إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حديث السلسلة الذهبية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديث السلسلة الذهبية

    حديث السلسلة الذهبية
    لقد جاء في كتاب أعيان الشيعة عن كتاب الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي ، أنّه قال : حدّث السعيد إمام الدنيا وعماد الدين محمّد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان عن كتاب تاريخ نيسابور : أنّ علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) لمّا دخل نيسابور في السفرة التي خصّ فيها بفضيلة الشهادة ، كان في قبّة مستورة على بغلة شهباء ، وقد شقّ نيسابور .

    فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية ، والمثابران على السنّة المحمدية ، أبو زرعة الرازي ، ومحمّد بن أسلم الطوسي ، ومعهما خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية ، فقالا :

    أيّها السيّد الجليل ، ابن السادة الأئمّة ، بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين ، إلاّ ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد ( صلى الله عليه وآله ) نذكرك فيه .

    فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبّة ، وأقرّ عيون الخلائق برؤية طلعته المباركة ، فكان له ( عليه السلام ) ذؤابتان على عاتقه ، والناس كلّهم قيام على اختلاف طبقاتهم ينظرون إليه ، وهم ما بين صارخ وباك ، ومتمرّغ بالتراب ، ومقبّل لحافر البغلة ، فصاح العلماء والفقهاء : معاشر الناس ، اسمعوا وعوا ، وأنصتوا لسماع ما ينفعكم ، ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم .

    فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( حدّثني أبي موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمّد الباقر ، عن أبيه على زين العابدين ، عن أبيه الحسين شهيد كربلاء ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، أنّه قال :

    حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عن جبرائيل أنّه قال : سمعت ربّ العزّة سبحانه يقول : ( كلمة لا إله إلاّ الله حصني ، ومن قالها دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي ) ) .

    ثمّ أرخى الستر على القبّة وسار ، فقدّر أهل المحابر الذين يكتبون ، فزادوا على عشرين ألفاً .

    والحديث على ما يبدو من الأحاديث المتّفق عليها بين المحدّثين ، وقد ذكره بهذا الإسناد كل من وصف رحلة الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى خراسان ، وقال أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ، بعد أن روى الحديث المذكور : هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد ، من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين .

    ومضى يقول : وكان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد يقول : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق .

    ونقل صاحب كتاب كشف الغمّة في نهاية هذا الحديث كلاماً ، عن الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله : أنّ هذا الحديث بهذا السند بلغ بعض أمراء السامانية ، فكتبه بالذهب ، وأوصى أن يدفن معه ، فلمّا مات رُئي في المنام ، فقيل : ما فعل الله بك ؟

    فقال : غفر الله لي بتلفّظي بـ ( لا إله إلاّ الله ، وتصديقي محمّداً رسول الله ) مخلصاً ، وأنّي كتبت هذا الحديث بالذهب تعظيماً واحتراماً .

    ويروي الشيخ الصدوق في نهاية الحديث زيادة لطيفة ، قال : فلمّا مرّت الراحلة نادانا : ( بشروطها وأنا من شروطها ) ، والمقصود بأنّه إمام من قبل الله عزّ وجل على العباد ، مفترض الطاعة عليهم .

  • #2
    بسم الله، وبعد

    مشكور استاذنا الحاج ابراهيم،

    والله لقد دمتعت عيناي وأنا أقرا هذا الحديث . .

    دمعت عندما تذكرت الألم والمعاناة اللاتي لاقوها أئمة أهل البيت عليهم السلام من طواغيت عصرهم ووعاظهم حتى يصل الأمر بهم أن يذكروا أئمتنا مع المجروحين.

    وكان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد يقول : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق
    أنّ هذا الحديث بهذا السند بلغ بعض أمراء السامانية ، فكتبه بالذهب ، وأوصى أن يدفن معه

    فلو راجعت كتب الجرح والتعديل ستجد:
    أما عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، فهو ليس بكذوب عند يحيي بن سعيد القطان ولكنه قال فيه فترك البخاري الرواية عنه.
    وأما موسى الكاظم عليه السلام، فهو مذكور في المجروحين!!
    وأما علي بن موسى الرضا عليه السلام، فهو مجروح، ويروي عن أبيه العجائب!!
    وأما الحسن العسكري عليه السلام، فهو ليس بشيء!!

    نعم فهذا رأي القوم في أئمتنا لذلك لو بحثت في صحيح البخاري لن تجد لهم ذكرا.

    بل تجد خصومهم متربعين على عرش الرواية امثال عائشة التي حاربت الأمير وعبد الله بن عمر الذي ما بايع وغيره وغيره. بل وتجد حتى عمران بن حطان اللعين.


    هذا ما يدمع العين ويقرح القلب.

    ولكن صبرا صبرااا

    ان يوم الفصل كان ميقاتا. . . وسيعلم اللذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

    والسلام.
    طالب الثار/ . . .

    تعليق


    • #3
      أدعية الإمام الرضا ( عليه السلام )
      للإمام الرضا ( عليه السلام ) أنواع من الأدعية والابتهالات تدلّ على مدى اتّصاله بالله ، ومدى تعلّقه به ، وانقطاعه إليه ، وإليك بعض نماذجها :

      1ـ دعاؤه ( عليه السلام ) في قنوت الوتر :
      قال رجاء بن أبي الضحّاك : بعثني المأمون في أشخاص علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) من المدينة ... ، فو الله ما رأيت رجلاً كان اتقى لله تعالى منه ، ولا أكثر ذكراً لله في جميع أوقاته منه ، ولا أشدّ خوفاً لله عزّ وجلّ منه ... ، وكان يقنت في وتره ، ويقول :

      ( اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد ، اللّهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولّنا فيمن تولّيت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا شرّ ما قضيت ، فإنّك تقضي ولا يقضى عليك ، إنّه ﻻ يذلّ من واليت ، ولا يعزّ من عاديت ، تباركت ربّنا وتعاليت ) .

