايتان رواية حفص بن سليمان البزاز كان ربيبه وابن زوجته ورواية أبي بكر بن عياش ، وذكره القاضي نور الله المرعشي في مجالس المؤمنين ونص على تشيّعه .
( الكسائي أبو الحسن ) ومنهم : الكسائي أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بـهمن بن فزار الأسدي بالولاء الكوفي المكنّى أبا عبد الله ، وهو من القراء السبعة المشهورة ، وكان يذكر أنه ربيب الفضل الضبي ، وكانت أمه تحته ، نص على تشيّعه في رياض العلماء في الألقاب ، قرأ على شيوخ الشيعة كحمزة وأبان بن تغلب ، وأخذ النحو عن أبي جعفر الرواسي ومعاذ الـهراء والكل من أئمة علماء الشيعة كما عرفت ، قرأ الكسائي القرآن على حمزة ، و قرأ حمزة على أبي عبد الله ، وقرأ على أبيه ، وقرأ على أبيه ، وقرأ على أبيه ، وقرأ على أمير المؤمنين كذا وجد بخط شيخنا الشهيد بن مكي نقلاً عن الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد الحلي ، ونص على تشيع الكسائي جماعة ، وهو مذهب أكثر أهل الكوفة في ذلك العصر ، وقد أكثر الشيخ حسن بن علي الطبرسي في كتاب أسرار الإمامة من النقل عن كتاب قصص الأنبياء للكسائي توفي سنة تسع ثمانين ومائة بالري وقيل مات بطوس .
( حـمزة الكوفي ) ومنهم : حمزة الكوفي ابن حبيب الزيات أحد الشيعة من السبعة ، قرأ على مولانا الصادق وعلى الأعمش وعلى حمران بن أعين ، أخو زرارة والكل من شيوخ الشيعة ، وعده الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب الرجال من أصحاب الصادق ، وكذلك ابن النديم في الفهرست ، قال وكتاب القراءة لحمزة بن حبيب وهو أحد السبعة من أصحاب الصادق ، انتهى بحروفه . مات حمزة سنة ست أو ثمان وخمسين بعد المائة بحلوان ، وكان مولده سنة ثمانين ، وله سبع روايات ، وصنف كتاب القراءة ، وكتاب في مقطوع القرآن وموصوله ، كتاب متشابه القرآن ، كتاب أسباع القرآن ، كتاب حدود آي القرآن ذكر هذه الكتب له محمد بن إسحاق النديم في الفهرست كل في موضعه وقد جمعتها أنا في ترجمته رضي الله عنه " . انتهى بتمامه .
وقال في تلخـيص التمهيـد : " أربعة من القرّاء السبعة هم شيعة آل البيت – عليهم السلام – بالتصريح ومن المحافظين الثقات : عاصم بن أبي النّجود ، و أبو عمرو بن العلاء ، و حمزة بن حبيب ، وعلي بن حمزة الكسائي . وواحد من أشياع معاوية وهو ابن عامر وكان لا تورّع الكذب والفسوق واثنان – هما : ابن كثير المكّي ونافع المدني – مستورا الحال . ولكن نسبتهما إلى فارس بالخصوص ربما تنم عن موقفهما من مذهب أهل البيت – عليهم السلام – لأنّهم أسبق من عرف الحق و لمسه في هذا الاتجاه "[497].
وعند تتبع سلسلة إسناد قراءة كل من الأربعة المشار لهم آنفا نجد أن لقراءتـهم طرقا شيعية ، صافية لا شائبة فيها ، وهذا بشهادة علماء أهل السنة :
قالا في معجم القراءات القرآنية :" ولمصحف علي قيمة تاريخية من جانب أن علياً –عليه السلام- كان من القراء فقراءته يمثلها مصحفه ، وقيمته التاريخية ترجع إلى أن قراءات أربعة قراّء من القراء السبعة تنتهي إلى قراءة علي كرم الله وجهه ، وأمّا هؤلاء القراء الأربعة فهم :
1- أبو عمرو بن العلاء :- قرأ على نصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وكلاهما على أبي الأسود ، وأبو الأسود قرأ على رضي الله عنهما .
