العضو السائل : الضرغام
السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سماحة مرجعنا الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي
ادام الله ظلكم و أبقاكم الله ذخرا للدين و للمذهب ,
و عظم الله أجوركم بمصاب و استشهاد سيد الشهداء أبي الأحرار الإمام
هل الإعتقاد بالولاية التكوينية - مضمونا - للمعصومين عليهم السلام موجود في كتب علمائنا القدامى أمثال الشيخ المفيد و المرتضى و الطوسي و الحلي قدس الله أسرارهم ؟
و أين نجدها ؟
وكثيرا ما يفسرون الآيات التي يستدل بها على الولاية التكوينية كإحياء الموتى و إبراء الأكمه و الأبرص لعيسى عليه السلام أنه عن طريق الدعاء و ليس عن طريق فعل مباشر من عيسى عليه السلام بإذن الله إستنادا إلى روايات مذكورة في بعض التفاسير , و على ذلك قالوا أنه لا دليل على شيء اسمه الولاية التكوينية لأنها كلها عن طريق الدعاء لله سبحانه .. فلا دخل للمعصوم فيها ! فما هو رد الإشكال ؟
الضرغام
الجواب :
بسمه سبحانه
اعلم ان مفهوم الولاية إما يعني المنصب ، وإما يعني مجرد القدرة والطاقة على شيء من الأمور ، تشريعية كانت أم تكوينية .
وينبغي أن يعلم أنه ليس هناك فيمن يؤمنون بالله ضمن إطار الدين الإسلامي الحنيف من يعتقد أن الله سبحانه خوّل أمر إدارة البلاد التكوينية إلى أحد ، أو استقال رب العزّة وتنحى عن شيء من الإدارة التكوينية للعوالم بأجزائها وجزئياتها ، فالسماوات مطويات بيمينه ، وهو القاهر فوق عباده ، ولا تتحرك ذرة إلا بارادته واختياره فقط ، فعليه ، إن من يدعي الولاية التكوينية إنما يعني أن الله سبحانه قد منح القدرة والطاقة حسب المصلحة العليا ضمن النظام الكوني الأكمل لبعض عباده على تغيير وتبديل والتصرف في النظام الكوني السائد ، على أن لا يخرج التصرف عن إطار المصلحة العليا ، ويكون ذلك بعنوان الإعجاز بمفهومه وشرائطه ، وضمن مقتضياته المفصلة كلها في بحث معنى الإعجاز ، وليس في ذلك ما يصادم شيئاً من العقائد الإسلامية .
وأما البحث عن أن المعجز دائماً فعل الله سبحانه كما يلوح من كلام منكر الولاية التكوينية ، فيرفضه ظاهر الآيات والروايات التي لا يمكن رفع اليد عنه ببعض الروايات الضعيفة السند ، فقوله سبحانه حكاية عن قول عيسى بن مريم {إني أخلق لكم من الطين ..إلى أخره} صريح في نسبة الخلق إلى نبي الله عيسى ، وقوله سبحانه حكاية عن قول جبرائيل عليه السلام {لأهب لك غلاماً زكيبا} صريح في أن فاعل الهبة هو جبرائيل .
ولست أدري ما سبب الإستغراب !
أليس عزرائيل وأعوانه يمارسون قبض الأرواح بمقتضى القدرة والعلم الممنوح من قبله سبحانه ؟
نعم لا يمكن الإلتزام بأن المعجز دائماً فعل المعصوم ، وإلا للزم أن يكون القرآن من صنع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله .
هذا مجمل القول ، وإن شئت التفصيل فارجع إلى الكتب المختصة للبحث عن الإعجاز وحقيقته وتحديد فاعله ، والله الموفق .
السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سماحة مرجعنا الكبير آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي
ادام الله ظلكم و أبقاكم الله ذخرا للدين و للمذهب ,
و عظم الله أجوركم بمصاب و استشهاد سيد الشهداء أبي الأحرار الإمام
هل الإعتقاد بالولاية التكوينية - مضمونا - للمعصومين عليهم السلام موجود في كتب علمائنا القدامى أمثال الشيخ المفيد و المرتضى و الطوسي و الحلي قدس الله أسرارهم ؟
و أين نجدها ؟
وكثيرا ما يفسرون الآيات التي يستدل بها على الولاية التكوينية كإحياء الموتى و إبراء الأكمه و الأبرص لعيسى عليه السلام أنه عن طريق الدعاء و ليس عن طريق فعل مباشر من عيسى عليه السلام بإذن الله إستنادا إلى روايات مذكورة في بعض التفاسير , و على ذلك قالوا أنه لا دليل على شيء اسمه الولاية التكوينية لأنها كلها عن طريق الدعاء لله سبحانه .. فلا دخل للمعصوم فيها ! فما هو رد الإشكال ؟
الضرغام
الجواب :
بسمه سبحانه
اعلم ان مفهوم الولاية إما يعني المنصب ، وإما يعني مجرد القدرة والطاقة على شيء من الأمور ، تشريعية كانت أم تكوينية .
وينبغي أن يعلم أنه ليس هناك فيمن يؤمنون بالله ضمن إطار الدين الإسلامي الحنيف من يعتقد أن الله سبحانه خوّل أمر إدارة البلاد التكوينية إلى أحد ، أو استقال رب العزّة وتنحى عن شيء من الإدارة التكوينية للعوالم بأجزائها وجزئياتها ، فالسماوات مطويات بيمينه ، وهو القاهر فوق عباده ، ولا تتحرك ذرة إلا بارادته واختياره فقط ، فعليه ، إن من يدعي الولاية التكوينية إنما يعني أن الله سبحانه قد منح القدرة والطاقة حسب المصلحة العليا ضمن النظام الكوني الأكمل لبعض عباده على تغيير وتبديل والتصرف في النظام الكوني السائد ، على أن لا يخرج التصرف عن إطار المصلحة العليا ، ويكون ذلك بعنوان الإعجاز بمفهومه وشرائطه ، وضمن مقتضياته المفصلة كلها في بحث معنى الإعجاز ، وليس في ذلك ما يصادم شيئاً من العقائد الإسلامية .
وأما البحث عن أن المعجز دائماً فعل الله سبحانه كما يلوح من كلام منكر الولاية التكوينية ، فيرفضه ظاهر الآيات والروايات التي لا يمكن رفع اليد عنه ببعض الروايات الضعيفة السند ، فقوله سبحانه حكاية عن قول عيسى بن مريم {إني أخلق لكم من الطين ..إلى أخره} صريح في نسبة الخلق إلى نبي الله عيسى ، وقوله سبحانه حكاية عن قول جبرائيل عليه السلام {لأهب لك غلاماً زكيبا} صريح في أن فاعل الهبة هو جبرائيل .
ولست أدري ما سبب الإستغراب !
أليس عزرائيل وأعوانه يمارسون قبض الأرواح بمقتضى القدرة والعلم الممنوح من قبله سبحانه ؟
نعم لا يمكن الإلتزام بأن المعجز دائماً فعل المعصوم ، وإلا للزم أن يكون القرآن من صنع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله .
هذا مجمل القول ، وإن شئت التفصيل فارجع إلى الكتب المختصة للبحث عن الإعجاز وحقيقته وتحديد فاعله ، والله الموفق .