      2ـ دعاؤه ( عليه السلام ) في السجود :
      كان ( عليه السلام ) يقول في سجوده : ( لك الحمد إن أطعتك ، ولا حجّة لي إن عصيتك ، ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك ، ولا عذر لي إن أسأت ، ما أصابني من حسنة فمنك ، يا كريم اغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها ، من المؤمنين والمؤمنات ) .

      3ـ دعاؤه ( عليه السلام ) في يوم عرفة :
      قال ( عليه السلام ) يوم عرفة : ( اللّهم كما سترت عليّ ما لم أعلم فاغفر لي ما تعلم ، وكما وسعني علمك فليسعني عفوك ، وكما بدأتني بالإحسان فأتمّ نعمتك بالغفران ، وكما أكرمتني بمعرفتك فأشفعها بمغفرتك ، وكما عرفّتني وحدانيتك فأكرمني بطاعتك ، وكما عصمتني ممّا لم اكن اعتصم منه إلاّ بعصمتك ، فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه ، يا جواد يا كريم ، يا ذا الجلال والإكرام ) .

      4ـ دعاؤه ( عليه السلام ) عند الشدائد :
      قال ( عليه السلام ) : ( اللّهم أنت ثقتي في كل كرب ، وأنت رجائي في كل شدّة ، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدّة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، وتعيى فيه الأمور ، ويخذل فيه القريب والبعيد والصديق ، ويشمت فيه العدو ، أنزلته بك وشكوته إليك ، راغباً إليك فيه عمّن سواك ، ففرّجته وكشفته وكفيتنيه ، فأنت وليّ كل نعمة ، وصاحب كل حاجة ، ومنتهى كل رغبة .

      فلك الحمد كثيراً ، ولك المنّ فاضلاً ، بنعمتك تتم الصالحات ، يا معروفاً بالمعروف معروف ، ويا من هو بالمعروف موصوف ، أنلني من معروفك ، معروفاً تغنيني به عن معروف من سواك ، برحمتك يا أرحم الراحمين ) .

      5ـ دعاؤه ( عليه السلام ) لصاحب الأمر :
      قال ( عليه السلام ) : ( اللّهم صل على محمّد وآل محمّد ، وادفع عن وليك وخليفتك وحجّتك على خلقك ، ولسانك المعبّر عنك بإذنك ، الناطق بحكمتك ، وعينك الناظرة في بريّتك ، وشاهداً على عبادك ، الجحجاح المجاهد المجتهد ، عبدك العائذ بك .

      اللّهم وأعذه من شرّ ما خلقت وذرأت ، وبرأت وأنشأت وصوّرت ، واحفظه من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله ، ومن فوقه ومن تحته ، بحفظك الذي ﻻ يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك وآباءه أئمّتك ، ودعائم دينك ، صلواتك عليهم أجمعين .

      واجعله في وديعتك التي ﻻ تضيع ، وفي جوارك الذي ﻻ يخفر ، وفي منعك وعزّك الذي لا يقهر .

      اللّهم وآمنه بأمانك الوثيق ، الذي ﻻ يخذل من آمنته به ، واجعله في كنفك الذي ﻻ يضام من كان فيه ، وانصره بنصرك العزيز ، وأيّده بجندك الغالب ، وقوّه بقوّتك ، وأردفه بملائكتك .

      اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، والبسه درعك الحصينة ، وحفّه بملائكتك حفّاً .

      اللّهم وبلّغه افضل ما بلغت القائمين بقسطك من اتباع النبيين ، اللّهم أشعب به الصدع ، وارتق به الفتق ، وأمت به الجور ، واظهر به العدل ، وزيّن بطول بقائه الأرض ، وأيّده بالنصر ، وانصره بالرعب ، وافتح له فتحاً يسيراً ، واجعل له من لدنك على عدوّك وعدوّه سلطاناً نصيراً .

      اللّهم اجعله القائم المنتظر ، والإمام الذي به تنتصر ، وأيدّه بنصر عزيز وفتح قريب ، وورّثه مشارق الأرض ومغاربها اللاتي باركت فيها ، واحي به سنّة نبيك صلواتك عليه وآله ، حتّى ﻻ يستخفي بشيء من الحق مخافة أحدٍ من الخلق ، وقوّ ناصره ، واخذل خاذله ، ودمدم على من نصب له ، ودمّر على من غشّه .

      اللّهم واقتل به جبابرة الكفر ، وعمده ودعائمه ، والقوام به ، واقصم به رؤوس الضلالة ، وشارعة البدعة ، ومميتة السنّة ، ومقوّية الباطل ، واذلل به الجبّارين ، وأبر به الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين ، حيث كانوا وأين كانوا من مشارق الأرض ومغاربها ، وبرّها وبحرها ، وسهلها وجبلها حتّى ﻻ تدع منهم ديّاراً ، ولا تبقي لهم آثاراً .

      اللّهم وطهّر منهم بلادك ، واشف منهم عبادك ، واعزّ به المؤمنين ، وأحي به سنن المرسلين ، ودارس حكم النبيين ، وجدّد به ما محي من دينك ، وبدّل من حكمك ، حتّى تعيد دينك به ، وعلى يديه غصّاً جديداً صحيحاً محضاً ﻻ عوج فيه ولا بدعة معه ، حتّى تنير بعدله ظلم الجور ، وتطفئ به نيران الكفر ، وتظهر به معاقد الحق ، ومجهول العدل ، وتوضّح به مشكلات الحكم .

      اللّهم وإنّه عبدك الذي استخلصته لنفسك ، واصطفيته من خلقك ، واصطفيته على عبادك ، وائتمنته على غيبك ، وعصمته من الذنوب ، وبرّأته من العيوب ، وطهّرته من الرجس ، وصرفته عن الدنس ، وسلمته من الريب .

      اللّهم فإنا نشهد له يوم القيامة ويوم حلول الطامّة أنّه لم يذنب ولم يأت حوباً ، ولم يرتكب لك معصية ، ولم يضيّع لك طاعة ، ولم يهتك لك حرمة ، ولم يبدّل لك فريضة ، ولم يغيّر لك شريعة ، وإنّه الإمام التقي الهادي المهدي الطاهر التقي الوفي الرضي الزكي .

