إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حوار عقائدي حول حقيقة الإسلام وأهله ( هام لأتباع المراجع والفقهاء )

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار عقائدي حول حقيقة الإسلام وأهله ( هام لأتباع المراجع والفقهاء )

    [size=3]
    بسم الله الرحمان الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


    هذا البحث تكملة لبحث ( مسيرة الإسلام وليلة القدر ) الذي كتبه عضو في شبكة هجر الثقافية اسمه ( باحث عن الحق ) ينتظر أي رد أوسؤال او استفسار حول البحث ممن يريد الاستفادة من البحث الهام لكل مؤمن




    بسم الله الرحمن الرحيم
    حوار عقائدي..أو مخاصمة عقائدية
    حول حقيقة الإسلام وأمره
    ( أمر أهل البيت عليهم السلام ) )
    هذا الحوار لن يكون بين شيعي وسني، بل سيكون بين شيعي مستبصر وشيعي بالوراثة أياً كان وأينما يكون موقعه من العالم وسأبين لهذا الشيعي بالوراثة كيف أفلت ونجوت من طريقته الباطلة في الدين .. ففي بداية الطريق تشيعت للشيعة مثله ظناً منى أنهم ملتزمون ومتمسكون بأمر أهل البيت (عليهم السلام) ،ولم أشعر بأني قد خرجت من دين الرجال ثم دخلت فيه مره أخرى ، ولولا أقداري الرحيمة وتوفيق الله عز وجل وهدايته لي ، وعلمه سبحانه وتعالى بسريرة نفسي وشوقي لمعرفه الحق وأهله ، فأخرجني من دين الرجال لأتشيع أخيراً لأئمة الحق و النور أئمة أهل البيت (عليهم السلام ) بعيداً عن فتنه رجال الشيعة .. وهنا كشف لي الغطاء عن معالم وحقائق غابت عن الأمة قاطبة والشيعة خاصةً.. معالم الحق الذي يتوقف عليه صحة الاعتقاد ، وصحة اعتناق الإسلام وتحقيق الإيمان ، والفوز والنجاة يوم الحساب.

    _لم أكن أتصور أن أمة التيه تجهل ليومنا هذا حقيقة الإسلام ، وتصوره الرسالي ، والشيء المذهل والغريب أنها بشتى مشاربها ومذاهبها المختلفة تصر على أنها أمة الإسلام وفي حوزتها دين الإسلام ، ولا شك أنني ممن كنت أتصور ذلك وأصدقه، ولكن كان إلى حين ، إلى أن قذفت بي أقداري الرحيمة في ساحة البحث والتنقيب ، وبعد أن كشف لي الغطاء عن المخبوء أو الأمر الغائب عن أمة التيه التي لا تعرف إلا دين الباطل والضلال دين الرجال، دين المدارس والمعاهد والجامعات والحوزات .. والأمر صعباً وليس سهلاً لأن الذي يصل إليه في زماننا الحالي (أي قروناً عديدة) إلي معرفه الحق، أو معرفه حقيقة الإسلام ، وحقيقة واقع الأمة ، لن يُرى إلا مجنوناً، أو أبله لا عقل له والسبب وراء ذلك أنة بعد رحيل النبوة مباشره منع حمل هذا الحق والتصريح به أو إظهار تصوره و اعتقاده والإيمان والعمل به ..حتى وصل الأمر بعد ذلك إلى عقاب صاحبه ومعتقده وكان أهونه الإطاحة برأسه بالسيف ... حتى أصبح الأمر نسياً منسياً ، وبعد أن تم تبديله وتغييره بدين الرجال وبسبب كما قال رسول الله (ص) والأئمة( عليهم السلام) ( فقهاؤهم شر فقهاء تحت أديم السماء منهم خرجت الفتنه وإليهم تعود ) يتم
    اعتناق دين الرجال على أنه الإسلام نفسه ولا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم .

    _مذاهب ومشارب شتى للأمة والجميع مختلفون وضالون إلا من يولى هارباً من قيودها ويلحق بركب الغرباء المؤمنين ولا يزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ) إلا المؤمن الغريب ، فطوبى للغرباء . فقد ورد عن الإمام الباقر (ع) في هذه الآية. قال:
    ولا يزالون مختلفين في الدين ، إلا من رحم ربك يعني آل محمد صلوات الله عليهم
    وأتباعهم . يقول الله عز وجل ((ولذلك خلقهم )) يعنى أهل رحمة لا يختلفون في الدين .

    – تفسير الصافي ج2 ص475 –

    وورد في خطب أمير المؤمنين (عليهم السلام)
    منه.. فوالذي نفس على بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين (ع) ابني في ضلال وظلمة وعسفة وجور واختلاف في الدين ،وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه وإظهار البدع وإبطال السنن ،واختلاف وقياس مشتبهات ،وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام وتدخل في العمى والتلدد والتكسع )...(الغيبة للنعمانى ) .
    ومع أن الجميع مختلفون وفي ضلال مبين (إلا المؤمن الغريب) مع ذلك وجدت عجبا ً خلال
    بحثي وتنقيبي عن الحق .. وجدت أن الشيعة مع أنهم يقولون بولاية أهل البيت عليهم
    السلام ، ويقولون أيضا أنهم يتمسكون بأمرهم عليهم السلام ،يجهلون تماماً حقيقة
    الإسلام ، وحقيقة واقع أمره خلال زمن الغيبة وعصور الاغتراب ،وبرغم أنه ورد فيهم
    بسبب غفلتهم هذه الكثير من الذم والوعيد خلال نصوص وروايات أئمة أهل البيت (عليهم
    السلام) لا يحركون ساكناً،ولا يتفكرون وكأن ذلك ورد في غيرهم مع أن الجميع سواء ،
    إلا المؤمن الغريب ، ومن ذلك : قول أمير المؤمنين (عليه السلام) " وواأسفاه من
    فعلات شيعتنا بعد قرب مودتها اليوم ، كيف يستذل بعدى بعضها بعضاً ، وكيف يقتل بعضها
    بعضاً !! المتشتتة غداً عن الأصل النازلة بالفرع ، المؤملة الفتح من غير جهاته ، كل
    حزب منهم آخذ منه بعضه ، أينما مال الغصن مال معه ، ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من
    بعدى أضعاف ما تاهت بنوإسرائيل " – ـ بحار الأنوار ج51 ص123 -

    " كأن بكم تجولون جولان الإبل تبتغون مرعي ، فلا تجدونه يا معر الشيعة "

    ـ كمال الدين ص281 ـ
    " اعلموا علماً يقيناً أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم وذلك أن الأمة كلها
    جاهلية إلا من رحم الله ،فلا تعجلوا فيعجل الخوف بكم " – قال الإمام موسى الكاظم
    (ع) – " ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ،ولكن جعلوا أنساً للمؤمن "

    – كمال الدين -

    وقال الإمام أبو الحسن (ع) " لو ميزت شيعتى لم أجدهم إلا واصفة
    ،ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد ،ولو
    غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي ،أنهم طالما اتكوا على الأرائك فقالوا :
    نحن شيعة علي ، إنما شيعة علي من صدق قوله فعله "

    – روضه الكافي ص191-
    قال الإمام محمد الباقر (ع) : " الناس كلهم بهائم – قالها ثلاثاً- إلا قليلاً من
    المؤمنين ، والمؤمن غريب – قالها ثلاثاً – "

    أعلام الدين للديلمى ص123 ،الكافي ج2 ص189 -
    أقول لك أيها الشيعي بالوراثة والولادة
    أثناء بحثي عن نور الحق والحقيقة ، وجدت سيلاً هادراً من تلك النصوص والروايات في
    ذم الشيعة وفي مصيرها المجهول والخطير ، ومع ذلك لا أجد أحداً منكم يحرك ساكناً
    فبحثت عن السبب ،فوجدت أنه الفتنه بالرجال وما يفرضونه عليكم باسم الإسلام أو باسم
    أمر أهل البيت (ع) ظلماً وزورا . ثم إني لا أنكر أني وقعت في شباك هذه الفتنه مثلكم
    تماماً ولكن الله سلم وأخرجني من الظلمات إلى نور الأئمة الأطهار سلام الله عليهم
    .. فخرجت من المتاهة قبل أن تغمرني ظلمة فتنتها وتقيدني بقيودها ، وتضرب على عقلي
    وقلبي ، خرجت منها حاملاً مشعل الحق والحقيقة وبحجته البالغة التي لو اجتمع في
    مواجهتها الجن والإنس ما استطاعوا حجب نورها وبرهانها الفاصل ، وبها ومن خلالها
    رأيت حقيقة الإسلام ، وعلمت بتصوره الرسالي ، وأمره خلال زمن الغيبة وعصورالاغتراب.. وعلمت بذلك كله من خلال العلاقة بينها وبين أئمة أهل البيت الأطهار عليهم السلام ...
    ومن هنا بدأ الحوار بحق معك أيها الشيعي بالوراثة والولادة
    والحوار يقتضي مني أن أعلن على الأشهاد وأكشف للناس عن حقيقة الإسلام الغائبة
    والمنسية وهي أن الإسلام وحي مستمر من يوم أن بدأ الإسلام غريباً وإلى أن يرث الله
    الأرض ومن عليها .. الإسلام رجل .. الإسلام ليلة القدر وما ينزل فيها , وما ينزل في
    كل يوم وساعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. وبيني وبين من يخالفني حول هذا
    التصور الرسالي العقائدي للإسلام حجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله
    (ص) وهي ليلة القدر وما ينزل فيها – أو سورة ليلة القدر –
    قال الإمام محمد الباقر (ع) :
    " يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك
    وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية
    علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب‍ " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة
    إنا كنا منذرين " فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله "
    -البرهان في تفسير القرآن ، الكافي-

    الإسلام وحي مستمر ، ولهذا فمن يتنزل عليه هذا الوحي يكون هو بشخصه الإسلام في
    زمانه كتعاليم وأحكام ودولة ونظام ، هو والإسلام وجهان لعملة واحدة لا يعرف ولا
    يقام أحدهما إلا بالآخر .. الإسلام هو رسول الله (ص) في زمانه ومن بعده الإسلام هو
    الإمام عليه السلام في زمانه هو معدنه ومادته ،هو خزانه وترجمانه ،هو عيبة وحي الله
    تعالى هو وحده يحل حلال الله ،ويحرم حرام الله ،ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله
    .. هو أمين الله في أرضه .. وولايته فصل الخطاب وهو من حجبه الحجاب .
    " إن الدين عند الله الإسلام "
    هذا هو الإسلام _وحى مستمر _ ومن يزعم خلال زمن الغيبة أن عنده الإسلام وفى حوزته
    تعاليمه وأحكامه وأوامره المستمرة ،وأحكام الوقائع والحوادث المستمرة :عليه أن يثبت
    لنا أن في مرجعيته أو في معهده وجامعته إمام معصوم يستمد منه ذلك ..أو يثبت لنا أنه
    من أصحاب وحي السماء المستمر ،أو يثبت لنا أنه على صله دائمة بالإمام الغائب (ع)
    ..ليس للإسلام إلا مرجعية واحده معصومة ، وهى مرجعية الإمام المهدي(ع) صاحب الزمان
    عجل الله تعالى فرجه الشريف، وليس وراء ذلك إلا مرجعيات الرجال ودين الرجال..
    والأمر يحتاج إلى تفصيل وتوضيح أكثر ، ومزيد من إلقاء الضوء ، وأقامه الحجة والدليل
    والبرهان يقول أمير المؤمنين (ع)
    (لكل شيء أساس يقوم عليه )
    والأساس الذي يقوم عليه الإسلام هو وحى السماء المستمر والذي لابد له من صاحب على
    الأرض..إما نبي أو إمام معصوم ، فمن خلال وحي السماء المستمر يستمر إنزال تعاليم
    وأحكام وأوامر الإسلام في كل عصر وزمان .. وفي كل يوم وليلة وساعة ، وهذه علاقة
    رسالية مستمرة نتيجتها الإسلام كدين ودولة ، ونظام وحكم ، وتعاليم وأحكام .. وغير
    ذلك لا يكون إلا دين الرجال والرأي والاجتهاد والأهواء ..
    وفى هذه العلاقة الرسالية المستمرة قرآن نقرأه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا
    يعقلون
    بسم الله الرحمن الرحيم
    " حم .والكتاب المبين ،إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيما يفرق كل أمر حكيم "
    " تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر "
    " إن علينا جمعه وقرءانه ، فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ، ثم إن علينا بيانه "
    قال الإمام الباقر (ع) :
    قال الله عز وجل : " فيها يفرق كل أمر حكيم " يقول : ينزل فيها كل أمر حكيم .. ينزل
    في ليلة القدر إلي أولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها من أمر نفسه بكذا
    وكذا، وفي أمر الناس بكذا وكذا ،وأنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز
    وجل الخاص والمكنون العجيب مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ : " ولو أن
    ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ، إن
    الله عزيز حكيم "

    وقال (عليه السلام) أيضاً :
    " لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا ، ولقد خلق فيها أول نبي يكون
    ،وأول وصي يكون ، ولقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلي
    مثلها من السنة المقبلة ، من جحد ذلك فقد رد على الله عز وجل علمه ،لأنه لا يقوم
    الأنبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة ، مع
    الحجة التي يأتيهم بها جبرائيل (ع) ".
    انظر لا يقوم الأنبياء والرسل والأئمة إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك
    الليلة ،لا تنسي ذلك طيلة المخاصمة .

    * كان المفضل عند أبي عبد الله (ع) فقال له المفضل :
    جعلت فداك :يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر
    السماء؟ قال (ع) :لا الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد
    ثم يحجب عنه خبر السماء صباحاً ومساءً .

    ـ الكافي ج 1 ص 261ـ
    من الشرح :
    دل الخبر أن ليلة القدر ينزل فيها كل أمر حكيم ،أي كل أمر يحكمه الله تعالى ويثبته
    في اللوح المحفوظ ،فينزل إلي ولي الأمر ،وهو الإمام المعصوم ،وهو تفسير الأمور لكل
    سنة سنة من الأوامر الخاصة بالنسبة إلي نفسه ،والأوامر العامة الراجعة لعامة الناس
    ،بل ينزل على الإمام ما يحدث في كل يوم من الحوادث ،والوقائع ،والأمور وأحكامها
    ،وهذا من علم الله الخاص ،والعلم المكنون العجيب المخزون المختص بالإمام ،لا يمنحه
    أحد ،وذلك العلم يزود به كل يوم ،مثل ما ينزل في ليلة القدر من الأوامر ،والنواهي
    ،والحوادث والوقائع ،فترى الملائكة كل يوم ينزلون عليه ،يخبرونه بأوامر عجيبة
    ، وبعلم مكنون وأمر مخزون ،وهذا العلم العجيب لا نفاد له )..... تذكر معي دائماً لا يمنحه أحد غير المعصوم ع
    -(...ويوحى إليه فترى الملائكة نازلين من السماء إليه وصاعدين ، يوحون إليه أوامر الله تعالى ،ونواهيه فيعمل بالوحي وبما يأمره الله تعالى به )
    ولهذا ورد عن الأئمة (ع) :" لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن "

    أيها الشيعي بالوراثة والولادة :
    هل سمعت من الرجال أو قرأت عنهم أنهم يُعلِّمون مقلديهم وأنت أحدهم مثل هذه الحقائق
    الرسالية التي وردت هنا ؟.. وهل شرحوا لهم ما يجرى ويتم حتى يصدر الأمر والحكم من
    جانب الإمام المعصوم (ع) لكل حادث وواقعة ؟ وأمر ونهى ؟ الإمام (ع) يستمد الحكم
    والأمر والنهى من الله عز وجل بواسطة الوحي ثم يقيمه على الناس وفيهم ، فمن أين
    يستمد المرجع والفقيه خلال زمن الغيبة الحكم والأمر والنهى ، ومن الذي يأمره بأن
    يقيمه على الناس وفيهم !! بل من الذي أمره أن يُعمل عقله ويجتهد برأيه ،‍ ويري ما
    لا يراه غيره ، ويأمر به مقلديه .. أهو يملك ما لا يملكه الإمام المعصوم (ع) ، حتى
    يقوم مقامه ومستغنياً عن وحي السماء ، وما ينزل من عند الله العلى العظيم ؟!! -
    يقول صاحب الفوائد المدنية : ( إن اتباع العقل ، والإجماع ،واجتهاد المجتهد ، وتقليد العامي للشخص المجتهد من المستحدثات ) .. بل من بدع واختراعات دين الرجال وفتنتهم التي تخرج منهم وإليهم تعود .. تذكر أيضاً معي دائماً هذا الأمر خلال المخاصمة العقائدية هذه ،إني لأعلم أن الأمر صعب علي كل من يعتنق تشيعه بالوراثة ،ويسير ضمن ركب المرجعية والتقليد الأعمى ، لكنى أعلم أن هناك من يقف علي مفترق الطرق ويتجه بنظره يميناً وشمالاً سراً عسي أن يلوح له شعاع من نور الحق والحقيقة .
    ومما ورد عن الإمام محمد الباقر (ع) في أمر ليلة القدر:
    ( لكل شيء ثمرة وثمرة القرآن إنا أنزلناه ، ولكل شيء كنز وكنز القرآن إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء عون وعون الضعفاء إنا أنزلناه ، ولكل شيء يسر ويسر المعسرين إنا أنزلناه ،
    ولكل شيء عصمة وعصمة المؤمنين إنا أنزلناه ،ولكل شيء هدى وهدى الصالحين إنا أنزلناه
    ، ولكل شيء سيد وسيد القرآن إنا أنزلناه ، ولكل شيء زينة وزينة القرآن إنا أنزلناه
    ، ولكل شيء فسطاط وفسطاط المتعبدين إنا أنزلناه ، ولكل شيء بشري وبشري البرايا إنا
    أنزلناه ، ولكل شيء حجة والحجة بعد النبي في إنا أنزلناه – فآمنوا بها ، قيل : وما
    الإيمان بها ؟ قال : إنها تكون في كل سنة وكل ما ينزل فيها حق ..
    وقال عليه السلام
    أيضاً : هي نعم رفيق المرء بها يقضي دينه ويعظم دينه ويظهر فلجه ويطول عمره ويحسن
    حاله ومن كانت أكثر كلامه لقي الله تعالي صديقاً شهيداً ) .

    فيا أيها الشيعي بالوراثة متى وضعت نفسك علي الطريق ، ومتى لحقت بموكب نور ليلة
    القدر وما ينزل فيها وما تشع به من حجج وبراهين جالية ،ومتى تحسست بها موازين
    ومعالم الحق ، ومتى أبصرت بها وأنت تحمل رؤى وأفكار وتعاليم تشيعك بالتقليد ومن جانب مرجعيتك ..
    لا أدرى إلى الآن إن كنت وصلت معي لمعرفة حقيقة الإسلام وتثبت من ذلك أم أنك ما زلت
    في واد آخر بعيد كل البعد عن معالم وحقائق الأمر .. ومع ذلك أقول أن الإسلام رجل ..
    الإسلام هو الإمام (ع) هو ليلة القدر وما ينزل فيها . فقد ورد في الكتاب المبين
    السطر الثاني منه : عن أبى الجارود قال :قلت لأبي جعفر (ع) : جعلت فداك أخبرني عن
    صاحب هذا الأمر ، قال : يمسى من أخوف الناس ، ويصبح من أأمن الناس ، يوحى إليه هذا
    الأمر ليله ونهاره ، قال : قلت يوحى إليه يا أبا جعفر ؟ قال : يا أبا الجارود أنه
    ليس وحى نبوة ،ولكنه يوحى إليه كوحيه إلى مريم بنت عمران ، أم موسى ،وإلى النحل .
    يا أبا الجارود إن قائم آل محمد لأكرم عند الله من مريم بنت عمران وأم موسى والنحل
    . وقال : إن العلم بكتاب الله عز وجل ،وسنة نبيه لينبت في قلب مهدينا كما ينبت
    الزرع علي أحسن نباته ، ( من ) بقى منكم حتى يراه فليقل حين يراه السلام عليكم يا
    آهل بيت الرحمة والنبوة ،ومعدن العلم ،وموضع الرسالة ، السلام عليك يا بقية الله في أرضه "
    ( مما ورد في الشرح )
    ( الوحي الذي يلقيه الله تعالى إلى الإمام القائم (ع) كما نص الخبر ، يتكلم معه
    الملك ، وينقر في سمعه ،أو ينكت في قلبه و لا يراه ، ويخبره بما كان وما يكون من
    الحوادث ، والأخبار ، والعلوم ، وما هو كائن ، ويخبره بما ورد عليه من السؤال .
    ولذا قال في الخبر : " إن العلم بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه (ص) لينبت في قلب
    مهدينا كما ينبت الزرع على أحسن نباته " وذلك العلم من جهة إفاضة الله عليه ،
    وتزويده به في كل يوم وليلة بواسطة الملك ،فتنفيذ أوامر الله تعالى ونواهيه في
    الخليقة جارية علي يده ،لأن الله تعالى جعل أزمة الأمور طراً بيده وجعله سفيراً
    بينه وبين خليقته ) تمعن ودقق : فتنفيذ أوامر الله تعالى ........ الخ ..
    هذا هو الإسلام وحقيقته الرسالية .. وهذه هي طريقة تطبيقه وإقامة أمره
    في الناس وعلى الناس .. وأي شيء غير ذلك أو مخالف لذلك لا يكون إلا من دين الرجال
    الذين تخرج منهم الفتنه وإليهم تعود .. فبالله عليك أين يكون موقع الفقيه أو العالم
    وما هو دوره بالضبط علي خريطة الإسلام هنا وفي ساحته ؟! إن موقعه فقط أن يكون علي
    حدود هذه الخريطة ومن خارجها ليكون همزة الوصل فقط بين الناس وبين الإمام المعصوم
    (ع) وتعاليمه وأوامره الرسالية ..هو فقط مجرد ناقل للخبر والحكم عن مشكاة العصمة
    ولا يزيد دوره عن دور السفارة والسفراء الذين هم أعلا وأرفع شأناً ..ولكن أيها
    الشيعي بالوراثة قد فات عليك أن هذا الفقيه أو المرجع خلال زمن الغيبة قد تقمص دور
    الإمام المعصوم وأمره ، برغم أنه ليس في حوزته إلا دين الرجال .
    وها أنا أخاصم كل فقيه أو مرجع الآن وأقول له :
    ( الأئمة عليهم السلام أو الإمام عليه السلام ليس له إمضاء أي حكم من أحكام الإسلام
    إلا بعد أن يؤمر بواسطة وحي السماء كيف يمضيه ،وكيف يحكم به .. فماذا يكون حال كل
    من يتعرض للقضايا المتجددة والنوازل والحوادث المستمرة ، ويفتي فيها من عنده ..
    ويحكم فيها بنفسه ؟!! إن أقل ما يقال هنا أننا أمام دينان مختلفان تماماً .. الدين
    الأول دين الوحي والرسالة .. والدين الآخر دين الرجال والرأي والاجتهاد ،بل
    الاختراع.
    - لأن –
    الإمام المعصوم (ع) والذي في حوزته وحده علم القرآن والإسلام ،لا يقوم بتنفيذ شيء
    منه في الأحداث والوقائع التي تقع في زمانه وفي كل يوم وساعة ، ولا يجري أحكامها في
    الناس إلا بعد توجيهات وتعليمات السماء بواسطة الوحي ،وعن طريق الملك .. فكيف من لا
    يملك شيئاً أن يقوم بهذه المهام الجسام إلا أن يخترع في الدين من عند نفسه !! ..
    ورد عن الأئمة (ع) قولهم : " لولا أن نزداد لأنفذنا " " لو رفعت ليلة القدر لرفع
    القرآن " – الإمام عليه السلام يتوقف العلم وينفذ عنده لولا أنه يزداد من وحي
    السماء .. ثم نرى الفقيه أو المرجع لا ينفذ برغم أنه لا يتصل بوحي السماء ، ولا
    عنده علم الكتاب والسنة .. أليس هذا غريباً واستخفافا بالعقول ، وضرباً من الخبل
    والشعوذة . ثم هل للفقيه أو المرجع دوراً في الإسلام أكثر من دور السفير نفسه
    المحدود فقط بالاتصال بالإمام المعصوم (ع) وتلقي منه ما يحتاجه الناس من تعاليم
    وأحكام وأوامر دينهم ، وخصوصاً في المسائل المستحدثة والوقائع والنوازل المستمرة ،
    ثم الرجوع للناس وشرح ذلك لهم ؟!وهل لغير المعصوم من دور في الإسلام غير ذلك ؟ أنني
    أقطع بأن ما يقوم به الفقيه والمرجع الآن وفي الدائرة الأصولية بالذات يخص دين آخر
    غير دين الإسلام .
    يقول أمير المؤمنين (ع) في أمر الأئمة (ع)
    " ..وهم ولاة أمر الدين الذين قال الله فيهم – أطيعوا الله و أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، وقال فيهم : " ولو ردوه إلي الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال السائل : ما ذلك الأمر الذي تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم ... " .

