[size=3]
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
هذا البحث تكملة لبحث ( مسيرة الإسلام وليلة القدر ) الذي كتبه عضو في شبكة هجر الثقافية اسمه ( باحث عن الحق ) ينتظر أي رد أوسؤال او استفسار حول البحث ممن يريد الاستفادة من البحث الهام لكل مؤمن
بسم الله الرحمن الرحيم
حوار عقائدي..أو مخاصمة عقائدية
حول حقيقة الإسلام وأمره
( أمر أهل البيت عليهم السلام ) )
هذا الحوار لن يكون بين شيعي وسني، بل سيكون بين شيعي مستبصر وشيعي بالوراثة أياً كان وأينما يكون موقعه من العالم وسأبين لهذا الشيعي بالوراثة كيف أفلت ونجوت من طريقته الباطلة في الدين .. ففي بداية الطريق تشيعت للشيعة مثله ظناً منى أنهم ملتزمون ومتمسكون بأمر أهل البيت (عليهم السلام) ،ولم أشعر بأني قد خرجت من دين الرجال ثم دخلت فيه مره أخرى ، ولولا أقداري الرحيمة وتوفيق الله عز وجل وهدايته لي ، وعلمه سبحانه وتعالى بسريرة نفسي وشوقي لمعرفه الحق وأهله ، فأخرجني من دين الرجال لأتشيع أخيراً لأئمة الحق و النور أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) بعيداً عن فتنه رجال الشيعة .. وهنا كشف لي الغطاء عن معالم وحقائق غابت عن الأمة قاطبة والشيعة خاصةً.. معالم الحق الذي يتوقف عليه صحة الاعتقاد ، وصحة اعتناق الإسلام وتحقيق الإيمان ، والفوز والنجاة يوم الحساب.
_لم أكن أتصور أن أمة التيه تجهل ليومنا هذا حقيقة الإسلام ، وتصوره الرسالي ، والشيء المذهل والغريب أنها بشتى مشاربها ومذاهبها المختلفة تصر على أنها أمة الإسلام وفي حوزتها دين الإسلام ، ولا شك أنني ممن كنت أتصور ذلك وأصدقه، ولكن كان إلى حين ، إلى أن قذفت بي أقداري الرحيمة في ساحة البحث والتنقيب ، وبعد أن كشف لي الغطاء عن المخبوء أو الأمر الغائب عن أمة التيه التي لا تعرف إلا دين الباطل والضلال دين الرجال، دين المدارس والمعاهد والجامعات والحوزات .. والأمر صعباً وليس سهلاً لأن الذي يصل إليه في زماننا الحالي (أي قروناً عديدة) إلي معرفه الحق، أو معرفه حقيقة الإسلام ، وحقيقة واقع الأمة ، لن يُرى إلا مجنوناً، أو أبله لا عقل له والسبب وراء ذلك أنة بعد رحيل النبوة مباشره منع حمل هذا الحق والتصريح به أو إظهار تصوره و اعتقاده والإيمان والعمل به ..حتى وصل الأمر بعد ذلك إلى عقاب صاحبه ومعتقده وكان أهونه الإطاحة برأسه بالسيف ... حتى أصبح الأمر نسياً منسياً ، وبعد أن تم تبديله وتغييره بدين الرجال وبسبب كما قال رسول الله (ص) والأئمة( عليهم السلام) ( فقهاؤهم شر فقهاء تحت أديم السماء منهم خرجت الفتنه وإليهم تعود ) يتم
اعتناق دين الرجال على أنه الإسلام نفسه ولا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم .
_مذاهب ومشارب شتى للأمة والجميع مختلفون وضالون إلا من يولى هارباً من قيودها ويلحق بركب الغرباء المؤمنين ولا يزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ) إلا المؤمن الغريب ، فطوبى للغرباء . فقد ورد عن الإمام الباقر (ع) في هذه الآية. قال:
ولا يزالون مختلفين في الدين ، إلا من رحم ربك يعني آل محمد صلوات الله عليهم
وأتباعهم . يقول الله عز وجل ((ولذلك خلقهم )) يعنى أهل رحمة لا يختلفون في الدين .
– تفسير الصافي ج2 ص475 –
وورد في خطب أمير المؤمنين (عليهم السلام)
منه.. فوالذي نفس على بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين (ع) ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين ،وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن ،واختلاف وقياس مشتبهات ،وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع )...(الغيبة للنعمانى ) .
ومع أن الجميع مختلفون وفي ضلال مبين (إلا المؤمن الغريب) مع ذلك وجدت عجبا ً خلال
بحثي وتنقيبي عن الحق .. وجدت أن الشيعة مع أنهم يقولون بولاية أهل البيت عليهم
السلام ، ويقولون أيضا أنهم يتمسكون بأمرهم عليهم السلام ،يجهلون تماماً حقيقة
الإسلام ، وحقيقة واقع أمره خلال زمن الغيبة وعصور الاغتراب ،وبرغم أنه ورد فيهم
بسبب غفلتهم هذه الكثير من الذم والوعيد خلال نصوص وروايات أئمة أهل البيت (عليهم
السلام) لا يحركون ساكناً،ولا يتفكرون وكأن ذلك ورد في غيرهم مع أن الجميع سواء ،
إلا المؤمن الغريب ، ومن ذلك : قول أمير المؤمنين (عليه السلام) " وواأسفاه من
فعلات شيعتنا بعد قرب مودتها اليوم ، كيف يستذل بعدى بعضها بعضاً ، وكيف يقتل بعضها
بعضاً !! المتشتتة غداً عن الأصل النازلة بالفرع ، المؤملة الفتح من غير جهاته ، كل
حزب منهم آخذ منه بعضه ، أينما مال الغصن مال معه ، ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من
بعدى أضعاف ما تاهت بنوإسرائيل " – ـ بحار الأنوار ج51 ص123 -
" كأن بكم تجولون جولان الإبل تبتغون مرعي ، فلا تجدونه يا معر الشيعة "
ـ كمال الدين ص281 ـ
" اعلموا علماً يقيناً أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم وذلك أن الأمة كلها
جاهلية إلا من رحم الله ،فلا تعجلوا فيعجل الخوف بكم " – قال الإمام موسى الكاظم
(ع) – " ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ،ولكن جعلوا أنساً للمؤمن "
– كمال الدين -
وقال الإمام أبو الحسن (ع) " لو ميزت شيعتى لم أجدهم إلا واصفة
،ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد ،ولو
غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي ،أنهم طالما اتكوا على الأرائك فقالوا :
نحن شيعة علي ، إنما شيعة علي من صدق قوله فعله "
– روضه الكافي ص191-
قال الإمام محمد الباقر (ع) : " الناس كلهم بهائم – قالها ثلاثاً- إلا قليلاً من
المؤمنين ، والمؤمن غريب – قالها ثلاثاً – "
–
أعلام الدين للديلمى ص123 ،الكافي ج2 ص189 -
أقول لك أيها الشيعي بالوراثة والولادة
أثناء بحثي عن نور الحق والحقيقة ، وجدت سيلاً هادراً من تلك النصوص والروايات في
ذم الشيعة وفي مصيرها المجهول والخطير ، ومع ذلك لا أجد أحداً منكم يحرك ساكناً
فبحثت عن السبب ،فوجدت أنه الفتنه بالرجال وما يفرضونه عليكم باسم الإسلام أو باسم
أمر أهل البيت (ع) ظلماً وزورا . ثم إني لا أنكر أني وقعت في شباك هذه الفتنه مثلكم
تماماً ولكن الله سلم وأخرجني من الظلمات إلى نور الأئمة الأطهار سلام الله عليهم
.. فخرجت من المتاهة قبل أن تغمرني ظلمة فتنتها وتقيدني بقيودها ، وتضرب على عقلي
وقلبي ، خرجت منها حاملاً مشعل الحق والحقيقة وبحجته البالغة التي لو اجتمع في
مواجهتها الجن والإنس ما استطاعوا حجب نورها وبرهانها الفاصل ، وبها ومن خلالها
رأيت حقيقة الإسلام ، وعلمت بتصوره الرسالي ، وأمره خلال زمن الغيبة وعصورالاغتراب.. وعلمت بذلك كله من خلال العلاقة بينها وبين أئمة أهل البيت الأطهار عليهم السلام ...
