إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

التوحــد عنـد الأطفال ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التوحــد عنـد الأطفال ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الـتـوحـد عـنـد الاطــفـال



    لمحة تاريخية

    كان ليو كانر Leo Kanner، وهو طبيب نفسي للأطفال، اول من استعمل لفظة التوحد في العام 1943، عندما وصف مجموعة من الأطفال المنزوين و المنطوين على أنفسهم . في تلك الفترة، كان يعتقد ان التوحد نتيجة علاقة باردة بين الطفل والأهل. فقد عزا برونو بتليهيم Bruno Bettleheimوهو عالم ومحلل نفسي، التوحد في العام 1960 الى علاقة مضطربة بين الطفل وأمه فينعكس احباطها ويأسها ونقص حنانها على الطفل ما يجعله ينفصل عن الواقع. وفي اواخر الستينات، لعب برنارد ريملاند Bernard Rimland وهو والد طفل توحدي ومؤسس الجمعية الأميركية للتوحد، دوراً مهماً لوضع مقاربة تستند على علم الأعصاب بغية الكشف عن اسباب التوحد.

    وأعلن ريملاند سنة 1978 ان 10% من المتوحدين يتمتعون يقدرات غير عادية في مجال الموسيقى أوالفن أوالرياضيات أوقوة الذاكرة مقارنة مع 1% من المتخلفين عقلياً، وقد وصفهم ريملاند "بالعلماء التوحدين". وفي العام 1994، قامت الجمعية الأميركية لعلم النفس في كتيبها الاحصائي التشخيصي الرابع(DSM-IV) بتصنيف التوحد وبعض الاضطرابات المرتبطة به تحت عنوان عريض هو اضطرابات النمو العامة التي تتضمن:

    1.الاضطراب التوحدي (الذي أشرنا اليه آنفاً بالتوحد)
    2.اضطراب اسبرجر Asperger
    3.اضطراب ريت Rett
    4.اضطراب الطفولة الذهاني
    5.اضطرابات النمو العامة غير المحددة.

    نسب حدوث التوحد

    تشخيص التوحد السريري يستند الى مجموعة من الاضطرابات السلوكية والاجتماعية واللغوية. وهو يصيب الفتيان أكثر من الفتيات بمعدل 4/1، ولا حدود عرقية واتنية او اجتماعية له. وليس لدخل العائلة ونمط عيشها و/او مستوى الاهل التعليمي اي تأثير عليه. وهو يطال شخصاً من اصل 500 في المجتمع (تقرير مركز مراقبة الامراض والوقاية منها CDC، 1997)، وفي دراسة حديثة أجريت بين الولايات المتحدة وانكلترا، تبين ان التوحد يطال 4.5/10000 من الولادات. واذا ما أخذنا بعين الاعتبار اضطرابات النمو العامة، ترتفع نسبة الاصابة الى 15-20 شخصاً من اصل كل 10000 ولادة. وتشير الإحصائيات الحديثة الى ان نسبة الاصابة بالتوحد في ازدياد مقارنة مع الاضطرابات العقلية الاخرى كالصرع والشلل الدماغي والتخلف العقلي


    نشوء المرض

    ما زالت الفيزيولوجيا المرضيّة للتوحّد غير واضحة. ففي 10 الى 30 % من الحالات، يُعزى هذا المرض الى عوامل بيولوجية بدون أن يقتصر عليها. وتشمل هذه العوامل: حوادث ما قبل الولادة مثل عدوى الحصبة الألمانية داخل الرحم والتصلّب الحدبي؛ أضف الى ذلك حوادث ما بعد الولادة كالحالات غير المعالجة من فينيل البيلة الكيتونية والتهاب الدماغ البسيط الحلئي وتشوّهات دماغية كاستسقاء الرأس، ونادراً أخماج بؤرية في الدماغ كالأورام.

    وقد يكون لعامل الوراثة دور في الإصابة بمرض التوحّد. فالتوائم الأحادية الزيجوت (من بيضة ملقحة واحدة) معرّضة بنسبة 3.6 مرات لخطر الإصابة بالتوحّد أكثر من التوائم الثنائية الزيجوت (من بيضتين ملقحتين). وقد أشارت دراسات أجريت على العائلات الى أن 2.5 الى 8.6 % من ابناء المرضى التوحديين عرضة للإصابة بهذا المرض وللتأخر في النطق والتخلف العقلي.

    وتكتشف التشوهات الصبغية بشكل متقطع عند المتوحدين، وهي تشمل متلازمة اكس الضعيفة ومتلازمةPrader- Willi ومتلازمةِAngelman ومتلازمة داون. كما وُصف التوحّد ايضا في حالات تضاعف الصبغية 15q11-q13 ووجود مورّثة على جينة HRAS على الصبغية 11p ومع خلل في الجينة الحاملة للسيروتونين على الصبغية 17q ومع وجود نمط فرداني مستضدّ لمفي بشري ممتد على الصبغية 6p.