    - الطبرسي في الاحتجاج –
    فهل الفقيه أو المرجع من أولي الأمر هؤلاء (ع) وتنزل عليه ملائكة السماء في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم ؟! ..بل أين يكون موقع الفقيه والمرجع هنا ؟
    - عن أبي الله (ع) في رواية فيها :
    " .. إن الدين وأصل الدين هو رجل ، وذلك الرجل هو اليقين ، وهو الإيمان ،وهو إمام
    أمته وأهل زمانه ، فمن عرفه عرف الله ودينه ، ومن لم يعرفه لا يعرف الله ودينه
    وشرايعه "
    - بصائر الدرجات ص228 ، البرهان في تفسير القرآن ج1 ص24-
    فمشكلتك هنا أنك لم تعرف الإمام (ع) حق المعرفة ..وإلا لم تنتظر إنسان مثلي أن يكشف
    لك عن حقيقة ما أنت عليه ومفتون به بسبب من تقلده وتسير في ركابه وتقدسه .
    هذا هو الإسلام وتصوره الرسالي ،ولا يقولن لي أحد من الشيعة أننا نعرفه ونعمل به ،
    ومراجعنا يعلموننا تعاليمنا وأحكامنا على أساسه .
    - هذا هو الإسلام ، فهل يمكن أو يكون غائباً وحاضراً في آن واحد ؟ !
    وهذه ليلة القدر وما ينزل فيها وهذا الإسلام والتي من خلال معالمها وموازينها
    الرسالية سيتم الإجابة أو الفصل في الأمر .. ثم إن الذي أذهلني أني قد وجدت الشيعة
    في غفلة تامة عن أمر ليلة القدر وعلاقتها بالإمام المعصوم (ع) ومن ثم الإسلام نفسه
    ، بل إن الأئمة عليهم السلام أمروا الأشياع بالمفاصلة والمخاصمة بها مع المخالف ومع
    أهل التيه والضلال وقد أُلزموا بها إلزاماً عقائدياً ، ومع ذلك لم يثبت لي إلى الآن
    أن لليلة القدر مكان أو مساحة في عقائد الشيعة برغم أنها حجة الله تبارك وتعالى بعد
    رسوله (ص) وسيدة الدين ورأس العلم .. بل رأيت الأشياع على أمر مخالف لها تماماً
    ،رأيتهم يتبعون أو يعتنقون دين الرجال ,ولا يعتنقون الدين الذي يأتي من خلال وحي
    السماء وليلة القدر ،ولهذا فإنه ثبت لي يقيناً أن المخاصمة تجب أن تقع أولاً مع
    الشيعة قبل غيرهم ..وما هذا البحث إلا جانباً من هذه المخاصمة بليلة القدر وما ينزل
    فيها ، سأخاصمكم ما حييت كما أمر الأئمة عليهم السلام لأنكم لستم بشيعة لأهل البيت
    عليهم السلام : فإما أن تكونوا شيعة بحق فتقبلوا مني هذه المخاصمة وتقرون بنتائجها
    وتؤمنوا بها .. وإما أن تخاصموني أنتم بما أمرتم به ، أم أنكم ستنكرون ؟!!.

    انظر تكملة الموضوع أسفل

  • #2

    هذه تكملة البحث لطول مساحته


    ولنا وقفة على الطريق _
    موضوع هذا الحوار أو هذه المخاصمة عقائدي أمره خطير ويتوقف عليه المصير ،وليس فيه
    إما الفوز والنجاة ... وإما الخسران المبين ،وهذا الموضوع العقائدي مسئولية كل شخص
    وهو أكبر من أن يتم عرضه على مرجع أو فقيه ،ليدلي فيه بدلوه أو يفتينا فيه برأيه
    ،بل إنني أجزم أن مثل هذا المرجع أو الفقيه هو نفسه في أمس الحاجة لمعرفة الأمر
    معنا ولكن أنى له ذلك والموانع والفتن من حوله كثيرة .. ثم أليس من المعلوم أن
    الأمور العقائدية ينبغي بل يجب على كل مسلم أن يبحث وينقب بنفسه عنها ويطلبها من
    مصدرها الرسالي المعصوم فقط ، ولا يُسأل عنها غير المعصوم لأن الزلل والخطأ فيها
    يطيح بالمصير ، ومن ناحية أخرى حتى لا يقع الشخص تحت تأثير أو زيف الهالة والقدسية
    التي تحيط بالفقيه أو المرجع برغم أنه معرض مثل أي فرد عادي للخطأ والضلال ،
    أو ليس الأشياع يعلمون أن الإمام القائم (ع) عند ظهوره سيرفع الفتنة عن الشيعة
    بتخليصهم أولاً من فقهاء وعلماء الفتنة ودين الرجال(الشيعة) ويطيح رؤوس سبعين منهم
    بحد السيف ..ثم إن الأئمة الأطهار سلام الله عليهم لم يتركونا حيارى بل رسموا لنا
    الطريق وحددوا لنا آلية البحث والتنقيب عن الحق ومن ذلك :
    قول رسول الله (ص) في أحاديث الثقلين ، ثم قوله (ص) :
    " لا قول إلا بعمل ، ولا قول ولا عمل إلا بنية ، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا
    بإصابة السنة "
    وقول أمير المؤمنين (ع) :
    " الناظر بالقلب العامل بالبصر يكون مبتدأ عمله أن يعلم : أعمله عليه أم له ، فإن
    كان له مضى فيه ، وإن كان عليه وقف عنه ، فإن العامل عنه بغير علم كالسائر على غير
    طريق ، فلا يزيد بعده عن الطريق الواضح إلا بعدا ًمن حاجته ، والعامل بالعلم
    كالسائر على الطريق الواضح .. فلينظر ناظر أسائر هو أم راجع "
    ومما ورد في خطب أمير المؤمنين (ع) أيضاً :
    " إ ن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ، ولكن أتاه من ربه فأخذ به .. إنا إذا قلنا
    حدثنا عن رسول الله (ص) عن جبرائيل عن الله عز وجل " .. _ أما الفقيه أو المرجع
    الآن يأخذ ويقول عن دين الرجال _
    " إنما بِدْء وقوع الفتن من أهواء تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها حكم الله ، يتولى
    فيها رجال رجالاً "
    " إنما الناس رجلان : متبع شرعة ، ومبتدع بدعه وليس معه من الله سبحانه برهان سنة
    ولا ضياء حجه "
    " ويل لخلف اتبع سلفاً فانهار به في نار جهنم "
    يقول الإمام الصادق (ع) :
    " من دخل هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه ، ومن دخل فيه بالكتاب
    والسنة زالت الجبال قبل أن تزول ، ولعمري ما أتى من تاه وتحير وافتتن وانتقل عن
    الحق وتعلق بمذاهب أهل الزخرف والباطل إلا من قله الرواية والعلم وعدم الدراية
    والفهم ، فإنهم الأشقياء ، ثم اهتموا بطلب العلم ولم يتعبوا أنفسهم في اقتنائه
    وروايته من معادنه الصافية ، على أنهم لو رووا ثم لم يدروا لكانوا بمنزله من لم
    يرووا "
    ( أنظر أيها الشيعي بالوراثة : كنت في الماضي مثلك أدخل الدين بالرجال والعياذ
    بالله ، وعندما كُتب لي أن أدخله بالكتاب والسنة وبطريقه الإمام المعصوم(ع) فقط ،
    أصبحت بحمد الله تعالى على دين الحق الذي هو غير دين الرجال الذي أنت عليه أيضا ..
    وها أنا ادعوك لتفعل مثلي)
    ويقول عليه السلام أيضاً :
    "" انظروا أمرنا وما جاءكم عنا فإن وجدتموه والقرآن موافقاً فخذوا به ، وإن لم
    تجدوه موافقاً فردوه ،وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده ،وردوه إلينا حتى نشرح لكم
    من ذلك ما شرح لنا ، فإن كنتم كما أوصيناكم ، لم تعدو إلي غيره ، فمات منكم ميت قبل
    أو يخرج قائمنا كان شهيداً "
    ( يا لعظمة الحق وحلاوته وطلاوته .. أنظر أيها الشيعي بالوراثة المتبع لدين الرجال
    أو المرجع أو الفقهاء ، أنظر كيف يأمرنا المعصوم (ع) ألا نؤمن لشيء أو نعتنق أي أمر
    إلا إذا كان موافقاً للقرآن ، فهل ستفعل ذلك مع مذهبك الشيعي الأصولي وتوزنه على
    القرآن أولاً على معالم وموازين ليلة القدر وما ينزل فيها .. هل ستفعل حتى تنجو
    بمصيرك .. أم أن الفتنه ستكون أقوى منك ،ومتحكمة فيك فلا تستطيع ؟!! )
    - عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (ع) :
    " ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة فننظر فيها –
    فقال (ع) :" لا" أما إنك إذا أصبت لم تؤجر ، وإن أخطأت كذبت على الله عز وجل " .

    عن الإمام الرضا (ع)
    وبعد أن ذكر وجوه عرض الأمر المختلف فيه على الكتاب والسنة قال : " وما لم
    تجدوه في شيء من هذه الوجوه فردوه إلينا علمه فنحن أولى بذلك ، ولا تقولوا بآرائكم
    ، وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وانتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من عندنا "
    _ راجع كثير من هذه الروايات في الغيبة للنعمانى ، أعلام الدين للديلمي ، الكافي ،
    مقدمات الحدائق الناضرة _
    _ ولنعد الآن إلي ما كنا فيه _
    لقد علمناعلماً يقيناً أن الإسلام هو الإمام المعصوم (ع) لأن في حوزته وحده علم
    الكتاب وهو وحده صاحب ليله القدر وما ينزل فيها ، وما ينزل في كل يوم وساعة من أمر
    الإسلام والناس "من كل أمر " وعلى أساس هذا التصور العقائدي للإسلام فإنه عندما رحل
    الإمام القائم (ع) عن الناس وذهب للغيبة الكبرى ، رحل وذهب ومعه الإسلام بعلومه
    وأحكامه وأوامره المستمرة نزولها عليه ، وفي مقابل ذلك في الواقع انقطع أمر الإسلام
    عن الناس ولم يبقى منه عندهم إلا ما عرفوه وعقلوه عن الإسلام قبل مغيب الإمام (ع)
    وياليتهم حافظوا على هذا القدر من الإسلام ولم يفرطوا فيه وثبتوا عليه وعملوا به من
    خلال زمن الغيبة كما أمرهم بذلك سيدنا الإمام المعصوم جعفر الصادق سلام الله عليه
    .. ( للأسف لم تصدق الشيعة مع أئمتها المعصومين (ع) بل خالفوهم وضيعوا وفرطوا فيما
    تبقى عندهم من الإسلام حتى لم يبقى منهم عندهم إلا اسمه ، وياليتهم توقفوا عند هذا
    الحد ،بل التحقوا بمسيرة التغيير و التبديل والاختراع مثل من سبقوهم من المخالفين ،
    بل نقلوا عنهم دين الرجال وزادوه فتنة وضلالاً بعيداً برفعهم عليه عنوان" أمر
    أهل البيت (ع) ".. وهذه هي حقيقة المذهب الأصولي عندكم أيها الشيعي بالوراثة .
    ولنرجع إلى ما كنا فيه
    يقول أمير المؤمنين (ع) عن الإمام الغائب والإسلام :
    " المهدي مغترب إذا اغترب الإسلام ، وضرب بعسيب ذنبه ، وألصق الأرض بجرا فه "
    ولكن لك أيها الشيعي بالوراثة أن تسأل هل تركنا الأئمة عليهم السلام بدون بيان واضح
    عن هذه المرحلة ووضع الإسلام خلالها ، وما هو مطلوب القيام والعمل به في زمن الغيبة
    ؟
    والجواب على ذلك :
    أنا لم أجد أوضح أو أصرح تعاليم وردت عن المعصومين (ع) مثل ما ورد في هذه القضية ،
    وقد ملأني الغيظ والفزع من الشيعة حينما رأيتهم لا يعملون بها ولا يلتزمون بأمرها
    ،وكأنها تعاليم تخص بشراً غيرهم .. مثلما يحدث منهم تماماً مع معالم وموازين ليلة
    القدر وما ينزل فيها كأنهم ليسوا بشيعة لأهل البيت عليهم السلام ،ولكن شيعة لأمر
    آخر أو لجهة أخرى !! .
    " من أخبار وتعاليم الأئمة (ع) "
    قبل ذكر الأخبار أقول أنه من خلال نصوص وروايات أئمة أهل البيت (ع) قد تم تحديد ما
    يقع للإسلام ولتعاليمه وأوامره وأحكامه المستمرة خلال زمن الغيبة ، ومنهج وطريقة
    الدين وما يتمسك به المخلصون ويثبتون عليه إلى أن يتم لهم ظهور صاحب الزمان (ع) ..
    وسنرى بعد ذلك ما صار إليه الأشياع لعدم التزامهم بالأمر وخروجهم عليه .
    الإمام الصادق (ع) يُعِدُ الشيعة ويعلمهم ويرتب لهم الأمر قبل وقوع
    الغيبة فيأمر أصحابة قائلاً لهم :
    - " اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا "
    - " احتفظوا بكتبكم سوف تحتاجون إليها "
    - " اكتب وبث علمك في إخوانك ، فإن مت فأورث كتبك بنيك ، فإنه يأتي على الناس زمان
    هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم "
    * * *
    - عن عبد الله بن سنان قال : دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله (ع) فقال : " كيف أنتم
    إذا صرتم في حال لا يكون فيها إمام هُدى ولا عِلْماً يرى ، فلا ينجو من ذلك الحيرة
    إلا من دعا بدعاء الحريق – فقال أبي هنا والله البلاء فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ ؟
    قال (ع) : إذا كان ذلك ولن تدركه فتمسكوا بما في أيديكم حتى يصح لكم الأمر "
    - عن الحارث بن المغيرة النمري عن أبي عبد الله (ع) قلت له :
    إنا نروي بأن صاحب هذا الأمر يفقد زماناً فكيف نصنع عند ذلك ؟ قال (ع) : " تمسكوا
    بالأمر الأول الذي أنت عليه حتى يبين لكم "
    ( الأمر الأول : أي ما وصلكم من علم عن الأئمة (ع) قبل وقوع الغيبة الكبرى )
    - عن إبان بن تغلب عن أبي عبد الله (ع) قال :
    " أنه يأتي على الناس زمان يصيبهم منها سبطة يأرز العلم كما تأرز الحية في جحرها
    فبينما هم كذلك إذ طلع نجم – قلت فما السبطة ؟ قال (ع) : الفترة – قلت فكيف نصنع
    فيما بين ذلك ؟ فقال (ع) : كونوا على ما أنتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم "
    ( هل هناك أوضح من ذلك يا أشياع التيه والتخبط )
    • مما ورد في شرح هذه الأخبار والروايات :
    ( هذه الروايات التي قد جاءت متوافرة تشهد باختفاء العلم وصحة غيبة الإمام القائم
    (ع) وأمر الأئمة للشيعة بأن يكونوا فيها على ما كانوا عليه لا يزالون ولا ينتقلون ،
    بل يثبتون ولا يتحولون ،ويكونون متوقعين لما وعدوا به ، وهم معذورون في أن لا يروا
    حجتهم وإمام زمانهم في أيام الغيبة ، .. صابرون على ما ندبوا إلي الصبر عليه )
    - النعماني في صاحب كتاب الغيبة ومن شهود وقوع الغيبة الكبرى –
    راجعوا هذا الكتاب وخذوا منه العبرة
    - وقال صاحب كتاب كمال الدين ، الصدوق عن هذه الروايات في كتاب هذا : ( أي تمسكوا
    بما تعملون من دينكم وإمامكم ولا تتزلزلوا وتتحيروا وترتدوا ) –