      اللّهم فصل عليه وعلى آبائه ، وأعطه في نفسه وولده وأهله وذرّيته وأمّته وجميع رعيته ما تقر به عينه ، وتسرّ به نفسه ، وتجمع له ملك المملكات كلّها قريبها وبعيدها ، وعزيزها وذليلها ، حتّى يجري حكمه على كل حكمٍ ، ويغلب بحقّه على كل باطل .

      اللّهم واسلك بنا على يديه منهاج الهدى ، والمحجّة العظمى ، والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي ، ويلحق بها التالي .

      اللّهم وقوّنا على طاعته ، وثبتنا على مشايعته ، وامنن علينا بمتابعته ، واجعلنا في حزبه القوّامين بأمره الصابرين معه ، الطالبين رضاك بمناصحته ، حتّى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه ، ومقوّية سلطانه .

      اللّهم صل على محمّد وآل محمّد ، واجعل ذلك كلّه منا لك خالصاً من كل شك وشبهة ، ورياء وسمعة ، حتّى ﻻ نعتمد به غيرك ، ولا نطلب به إلاّ وجهك ، وحتّى تحلّنا محلّه ، وتجعلنا في الجنّة معه ، ولا تبتلنا في أمره بالسامة والكسل ، والفترة والفشل ، واجعلنا ممّن تنتصر به لدينك ، وتعزّ به نصر وليّك ، ولا تستبدل بنا غيرنا ، فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير ، وهو علينا كبير ، إنّك على كل شيء قدير .

      اللّهم وصل على ولاة عهوده ، وبلّغهم آمالهم ، وزد في آجالهم ، وانصرهم وتمّم لهم ما أسندت إليهم من أمر دينك ، واجعلنا لهم أعواناً ، وعلى دينك أنصاراً ، وصل على آبائه الطاهرين الأئمّة الراشدين .

      اللّهم فإنّهم معادن كلماتك ، وخزّان علمك ، وولاة أمرك ، وخالصتك من عبادك ، وخيرتك من خلقك ، وأوليائك وسلائل أوليائك ، وصفوتك وأولاد أصفيائك ، صلواتك ورحمتك وبركاتك عليهم أجمعين .

      اللّهم وشركاؤه في أمره ، ومعاونوه على طاعتك ، الذين جعلتهم حصنه وسلاحه ومفزعه ، وانسه الذين سلوا عن الأهل والأولاد ، وتجافوا الوطن ، وعطّلوا الوثير من المهاد ، قد رفضوا تجاراتهم ، واضرّوا بمعايشهم ، وفقدوا في أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم ، وحالفوا البعيد ممّن عاضدهم على أمرهم ، وخالفوا القريب ممّن ضدّ عن وجهتهم ، وائتلفوا بعد التدابر والتقاطع في دهرهم ، وقطعوا الأسباب المتصلة بعاجل حطام من الدنيا .

      فاجعلهم اللّهم في حرزك ، وفي ظل كنفك ، وردّ عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من خلقك ، واجزل لهم من دعوتك من كفايتك ومعونتك لهم ، وتأييدك ونصرك إيّاهم ما تعينهم به على طاعتك ، وازهق بحقّهم باطل من أراد إطفاء نورك ، وصل على محمّد وآله ، واملأ بهم كل أفق من الآفاق ، وقطر من الأقطار ، قسطاً وعدلاً ورحمة وفضلاً ، واشكر لهم على حسب كرمك وجودك ، وما مننت به على القائمين بالقسط من عبادك ، واذخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدرجات ، إنّك تفعل ما تشاء ، وتحكم ما تريد آمين رب العالمين ) .

      6ـ دعاؤه ( عليه السلام ) عند الإفطار :
      قال ( عليه السلام ) : ( من قال عند إفطاره : اللّهم لك صمنا بتوفيقك ، وعلى رزقك افطرنا بأمرك ، فتقبّله منّا ، واغفر لنا إنّك أنت الغفور الرحيم ، غفر الله ما ادخل على صومه من النقصان بذنوبه ) .

      7ـ دعاؤه ( عليه السلام ) الهي بدت قدرتك :
      قال ( عليه السلام ) : ( الهي بدت قدرتك ، ولم تبد هيئة لك ، فجهلوك وقدّروك ، والتقدير على غير ما به شبّهوك ، فأنا بريء يا الهي من الذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء ولن يدركوك ، ظاهر ما بهم من نعمتك ، دلّهم عليك لو عرفوك ، وفي خلقك يا الهي مندوحة إن يتناولوك ، بل شبّهوك بخلقك ، فمن ثمّ لم يعرفوك ، واتخذوا بعض آياتك ربّاً فبذلك وصفوك ، فتعاليت يا الهي وتقدّست عمّا به المشبهون نعتوك .

      يا سامع كل صوت ، ويا سابق كل فوت ، يا محيي العظام وهي رميم ، ومنشئها بعد الموت ، صل على محمّد وآل محمّد ، واجعل لي من كل هم فرجاً ومخرجاً ، وجميع المؤمنين إنّك على كل شيءٍ قدير ) .

      8ـ دعاؤه ( عليه السلام ) يا جبّار السماوات والأرضين :
      قال ( عليه السلام ) : ( استسلمت مولاي لك ، وأسلمت نفسي إليك ، وتوكّلت في كل أموري عليك ، وأنا عبدك وابن عبديك ، أخبأني اللّهم في سترك عن شرار خلقك ، واعصمني من كل أذىً وسوء بمنّك ، واكفني شر كل ذي شرٍ بقدرتك .

      اللّهم من كادني وأرادني فإنّي أدرا بك في نحره ، واستعين بك منه ، واستعيذ منه بحولك وقوّتك ، وشدّ عنّي أيدي الظالمين إذ كنت ناصري ، ﻻ إله إلاّ أنت يا أرحم الراحمين ، وإله العالمين .

