إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

زمزمة العشاق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زمزمة العشاق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    زمزمة العشاق


    أيها العزيز عليك في البداية لاجتياز هذا الطريق بالتشبث بلطف الله و التوسل بالادعية القرآنية و الادعية المأثورة عن اَئمة العصمة و التأمل في مضامين هذه الارعية التي تصور الفقر المطلق للانسان و التبعية التامة للذات الالهية المقدسة، ثم ليلهج لسائل بما أورده نبي الله موسى(عليه السلام) «ربّ اني لما اَنزلت اِلي من خير فقير»(27) و ما قاله اَيوب(عليه السلام) «ربّ اِني مسني الضر و انت اَرحم الراحمين».(28) و نوح(عليه السلام) «ربّ اِني مغلوب فانتصر»(29) و يوسف(عليه السلام) يا فاطر السموات و الارض أنت و ليي في الدنيا و الاخرة، توفني مسلما و اَلحقني بالصالحين»(30) و طالوت و جنده «ربنا اَفرغ علينا صبرا و ثبت اَقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين(31) «و ما قاله أولوا الالباب «ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان اَن آمنوا يريكم فامنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئا تنا و توفتا مع الابرار»(32).

    فاذا تأملت أي من هذه الادعية لظفرت بيحار من المعارف و الانوار الالهية التي تكشف عن مدى عشق مبدأ العالم و خالقه فتجعلك اكثر حبا له و مقربة منه. عليك با ذكار المعصومين(عليه السلام) و المواظبة على زيارة عاشوراء و آل ياسين و دعاء الصباح و كميل و الندبة، كما يسعك اَن تقتطف في قنون صلواتك عبارات دعاء عرفة، و عليك بصلاة الليل و لو بمسماها فهي الكيمياء الكبرى و الاكبير العظمى فليس من سبيل للعروج بدونها. و عليك بمساعدة خلق الله فهم عياله (كيفما كان ذلك) فلا يخفى دورها في تهذيب النفس البشرية و بلوغها السمو و الكمال، و لا تجعل يوما يمر عليك دون أن تسدي فيه خدمة من الخدمات عليك ان تعيش مضامين هذه الادعية في قلبك فتمد يد الحاجة اِلى مصدر الفيض الربوبي، فالقلب يذبل و يموت دون ذكره. ثم لذ بالصالحين (النبياء و الائمة المعصومين(عليه السلام)) و من سار على هديهم; أي العلماء و الاعلام و العارفين بالله و عليك باجالة الفكر في سيرتهم فان أشعة أنوار باطنهم ستنعكس على أساس اَصل المحاكاة في باطن قلبك فتحذو حذوهم و تسير على هداهم. ففي الحقيقة أن تصفح تأريخهم و النظر في سيرتهم بمنزلة مجالستهم: و العكس صحيح فان الاستئناس يتأريخ الطالحين بمثابة مجالستهم. لا أنسى ذات مرة في أحد أسفاري اِلى مدينة مشهد لزيارة المرقد المطهر للامام الرضا(عليه السلام) و قد كان لي وقت من الفراغ فجعلت أطالع سيرة أحد العرفاء المسلمين المعاصرين، حيث كانت مليئة بالعبر و الدروس فثعرت بحيوية و حرارة في قلبي لم أعهدها سابقا. لقد رأيت نفسي في عالم جديد يصطبغ بصيغة الله، آنذاك لم اَفكر سوى في عشق الله ثم انهمرت دموعي على خدي. ولكن للأسف لم أعش تلك الحالة سوى بضعة أسابيع، حيث تغييرت الظروف قغابت تلك الحالة سوى بضعة أسابيع، حيث تغيرت الظروف قغابت تلك الصعقة المعنوية، و ليتها كانت تدوم، فالعالم بما فيه لا يعدل لحظة منها.