    لقد غاب الإمام بالإسلام وسيعودان معاً
    مما ورد عن الإمام الباقر (ع) في هذا الأمر
    قول الله عز وجل : " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ معين " قال
    (ع) : هذه نزلت في القائم ، يقول إن أصبح إمامكم غائباً عنكم لا تدرون أين هو فمن
    يأتيكم بإمام ظاهر ، يأتيكم بأخبار السماء والأرض ، وحلال الله جل وعز وحرامه . ثم
    قال (ع) : والله ما جاء تأويل هذه الآية ولا بد أن يجيء تأويلها .
    - كمال الدين ، الغيبة للطوسي -
    ( هل هناك أوضح من ذلك في أن الإمام القائم (ع) يغيب بوحي السماء وما ينزل فيه
    وبعلم الإسلام )
    - قول الله تعالى : " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس "
    قال (ع) : - الخنس – إمام يخنس نفسه في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة
    ستين ومائتين ثم يبدوا كالشهاب الواقد في ظلمة الليل فإن أدركته قرت عينك -
    - الغيبة للنعمانى ص98 -
    - قوله تعالى : " وبئر معطلة وقصر مشيد "
    قال (ع) : هو مثل جرى لآل محمد عليهم السلام ، قوله ( وبئر معطلة ) هي التي لا
    يستقى منها وهو القائم الذي غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره -
    -تفسير البرهان ج3 ص96 –
    - وقال (ع) :
    " كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه – وفي نسخة : يحصص بذنبه – ثم لا يرده
    عليكم إلا رجل منا أهل البيت " –
    مما ورد في الشرح
    ( يزال مولياً ) أي مدبراً ذاهباً ، ( يفحص بدمه ) كنايه عمن يفحص في التراب يميناً
    وشمالاً ، ويقال هذا لمن أشرف على الموت ثم نجى –
    والمعنى أن دين الإسلام سوف يندرس ، وتندرس أحكامه وشرائعه ، حتى يشرف على الذهاب
    والانعدام ، وبعد ذلك يعود جديداً بواسطة رجل من آل بيت محمد صلوات الله عليه
    وعليهم ، وهو الإمام القائم (ع) .
    -بيان الأئمة ج3 ص211 –
    يا من سبقتمونا في التشيع أباً عن جد .. ماذا تريدون أكثر من ذلك في شرح وتوضيح
    الأمر فماذا فعل أجدادكم الشيعة حيال هذا الأمر وأنتم ما زلتم حتى الآن على دربهم
    وطريقهم .
    لنسمع أولاً شهادة من عاصر الأجداد أي عند وقوع الغيبة الكبرى
    يقول الشيخ النعماني صاحب كتاب (الغيبة ) :
    ( أما بعد فإنا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة إلى التشبع المنتمية إلى نبيه محمد
    وآله صلى الله عليهم ، مما يقولون بالإمامة ، قد تفرقت كلها وتشعبت مذاهبها
    واستهانت بفرائض الله عز وجل ، وخفت إلى محارم الله تعالى فطال بعضها علواً وانخفض
    بعضها تقصيراً ، وشَّكوا جميعاً إلا القليل في إمام زمانهم وولي أمرهم وحجة ربهم
    التي اختارها بعلمه ..
    وقال بعد ذلك في ص124 : أي حيرة أعظم من هذه الحيرة التي أخرجت من هذا الأمر – نظام
    الإمامة – الخلق الكثير والجمع الغفير ، ولم يبق عليه مما كان فيه إلا النذر اليسير
    ) .
    -وذكر النعماني أيضا في كتابه ( الغيبة ) رواية عن الإمام موسى بن جعفر (ع) منها :
    " .. فإنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به "
    - ومن الشيخ النعماني إلى الشيخ يوسف البحراني صاحب (الحدائق الناضرة) حيث يقول في
    مقدمات الحدائق :
    " ظاهر لكل ناظر من تعطيل الأحكام جلها بل كلها في زمان الغيبة ، ولاسيما في مثل
    زماننا هذا الذي انطمس فيه الدين بل صار جملة أهله شبه المرتدين "
    - ومن (العلائم المختصرة) للبروجردى – البيان التاسع والأربعون :
    ( ظهور الكفر وانتشاره في العالم بحيث تعم ظلمة الفسق والفجور والكفر جميع العالم ،
    حتى تعلو فتغطي وجه الشمس والقمر والنجوم ، وأما الإيمان والإسلام فيضمحل إلى حد لا
    يبقى من نور الإسلام شيئاً بل ظلمات بعضها فوق بعض ) .
    هذه نتائج لم تأتي وتذكر من فراغ
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
    " خذوا العلم قبل أن ينفذ ، قالوا : وكيف ينفذ وفينا كتاب الله ؟ فغضب لا يغضبه
    الله ثم قال : ثكلتكم أمهاتكم أو لم (تكن) التوراة والإنجيل في بني إسرائيل ثم لم
    تغن عنهم شيئاً وإن ذهاب العلم ذهاب حملته ، قالها ثلاثاً " .
    وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً :
    " فعند ذلك يموت العلم بموت حامليه ، ويضعف الإسلام ويصير غريباً كما بدأ غريباً ،
    فتختلف العقائد والمذاهب ، ويدخل الناس في الغياهب ، فمن مات معتقداً بالحق بلا عمل
    يدخل الجنة كمن مات في بدو الإسلام "
    وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال في خطبة له :
    " ألا وإن لكل مأموم إمام يأتم به ويستضيء بنور علمه ، فإذا فقد العالم فقد خمد نور
    علمه ، وبقيت الأمة بلا نور تهتدي به ، فتدخل في الظلمات والغياهب ومن لم يجعل الله
    له نوراً فما له من نور " .
    ـ بيان الأئمة ج2 ص 190-191 ـ
    إذا باختفاء الإمام القائم (ع) اختفى معه الإسلام وخمد نوره وبقيت الشيعة بلا نور
    تهتدي به ولم يكن مطلوب من الأشياع غير الالتزام والتمسك بما وصل إليهم عن الأئمة
    (ع) ولكنهم فشلوا أو سريعاً ما فشلوا وتخلوا عن الأمر وظهر فيهم الداء وتفشى فيهم
    الضلال .. وهذا الداء الذي ينبعث منه سحابات الضلال إلي يومنا هذا سنحدد هويته بعد
    أن نشير إلى مزيد من الأخبار في الواقع المعاش بسبب تجذر شعب الفتنة في قلوب معظم
    الشيعة والأخطر من ذلك هو تقديسهم الأعمى لرموز هذه الفتنة ورجاله.
    في حديث لرسول الله (ص) وهو يصف بؤس الأمة من بعده – قيل له : والناس يومئذ على
    الإسلام ؟ قال (ص) وأين الإسلام يومئذ .. ؟ إن المسلم كالغريب الشريد ، ذلك زمان
    يذهب فيه الإسلام ، ولا يبقى إلا اسمه ، ويندرس فيه القرآن فلا يبقى إلا رسمه "
    - بيان الأئمة ج2ص269 -
    وفي حديث لرسول الله (ص) يقول :
    " يأتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الإسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم
    أبعد الناس عنه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاؤهم شر فقهاء تحت أديم
    السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود "
    وقول أمير المؤمنين (ع) في خطبه
    " يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من القرآن إلا رسمه ، ومن الإسلام إلا اسمه ،
    ومساجدهم يومئذ عامرة من البناء خراب من الهدى ، سكانها وعمارها شر أهل الأرض منهم
    تخرج الفتنة وإليهم تأوي الخطيئة ، يردون من شذ عنها فيها ، ويسوقون من تأخر عنها
    إليها . يقول الله سبحانه : فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تترك الحليم فيها حيران
    . " وقد فعل ونحن نستقبل ثمرة الغفلة "
    - " .. ثم إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شيء أخفى من الحق ولا
    أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله تعالى ورسوله (ص) وليس عند أهل ذلك
    الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعاً ولا أغلى
    ثمناً من الكتاب إذا حرف عن مواضعه ، وليس في العباد ، ولا في البلاد شيء هو أنكر
    من المعروف ، ولا أعرف من المنكر ، ولم يبق عندهم من الحق إلا اسمه ولم يعرفوا من
    الكتاب إلا خطة وزبره .. مساجدهم في ذلك الزمان عامرة من الضلالة ، خربة من الهدى ،
    فقراؤها وعمارها أخائب خلق الله وخليقته ، من عندهم جرت الضلالة وإليهم تعود ،
    فحضور مساجدهم والمشي إليها كفر بالله العظيم إلا من مشى إليها وهو عارف بضلالهم ،
    فصارت مساجدهم من فعالهم على ذلك النحو خربة من الهدى عامرة من الضلالة ، قد بدلت
    سنة الله وتعدت حدوده .. واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ، ولم
    تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تعرفوا الضلالة حتى تعرفوا الهدى
    ، ولن تعرفوا التقوى حتى تعرفوا الذي تعدى ، فإذا عرفتم ذلك عرفتم البدع والتكلف
    ورأيتم الفرية على الله وعلى رسوله والتحريف لكتابه ، ورأيتم كيف هدى الله من هدى ،
    فلا يجهلنكم الذين لا يعلمون .. "
    - روضة الكافي من ص317 -
    " أيها الناس سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يكفأ الإناء بما فيه "
    " ألا وقد قطعتم قيد الإسلام ، وعطلتم حدوده ، وأمتم أحكامه "
    " ما تتعلقون من الإسلام إلا باسمه ،ولا تعرفون من الإيمان إلا رسمه "
    " ولُبِس الإسلام لبس الفرو مقلوباً "
    " المهدي مغترب إذا اغترب الإسلام ، وضرب بعسيب ذنبه وألصق الأرض بجرانه ، بقية من
    بقايا حجته ، خليفة من خلائف أنبيائه "
    ـ ومن نصوص وروايات ظهور الإمام المهدي (ع)
    وعودته بالإسلام مرة أخرى ـ
    " واعلموا علماً يقيناً أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم وذلك أن الأمة كلها
    جاهلية إلا من رحم الله ، فلا تعجلوا فيعجل الخوف بكم "
    " فإنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به "
    ـ من غيبة النعماني ـ مسنداً عن مالك بن ضمرة عن أمير المؤمنين(ع) قال :
    يا مالك كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا ، وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض ، فقلت :
    يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير ؟ قال(ع) : الخير كله عند ذلك يا مالك ، عند
    ذلك يقوم قائمنا فيقوم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله ، فيقتلهم ثم يجمعهم
    الله على أمر واحد "
    ( يقتل القائم عليه السلام سبعيناً من رموز الفتنة من الفقهاء والمراجع حتى يفيء
    الشيعة لأمر الحق ، وهيهات اليوم أن يستطيع أحد أن يخلصهم من هذه الفتنة ، وما هذا
    البحث إلا مجرد محاولة وبعيداً عن انتظار نتائج وعدم تأثر بأي صدمة أو يأس لما نحن
    عليه من يقين بحمد الله تعالى ورحمته الواسعة ) .
    ـ "يصنع كما رسول الله (ص) يهدم ما كان قبله ، كما هدم رسول الله(ص) أمر الجاهلية
    ويستأنف الإسلام جديداً بعد أن يهدم ما كان قبله"
    " إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلي أمر جديد كما دعا إليه رسول الله(ص) وأن الإسلام
    بدأ غريباً وسيعود ( أي يظهر من جديد ) غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء "
    " إن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به "
    " إن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه " *اعلم أن
    مقدمة هؤلاء هم رموز الفتنة والضلالة من الفقهاء والمراجع
    " يعز الله به الإسلام بعد ذلة ، ويحييه بعد موته ، ويضع الجزية ، ويدعو إلي الله
    بالسيف ، فمن أبى قتل ، ومن نازعه خذل ، يظهر الدين ما هو عليه الدين في نفسه ما
    لو كان رسول الله (ص) يحكم به ، يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص "
    _ سئل الإمام الباقر (ع) إذا قام بأي سيرة يسير في الناس فقال (ع) :
    " بسيره ما سار به رسول الله (ص) حتى يظهر الإسلام ، قيل : وما كانت سيرة رسول الله
    (ص) قال (ع) أبطل ما كان في الجاهلية ، واستقبل الناس بالعدل ، وكذلك القائم (ع)
    إذا قام يبطل ما كان في الهدنة ، مما كان في أيدي الناس ، ويستقبل بهم العدل "
    ( يبطل دين الرجال دين المراجع والحوزات والفقهاء ومذاهبهم ، ويمحوه من على وجه
    الأرض .. فاخرج منه الآن قبل أن يخرجك سيف الإمام (ع) )
    _ وقال الإمام الصادق (ع) في وصف ظهور القائم (ع) :
    "يقوم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وسنة جديدة ، وقضاء على العرب شديد ، وليس شأنه إلا
    القتل ، لا يستبقى أحدا _ وفي نسخه لا يبقى أحداً _ ولا تأخذه في الله لومة لائم "
    من الشرح
    ( فإذا ظهر الإمام (ع) وأعاد الإسلام الصحيح ، وأعاد قوانينه الأصلية، وأحكامه
    وشرائعه الإسلامية ، رأوه صعباً شديداً ، وحينئذ يعاملهم بالعقل ، لا يستتيب أحداً
    منهم ، ولا ترده عن إجراء حكم الله وتطبيقه لومة لائم من أحد ) .
    وعن أمير المؤمنين (ع)
    " يظهر القائم (ع) بأمر جديد ، وكتاب جديد ، وقضاء جديد ، من السماء يقيم الدين
    وينفخ الروح في الإسلام ، يعز الله به الإسلام بعد ذلَّة، ويحييه بعد موته " .
    وفي حديث عن الإمام الباقر (ع ) في ظهور الإمام القائم ( ع) :
    " والله لكأنى انظر إليه _ أي إلى القائم ( ع) _ بين الركن والمقام ، يبايع الناس
    على كتاب جديد على العرب شديد " .
    من الشرح
    ( دل الخبران أن الإمام القائم ( ع) يظهر ويقوم بأمر جديد ، وكتاب جديد ، في ذلك
    الكتاب قضاء وأحكام جديدة من السماء ، فيقيم الدين بتلك الأحكام ، وينفخ الروح في
    الإسلام _ أي يحيى الإسلام _ ويكون به عزيزاً بعد أن يذله المنافقون والكافرون ،
    ويحييه بعد أن يموت ، وذلك الكتاب على العرب صعب شديد لأنهم خالفوا الإسلام والقرآن
    والدين الصحيح ، فإذا نشر الإمام (ع) الدين الصحيح رأوه صعباً شديداً )
    - بيان الأئمة ج3 ص51،56 -
    _ راجع كثير من هذه النصوص في الغيبة للنعمانى ، كمال الدين للصدوق وغيره
    _
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
    " إن أعظم الناس يقيناً ، قوم في آخر الزمان لم يلحقوا النبي ، وحجب عنهم الحجة (
    إمام زمانهم ) فآمنوا بسواد على بياض " والمطلوب بعد ذلك وأفضل ما يستعمله
    المؤمن خلال زمن الغيبة
    " حفظ اللسان ولزوم البيت " هكذا أمرنا الأئمة عليهم السلام _
    يا من ولدت بين أحضان الشيعة ، وأصبحت شيعياً بالولادة والوراثة ، وجب عليك الآن أن
    تقف طويلاً إلي ما قدمناه آنفًا واطلعنا عليه من نور الحق والحقيقة الذي غاب طويلاً
    عنك وعن أسلافك وأجدادك ، ولقد ألقينا عليك خلاله بعض تساؤلاتنا وألزمناك بالإجابة
    والرد عليها .. وأعلم أني لا أخشى عليك شيئاً إن كنت صاحب عقل مدرك وإن كنت تبغي
    الإيمان حقاً بأمر أهل البيت عليهم السلام وإمامتهم للدنيا والدين .. إلا إذا ألغيت
    عقلك وبالغت في إصرارك بالتمسك بالتقليد الأعمى فحملت هذا البحث وهذا النور وذهبت
    به إلي من تقلده من رموز الفتنة والتقليد الذين لم أجد منهم أحداً للآن قد أسس
    بنيانه وعلمه وتمسكه بإمامة أهل البيت عليهم السلام على أساس معالم وموازين ليلة
    القدر وما ينزل فيها ، وعلى أساس العلاقة الرسالية بينها وبين الإمام المعصوم (ع)
    على أساس قوله الله عز وجل " من كل أمر " " فيها يفرق كل أمر حكيم " " ثم إنا علينا
    بيانه " كل شيء عن الإسلام علمه وشرائعه ، وأحكامه وأوامره ، نظامه وحكمه ودولته ..
    كل شيء ، وسيرته التاريخية ، وواقعه إلي اليوم وإلي أن يأذن الله تعالى بظهور صاحب
    الأمر والزمان (ع) وعجل الله فرجه الشريف .. واعلم علم اليقين أن الفقيه أو المرجع
    إن لم يستقي فهمه وإدراكه للإسلام وأمره من خلال معالم وموازين ليلة القدر ، لن
    يكون في حوزته إلا دين الرجال والضلال الذي ليس له إلا الهدم والمحو يوم الظهور ..
    ثم إني لن أتركك تذهب بدون أن اكشف لك الستار عما غاب عنك نحو حقيقة دين الرجال
    الذي يتعبد به معظم الشيعة للآن ، واكشف لك أيضاً عن حقيقة الفتنة ورموزها خلال
    عصور وزمن الغيبة ومن خلال نور علم الأئمة الأطهار سلام الله عليهم . وقبل ذلك
    أسألك أيها الشيعي المقلد لرموز الفتنة والضلال ألم تقرأ أو تسمع عن أحاديث لرسول
    الله (ص) وللأئمة الأطهار سلام الله عليهم ، ورد فيها فقرة يذوب أمامها جبال الثلج
    ، وتنقشع منها ظلمات الليل الحالكة فتظهر عورات الفتنة عارية تماماً ، وهذه الفقرة
    هي : " فقهاؤهم شر فقهاء ، تحت أديم السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود " . ثم
    يأتي بعد ذلك في كثير من النصوص والروايات من مشكاة النبوة وأهل البيت عليهم السلام
    ، الأمر بفضحهم وسبهم والبراءة منهم . ومع ذلك يتم تقليدهم بل تقديسهم واحترامهم ،
    ورفعهم عالياً . لقد وجدت الكثير من النصوص والروايات ، قد وردت في ذم من يتم
    تقليدهم والتمسك بهم خلال عصور وزمن الغيبة ، والشيعة في غفلة ، ثم إن من يتظاهر
    منهم بالعلم والمعرفة يعتقد أن هذه النصوص قد وردت فقط في علماء وفقهاء العامة أو
    المذهب السني ، وقد غاب عليه أن مراجعه وفقهاؤه أصحاب المذهب الأصولي هم في حقيقة
    الأمر تلامذة لأرباب المذاهب الأصولية السنية والجميع في ثلة واحدة ، ثلة الفتنة
    والضلال المبين .. وكم أكون فرحاً ومسروراً وممتناً أن أجد في الحاضر وفي زماننا
    وأيامنا هذه مرجعاً أو فقيهاً شيعياً واحداً يحمل الرؤية الحق للإسلام وأمره " ومن
    الذابين عن دينه بحجج الله " خلال زمن الغيبة على أساس معالم وموازين ليلة القدر
    وما ينزل فيها وما ينزل في كل يوم وساعة ، أمثال أبي جعفر الكليني ، وابن أبي زينب
    من علماء القرن الثالث ، نأمل وبكل إخلاص ذلك وإلا فلماذا أمرنا الأئمة (ع) أن
    نخاصم بها أهل الضلال والبدع . وحتى لا نقع في شراك الفتنة ورموزها علينا بكشف
    الستار عما ورد فيهم وعن حقيقة واقعهم .
    أعاذنا الله تعالى من شر فتنتهم .
    ـ الشيعة يقدسون رموز الفتنة والضلال ـ مع أن الرسول (ص)
    يأمرنا بفضح أمرهم والقول فيهم وسبهم والبراءة منهم .
    ـ عن أبي عبد الله (ع) قال : قال رسول الله (ص) :
    "إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم ، وأكثروا في سبهم
    والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ، ويتحذرهم
    الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في
    الآخرة "
    ـ مجمع البحرين ـ
    "علماؤهم خونة فجرة ، أشرار خلق الله هم وأتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبهم
    ويجالسهم ويشاورهم .. فقهاؤهم خونة يدعون أنهم على سنتي ومنهاجي وشرائعي ..إنهم مني
    براء ، وأنا منهم بريء "
    " يتفقه أقوام لغير الله ، وطلباً للدنيا والرئاسة ، ويوجه القرآن على الأهواء ،
    ويصير الدين بالرأي "
    ـ منتخب الأثر ، البحار ، بشارة الإسلام ـ
    وقال رسول الله (ص) أيضاً :
    "سيأتي زمان على الناس حكامهم على الظلم والجور ، وعلماؤهم على الطمع وقلة الورع ،
    وعبادتهم على الرياء "
    " علماؤهم شر خلق الله على وجه الأرض "
    ـ علل الشرائع ـ
    "يأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الإسلام إلا اسمه يسمون
    به وهم أبعد الناس عنه ، مساجدهم عامرة وهى خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر
    فقهاء تحت السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود " ـ منتخب الأثر ، بحار
    الأنوار ـ
    من بيانات أمير المؤمنين (ع) خلال خطبه (ع) :
    "إنما بِدْء وقوع الفتن أهواء تتبع ، وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله ، ويتولى
    عليها رجال رجالاً على غير دين الله "
    " وآخر قد تسمى عالماً وليس به ، قد اقتبس جهائل من جهال ، وأضاليل من ضلال ، ونصب
    للناس شركاً من حبائل غرور وقول زور ، قد حمل الكتاب على آرائه ، وعطف الحق على
    أهوائه ، يؤمن من العظائم ، ويهون كبير الجرائم ، يقول : أقف عند الشبهات ، وفيها
    وقع ، واعتزل من البدع ، وفيها اضطجع ، فالصورة صورة إنسان ، والقلب قلب حيوان "
    " يتفقه أقوام لغير الله ، طلباً للدنيا والرئاسة ، ويوجه القرآن على الأهواء ،
    ويصير الدين بالرأي "
    " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينزعه من الناس ،ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ،
    حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساً جهالاً ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا
    وأضلوا "
    " يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا إياكم وأصحاب الرأي "
    ومع ذلك فمعظم الشيعة حتى يومنا هذا لا يعرفون ولا يتمسكون إلا بأصحاب الرأي
    والاجتهاد ومراجع التقليد وفقهاء المذهب الأصولي الشيعي لاحقاً والسني سابقاً ،
    وسنكشف عن ذلك بعد قليل .
    ويقول أمير المؤمنين (ع) أيضاً في مصير هؤلاء المراجع والفقهاء وأتباعهم :
    " إذا خرج القائم (ع) ينتقم من أهل الفتوى بما لا يعلمون . فتعساً لهم ولأتباعهم .
    أو كان الدين ناقصاً فتمموه ، أم به عوج فقوموه ، أم أمر الناس بالخلاف فأطاعوه ،أم
    أمرهم بالصواب فعصوه ،أم همِّ المختار فيما أوحى إليه فذكِّروه . أم الدين لم
    يكتمل على عهده فكملوه ، أم جاء نبي بعده فاتبعوه "
    _ إلزام الناصب _
    ومن خطبه طويلة للإمام الصادق (ع)
    " .. ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه .. ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين
    يطلب الدنيا والرياسة .. ورأيت أعلام الحق قد دوست ، فكن على حذر وأطلب من الله عز
    وجل النجاة وأعلم أن الناس في سخط الله عز وجل ، وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم فكن
    مترقباً ، واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه "
    _ روضه الكافي ، بحار الأنوار _
    وفي حديث عن الإمام الحسن العسكري (ع) :
    " سيأتي زمان على الناس .. علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض .. وأيم الله إنهم
    من أهل العدوان والتّحرَّف، يبالغون في حب مخالفينا ، ويضلون شيعتنا وموالينا ، فإن
    نالوا منصباً لم يشبعوا من الرشاء ، وإن خُذلوا عبدوا الله على الرياء ، ألا أنهم
    قطاع طريق المؤمنين ، والدعاء إلى نحلة الملحدين ، فمن أدركهم فليحذرهم ، وليعن
    دينه "
    ـ بيان الأئمة (ع) ج2ص454 ـ
    ومن أخبار الأئمة ( عليهم السلام ) فيما يلحق بالشيعة
    " وليكفأن كتكفىء السفينة في أمواج البحر "
    من شرح الشيخ النعماني صاحب كتاب الغيبة ما ملخصه :
    يريد بذلك (عليه السلام ) ما يعرض للشيعة في أمواج الفتن المضلة ، وما يشعب من
    المذاهب الباطلة المتحيرة المتلدده ، وما يرفع من الرايات المتشبه ، من يشتبه على
    الناس أمره بنسبه ، ويظن ضعفاء الشيعة وغيرهم أنهم على حق إذا كانوا من أهل بيت
    الحق والصدق وليس كذلك ، فثبت الله المؤمنين مع وقوع الفتن وتشعب المذاهب ، واختلاف
    الأقوال ، وتشتيت الآراء .
    ـ مراجع وفقهاء الشيعة يتجرأون على مقام النبوة والإمامة ـ
    لقد ثبت لي جلياً خلال بحثي عن الحق وأهله ، أن رجالات الشيعة الأصوليين قد تقمصوا
    زوراً وبهتاناً صلاحيات النبوة والإمامة خلال زمن الغيبة وعصور الاغتراب ، بل وصل
    بهم الأمر إلى اغتصاب حق التشريع واختراع دين جديد ... دين الرجال .
    ـ فقرات من دستور المذهب الأصولي أو
    كتابهم المسمى ب (الحكومة الإسلامية ) ـ
    ـ قرر هذا الدستور أن المرجع الأكبر والفقيه الأعظم (كما يقولون ) هو
    الحاكم الشرعي وولي الأمر ، بل صاحب الأمر خلال زمن الغيبة فقد ورد الآتي وبالحرف
    الواحد :
    " ويملك هذا الحاكم من أمر الإدارة والرعاية والسياسة للناس ما كان يملكه الرسول
    (ص) وأمير المؤمنين (ع) ... وقد فوض الله الحكومة الإسلامية الفعلية المفروض
    تشكيلها في زمن الغيبة نفس ما فوضه إلى النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) من أمر الحكم
    والقضاء والفصل في المنازعات ، وتعيين الولاة ، والعمال ... " ص49 وما قبلها ، وفي
    ص51 : تكلم عن ولاية وحاكمية الرسول (ص) ثم قال بالحرف الواحد:
    " نفس هذه الولاية والحاكمية موجودة لدى الفقيه " !!! .
    وفي ص74ـ76 : أيد المرجع الأكبر السيد الخميني رأى الشيخ التراقي والنائيني إلى أن
    للفقيه جميع ما للإمام (ع) من الوظائف والأعمال في مجال الحكم والإدارة والسياسة ـ
    ثم قال : " الفقهاء هم أوصياء الرسول (ص) بعد الأئمة ، وفي حال غيابهم ، وقد كلفوا
    بالقيام بجميع ما كلف الأئمة (ع) بالقيام به " !!! .
    ثم قال الخميني أيضاً : " الفقيه يعني العالم بالعقائد والأحكام والأنظمة والأخلاق
    الإسلامية ، أي محيطاً بجميع ما جاء به الرسول (ص) ..وبما أن الفقيه ليس نبياً ،
    فهو إذاً وصي نبي !!! ، وفي عصر الغيبة يكون هو إمام المسلمين وقائدهم ، والقاضي
    بينهم بالقسط دون سواه !!! .
    سؤال : من أين أتى هؤلاء بهذا الدين الجديد الذي لم نسمع به من قبل ؟!
    وفي ص98 يقول :
    جميع شئون الرسول (ص) قابلة للانتقال والوراثة ، ومن جملتها الإمارة على الناس ،
    وتولي أمرهم (أمورهم ) من كل ما ثبت للأئمة من بعده وللفقهاء من بعد الأئمة ،
    يستثنى من ذلك ما اختص به النبي (ص)
    نفسه .
    هذا الدين الجديد ( دين الرجال ) هو الثمرة النكدة للمذهب الأصولي الشيعي ، ويمكن
    إبطاله وشطبه بجرة قلم من معالم وموازين ليلة القدر وما ينزل فيها ... فأقول :
    " كل ما ذكروه للرسول (ص) وللأئمة (ع) من بعده من وظائف وأعمال وعلم وولاية وحكم
    وغير ذلك هي أمور استمرارية التنزيل عن طريق وحي السماء في ليلة القدر ، وفي كل يوم
    وساعة ولا يصل إليها إلا من كان له اتصال دائم بوحي السماء ...أي من ينزل عليه وحي
    السماء ...
    فهل هؤلاء المراجع من أصحاب وحي السماء ويتنزل عليهم ... لا أدري أي عقول هذه التي
    تنقاد لفتنتهم وتسير خلفهم ، بل وتقدسهم ؟!! ...
    ثم إن الجميع يعلم يقيناً أن مواريث وعلم النبوة لا تنتقل ولا تكون إلا في حوزة
    الإمام المعصوم فقط أو صاحب الزمان الآن (ع) وعجل الله فرجه الشريف ليقطع لنا ألسنة
    الدجالين والكذابين ( سبعون رجلاً يوم الظهور )
    وهيهات هيهات للباطل ورموزه وأصحابه وأتباعه السذج المغفلون .
    ـ اسمع معي أيها الشيعي بالوراثة وبالولادة ـ
    " مما ورد عن الأئمة (ع) خلال أحاديثهم ورواياتهم عن ليلة القدر وما ينزل فيها "
    " كما أن الأمر لابد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض ، كذلك لابد له من وال
    ـ أي إمام ـ "
    " إنه لينزل في ليلة القدر إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر
    نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا ، وإنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم
    علم الله عز ذكره الخاص والمكنون والعجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة "
    في رواية طويلة رجل يسأل والإمام محمد الباقر (ع) يجيب
    "...وإنما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد ،
    قال السائل : وما كانوا علموا ذلك الحكم ، قال بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون
    إمضاء شيء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة ، قال
    السائل : يا أبا جعفر لا أستطيع إنكار
    هذا ، قال أبو جعفر (ع) : من أنكره فليس منا "
    " وأيم الله إن من صدق بليلة القدر ، ليعلم أنها لنا خاصة "
    قال الإمام الباقر (ع)
    " لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا ، ولقد خلق فيها أول نبي يكون
    ، وأول وصي يكون ، ولقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى
    مثلها من السنة المقبلة ، من جحد ذلك فقد رد على الله عز وجل علمه ، لأنه لا يقوم
    الأنبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة ، مع
    الحجة التي يأتيهم بها جبرائيل "
    _ أنظر أيها الشيعي : الأنبياء والرسل والأئمة صلوات الله عليهم لا يستطيعون القيام
    بالأمر وإمضاء أي شيء فيه إلا بما يأتيهم ويتنزل عليهم في ليله القدر .. فاسأل
    مراجعك وفقهاؤك : هل الدين الذي في حوزتكم ينطبق عليه ذلك ، وإذا كان ليس كذلك فلن
    يكون إلا دين من صنع الرجال .
    _ أعلم أيها الشيعي أن علم الإسلام وأمره وحكمه هو أمر استمراري مصدره وحي السماء
    المستمر ، وليلة القدر وما ينزل فيها .. أما المذهب الأصولي الشيعي فمصدره الرجال
    وآرائهم واجتهاداتهم وبدعهم أو اختراعهم الذي يفتتن به معظم الشيعة والصعب عليهم
    الفكاك من قيود فتنته " منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود "
    واعلم أنه لم يكن للشيعة السبق في اختراع مذهب أهل الرأي والاجتهاد ، أو المذهب
    الأصولي بل سبقهم إليه العامة والنواصب المخالفين لأمر أهل البيت (ع) "
    من كتاب مصادر الاستنباط – لمحمد الغراوي
    1- يمكن القول أن وضع البذور الأساسية لعلم الأصول ( عند الشيعة ) كان يتمثل بما
    قام به الحسن بن عقيل العناني المعاصر للشيخ الكليني في طلائع القرن الرابع وتبعه
    ابن الجنيد .
    2- كان ابن الجنيد أول من أبدع أساس الاجتهاد في أحكام الشريعة وأحسن الظن بأصول
    فقه المخالفين .
    3- تصريح ورد على لسان السيد محسن الأعرجي وهو من أكبر محققي الشيعة حيث يقول : (
    إن المخالفين لما احتاجوا إلى مراعاة هذه الأمور – أصول الفقه وعلومه – قبل أن
    نحتاج إليها ، سبقوا إلى التدوين لبعدهم عن عصر الصحابة .. فافتتحوا باباً عظيماً
    لاستنباط الأحكام ، كثيرة المباحث ، دقيق المسارب جم التفاصيل وهو القياس ، فاضطروا
    إلى التدوين أشد ضرورة ، ونحن مستغنون بأرباب الشريعة وأئمة الهدى نأخذ منهم
    الأحكام مشافهة ، ونعرف ما يريدون بديهة ( هذا هو الإسلام حقاً ) .. إلى أن وقعت
    الغيبة وحيل بيننا وبين إمام العصر (ع) فاحتجنا إلي تلك المباحث وألف فيها متقدمونا
    .. أترانا نعرض عن مراعاتها مع مسيس الحاجة لأن سبقنا إليها المخالفون .
    أقول :
    بؤساً للشيعة، أبعد الإسلام الرسالي الحق ودين أئمة أهل البيت (ع) يكون دين الرجال
    والرأي والاجتهاد والسير خلف أهل الشقاق والخلاف .. وحقاً " ليس كل من قال بولاية
    أهل البيت مؤمناً بل جعلوا أنساً للمؤمن ". يقول صاحب كتاب الفوائد المدنية _
    وهو من أركان التشيع والشيعة
    ( إن إنتاج العقل ، والإجماع ، واجتهاد المجتهد ، وتقليد العامي للشخص المجتهد من
    المستحدثات ) .
    ويقول أيضاً : ( وأول من غفل عن طريقه أصحاب الأئمة (ع) وأعتمد على فن الكلام وعلى
    أصول الفقه المبنيين على الأفكار العقلية المتداولين بين العامة فيما أعلم محمد بن
    أحمد بن الجنيد العامل بالقياس ، والحسن بن على بن أبي عقيل العماني المتكلم ..
    ولما أظهر الشيخ المفيد حسن الظن بتصانيفهما بين أيدي أصحابه .. شاعت طريقتهما بين
    متأخري أصحابنا قرناً فقرناً حتى وصلت النوبة إلى الحلي فالتزم في تصانيفه أكثر
    القواعد الأصولية للعامة ) .
    ------
    _ أما في نهاية عام 1995 صرحت إذاعة إيران وأعلنت خلال برنامج ديني أن فقه المصالح
    المرسلة الذي كانت الشيعة قديما تعتبره تشريعاً بشرياً قد أخذ به المرجع الأصولي
    الأكبر السيد الخميني في اجتهاده للحاجة الماسة إليه في الأمور والقضايا المستجدة
    أو المستحدثة ..
    _ وفي أوائل عام 1996سمعت من إذاعة إيران أن آية الله جنتي يطالب بفتح الباب على
    مصرعيه للتجديد في الاجتهاد نظراً لكثرة المشاكل بلا حلول .
    _ ثم إني سمعت من إذاعة إيران وعلى لسان مراجعها الأصوليين أن الفرق بين مذهبنا
    الأصولي وبين مذهب أهل السنة لا يكاد يذكر وأنه شيء يسير .. وأنا أقول لا فرق ،
    فهما معاً قد خرجا من رحم واحد وهو دين الرجال .. لا فرق .. ومعظم الشيعة الآن
    والذين عرفتهم من خلال علم أهل البيت (ع) تعتنق وتقدس رجالاته ورموزه .. وإنا لله
    وأنا إليه راجعون _ ولو أنى أعلم أن الشيعة تسمع أو تعقل لجاهدتهم به جهاداً كبيراً
    .. ولكن أنى تسمع من في القبور _
    وأعود مرة أخرى وأقول :
    هل للمرجع أو الفقيه دوراً في الإسلام أكثر من دور سفير الإمام المهدي (ع) وهو أن
    يكون أداة أو وسيلة بين الإمام وبين الناس .. يسأله الناس فيذهب للإمام (ع) ثم يأتي
    لهم بالإجابة والتعليمات من مشكاة العصمة والطهارة .. وفي زماننا يبحث لنا فقط خلال
    ما وصل إلينا من علم الأئمة (ع) ولا يتعداه ولا يتخطاه مهما كان الأمر ، ونقف حيث
    يجب الوقوف وننتظر حتى يأتينا الفرج .. أليس ذلك هو دين زمن الغيبة والاغتراب لا
    نتعداه وإلا سقطنا في شباك دين الرجال وأصحاب الفتنة ورموز الضلال .. ألا يكفينا ما
    قاله السفير الثالث الحسين بن روح (رض) القائل لمحمد بن إبراهيم : حينما سأل عن
    رأيه في مسألة، فقال له : لا يا محمد بن إبراهيم ، لئن أخر من السماء فتخطفني الطير ، أو تهوى الريح في مكان سحيق أحب ألي من أن أقول في دين الله برأيي ومن عند نفسي " .. لا شك أن المراجع والفقهاء تجرأوا على الله عز وجل .
    يقول أمير المؤمنين (ع) :
    " وترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ، ثم يجمع القضاء بذلك عند الإمام الذي استقضاهم ، فيصوب آراءهم جميعاً ، وإلههم ، ونبيهم واحد ، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ، أم نهاهم فعصوه .. أم أنزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ؟!! أم أنزل الله سبحانه دينا ًتاماً فقصر الرسول (ص) عن تبليغه وأدائه ، والله سبحانه يقول: " ما فرطنا في الكتاب من شيء " وفيه " تبيان لكل شيء " وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا ، وأنه لا اختلاف فيه ، فيقول سبحانه: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا " وأن القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تغني عجائبه ، ولا تنقص غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلا به " ..
    _ إذاً فلينتظر فقهاء ومراجع الشيعة ( الأصوليين بالذات ) ومن يقلدهم ويسير خلفهم
    ما سيجري عليهم وينزل بهم يوم ظهور صاحب الزمان (ع) .. وإذا أردت أيها الشيعي
    بالوراثة أن تعلم بما سيحدث ويجري عليهم ، ارجع إلي ما ذكرناه أنفاً من نصوص
    وروايات ظهور الإمام (ع) وعودته بالإسلام من جديد ، وقتله لرموز الشيعة ، وهدم ومحق
    ما بأيديهم : " يهدم ما قبله " ، " ويبطل ما كان في الجاهلية " .. " لا يبقى أحداً
    ، ولا تأخذه في الله لومة لائم " " فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله ورسوله ،
    فيقتلهم ، ثم يجمعهم الله على أمر واحد " _

