منقووول
بسم الله الرحمن الرحيم
عسـقلان أكـاديمـي
إلى طلاب ستار أكاديمي الأعزاء!!!!!!!!!!
أنا طالب أكاديمية مثلكم، لست من الغرب إنما من فلسطين، وبعد أنْ تابعتكم
بشغف فتعرفت عليكم حتى العمق على مدار الشهور القليلة الماضية.
إنتابني شعور بالواجب أنْ أكتب لكم لتبادل الخبرة والتجربة، وأيضاً لا تضر
بعض المقارنة.
فنحن ننهض من النوم في ساعة محددة، نمارس الرياضة الصباحية في ساحة مغلقة
نأكل ونتعلم بشكل جماعي وحسب قوانين صارمة فرضت مسبقاً... مثلكم.
وهناك كاميرات مزروعة في كل زاوية لمتابعة حركتنا على مدار اللحظة،
أيضاً مثل التي لديكم، نأكل أقل منكم، ونرتب أسرتنا وننظف الصحون
تماماً مثلكم.
ومع ذلك تبقى بعض الإختلافات البسيطة في التفاصيل والتي نود إطلاعكم عليها.
أنتم حكمتم على أنفسكم بالبقاء أربعة شهور على الأكثر، بينما نحن محكومون
في هذه الأكاديميات منذ سنين طويلة، ومعظمنا لا يعرف متى سيخرج عائداً إلى
أهله وأصدقاءه، بعد عام، عشرة او إلى ما لا نهاية.
أنتم مركزين في أكاديمية واحدة، بينما نحن موزعين على عدة أكاديميات:
أكاديمية شطة والجلمة بالشمال، الرملة وهداريم والتلموند في الوسط،
وعسقلان والسبع ونفحة في الجنوب.
وبالقدر الذي تكرهون أنْ يكون أحدكم "نومنيه" فإننا نتمنى ذلك، ونفرح عند
خروج أحدنا ونحسده ولا نتمنى عودته.
وبدلاً من الفوكالز، تعودت حناجرنا على النشيد والتكبير الذي يعقبه رش
الغاز ليستقر في حناجرنا وصدورنا.
الحدث الأبرز عندكم "ابرايم" يوم الجمعة، أما عندنا فكل الأيام متشابهة،
خصوصاً بعد إنقطاع زيارات الأهل منذ فترة طويلة. فبينما يستطيع ذويكم
وأصدقاؤكم ركوب الطائرات وقطع الأجواء والبحار لزيارتكم، لا يستطيع أهلنا
وأصدقاءنا من عبور جدار الفصل العنصري أو حتى حاجز عسكري صغير لأشهر
وسنوات.
أنتم تحتفلون بالفالنتاين، ونحن نحتفل بيوم الأسير، صحيح أنَّ إحتفالكم
أكبر وجمهوره أوسع وشهرته أكثر، أما نحن فجمهورنا حاضراً في الذاكرة لا
على المسرح.
يقوم بزيارتكم الفنانون بينما يزورنا المحامين والصليب الأحمر،
عندكم زعيم وعندنا ممثل معتقل، عندكم top 5 وعندنا لجنة حوار.
قد تمنعون من الإتصال بالأهل أو إستلام الرسائل والهدايا كإجراء عقابي،
أما نحن فممنوعون منها دون عقاب، ونعاقب بأنْ نمنع من مشاهدة التلفاز
أو إستخدام الأدوات الكهربائية... وقد يمتد العقاب لعدة أسابيع في زنزانة
معتمة لا تتسع لشخص واحد.
تقومون بتخفيف الوزن بواسطة الرجيم ونحن نقوم بذلك عن طريق الإضراب
المفتوح عن الطعام.
عندما نخرج من الأكاديميات، يكون ذلك إلى المحكمة العسكرية ليعود الواحد
منا محملاً بعشرات السنين التي ستتسبب حتماً في تغيير "اللوك"، أو إلى
المستشفيات لنعود محملين بالألم.
إنْ كانت أكاديميتكم برعاية نس كافيه والـ LBC فإن أكاديميتنا برعاية
إدارة السجون والشاباك والشرطة وكل أجهزة القمع التي لا تبخل علينا بكل
جديد في مجال الأبحاث النفسية والعقوبات الجسدية وتطبيقها بمناسبة
وبدون مناسبة.
تزعجكم الوحدة والملل وتناقص عددكم، بينما يقتلنا الإكتظاظ وتزايد
أعدادنا التي أصبحت بالآلاف.
نحرص مثلكم على تعلم اللغات إلا أننا نتعلم الفرنسية من غير معلم
والإنكليزية من غير معلم والعربية بعشرين معلم، هذا بالإضافة إلى اللغة
العبرية عملاً بمبدأ (إعرف عدوك)....
إنتوا لمين بتغنوا، وإحنا لمين بنضحي...
إنتوا بتغنوا إلنا واحنا بنضحي الكم
تصلكم رسائل SMS ونحن نرسل نداءات SOS
أنتم توقعون أسماءكم للمعجبين والمعجبات ونحن نوقع أسماءنا على ورقة
الأمانات وعلى الجدران ليتعرف علينا القادمين من بعدنا
هذا غيض من فيض، حيث هناك الكثير من الأمور التي لم أحدثكم عنها ، أما نحن فلم نتخرج بعد من
أكاديميتنا.