ومن هنا بدأ الحوار بحق معك أيها الشيعي بالوراثة والولادة
والحوار يقتضي مني أن أعلن على الأشهاد وأكشف للناس عن حقيقة الإسلام الغائبة
والمنسية وهي أن الإسلام وحي مستمر من يوم أن بدأ الإسلام غريباً وإلى أن يرث الله
الأرض ومن عليها .. الإسلام رجل .. الإسلام ليلة القدر وما ينزل فيها , وما ينزل في
كل يوم وساعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. وبيني وبين من يخالفني حول هذا
التصور الرسالي العقائدي للإسلام حجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله
(ص) وهي ليلة القدر وما ينزل فيها – أو سورة ليلة القدر –
قال الإمام محمد الباقر (ع) :
" يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك
وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية
علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة
إنا كنا منذرين " فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله "
-البرهان في تفسير القرآن ، الكافي-
الإسلام وحي مستمر ، ولهذا فمن يتنزل عليه هذا الوحي يكون هو بشخصه الإسلام في
زمانه كتعاليم وأحكام ودولة ونظام ، هو والإسلام وجهان لعملة واحدة لا يعرف ولا
يقام أحدهما إلا بالآخر .. الإسلام هو رسول الله (ص) في زمانه ومن بعده الإسلام هو
الإمام عليه السلام في زمانه هو معدنه ومادته ،هو خزانه وترجمانه ،هو عيبة وحي الله
تعالى هو وحده يحل حلال الله ،ويحرم حرام الله ،ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله
.. هو أمين الله في أرضه .. وولايته فصل الخطاب وهو من حجبه الحجاب .
" إن الدين عند الله الإسلام "
هذا هو الإسلام _وحى مستمر _ ومن يزعم خلال زمن الغيبة أن عنده الإسلام وفى حوزته
تعاليمه وأحكامه وأوامره المستمرة ،وأحكام الوقائع والحوادث المستمرة :عليه أن يثبت
لنا أن في مرجعيته أو في معهده وجامعته إمام معصوم يستمد منه ذلك ..أو يثبت لنا أنه
من أصحاب وحي السماء المستمر ،أو يثبت لنا أنه على صله دائمة بالإمام الغائب (ع)
..ليس للإسلام إلا مرجعية واحده معصومة ، وهى مرجعية الإمام المهدي(ع) صاحب الزمان
عجل الله تعالى فرجه الشريف، وليس وراء ذلك إلا مرجعيات الرجال ودين الرجال..
والأمر يحتاج إلى تفصيل وتوضيح أكثر ، ومزيد من إلقاء الضوء ، وأقامه الحجة والدليل
والبرهان يقول أمير المؤمنين (ع)
(لكل شيء أساس يقوم عليه )
والأساس الذي يقوم عليه الإسلام هو وحى السماء المستمر والذي لابد له من صاحب على
الأرض..إما نبي أو إمام معصوم ، فمن خلال وحي السماء المستمر يستمر إنزال تعاليم
وأحكام وأوامر الإسلام في كل عصر وزمان .. وفي كل يوم وليلة وساعة ، وهذه علاقة
رسالية مستمرة نتيجتها الإسلام كدين ودولة ، ونظام وحكم ، وتعاليم وأحكام .. وغير
ذلك لا يكون إلا دين الرجال والرأي والاجتهاد والأهواء ..
وفى هذه العلاقة الرسالية المستمرة قرآن نقرأه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا
يعقلون
بسم الله الرحمن الرحيم
" حم .والكتاب المبين ،إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيما يفرق كل أمر حكيم "
" تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر "
" إن علينا جمعه وقرءانه ، فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ، ثم إن علينا بيانه "
قال الإمام الباقر (ع) :
قال الله عز وجل : " فيها يفرق كل أمر حكيم " يقول : ينزل فيها كل أمر حكيم .. ينزل
في ليلة القدر إلي أولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها من أمر نفسه بكذا
وكذا، وفي أمر الناس بكذا وكذا ،وأنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز
وجل الخاص والمكنون العجيب مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ : " ولو أن
ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ، إن
الله عزيز حكيم "
وقال (عليه السلام) أيضاً :
" لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا ، ولقد خلق فيها أول نبي يكون
،وأول وصي يكون ، ولقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلي
مثلها من السنة المقبلة ، من جحد ذلك فقد رد على الله عز وجل علمه ،لأنه لا يقوم
الأنبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة ، مع
الحجة التي يأتيهم بها جبرائيل (ع) ".
انظر لا يقوم الأنبياء والرسل والأئمة إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك
الليلة ،لا تنسي ذلك طيلة المخاصمة .
* كان المفضل عند أبي عبد الله (ع) فقال له المفضل :
جعلت فداك :يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر
السماء؟ قال (ع) :لا الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد
ثم يحجب عنه خبر السماء صباحاً ومساءً .