    وفي الختام ومرة أخرى
    لا تنسى أيها الشيعي بالولادة والوراثة ، أياً كنت ، وأينما يكون موقعك من العالم ،
    أنني بحمد الله تعالى ممن رزقهم الله تعالى معرفة حقيقة الإسلام وأمر أهل البيت
    عليهم السلام .. وأنني بعد ذلك فارقت قوم أهل الفتنة والباطل ، لألتحق بمسيرة الحق
    وأشياعه وأن أصبح شيعياً ولكن للأسف ظهر لي مرة أخرى شبح الخلاف والباطل في ساحة
    التشيع وكدت أذوب في الفتنة، ويتخطفني الضلال مرة أخرى ، ولكن كانت أقداري الرحيمة
    لي بالمرصاد ومرة أخرى ساقتني إلى معالم وموازين وحقائق غابت طويلاً عن الأشياع
    وأصبحت بالنسبة إليهم نسياً منسيا ،
    ومن خلالها ظهر لي جلياً مدى تيه وتخبط الشيعة واختلافهم المفزع مع الإسلام ومع أمر
    أهل البيت (ع) ... إنها معالم وموازين ليلة القدر وما ينزل فيها وعلاقتها الرسالية
    بالإمام المعصوم (ع) صاحب العصر والزمان (ع) عجل الله تعالى فرجه الشريف ، فمن
    خلالها أرى وأنظر واحدد الأمور على حقيقتها، ومن خلالها أصبح لي من السهل أن أفرق
    بين الحق وبين الباطل ، بين النور وبين الظلام ، فقد ثبت لي من خلالها حقيقة
    الإسلام ، وحقيقة أمر أهل البيت (ع) ، ورأيت كم هو باطل أمر مذهبكم الأصولي ،
    والمصير المجهول الذي ينتظر أصحابه وأتباعه ...
    ولهذا أمر الأئمة عليهم السلام شيعة الحق أن يخاصموا مخالفيهم بليلة القدر وما ينزل
    فيها ... وها قد خاصمتكم بما أمرني به الأئمة (ع) لأنكم لستم بشيعة لأهل البيت (ع)
    فإن كنتم شيعة لأهل البيت (ع) كما تزعمون وجب عليكم مخاصمتي بما أمرتم به وأن
    تثبتوا لي من خلال ليلة القدر وما ينزل فيها بطلان ما توصلت إليه من معالم وحقائق
    عن الإسلام وأهل البيت (ع) ، ومن ناحية أخرى عليكم إثبات صحة ما أنتم عليه من دين
    مذهبي أصولي و تصورات وفكر من خلال ليلة القدر وما ينزل فيها أيضاً .
    ـ وأخيراً صرخة من الأعماق في وجوه الأشياع ـ
    الإسلام وحي مستمر ، والإمام المعصوم (ع) لا يصدر في أمر إلا بما يأتيه من وحي
    السماء المستمر نزوله عليه ، وبناءً على ذلك فليس لمرجع ولا فقيه أن يفتي أو يصدر
    في شيء إلا بما يأتيه عن طريق وحي السماء أي عن الإمام المعصوم (ع) وإلا فليصمت
    ويحل بعيداً عن الناس حتى لا يوقعهم في الفتنة " منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود "
    وإن لم تؤمنوا بذلك فلستم بشيعة لأهل البيت (ع) وكأني أدعوكم إلى دين جديد يا أصحاب
    التيه ... فانتظروا ما وعدكم به أمير المؤمنين (ع) :
    " إذا خرج القائم (ع) ينتقم من أهل الفتوى بما لا يعلمون ، فتعساً لهم ولأتباعهم "
    وليس بيني وبينكم الآن إلا المخاصمة بليلة القدر وما ينزل فيها ، فهل ستخاصمونني
    بها كما أمركم الأئمة (ع) أم ستتمردون وتخالفون كعادتكم وتعرضون وتمتنعون .

    ـ وإنا لمنتظرون

    تعليق


    • #3
      شكرا جزيلا لكما . والسلام

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الأخ الكريم المستبصر المهدوي
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        1- هل قرأت أو درست حلقات السيد الشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله ؟
        2- هل وصلت لرتبة الاجتهاد التي تستطيع من خلالها فهم ومحاكمة النصوص الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام ؟
        3- هل توجب على الناس جميعا الاجتهاد للوصول إلى ما توصلت إليه؟

        ولكم تحياتي

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمان الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم



          شكرا لكما علي الرد وسأجيب على الأسئلة في أقرب وقت
          والرد متأخر لعطل في شبكة النت

          تعليق


          • #6
            اخي المستبصر المهدوي
            في البداية لم اكن قد دققت في ما تفضلت به
            بل اني قرات ما كتبته بشان ان الامام هو الاسلام الحقيقي وشكرتك عليه
            و لكن يا اخي الكريم
            ان قضية رجوع العامي الى المجتهد الفقيه الجامع لشرائط في مسائل الدين و خصوصا المستحدثة منها امر امره الامام الحجة عليه السلام في قوله كما في كتاب الاحتجاج مذكور ام في الحوادث الواقعة فرجعوا الى رواة حديثنا

            من كان منهم صائنا لدينه مخالف هواه مطيعا لأمر مولاه و عالم بدينه فعلى العوام ان يتبعوه .والسلام

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمان الرحيم

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صل على محمد وآل محمد

              الأخ العزيز ( مستفيد ) وباقي الأخوة في المنتدى أقدم لك وللأخوة إجابات الأخ المستبصر ( باحث عن الحق ) على اسئلتك ، وهو يرحب بأي اسئلة أخري منك ومن الأخوة حول هذا الموضوع ، وفقنا الله واياك وهدانا الى طريقه المستقيم

