إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

إرهابٌ لا يحاربه أحد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إرهابٌ لا يحاربه أحد

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    إرهابٌ لا يحاربه أحد

    مرام عبدالرحمن مكاوي

    ذات يوم في إحدى سنوات الثمانينات الميلادية، كنت أرتب ألعابي وعرائسي داخل الحقائب والصناديق التي ستغادر مثلنا بلاد الغربة إلى أرض الوطن بعد طول غياب. يومها قالت أمي شيئا مخيفا للطفلة التي كنتها آنذاك، قالت بأن هذه العرائس قد تمنع من دخول بلادنا أو قد تصاب بأذى وتتعرض للإعدام.
    لم تكن أمي تلقي الكلام جزافا بل كانت تستذكر تجربة مؤلمة تعرضت لها طفلة من قريباتنا عادت من الخارج مع أهلها بدمية رائعة، إلا أن المسؤولين في المطار يومها، قطعوا رأسها قبل أن يسمحوا لها بالدخول وسط صراخ الطفلة وبكائها. أما السبب فلا نعلمه، لكن يبدو أنه أمر يتعلق بالحرام والحلال. فهناك من يعتبر هذه الدمى (أصناماً) تضاهي ما خلقه الله تعالى. لأكون صادقة فلا أستطيع أن أتذكر كيف كانت مشاعري يومها، لكنني أذكر أنني كنت أنظر إلى عرائسي التي يقارب عددها العشرين، ومن مختلف الأحجام والأنواع، وأتمنى ألا يواجهن نفس المصير.
    مرت رحلة العودة على خير، وكُتبت لعرائسي حياة جديدة. وسرعان ما ستنضم لهن أخوات وصديقات اشتريتهن من السوق المحلي في جدة، وظننا أن الأفكار المتطرفة تجاه اللعب قد تلاشت كليا حتى اكتشفت شيئا غريبا. وهو أن قريباتي في مدينة مكة المكرمة، لا يستطعن شراء دمية "باربي" مثلا في مدينتهن، لأنها ممنوعة وبشدة في محلات الألعاب هناك. واستمر الوضع على هذا النحو حتى منتصف التسعينات، وأذكر تماما أنني ذهبت مع قريبتي لنشتري لها واحدة منها من أحد أكبر محلات الألعاب بمكة، فلم نجد واحدة على الرفوف. سألنا البائع فأخذنا إلى منضدة المحاسبة، وتلفت يمينا ويسارا كما يفعل مروجو الممنوعات، قبل أن يخرج لنا ثلاث عرائس مختلفة، ويخبرنا بأنهم يضطرون لبيعها على هذا النحو لأنهم ممنوعون من عرضها في المحل.
    ترى أي فكر هذا الذي سيطر على بلادنا حينا من الدهر، بحيث وصل التطرف إلى أن تعتبر لعبة في عداد المحرمات التي تباع في السر كالمخدرات والمسكرات؟ وأي ثقافة شعبية هذه التي رضخت لهذا الواقع ولم تعترض على سخافة مثل هذه الأفكار؟ فأيهما أسوأ إدخال دمية أم خطفها من صاحبتها وإعدامها بطريقة قطع الرأس أمام أعين طفلة صغيرة؟
    ربما يظن البعض أن ما أقوله نسج الخيال والحقيقة أنه واقع ومازالت ذاكرتي شابة، أو قد يقول البعض إنه في أحسن الأحوال ما من داع لذكر هذه الأمور الآن لأن الأوضاع قد تغيرت كثيرا اليوم. ولكن هل تغيرت فعلا؟ نعم ربما توقف قطع رؤوس العرائس ( فنحن انتقلنا إلى مرحلة تقطيع رؤوس البشر) فقد توقفت مطاردة "باربي" وأخواتها، وأصبحن يتنفسن هواء الحرية بثقة على الرفوف. لكن الأفكار المتطرفة التي مهدت للإرهاب الفعلي، والتي لا تقبل أبدا بأي حوار، لا نقول في الفروع، بل في فروع الفروع، لا تزال موجودة وبقوة. وغالبا ما ينتصر هذا الفكر الأحادي الذي يذكرني بالحصان الذي يجر العربة، والذي لا يستطيع أن يرى سوى ما هو أمامه، لأنه تمت إعاقة الرؤية له من الجانبين.
