إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اللقاء الشيعي: على مبدأ فرق تسد (هروب إلى الوصاية الأمريكية ؟؟ )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللقاء الشيعي: على مبدأ فرق تسد (هروب إلى الوصاية الأمريكية ؟؟ )

    اللقاء الشيعي: على مبدأ فرق تسد

    عبد الناصر عبد الله
    جريدة السفير اللبنانية 28-4-2005



    يصوّر البعض في اللقاء الشيعي اللبناني، الشيعة في لبنان على أنهم تابعون من الدرجة الاولى لسوريا من حيث الولاء المطلق، نافين عنهم أية صفة وطنية، وهذا ما جعلهم، طبعا برأي هؤلاء، يتخلفون عن اللحاق بركب السيادة الجديدة. من هنا كان اللقاء ترجمة لما يعتقد أصحابه أنه تصحيح لانحرافات شيعية والتحاق بسيادة، نعتبرها غامضة.

    بناءً على ذلك اود ان أسجل بعض الملاحظات المتواضعة من باب الحرص الوطني والطائفي، على ان هذه الملاحظات تعبّر فقط عن رأي صاحبها.

    إن الشيعة في لبنان لم يتعاملوا مع سوريا من موقع انها سلطة الوصاية او من موقع العملاء على غرار الذين كانوا وربما ما زالوا يتعاملون مع الاحتلال الاسرائيلي (لا مقارنة بين العدو الاسرائيلي والجار العربي الشقيق).
    ان التعامل بين الشيعة في لبنان والسلطة السورية كان من موقع حرص الشيعة على تحرير الارض، فبقدر ما كانت سوريا داعمة لهذا التحرير، كان الشيعة حافظين لهذا الجميل.
    فحال الشيعة في توحيد الصف مع سوريا كان نابعا من دراسة عميقة للمصلحة القومية والعربية، حيث إن العدو واحد. ان التقاء المصالح والمسارات، ناهيك عن القرب الجغرافي وتشابه العادات والتقاليد، فرض نوعاً من الوحدة، بين سوريا ولبنان، كل لبنان. هذه الوحدة التي شابها الكثير من الاخطاء التي ارتكبها بعض السوريين وبعض اللبنانيين على مختلف طوائفهم وانتماءاتهم، والتي أودت إلى ما إودت إليه، وما نشهده اليوم من صراع بين المعسكر العروبي والمعسكر الغربي.

    من هنا، فإن تصوير الشيعة كأنهم عملاء لسوريا هو محض افتراء ومقاربة خاطئة للواقع الشيعي يراد به اجتذاب الأنظار الى <<النخب الشيعية السيادية الجديدة>> بغية تفكيك الموحد وتجزئة المجزء.

    ربما من الأصح القول ان التعامل مع سوريا كان ظاهرا عند طوائف اخرى اكثر مما كان عليه عند الشيعة. فالتدخل السوري طال كل تلاوين الشعب اللبناني بمختلف طوائفه، ولعل مآخذ اصحاب اللقاء على هذه الوصاية هو انها لم تركبهم قطارها عندما كانت وصاية قوية، ولذلك ارتأوا انه آن الأوان للحاق بركب الوصاية الجديدة على قاعدة انها اكثر ديموقراطية، وإن كانت لا تمت الى السيادة بصلة بقدر ما تخدم غاية اصحابها الذين على حد قول بعضهم كان من غير المسموح لهم ان يطفوا الى السطح.

    ان التنوع والاختلاف في الرأي في اي نسيج اجتماعي او طائفي او وطني هو دليل قوة وعافية، بل ومطلوب، اذا كان هذا التنوع يحقق التقدم بما يخدم المصالح الاستراتيجية للأمة. أما إذا كان هذا التنوع يهدف الى شرذمة الأمة (بقصد او بدون قصد) لإضعافها فإنه يصبح شاذا وذلك على مبدأ فرق تسد. عبارة يمكن إطلاقها على اللقاء الشيعي الاسلامي اللبناني الذي يضم بين طياته، على حدّ تعبير مؤسسيه، نخباً جامعية ثقافية متنوعة تحاول تعويض ما فاتها ولكن تحت عباءة اسلامية صرفة.
    إن ظهور هذا اللقاء في هذا الوقت بالتحديد يدعو الى التساؤل عن الوجه الايجابي له، فلا هو يظهر في طائفة قلّ ناصروها او انعدام ممثليها، ولا هو يقدم برنامج إنقاذ لطائفة مظلومة، بل يحاول استنساخ (او سلخ) نفسه وإظهارها متمايزة عن الغالبية العظمى من الشيعة، لعل اصحابه يلحقون بالقطار الجديد.