              الرد على مداخلة صاحب الأسئلة الثلاثة
              التي طرحها بعد قراءته للمخاصمة العقائدية
              حول حقيقة الإسلام وأمر أهل البيت ( ع )
              مما ورد عن الأئمة الأطهار سلام الله عليهم في شأن ليله القدر:
              "..ولكل شيء سيد ، وسيد العلم إنا أنزلناه ، ولكل شيء حجة والحجة بعد النبي في إنا أنزلناه .." .. " .. وإنها لسيدة دينكم ، وإنها لغاية علمنا ، فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله ( ص ) .. " " يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلحوا " وأثناء قيامي بالبحث والتنقيب عن الحق وأهله فكما ثبت لي بضلاله مذهبي السني ( خاصة الأصولي ) ، ثبت لي أيضاً بضلاله المذهب الأصولي الشيعي ، بل ثبت لي أن هذا من ذاك ، والثاني ثمره الأول ، ثم انه بسبب معايشتي الطويلة لنور وعلم الأئمة الأطهار سلام الله عليهم وحبي وإخلاصي لهم والتمسك بهم وطاعتهم رزقني الله عز وجل ببرهان حق معرفه الإسلام وأمر أهل البيت ( ع ) والتسليم لهم . وقد أثبت خلال المخاصمة بليله القدر حقيقة الإسلام وأمر أهل البيت ( ع ) والتسليم لأمرهم ..
              فكان عليك في المقام الأول أن تكشف لي أولاً عن موقفك تحديداً نحو ما أثبته عن الإسلام وأمر أهل البيت ( ع ) من خلال معالم وموازين ليله القدر وما ينزل فيها ومن خلال علم ونور الأطهار سلام الله عليهم .. وهل آمنت به أمن رفضته وأنكرته ؟ !! وفى الحالة الثانية يكون قد وجب عليك أن تخاصمني بسوره" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ " كما أمر الأئمة الأطهار سلام الله عليهم ، وإن لم تفعل تكون عاصياً بل منكراً . وهل ورد في الشيعة من أحكام تتزلزل لها القلوب إلا من هذا الباب ، وبسبب فتنتهم بدين الرجال .
              فقد ورد في حديث لسيدنا الإمام الصادق ( ع ) : " من دخل هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما ادخلوه فيه ..." .
              الأئمة الأطهار سلام الله عليهم يأمرونا بمعرفه الحق وأهله واثبات أمره وكشف وفضح أمر الباطل وأهله من خلال معالم وموازين ليله القدر وما ينزل فيها ... وأن تقول لي في أسئلتك : هل قرأت أو درست حلقات السيد محمد باقر الصدر الذي ينتمي للمذهب الأصولي ومن مدرسه الرأي والاجتهاد ، والذي صرح بقوله عن الأحكام التي يتم استنباطها من خلال علم وقواعد المذهب الأصولي الشيعي وغير الشيعي بأنها ظنية النبوة ولا تمثل الأحكام القطعية للإسلام ، واعترف بأن الإمام القائم ( ع ) عند ظهوره يبطل أمرها ويهدمها .
              أما الحكم الإسلامي الذي يصدر في الوقائع والنوازل والمستجدات فله مصدره الإلهي ومساره الرسالي .. فمن ليله القدر وما ينزل فيها وما ينزل في كل يوم وساعة وعن طريق العلاقة الرساليه بين الإمام ( ع ) وبين هذا الوحي المستمر نزوله يخرج وينطلق الحكم من مشكاة العصمة والطهارة ليتلقاه الأتباع شافهه عن الأئمة الأطهار عليهم السلام .. إلى أن وقعت الغيبة ، وحيل بين إمام العصر والزمان وبين الأتباع ، ومع ذلك لم يترك الأمر سدى ، ولا ليعمل الناس بما يروونه ويخترعونه من المذاهب الأصولية ومدارس الرأي و الاجتهاد والذي نشأ عنه دين الرجال ، والذي بسببه تقع الشيعة تحت طائلة الأحكام المزلزلة ، بل كان للأمر مخطط إلهي وخطه زمنيه لعصور الغيبة والاغتراب وأصبحت جزءً من العقيدة والإيمان قام الأئمة عليهم السلام بإبلاغها للشيعة وعلموهم كيفيه الاستعداد ، وكيف يكونوا خلال عصور الغيبة ، وكيف ينتظرون الفرج خلالها . وسأنقل هذا المخطط الإلهي وهذه الخطة الزمنية وعلى لسان أحد كباركم وهو السيد محمد صادق بحر العلوم في مقدمته لآمالي الشيخ الطوسي ص32،33 حيث يقول :
              وقد استفاض عن أئمة الهدى عليهم السلام أمر أصحابهم بكتابه ما يسمعونه من الأخبار قائلين : " سيجيء على الناس زمان لا يأنسون إلا بكتبهم " ويروى عن الإمام الصادق ( ع ) " أيضاً والقلب يتكل على الكتابة " وقال عليه السلام أيضاً : " احفظوا كتبكم فإنكم ستحتاجون إليها " وقال ( ع ) للمفضل بن عمر : " اكتب وبث علمك في إخوانك فإن متَّ فأورث كتبك بنيك فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم " .. والمراد بالكتب في الحديثين الأخيرين الأحاديث المروية عنهم عليهم السلام ، وقوله ( ع ) : " ستحتاجون إليها ، أي لفقد من تسألون من الأئمة عليهم السلام من جهة شده التقية أو حصول الغيبة ، فينحصر أخذكم للأحكام من الكتب ، وكذا قوله ( ع ) : " يأتي على الناس زمان هرج ، الخ " أي زمان فتنه وقتل وخوف فلا يكون لهم مفزع في اخذ الأحكام إلا كتبهم . هذا هو ما تبقى لخاص الإسلام خلال عصور الغيبة والاغتراب بعد ما غاب الإسلام بصاحبه عنا ، وهو القدر من تعاليم وأحكام الإسلام والتي تم أخذها مشافهه عن الأئمة عليهم السلام أو ما بقى منها من آثار نثبت عليها بلا تغيير أو تبديل إلى أن يظهر الإمام ( ع ) ويقيم لنا الإسلام من جديد .
              ولهذا فإن سؤالك الثاني والثالث عن المجتهد ورتبته ، أو رتبه الاجتهاد التي يستطاع من خلالها فهم ومحاكمه النصوص الواردة عن الأئمة الأطهار ( ع ) وهل أوجب على الناس جميعاً الاجتهاد للوصول إلى ما توصلت إليه كل هذه الأمور وما هو على شاكلتها لأصله لها البتة بدين الإسلام وأمر أهل البيت عليهم السلام وطاعتهم والتسليم لأمرهم .. إنما يخص الدين المبدّل دين الرجال ودين أهل الرأي والاجتهاد ، أو الأصوليين . نحن لنا دين غير دينهم هذا .. فديننا وإسلامنا هو ليله القدر وما ينزل فيها وما ينزل في كل يوم وساعة وعلاقة ذلك بإمام صاحب الزمان (ع) أي علاقته بالوحي المستمر أي أن الإسلام وحي مستمر .. الإسلام رجل .. والمسلم الحق هو من أعطاه الله عز وجل برهان حق معرفة هذا الإسلام ومعرفة أمر أهل البيت (ع) وطاعتهم والتسليم لأمرهم . والمخاصمة بسورة " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ " ، مخاصمة كل من يخالف هذا الحق أياً كان سواء كان سنياً أو شيعياً مخالفاً .. هذا هو دين الغرباء المؤمنين على مر الزمان .. إنها معالم الإيمان في وجدان الغرباء " فطوبى للغرباء " طلائع الأمة المعدودة في القرآن ، وبهذا الدين وبهذا البرهان الساطع يتميزون عن باقي أمة التيه والضلال المبين ، فهل يوجد في زماننا الحالي من عصر الغيبة والاغتراب ، مجتهد أو مرجع أو فقيه أو مفكر يحمل معالم الحق هذه ويمتلك الحجة والبرهان على أنه المؤمن المؤتمن في معرفة حقيقة الإسلام وأمر أهل البيت (ع) والتسليم لهم ..
              وأخيراً
              فقد رزقنا الله عز وجل مؤخراً بخبر من مشكاة العصمة والطهارة صادر من باقر علوم النبوة والإمامة ، يصف ما نحن بصدده الآن ، وما يدور بيننا ، وكأنه سلام الله عليه حياً بين أظهرنا يشاهد ويتابع ما يجري فأصدر بخصوصه بيان :
              فقد ورد في بحار الأنوار ج26 ص149 حديث رقم 35 :
              عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول وعنده أناس من أصحابه وهم حوله :" إني لأعجب من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم ، فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا ، أترون الله افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم ... "
              *راجع بيان وشرح صاحب بحار الأنوار لهذا الحديث فستجد أن :
              " برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا " هو الذي وصفنا به ديننا وإسلامنا قبل قليل وهو ليلة القدر وما ينزل فيها وما ينزل في كل يوم وساعة وعلاقته بالإمام المعصوم (ع) ..... الخ.
              ولقد وقعت الغيبة للإمام (ع) وللإسلام والعلم ووحي السماء المستمر معاً ، وانقطع عن الناس منابع استمرارية تشريع الإسلام وأحكامه الوقائع والنوازل والمستجدات ، وصدر الأمر للشيعة أن يكفوا ويتوقفوا ويثبتوا على ما هم عليه إلى أن يظهر لهم إمامهم (ع) مرة أخري ليقيم لهم الدين من جديد .. ومع ذلك رأينا من سمي نفسه بالمجتهد والفقيه والمرجع خلال عصور الغيبة يتدخل في الأمر ظناً منه أنه في استطاعته تحريك أمر الإسلام والعمل على استمرارية أحكامه وتشريعاته وفتواه ، بل وإقامة دولته ونظامه !!! فمن الذي أذن له بذلك ؟ أم على الله تفترون ، ومن أين أتي هؤلاء بطريقهم هذا في الدين ، دين الرأي والاجتهاد ، والمذهب الأصولي وقواعد الاستنباط .. ثم لماذا يقوم الإمام (ع) عند ظهوره بإبطال وهدم جميع ذلك وينتقم من أصحابه ورموزه وأتباعه ؟ " فتعساً لهم ولأتباعهم " ، ثم أنه خلال مسيرة انطلاقي بحثاً عن الحق وأهله ورموزه مررت بساحة الشيعة وبشتى اتجاهاتها المذهبية فوجدتها بين إخباري مقصر وضارب في التيه ، وأصولي مبدّل ومغير للدين ، ثم اكتشفت بعد ذلك وجود هرشة مذهبية ، فهذا عرفاني ، وهذا شيخي ... الخ والجميع يُضلل بعضه بعضاً حتى وصل الأمر بينهم إلى التكفير ... ومع ذلك أخذت أقداري الرحيمة بيدي لاختراق تلك الحجب والحواجز لأبصر بفوز الحق والحقيقة نور الأطهار الميامين عليهم السلام ومعرفة برهان حقهم والتسليم لأمرهم والذي يتميز بحمله المؤمن الغريب عن باقي جموع أمة التيه ، ويشكل الحد الفاصل بين النور والظلام ، بين الحق والباطل ، بين الهدى والضلال .
              وأخيراً
              بيني وبينك المخاصمة بسورة " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ " .. المخاصمة بما شهد به الإمام الباقر عليه السلام للمؤمن الغريب وهو : " ممن أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا " .
              وليتك تعلم بما أريده لك ولغيرك من مشاركتي هذه النعمة الكبرى المهداة .. والله من وراء القصد .
              وهو سبحانه وتعالى يهدي السبيل

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمان الرحيم

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صل على محمد وآل محمدوعجل فرجهم
                تحياتي للأخوة الأعزاء علىالمشاركات الشيقة
                الأخ ( مستفيد ) انا لم اطلع على حلقات السيد الشهيد محمد باقر الصدر وليست عندي ، لذلك أرجو منك ان تكتب لنا عن بعض هذه الحلقات التي تتصل بموضوع البحث لأستفيد أنا والأخوة منها وان كانت موجودة على شبكة الانتر نت فتفضل علينا بكتابة الرابط لنطلع عليها ، وشكرا جزيلا لك

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  تفضل الرابط
                  ولكم تحياتي
                  http://www.aljaafaria.com/makteba/ma...sool1/main.htm

                  تعليق


                  • #10

                    بسم الله الرحمان الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


                    شكرا للأخ الكريم على الرابط

                    هل لديك أي تعليق على إجابات الأخ المستبصر ( باحث عن الحق ) على اسئلتك أو أي سؤال جديد حول البحث أو استفسار ؟
                    وتحياتي لك ولجميع الأخوة الكرام

                    تعليق


                    • #11
                      لقد هجرت المشاركة في المنتدى منذ فترة طويلة

                      وبات الأمر في المتابعة لتلك المواضيع التي تتكرر يوميا بتغيير العناوين فقط واللف والدوران في دائرة مفرغة بين "سنة" و "شيعة"

                      لم يكن البحث حول معرفة حقيقة الدين

                      بل

                      سيطرة كل مذهب على الآخر فقط

                      في حين اعتلى العلماء الأعالي ووصلوا لدرجة لم يعرف الناس قدرها ولم يفكروا يوما في معرفة دينهم على نهج صحيح

                      ولكن

                      اليوم "ولله الحمد"

                      ومن خلال هذا الموضوع


                      ظهر لنا من يبين لنا حقيقة الإسلام التي طالما بحثنا عنها



                      ------------------------------------------------------------------------

                      أولا

                      يا ناقل الموضوع

                      هل أنت مؤيد لصاحبه

                      ثم

                      يا صاحب الموضوع

                      لم أر شيئا بين لنا حقيقة الإسلام من خلال تلك العبارة التي ما فتئت ترددها في موضوعك "ليلة مباركة"

                      وكأنك اكتشفت في الدين ما كان مخفيا عن بصيرة عموم المسلمين


                      ------------------------------------------------------------------------

                      ولكن ردي عليك كالتالي:

                      1- تحذير
                      أنت أحق بالإساءة التي وصفت بها المراجع والفقهاء الذين بذلوا حياتهم في خدمة الدين "ولا أقول المذهب فقط"


                      2- لقد ادعيت بطلان كلا الطرفين "السني" و "الشيعي" وبات موضوعك يستعرض بطلان أحدهما فقط

                      وادعيت بيان حقيقة الإسلام من خلال "ليلة مباركة" دون أن تبين شيئا يذكر

                      وخالفت ولاية الفقيه دون ذكر ما يبين بطلانها


                      3- لم يضربك أحد على يديك لتقليد الفقيه, كما لم يضربك أحد على يديك لاتباع مذب ما, والأولى أن أقول لم يضربك أحد على يديك لتعبد الله
                      ولكن
                      يجب أن يكون هناك من يضربك على يديك حتى لا تعود لمثل ما قدمت


                      4- لتعرف حقيقة المرجعية اقرأ من الكتب ما تستطيع تحت عنوان "ولاية الفقيه"
                      و
                      لتعرف حقيقة الإسلام ابحث عنه بطريقة صحيحة ليس كما ادعيت هنا دون أن تبين شيئا يذكر


                      5- لقد ضيق صدري موضوعك الواهي

                      ثم ضحكت عليه وعليك

                      ثم أشفقت عليك من هذه الأوهام


                      واعلم أننا لن نتبعك في ما قلت
                      وأن ليس هناك ما يجبرنا على ذلك

                      فهناك من هو أولى بالإتباع
                      كما أن هناك من يحثنا على الإتباع




                      علي

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمان الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

                        الأخ : علي

                        هذا هو رد الأخ باحث عن الحق على تعقيبك :

                        شكرا أنك بشرتنا ببشرة تجهلها
                        فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام ما معناه " أن من يرزق الحق في مثل زماننايقال أنه أبله مجنون لا عقل له "

                        وهذه هدية من الإمام الباقر(ع) يبشرنا فيها بما نحن عليه الآن من حق وما انت عليه من تعييب وتنقيص لنا :

                        عن ضريس الكناسي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وعنده اناس من أصحابه وهم حوله : إني لاعجب من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قولبهم فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لامرنا ، أترون الله افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى عليهم أخبار السماوات والارض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم .

                        - بحار الأنوار ج26 ص 149 حديث رقم 35 -

                        وانتظر هدية أخرى من هذه البحوث

                        وإذا أردت أن تتطلع على الموضوع كاملا وتتعلم كيف يتحاور الأخوة الكرام في شبكة هجر فهذا هو رابط البحث :

                        http://forum.hajr.org/showthread.php...0&page=2&pp=20
                        وإذا أردت أن تناظرنا وتتحاور معنا فيجب أن يكون ردك عن طريق الروايات المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وليس عن طريق كلام الرجال وأهوائهم


                        الأخ على اقرأ هذا البحث لكى تعرف حقيقة الإسلام ثم بعد ذلك ترد وهذا هو البحث وقد وضعته على هذا المنتدى في صفحة أخرى وسأعيده هنا لكي تقرأه أنت وغيرك من الأخوة :


                        بسم الله الرحمان الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صل على محمد وآل محمد
                        هذا بحث هام حول مسيرة الإسلام وليلة القدر وهو بجث كثير الفوائد والنقاط البحثية المهمة ، وهذا البحث كتبه مستبصر في شبكة هجر الثقافية واسمه (باحث عن الحق ) وهو يرحب بأي سؤال او استفسار من اي شخص حول البحث ونقاطه ، هدانا الله واياكم الى الطريق المستقيم

                        مسيرة الإسلام وليلة القدر

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين


                        مقدمة

                        ماذا تشكل ليلة القدر للإسلام , ولمن يعتنق الإسلام ؟
                        وبحق لا يجيب على هذا السؤال إلا معصوم
                        قال الإمام الباقر عليه السلام في ليلة القدر :
                        " لكل شيء ثمرة وثمرة القرآن إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء كنز وكنز القرآن إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء عون وعون الضعفاء إنا أنزلناه
                        ولكل شيء يسر ويسر المعسرين إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء عصمة وعصمة المؤمنين إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء هدى وهدى الصالحين إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء سيد وسيد القرآن إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء زينة وزينة القرآن إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء فسطاط وفسطاط المتعبدين إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء بشرى وبشرى البرايا إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء حجة والحجة بعد النبي في إنا أنزلناه فآمنوا بها قيل :
                        وما الإيمان بها ؟ قال : إنها تكون في كل سنة وكل ما ينزل فيها حق .

                        وعنه عليه السلام : "
                        هي نعم رفيق المرء : بها يقضي دينه ، ويعظم دينه ، ويظهر فلجه ، ويطول عمره ، ويحسن حاله ، ومن كانت أكثر كلامه لقي الله تعالى صديقا شهيدا . "



                        ـ بحار الأنوار ج85 ـ
                        ـ

                        وفى الكافي عن أبى جعفر عليه السلام قال:
                        قال الله عز وجل في ليلة القدر .. " فيها يفرق كل أمر حكيم " يقول ينزل فيها كل أمر حكيم ـ إلى أن قال: انه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الأمر تفسير الأمور سنة سنة , يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا , وفى أمر الناس بكذا وكذا , وانه ليحدث لولى الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص والمكنون والعجيب المخزون مثل ما ينزل فى تلك الليلة من الأمر ثم قرأ :
                        " ولو أن ما في الأرض من شجر أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم " ـ

                        إذن ليلة القدر هي الإسلام كله , وإذن فالإسلام وحي مستمر , وعلينا متابعة مسيرته من خلالها لأنها تشكل القول الفصل في كل أمر الإسلام .

                        قال الإمام الباقر عليه السلام أمراً الشيعة :
                        " يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب‍ " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين " فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، يا معشر الشيعة .."
                        ومع ذلك يغفل ويعرض الشيعة عن هذا الأمر للآن !!!
                        ـ أصول الكافي كتاب الحجة ـ
                        إذن سيتم تحديد معالم مسيرة الإسلام من خلال مرآة ليلة القدر وما ينزل فيها , ومن يرى خلاف ما نتوصل إليه فبيننا وبينه المخاصمة بليلة القدر كما أمر الأئمة الأطهار عليهم السلام ـ
                        " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت "
                        وما توفيقي إلا بالله


                        مسيرة الإسلام
                        في مرآة ليلة القدر وبيانها الرسالي
                        والبيان الرسالي " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ " .. ما هذا الأمر ؟ ومن أصحابه الذين يتنزل عليهم ؟ وماذا يمثل للإسلام كدين ودولة ونظام وحكم وتشريع ؟
                        ـ ومن البداية ـ
                        عندما كُتب لي بفضل ربي عز وجل ورحمته وهدايته الانتقال من ساحات دين الباطل والضلال إلى ساحة دين الحق والنور كنت أنتظر أن يكون أول من يجيبني على هذه التساؤلات العقائدية جموع الشيعة التى تنسب نفسها لهذا الأمر ولأصحابه .. أي أمر أهل البيت عليهم السلام , ولكن وبكل أسف ثبت لي أنهم لا يدرون عنها شيئاً , بل ما أبعدهم, وخصوصاً بعدما دعوتهم للانتباه من الغفلة ثم اليقظة لأهم وأخطر ما يفتقدونه من معالم رسالية في أمر إمامة أهل البيت عليهم السلام .. وأخشى أن يأتي يوماً أقول لهم فيه :
                        ( يا معشر الشيعة حتى أمر ليلة القدر وما ينزل فيها وما تشكله للإسلام والإمامة ثقل عليكم الإيمان والتصديق به ؟)!!
                        ومهما يكن من الأمر
                        فمسيرة الإسلام لا يتم تصورها ومعرفتها على وجه اليقين والحق إلا من خلال مرآة ليلة القدر وما ينزل فيها على الإمام عليه السلام , لأن الإمام عليه السلام هو الإسلام الذي هو ليلة القدر وما ينزل فيها ـ ومسيرة أحدهم هي مسيرة الكل ـ .. وهي على أربع مراحل ولكل مرحلة طابعها وواقعها الخاص بها ؛


                        * المرحلة الأولى *
                        مرحلة النبوة وعلاقتها الرسالية بليلة القدر .. وبدايتها هي بداية مسيرة الإسلام من أول ما نزل القرآن في أول ليلة قدر , وما ينزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل يوم وساعة , أي بداية نزول الرسالة الخاتمة بمنهج السماء في إقامة الإسلام كدين ودولة ونظام وحكم وتشريع , وهو قول الله عز وجل " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ *فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ " ـ سورة القيامة 16 :19 ـ
                        مما ورد عن ذلك في تفسير الصافي للكاشاني :
                        قال تعالى: إن علينا جمعه وقرآنه . أي حين أنزلناه نجوما فإذا قرأناه عليك حينئذٍ فاتبع قرآنه أي جملته ثم إن علينا بيانه في ليلة القدر بانزال الملائكة والروح فيها عليك وعلى أهل بيتك من بعدك ..أهـ
                        إن ما ينزل في كل ليلة قدر هو جملة ما يختص بشان جميع ما يحدث على الأرض لمدة عام قادم " مِّن كُلِّ أَمْرٍ " ويأتي أو ينزل بعد ذلك في كل يوم وساعة تفسير وبيان وحكم ما يقع فيها .
                        هكذا بدأت مسيرة الإسلام بهذا الترتيب والنهج وقد قابله الناس أو الجاهلية الأولى يومها بالتعجب والاستغراب والاستهجان , والتي لم تكن يومها غلا جاهلية ساذجة وعبيطة يعبد أصحابها الصخور والحجارة , والعيدان والخشب ..
                        " بدأ الإسلام غريباً " أي بداية مسيرة الإسلام ولم يستطيعوا بعد ذلك إلا الخضوع رغم قولهم " هذا شيء عجيب " " إن هذا إلا أساطير الأولين ", وسريعاً ما خضعوا لنور الإسلام وعظمته , وانطلقت مسيرته الرسالية رغم العوائق , وقامت للإسلام دولة وحكم ونظام وتشريع إلهي خلال عصر النبوة عن طريق الاتصال المستمر بين السماء والأرض , بين خاتم النبوة (صلى الله عليه وآله وسلم) وليلة القدر وما ينزل فيها وفي كل يوم وساعة , إلى أن رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عالم الآخرة بعدما أدى ما عليه نحو الإسلام وأمره , وترك مواريثه لأهل الميراث النبوي المختارين من قبل الله عز وجل من أهل بيته الأطهار الذين جعل لهم الله عز وجل خصوصية الاتصال ونزول الوحي عليهم " مِّن كُلِّ أَمْرٍ " فهم أصحاب هذا الأمر من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى أن يرث اله الأرض ومن عليها , وهم الإسلام ومسيرته خلال عصور ظهوره أو غيبته .. سواء كان في حال تمكينه أو حال مطاردته وغيبته .