    و الكلام لا ضير في المانع الاخير

    اِن اخطر مانع يواجه طريق السالك يكمن في الشرك و الرياء و ليس له من علاج سوى الاخلاص. فقد جاء في الحديث الشريف بشأن الشرك و خطورته «اِن الشرك اَخفى من دبيب النمل على صفوانة سوداء في ليلة ظلماء»(33) الذي يهز أعماق السالكين، و الحديث: «هلك العاملون الا العابدون و هلك العابدون إلا العالمون.... و هلك الصادقون إلا المخلصون و إن الموقنين لعلى خطر عظيم»(34)فقد صرح بان العلماء العاملين هم على خطر الهلاك أيضا و كذلك المخلصين. الا اَن التمسك برحمة الله العامة و الخاصة و آياته كقوله «اِنه لا ييأس من روح الله اِلا القوم الكافرون»(35) انما تحيي نور الأمل في هذه القلوب المتعبة فتمنحه الحياة، و يغسله الاخلاص و الانقاق في سبيل الله الذي يضاعف الاجر و الثواب اِلى سبعمئة ضعفا «في كل سنبلة مأئة حبة»(36) فاذا ما تساقطت اَمطار الاخلاص على اَرض القلب و بحكم قوله «فاصابها وابل فاتت اكلها ضعفين»(37) فانها ستضاعف من ثمار الايمان و اليقين. ولكن صعب هو الطريق لبلوغ الاخلاص و اِن كان واضحا، و ان اخلاصنا يزداد كلما از دادت معرفتنا بصفات الله و جماله و جلاله و قدرته و علمه. فلا داعي للتعلق بغيره اِذا آمنا بان العزة و الذلة بيده و الخير منه و اِليه «قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيىء قدير»(38) و قوله سبحانه «و ما تشاءون الا ان يشاء الله»(39) و هو العالم بظاهرنا و باطننا «يعلم خائنة الاعين و ما تخفي الصدور»(40) فما علينا الا مراقبة أنفسنا. فاذا أخذنا هذه الامور ينظر الاعتبار فاننا سنجتاز مضيق الاخلاص الخطير بأمن و سلام بشرط الاتكال على الله و التسليم اِليه في مقابل وساوس العالم المادي و زخارفه، و لسان حالنا و قالنا «ربّ لا تكلينى اِلى نفسي طرفة عين أبدا لااَقل من ذلك و لا اَكثر»(41)

    و اعلم أيها العزيز أن تفويض الامور اِلى الله لا يعني ترك السعي و الجهد و الكسل و التقاعس، بل عليك اَن تسعى سعيك و تجهد نفسك بما اِستطعت من أجل تهذييها، و ما خرج عن وسعك فوضت أمرك فيه لله، و لسان حالك:

    «الهي قو على خدمتك جوارحي و اشدد على العزيمة جوانحي، وهب لي الجد في خشيستك، و الدوام في الاتصال بخدمتك .


    المصدر : مواعظ ونصائح من سماحة آية الله مكارم الشيرازيــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    27. سورة القصص، الاية 24.

    28. سورة الانبياء، الاية 83.

    29. سورة القمر، الاية 10.

    30. سورة يوسف، الاية 110.

    31. سورة البقرة، الاية 250.

    32. سورة آل عمران، الاية 193.

    33. بحارالانوار، ج 18، ص 158 و جاء في رواية أخرى: «اِن الشرك اَخفى من دبيب النمل، و قال: منه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة و شبه هذا» (البحار، ج 68، ص 142، ص 36).

    34. مستدرك الوسائل، ج 1، ص 99، ح 86; بحارالانوار، ج 70، ص 245.

    35. سورة يوسف، الاية 87.

    36. سورة البقرة، الاية 261.

    37. سورة البقرة، الاية 265.

    38. سورة آل عمران، الاية 26.

    39. سورة الانسان، الاية 30.

    40. سورة غافر، الاية 19.

    41. بحارالانوار، ج 14، ص 387، ح 6.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X