      أسألك كفاية الأذى والعافية والشفاء ، والنصر على الأعداء ، والتوفيق لما تحب ربّنا وترضى ، يا اله العالمين ، يا جبّار السماوات والأرضين ، يا رب محمّد وآله الطيبين الطاهرين ، صلواتك عليهم أجمعين ) .

      تعليق


      • #4
        أحسنتم

        تعليق


        • #5
          الإمام الرضا ( عليه السلام ) وولاية العهد
          وجَّه الخليفة المأمون العباسي دعوته إلى الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) ، وطلب منه المسير من المدينة المنورة إلى خراسان ( مقر الخلافة ) ، فاستجاب الإمام ( عليه السلام ) لذلك مكرهاً .

          وقد كان في تصوّر المأمون أنَّ المَخْرجَ من الأزمة السياسية التي أحاطت به هو مخاطبة الإمام ( عليه السلام ) ، بقبول ولاية العهد والمشاركة في إدارة شؤون الدولة ، لكي يستطيع المأمون من ضَمِّ قوى المعارضة وجمع جِنَاحَي القوَّة العلوية والعباسية بيده .

          دعا المأمون الإمام ( عليه السلام ) ، وعرض عليه قبول ولاية العهد ، فامتنع الإمام ( عليه السلام ) ، فقال له قولاً شبيهاً بالتهديد .

          ثم قال له : إنّ عُمَر جعل الشورى في سِتة ، أحدهم جدّك ، وقال من خالف فاضربوا عنقه ، ولابُدَّ مِن قبول ذلك .

          فأجابه الإمام ( عليه السلام ) إلى ذلك ، على أن لا يأمر ولا ينهى ، ولا يولي ولا يَعزِل ، ولا يتكلَّم بين اثنين في حُكم ، ولا يغيِّر شيئاً هو قائمٌ على أصوله .

          والمتأمِّل للأوضاع السياسية المضطربة آنذاك يدرك أنَّ الإمام الرضا ( عليه السلام ) كان على علم بالخطة السياسية للمأمون ، وأنه لم يكن مطمئنّاً إليها ، لذلك ثبَّتَ ( عليه السلام ) شروطه التي أشرنا إليها .

          وبالإضافة إلى ذلك فإن الإمام ( عليه السلام ) كان على علم بما تَؤُولُ إليه الأمور .

          فقد روي أنَّه كان أحد خواص الإمام ( عليه السلام ) حاضراً مستبشراً في الاحتفال الذي أقامه المأمون بمناسبة قبول الإمام ( عليه السلام ) بولاية العهد .

          فنظر إليه الإمام ( عليه السلام ) وأومأَ قائلاً : ( أدنُ مِنِّي ) .

          فلما دنا منه همس ( عليه السلام ) في أذنه قائلاً : ( لا تشْغَل قلبَك بِهَذا الأمْرِ ، ولا تَسْتَبشِرْ لَهُ ، فَإنَّهُ شَيء لا يَتمُّ ) .

          وحينما قبل الإمام ( عليه السلام ) تلك الولاية الرمزية ، التي حَدَّدها هو بنفسه ، راح المأمون يعلن هذا النبأ في أنحاء الدولة الإسلامية ، وأبدل لبس السواد الذي هو شعار للعباسيين بلبس الثياب الخضر الذي هو شعار للعلويين ، وأعلن عن عَزمه على صرف مرتَّب سنوي بهذه المناسبة السعيدة .

          وعلى أثر ذلك توافَدَ الشعراء والخطباء والمتكلِّمون ، وبُذِلت الأموال والهدايا ، وكان إعلان البيعة في السادس من شهر رمضان ، في سنة ( 201 هـ ) ، كما ورد في إحدى الروايات .

          يتبع............

          تعليق


          • #6
            ألقاب الإمام الرضا ( عليه السلام )

            لُقِّبَ الإمام الرضا ( عليه السلام ) بكوكبة من الألقاب الكريمة ، وكل لقب منها يرمز إلى صفة من صفاته الكريمة ، وهذه بعضها :

            الأول : ( الرضا ) :

            اختلف المؤرخون والرواة في الشخص الذي أضفى على الإمام ( عليه السلام ) هذا اللقب الرفيع ، حتى غلب عليه ، وصار اسماً يُعرف به .

            وقد عَلَّلَ أحمد البزنطي السبب الذي من أجله لُقِّب بـ ( الرضا ) فقال :

            إنما سُمِّي ( عليه السلام ) الرضا ، لأنه كانَ رِضَى لله تَعَالى في سَمَائِه ، وَرِضَى لِرسُوله والأئمة ( عليهم السلام ) بعده في أرضه .

            الثاني : ( الصابر ) :

            وإنما لُقِّب ( عليه السلام ) بذلك لأنه صَبَر على المِحَن والخُطُوب التي تَلَقَّاهَا مِن خُصُومِهِ وأعدَائِه .

            الثالث : ( الزكِي ) :

            لأن الإمام ( عليه السلام ) قد كان من أزكياء البشر ، ومن نبلائهم وأشرافهم .

            الرابع : ( الوفي ) :

            أما الوفاء فهو عنصر من عناصر الإمام ( عليه السلام ) ، وذاتي من ذاتياته ، فقد كان ( عليه السلام ) وَفِياً لأُمَّتِه ووطَنِه .

            الخامس : ( سراج الله ) :

            فَقد كَان الإمام ( عليه السلام ) سِرَاجاً لله ، يَهدِي الضالَّ وَيرشدُ الحَائِر .

            السادس : ( قُرَّة عينِ المُؤمنين ) :

            ومن ألقابه الكريمة أنه ( عليه السلام ) كان قُرَّة عينِ المؤمنين ، فَقد كَان زَيناً وفخراً لهم .

            السابع : ( مكيدة المُلحدين ) :

            وإنما لُقِّب ( عليه السلام ) بذلك لأنه أبطلَ شُبَه المُلحِدين وَفَنَّد أوهامَهُم ، وذلك في مناظراته التي أُقيمت في البلد العباسي ، والتي أَثبتَ فيها أصالة القيم والمبادئ الإسلامية .