ـ الكافي ج 1 ص 261ـ
من الشرح :
دل الخبر أن ليلة القدر ينزل فيها كل أمر حكيم ،أي كل أمر يحكمه الله تعالى ويثبته
في اللوح المحفوظ ،فينزل إلي ولي الأمر ،وهو الإمام المعصوم ،وهو تفسير الأمور لكل
سنة سنة من الأوامر الخاصة بالنسبة إلي نفسه ،والأوامر العامة الراجعة لعامة الناس
،بل ينزل على الإمام ما يحدث في كل يوم من الحوادث ،والوقائع ،والأمور وأحكامها
،وهذا من علم الله الخاص ،والعلم المكنون العجيب المخزون المختص بالإمام ،لا يمنحه
أحد ،وذلك العلم يزود به كل يوم ،مثل ما ينزل في ليلة القدر من الأوامر ،والنواهي
،والحوادث والوقائع ،فترى الملائكة كل يوم ينزلون عليه ،يخبرونه بأوامر عجيبة
، وبعلم مكنون وأمر مخزون ،وهذا العلم العجيب لا نفاد له )..... تذكر معي دائماً لا يمنحه أحد غير المعصوم ع
-(...ويوحى إليه فترى الملائكة نازلين من السماء إليه وصاعدين ، يوحون إليه أوامر الله تعالى ،ونواهيه فيعمل بالوحي وبما يأمره الله تعالى به )
ولهذا ورد عن الأئمة (ع) :" لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن "
أيها الشيعي بالوراثة والولادة :
هل سمعت من الرجال أو قرأت عنهم أنهم يُعلِّمون مقلديهم وأنت أحدهم مثل هذه الحقائق
الرسالية التي وردت هنا ؟.. وهل شرحوا لهم ما يجرى ويتم حتى يصدر الأمر والحكم من
جانب الإمام المعصوم (ع) لكل حادث وواقعة ؟ وأمر ونهى ؟ الإمام (ع) يستمد الحكم
والأمر والنهى من الله عز وجل بواسطة الوحي ثم يقيمه على الناس وفيهم ، فمن أين
يستمد المرجع والفقيه خلال زمن الغيبة الحكم والأمر والنهى ، ومن الذي يأمره بأن
يقيمه على الناس وفيهم !! بل من الذي أمره أن يُعمل عقله ويجتهد برأيه ، ويري ما
لا يراه غيره ، ويأمر به مقلديه .. أهو يملك ما لا يملكه الإمام المعصوم (ع) ، حتى
يقوم مقامه ومستغنياً عن وحي السماء ، وما ينزل من عند الله العلى العظيم ؟!! -
يقول صاحب الفوائد المدنية : ( إن اتباع العقل ، والإجماع ،واجتهاد المجتهد ، وتقليد العامي للشخص المجتهد من المستحدثات ) .. بل من بدع واختراعات دين الرجال وفتنتهم التي تخرج منهم وإليهم تعود .. تذكر أيضاً معي دائماً هذا الأمر خلال المخاصمة العقائدية هذه ،إني لأعلم أن الأمر صعب علي كل من يعتنق تشيعه بالوراثة ،ويسير ضمن ركب المرجعية والتقليد الأعمى ، لكنى أعلم أن هناك من يقف علي مفترق الطرق ويتجه بنظره يميناً وشمالاً سراً عسي أن يلوح له شعاع من نور الحق والحقيقة .
ومما ورد عن الإمام محمد الباقر (ع) في أمر ليلة القدر:
( لكل شيء ثمرة وثمرة القرآن إنا أنزلناه ، ولكل شيء كنز وكنز القرآن إنا أنزلناه ،
ولكل شيء عون وعون الضعفاء إنا أنزلناه ، ولكل شيء يسر ويسر المعسرين إنا أنزلناه ،
ولكل شيء عصمة وعصمة المؤمنين إنا أنزلناه ،ولكل شيء هدى وهدى الصالحين إنا أنزلناه
، ولكل شيء سيد وسيد القرآن إنا أنزلناه ، ولكل شيء زينة وزينة القرآن إنا أنزلناه
، ولكل شيء فسطاط وفسطاط المتعبدين إنا أنزلناه ، ولكل شيء بشري وبشري البرايا إنا
أنزلناه ، ولكل شيء حجة والحجة بعد النبي في إنا أنزلناه – فآمنوا بها ، قيل : وما
الإيمان بها ؟ قال : إنها تكون في كل سنة وكل ما ينزل فيها حق ..
وقال عليه السلام
أيضاً : هي نعم رفيق المرء بها يقضي دينه ويعظم دينه ويظهر فلجه ويطول عمره ويحسن
حاله ومن كانت أكثر كلامه لقي الله تعالي صديقاً شهيداً ) .
فيا أيها الشيعي بالوراثة متى وضعت نفسك علي الطريق ، ومتى لحقت بموكب نور ليلة
القدر وما ينزل فيها وما تشع به من حجج وبراهين جالية ،ومتى تحسست بها موازين
ومعالم الحق ، ومتى أبصرت بها وأنت تحمل رؤى وأفكار وتعاليم تشيعك بالتقليد ومن جانب مرجعيتك ..
لا أدرى إلى الآن إن كنت وصلت معي لمعرفة حقيقة الإسلام وتثبت من ذلك أم أنك ما زلت
في واد آخر بعيد كل البعد عن معالم وحقائق الأمر .. ومع ذلك أقول أن الإسلام رجل ..
الإسلام هو الإمام (ع) هو ليلة القدر وما ينزل فيها . فقد ورد في الكتاب المبين
السطر الثاني منه : عن أبى الجارود قال :قلت لأبي جعفر (ع) : جعلت فداك أخبرني عن
صاحب هذا الأمر ، قال : يمسى من أخوف الناس ، ويصبح من أأمن الناس ، يوحى إليه هذا
الأمر ليله ونهاره ، قال : قلت يوحى إليه يا أبا جعفر ؟ قال : يا أبا الجارود أنه
ليس وحى نبوة ،ولكنه يوحى إليه كوحيه إلى مريم بنت عمران ، أم موسى ،وإلى النحل .
يا أبا الجارود إن قائم آل محمد لأكرم عند الله من مريم بنت عمران وأم موسى والنحل
. وقال : إن العلم بكتاب الله عز وجل ،وسنة نبيه لينبت في قلب مهدينا كما ينبت
الزرع علي أحسن نباته ، ( من ) بقى منكم حتى يراه فليقل حين يراه السلام عليكم يا
آهل بيت الرحمة والنبوة ،ومعدن العلم ،وموضع الرسالة ، السلام عليك يا بقية الله في أرضه "
( مما ورد في الشرح )
( الوحي الذي يلقيه الله تعالى إلى الإمام القائم (ع) كما نص الخبر ، يتكلم معه
الملك ، وينقر في سمعه ،أو ينكت في قلبه و لا يراه ، ويخبره بما كان وما يكون من
الحوادث ، والأخبار ، والعلوم ، وما هو كائن ، ويخبره بما ورد عليه من السؤال .
ولذا قال في الخبر : " إن العلم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه (ص) لينبت في قلب
مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته " وذلك العلم من جهة إفاضة الله عليه ،
وتزويده به في كل يوم وليلة بواسطة الملك ،فتنفيذ أوامر الله تعالى ونواهيه في
الخليقة جارية علي يده ،لأن الله تعالى جعل أزمة الأمور طراً بيده وجعله سفيراً
بينه وبين خليقته ) تمعن ودقق : فتنفيذ أوامر الله تعالى ........ الخ ..
