إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حديقة الثكالى ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديقة الثكالى ...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    من كان قلبه قاس ... أو قد جفت دموعه لفترة طويلة ... عليه أن لا يتعب نفسه بالقيام بأي شي آخر ... سوى أن يذهب لزيارة القبور ... فيرى الثواكل على قبور أبنائها تبكي ... و على هذا بلا شك سيبكي ... إلا إن كان قلبه حجرا أو مدر ...
    أفتح هذا الموضوع لكم ايها الاخوة الكرام ليكتب كلا منا عن ثاكلة رآها ، أو موقف يتعلق بأم فقدت ابنها ، أي شيء كان عن الثكالى ... فليكتبه هنا ، فالحديث عن هؤلاء يطول و يطول ، و تطول معه الدموع ، فالحديث عنهم بكاء ، فجعلت هذا الموضوع ليواسي كل منا الثكالى بمشاركاته ...

    و الله الموفق دائما و أبدا ..
    تلميذكم : بو غازي

  • #2
    أبدأ بالمشاركة

    قبل أن أشرع بحديثي ، هات لي أذنك أيها القارئ .. لأهمس فيها كلمات : إن ما أريد أن أبوح به ليس من نسج الخيال .. و لا سحر كاهن .. و لا من هيام شاعر .. إنما هو حق و حقيقة ، قد شاهده قلبي قبل عيني ، منذ أسابيع كان هذا الموقف ، و لكني أشعر بأن صورة ذلك الموقف لا زالت ماثلة أمام ناظري ، و كأنها قد حدثت للتو .. فهل تسمح لي بالحديث ؟

    في الشتاء البارد .. و في سيري الاعتيادي .. كنت أمر بجانب عدة أراضي ، و لكني كنت اتركها فلم تكن حاجتي فيها ، و أنا كذلك .. و إذا بي أمر بجانب أرض قاحلة قديمة .. لم يكن فيها سوى ربات* على الأرض ، و لم يكن في تلك الأرض أثر لآدمي أبدا ، حاولت إكمال مسيري إلا أنه استوقفني صوت منخفض ، و كأنه صوت أنين و نحيب ينطلق من تلك الأرض القاحلة ، حاولت جاهدا لأعرف مصدر ذلك الصوت بالضبط ، فتبعته رويدا رويدا ، و إذا بي أكتشف مصدر ذلك الصوت ...

    لا أخفي عليك .. عندما رأيت ما رأيت ... شعرت أن كل من في الوجود يبكي لهول ذلك المنظر .. حتى الصخور التي كانت على الأرض .. أحسست بأنها كانت ترتجف ألما .. و لا أستبعد أبدا بأن ملائكة السماء كانت تبكي أيضا معنا ... فاقرأ أخي هذه الكلمات ... و واسي الملائكة بالدمعات ... فأنت إنسان ..!!

    كانت منحنية الظهر منكسرة ..
    و كأن حوادث الزمن قد أجهدتها ..
    كانت متشحة بالسواد ..
    جالسة تبكي بجوار ربوة على الأرض ..
    و لم يكن لها فرش تجلس عليه .. سوى التراب ..
    بكت و بكت و الدموع تسيل ..
    حتى خشيت على روحها أن تخرج مع زفراتها ..
    جزعت حتى ملّت ..
    فأسندت رأسها على تلك الربوة و هي جالسة .. فنامت ..
    اقتربت الشمس من الغروب فاستيقظت من نومها ..
    قامت و وقفت أمام الربوة و لكن وقوفها على قدميها لم يمنع دموعها من الوقوف معها .. فلا زالت تسيل .. و كأنها قد نذرت لتلك الربوة .. بأن دموعي لك لن تنقطع و ستسيل إلى الأبد ..
    أرادت المغادرة ..
    فكانت ترجع خطوة خطوة عن تلك الربوة و هي تنظر إليها .. فهي تريد الرحيل و لكن لا تستطيع أن تترك النظر إليها .. ترجع فتتعثر لتسقط .. فتقوم و ترجع لتتعثر مرة أخرى .. كل هذا يجري و الدموع تجري سيولا .. و هكذا إلى أن ابتعدت فرحلت .. و كأن هذا حالها يوميا ..

    إن تلك الربوة ..
    قبر ابنها الشاب ..


    بو غازي
    5/ربيع الأول/1426
    15/4/2005
    *************************
    * الربوة : مرتفع صغير عن الأرض
    ملاحظة : إن قبر ابن الأم كان في أرض قديمة قاحلة أي أنه قد رحل عن والدته من زمن بعيد ، و كان هذا حالها ... فما بالك بأم لم يمض على رحيل ابنها أشهر معدودة ؟؟

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
    ردود 119
    18,093 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
    استجابة 1
    100 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
    استجابة 1
    71 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
    ردود 2
    156 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
    استجابة 1
    160 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة وهج الإيمان
    بواسطة وهج الإيمان
     
    يعمل...
    X