            الثامن : ( الصدِّيق ) :

            فقد كان ( عليه السلام ) كـ ( يوسُفُ الصدِّيق ) الذي ملك مصر ، فقد تَزعَّم جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وكانت لَهُ الولاية المُطلَقة عليه .

            التاسع : ( الفاضل ) :

            فهو أفضل إنسانٍ وأكملُهُم في عصره ، ولهذه الظاهرة لُقِّبَ ( عليه السلام ) بـ ( الفاضل ) .

            فهذه بعض الألقاب الكريمة التي لقب بها ، وهي تنم عن سُمُوِّ شخصيته وعظيم شأنه ( عليه السلام ) .

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم
              اخي الفاضل والحاج ابراهيم
              احسنت ....احسنت ....احسنت
              طيب الله انفاسك ..... وكثر الله
              من امثالك ......على هذا الموضوع
              وشكرا

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ولد الشيعة
                السلام عليكم
                اخي الفاضل والحاج ابراهيم
                احسنت ....احسنت ....احسنت
                طيب الله انفاسك ..... وكثر الله
                من امثالك ......على هذا الموضوع
                وشكرا
                =================
                تحياتي مولاي و ان شاء الله تتابع معنا بقية السلسله الذهبية بما فيها من كنوز الهيه
                تحياتي
                ابراهيم علي عوالي العاملي

                تعليق


                • #9
                  أم الإمام الرضا ( عليه السلام )

                  تَحلَّت أم الإمام الرضا ( عليه السلام ) بجميع مزايا الشرف والفضيلة التي تسمو بها المرأة المسلمة من العِفَّة ، والطهارة ، وسُمُوِّ الذات .

                  وقد كانت ( رضوان الله عليها ) أَمَةٌ ، وهذا – طبعاً – لا يُنقِصُ مكانتها ، لأن الإسلام جعل المقياس في تفاوت الناس بالتقوى والعمل الصالح ، ولا أثر لغير ذلك .

                  زواجها ( رضوان الله عليها ) :

                  ونقل الرواة عدة أقوال في كيفية زواج الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بهذه السيدة الجليلة ، وهذه بعضها :

                  أولها :

                  أنها كانت من أشراف العَجَم ، وكانت مُلكاً للسيدة حميدة أم الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وهي من أفضل النساء في عقلها ، ودينها وإعظامها لِمَولاتها السيدة حميدة ، حتى أنها ما جلست بين يديها إعظاما لها .

                  وقد قالت حميدة ( رضوان الله عليها ) لابنها الإمام الكاظم ( عليه السلام ) :

                  يا بني ، إن تكتم جارية ، ما رأيتُ جارية قط أفضل منها ، ولست أشك أن الله تعالى سيظهر نسلها ، وقد وهبتها لك فاستَوصِ بها خَيراً .

                  ثانيها :

                  قال هشام بن أحمد : قال لي الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : هل علمتَ أحداً من أهل المغرب قدم ؟

                  قلت : لا .

                  فقال ( عليه السلام ) : بلى ، قَدْ قَدِم رجلٌ .

                  فانطلق ( عليه السلام ) بنا إليه – إلى الرجل – ، فركب ( عليه السلام ) وركبنا معه ، حتى انتهينا إلى الرجل ، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق .

                  فقال ( عليه السلام ) له : اعرض علينا .

                  فَعرض علينا تسع جَوارٍ .

                  كل ذلك ويقول أبو الحسن ( عليه السلام ) : لا حاجة لي فيها .

                  ثم قال ( عليه السلام ) له : اعرض علينا .

                  فقال : ما عندي شيء .

                  فقال ( عليه السلام ) له : بلى ، اعرض علينا .

                  قال : لا والله ما عندي إلا جارية مريضة .

                  فقال ( عليه السلام ) له : ما عليك أن تعرضها ، فأبى - الرجل - .

                  ثم انصرف ( عليه السلام ) .

                  ثم إنه ( عليه السلام ) أرسلني من الغد إليه ، فقال ( عليه السلام ) لي : قُل له : كم غايتك فيها ؟

                  فإذا قال : كذا وكذا – يعني من المال – فقل : قد أخذتُها .

                  فأتيتُه ، فقال – الرجل – : ما أريد أن أنقِصُها من كذا - وعَيَّن مبلغاً خاصاً - .

                  فقلتُ : قد أخذتها ، وهو – أي : المال – لك .

                  فقال : هي – أي : الجارية – لك ، ولكن من الرجل الذي كان معك بالأمس ؟

                  فقلت : رجل من بني هاشم .

                  فقال : من أيِّ بني هاشم ؟

                  فقلت : من نُقَبَائِهِم .

                  فقال : أريد أكثر من هذا .

                  فقلت : ما عندي أكثر من هذا .

                  فقال : أخبرك عن هذه – الجارية – :

                  ( إني اشتريتها من أقصى المغرب ، فَلَقِيَتْنِي امرأة من أهل الكتاب ، فقالت : من هذه الوصيفة معك ؟

                  فقلت : اشتريتُها لنفسي .

                  فقالت : ما ينبغي أن تكون عند مثلك ، إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض ، فلا تلبث عنده – عند خير أهل الأرض – إلا قليلاً حتى تَلِدَ منه غلاماً يَدينُ له شرقُ الأرض وغَربُها ) .

                  فأتيته ( عليه السلام ) بها ، فلم تلبث عنده إلا قليلاً حتى ولدت له عَليّاً ( عليه السلام ) .

                  ثالثها :

                  روي أن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) قال لأصحابه : والله ما اشتريت هذه الجارية إلا بأمر من الله وَوَحيِهِ .

                  وَسُئِل ( عليه السلام ) عن ذلك فقال : بينما أنا نائم إذ أتاني جدي وأبي ( عليهما السلام ) ، ومعهما قطعة حرير ، فنشراها ، فإذا قميص فيه صورة هذه الجارية .