2- عاصم بن أبي النجود :- قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السّلمي الضرير الذي قرأ على عليّ كرّم الله وجهه .
3- حمزة الزيات :- قرأ على أبي عبد الله جعفر الصادق الذي قرأ على أبيه محمد الباقر ، وقرأ الباقر على أبيه زين العابدين و قرأ زين العابدين على أبيه سيد شباب أهل الجنّة الحسين و قرأ الحسين على أبيه علي بن أبي طالب . (عليهم السلام)
4- الكسائي :- قرأ على حمزة و عليه اعتماده .
وكل هذه الطرق شيعية خالصة ، وهكذا تبيّن أن الشيعة كانوا لبنة أساسية في أسانيد تلك القراءات ، وأضاف الصدر رضوان الله تعالى عليه في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام أنه كان للشيعة غير هؤلاء القراء الأربعة دور بارز في عالم القراءات وقد ذكر عدة منهم كابن مسعود ، وأُبيّ بن كعب ، وأبي الدرداء ، والقداد ، وابن عباس ، وأبي الأسود ، وعلقمة ، وابن السائب ، والسلمي ، وزرّ بن حبيش ، وسعيد بن جبير ، ونصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وحمران بن أعين ، وأبان بن تغلب ، والأعمش ، وابن عياّش ، وحفص بن سليمان ، ونظرائهم من أعاظم القراء في دنيا القرآن .
S الشيعة هم إسناد قراءة المسلمين اليوم
قراءة المسلمين المتواترة المعروفة بقراءة عاصم برواية حفص والتي يتلوها المسلمون شرقا وغربا ذكر أهل السنة إسنادا لها كل رجاله من الشيعة ، فمن الشيعة إلى النبي صلى الله عليه وآله سلم ، ولم يقع رجل واحد من أهل السنة في إسنادها ، وقد تسالم الكل على أنـها أصح القراءات .
فرأس سلسلتها هو الإمام علي عليه السلام وقرأ عليه أبو عبد الرحمن السلمي وهو شيعي ، وقرأ عليه عاصم بن بـهدلة وهو شيعي كما مر ، وقرأ عليه تلميذه حفص بن سليمان وهو شيعي .
وكل هؤلاء من الشيعة ، فحفص بن سليمان من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام وقد أسند عنه ، وقد ذكره العلامة السيد الأمين رضوان الله تعالى عليه ضمن أعيـان الشـيعة :
"حفص بن سليمان أبو عمرو الأسدي الغاضري المقري البزاز الكوفي . ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام و قد أسند عنه "
وقد أطرى علماء أهل السنة على تثبّت حفص بن سليمان في نقل قراءة عاصم بن أبي النجود[501]. وهكذا يتضح أن شيخ حفص بن سليمان الذي أخذ منه القراءة المتداولة هو عاصم بن أبي النجود وقد ذكره العلامة السيد محسن الأمين رضوان الله تعالى عليه ضمن أعيان الشيعة :
" عاصم بن أبي النجود : بـهدلة الكوفي ، أحد القراء السبعة قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي الذي قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام ومن أصحابه ، ونقل عن المنتهى للعلامة أنه قال : أحب القراءات إليّ قراءة عاصم من طريق أبي بكر بن العياش وقرأ أبان بن تغلب الذي هو شيخ الشيعة على عاصم ولعاصم روايتان الأولى رواية حفص بن سليمان البزاز كان ابن زوجته الثانية ورواية أبي بكر بن عياش ، وعاصم من الشيعة بلا كلام نص على ذلك القاضي نور الله والشيخ عبد الجليل الرازي المتوفى سنة 556 شيخ ابن شهرآشوب في كتاب نقض الفضائح أنه كان مقتدى الشيعة"
ومقام عاصم الكوفي عند علماء أهل السنة لا يخفى على من راجع ترجمته في كتبهم[503]، ويستفاد منها أن عاصما كان رأسا في القراءة وسيدا في ميدانـه لا يبلغ إتقانه أحد ، ولكنه في الحديث غير متقن عندهم ، وله أوهام وأغلاط يسيرة .