                        ولنا وقفة
                        في بداية عصر النبوة أي في بداية مسيرة الإسلام . هكذا بدا الإسلام غريباً , وهكذا كانت الجاهلية الأولى التي اعترضت مسيرته وانطلاقته الأولى , وكانت كما أسلفنا ساذجة وعبيطة وهي لن تكون بشيء في مقابل جاهلية ثانية في آخر الزمان , ستعترض بداية ثانية للإسلام عند عودته من الغيبة , وظهوره على الناس مرة أخرى بصاحبه الإمام المهدي عليه السلام ؛ يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
                        " اعلموا يقيناً أن الذي يستقبل قائمنا من أمر جاهليتكم , وذلك أن الأمة كلها جاهلية إلا من رحم الله , فلا تعجلوا فيعجل الخوف بكم "
                        ـ بحار الأنوار ج51 ص130 ـ
                        ستكون جاهلية شرسة متزمتة ومتعجرفة , والشيء المذهل والغريب أن يكون على رأسها وفي مقدمتها حسب نصوص وروايات الأئمة عليهم السلام ثلة من مراجع وفقهاء الشيعة .. لاشك أنه أمر محزن , ولاشك ان من ورائه سبب كبير وخطير , ولا أراه يكون في مقدمة الأسباب غير افتقاد التصور الرسالي العقائدي لأمر ليلة القدر وما ينزل فيها , وعلاقته بالإسلام ولمسيرته عندما وقعت الغيبة ليس للإمام عليه السلام فقط بل للإمام والإسلام معاً ؛ يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
                        " المهدى مغترب إذا اغترب الإسلام وضرب بعسيب ذنبه والصق الأرض بجرانه "


                        * المرحلة الثانية *
                        بعد رحيل النبوة مباشرة , بل والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يدفن بعد , بدأت الأمة التعيسة تتمرد على أمر ربها , وتغير اتجاه مسيرة الإسلام وتستبدلها, استبدلت طريقها الرسالي ( طريق وحي السماء وليلة القدر وما ينزل فيها ) بطريق أخر يروقها وينعش فسقها وضلالها .. لقد كبر عليهم أن تظل مسيرة الإسلام تستمد معالم نورها ورشادها من وحي السماء المستمر , وأن يسود العدل والرحمة .. فاجتهدوا في إطفاء نور مصابيح وحي السماء, وضيقوا عليه كل منفذ , والزموه الغرف والجدران , وأغلقوا دونه الأبواب والنوافذ , حتى درست أعلام مسيرة الإسلام , وظهر بديلاً عنها أعلام مسيرة الردى , وعم الفساد والضلال ؛
                        يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
                        " حتى إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجع قوم على الأعقاب وغالتهم السبل واتكلوا على الولائج , ووصلوا غير الرحم , وهجروا السبب الذي أمروا بمودته ونقلوا البناء عن رس أساسه , فبنوه في غير موضعه , معادن كل خطيئة , وأبواب كل ضارب في غمرة "

                        ـ من خطب نهج البلاغة ـ
                        وقال أيضا عليه السلام :
                        " " أما بعد , فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمداً ص نذيراً للعالمين ومهيمناً على المرسلين . فلما مضى عليه السلام تنازع المسلمون الأمر من بعده صلى الله عليه وآله وسلم ... فما راعني إلا إنثيال الناس على فلان يبايعونه , فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام , يدعون إلى محق دين محمد .."

                        " فوالذي نفس علي بيده لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلال وظلم وعسف وجور واختلاف في الدين , وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه , وإظهار البدع , وإبطال السنن , واختلاف وقياس مشتبهات , وترك محكمات حتى تنسلخ من الإسلام , وتدخل في العمى والتلدد والتسكع "
                        " ووأسفاه من فعلات شيعتنا بعد قرب مودتها اليوم , كيف يستذل بعدى بعضها بعضاً ؟ المشتتة غداً عن الأصل النازلة بالفرع المؤملة الفتح من غير جهته , كل حزب منهم آخذ منه بعضه , أينما مال الغصن مال معه ,..
                        ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من بعدى أضعاف ما تاهت بنوا إسرائيل " ــ بحار الأنوار ج51/123

                        " أيها الناس سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يكفأ الإناء بما فيه "
                        " ألا وقد قطعتم قيد الإسلام , وعطلتم حدوده وأمتم أحكامه "
                        " ولبس الإسلام لبس الفرو مقلوباً "

                        وبعد
                        رحيل أمير المؤمنين عليه السلام وبمقتل الإمام الحسين عليه السلام خيم الظلام على مسيرة الإسلام , وتقطعت أنفاسها , ومحي علاماتها , وظهرت عليها مسيرة الجاهلية الثانية الغبراء السوداء , ذات شعب وتقسيمات ومذاهب وضلالات , وبدع ورأي واجتهادات , ولم يبقى من مسيرة الإسلام إلا بصيص من نور في عهدي الإمامان محمد الباقر , وجعفر الصادق عليهما السلام .. فأمر الإمام الصادق عليه السلام الشيعة يومها أن يكتبوا ما وصل إليهم من علم الأئمة عليهم السم , وأن يورثوه لذراريهم من بعدهم , و لا يفرطوا فيه ويتمسكوا به لأنه سيكون ما بقي لهم من الإسلام لعصور طويلة .. ولو امتثل الشيعة لهذا الأمر ليومنا هذا ما اختلف اثنان من الشيعة خلال عصور الغيبة والغربة .. ولكن أنى تسمع من في القبور .. فقد تمسك به النادر القليل , وأضاعه الجم الغفير .. بل فقد معظم هذا العلم في لجة التاريخ بسبب ما تعرض له الشيعة من ملوك وجبابرة وفراعنة العصور .. ومع انه لم يبقى منه إلا بصيص من نور فإنه يكفي لأصحاب العقل والرشاد أن يتحصنوا به من الفتن والضلال وهم قلة في كل زمان ـ " إلا من رحم ربك " ـ وهكذا كان أمر الإمام جعفر الصادق عليه السلام لأصحابه قائلاً لهم :
                        " أكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا "
                        " " احْتَفِظُوا بِكُتُبِكُمْ فَإِنَّكُمْ سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا ".

                        وعَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام :
                        " اكْتُبْ وَ بُثَّ عِلْمَكَ فِي إِخْوَانِكَ فَإِنْ مِتَّ فَأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنِيكَ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ لَا يَأْنَسُونَ فِيهِ إِلَّا بِكُتُبِهِمْ ".

                        وهكذا كان تحذير الإمام الصادق عليه السلام لكل الأجيال :

                        " كيف انتم إذا صرتم في حال لا يكون فيها إمام هدى ولا علما يرى . فسأله أحد أصحابه , كيف نصنع حينئذ ؟ فقال (ع) : فتمسكوا بما في أيديكم حتى يصح لكم الأمر . "
                        " تمسكوا بالأمر الأول الذي انتم عليه حتى يبين لكم " ,
                        " كونوا على ما انتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم "

                        النصيحة الكبرى من الإمام محمد الباقر عليه السلام :
                        " يا فضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتون الزكاة , وتكفوا ألسنتكم , وتدخلوا الجنة , ثم قرأ " ألم ترى إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " أنتم والله أهل هذه الآية .
                        هذا ما تبقى لنا من مسيرة الإسلام ومن تعاليم خلال عصور الغيبة والغربة للإمام والإسلام معاً .

                        يقول الشيخ يوسف البحراني في مقدمات الحدائق :
                        ( غير خفي - على ذوى العقول من أهل الإيمان وطالبي الحق من ذوى الأذهان – ما بلى به هذا الدين من أولئك المردة المعاندين بعد موت سيد المرسلين , وغصب الخلافة من وصيه أمير المؤمنين وتواثب أولئك الكفرة عليه , وقصدهم بأنواع الأذى والضرر إليه , وتزايد الأمر شدة بعد موته صلوات الله عليه , وما بلغ إليه حال الأئمة صلوات الله عليهم من الجلوس في زاوية التقية , والإغضاء على كل محنة وبلية وحث الشيعة على استشعار شعار التقية , والتدين بما عليه تلك الفرقة الغوية , حتى كورت شمس الدين النيرة , وخسفت كواكبه المقمرة , فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل , لامتزاج أخباره بأخبار التقية, كما قد اعترف بذلك ثقة الإسلام وعلم الأعلام محمد بن يعقوب الكلينى نور الله مرقده في جامعه الكافي .. )

                        ـ ـ ـ ـ ـ
                        * المرحلة الثالثة *
                        مرحلة الغيبة الكبرى والاغتراب .. مرحلة انفصال مسيرة الإسلام عن الناس كافة وانقطاع علم الإسلام وأحكامه وبياناته تماماً عن مسرح الأحداث على الأرض , وعن حركة الحياة فوق الأرض .. وهذه الأمور وقعت وحدثت من يوم أن وقعت الغيبة الكبرى لصاحب العصر والزمان روحي له الفداء ومعه الإسلام وما ينزل عليه في كل ليلة قدر وفي كل يوم وساعة , لأن الاتصال بين السماء والأرض لا ينقطع لحظة واحدة حتى تقوم الساعة , ويرث الله الأرض ومن عليها . نعم فقد ذهب الإمام عليه السلام للمغيب ومعه علم الإسلام ومواريث النبوة وما ينزل في كل يوم وساعة .. لتذوق الأمة وبال أمرها , وتجني ثمار عصيانها وتمردها , , وتعايش عصور التيه والتخبط والضلال المبين .. أمة معاقبة ؛ أمة خانت الأمان وفرطت في عهدها مع الله عز وجل .. ثم إنها لا تدري ما ينتظرها يوم الظهور .. يوم المواجهة الكبرى .. يوم الثأر الأكبر .. يوم التأديب ؛ يوم إخضاعها بالسيف لحق أهل البيت عليهم السلام .

                        ومن يوم أن غاب الإمام عليه السلام
                        أصبحت أو استمرت مسيرة الدين الباطل والضلال , دين الأهواء والرأي والاجتهاد تشكل مسيرة عصور الغيبة والاغتراب عند الناس جميعاً , إلا من رحم الله عز وجل , إلا المؤمن الغريب الذي هداه الله للحق وعصمه من الضلال .. فطوبى للغرباء , وهم آحاد من الناس في كل عصر وزمان .. فهل يفهم الشيعة بالخصوص معنى ذلك ؟ وهل يدركون أمرهم قبل فوات الأوان .. وهل سيفهمون ويدركون حقيقة العلاقة بين ليلة القدر وما ينزل فيها وبين صاحب العصر والزمان عليه السلام .. وهل سيفهمون معنى غيبة الإمام عليه السلام بها وما يترتب على ذلك بالنسب للإسلام وأمره ومسيرته ..
                        يقول أمير المؤمنين عليه السلام عن غيبة الإمام والإسلام معاً :
                        المهدى مغترب إذا اغترب الإسلام وضرب بعسيب ذنبه والصق الأرض بجرانه .. نهج البلاغة

                        ويقول الإمام الباقر عليه السلام :
                        كأني بدينكم هذا لايزال موليا يفحص بدمه , ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت . الغيبة للنعمانى
                        ثم إنه قبل قليل تم الإشارة إلى ما تبقى من الإسلام وعلمه وأحكامه قبل غيبة الإمام عليه السلام .. ثم إن نصوص وروايات النبوة والإمامة تقطع بأن الإسلام خلال عصور الغيبة والغربة لا يبقى منه إلا اسمه ولا يبقى من القرآن إلا رسمه .. ثم بعد ذلك اسمع وأرى العجب العجاب , فمن قائل أن المراجع والفقهاء في حوزتهم الإسلام كاملاً بعلمه وأحكامه وتشريعاته حتى أحكام الوقائع والحوادث والنوازل اليومية المستحدثة .. الخ
                        وكأن الإمام المهدي عليه السلام ذهب للغيبة بعد أن سلمهم مواريث وعلوم النبوة , ومهم الأتصال بليلة القدر وما ينزل فيها وفي كل يوم وليلة .. بل ويزعمون أنهم أقاموا للإسلام دولة ونظام وحكم !!! وكأنهم لم يؤمنوا بأن الإمام والإسلام لن يفترقا .. وكانهم لم يؤمنوا بأمر ليلة القدر وعلاقتها بالإمام المعصوم عليه السلام .. وكأنهم لم يؤمنوا بنصوص وأخبار زمن الغيبة .. وكأنهم لم يؤمنوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
                        " يأتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه , ولا من الإسلام إلا اسمه , يسمون به وهم أبعد الناس عنه , مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى , فقهاؤهم شر فقهاء تحت أديم السماء , منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود "
                        " سيأتي زمان على الناس زمان بطونهم آلهتهم , نساؤهم قبلتهم , دينهم دنانيرهم , وشرفهم متاعهم , لا يبقى من الإيمان إلا اسمه , ولا من القرآن إلا رسمه , مساجدهم معمورة ولكن قلوبهم خالية من الإيمان , علماؤهم شر خلق الله على وجه الأرض , فعجب الصحابة فقالوا يا رسول الله أيعبدون الأنام ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم , كل درهم عندهم صنم " .
                        ويقول أمير المؤمنين عليه السلام :
                        " يأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه , ومن الإسلام إلا اسمه , ومساجدهم عامرة من البناء , خراب من الهدى , سكانها وعمارها شر أهل الأرض , منهم تخرج الفتن وإليهم تأوي الخطيئة , يردون من شذ عنها فيها , ويسوقون من تأخر عنها إليها . قول الله سبحانه ـ فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تترك الحليم حيران ـ وقد فعل ونحن نستقيل عثرة الغفلة .
                        " وأعلموا أنكم قد صرتم بعد الهجرة أعراباً , وبعد الموالاة أحزاباً , ما تتعلقون من الإسلام إلا باسمه , ولا من القرآن إلا رسمه "
                        ـ بيان الأئمة ج2ص339 , 445 ـ

                        بل أقول وكأنهم غفلوا أو تناسوا أمر أهل البيت عليهم السلام وأصبحت إمامتهم عليهم السلام لا تذكر إلا باللسان فقط دون الجوهر والمحتوى .. أي كعنوان فقط عند الشيعة !!
                        يقول الشيخ يوسف البحراني في مقدمات الحدائق :
                        (ظاهر لكل ناظر من تعطيل الأحكام جلها بل كلها في زمان الغيبة , ولا سيما في مثل زماننا هذا الذي انطمس فيه الدين بل صار جملة أهله شبة المرتدين ..)
                        ولنا تعليق
                        لقد أصاب هذا الشيخ لب الحقيقة في وصفه لواقع الدين الإسلامي الحق خلال زمن الغيبة , وفي وصف حال أتباعه المفتونين وخصوصاً الشيعة , ولا أدري إذا كان هذا الشيخ توصل لهذه القناعة من خلال مرآة ليلة القدر وما ينزل فيها وعلاقتها بصاحب الزمان عليه السلام وعلاقة الإسلام بذلك .. أم من خلال نصوص وأخبار زمن الغيبة فقط .. لأن الق الأول الخاص بليلة القدر يزيد الباحث عن الحق والحقيقة عمقاً ورسوخاً وتثبيتاً .
                        * يا من تزعمون أنكم شيعة لأهل البيت عليهم السلام تدبروا معي ما يلي :
                        عن أبى جعفر الباقر عليه السلام :

                        فى قول الله عز وجل : قل أرئيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " فقال : هذه نزلت فى القائم , يقول : إن أصبح إمامكم غائبا لا تدرون أين هو فمن يأتيكم بأخبار السماء والأرض , وحلال الله جل وعز وحرامه , ثم قال عليه السلام : والله ما جاء تفسير هذه الآية , ولا بد أن يجيء تأويلها .
                        ـ كمال الدين وإتمام النعمة ـ
                        هل هذا يكفي لكي تؤمنوا ؟
                        وعنه عليه السلام أيضاً :
                        " .. وأما قوله " وبئر معطلة وقصر مشيد " هو مثل جرى لآل محمد عليهم السلام , قوله " وبئر معطلة " هي التي لا يستقى منها وهو الإمام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره .. "
                        ـ تفسير البرهان ج3ص96 ـ
                        وفي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام قال :
                        " ألا وإن لكل مأموم إمام يأتم به ويستضيء بنور علمه , فإذا فقد العاِلم فقد خمد نور علمه , وبقيت الأمة بلا نور تهتدي به , فتدخل في الظلمات والغياهب ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور "
                        ـ بيان الأئمة ج2ص191 ـ
                        أقول للأشياع
                        1ـ لا يقتبس ولا يستمد منه العلم إلا ممن له صلة مستمرة بوحي السماء .. إلا من صاحب ليلة القدر والأمر الذي ينزل فيها " من كل أمر " .. وغير ذلك يكون إ لا دين الاختراع والأهواء والمذاهب الباطلة وراء واجتهادات الرجال من دخل الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما قال سيدنا وإمامنا الصادق عليه السلام .
                        2ـ لا جرم أنكم تعلمون قبل غيركم أنه لن ينجو من الأمو كافة سنيها وشيعيها في كل زمان إلا النادر القليل .. إلا آحاد من الناس " وقليل ما هم " " إلا من رحم ربك " "لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " .. إلا الغرباء أهل العهد والميثاق الشيعة الغرباء في كل زمان , مثل الكبريت الأحمر , فمن منكم رأى الذهب الأحمر ؟!
                        فطوبى للغبا الذين لا يقع لهم جمع من شتى أنحاء الأرض إلا يوم الظهور : " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً " وهم عدة أهل بدر .. النجباء من مصر , وأبدال الشام , وعصائب أهل المشرق .. فنقبوا وأبحثوا عن تصورهم العقائدي لأمر وإمامة أهل البيت عليهم السلام
                        وفهمهم لحركة الإسلام ولمسيرته من يوم أن بدأ غريباً .. وحتى يعود به الإمام القائم عليه السلام غريباً كما بدأ .. ثم إن هناك بعض الروايات تخبر أنه على أبواب الظهور يقوم رجل من ذراري أهل البيت عليهم السلام يدعو لأمرهم ولحقيقة إمامتهم عليهم السلام , مما تعلمه من علم الأئمة الأطهار عليهم السلام وليس من أقوال الرجال وآراؤهم واجتهاداتهم , وما يتخيله الأشياع من ترهات وأباطيل .. كيف لا وقد وعى قول الإمام محمد الباقر عليه السلام :
                        " الناس كلهم بهائم – قالها ثلاثاً- إلا قليلاً من
                        المؤمنين ، والمؤمن غريب – قالها ثلاثاً – "
                        – أعلام الدين للديلمى ص123 ،الكافي ج2 ص189 –
                        وقال عليه السلام :
                        " قال الله عز وجل " قد أفلح المؤمنون " .. أتدري من هم ؟ قلت أنت أعلم ـ قال : قد أفلح المسلمون , إن المسلمين هم النجباء , فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء "
                        ـ أصول الكافي ج1ص391ـ
                        ـ وعن حمران بن أعين قال : قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام : ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها ..
                        وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال :
                        " المؤمن أعز من الكبريت الأحمر "
                        وعن الإمام موسى الكاظم عليه السلام :
                        " ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ،ولكن جعلوا أنساً للمؤمن "
                        ـ أصول الكافي ـ

                        ـ ومن كتاب ( بشارة الإسلام ) نقلاً عن غيبة الطوسي ـ
                        الفضل بن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم :
                        ( يخرج قبل السفياني مصري ويماني )
                        وفي راية عن الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضوان الله عليه أنه قال :
                        ( إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ولها امارات , فإذا رأيتم فالزموا الأرض وكفوا حتى تجيء اماراتها .. ويخرج أهل الغرب إلى مصر فإذا دخلوا فتلك امارة السفياني , ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد عليهم السلام )
                        ـ البشارة ص199 ـ

                        ولنا وقفة
                        قول سيدنا الإمام موسى الكاظم عليه السلام
                        " ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ،ولكن جعلوا أنساً للمؤمن "
                        هذا نص من جانب المعصومين عليهم السلام يضع النقط على الحروف في واقع وأحوال الشيعة على مر التاريخ وخصوصاً خلال عصور الغيبة والغربة والتى تضاعف فيها الفتن .. وهذا نص يقطع ببطلان وولاية معظم الشيعة لأهل البيت عليهم السلام , ثم أنه ثبت لي خلال بحثي الطويل عن الحق لما يقرب من عشرين عاماً , ورغم موقعي المذهبي المخالف لأمر أهل البيت عليهم السلام وإمامتهم المقدسة , ظهر لي جلياً معالم الولاية الحقة لأهل البيت عليهم السلام , ولا أستطيع أن أنكر أن أقداري الرحيمة مهدت لي الطريق وأخذت بيدي إلى نور الحق والحقيقة , وأنا غارق في أعماق الكتب وبين السطور .. فالذي يقول بولاية أهل البيت عليهم السلام ـ يقول بأمرهم وإمامتهم له ـ ومن يقول بإمامتهم ولم يعرف حقيقة أمرهم وحقيقة الاعتقاد به فليس بموالياً لهم عليهم السلام , لأنه يجهل تماماً معرفة حقيقة تفسير قوله تعالى " وأولي الأمر منكم " ـ لا يعرف ما هذا الأمر ـ الذي ورد في قوله تعالى " من كل أمر " , ومن ذلك الإسلام كله كدين ودولة ونظام وحكم وهو " الدين كله لله " وهو العلاقة الرسالية المستمرة بين السماء والأرض , بين الإمام صاحب الزمان وبين ليلة القدر وما ينزل فيها وفي كل يوم وساعة , هذه هي الولاية الكبرى لأهل البيت عليهم السلام هي الإسلام .. هي دين الحق .. ومن لم يعرف حقيقة الإسلام لا يعرف دين الق , ولا يعرف ولاية أهل البيت عليهم السلام
                        يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام في حديث له :
                        " الولاية هي دين الإسلام "
                        ـ .. عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الماضي قلت له:
                        "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ " قال هو أمر الله ورسوله بالولاية لوصيه , والولاية هي دين الحق .. قلت لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ : قال يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم عليه السلام ـ
                        ـ بشارة الإسلام ص289,292 عن البحار , وإكمال الدين ـ