سـجن عسـقلان
بسم الله الرحمن الرحيم
عسـقلان أكـاديمـي
إلى طلاب ستار أكاديمي الأعزاء!!!!!!!!!!
أنا طالب أكاديمية مثلكم، لست من الغرب إنما من فلسطين، وبعد أنْ تابعتكم
بشغف فتعرفت عليكم حتى العمق على مدار الشهور القليلة الماضية.
إنتابني شعور بالواجب أنْ أكتب لكم لتبادل الخبرة والتجربة، وأيضاً لا تضر
بعض المقارنة.
فنحن ننهض من النوم في ساعة محددة، نمارس الرياضة الصباحية في ساحة مغلقة
نأكل ونتعلم بشكل جماعي وحسب قوانين صارمة فرضت مسبقاً... مثلكم.
وهناك كاميرات مزروعة في كل زاوية لمتابعة حركتنا على مدار اللحظة،
أيضاً مثل التي لديكم، نأكل أقل منكم، ونرتب أسرتنا وننظف الصحون
تماماً مثلكم.
ومع ذلك تبقى بعض الإختلافات البسيطة في التفاصيل والتي نود إطلاعكم عليها.
أنتم حكمتم على أنفسكم بالبقاء أربعة شهور على الأكثر، بينما نحن محكومون
في هذه الأكاديميات منذ سنين طويلة، ومعظمنا لا يعرف متى سيخرج عائداً إلى
أهله وأصدقاءه، بعد عام، عشرة او إلى ما لا نهاية.
أنتم مركزين في أكاديمية واحدة، بينما نحن موزعين على عدة أكاديميات:
أكاديمية شطة والجلمة بالشمال، الرملة وهداريم والتلموند في الوسط،
وعسقلان والسبع ونفحة في الجنوب.
وبالقدر الذي تكرهون أنْ يكون أحدكم "نومنيه" فإننا نتمنى ذلك، ونفرح عند
خروج أحدنا ونحسده ولا نتمنى عودته.
وبدلاً من الفوكالز، تعودت حناجرنا على النشيد والتكبير الذي يعقبه رش
الغاز ليستقر في حناجرنا وصدورنا.
الحدث الأبرز عندكم "ابرايم" يوم الجمعة، أما عندنا فكل الأيام متشابهة،
خصوصاً بعد إنقطاع زيارات الأهل منذ فترة طويلة. فبينما يستطيع ذويكم
وأصدقاؤكم ركوب الطائرات وقطع الأجواء والبحار لزيارتكم، لا يستطيع أهلنا
وأصدقاءنا من عبور جدار الفصل العنصري أو حتى حاجز عسكري صغير لأشهر
وسنوات.
أنتم تحتفلون بالفالنتاين، ونحن نحتفل بيوم الأسير، صحيح أنَّ إحتفالكم
أكبر وجمهوره أوسع وشهرته أكثر، أما نحن فجمهورنا حاضراً في الذاكرة لا
على المسرح.
يقوم بزيارتكم الفنانون بينما يزورنا المحامين والصليب الأحمر،
عندكم زعيم وعندنا ممثل معتقل، عندكم top 5 وعندنا لجنة حوار.
قد تمنعون من الإتصال بالأهل أو إستلام الرسائل والهدايا كإجراء عقابي،
أما نحن فممنوعون منها دون عقاب، ونعاقب بأنْ نمنع من مشاهدة التلفاز
أو إستخدام الأدوات الكهربائية... وقد يمتد العقاب لعدة أسابيع في زنزانة
معتمة لا تتسع لشخص واحد.
تقومون بتخفيف الوزن بواسطة الرجيم ونحن نقوم بذلك عن طريق الإضراب
المفتوح عن الطعام.
عندما نخرج من الأكاديميات، يكون ذلك إلى المحكمة العسكرية ليعود الواحد
منا محملاً بعشرات السنين التي ستتسبب حتماً في تغيير "اللوك"، أو إلى
المستشفيات لنعود محملين بالألم.
إنْ كانت أكاديميتكم برعاية نس كافيه والـ LBC فإن أكاديميتنا برعاية
إدارة السجون والشاباك والشرطة وكل أجهزة القمع التي لا تبخل علينا بكل
جديد في مجال الأبحاث النفسية والعقوبات الجسدية وتطبيقها بمناسبة
وبدون مناسبة.
تزعجكم الوحدة والملل وتناقص عددكم، بينما يقتلنا الإكتظاظ وتزايد
أعدادنا التي أصبحت بالآلاف.
نحرص مثلكم على تعلم اللغات إلا أننا نتعلم الفرنسية من غير معلم
والإنكليزية من غير معلم والعربية بعشرين معلم، هذا بالإضافة إلى اللغة
العبرية عملاً بمبدأ (إعرف عدوك)....
إنتوا لمين بتغنوا، وإحنا لمين بنضحي...
إنتوا بتغنوا إلنا واحنا بنضحي الكم
تصلكم رسائل SMS ونحن نرسل نداءات SOS
أنتم توقعون أسماءكم للمعجبين والمعجبات ونحن نوقع أسماءنا على ورقة
الأمانات وعلى الجدران ليتعرف علينا القادمين من بعدنا
هذا غيض من فيض، حيث هناك الكثير من الأمور التي لم أحدثكم عنها ، أما نحن فلم نتخرج بعد من
أكاديميتنا.
سـجن عسـقلان