                  فقالا ( عليهما السلام ) : يا موسى ، لَيَكُونَنَّ لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك .

                  ثم أمرني أبي ( عليه السلام ) إذا وُلِد لي وَلَد أن أُسَمِّيه عليّاً ، وقالا ( عليهما السلام ) : إن الله عَزَّ وجلَّ سيظهر به العدل والرحمة ، طوبى لمن صدَّقهُ ، وويلٌ لِمَن عَادَاهُ وجحده .

                  فهذه بعض الروايات التي قيلت في كيفية زواج الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بهذه السيدة الكريمة ، وقد حباها بخالص الحُبِّ وأًصفَاه ، وكانت تنعم بالإكبار والتقدير في بيته ( عليه السلام ) .

                  اسمها ( رضوان الله عليها ) :

                  أما اسم هذه السيدة الزكيَّة فقد اختلفت فيه أقوال الرواة ، وهذه بعضها :

                  أولها : تَكتُم :

                  قد ذهب كثير من المؤرخين إلى أن اسمَها ( رضوان الله عليها ) هو ( تَكتُم ) ، وفي ذلك يقول الشاعر في مدحه للإمام ( عليه السلام ) :

                  أَلا إِنَّ خيرَ النَّاسِ نَفساً وَوَالِداً وَرَهطاً وَأجدَاداً عَلِيُّ المُعَظَّمُ

                  أَتَتنَا بِهِ للعِلمِ وَالحلِم ثَامِناً إِمَاماً يُؤَدِّي حُجَّةَ اللهِ تَكتُمُ

                  وهو اسم عَربيٌّ ، وتُسَمَّى به السيدات من نساء العرب .

                  ثانيها : أَرْوَى .

                  ثالثها : نَجْمَة .

                  رابعها : أُمُّ البَنِين.

                  والظاهر أنه – أم البنين – كنيةٌ لها ( رضوان الله عليها ) .

                  فهذه بعض الأقوال التي قِيلَت في اسمها ، وليس في تحقيق ما هو الصحيح منها .

                  تعليق


                  • #10
                    تكريم الإمام الرضا ( عليه السلام ) للضيوف وإحسانه للعبيد

                    أما إكرامه للضيف ، فكان ( عليه السلام ) يكرم الضيوف ، ويغدق عليهم بنِعَمِه وإحسانه ، وكان يبادر بنفسه لخدمتهم .

                    وقد استضافه شخص ، وكان الإمام يحدثه في بعض الليل فتغير السراج ، فبادر الضيف لإصلاحه فوثب الإمام ( عليه السلام ) وأصلحه بنفسه ، ثم قال لضيفه : إنَّا قومٌ لا نستخدم أضيافنا .

                    وأما عتقه للعبيد وتحريرهم من العبودية ، فقد كان من أحَبِّ الأمور إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ويقول الرواة : أنه ( عليه السلام ) أعتق ألف مملوك .

                    وأما الإحسان إليهم ، فقد كان الإمام ( عليه السلام ) كثير البر والإحسان إلى العبيد ، وقد روى عبد الله بن الصلت عن رجل من أهل ( بلخ ) قال :

                    كنت مع الإمام الرضا ( عليه السلام ) في سفره إلى خُرَاسان ، فدعا يوماً بمائدة فجمع عليها مواليه – من السودان وغيرهم – فقلت : جعلت فداك ، لو عزلت لهؤلاء مائدة .

                    فأنكر عليه ذلك وقال ( عليه السلام ) له : إن الربَّ تبارك وتعالى واحدٌ ، والأمُّ واحدة ، والجزاء بالأعمال .

                    فكانت هذه هي سيرة أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فإنها كانت تهدف إلى إلغاء التمايز بالتقوى والعمل الصالح .

                    تعليق


                    • #11
                      تكملة الإمام الرضا ( عليه السلام ) لقصيدة دعبل الخزاعي

                      دخل دعبل الخزاعي ( رحمه الله ) على الإمام الرضا ( عليه السلام ) بمرو ، فقال له : يا ابن رسول الله إني قد قلت فيك قصيدة ، وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك .


                      فقال ( عليه السلام ) : هاتها .


                      فأنشده :

                      مَدارسُ آياتٍ خَلَتْ عن تلاوة ومنزل وحيٍ مُقفِرُ العرصاتِ



                      فلما بلغ إلى قوله :

                      أَرى فَيئَهُم في غيرهم متقسِّماً وأيدِيهِمُ من فَيئِهِم صُفُراتِ



                      بكى الإمام الرضا ( عليه السلام ) وقال له : صدقتَ يا خزاعي .


                      فلما بلغ إلى قوله :

                      إذا وَتَروا مَدُّوا إلى واتِرِيِهُمُ أَكُفّاً عن الأوتار منقبضاتِ



                      جعل الإمام ( عليه السلام ) يُقَلِّبُ كفَّيه ويقول : أجل والله منقبضات .


                      فلما بلغ إلى قوله :

                      لقد خفتُ في الدنيا وأيام سَعيها وإنِّي لأرجُو الأمنَ بعد وفاتي



                      قال الإمام ( عليه السلام ) : آمَنَك الله يوم الفزع الأكبر .


                      فلما انتهى إلى قوله :

                      وَقبرٌ بِبَغدادٍ لنفس زكيةٍ تَضَمَّنَهَا الرحمَنُ في الغرفاتِ



                      قال له الإمام ( عليه السلام ) : أفلا أُلحِقُ لك بهذا الموضع بيتين بِهِمَا تمامُ قصيدتِكَ ؟


                      فقال دِعبل : بلى يا ابن رسول الله .


                      فقال الإمام ( عليه السلام ) :

                      وَقَبرٌ بِطُوسٍ يَا لَهَا مِن مُصِيبَةٍ توقّد بِالأحشَاءِ في الحُرُقَاتِ
                      إِلى الحَشرِ حَتَّى يَبعثُ اللهُ قَائِماً يُفَرِّجُ عَنَّا الهَمَّ وَالكُرُبَاتِ



                      فقال دعبل : يا ابن رسول الله ، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟!!