    فثمة فكر عجيب يفاخر به أصحابه ويدعون إليه علنا، وهو فكر متطرف تجاه الحياة، بالدرجة نفسها التي يتسبب الإرهاب المسلح فيه بوأد الحياة ذاتها. فقبل أسابيع قليلة، قبل شهر تقريبا، فوجئت بحملة شديدة تجاه صحيفة سعودية ناطقة باللغة الإنجليزية، وتجاه إحدى المدارس الأهلية المعروفة في جدة. و قرأت مطالبات بإقالة مديرتها، وبفتح تحقيق مع المدرسة ومع الصحيفة، بل وتم استخدام لغة غير لائقة إطلاقا ومشينة تجاه صحفيات ومحررات يعملن في الصحيفة، وهن سيدات محترمات ومن خيرة العائلات في منطقتنا. فما هو الجرم الشنيع الذي قامت به الصحيفة وإدارة المدرسة؟
    القصة باختصار هي أن طالبات المدرسة رغبن في إنشاء مجلة مدرسية. ولذلك رأت المدرسة أن تأخذهن في رحلة جماعية إلى مقر إحدى الصحف المحلية، حتى يشاهدن بأنفسهن كيف تسير عملية إنشاء وتحرير المطبوعات الإعلامية على أرض الواقع. وهي خطوة رائعة في نظري، لأن من مساوئ تعليمنا ومدارسنا أن كل شيء فيه نظري، ومفصول تماما عن أرض الواقع. بينما حتى المدارس الأجنبية في بلادنا ذاتها تتصرف بشكل مختلف ويزور طلبتها مختلف مرافق دولتنا فيستفيدون ويتعلمون.
    حصلت الزيارة للمدرسة المذكورة وحضرت الطالبات محجبات (كما ظهر في الصورة الجماعية المنشورة)، برفقة مسؤولات، وبموافقة أولياء أمورهن. وقد تحدثن بشكل أساسي مع السيدات والآنسات في القسم النسائي، واللاتي قمن بإعطائهن معلومات مفيدة عن طبيعة عمل الصحفية السعودية، والمعوقات التي سيواجهنها. ثم قامت الفتيات بصورة جماعية بمشاهدة بقية الأقسام وانتهت الرحلة على خير، دون اعتراضات من الطالبات أو أهاليهن ودون وقوع مشاكل من أي نوع. إلا أنه ما كاد الخبر ينتشر مع الصورة حتى قامت الدنيا ولم تقعد.
    العجيب أن غالبية من أقاموا الدنيا على القضية يسكنون في مدينة أخرى، ولا يعرفون شيئا لا عن المدرسة ولا عن الصحيفة ولا حتى عن طبيعة المدينة وسكانها. بدليل أنهم كانوا يصرخون منددين بأن الفتيات كن كاشفات وجوههن عند الزيارة. وكأنهم لا يعلمون أن هؤلاء الفتيات وأهاليهن أصلا ممن يأخذون بالآراء التي تبيح كشف الوجه. وبغض النظر عن رأيي الشخصي في موضوع كشف الوجه أو تغطيته، إلا أن معرفتي بمدينتي تجعلني أعرف أنه من الطبيعي جدا مشاهدة امرأة سافرة الوجه فيها. ولو أن إحدى هؤلاء الطالبات زارت الصحيفة مع كل محارمها، لكانت أيضا كاشفة الوجه.
    والأعجب أن هؤلاء القوم الذين كثيرا ما نادوا وباركوا بإطلاق يد أولياء الأمور في التدخل في كل أمر من أمور المرأة، وأن يرتبط كل أمر بها بموافقة ولي الأمر، يقفون اليوم معارضين لقرار أولياء الأمور الذين سمحوا لبناتهم بهذه الزيارة. فهل أصبحت هناك وصاية على الرجال في بلادنا أيضا؟ وهل يمكن أن نصل إلى وضع تنزع فيه صلاحيات ولي الأمر ليس لأنه ظالم أو فاسق، بل لأنه سمح لابنته بالذهاب في رحلة مدرسية كما طالب بعض هؤلاء صراحة؟
    نهاية القصة كانت حزينة لي شخصيا. فحسبما علمت أنه تم تنفيذ عقوبة جماعية، إذ ألغيت المجلة المزمع إنشاؤها، وتعرضت المدرسة وإدارتها للمساءلة. كما تلقت الصحيفة أيضا اتصالات غير ودية.
    وهكذا إذن تماما كما تم إعدام الدمية أمام الطفلة قبل عشرين سنة، من غير مراعاة لمشاعر الصغيرة ودون أن يتمكن أهلها من إيقافهم، فإن المشهد ذاته يتكرر اليوم في مدرسة بجدة. إذ تم إعدام المجلة وفكرتها، أمام أعين الطالبات اليافعات دون مراعاة لمشاعرهن، بسبب رحلة عادية وافق أهاليهن عليها. ترى هل بعدها نسأل ببراءة متى وأين وكيف ومتى ظهر التطرف في بلادنا؟
    القضية ليست قضية دين رباني عظيم، ولا قضية مناهج دراسية تحاول تعليم صحيح هذا الدين، بل قضية عقليات تظن أنها وحدها تملك الحقيقة، وأنها مكلفة بإجبار الناس على الإيمان بما تؤمن به. ولا تجد للأسف من يقف في وجهها، بل تجد من يؤيدها وينصرها على من يعارضها. فأين الحل؟