هذا هو الإسلام وحقيقته الرسالية .. وهذه هي طريقة تطبيقه وإقامة أمره
في الناس وعلى الناس .. وأي شيء غير ذلك أو مخالف لذلك لا يكون إلا من دين الرجال
الذين تخرج منهم الفتنه وإليهم تعود .. فبالله عليك أين يكون موقع الفقيه أو العالم
وما هو دوره بالضبط علي خريطة الإسلام هنا وفي ساحته ؟! إن موقعه فقط أن يكون علي
حدود هذه الخريطة ومن خارجها ليكون همزة الوصل فقط بين الناس وبين الإمام المعصوم
(ع) وتعاليمه وأوامره الرسالية ..هو فقط مجرد ناقل للخبر والحكم عن مشكاة العصمة
ولا يزيد دوره عن دور السفارة والسفراء الذين هم أعلا وأرفع شأناً ..ولكن أيها
الشيعي بالوراثة قد فات عليك أن هذا الفقيه أو المرجع خلال زمن الغيبة قد تقمص دور
الإمام المعصوم وأمره ، برغم أنه ليس في حوزته إلا دين الرجال .
وها أنا أخاصم كل فقيه أو مرجع الآن وأقول له :
( الأئمة عليهم السلام أو الإمام عليه السلام ليس له إمضاء أي حكم من أحكام الإسلام
إلا بعد أن يؤمر بواسطة وحي السماء كيف يمضيه ،وكيف يحكم به .. فماذا يكون حال كل
من يتعرض للقضايا المتجددة والنوازل والحوادث المستمرة ، ويفتي فيها من عنده ..
ويحكم فيها بنفسه ؟!! إن أقل ما يقال هنا أننا أمام دينان مختلفان تماماً .. الدين
الأول دين الوحي والرسالة .. والدين الآخر دين الرجال والرأي والاجتهاد ،بل
الاختراع.
- لأن –
الإمام المعصوم (ع) والذي في حوزته وحده علم القرآن والإسلام ،لا يقوم بتنفيذ شيء
منه في الأحداث والوقائع التي تقع في زمانه وفي كل يوم وساعة ، ولا يجري أحكامها في
الناس إلا بعد توجيهات وتعليمات السماء بواسطة الوحي ،وعن طريق الملك .. فكيف من لا
يملك شيئاً أن يقوم بهذه المهام الجسام إلا أن يخترع في الدين من عند نفسه !! ..
ورد عن الأئمة (ع) قولهم : " لولا أن نزداد لأنفذنا " " لو رفعت ليلة القدر لرفع
القرآن " – الإمام عليه السلام يتوقف العلم وينفذ عنده لولا أنه يزداد من وحي
السماء .. ثم نرى الفقيه أو المرجع لا ينفذ برغم أنه لا يتصل بوحي السماء ، ولا
عنده علم الكتاب والسنة .. أليس هذا غريباً واستخفافا بالعقول ، وضرباً من الخبل
والشعوذة . ثم هل للفقيه أو المرجع دوراً في الإسلام أكثر من دور السفير نفسه
المحدود فقط بالاتصال بالإمام المعصوم (ع) وتلقي منه ما يحتاجه الناس من تعاليم
وأحكام وأوامر دينهم ، وخصوصاً في المسائل المستحدثة والوقائع والنوازل المستمرة ،
ثم الرجوع للناس وشرح ذلك لهم ؟!وهل لغير المعصوم من دور في الإسلام غير ذلك ؟ أنني
أقطع بأن ما يقوم به الفقيه والمرجع الآن وفي الدائرة الأصولية بالذات يخص دين آخر
غير دين الإسلام .
يقول أمير المؤمنين (ع) في أمر الأئمة (ع)
" ..وهم ولاة أمر الدين الذين قال الله فيهم – أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، وقال فيهم : " ولو ردوه إلي الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال السائل : ما ذلك الأمر الذي تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم ... " .
- الطبرسي في الاحتجاج –
فهل الفقيه أو المرجع من أولي الأمر هؤلاء (ع) وتنزل عليه ملائكة السماء في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم ؟! ..بل أين يكون موقع الفقيه والمرجع هنا ؟
- عن أبي الله (ع) في رواية فيها :
" .. إن الدين وأصل الدين هو رجل ، وذلك الرجل هو اليقين ، وهو الإيمان ،وهو إمام
أمته وأهل زمانه ، فمن عرفه عرف الله ودينه ، ومن لم يعرفه لا يعرف الله ودينه
وشرايعه "
- بصائر الدرجات ص228 ، البرهان في تفسير القرآن ج1 ص24-
فمشكلتك هنا أنك لم تعرف الإمام (ع) حق المعرفة ..وإلا لم تنتظر إنسان مثلي أن يكشف
لك عن حقيقة ما أنت عليه ومفتون به بسبب من تقلده وتسير في ركابه وتقدسه .
هذا هو الإسلام وتصوره الرسالي ،ولا يقولن لي أحد من الشيعة أننا نعرفه ونعمل به ،
ومراجعنا يعلموننا تعاليمنا وأحكامنا على أساسه .
- هذا هو الإسلام ، فهل يمكن أو يكون غائباً وحاضراً في آن واحد ؟ !
وهذه ليلة القدر وما ينزل فيها وهذا الإسلام والتي من خلال معالمها وموازينها
الرسالية سيتم الإجابة أو الفصل في الأمر .. ثم إن الذي أذهلني أني قد وجدت الشيعة
في غفلة تامة عن أمر ليلة القدر وعلاقتها بالإمام المعصوم (ع) ومن ثم الإسلام نفسه
، بل إن الأئمة عليهم السلام أمروا الأشياع بالمفاصلة والمخاصمة بها مع المخالف ومع
أهل التيه والضلال وقد أُلزموا بها إلزاماً عقائدياً ، ومع ذلك لم يثبت لي إلى الآن
أن لليلة القدر مكان أو مساحة في عقائد الشيعة برغم أنها حجة الله تبارك وتعالى بعد
رسوله (ص) وسيدة الدين ورأس العلم .. بل رأيت الأشياع على أمر مخالف لها تماماً
،رأيتهم يتبعون أو يعتنقون دين الرجال ,ولا يعتنقون الدين الذي يأتي من خلال وحي
السماء وليلة القدر ،ولهذا فإنه ثبت لي يقيناً أن المخاصمة تجب أن تقع أولاً مع
الشيعة قبل غيرهم ..وما هذا البحث إلا جانباً من هذه المخاصمة بليلة القدر وما ينزل
فيها ، سأخاصمكم ما حييت كما أمر الأئمة عليهم السلام لأنكم لستم بشيعة لأهل البيت
عليهم السلام : فإما أن تكونوا شيعة بحق فتقبلوا مني هذه المخاصمة وتقرون بنتائجها
وتؤمنوا بها .. وإما أن تخاصموني أنتم بما أمرتم به ، أم أنكم ستنكرون ؟!!.