وقد قرأ القرآن كاملا على أبي عبد الرحمن السّلمي ولم يقرأ على أحدٍ سواه ، ولكنه مع ذلك كان يعرض هذه القراءة التي أخذها من السلمي على زرّ بن حبيش رضوان الله تعالى عليه وقد أخذها هو الآخر عن ابن مسعود ، وكان غرضه من عرضها عليه زيادة التثبّت والإتقان ومعرفة أوجه الاختلاف والتبصرة في تنوّع القراءات ، فكانت القراءة على أبي عبد الرحمن السلمي هي ما اعتمد عليه عاصم بن أبي النجود ، وقالوا أنه اعتبرها الأكمل والأسلم لأنـها قراءة سيده ومولاه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ، فيكون بينه وبين المنبع الأصيل واسطة واحدة ، فأقرأ عاصم حفص بن سليمان قراءة أمير المؤمنين عليه السلام ، وأقرأ أبا بكر بن عياش قراءة ابن مسعود بواسطة زر بن حبيش .
وأما أبو عبد الرحمن السّلمي فمعروف بتشيّعه لأمير المؤمنين عليه السلام وملازمته له في حروبه التي ذكرها التاريخ ونص على ذلك كتاب التراجم ، فقد ذكره السيد حسن الصدر رضوان الله تعالى عليه في كتابه القيّم تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام بما يلي :
" أبو عبد الرحمن السلمي : ومنهم أبو عبد الرحمن السلمي ، عبد الله بن حبيب شيخ قراءة عاصم ، قرأ عليه عاصم وعليه تخرج ، قال ابن قتيبة : كان من أصحاب علي ، وكان مقرئاً ويحمل عنه الفقه[504] انتهى . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على أمير المؤمنين كما في مجمع البيان و طبقات القرّاء ، قال ابن حجر في التقريب :… أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي المقرئ مشهور بكنيته ، ولأبيه صحبة ، ثقة ثبت من الثانية ، مات بعد السبعين انتهى ، وفي رجال البرقي في خواص علي عليه السلام من مضر أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السّلمي "
وقد قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام ، وهي القراءة التي أخذها أمير المؤمنين عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل عن الباري عز وجل ، وقد اتضح ذلك مما سبق عند الكلام عن نصر بن سليمان ، وعاصم بن أبي النجود .
وعليه فالقراءة المشهورة والمتداولة بين المسلمين لم يسندها أهل السنة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا عن طريق رجال الشيعة وبلا منازع ، كابر عن كابر ، فمن أبي عبد الرحمن السلمي وهو شيعي إلى عاصم بن أبي النجود وهو شيعي إلى حفص بن سليمان وهو شيعي ، ورأس السلسلة أمير المؤمنين عليه السلام سيد الشيعة وإمام الشريعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
قال في تلخيص التمهيد : " أماّ القراءة الحاضرة –قراءة حفص- فهي قراءة شيعيّة خالصة ، رواها حفص –وهو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام- عن شيخه عاصم – وهو من أعيان شيعة الكوفة الأعلام- عن شيخه السّلمي – وكان من خواصّ عليّ عليه السلام- عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله عز وجل
( 1 ) تلخيص التمهيد في علوم القرآن ص327-328 .
( 2 ) معجم القراءات القرآنية ج1ص14.
أقول : هذا لا يعني أن قراءة كل منهم تتطابق مع الآخر ، إذ أن منهم من كان يضيف من عنده ويقرأ بطريقته الخاصة ، ما عدا عاصم بن أبي النجود الذي نسبت له القراءة المتواترة بين الناس وهي قراءة أبي عبد الرحمن السلمي الذي أخذها عن علي عليه السلام .
قال الإمام الذهبي في معرفة القراء الكبير ج1ص77 : ( وأعلى ما يقع لنا من القرآن العظيم فهو من جهة عاصم – ثم ذكر إسناده متّصلا إلى حفص ، عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن علي – عليه السلام – وعن زر وعن عبد الله . وكلاهما عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – عن جبرائيل – عليه السلام – عن الله عز وجل ).
( 3 ) راجع كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ، والإنصاف أن بعضهم يتأمل في نسبته للتشيع .
"
رابط مهم جداhttp://www.shiaweb.org/books/tahrif/pa68.html
تعليق