بسم الله الرحمن الرحيم...
اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين, والعن أعدائهم أجمعين من الأولين و الآخرين إلى قيام يوم الدين...
اسمحوا لي أولا أن أتقدم بأسمى آيات التهنئة و التبريك إلى مقام ولي العصر صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف و للأمة الإسلامية جمعاء و لصناع هذا النصر من فوارس المقاومة الإسلامية البطلة سيما أمينها العام و قائدها سيد المقاومة و التحرير سماحة السيد حسن نصر الله –مد ظله الشريف-, أن أتقدم لهم بأسمى التهاني بمناسبة الذكرى الخامسة لتحرير الجنوب اللبناني الصامد.
بالحقيقة أن ما أود الحديث عنه, هو موضوع له ارتباط وثيقة –من وجهة نظري على الأقل- بطبيعة الذكرى, فأود الحديث عن مفهوم "حزب الله" في النظرية القرآنية و أحاديث المعصومين عليهم السلام.
لقد ذكر اسم حزب الله في القرآن الكريم بموضعين فقط, في آيتين حيث يمكننا و بالجمع بينهما تحديد معالم نهج حزب الله القرآني.
يقول الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه بسورة المائدة:"إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يوتون الزكاة وهم راكعون, ومن يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون".
تبين هذه الآية الكريمة أولى مقومات "حزب الله" القرآني ألا وهي الولاية لله جل و علا و رسوله و لمن عنته الآية الكريمة و تواترت الأدلة من كتب المسلمين بأنه الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ونهجه الذي كان الإمتداد الطبيعي له ولده المعصومون عليهم السلام و الذين آخرهم الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
كما يقول الله سبحانه في سورة المجادلة:"لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم, أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم و رضوا عنه, أولئك حزب الله, ألا إن حزب الله هم المفلحون".
تواصل هذه الآية المباركة رسم صورة "حزب الله" القرآني, فتبين هذه المرة أن ثاني الأسس التي يقوم عليها هي البراءة من كل من يخالف و يعادي الله و رسوله و الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين –بوصفهم الإمتداد الطبيعي لحركة النهج الإلهي و النبوي-, وتكون حالة البراءة و المعاداة هذه لكل مخالف و معاد لهذا النهج بغض النظر عن هويته و قربه و مكانته و قوته أيضا لأن الميزان في حالة الموالاة و البراءة هو ميزان الحق ولا أثر لحركة العواطف و العصبيات في تحديد المواقف.
بالجمع بين الآيتين المباركتين, يمكننا القول بأن "حزب الله" بحسب النظرة القرآنية هو تلك الفئة المؤمنة التي قوامها الولاء لمن هو على خط الله جل وعلا و رسوله و الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم , و البراءة من أعداء نهجهم و المواجهة لهم بالكيفية التي تفرضها الظروف الموضوعية – إما المواجهة العسكرية أو الثقافية أو السياسية ..الخ-.
ونحن على أعتاب ذكرى تحرير الجنوب اللبناني واندحار أسطورة جند التلمود في تلك الربوع الأبية, لا ننسى أن الدور الأبرز في صنع هذا النصر كان للمقاومة الإسلامية "حزب الله", و بقراءة تاريخ هذه المقاومة نجد –بدون مبالغة- أنها كانت أحد مصاديق حزب الله القرآني كما عرفه القرآن الكريم بالآيتين التي سبق التطرق إليهما, فحزب الله ظل طيلة أزيد من العشرين سنة على تأسيسه متمسكا بهذا النهج القويم نهج الله و رسوله و الأئمة الميامين عليهم السلام مستمدا مواقفه الشريفة من المنهج القرآني ومن سير المعصومين عليهم السلام, وقد شاهدنا جميعا كيف خط الحسينيون و الزينبيات من فوارس المقاومة الإسلامية على أرض الجنوب الحر بالدم القاني مفردات و معاني كربلاء الحسين عليه السلام بنفس الإيمان و بنفس اليقين, كانت كربلائهم أرض الجنوب و عاشورائهم عاشوراء الدم و البندقية و المدفع, عاشوراء الأشلاء و الجماجم و العبوات. كما ظل متمسكا بالبراءة من كل من عادى الله و رسوله و المؤمنين و الذين هم في عصرنا الحاضر قوى الإستكبار العالمي ومن يقف ورائه وعلى رأسه أمريكا و الكيان الصهيوني الغاصب.
لذلك, كان من الطبيعي, بل ومن المحتم, أن يتحقق الوعد الإلهي لحزب الله والذي قطعه الله بالآيتين المباركتين بقوله:" ألا إن حزب الله هم المفلحون" وقوله: "فإن حزب الله هم الغالبون", نعم, كان من الطبيعي على الذي كان أمره مفعولا أن ينجز وعده لعباده فيؤيدهم بالنصر المؤزر والذي شاهدنا أولى مصاديقه بسنة ال2000 بتحرير الجنوب و بسنة ال2004 بتحرير الأسرى و جثامين الشهداء رضوان الله عليهم.
فهنيئا للحزب و أنصاره هذا النصر...