انظر تكملة الموضوع أسفل
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
هذا البحث تكملة لبحث ( مسيرة الإسلام وليلة القدر ) الذي كتبه عضو في شبكة هجر الثقافية اسمه ( باحث عن الحق ) ينتظر أي رد أوسؤال او استفسار حول البحث ممن يريد الاستفادة من البحث الهام لكل مؤمن
بسم الله الرحمن الرحيم
حوار عقائدي..أو مخاصمة عقائدية
حول حقيقة الإسلام وأمره
( أمر أهل البيت عليهم السلام ) )
هذا الحوار لن يكون بين شيعي وسني، بل سيكون بين شيعي مستبصر وشيعي بالوراثة أياً كان وأينما يكون موقعه من العالم وسأبين لهذا الشيعي بالوراثة كيف أفلت ونجوت من طريقته الباطلة في الدين .. ففي بداية الطريق تشيعت للشيعة مثله ظناً منى أنهم ملتزمون ومتمسكون بأمر أهل البيت (عليهم السلام) ،ولم أشعر بأني قد خرجت من دين الرجال ثم دخلت فيه مره أخرى ، ولولا أقداري الرحيمة وتوفيق الله عز وجل وهدايته لي ، وعلمه سبحانه وتعالى بسريرة نفسي وشوقي لمعرفه الحق وأهله ، فأخرجني من دين الرجال لأتشيع أخيراً لأئمة الحق و النور أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) بعيداً عن فتنه رجال الشيعة .. وهنا كشف لي الغطاء عن معالم وحقائق غابت عن الأمة قاطبة والشيعة خاصةً.. معالم الحق الذي يتوقف عليه صحة الاعتقاد ، وصحة اعتناق الإسلام وتحقيق الإيمان ، والفوز والنجاة يوم الحساب.
_لم أكن أتصور أن أمة التيه تجهل ليومنا هذا حقيقة الإسلام ، وتصوره الرسالي ، والشيء المذهل والغريب أنها بشتى مشاربها ومذاهبها المختلفة تصر على أنها أمة الإسلام وفي حوزتها دين الإسلام ، ولا شك أنني ممن كنت أتصور ذلك وأصدقه، ولكن كان إلى حين ، إلى أن قذفت بي أقداري الرحيمة في ساحة البحث والتنقيب ، وبعد أن كشف لي الغطاء عن المخبوء أو الأمر الغائب عن أمة التيه التي لا تعرف إلا دين الباطل والضلال دين الرجال، دين المدارس والمعاهد والجامعات والحوزات .. والأمر صعباً وليس سهلاً لأن الذي يصل إليه في زماننا الحالي (أي قروناً عديدة) إلي معرفه الحق، أو معرفه حقيقة الإسلام ، وحقيقة واقع الأمة ، لن يُرى إلا مجنوناً، أو أبله لا عقل له والسبب وراء ذلك أنة بعد رحيل النبوة مباشره منع حمل هذا الحق والتصريح به أو إظهار تصوره و اعتقاده والإيمان والعمل به ..حتى وصل الأمر بعد ذلك إلى عقاب صاحبه ومعتقده وكان أهونه الإطاحة برأسه بالسيف ... حتى أصبح الأمر نسياً منسياً ، وبعد أن تم تبديله وتغييره بدين الرجال وبسبب كما قال رسول الله (ص) والأئمة( عليهم السلام) ( فقهاؤهم شر فقهاء تحت أديم السماء منهم خرجت الفتنه وإليهم تعود ) يتم
اعتناق دين الرجال على أنه الإسلام نفسه ولا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم .
_مذاهب ومشارب شتى للأمة والجميع مختلفون وضالون إلا من يولى هارباً من قيودها ويلحق بركب الغرباء المؤمنين ولا يزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ) إلا المؤمن الغريب ، فطوبى للغرباء . فقد ورد عن الإمام الباقر (ع) في هذه الآية. قال:
ولا يزالون مختلفين في الدين ، إلا من رحم ربك يعني آل محمد صلوات الله عليهم
وأتباعهم . يقول الله عز وجل ((ولذلك خلقهم )) يعنى أهل رحمة لا يختلفون في الدين .
– تفسير الصافي ج2 ص475 –
وورد في خطب أمير المؤمنين (عليهم السلام)
منه.. فوالذي نفس على بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين (ع) ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين ،وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن ،واختلاف وقياس مشتبهات ،وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع )...(الغيبة للنعمانى ) .
ومع أن الجميع مختلفون وفي ضلال مبين (إلا المؤمن الغريب) مع ذلك وجدت عجبا ً خلال
بحثي وتنقيبي عن الحق .. وجدت أن الشيعة مع أنهم يقولون بولاية أهل البيت عليهم
السلام ، ويقولون أيضا أنهم يتمسكون بأمرهم عليهم السلام ،يجهلون تماماً حقيقة
الإسلام ، وحقيقة واقع أمره خلال زمن الغيبة وعصور الاغتراب ،وبرغم أنه ورد فيهم
بسبب غفلتهم هذه الكثير من الذم والوعيد خلال نصوص وروايات أئمة أهل البيت (عليهم
السلام) لا يحركون ساكناً،ولا يتفكرون وكأن ذلك ورد في غيرهم مع أن الجميع سواء ،
إلا المؤمن الغريب ، ومن ذلك : قول أمير المؤمنين (عليه السلام) " وواأسفاه من
فعلات شيعتنا بعد قرب مودتها اليوم ، كيف يستذل بعدى بعضها بعضاً ، وكيف يقتل بعضها
بعضاً !! المتشتتة غداً عن الأصل النازلة بالفرع ، المؤملة الفتح من غير جهاته ، كل
حزب منهم آخذ منه بعضه ، أينما مال الغصن مال معه ، ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من
بعدى أضعاف ما تاهت بنوإسرائيل " – ـ بحار الأنوار ج51 ص123 -
" كأن بكم تجولون جولان الإبل تبتغون مرعي ، فلا تجدونه يا معر الشيعة "
ـ كمال الدين ص281 ـ
" اعلموا علماً يقيناً أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم وذلك أن الأمة كلها
جاهلية إلا من رحم الله ،فلا تعجلوا فيعجل الخوف بكم " – قال الإمام موسى الكاظم
(ع) – " ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ،ولكن جعلوا أنساً للمؤمن "
– كمال الدين -
وقال الإمام أبو الحسن (ع) " لو ميزت شيعتى لم أجدهم إلا واصفة
،ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد ،ولو
غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي ،أنهم طالما اتكوا على الأرائك فقالوا :
نحن شيعة علي ، إنما شيعة علي من صدق قوله فعله "
– روضه الكافي ص191-
قال الإمام محمد الباقر (ع) : " الناس كلهم بهائم – قالها ثلاثاً- إلا قليلاً من
المؤمنين ، والمؤمن غريب – قالها ثلاثاً – "
–
أعلام الدين للديلمى ص123 ،الكافي ج2 ص189 -
أقول لك أيها الشيعي بالوراثة والولادة
أثناء بحثي عن نور الحق والحقيقة ، وجدت سيلاً هادراً من تلك النصوص والروايات في
ذم الشيعة وفي مصيرها المجهول والخطير ، ومع ذلك لا أجد أحداً منكم يحرك ساكناً
فبحثت عن السبب ،فوجدت أنه الفتنه بالرجال وما يفرضونه عليكم باسم الإسلام أو باسم
أمر أهل البيت (ع) ظلماً وزورا . ثم إني لا أنكر أني وقعت في شباك هذه الفتنه مثلكم
تماماً ولكن الله سلم وأخرجني من الظلمات إلى نور الأئمة الأطهار سلام الله عليهم
.. فخرجت من المتاهة قبل أن تغمرني ظلمة فتنتها وتقيدني بقيودها ، وتضرب على عقلي
وقلبي ، خرجت منها حاملاً مشعل الحق والحقيقة وبحجته البالغة التي لو اجتمع في
مواجهتها الجن والإنس ما استطاعوا حجب نورها وبرهانها الفاصل ، وبها ومن خلالها
رأيت حقيقة الإسلام ، وعلمت بتصوره الرسالي ، وأمره خلال زمن الغيبة وعصورالاغتراب.. وعلمت بذلك كله من خلال العلاقة بينها وبين أئمة أهل البيت الأطهار عليهم السلام ...
