بسمه تعالى
السلام عليكم و رحمة الله
اللهم صلِ و زِد و بارك على محمد و آلِ محمد ..

بدايةً ..

أعزائي و إخواني الأعضاء .. تحية من المُسكِ و العنبر و بعد ..
كُلنا نعلم إن الجنة هِي الرياض و البساتين ذات الأشجار و النخيل .. و هي من أجمل المناظر الذي نجدها على هذهِ الحياة ..

لكن جنةُ الله ليست كأيّ رياض أو بستان .. نعيمها مختلف .. و فاكهة أشجارها عسلاً ..

أعزائي ..

تعريف الجنة في اللغة : البستان أو الحديقة ذات الشجر و النخل و جمعها جنات .
و في الاصطلاح الشرعي : هي دار النعيم في الآخرة ، و هي من الاجتنان أي الستر لتكاثف أشجارها ..
و أصل الفعل يدل على الستر فكل ما ستر عند فقد جن عليك و منه سمي الجنين بذلك لاستتاره في بطنِ أمه ..

وجود الجنة ..

بالطبعِ إن الجنة موجودة و مخلوقة و لكنها مخفية عن الأنظار .. و لا يمكن رؤيتها إلا في حالة خرق العادة كما حدث لنبينا محمد (ص) ليلة المعراج .. فقد دخلها و شاهد نعيمها ..

و للجنة أسماء و منها :

جنة الخلد ، جنة المأوى ، دار المقامة ، جنة النعيم ، دار السلام ، جنات عدن ، جنات الفردوس ، المقام الأمين ، دار الحيوان ، مقعد الصدق ..

ماذا في الجنة ؟

في الجنة مالا عين رأت ، و لا أذن سمعت ، و لا خطر على قلب بشر ...
فأشجارها غير هذهِ الأشجار ، و ثمارها غير هذهِ الثمار ، و أنهارها غير هذهِ الأنهار ، نساؤها حور العين غير نساء الدنيا ..
ففي الجنة ما لا يتوقع و يتصور ، حيثُ أن تصوراتنا محدودة لا تحيط بالنعم الإلهية ، فهي فوق ما تقرأ أو تسمع و فوق ما يخطر على البال ..

و مناخ الجنة معتدل و ثابت ، ليس كمناخنا و جونا الذي يتأثر بين الحين و الآخر يتبدل بالتغيرات الجغرافية و المناخية ، فهو حسن باستمرار لا حر شديد و لا برد قارص إنه عالم آخر يختلف كثيراً ، بل كثير من عالمنا ..

فهل تعلم .. إن ليسَ في الجنةِ ليلاً .. و إنما ضوء و نور بدد الغدو على الرواح و الرواح على الغدو ..

الظل الممدود شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مئة عام في كل نواحيها ، فيخرج أهل الجنة و غيرهم فيتحدثون في ظلها ..
و ظل ممدود أيّ دائم .. لا تنسخه الشمس ، فهو باقٍ لا يزول ..

و هل تعلم إن لا نوم في الجنة ؟! ..