                        ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام لسلمان :
                        " يا سلمان من آمن بما قلت وشرحت , فهو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ورضي عنه , ومن شك وارتاب (أي بقوله ع) فهو ناصب وإن ادعى ولايتي فهو كاذب "
                        جاء في الشرح
                        لأن المدعي للولاية غير المعتقد بها كالمدعي أنه إمامه ولم يعتقد بإمامته , ويجعلها من أصول دينه , فهذا دعواه كاذبة, فالمدعي للولاية مع أنه لا يؤمن بها وبأقواله , فإنه لا يعتقد حجيتها , فكيف يدعي الولاية له حينئذ , فلذلك تكون دعواه باطلة , وأقواله كاذبة عاطلة .
                        ـ بيان الأئمة ج3ص504 ـ
                        ـ في حديث آخر للإمام الصادق عليه السلام ورد فيه
                        " .. وولايتنا فصل الخطاب ونحن حجبة الحجاب "
                        ـ بيان الأئمة ج2ص635 ـ
                        " وولايتنا فصل الخطاب " أي دين الحق دين الإسلام الذي يفصل في الحكومات والخصومات " ونحن حجبة الحجاب " أي كل واحد منهم حجاب الله تعالى وترجمان له , والمبلغ عنه , والمطلع على أسراره , والمبين لكلامه , وهم السفراء بين الله تعالى وبين خلقه أي جهة الاتصال بين وحي السماء المستمر وبين أهل الأرض ( راجع ما تم ذكره آنفاً ) ـ
                        وهذا هو معنى ولاية أهل البيت عليهم السلام وتصورها الرسالي , أي معرفة الإسلام دين الحق بحق , والتفريق بينه وبين دين الباطل والمذاهب والرجال ..
                        إذن فكل من يقول بولاية أهل البيت عليهم السلام وهو يجهل حقيقتها وما يترتب على اعتقادها من تصورات ومفاهيم نحو الإسلام وأمره , أو أنه يجهل بحقيقة العلاقة بين الإسلام أو ليلة القدر وما ينزل فيها وبين الإمام عليه السلام ويسير في طريق غير طريقها ويتدين بما هو مخالف لها فليس بمؤمن إنما جعلوا أنساً للمؤمن فقط , الذي رزقه الله تعالى معرفة حقيقة ولاية أهل البيت عليهم السلام وعمل بها .. وحتى لا يتم اتهامنا من جانب الشيعة برغم أن مهمتنا نحوهم هي الدعوة الحقة لأمر أهل البيت عليهم السلام وولايتهم وإمامتهم , ومساعدة غيرنا شكراً لله وحمداً على نعمائه , وعلى ما رزقنا به من معرف حقه والتمسك بالأطهار عليهم السلام , بعيداً عن الشوائب والزيف .. وأنصح كل من يقول بولاية أهل البيت عليهم السلام الآن أن يراجع أمره قبل فوات الأوان وأن يتدبر كثيراً فيما ورد في الشيعة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام .. مثل ما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام .. دخل عليه بعض أصحابه فقال له :
                        جعلت فداك انى والله احبك وأحب من يحبك , يا سيدي ما أكثر شيعتكم , فقال له : اذكرهم , فقال كثير , فقال : تحصيهم : فقال هم أكثر من ذلك , فقال أبو عبد الله عليه السلام :
                        " ما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي يريدون , ولكن شيعتنا من لا يعدوا صوته سمعه , ولا شجاؤه بدنه , ولا يمدح بنا غاليا , ولا يخاصم بنا واليا , ولا يجالس لنا عائبا , ولا يحدث لنا ثالبا , ولا يحب لنا مبغضا , ولا يبغض لنا محبا ,
                        فقلت : فكيف اصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون أنهم يتشيعون ,
                        فقال : فيهم التمييز وفيهم التمحيص وفيهم التبديل , يأتي عليهم سنون تفنيهم , وسيف يقتلهم , واختلاف تبددهم , إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب , ولا يطمع طمع الغراب , ولا يسأل الناس بكفه ولو مات جوعا ,
                        قلت : جعلت فداك فأنى اطلب هؤلاء الموصوفين بهذه الصفة ,
                        فقال : اطلبهم في أطراف الأرض , أولئك الخش عيشهم , المنتقلة دارهم , الذين ان شهدوا لم يعرفوا , وان غابوا لم يفتقدوا , وان مرضوا لم يعادوا , وان خطبوا لم يزوجوا , وان ماتوا لم يشهدوا , أولئك الذين في أموالهم يتواسون , وفى قبورهم يتزاورون , ولا تختلف أهوائهم , وان اختلفت البلدان " . .
                        ــ الغيبة للنعمانى /136ـ
                        وسئل الإمام محمد الجواد (عليه السلام) عن الإمام القائم المنتظر (عليه السلام) فقيل له :
                        يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم سمي القائم ؟
                        قال : " لأنه يقوم بعد موت ذكره , وارتداد أكثر القائلين بإمامته "
                        ـ كمال الدين ـ


                        المرحلة الرابعة
                        هي مرحلة الفرج والخلاص , مرحل الظهور وفصل الخطاب , وبداية جديد لمسيرة الإسلام المغترب , يومها تنتهي عصور الغيبة والاغتراب للإسلام وصاحبه قائم الزمان عليه السلام , يومها يوم الإسلام الحق في مواجه الجاهلية الثانية وجهاً لوجه .. وتباً لرموز الجاهلية الذين يزعمون التشيع زوراً وبهتاناً , فالإسلام يعود جديداً وغريباً على أهل الجاهلية الثانية كما بدأ جديداً وغريباً على أهل الجاهلية الأولى , ولكن مع الفارق الكبير كما أشرنا سابقاً إليه .. لأن الجاهلي الثاني والتى ستعترض بداية مسيرة الإسلام من جديد بطوائفها ومشاربها لا تعرف غير دين الباطل دين المذاهب والفرق والرجال , ودين الرأي والاجتهاد .. ومع ذلك تتوهم أنه الإسلام في الصميم الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول مرة , وتلك فتنتهم ومصيبتهم التي تدفعهم لمعارضة الإمام المهدي عليه السلام عندما يأتيهم بالإسلام نفسه ويرونه غريباً عليهم , وغير مألوف لهم بسب جهلهم بأن الإسلام وحي مستمر يتنزل على صاحبه في كل يوم وساعة وفي كل ليلة قدر , وقد تغيب عنهم لأكثر من ألف عام , ثم ظهر لهم فجأة جديداً ليبدأ مسيرته الخاتمة حتى يكون الدين كله لله , وسيكبر عليهم قيام الإمام المهدي عليه السلام بهدم ومحو ما في أيديهم وإبطاله تماماً , أو هدم وإبطال ما قبله .. ويومها لا مجال للاستتابة والاحتجاج والأخذ والرد , وما شابه ذلك , لن يكون في انتظارهم غير حد السيف ولمعانه , وأول من يطاح برؤوسهم كما ورد في نصوص الأئمة عليهم السلام هم علماء الشيعة أو مراجعهم وفقهاؤهم .. فعن غيبة النعماني عن مالك بن ضمرة قال: قال أمير المؤمنين(عليه السلام): " يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير، قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله(صلى الله عليه واله وسلم)، فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد ".



                        وعن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر ".

                        ـ وعن غيبة النعماني من رواية طويلة للإمام الصادق عليه السلام قال فيها :
                        " يقوم بأمر جديد , وسنة جديدة , وقضاء جديد , على العرب شديد , ليس شأنه إلا القتل , ولا يستتيب أحداً , ولا تأخذه في الله لومة لأئم "
                        ـ بشارة الإسلام ص118 ـ
                        ـ وعن كمال الدين من رواية للإمام الصادق عليه السلام :
                        " وتأملت مولوداً غائباً , وغيبته وإبطاؤه وطول عمره , وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان , وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته , وارتداد اكثرهم عن دينهم وخلعهم عن ربقة الإسلام "
                        ـ بشارة الإسلام ص156 ـ
                        ـ وعن النعماني في غيبته في رواية عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام قال :
                        " فإنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به "
                        ـ بشارة الإسلام ص170 ـ
                        وعن النعماني في غيبته .. قال ابو الحسن الرضا عليه السلام :

                        " والله لا تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا وتميزوا وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر ".


                        ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
                        إلى متى تستحوذ الفتنة على قلوب الشيعة وتهيمن على عقولهم ؟
                        وهل ينفع معهم مزيد من نور الحق والحقيقة أم أنه لا بد لهم من بريق ولمعان سيف القائم عليه السلام والإطاحة برؤوس رموزهم أولاً ؟
                        وهل تأكد الأشياع الآن لماذا يبدأ الإمام القائم عليه السلام بقتل سبعين من أكابرهم من مراجع وفقهاء .. أم تريدون شطب يوم الظهور ودور الإمام عليه السلام فيه من أجل عيونهم أو فتنتكم بهم ؟ .. أو نلغي أمر أهل البيت عليهم السلام بالمرة !!! لأنه كيف تعتقدون بأن مراجعكم في حوزتهم الإسلام بتعاليمه وأحكامه وأوامره .. وخصوصاً أحكام الوقائع والحوادث المستحدثة والمستمرة .. تقولون ذلك وتعتقدون به رغم قوا الإمام محمد الباقر عليه السلام :
                        " كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه ـ ( وفي نسخة يحصص بذنبه ) ـ ثم لا يرده عليكم إلا رجل منا أهل البيت " أي الإمام المهدي عليه السلام عند ظهوره .
                        ـ مكيال المكارم في باب كشف العلوم للمؤمنين في زمن القائم عليه السلام ـ
                        جاء في شرح هذه الرواي في كتاب بيان الأئمة ع ج3ص211 :
                        ( ثم أخبر في رواية المكيال عن علامة لظهور الإمام القائم قال : كأني بدينكم ـ أي بدين الإسلام ودين الشيعة المؤمنين ـ يزال مولياً ـ أي مدبراً ذاهباً ـ حتي يحصص بذنبه أو يفحص بدمه ـ ومعنى يحصص بذنبه أو يفحص بدمه هو كناية عمن يفحص في التراب يميناً وشمالاً , ويقال هذا لمن أشرف على الموت ثم نجى , والمعنى أن دين الإسلام سوف يندرس وتندرس أحكامه وشرائعه , حتى يشرف على الذهاب والانعدام , وبعد ذلك يعود جديداً بواسطة رجل من آل بيت محمد صلوات الله عليه وعليهم , وهو الإمام القائم عليه السلام ..) .
                        هل بعد ذلك من بيان وشرح ؟!
                        انتبهوا يا معاشر الشيعة لما سيأتي :
                        إذن أين يكون الإسلام وأين ذهب من يوم أن وقعت له تلك الأمور الجسام ؟

                        ورد في الجزء الثالث من بيان الأئم ع للشيخ محمد مهدي في البيان السادس من ص213 :
                        ـ نور الأنوار الجزء3
                        ذكر في تفسير قوله تعالى " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم "
                        قال في المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام :
                        " أنزلناه " أي القرآن , والليلة المباركة هي ليلة القدر .
                        وعن الإمام محمد الباقرعليه السلام قال :
                        " يا معشر الشيعة خاصموا ب‍ " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين " فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله .."
                        بيان :
                        ( دل الخبر أن ليلة القدر ينزل فيها كل أمر حكيم , أي كل أمر يحكمه الله ويثبته في اللوح المحفوظ , فينزل إلى ولي الأمر , وهو الإمام المعصوم وهو تفسير الأمور لكل سنة سنة من الأوامر الخاصة , بالنسبة إلى نفسه , والأوامر العامة الراجعة لعامة الناس , بل ينزل على الامام ما يحدث في كل يوم من الحوادث والوقائع , والأمور وأحكامها , وهذا من علم الله الخاص , والعلم المكنون العجيب المخزون , المختص بالامام , لا يمنحه احد ,وذلك العلم الذى يزود به كل يوم , مثل ماينزل عليه فى ليلة القدر من الأوامر والنواهى و الحوادث والوقائع , ... لأن مقام الإمام ع مقام النبي ص والذي انتهت إليه الإمامة هو سيدنا ومولانا الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه وهو القائم بالإمامة والسفارة والزعامة في زمن الغيبة , وعليه تنزل الملائكة , والروح في ليلة القدر , وفي كل يوم وليلة وتخبره عن العلوم المكنونة والأمور المخزونة , وعن الوقائع والحوادث ..) . أه

                        أقول يا معشر الشيعة
                        اليس هذا هو الإسلام ودين الله الذي يتنزل باستمرار على صاحب العصر والزمان عليه السلام , أليس الإسلام وحي مستمر يتنزل على الإمام عليه السلام .. فهل ذهب الإمام عليه السلام للغيبة وترك هذا الأمر بلا صاحب .. أو لا يجد أحد ينزل عليه .. إن لم تعترفوا بأن الإسلام ذهب مع الإمام عليه السلام في الغيبة وهو الآن في حفظه ورعايته , وينتظر أن يأذن له الله عز وجل بيوم الظهور لينشره على أهل الأرض مرة أخرى ويقيم أمره وحكمه ودولته ونظامه .. إن لم تعترفوا وتؤمنوا إيماناً جازماً بذلك فليس أمامكم إلا إحدى المهلكتين: إما أن تنكروا القرآن أو تؤمنوا ببعضه وتكفرون ببعض .. وإما أن تفتروا على الله الكذب وتزعموا أن هذا الوحي المستمر بخصوص الإسلام وأمره يتنزل على مراجعكم وفقهاؤكم .. وأقسم بالله أنه قد قيل لي من زميل تربى في أحضان بدعة نائب الإمام والولاية المطلقة للفقيه هناك ما يقرب من اثنتي عشرة سنة .. أن هذا الوحي ينزل على نائب الإمام أو الفقيه المطلق كما يسمونه في هذه الأيام !!!
                        فقد خرج من ساحة مذاهب الباطل والضلال والنواصب لتخطفه الفتنة إلى ما هو أظلم وأضل سبيلاً .
                        ـ السر المكنون :
                        عن امير المؤمنين عليه السلام قال :
                        " يظهر القائم عليه السلام بأمر جديد , وكتاب جديد , وقضاء جديد من السماء , يقيم الدين , وينفخ الروح فى الاسلام , يعز الله به الاسلام بعد ذله ويحييه بعد موته " .
                        ومع ذلك يحدث من الناس ومن شيعيهم قبل سنيهم
                        " وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به "
                        " وأن القائم عليه السلام يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله , ويقاتلونه عليه " .
                        ـ الغيبة للنعماني ـ
                        ـ ومن شروح صاحب كتاب بيان الأئمة لروايات قيام القائم عليه السلام بأمر جديد , وسنة جديدة :
                        ( دل هذا الخبر بأن الإمام القائم عليه السلام يقوم ويأتي بقانون جديد , وسنة جديدة , وحكم جديد .. فإذا ظهر الإمام وأعاد الإسلام الصحيح , وأعاد قوانينه الصلية , وأحكامه وشرائعه الإسلامية , رأوه صعباً شديداً , وحينئذ يعاملهم بالقتل , لا يستتيب أحداً منهم , ولا ترده عن إجراء حكم الله وتطبيقه لومة لائم من أحد ) .أه
                        ليعلم من لا يعلم
                        أن مثل هذه الكتب التي أستمد منها الحقائق مثل كتاب بيان الأئمة .. هي كتب تحمل الغث والثمين , والحق والباطل , والهدى والضلال , في آن واحد .. ووسيلتي في الأخذ منها هي نور وموازين ليلة القدر وما ينزل فيها على صاحب الأمر والزمان عليه السلام وفي كل زمان .
                        ـ ـ ـ ـ ـ
                        ـ من الروايات التي وردت في أهل المدينة التي وراء البحر
                        عن أبي عبد الله عليه السلام :
                        " .. يتلون كتاب الله كما علَّمناهم , وإن فيما نعلِّمهم لو تلي على الناس لكفروا به ولأنكروه "
                        ـ بيان الأئمة ج3 ص 78 ـ80ـ

                        سيل من النصوص والحقائق في أن الإسلام عندما يعود به الإمام القائم عليه السلام ويظهره للناس من جديد سيكون غريباً على الناس , وسينكرونه , بل ويقاتلون الإمام بسببه .. أليس في ذلك عظة وبلاغ للشيعة الآن في أن يراجعوا الأمر قبل فوات الأوان .. ولماذا الشيعة دون غيرهم , لأني أصبحت منهم وأخاف عليهم , ولأنهم يملكون مفتاح النجاة دون غيرهم ولا يستعملونه , وحرام عليهم أن تظل أبواب النجاة مغلقة دونهم بسبب فتنتهم والتي تبعدهم أو تحيل بينهم وبين فتحهم للأبواب أو الولوج فيما ورائها من أنوار وحجج وبراهين سيدة الدين وحجة رب العالمين بعد خاتم المرسلين ـ ليلة القدر المباركة وما ينزل فيها ـ ومن لم يصدقني فليأتي معي ولينظر معي وصف الإمام الباقر عليه السلام لشأن هذه الليلة المباركة وما ينزل فيها وماذا تشكل لنا .. :
                        " لكل شيء ثمرة وثمرة القرآن إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء كنز وكنز القرآن إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء عون وعون الضعفاء إنا أنزلناه
                        ولكل شيء يسر ويسر المعسرين إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء عصمة وعصمة المؤمنين إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء هدى وهدى الصالحين إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء سيد وسيد القرآن إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء زينة وزينة القرآن إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء فسطاط وفسطاط المتعبدين إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء بشرى وبشرى البرايا إنا أنزلناه ،
                        ولكل شيء حجة والحجة بعد النبي في إنا أنزلناه فآمنوا بها قيل :
                        وما الإيمان بها ؟ قال : إنها تكون في كل سنة وكل ما ينزل فيها حق .
                        وعنه عليه السلام : هي نعم رفيق المرء : بها يقضي دينه ، ويعظم دينه ، ويظهر
                        فلجه ، ويطول عمره ، ويحسن حاله ، ومن كانت أكثر كلامه لقي الله تعالى صديقا شهيدا . "

                        هل صدقتموني الآن يا إخواني الشيعة ؟ أم ما زال واقع تأثير الفتنة عليكم عظيماً ؟
                        ـ ثم إن هذا البحث وما سبقه نعرضه على الشيعة لينضم إلينا من يكون له نصيب في النجاة والفوز .. لأننا من الآن فصاعداً سنلتزم بمسيرة الانتظار الحقيقة لظهور الإمام القائم عليه السلام من خلال نور وموازين ليلة اقدر وما ينزل فيها , وندعو الله أن يوفقنا في مسيرنا هذا , ويكتب لنا الفوز والنجاة ـ

                        ولنقترب الآن من نهاية هذا البحث الرسالي
                        ـ لقد ورد في كثير من الروايات تسمية الإمام المهدي عليه السلام بالإمام القائم , وقد ورد في الشرح :
                        ( وقد علل سبب تسميته بالقائم تارة : بأنه عليه السلام يقوم بالثورة , بعد موت ذكره وبعد أن يرتد عن الإسلام والإيمان به أكثر القائلين بإمامته ) ـ

                        ـ وأورد صاحب سفينة النجاة حديثاً طويلاً عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام منه :
                        " وسيأتي زمان على الناس .. المؤمن بينهم محقرَّ , والفاسق بينهم موقرَّ , علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض , وأيم الله إنهم من أهل العدوان والتَّحرف , يبالغون في حب مخالفينا , ويضلون شيعتنا وموالينا , فإن نالوا منصباً لم يشبعوا من الرشاء , وإن خُذلوا عبدوا الله على الرياء , ألا إنهم قطاع طريق المؤمنين , والدعاة إلى نحلة الملحدين , فمن أدركهم فليحذرهم , وليعن دينه ـ ثم قال عليه السلام :
                        يا أبا هاشم , هذا ما حدثني به أبي ‘ن آبائه عن جعفر بن محمد عليهم السلام وهو من أسرارنا فاكتمه إلا عن أهله " ـ

                        مما ورد في الشرح لصاحب بيان الأئمة ج2ص459 ما يلي :
                        ("علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض " .. أي يقطعون الطريق على المؤمنين , ويضلونهم عن طريقتهم إلى الله تعالى , وعن التوجه إليه (سبحانه وتعالى ) , ويخربون عقائدهم , ويدعونهم إلى نحلة الكفر والإلحاد والضلال والفساد , وهؤلاء المخربين كثيرون , فالمصلح قليل , والمخرب والمفسد كثير , فقد رأيت سيداً من أهل العلم يسأله أحد الشباب من المؤمنين عن الأخبار الواردة في زمن الغيبة في أحوال الحجة المهدي صاحب الزمان عليه السلام ـ فقال له : ( إنّ هذه ضعيفة , وكلها لم يعلم مستندها ) !!! وسمعت آخر يقول ( إن هذه الأخبار وضعها الأشعريون من أهل قم ) وهذه الأقوال تفسد البسطاء من المسلمين , وتخرب عقائد المؤمنين بإمامهم وسيدهم الحجة ابن الحسن العسكري صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين . أهـ
                        أقول
                        لا شك أن هذه الأخبار بجانب نور وموازين ليلة القدر وما ينزل فيها .. أو لا شك أن هذه الأخبار تحت مظلة ليلة القدر وما ينزل فيها تشكل هاجساً كبيراً وعبئاً ثقيلاً لمعظم علماء الشيعة , بل تشكل لهم معضلة كبيرة خلال زمن الغيبة وعصر الانتظار وخصوصا في زماننا الحالي الذي يتم فيه كف المستور عن الحقائق التي تزلزل العقول والمراكز والمقامات المزيفة ..كانت الفتنة بالأمس أو إلى الأمس تمحي نور الحق وبراهينه وتحول أمره إلى رماد وسراب .. ولكن من اليوم وقد ظهر لها ما يستعصي عليها بل ويستحيل عليها مقارعته أو مقاومته .. فمن اليوم ومن الساعة يستظل الحق ونوره بمظلة ليلة القدر وما ينزل فيها ليقف شامخاً عتيداً في وجه رياح الفتنة وفي وجه فلول المنخدعين والمفتونين .. في وجه أهل التيه كما سماهم أمير المؤمنين عليه السلام .. في وجه علماء السوء ورموز الفتنة والضلال .. وستسقط الأقنعة وسيظهر زيف وبطلان ما يدرسه ويحمله البعض باسم الإسلام , ويختمه بخاتم أهل البيت عليهم السلام ويصدرونه للأشياع على هذا الأساس , وبيننا وبينهم ليلة القدر وما ينزل فيها . بيننا وبينهم وثمرة القرآن والحجة بعد النبي وهدى الصالحين وفسطاط المتعبدين وعون الضعفاء ويسر المعسرين ومن كانت أكثر كلامه لقي الله تعالى صديقا شهيداً , وبيننا وبينهم زينة القرآن وبشرى البريا ..