                      فقال ( عليه السلام ) : قبري ، ولا تنقضي الأيام والليالي حتى يصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري ، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له .


                      ثم نهض الإمام ( عليه السلام ) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة ، وأمره أن لا يبرح من موضعه ، ودخل الدار فأرسل له بيد الخادم صرَّة فيها مائة دينار .


                      فقال دعبل : والله ما لهذا جئت ، ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيء يصل إليَّ ، وردَّ الصرَّة .


                      وسأل ثوباً من ثياب الإمام ( عليه السلام ) ليتبرَّك ويتشرَّف به .


                      فأنفذ إليه الإمام ( عليه السلام ) جُبَّةَ خزٍّ مع الصرَّة ، فأخذ دعبل الصرَّة والجُبَّة وانصرف .

                      تعليق


                      • #12
                        السلام عليكم
                        الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد أشرف الأنبياء والمرسلين أباالقاسم محمد وأل بيته الطيبين الطاهرين
                        اللهم صلى على محمد وال محمد
                        شكرا اخي الفاضل والعزيز
                        حجي ابراهيم
                        صح السانك ..... طيب الله انفاسك
                        بما قدمة عن الإمام الرضا (عليه السلام)
                        مهما تكلمنا عن الأئمة الكرام من ناحة
                        فضائلهم وكرمهم وتضحاتهم وكرماتهم
                        لن نوفي حقهم لئنهم حفظوا الدين بعد رسول الله
                        (صلى الله عليه وأله وسلم)
                        بأخلاقهم وسيرتهم الحسنه وعطفهم على الفقراء والعبيد
                        ياحجي ابراهيـــم
                        واتحفنا من هذه الروايات المفيده افادك الله وبارك الله فيك
                        وفي اصلك الطيب ياموالي ومنك نستفيد
                        التعديل الأخير تم بواسطة ولد الشيعة; الساعة 26-04-2005, 01:57 AM.

                        تعليق


                        • #13
                          حث الإمام الرضا ( عليه السلام ) أصحابه على الدعاء

                          قد حَثَّ الإمام الرضا ( عليه السلام ) أصحابَه على الدعاء إلى الله فقال لهم : عليكم بسلاح الأنبياء .

                          فقيل له : وما سلاح الأنبياء ؟‍‍

                          فقال ( عليه السلام ) : الدعاء .

                          وأوصى الإمام ( عليه السلام ) أصحابه أيضاً بإخفاء الدعاء ، وأن يدعو الإنسان ربَّه سراً لا يعلم به أحد .

                          فقال الإمام ( عليه السلام ) : دَعوةُ العبد سراً دعوة واحدة تَعدلُ سبعين دعوة علانيةً .

                          وتحدّث الإمام ( عليه السلام ) عن الأسباب التي توجب إبطاء الإجابة في الدعاء ، فقد روى أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : ( قلت لأبي الحسن – يعني الإمام الرضا ( عليه السلام ) – : جُعِلت فداك ، إني قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة ، وقد دخل قلبي من إبطائها شيء ؟

                          فقال ( عليه السلام ) : يا أحمد ، إِيَّاك والشيطان أن يَكونَ لهُ عليك سَبيل حتى يُقنِطَكَ ، إن أبا جعفر – يعني الإمام الباقر – صَلَواتُ اللهِ عليه كان يقول :

                          إن المؤمن يسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ حاجته فَيؤَخر عنه تعجيلَ إِجابَتِهِ حُبّاً لِصَوتِه ، وإسماعَ نحيبِه .

                          ثم قال ( عليه السلام ) : والله ما أخَّر الله عزَّ وجلَّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خَيرٌ لهم مما عَجَّل لهم فيها ، وأي شيء الدنيا ؟

                          إن أبا جعفر ( عليه السلام ) كان يقول : ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة ، ليس إذا أُعطِيَ فَتَر ، فلا تَملَّ الدعاء فإنه من الله عزَّ وجلَّ بمكان – أي بمنزلة – ، وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم ، وإياك ومُكَاشفة الناس .

                          فَإنَّا أهلَ بيت نَصِلُ من قَطَعَنَا ، ونحسن إلى من أساء إلينا ، فَنَرى – والله – في ذلك العاقبة الحسنة ، إن صاحب النعمة في عينه ، فلا يشبع من شيء ، وإذا أُكثِرَت النعم كان المُسلِم من ذلك في خطر لِلحُقوق التي تَجُبُّ عليه ، وما يخاف من الفتنة فيها .

                          أخبرني عنك ، لو أني قلت لك قولاً ، أكنت تَثِق به مني ؟

                          وسارع أحمد قائلاً : جُعلتُ فداك ، إذا لم أَثِق بقولك فبمن أثِق وأنت حجة الله على خلقه ؟

                          فأجابه الإمام ( عليه السلام ) :

                          فكن بالله أوثق ، فإنك على موعد من الله ، أليس الله عزَّ وجلَّ يقول :

                          ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) [ البقرة : 186 ] .

                          وقال : ( لا تَقْنُطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ) [ الزمر : 53 ] .

                          وقال : ( وَاللهُ يَعِدُكُم مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ) [ البقرة : 267 ] .

                          فَكُن بالله عزَّ وجلَّ أوثق منك بغيره ، ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيراً ، فإنه مغفور لكم ) .

                          وكان الإمام ( عليه السلام ) يتسلح بهذا الدعاء الشريف :

                          ( بِسم اللهِ الرَّحمَن الرَّحِيم ، يَا مَن لا شَبِيه لَه ولا مِثَال ، أنتَ الله لا إِلَه إلا أَنتَ ، ولا خالق إلا أنت ، تَفنِي المَخلُوقين وتَبقَى ، أَنتَ حَلمْتَ عَمَّن عَصَاكَ ، وَفِي المَغفِرَة رِضَاك ) .