    إن ردة الفعل المناعية لدى الأفراد التوحدين تميل إلى غلبة فرز لمفيات ت2 المساعدة، ما يعرّضهم لأخماج مبيضية وفيروسية ناهيك عن الاضطرابات المناعية الذاتية. غير أن بعض حالات التوحّد أظهرت تقدماً طفيفاً تبعاً لعلاج الستيروئيد الفمويّ ما طرح امكانية ان يكون التوحد نتيجة مرض المناعة الذاتية. ولقد قام جدل حول ارتباط التوحّد بلقاح الحصبة والنكاف والحميراء، غير أن البراهين العلمية لا تؤيّد ذلك.

    من جهة أخرى، لطالما تمثل السلوك التوحدي في بعض الاضطرابات النادرة كمتلازمةCornelia de Lange واضطرابات في الكلام مثل خلل الأداء وHyperlexi.

    من ناحية اخرى أظهرت ألبحوث البيولوجيا العصبية، ان الخلل في التركيب أونقص في الناقلات العصبية هما من العوامل الأساسية التي تؤدي الى حدوث التوحد. وقد تم اكتشاف بعض التشوهات الخلقية بواسطة البحوث المعتمدة على صور الرنين المغنطيسي ودراسات التشريح؛ وتبعاً لصور الرنين المغنطيسي تمثلت هذه التشوهات في نقص تنسّج أجزاء الدودة المخيخية، وتدقق جذع الدماغ والجسم الجاسيء العلوي واتساع الاتلام والبطينات الجدارية. أما دراسات التشريح فقد كشفت عن تضخم الأدمغة وندرة أغشية بوركنجي، وأغشية الخلايا الحبيبية في غشاء المخيخ والبنى الحوفية (اللوزة والحصين ). كما بيّنت دراسات الجهد الكهربائي امكانيات وجود خلل سمعي مرتبط بظروف معينة مع غياب أي خلل وظيفي سمعي مما ينعكس خللاً وظائفياً في عملية ارتباط النطق بالسمع و أظهرت الدراسات حول الناقلات العصبية قد أظهرت تحسّناً في السلوك العدائي النمطي لدى مجموعات من الأطفال المتوحّدين تجاوباً مع بعض الناقلات العصبية. وقد اشتملت أجهزة الناقلات العصبية التي خضعت للدراسة على جهاز الدوبامين الحوفي المتوسط واجهزة الأفياني الداخلية المنشأ والأوكسيتوسين وحالياً جهاز المنشط للسيروتونين .


    الملاحظات السريرية

    يلقى الأفراد المتوحدون عادةً صعوبات في التواصل الكلامي وغير الكلامي، وفي التفاعل الاجتماعي وفي نشاطات التسلية أو اللعب. كما قد يشكون حساسية في إحدى حواسهم الخمسة : البصر، السمع ، اللمس، الشم أو الذوق .

    إن الكشف المبكر للتوحد في سن الطفولة يشكل حجر الزاوية لعلاج فعّال. ونشير الى نمو الطفل يكون طبيعيا في ثلث حالات التوحد حتى الأشهر الاثني عشر أو الثمانية عشر الأولى، في حين يُظهر الأطفال التوحدون في الحالات الباقية ضعفاً سلوكياً نوعاً ما يتمثّل في الانزواء أو تفادي النظر الى الغير ولامبالاة حيال من يعتني بهم.

    وبعد هذه السن، يفقد الأطفال المتوحدون معالم النطق ويصبحون بعيدين عن المجتمع, وقد اقترح مؤخراً كل من بارون وكوهن عام 1996وضع لائحة أسئلة سريرية لفحص التوحد تشتمل على قسمين أ و ب يتعين على الوالدين ثم على الطبيب ملؤهما على التوالي. عند سن الثمانية عشر شهراً، ويكون الأطفال الذين يستوفون الشروط الأساسية الواردة في لائحة الفحص هذه عرضة بنسبة 83% لخطر الاصابة بالتوحد ويستحسن أن يخضعوا لمتابعة كلية وللتشخيص بواسطة الجهاز المختص.

    وفي سن الثالثة، يُظهر الأطفال المتوحدون تأخّراً أو عملاً غير طبيعيا في 6/12 على الأقل من شروط كتيب الجمعية الاميركية لعلم النفس ( DSM-IV) وذلك في مجالات التفاعل الاجتماعي ولغة المتوحدين والتواصل والسلوك النمطي. وفي بعض الحالات القليلة يبقى التشخيص غامضاً حتى سنوات لاحقة.