                        ولماذا لا نقرب المسافة ونزيل العوائق
                        فأقول لكل أنس وجن يخالفني , ويرى ويعتقد غير ما أرى وأعتقده خلال هذا البحث لما لا تحاورني أنت بليلة القدر وما ينزل فيها , وتثبت أن ما تذهب إليه وتعرفه هو الإسلام والحق بعينه , وتثبت لي أن ما تولت إليه أخيراً هو الباطل بعينه .. لما لا وقد أمرهم الأئمة عليهم السلام أن يخاصموا بأمر ليلة القدر .. أم أنهم لا يؤمنون ؟ ثم لما لا .. إن كنتم حقاً عاقلين أو لكم آذان تسمعون بها , وأبصار تبصرون بها وأخشى ألا أجد من يملك عقلاً بعدما علمت بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
                        " يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لا يرى أحد ذا عقل "
                        ـ وفي رواية : " حتى لا يكاد يرى رجلاً عاقلاً "
                        ـ وعن أبي جعفر عليه السلام قال :
                        " لا ترون الذي تنتظرونه , حتى تكونوا كالمعزى الموات التي لا يبالي الحابس أين يضع يده منها , ليس لكم شرف ترقونه ولا سناد تستندون إلي أمركم "
                        ـ بيان الأئمة ج2ص192, 436ـ

                        " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور "
                        ـ صدق الله العلي العظيم ـ
                        والآن لنرى كيف يهدم الإمام القائم عند ظهوره ما قبله
                        ويقيم على أنقاضه الإسلام من جديد .. إسلام ليلة القدر وما ينزل فيها , وما ينزل في كل يوم وساعة

                        .. عن عبد الله بن عطاء عن ابى عبد الله عليه السلام قال : سألته عن سيرة المهدى عليه السلام كيف سيرته ؟ فقال : يصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله يهدم ما كان قبله , كما هدم رسول الله الجاهلية , ويستأنف الاسلام من جديد .
                        ـ الغيبة للنعماني ص231ـ
                        ـ سئل الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام عن القائم عليه السلام : إذا قم بأي سيرة يسير في الناس ؟ فقال عليه السلام :
                        " بسيرة ما سار به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أبطل ما كان في الجاهلية , واستقبل الناس بالعدل , وكذلك القائم عليه السلام إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس , ويستقبل بهم العدل "
                        ـ عن العوالم ـ
                        ـ وعن أبي عبد الله عليه السلام قال :
                        " إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديداً , وهداهم إلى أمر قد دثر , وضل عنه الجمهور , وإنما سمي القائم مهدياً لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه , وسمي القائم لقيامه بالحق " .. وفي روايه " لأنه يهدي إلى أمر خفي " .
                        وفي حديث قيل : ولم سمي القائم ؟
                        قال : " لأنه يقوم بعد موت ذكره , وارتداد أكثر القائلين بإمامته "
                        ـ كمال الدين ـ
                        ـ ورد في شرح صاحب بيان الأئمة لهذه الروايات :
                        ( وأما المراد بالأمر الخفي هو الشريعة الإسلامية الصحيحة , التي ضل عنها جمهور الناس , بل أكثر الجماهير في العالم , فيرشدهم إلى الطريقة الصحيحة التي قد دثرت , ويدلهم عليها , ويهديهم إليها , لأنه مرشد العالم الأكبر والمصلح الأقدر , والرافع لحكومة الضلال , والدال على الخير والعدالة , وهو سفير الله في خلقه وحجته على عباده )
                        ـ ج3ص260 ـ
                        ـ وسأل المعلي بن خنيس أبا عبد الله عليه السلام : أيسير القائم عليه السلام إذا قام بخلاف سيرة على عليه السلام ؟ فقال : نعم , وذلك أن علياً سار بالمن والكفّ , لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده , وأن القائم عليه السلام إذا قام سار فيهم بالبسط والسبي وذلك أنه يعم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده "
                        ـ عن العوالم ـ بيان الأئمة ج3ص232 ـ
                        ـ عن غيبة النعماني عن مالك بن ضمرة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا - وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض - فقلت: يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير، قال: الخير كله عند ذلك، يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله وعلى رسوله(صلى الله عليه واله وسلم)، فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد ".
                        ـ بشارة الإسلام ص53 ـ
                        ـ من خطبة يوم الغدير ـ
                        التي رواها الشيخ الطبرسي في الاحتجاج , أخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن سيرة الإمام المهدي عليه السلام يوم الظهور منها :
                        " ألا إن خاتم الأئمة منا , القائم المهدي صلوات الله عليه , ألا أنه الظاهر على الدين , ألا أنه فاتح الحصون وهادمها , ألا أنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك , ألا أنه المدرك بكل ثار لأولياء الله عز وجل , ألا أنه الناصر لدين الله , ألا أنه الغَّراف الممتاح من بحر عميق , ألا أنه خير الله ومختاره , ألا أنه وارث كل علم والمحيط به , ألا انه المخبر عن ربه عز وجل ... ألا أنه الباقي حجة بعده , ولا حق إلا معه , ولا نور إلا عنده , ألا أنه لا غالب له , ولا منصور عليه , ألا وأنه وليّ الله في أرضه , وحكمه في خلقه , وأمينه في سره وعلانيته " .
                        ـ وقد قام بشرحها صاحب بيان الأئمة نقتر على مقتطفات منه :
                        ( هذه الخطبة توضح سيرته ومقامه عليه السلام عند قيامه بالدعوة الإلهية والثورة الإسلامية , القائم بالسيف , والآخذ بثارات الأنبياء وأولاد الأنبياء , والقائم بالثورة الإسلامية لإحياء الدين , والقضاء على المنافقين .. والمعين للدين لأنه يحيي دين الإسلام ويمحي جميع الأديان .. الناصر لدين الله تعالى , ويعيد الدين جديداً , ويقيم حدوده وأحكامه , ويحييه بعد اندراسه .. أنه خيرة الله ومختاره , اختاره للقيام بإحياء الدين وقطع شوكة المخالفين .. انه المخبر عن ربه عز وجل , أى انه يخبر بما تنزل عليه الملائكة من الوحي في كل يوم وليلة من الله تعالى من الأوامر والنواهي والوقائع والأسرار )
                        ـ ج3ص236ـ
                        يا معشر الشيعة
                        الدين أو الإسلام لا يتم إعادته وإظهاره من جديد , وإحياء أمره , وإقامة حكمه وسلطانه إلا بليلة القدر وما ينزل فيها , وفي كل يوم وساعة .. فيا لها من ليلة عظيمة .. وكل من لا يفهم ذلك أو لا يعرفه فيا له من أحمق لا عقل له ولا إدراك .. أعمى للقلب
                        يقول الإمام الباقر عليه السلام :
                        " فيوحي الله إليه فيعمل بأمره "
                        هذا هو أمر الله تعالى واختياره لإقامة دينه ومعرفة أحكامه وأوامره .. وهذا هو الإسلام وحي مستمر " فمن شاء فليؤمن , ومن شاء فليكفر "

                        ـ السر المكتوم ـ
                        من خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام عن سيرة القائم عليه السلام في الناس أو في مواجهة علماء الفتنة والضلالة :
                        " .. ثم يرجع بعد ذلك إلى هذه الأمة , الشديدة الخلاف , القليلة الائتلاف , وسيدعى غليه من سائر البلاد الذين ظنوا أنهم من علماء الدين , وفقهاء اليقين , والحكماء والمنجمين , والمتفلسفين , والأطباء الضالين , والشيعة المذعنين , فيحكم بينهم بالحق , فيما كانوا فيه يختلفون , ويتلوا عليهم بعد إقامة العدل بين الأنام : " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ـ النحل118 ـ يتضح للناس الحق , وينجلي الصدق , وينكشف المستور , ويحصل ما في الصدور , ويعلم الدار والمصير , ويظهر الحكمة الإلهية بعد إخفائها , وتشرق شريعة المختار بعد ظلمائها , ويظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزل القديم , يهدي إلى صراط مستقيم , ويكشف الغطاء عن أعين الأثماد , .. وينتقم من أهل الفتوى في الدين بما لا يعلمون , فتعساً لهم ولأتباعهم , أكان الدين ناقصاً فتمموه ؟ أم به عوج فقوموه ؟ أم الناس هموا بالخلاف فأطاعوه ؟ أم أمرهم بالصواب فعصوه ؟ ـ الخطبة
                        ـ بيان الأئمة ج3ص298 ـ
                        ـ عن البحار
                        عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال :
                        " يملك القائم ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً , كما لبث أهل الكهف في كهفهم , يمل الأرض عدلاً وقسطا , كما ملأت ظلماً وجوراً , فيفتح الله له شرق الأرض وغربها , ويقتل الناس حتى لا يبقى غلا دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم , يسير بسيرة سليمان بن داود عليه السلام , ويدعو الشمس والقمر فيجيبانه , وتطوى له الأرض , ويوحى إليه فيعمل بالوحي بأمر الله " .

                        ومما فهمته واعتقدته من نصوص وروايات الأطهار عليهم السلام
                        القائم عليه السلام " إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مما كان في أيدي الناس " " ويستأنف الإسلام من جديد " , " يبطل ما كان قبله ويهدمه , وما كان في أيدي الناس .. ثم يستأنف الإسلام جديداً بعد اندراسه , والدين حديثاً بعد انطماسه , ويسير مع أهل زمانه بالسيف والقتل , لا يستتيب احد , حتى يقيم الإسلام وأمره من جديد , ويحيه بعد مواته بعد أن يمحي جميع الأديان ومذاهب المراجع والفقهاء وعلماء الضلالة , يقيم الدين وينفخ الروح في الإسلام , يعز به الإسلام بعد ذله , ويظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون .. وينتقم من أهل الفتوى في الدين بما لا يعلمون , الذين ظنوا أنهم من علماء الدين وفقهاء اليقين , يوحى إليه فيعمل بالوحي بأمر الله , فترى الملائكة نازلين من السماء غليه , وصاعدين يوحون إليه أوامر الله تعالى ونواهيه , فيعمل بالوحي , وبما يأمره الله تعالى , كل بيعة قبل ظهوره بيعة كفر ونفاق وخديعة , لعن الله المبايع لها والمبايع له , يقوم بعد موت ذكره , وارتداد أكثر القائلين بإمامته , وتشرق شريعة المختار بعد ظلمائها , ويظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزل القديم , هو صاحب ليلة القدر وما ينزل فيها , هو الإسلام كوحي مستمر
                        * وقف أخيرة قبل الختام
                        عن أمر هام جعلني حراً وبلا قيد وسلاسل , في البحث عن نور الحق والحقيقة , يفتقده معظم الأشياع وبسببه يحال بينهم وبين التحرر من قيود الباطل والضلال , واللحاق بمسيرة النفر اليسير , أصحاب درب الانتظار الحق , وهذا الأمر هو أنني عندما كنت من أتباع المذهب السني المخالف لأمر أهل البيت عليهم السلام لم أكن أقدس علماء وفقهاء المذهب , بل كنت لا أحترم غلا من يحترم فكره وشخصه , ولم يكن تعاملي معه إلا من خلال النص والحجة , وهذا ما كان يجعلني دائماً في شك وريب من مذاهبنا السنية لتضاربها في كثير من المفاهيم مع النص والدليل والكتاب والسنة , هذا كان في الوقت الذي لم أكن أسمع بعد بأمر أهل البيت وإمامتهم عليهم السلام , حتى أني في ذات يوم نظرت إلى السماء ودعوت الله عز وجل أن يرزقني الحق ويهديني إليه , وفي نهاية السبعينات جرت أحداث على مسرح العالم , ولأول مرة أسمع بالشيعة , وأخذت أتقلب بين الأفكار , وفي البداية تشيعت للشيعة , ولكن أقداري الرحيمة والنص والدليل ونور الحق كانوا جميعاً لي بالمرصاد , فسريعاً ما تخلصت من هذه الورطة , وتشيعت للأئمة الأطهار من أهل البيت عليهم السلام , وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليه السلام, ووجدت البون شاسعاً والأمر جلل وخطير والفتنة كبيرة على الشيع , تشيعت لأمر أهل البيت وللإسلام , بعد أن نجاني الله عز وجل من تشيعي للرجال سواء كانوا مراجع أو فقهاء أو علماء للشيعة , وكفاني امناً وسلامة في ديني , وحفظاً وعصمة من الضلال أني تعلمت من سيدي ونور قلبي ووجداني الإمام جعفر الصادق عليه السلام أن من دخل الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما ادخلوه فيه , ومن دخله بالكتاب والسنة تزول الجبال ولا يزول .. وما إن دخلت الدين بالكتاب والسنة حتى رزقني الله عز وجل بنور ومعالم ليلة القدر وما ينزل فيها وعلاقتها بالإمام المعصوم عليه السلام , وعلاقتها بالإسلام ومسيرته التاريخية , ومن يومها أصبحت أبصر بها طريقي وأتحسس بها معالمه , وأقف عند كل واردة وشاردة حتى اعرضها على موازين ليلة القدر .. حتى أصبح أمري في التشيع أضحى من نور الشمس في رابعة النهار والحمد لله رب العالمين .. هكذا تعلمت من علم الأئمة الأطهار سلام الله عليهم , وتيقنت أن من تمسك بهم لن يضل أبداً .. أما المرجع والفقيه والعالم أياً كان ـ الذي لا يرى بنور ليلة القدر ولا يلتزم بموازينها , ويزن عليها كل شاردة وواردة , ويجعلها الحجة البالغة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ويفصل بها بين الحق والباطل , ويتحسس بها معالم الحق وخصوصاً خلال عصور الغيبة والغربة .. فلا فرق عندي بينه وبين من نجاني الله تعالى منهم , سواء في المذاهب السنية أو المذاهب الشيعي .
                        ثم إنني على علم ويقين بأن الفتنة قد أخذت من الأشياع كل مأخذ , وانه لن يفلت منها إلا النفر اليسير , الذين يكتب لهم النجاة واللحاق بمسيرة الانتظار الحقيقية , وهذا البحث هو دعوتي إليهم , وصرختي في وجدانهم , ولعل الله عز وجل أن يجمعنا سوياً ونصبح من جند صاحب الزمان عليه السلام عجل الله فرجه الشريف .
                        وفي الختام
                        ندعو الله عز وجل بما تعلمناه من أئمة أهل البيت عليهم السلام , ولينتبه معي الأشياع أن الإمام على بن الحسين السجاد سلام الله عليه , كان يبث من خلال الدعاء معالم مسيرة الإسلام وأمر أهل البيت عليهم السلام ومن ذلك :

                        " أين بقية الله التى لا تخلوا من العترة الطاهرة , أين المعد لقطع دابر الظلمة , أين المنتظر لإقامة الأمت والعوج , أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان , أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن , أين المتخير لإعادة الملة والشريعة , أين المؤمل لإحياء الكتاب وحدوده , أين محيي معالم الدين وأهله , أين قاصم شوكة المعتدين , أين هادم أبنية الشرك والنفاق " ـ

                        " اللهم جدِّد به ما مُحِيَ من دينك وأحي به ما بُدِّل من كتابك , وأظهر به ما غير من حكمك , حتى يعود به وعلى يديه غضاً جديداً خالصاً مخلصاً , لا شك فيه ولا شبهة معه , ولا باطل عنده ولا بدعة لديه " .
                        " اللهم صلِّ على وليك المحيي سنتك , القائم بأمرك , الداعي إليك , الدليل عليك , وحجتك على خلقك , وخليفتك في أمرك , وشاهدك على عبادك " .

                        " اَللّـهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دينَكَ، وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَىْء مِنَ الْحَقِّ، مَخافَةَ اَحَد مِنَ الْخَلْقِ " .

                        فطوبى للغرباء النجباء الذين يقولون :
                        " اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه , وما قصرنا عنه فبلغناه "
                        " اَللّـهُمَّ اِنّا نَرْغَبُ اِلَيْكَ في دَوْلَة كَريمَة تُعِزُّ بِهَا الاِْسْلامَ وَاَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَاَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ اِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ اِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ "
                        " اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً , ودليلاً وعيناً , حتى تسكنه أرضك طوعاً , وتمتعه فيها طويلاً " .
                        اللهم ألحقنا بركب الغرباء وبمسيرتهم الغراء , والحق بهم من ترد بهم خيراً من الأشياع .
                        ـ يا رب العالمين ـ والحمد لله رب العالمين ـ وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

                        تعليق


                        • #13
                          أهلا من جديد

                          ومرحبا بإعادة ما سبق كما كان


                          عرفنا ليلة القدر


                          وعرفنا فضل ليلة القدر

                          والروايات التي تحتج بها من مصادرنا

                          ولم أر في هذه الروايات ما يخالف ما نحن عليه (هذا هو فهمي)


                          ولذا


                          أطلب منك شيئا واحدا



                          لا تقل لي

                          "ليلة القدر هي الإسلام كله"


                          ولكن


                          اكتب لي بعض النقاط مرتبة مرقمة

                          وبين لي فيها كيف أسير على الدين الصحيح


                          هكذا مثلا


                          1- معرفة كذا

                          2- اتباع كذا

                          3- افعل كذا

                          .
                          .
                          .
                          .
                          .
                          .
                          .
                          .



                          علي

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة smarts
                            لقد هجرت المشاركة في المنتدى منذ فترة طويلة

                            وبات الأمر في المتابعة لتلك المواضيع التي تتكرر يوميا بتغيير العناوين فقط واللف والدوران في دائرة مفرغة بين "سنة" و "شيعة"

                            لم يكن البحث حول معرفة حقيقة الدين

                            بل

                            سيطرة كل مذهب على الآخر فقط

                            في حين اعتلى العلماء الأعالي ووصلوا لدرجة لم يعرف الناس قدرها ولم يفكروا يوما في معرفة دينهم على نهج صحيح

                            ولكن

                            اليوم "ولله الحمد"

                            ومن خلال هذا الموضوع


                            ظهر لنا من يبين لنا حقيقة الإسلام التي طالما بحثنا عنها



                            ------------------------------------------------------------------------

                            أولا

                            يا ناقل الموضوع

                            هل أنت مؤيد لصاحبه

                            ثم

                            يا صاحب الموضوع

                            لم أر شيئا بين لنا حقيقة الإسلام من خلال تلك العبارة التي ما فتئت ترددها في موضوعك "ليلة مباركة"

                            وكأنك اكتشفت في الدين ما كان مخفيا عن بصيرة عموم المسلمين


                            ------------------------------------------------------------------------

                            ولكن ردي عليك كالتالي:

                            1- تحذير
                            أنت أحق بالإساءة التي وصفت بها المراجع والفقهاء الذين بذلوا حياتهم في خدمة الدين "ولا أقول المذهب فقط"


                            2- لقد ادعيت بطلان كلا الطرفين "السني" و "الشيعي" وبات موضوعك يستعرض بطلان أحدهما فقط

                            وادعيت بيان حقيقة الإسلام من خلال "ليلة مباركة" دون أن تبين شيئا يذكر

                            وخالفت ولاية الفقيه دون ذكر ما يبين بطلانها


                            3- لم يضربك أحد على يديك لتقليد الفقيه, كما لم يضربك أحد على يديك لاتباع مذب ما, والأولى أن أقول لم يضربك أحد على يديك لتعبد الله
                            ولكن
                            يجب أن يكون هناك من يضربك على يديك حتى لا تعود لمثل ما قدمت


                            4- لتعرف حقيقة المرجعية اقرأ من الكتب ما تستطيع تحت عنوان "ولاية الفقيه"
                            و
                            لتعرف حقيقة الإسلام ابحث عنه بطريقة صحيحة ليس كما ادعيت هنا دون أن تبين شيئا يذكر


                            5- لقد ضيق صدري موضوعك الواهي

                            ثم ضحكت عليه وعليك

                            ثم أشفقت عليك من هذه الأوهام


                            واعلم أننا لن نتبعك في ما قلت
                            وأن ليس هناك ما يجبرنا على ذلك

                            فهناك من هو أولى بالإتباع
                            كما أن هناك من يحثنا على الإتباع




                            علي
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
                            السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
                            الأخ علي كنت مثلك قد هجرت المنتدى .. والسبب مثلما ذكرت ..
                            لكن هذا الموضوع الذي وصفته بالواهي .. وضحكت عليه وعلى صاحبه .. وتبرأت منه ..
                            ما قمت به يذكرني بقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
                            " كيف انتم اذا بقيتم بلا امام هدى ولا علم يرى , يبرأ بعضكم من بعض "

                            ـ الغيبة للطوسى ص204ـ

                            وبخصوص كلام المستبصر لم أرك تذكر أي رواية مما ذكر .. فتعلق عليها .. !!
                            إنني أدعوك إلى قول الإمام الصادق عليه السلام كما في هذه الرواية الشريفة :
                            ـ عن سدير قال : قلت لأبى جعفر عليه السلام : انى تركت مواليك مختلفين يبرء بعضهم عن بعض ؟ فقال :
                            " وما انت وذاك , انما كلف الله الناس ثلاث : معرفة الأئمة , والتسليم لهم فيما ورد عليهم , والرد اليهم فيما اختلفوا فيه " .

                            - البرهان فى تفسير القرآن ج4ص548 ـ

                            فما رأيك في أن نلتزم بما أمر به الإمام الصادق عيه السلام .. فيكون الفيصل بيننا هو قول المعصوم عليه السلام ..
                            المشكلة يا أخي أن هذا قضية ليلة القدر كانت في طي النسيان .. فإذا جاء من يريد أن يرشدنا إليها .. نتهمه بالأباطيل .. وصدق الشيخ عبد الجليل البن سعد الاحسائي حيث قال :
                            ( ثم انه ليبلغ العجب بنا ذروته ونحن نلاحظ ان اكثر ما كتب من الكتب وأغلب ما جرد من البحوث ــ ولعله وتيرة الكل ــ فى مسألة الامامة لم تتطرق لمثل هذا الدليل الناصع والبرهان الساطع وأحسبه غفلة نشأت من طغيان النزعة العقلية على تلك الأقلام وعدم التفحص اللازم فى المنقولات ؟! )



                            ولي سؤال لحضرتكم وهو كما يلي :
                            عن أبي جعفر عليه السلام قال:
                            " يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلجوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ب‍ " حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين " فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ..
                            ـ الكافي الشريف ـ

                            فهل خاصمت بلية القدر كما أمر أهل العصمة صلوات الله عليهم ؟
                            وما معنى قوله صلوات الله عليه :
                            "فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا"

                            ملحوظة : كتبت الرد قيل قرأة المشاركة الأخيرة للأخ علي .. وإن شاء الله نعلق عليها بعد تعليقه على كلامنا
                            التعديل الأخير تم بواسطة على الشيعى; الساعة 03-05-2005, 09:46 AM.

                            تعليق


                            • #15
                              أهلا وسهلا بك عزيزي


                              لا أستطيع الحوار في هذا الموضوع المشتت

                              فما هو إلا إنشاء وتجميع روايات

                              ومضمون النص لا يبين هدف صاحب الموضوع


                              ولكن


                              ليراجع صاحب الموضوع مشاركتي رقم 13

                              وليتبع خطوات مشابهة لها

                              وليبين لنا ما هو الطريق الصحيح للدين والذي يجب أن نسير عليه

                              وبعدها

                              ويضع خطة للحوار

                              ثم

                              سنرى إمكانية الحوار من عدمه




                              علي

                              تعليق

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:09 PM
                              ردود 0
                              16 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:03 PM
                              ردود 0
                              4 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-07-2025, 12:33 AM
                              ردود 0
                              28 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-07-2025, 12:31 AM
                              ردود 0
                              9 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-07-2025, 12:28 AM
                              ردود 0
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X