ومن هنا بدأ الحوار بحق معك أيها الشيعي بالوراثة والولادة
والحوار يقتضي مني أن أعلن على الأشهاد وأكشف للناس عن حقيقة الإسلام الغائبة
والمنسية وهي أن الإسلام وحي مستمر من يوم أن بدأ الإسلام غريباً وإلى أن يرث الله
الأرض ومن عليها .. الإسلام رجل .. الإسلام ليلة القدر وما ينزل فيها , وما ينزل في
كل يوم وساعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. وبيني وبين من يخالفني حول هذا
التصور الرسالي العقائدي للإسلام حجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله
(ص) وهي ليلة القدر وما ينزل فيها – أو سورة ليلة القدر –
قال الإمام محمد الباقر (ع) :
" يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك
وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية
علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة
إنا كنا منذرين " فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله "
-البرهان في تفسير القرآن ، الكافي-
الإسلام وحي مستمر ، ولهذا فمن يتنزل عليه هذا الوحي يكون هو بشخصه الإسلام في
زمانه كتعاليم وأحكام ودولة ونظام ، هو والإسلام وجهان لعملة واحدة لا يعرف ولا
يقام أحدهما إلا بالآخر .. الإسلام هو رسول الله (ص) في زمانه ومن بعده الإسلام هو
الإمام عليه السلام في زمانه هو معدنه ومادته ،هو خزانه وترجمانه ،هو عيبة وحي الله
تعالى هو وحده يحل حلال الله ،ويحرم حرام الله ،ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله
.. هو أمين الله في أرضه .. وولايته فصل الخطاب وهو من حجبه الحجاب .
" إن الدين عند الله الإسلام "
هذا هو الإسلام _وحى مستمر _ ومن يزعم خلال زمن الغيبة أن عنده الإسلام وفى حوزته
تعاليمه وأحكامه وأوامره المستمرة ،وأحكام الوقائع والحوادث المستمرة :عليه أن يثبت
لنا أن في مرجعيته أو في معهده وجامعته إمام معصوم يستمد منه ذلك ..أو يثبت لنا أنه
من أصحاب وحي السماء المستمر ،أو يثبت لنا أنه على صله دائمة بالإمام الغائب (ع)
..ليس للإسلام إلا مرجعية واحده معصومة ، وهى مرجعية الإمام المهدي(ع) صاحب الزمان
عجل الله تعالى فرجه الشريف، وليس وراء ذلك إلا مرجعيات الرجال ودين الرجال..
والأمر يحتاج إلى تفصيل وتوضيح أكثر ، ومزيد من إلقاء الضوء ، وأقامه الحجة والدليل
والبرهان يقول أمير المؤمنين (ع)
(لكل شيء أساس يقوم عليه )
والأساس الذي يقوم عليه الإسلام هو وحى السماء المستمر والذي لابد له من صاحب على
الأرض..إما نبي أو إمام معصوم ، فمن خلال وحي السماء المستمر يستمر إنزال تعاليم
وأحكام وأوامر الإسلام في كل عصر وزمان .. وفي كل يوم وليلة وساعة ، وهذه علاقة
رسالية مستمرة نتيجتها الإسلام كدين ودولة ، ونظام وحكم ، وتعاليم وأحكام .. وغير
ذلك لا يكون إلا دين الرجال والرأي والاجتهاد والأهواء ..
وفى هذه العلاقة الرسالية المستمرة قرآن نقرأه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا
يعقلون
بسم الله الرحمن الرحيم
" حم .والكتاب المبين ،إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيما يفرق كل أمر حكيم "
" تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر "
" إن علينا جمعه وقرءانه ، فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ، ثم إن علينا بيانه "
قال الإمام الباقر (ع) :
قال الله عز وجل : " فيها يفرق كل أمر حكيم " يقول : ينزل فيها كل أمر حكيم .. ينزل
في ليلة القدر إلي أولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها من أمر نفسه بكذا
وكذا، وفي أمر الناس بكذا وكذا ،وأنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز
وجل الخاص والمكنون العجيب مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ : " ولو أن
ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ، إن
الله عزيز حكيم "
وقال (عليه السلام) أيضاً :
" لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا ، ولقد خلق فيها أول نبي يكون
،وأول وصي يكون ، ولقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلي
مثلها من السنة المقبلة ، من جحد ذلك فقد رد على الله عز وجل علمه ،لأنه لا يقوم
الأنبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة ، مع
الحجة التي يأتيهم بها جبرائيل (ع) ".
انظر لا يقوم الأنبياء والرسل والأئمة إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك
الليلة ،لا تنسي ذلك طيلة المخاصمة .
* كان المفضل عند أبي عبد الله (ع) فقال له المفضل :
جعلت فداك :يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر
السماء؟ قال (ع) :لا الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد
ثم يحجب عنه خبر السماء صباحاً ومساءً .