    * كاتبة سعودية


    منقول:
    http://www.alwatan.com.sa/daily/2005...riters06.htmد


    وتقبلوا تحياتي ... (زكي مبارك)...

  • #2
    بسم الله، وبعد

    اخونا الزكي المبارك (زكي مبارك) . .

    شكرا لك على الموضوع، ولكن الأمر تطور، فهم قد ملّوا من قطع رؤوس الدمى لأنها لا تشبع نفسيتهم المريضة فقاموا بقطع رؤوس البشر بدلا منها.

    اما عن حقوق المرأة فلا تجدها حتى بين اسطر كتبهم المليئة بعبارات التكفير والاشراك.

    فكشف الوجه حرام، وقيادة السيارة حرام، والجلوس على الانترنيت حرام (الا بوجود محرم)، وزيارة القبور حرام و و و القائمة لا تنتهي.

    فهذه هي مكانة المراة في الاسلام.

    والسلام.
    طالب الثار/ . . .

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

      إضافة:
      كل هذه الأمور التي يمارسها أصحاب المناصب الدينية والذين يمارسون الدكتاتورية الدينية، فقط تمارس ضد من هم لا حول لهم ولا قوة، أما الذين هم أصحاب منصب كبير أو جاه لدى الدولة لا يمكن أن يمسوهم بسوء يعني (مستحيل)، ففي الأثناء التي تمارس الدكتاتورية الدينية ضد الضعفاء، ينفتح أصحاب الجاه على كل شيء بمعايير معينة كإنشاء المكتبات ومعارض للكتاب المفتوحة على مصراعيها (نوعاً ما) حيث تباع الآن الكتب الشيعية في العاصمة السعودية دون أي اعتراض من أصحاب (اللحى) والسبب يكمن في عدم المقدرة في مواجهة التيار المنفتح، فيلجئون إلى أساليب أخرى لكي يصلوا إلى أصحاب السلطة والجاه لتنفيذ مبتغياتهم.

      وتقبلوا تحياتي .... (زكي مبارك) ..

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X