    يعاني الاطفال عادة من اعاقات أخرى في النمو قد تحدّ من تفاعلهم بشكل اكبر. وتشتمل هذه الاعاقات على نشاط زائد او نقص في التركيز، سلوك عدائي وأذية للنفس، تخلف عقلي، مناعة ضعيفة، عدم قدرة أجسامهم على التخلّص من السموم ، اضطرابات معدية معوية بما فيها عسر امتصاص الطعام، عسر الهضم، وتزايد اضطرابات المناعة الذاتية كمرض تجويف البطن أو الحساسية تجاه حليب البقر فضلاً عن نوبات الصرع خلال فترة المراهقة واضطرابات نفسية خلال المراهقة وسن الرشد.


    التشخيص التبايني


    اضطرابات النمو العامة غير التوحد: اضطراب Asperger واضطراب Rett واضطرابات الطفولة الذهانية واضطرابات النمو العامة غير المحددة.
    المتلازمات المرتبطة بتأخر الكلام وبالاضطرابات الاجتماعية السلوكية: متلازمة Angelman و Prader-Willi و X الضعيفة وLandu-Kleffner ومتلازمة Williams فضلاً عن الاضطرابات في النطق كالعمه الحركي وفرط الكلام.


    العلاج

    يقضي التدبير الاهم في معالجة التوحد بإدخال الأولاد المتوحدين في برامج تعليمية خاصة تعالج عجزهم السلوكي والتواصلي. وهذا يتطلب بيئة على درجة عالية من التنظيم والتحاق مبكر في برامج فردية مكثفة تتميز بعلاقة جيدة بين التلميذ والمعلم و تتضمن علاج نطق وعلاج جسدي ومهني فضلاً عن ارشاد للأهل على الطرق التي عليهم اتباعها للتعامل مع نوبات طفلهم وسلوكه المخرب في المنزل. وعلى البرنامج ان يلحظ ايضاً الحاجة الى نصح الاهل ودعمهم.ويحبز اللجوء ايضاً الى الجمعيات والمنظمات الوطنية لتأمين الدعم لعائلات الاطفال المتوحدين.

    قد لا تتطلب حالة الاطفال المتوحدين علاجا بواسطة الادوية. لكن في بعض الحالات تستعمل الأدوية التي تؤثر على الوظائف النفسية (منبهات الجهاز العصبي المركزي، والأدوية المزيلة للقلق، والمواد المساعدة لألفا-2، ومثبطات السيروتونين والمواد المساعدة لها، ومحصرات الدوبامين، والأدوية المنومة) دوراً مساعداً في زيادة فعالية التدخل التعليمي.

    من جهة أخرى، قد يلعب النظام الغذائي دوراً مهماً في معالجة التوحد. فقد بينت الدراسات ان الأطفال المتوحدين يعانون نقصاً في مستوى الماغنيزيوم في الدم وفي كريات الدم الحمراء ومن الزنك في غذائهم مقابل معدل مرتفع من نسبة النحاس الىالزنك في الدم ومن زيادة في معدل الكالسيوم في البول ونقصه في الشعر، إضافة الى نقص في الأحماض الدهنية المشتقة اوميغا-6 في الدم وفي غشاء كريات الدم الحمراء والى معدلات غير طبيعية من الأحماض الأمينية كالميثيونين والغلوتامين، ونقص في السلفات في البلازما وضعف التزاج السلفاتي وفي الفيتامينات لا سيما B12 ,B6, E,A .

    ان الهدف من مراقبة النظام الغذائي هو تأمين حاجات الطفل المتوحد الغذائية. وعلى هذا النظام الغذائي ان يكون قليل النشويات غنياً بالبروتينات (لا سيما الاحماض الامينية الاساسية كالتورين) والالياف والاحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (زيت السمك)، والمعادن بما فيها الحديد والماغنيزيوم والنحاس والزنك والمانغانيز بالإضافة الى الفيتامينات مثلB6, B12 حمض الفوليك، البيوتين والفيتامينات C و E .


    ملخص

    التوحد اضطراب عصبي بيولوجي لا تزال اسبابه غامضة. تلعب عدة عوامل دوراً مهماً في نشوئه بما فيها الوراثة والجينات والمناعة فضلاً عن العوامل البيئية. ان الكشف المبكر عن هذا المرض قبل ان يبلغ الطفل شهره الثامن عشرممكن من قبل طبيب الاطفال وضروري من اجل علاج افضل. عندما يشك الأهل في أن طفلهم يعاني التوحد او احد اضطرابات النمو العامة، عليهم ان يعرضوه على اخصائي للتأكد. كما ان اللجوء الى المنظمات الوطنية قد يؤمن للأهل تبادل الخبرات والمساعدة لكي يصلوا الى الموارد المتوفرة في المجتمع من اجل التدخل العلاجي المبكر والحاق الطفل في برامج تعليمية خاصة، وهي تشكل حجر الزاوية في العلاج.

    ان التغلب على التوحد استراتيجية يتعاون فيها الجميع من اجل مجتمع اكثر صحة ويهتم بافراده وصديق للمتوحدين.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X