ـ الكافي ج 1 ص 261ـ
من الشرح :
دل الخبر أن ليلة القدر ينزل فيها كل أمر حكيم ،أي كل أمر يحكمه الله تعالى ويثبته
في اللوح المحفوظ ،فينزل إلي ولي الأمر ،وهو الإمام المعصوم ،وهو تفسير الأمور لكل
سنة سنة من الأوامر الخاصة بالنسبة إلي نفسه ،والأوامر العامة الراجعة لعامة الناس
،بل ينزل على الإمام ما يحدث في كل يوم من الحوادث ،والوقائع ،والأمور وأحكامها
،وهذا من علم الله الخاص ،والعلم المكنون العجيب المخزون المختص بالإمام ،لا يمنحه
أحد ،وذلك العلم يزود به كل يوم ،مثل ما ينزل في ليلة القدر من الأوامر ،والنواهي
،والحوادث والوقائع ،فترى الملائكة كل يوم ينزلون عليه ،يخبرونه بأوامر عجيبة
، وبعلم مكنون وأمر مخزون ،وهذا العلم العجيب لا نفاد له )..... تذكر معي دائماً لا يمنحه أحد غير المعصوم ع
-(...ويوحى إليه فترى الملائكة نازلين من السماء إليه وصاعدين ، يوحون إليه أوامر الله تعالى ،ونواهيه فيعمل بالوحي وبما يأمره الله تعالى به )
ولهذا ورد عن الأئمة (ع) :" لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن "
أيها الشيعي بالوراثة والولادة :
هل سمعت من الرجال أو قرأت عنهم أنهم يُعلِّمون مقلديهم وأنت أحدهم مثل هذه الحقائق
الرسالية التي وردت هنا ؟.. وهل شرحوا لهم ما يجرى ويتم حتى يصدر الأمر والحكم من
جانب الإمام المعصوم (ع) لكل حادث وواقعة ؟ وأمر ونهى ؟ الإمام (ع) يستمد الحكم
والأمر والنهى من الله عز وجل بواسطة الوحي ثم يقيمه على الناس وفيهم ، فمن أين
يستمد المرجع والفقيه خلال زمن الغيبة الحكم والأمر والنهى ، ومن الذي يأمره بأن
يقيمه على الناس وفيهم !! بل من الذي أمره أن يُعمل عقله ويجتهد برأيه ، ويري ما
لا يراه غيره ، ويأمر به مقلديه .. أهو يملك ما لا يملكه الإمام المعصوم (ع) ، حتى
يقوم مقامه ومستغنياً عن وحي السماء ، وما ينزل من عند الله العلى العظيم ؟!! -
يقول صاحب الفوائد المدنية : ( إن اتباع العقل ، والإجماع ،واجتهاد المجتهد ، وتقليد العامي للشخص المجتهد من المستحدثات ) .. بل من بدع واختراعات دين الرجال وفتنتهم التي تخرج منهم وإليهم تعود .. تذكر أيضاً معي دائماً هذا الأمر خلال المخاصمة العقائدية هذه ،إني لأعلم أن الأمر صعب علي كل من يعتنق تشيعه بالوراثة ،ويسير ضمن ركب المرجعية والتقليد الأعمى ، لكنى أعلم أن هناك من يقف علي مفترق الطرق ويتجه بنظره يميناً وشمالاً سراً عسي أن يلوح له شعاع من نور الحق والحقيقة .
ومما ورد عن الإمام محمد الباقر (ع) في أمر ليلة القدر:
( لكل شيء ثمرة وثمرة القرآن إنا أنزلناه ، ولكل شيء كنز وكنز القرآن إنا أنزلناه ،
ولكل شيء عون وعون الضعفاء إنا أنزلناه ، ولكل شيء يسر ويسر المعسرين إنا أنزلناه ،
ولكل شيء عصمة وعصمة المؤمنين إنا أنزلناه ،ولكل شيء هدى وهدى الصالحين إنا أنزلناه
، ولكل شيء سيد وسيد القرآن إنا أنزلناه ، ولكل شيء زينة وزينة القرآن إنا أنزلناه
، ولكل شيء فسطاط وفسطاط المتعبدين إنا أنزلناه ، ولكل شيء بشري وبشري البرايا إنا
أنزلناه ، ولكل شيء حجة والحجة بعد النبي في إنا أنزلناه – فآمنوا بها ، قيل : وما
الإيمان بها ؟ قال : إنها تكون في كل سنة وكل ما ينزل فيها حق ..
وقال عليه السلام
أيضاً : هي نعم رفيق المرء بها يقضي دينه ويعظم دينه ويظهر فلجه ويطول عمره ويحسن
حاله ومن كانت أكثر كلامه لقي الله تعالي صديقاً شهيداً ) .
فيا أيها الشيعي بالوراثة متى وضعت نفسك علي الطريق ، ومتى لحقت بموكب نور ليلة
القدر وما ينزل فيها وما تشع به من حجج وبراهين جالية ،ومتى تحسست بها موازين
ومعالم الحق ، ومتى أبصرت بها وأنت تحمل رؤى وأفكار وتعاليم تشيعك بالتقليد ومن جانب مرجعيتك ..
لا أدرى إلى الآن إن كنت وصلت معي لمعرفة حقيقة الإسلام وتثبت من ذلك أم أنك ما زلت
في واد آخر بعيد كل البعد عن معالم وحقائق الأمر .. ومع ذلك أقول أن الإسلام رجل ..
الإسلام هو الإمام (ع) هو ليلة القدر وما ينزل فيها . فقد ورد في الكتاب المبين
السطر الثاني منه : عن أبى الجارود قال :قلت لأبي جعفر (ع) : جعلت فداك أخبرني عن
صاحب هذا الأمر ، قال : يمسى من أخوف الناس ، ويصبح من أأمن الناس ، يوحى إليه هذا
الأمر ليله ونهاره ، قال : قلت يوحى إليه يا أبا جعفر ؟ قال : يا أبا الجارود أنه
ليس وحى نبوة ،ولكنه يوحى إليه كوحيه إلى مريم بنت عمران ، أم موسى ،وإلى النحل .
يا أبا الجارود إن قائم آل محمد لأكرم عند الله من مريم بنت عمران وأم موسى والنحل
. وقال : إن العلم بكتاب الله عز وجل ،وسنة نبيه لينبت في قلب مهدينا كما ينبت
الزرع علي أحسن نباته ، ( من ) بقى منكم حتى يراه فليقل حين يراه السلام عليكم يا
آهل بيت الرحمة والنبوة ،ومعدن العلم ،وموضع الرسالة ، السلام عليك يا بقية الله في أرضه "
( مما ورد في الشرح )
( الوحي الذي يلقيه الله تعالى إلى الإمام القائم (ع) كما نص الخبر ، يتكلم معه
الملك ، وينقر في سمعه ،أو ينكت في قلبه و لا يراه ، ويخبره بما كان وما يكون من
الحوادث ، والأخبار ، والعلوم ، وما هو كائن ، ويخبره بما ورد عليه من السؤال .
ولذا قال في الخبر : " إن العلم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه (ص) لينبت في قلب
مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته " وذلك العلم من جهة إفاضة الله عليه ،
وتزويده به في كل يوم وليلة بواسطة الملك ،فتنفيذ أوامر الله تعالى ونواهيه في
الخليقة جارية علي يده ،لأن الله تعالى جعل أزمة الأمور طراً بيده وجعله سفيراً
بينه وبين خليقته ) تمعن ودقق : فتنفيذ أوامر الله تعالى ........ الخ ..
