العضو السائل : الضرغام
السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سماحة مرجعنا الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي ادام الله ظلكم و أبقاكم الله ذخرا للدين و للمذهب ,
و عظم الله أجوركم بمصاب و استشهاد سيد الشهداء أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام
هناك من يقول أن إختلاف المراجع العظام في الفتيا أمر لا يرتضيه الله و لا رسوله و أهل بيته عليهم السلام , لأنه عبارة عن إختلاف في أحكام الدين الحنيف , و قد استند في ذلك على خطبة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام في ذمه لإختلاف العلماء حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام :
تَرِدُ عَلَى أحَدِهِمُ القَضِيَّةُ في حُكْم مِنَ الاَْحْكَامِ فَيَحْكُمُ فِيهَا بِرَأْيِهِ، ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ القَضِيَّةُ بِعَيْنِهَا عَلَى غَيْرِهِ فَيَحْكُمُ فِيها بِخِلافِ قَوْلِهِ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ القُضَاةُ بِذلِكَ عِنْدَ إمامِهِم الَّذِي اسْتَقْضَاهُم، فَيُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَمِيعاً، وَإِلهُهُمْ وَاحِدٌ! وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ! وَكِتَابُهُمْ وَاحِدٌ!
فما هو ردكم عليه ؟
الضرغام
الجواب :
بسمه سبحانه
اعلم يا بني أن الكلام المروي عن علي ابن ابي طالب عليه السلام ، الذي أشرت إليه وذكرت قطعة منه ، إنما يرد على من يقول في الدين برأيه ، والنهي عن القول في الدين بالرأي والقياس موجود في كلمات كثير من الأئمة عليهم السلام ، وقد ورد : أول من قاس إبليس عليه لعائن الله .
واختلاف فقهاء الإمامية رضوان الله عليهم ليس من جهة اختلافهم في الرأي الناشئ عن ترجيحات ظنية وترتيبات قياسية قد نزههم الله سبحانه عن ذلك ، وإنما هو في فهم كلام المعصوم ، فالفقيه يبذل وسعه ويناضل ويسعى ليله ونهاره في استخراج المعنى المقصود من الآيات والروايات ، ويبين لمن لا يتمكن من الخوض في غمار تلك البحار المتلاطمة العميقة بعدما يحصل بدرسه وبحثه سنين طويلة على مرتبة الإجتهاد ، المعبر عنها بكلمات بعضهم بالملكة القدسية ، فيكتب ما يحصل عليه من مصادر التشريع وقلبه يرجف ، وأنامله ترتعش من خافة الله ، ولذلك ورد : للمجتهد المصيب درجتان ، وللمخطئ درجة .
ومن هنا تعرف الفرق بين عمل الفقهاء وبين مغزى كلام الإمام المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام ضمن الخطبة التي أشرت إليها ، فالفقيه والطبيب من هذه الجهة على طريق واحد ، فكما أن الطبيب يعالج الأمراض الجسمية فلا يستحق العقوبة إن أخطأ غير متعمد ، كذلك الفقيه يعالج النفس غير متعمد الخطأ ، والله ولي التوفيق .
السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سماحة مرجعنا الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي ادام الله ظلكم و أبقاكم الله ذخرا للدين و للمذهب ,
و عظم الله أجوركم بمصاب و استشهاد سيد الشهداء أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام
هناك من يقول أن إختلاف المراجع العظام في الفتيا أمر لا يرتضيه الله و لا رسوله و أهل بيته عليهم السلام , لأنه عبارة عن إختلاف في أحكام الدين الحنيف , و قد استند في ذلك على خطبة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام في ذمه لإختلاف العلماء حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام :
تَرِدُ عَلَى أحَدِهِمُ القَضِيَّةُ في حُكْم مِنَ الاَْحْكَامِ فَيَحْكُمُ فِيهَا بِرَأْيِهِ، ثُمَّ تَرِدُ تِلْكَ القَضِيَّةُ بِعَيْنِهَا عَلَى غَيْرِهِ فَيَحْكُمُ فِيها بِخِلافِ قَوْلِهِ، ثُمَّ يَجْتَمِعُ القُضَاةُ بِذلِكَ عِنْدَ إمامِهِم الَّذِي اسْتَقْضَاهُم، فَيُصَوِّبُ آرَاءَهُمْ جَمِيعاً، وَإِلهُهُمْ وَاحِدٌ! وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ! وَكِتَابُهُمْ وَاحِدٌ!
فما هو ردكم عليه ؟
الضرغام
الجواب :
بسمه سبحانه
اعلم يا بني أن الكلام المروي عن علي ابن ابي طالب عليه السلام ، الذي أشرت إليه وذكرت قطعة منه ، إنما يرد على من يقول في الدين برأيه ، والنهي عن القول في الدين بالرأي والقياس موجود في كلمات كثير من الأئمة عليهم السلام ، وقد ورد : أول من قاس إبليس عليه لعائن الله .
واختلاف فقهاء الإمامية رضوان الله عليهم ليس من جهة اختلافهم في الرأي الناشئ عن ترجيحات ظنية وترتيبات قياسية قد نزههم الله سبحانه عن ذلك ، وإنما هو في فهم كلام المعصوم ، فالفقيه يبذل وسعه ويناضل ويسعى ليله ونهاره في استخراج المعنى المقصود من الآيات والروايات ، ويبين لمن لا يتمكن من الخوض في غمار تلك البحار المتلاطمة العميقة بعدما يحصل بدرسه وبحثه سنين طويلة على مرتبة الإجتهاد ، المعبر عنها بكلمات بعضهم بالملكة القدسية ، فيكتب ما يحصل عليه من مصادر التشريع وقلبه يرجف ، وأنامله ترتعش من خافة الله ، ولذلك ورد : للمجتهد المصيب درجتان ، وللمخطئ درجة .
ومن هنا تعرف الفرق بين عمل الفقهاء وبين مغزى كلام الإمام المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام ضمن الخطبة التي أشرت إليها ، فالفقيه والطبيب من هذه الجهة على طريق واحد ، فكما أن الطبيب يعالج الأمراض الجسمية فلا يستحق العقوبة إن أخطأ غير متعمد ، كذلك الفقيه يعالج النفس غير متعمد الخطأ ، والله ولي التوفيق .