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
هادي الحسيني
اللهم صل على محمد و آله الطيبين الطاهرين, والعن أعدائهم أجمعين من الأولين و الآخرين إلى قيام يوم الدين...
اسمحوا لي أولا أن أتقدم بأسمى آيات التهنئة و التبريك إلى مقام ولي العصر صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف و للأمة الإسلامية جمعاء و لصناع هذا النصر من فوارس المقاومة الإسلامية البطلة سيما أمينها العام و قائدها سيد المقاومة و التحرير سماحة السيد حسن نصر الله –مد ظله الشريف-, أن أتقدم لهم بأسمى التهاني بمناسبة الذكرى الخامسة لتحرير الجنوب اللبناني الصامد.
بالحقيقة أن ما أود الحديث عنه, هو موضوع له ارتباط وثيقة –من وجهة نظري على الأقل- بطبيعة الذكرى, فأود الحديث عن مفهوم "حزب الله" في النظرية القرآنية و أحاديث المعصومين عليهم السلام.
لقد ذكر اسم حزب الله في القرآن الكريم بموضعين فقط, في آيتين حيث يمكننا و بالجمع بينهما تحديد معالم نهج حزب الله القرآني.
يقول الله سبحانه و تعالى في محكم كتابه بسورة المائدة:"إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يوتون الزكاة وهم راكعون, ومن يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون".
تبين هذه الآية الكريمة أولى مقومات "حزب الله" القرآني ألا وهي الولاية لله جل و علا و رسوله و لمن عنته الآية الكريمة و تواترت الأدلة من كتب المسلمين بأنه الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام ونهجه الذي كان الإمتداد الطبيعي له ولده المعصومون عليهم السلام و الذين آخرهم الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
كما يقول الله سبحانه في سورة المجادلة:"لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم, أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم و رضوا عنه, أولئك حزب الله, ألا إن حزب الله هم المفلحون".
تواصل هذه الآية المباركة رسم صورة "حزب الله" القرآني, فتبين هذه المرة أن ثاني الأسس التي يقوم عليها هي البراءة من كل من يخالف و يعادي الله و رسوله و الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين –بوصفهم الإمتداد الطبيعي لحركة النهج الإلهي و النبوي-, وتكون حالة البراءة و المعاداة هذه لكل مخالف و معاد لهذا النهج بغض النظر عن هويته و قربه و مكانته و قوته أيضا لأن الميزان في حالة الموالاة و البراءة هو ميزان الحق ولا أثر لحركة العواطف و العصبيات في تحديد المواقف.
بالجمع بين الآيتين المباركتين, يمكننا القول بأن "حزب الله" بحسب النظرة القرآنية هو تلك الفئة المؤمنة التي قوامها الولاء لمن هو على خط الله جل وعلا و رسوله و الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم , و البراءة من أعداء نهجهم و المواجهة لهم بالكيفية التي تفرضها الظروف الموضوعية – إما المواجهة العسكرية أو الثقافية أو السياسية ..الخ-.
ونحن على أعتاب ذكرى تحرير الجنوب اللبناني واندحار أسطورة جند التلمود في تلك الربوع الأبية, لا ننسى أن الدور الأبرز في صنع هذا النصر كان للمقاومة الإسلامية "حزب الله", و بقراءة تاريخ هذه المقاومة نجد –بدون مبالغة- أنها كانت أحد مصاديق حزب الله القرآني كما عرفه القرآن الكريم بالآيتين التي سبق التطرق إليهما, فحزب الله ظل طيلة أزيد من العشرين سنة على تأسيسه متمسكا بهذا النهج القويم نهج الله و رسوله و الأئمة الميامين عليهم السلام مستمدا مواقفه الشريفة من المنهج القرآني ومن سير المعصومين عليهم السلام, وقد شاهدنا جميعا كيف خط الحسينيون و الزينبيات من فوارس المقاومة الإسلامية على أرض الجنوب الحر بالدم القاني مفردات و معاني كربلاء الحسين عليه السلام بنفس الإيمان و بنفس اليقين, كانت كربلائهم أرض الجنوب و عاشورائهم عاشوراء الدم و البندقية و المدفع, عاشوراء الأشلاء و الجماجم و العبوات. كما ظل متمسكا بالبراءة من كل من عادى الله و رسوله و المؤمنين و الذين هم في عصرنا الحاضر قوى الإستكبار العالمي ومن يقف ورائه وعلى رأسه أمريكا و الكيان الصهيوني الغاصب.
لذلك, كان من الطبيعي, بل ومن المحتم, أن يتحقق الوعد الإلهي لحزب الله والذي قطعه الله بالآيتين المباركتين بقوله:" ألا إن حزب الله هم المفلحون" وقوله: "فإن حزب الله هم الغالبون", نعم, كان من الطبيعي على الذي كان أمره مفعولا أن ينجز وعده لعباده فيؤيدهم بالنصر المؤزر والذي شاهدنا أولى مصاديقه بسنة ال2000 بتحرير الجنوب و بسنة ال2004 بتحرير الأسرى و جثامين الشهداء رضوان الله عليهم.
فهنيئا للحزب و أنصاره هذا النصر...
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
هادي الحسيني
تعليق