هذا هو الإسلام وحقيقته الرسالية .. وهذه هي طريقة تطبيقه وإقامة أمره
في الناس وعلى الناس .. وأي شيء غير ذلك أو مخالف لذلك لا يكون إلا من دين الرجال
الذين تخرج منهم الفتنه وإليهم تعود .. فبالله عليك أين يكون موقع الفقيه أو العالم
وما هو دوره بالضبط علي خريطة الإسلام هنا وفي ساحته ؟! إن موقعه فقط أن يكون علي
حدود هذه الخريطة ومن خارجها ليكون همزة الوصل فقط بين الناس وبين الإمام المعصوم
(ع) وتعاليمه وأوامره الرسالية ..هو فقط مجرد ناقل للخبر والحكم عن مشكاة العصمة
ولا يزيد دوره عن دور السفارة والسفراء الذين هم أعلا وأرفع شأناً ..ولكن أيها
الشيعي بالوراثة قد فات عليك أن هذا الفقيه أو المرجع خلال زمن الغيبة قد تقمص دور
الإمام المعصوم وأمره ، برغم أنه ليس في حوزته إلا دين الرجال .
وها أنا أخاصم كل فقيه أو مرجع الآن وأقول له :
( الأئمة عليهم السلام أو الإمام عليه السلام ليس له إمضاء أي حكم من أحكام الإسلام
إلا بعد أن يؤمر بواسطة وحي السماء كيف يمضيه ،وكيف يحكم به .. فماذا يكون حال كل
من يتعرض للقضايا المتجددة والنوازل والحوادث المستمرة ، ويفتي فيها من عنده ..
ويحكم فيها بنفسه ؟!! إن أقل ما يقال هنا أننا أمام دينان مختلفان تماماً .. الدين
الأول دين الوحي والرسالة .. والدين الآخر دين الرجال والرأي والاجتهاد ،بل
الاختراع.
- لأن –
الإمام المعصوم (ع) والذي في حوزته وحده علم القرآن والإسلام ،لا يقوم بتنفيذ شيء
منه في الأحداث والوقائع التي تقع في زمانه وفي كل يوم وساعة ، ولا يجري أحكامها في
الناس إلا بعد توجيهات وتعليمات السماء بواسطة الوحي ،وعن طريق الملك .. فكيف من لا
يملك شيئاً أن يقوم بهذه المهام الجسام إلا أن يخترع في الدين من عند نفسه !! ..
ورد عن الأئمة (ع) قولهم : " لولا أن نزداد لأنفذنا " " لو رفعت ليلة القدر لرفع
القرآن " – الإمام عليه السلام يتوقف العلم وينفذ عنده لولا أنه يزداد من وحي
السماء .. ثم نرى الفقيه أو المرجع لا ينفذ برغم أنه لا يتصل بوحي السماء ، ولا
عنده علم الكتاب والسنة .. أليس هذا غريباً واستخفافا بالعقول ، وضرباً من الخبل
والشعوذة . ثم هل للفقيه أو المرجع دوراً في الإسلام أكثر من دور السفير نفسه
المحدود فقط بالاتصال بالإمام المعصوم (ع) وتلقي منه ما يحتاجه الناس من تعاليم
وأحكام وأوامر دينهم ، وخصوصاً في المسائل المستحدثة والوقائع والنوازل المستمرة ،
ثم الرجوع للناس وشرح ذلك لهم ؟!وهل لغير المعصوم من دور في الإسلام غير ذلك ؟ أنني
أقطع بأن ما يقوم به الفقيه والمرجع الآن وفي الدائرة الأصولية بالذات يخص دين آخر
غير دين الإسلام .
يقول أمير المؤمنين (ع) في أمر الأئمة (ع)
" ..وهم ولاة أمر الدين الذين قال الله فيهم – أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، وقال فيهم : " ولو ردوه إلي الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال السائل : ما ذلك الأمر الذي تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم ... " .
- الطبرسي في الاحتجاج –
فهل الفقيه أو المرجع من أولي الأمر هؤلاء (ع) وتنزل عليه ملائكة السماء في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم ؟! ..بل أين يكون موقع الفقيه والمرجع هنا ؟
- عن أبي الله (ع) في رواية فيها :
" .. إن الدين وأصل الدين هو رجل ، وذلك الرجل هو اليقين ، وهو الإيمان ،وهو إمام
أمته وأهل زمانه ، فمن عرفه عرف الله ودينه ، ومن لم يعرفه لا يعرف الله ودينه
وشرايعه "
- بصائر الدرجات ص228 ، البرهان في تفسير القرآن ج1 ص24-
فمشكلتك هنا أنك لم تعرف الإمام (ع) حق المعرفة ..وإلا لم تنتظر إنسان مثلي أن يكشف
لك عن حقيقة ما أنت عليه ومفتون به بسبب من تقلده وتسير في ركابه وتقدسه .
هذا هو الإسلام وتصوره الرسالي ،ولا يقولن لي أحد من الشيعة أننا نعرفه ونعمل به ،
ومراجعنا يعلموننا تعاليمنا وأحكامنا على أساسه .
- هذا هو الإسلام ، فهل يمكن أو يكون غائباً وحاضراً في آن واحد ؟ !
وهذه ليلة القدر وما ينزل فيها وهذا الإسلام والتي من خلال معالمها وموازينها
الرسالية سيتم الإجابة أو الفصل في الأمر .. ثم إن الذي أذهلني أني قد وجدت الشيعة
في غفلة تامة عن أمر ليلة القدر وعلاقتها بالإمام المعصوم (ع) ومن ثم الإسلام نفسه
، بل إن الأئمة عليهم السلام أمروا الأشياع بالمفاصلة والمخاصمة بها مع المخالف ومع
أهل التيه والضلال وقد أُلزموا بها إلزاماً عقائدياً ، ومع ذلك لم يثبت لي إلى الآن
أن لليلة القدر مكان أو مساحة في عقائد الشيعة برغم أنها حجة الله تبارك وتعالى بعد
رسوله (ص) وسيدة الدين ورأس العلم .. بل رأيت الأشياع على أمر مخالف لها تماماً
،رأيتهم يتبعون أو يعتنقون دين الرجال ,ولا يعتنقون الدين الذي يأتي من خلال وحي
السماء وليلة القدر ،ولهذا فإنه ثبت لي يقيناً أن المخاصمة تجب أن تقع أولاً مع
الشيعة قبل غيرهم ..وما هذا البحث إلا جانباً من هذه المخاصمة بليلة القدر وما ينزل
فيها ، سأخاصمكم ما حييت كما أمر الأئمة عليهم السلام لأنكم لستم بشيعة لأهل البيت
عليهم السلام : فإما أن تكونوا شيعة بحق فتقبلوا مني هذه المخاصمة وتقرون بنتائجها
وتؤمنوا بها .. وإما أن تخاصموني أنتم بما أمرتم به ، أم أنكم ستنكرون ؟!!.
انظر تكملة الموضوع أسفل
تعليق