    فالبعض او الكل منهم يعتقد ان الجوائز التي ستوزع في المحطة الاخيرة أثمن من كل سابقاتها التي وزعت في العهد القديم، مع العلم بأن لقاءً كهذا لن يكون له تأثير كبير على التماسك الاخير داخل الطائفة الشيعية، تماسك ما عرفته لسنوات طويلة.

    لقد تذكر هؤلاء اخيرا أنهم شيعة، فإظهار التشيع او كتمانه عند بعضهم يرتبط بمدى ما تمثله من مصلحة فردية، والطائفة عند البعض منهم لم ولن تكون أبدا محل اهتمام او قلق على المصير.

    يقول بعض مؤسسي اللقاء ان اللقاء لن يتحول الى حزب او تيار وإنما هو محاولة لتصحيح الانحراف الشيعي عن الخط الوطني او السيادي (بكل ما لهذه الكلمة من معنى عند المعارضة) وكأن مفكري الشيعة وممثليهم بمن فيهم <<حزب الله>> و<<أمل>> وغيرهم قد ضلوا والعياذ بالله عن الطريق الصحيح للسيادة، او انهم ليسوا سياديين.
    ومن هنا ارتأى اصحاب اللقاء انه اصبح لزاما ان يبزغ فجرهم ليذكروا النائمين من الشيعة بهذه السيادة الجديدة. نقول للقاء: بالله عليك، عن اي سيادة تتحدث؟ أسيادة بعض غلاة المعارضة الذي لا يفتأ يتغنى ب17 ايار ليلا نهارا، ام هي سيادة الانتقال على طريقة المثل اللبناني الشائع <<من تحت الدلفة لتحت المزراب؟؟>> ولكن نذكرهم بأن تحت هذا المزراب <<شمسية اميركية>>... ان السيادة بمعناها الأصيل هي الانتماء للوطن، كل الوطن، بما يعني ذلك الحفاظ على العروبة والثقافة القومية وأهمها محاربة مشاريع التفتت والشرذمة الجديدة التي ظاهرها ديموقراطي وباطنها استعبادي.

    اللافت في الموضوع ان اصحاب السيادة الشيعية الجديدة يغنون اغنية المعارضة عن السيادة، في الوقت الذي يقدمون انفسهم كواجهة لطائفة شيعية اختلفت مع الآخرين في المفهوم حول السيادة، او كوصفة جاهزة للاستعمال (أوليسوا هم شيعة؟) عند اول امر يصدره الوصي الجديد. هم يعتقدون انهم بذلك يكملون المشهد السياسي الديموقراطي في لبنان، ويكتمل المشروع الذي من المفروض ان يغير هوية لبنان السياسية والقومية والثقافية، على مبدأ ان غيرهم من الشيعة قد تخلف عن ركب القطار السيادي الجديد فكان لزاما عليهم تصحيح الخطأ وإكمال التشكيلة الجديدة للنواة الاولى للديموقراطية الاميركية في الشرق الاوسط.
    بناءً على ما تقدم، فإن بعض نخب هذا اللقاء ستكون جاهزة، والمطلوب هو ان تملأ الفراغ المناسب <<فل ان ذا بلانك>>.
    نقول للقاء وغيرهم ان الشيعة على مر عصورهم لم ولن يكونوا بحاجة لمن يعلمهم او يصحح لهم طريق السيادة. ان السيادة الحقيقية هي مفهوم ثابت ومتجسد عند الشيعة على مر الازمنة والعصور وأول تجلياتها كان ثورة الإمام الحسين (ع) على الظلم.

    ان النموذج الاميركي للديموقراطية في منطقتنا هو جيد للبعض بقدر ما ينقلهم الى موقع القيادة وإن كان على حساب شرذمة الأمة لا توحيدها.
    ان ما يقدمه اللقاء الشيعي هو خدمة مجانية لهذه الديموقراطية الجديدة التي رصدت المبالغ الضخمة لدعم نخب سياسية مفصلة على مقاس المفهوم الجديد للسيادة على الطريقة الاميركية، خصوصا في الطائفة الشيعية في لبنان.

    فهل سنشهد زيارات متبادلة بين اللقاء وعوكر على قاعدة الانفتاح على الآخر؟؟

    هذا سؤال نتركه للآيام المقبلة...

    () أستاذ جامعي بريطانيا
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X