                          كما كان ( عليه السلام ) متشبثاً بهذا الدعاء الجليل :

                          اِستَسلَمتُ يَا مَولاي لَكَ وأَسلَمتُ نفسي إليك ، وَتَوكَّلتُ في كُلِّ أُمورِي عَليك ، وأنَا عبدُك وابنُ عَبدَيكَ ، فَأَخبِئْنِي اللَّهم في سِترِكَ عَن شِرَارِ خَلقِكَ ، واعصمنِي مِن كُلِّ أَذىً وَسُوءٍ بِمَنِّكَ ، وَاكفِنِي شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ بقدرتك .

                          اللَّهُم مَن كَادَنِي أَو أرادَنِي فَإِنِّي أَدْرَأُ بِكَ في نَحرِه ، فَسُدَّ عَنِّي أبصار الظالمين إذ كنت ناصري ، لا إله إلا أنت يا أرحمَ الرَّاحمين وإلهَ العالمين .

                          أسألُكَ كِفايَة الأَذَى والعافِيةِ والشِّفاءِ والنَّصرِ على الأعداء والتوفيق لِمَا تُحِبُّ رَبَّنَا ، وَيُرضِي يا رَبَّ العالمين ، يا جَبَّار السَّمَاوات والأَرَضين ، يا رَبَّ مُحمد وآله الطيبين الطاهرين ، صَلَواتُك عليهم أجمعين .


                          فإن الإمام ( عليه السلام ) قد استسلَم وأَسلَم نفسَهُ وجميعَ أمورِهِ للواحد القهار الذي بيده جميع مُجريَات الأحداث ، وقد احتجب ( عليه السلام ) بهذا الدعاء لِيَردَّ الله عنه كَيدَ المُعتَدِين ، وظُلمَ الظالمين .

                          تعليق


                          • #14
                            حديث السلسلة الذهبية

                            حديث السلسلة الذهبية
                            لقد جاء في كتاب أعيان الشيعة عن كتاب الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي ، أنّه قال : حدّث السعيد إمام الدنيا وعماد الدين محمّد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان عن كتاب تاريخ نيسابور : أنّ علي بن موسى الرضا ( عليهما السلام ) لمّا دخل نيسابور في السفرة التي خصّ فيها بفضيلة الشهادة ، كان في قبّة مستورة على بغلة شهباء ، وقد شقّ نيسابور .

                            فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية ، والمثابران على السنّة المحمدية ، أبو زرعة الرازي ، ومحمّد بن أسلم الطوسي ، ومعهما خلق لا يحصون من طلبة العلم والحديث والدراية ، فقالا :

                            أيّها السيّد الجليل ، ابن السادة الأئمّة ، بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين ، إلاّ ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّد ( صلى الله عليه وآله ) نذكرك فيه .

                            فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلة عن القبّة ، وأقرّ عيون الخلائق برؤية طلعته المباركة ، فكان له ( عليه السلام ) ذؤابتان على عاتقه ، والناس كلّهم قيام على اختلاف طبقاتهم ينظرون إليه ، وهم ما بين صارخ وباك ، ومتمرّغ بالتراب ، ومقبّل لحافر البغلة ، فصاح العلماء والفقهاء : معاشر الناس ، اسمعوا وعوا ، وأنصتوا لسماع ما ينفعكم ، ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم .

                            فقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( حدّثني أبي موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمّد الباقر ، عن أبيه على زين العابدين ، عن أبيه الحسين شهيد كربلاء ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، أنّه قال :

                            حدّثني حبيبي وقرّة عيني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، عن جبرائيل أنّه قال : سمعت ربّ العزّة سبحانه يقول : ( كلمة لا إله إلاّ الله حصني ، ومن قالها دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي ) ) .

                            ثمّ أرخى الستر على القبّة وسار ، فقدّر أهل المحابر الذين يكتبون ، فزادوا على عشرين ألفاً .

                            والحديث على ما يبدو من الأحاديث المتّفق عليها بين المحدّثين ، وقد ذكره بهذا الإسناد كل من وصف رحلة الإمام الرضا ( عليه السلام ) إلى خراسان ، وقال أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء ، بعد أن روى الحديث المذكور : هذا حديث ثابت مشهور بهذا الإسناد ، من رواية الطاهرين عن آبائهم الطيبين .

                            ومضى يقول : وكان بعض سلفنا من المحدّثين إذا روى هذا الإسناد يقول : لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق .

                            ونقل صاحب كتاب كشف الغمّة في نهاية هذا الحديث كلاماً ، عن الأستاذ أبو القاسم القشيري رحمه الله : أنّ هذا الحديث بهذا السند بلغ بعض أمراء السامانية ، فكتبه بالذهب ، وأوصى أن يدفن معه ، فلمّا مات رُئي في المنام ، فقيل : ما فعل الله بك ؟

                            فقال : غفر الله لي بتلفّظي بـ ( لا إله إلاّ الله ، وتصديقي محمّداً رسول الله ) مخلصاً ، وأنّي كتبت هذا الحديث بالذهب تعظيماً واحتراماً .

                            ويروي الشيخ الصدوق في نهاية الحديث زيادة لطيفة ، قال : فلمّا مرّت الراحلة نادانا : ( بشروطها وأنا من شروطها ) ، والمقصود بأنّه إمام من قبل الله عزّ وجل على العباد ، مفترض الطاعة عليهم .

                            تعليق


                            • #15
                              السلام عليكم
                              اخي الفاضل الموالي
                              حجي ابراهيم
                              احسنت . . . .احسنت
                              طيب الله نفاسك
                              الموضوع المفيد يدعوا الى الأعتراف
                              بحق الأمام الثامن وضامن الجنه
                              ابا الحسن علي بن موسى بن جعفر
                              عليه السلام
                              من زارني عن بعد عارف بحقي ضمنت له الجنه
                              صدق سيدي وموالي
                              ومنك نستفيد واطال الله عمر
                              ورزقك شفاعة الإمام علي بن موسى
                              عليه السلام
                              وحشرك مع من تحب ابا القاسم محمد وأل بيته الطيبين الطاهرين

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X