السفارة الايرانية احيت الذكرى ال 16 لرحيل الامام الخميني
الشيخ قبلان: قوى الشر تريد اخضاع الشعوب المستضعفة
المطران مظلوم: نستلهم روح الامام الخميني وتعليم الكنيسة لنبني لبنان
النائب حميد: سلاح المقاومة شأن داخلي لبناني
السفير الايراني: ستبقى ايران عصية على الاستكبار الاميركي
أحيت سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية الذكرى السادسة عشرة لرحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني, باحتفال اقامته عصر اليوم في قصر الاونيسكو, في حضور رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ممثلا بوزير الصحة والشؤون الاجتماعية محمد جواد خليفة, رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري ممثلا بالنائب ايوب حميد, رئيس مجلس الوزراء الاستاذ نجيب ميقاتي ممثلا بوزير الاشغال العامة والمهجرين عادل حمية, البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير ممثلا بالمطران سليم مظلوم, مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ممثلا بقاضي طرابلس الشرعي الشيخ احمد درويش الكردي, نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان, الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله, وعدد من الوزراء والنواب وممثلي القوى الامنية والعسكرية, ورؤساء احزاب ورجال دين.
بداية, آي من الذكر الحكيم, فالنشيدان اللبناني والايراني,
ثم القى سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود ادريسي كلمة قال فيها: "نلتقي في رحاب الذكرى السادسة عشرة لرحيل الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه, امام الفقراء والمستضعفين والاحرار الذي قاد الشعب الايراني في ثورة قل مثيلها في التاريخ ضد نظام الاستعباد والاستبداد الاميركي المتمثل بنظام الشاه البائد واسس مكانه صرح الجمهورية الاسلامية الايرانية لتكون دولة الانسان في حريته وفكره وايمانه.
ثورة تعتمد على الشعب وعلى ارادته في الاختيار، على الانسان المؤمن بحقه بالحرية والاستقلال معتمدا سلاح الايمان والعقيدة المنفتحة على السماء لخدمة انسان هذه الارض وازالة الظلم ومحق الباطل عنه, الذي لم يستطيع جبروت الشاه ومن معه على الوقوف والصمود امام المد الشعبي العظيم الذي احدثته ثورة الامام رضوان الله تعالى عليه، فانهار امام عظمة انسانها الذي رأى في الامام الخميني بضعة الرسول وابن الزهراء البتول قبس من نور الحسين نموذجا حيا للقيادة الصالحة التي تعمل لصالح شعبها وحريته وسعادته".
اضاف: "الامام الخميني كان بحق ينبوعا للطهر والاخلاص لله رب العالمين, ترتوي منه القلوب العطشى من معذبي هذا العالم التي نفضت عنها غبار الغفلة والاستسلام ونهضت بقوة وثبات في وجه الغاصبين والمحتلين فكان الانتصار العظيم للبنان وشعبه على العدو الصهيوني حيث تشاركنا فرحة النصر بعيده الخامس الذي سطره عشاق الامام الخميني من مجاهدي المقاومة الباسلة الذين ساروا على نهجه في الجهاد والدفاع والمقاومة بقلوب مؤمنة مخلصة لا تخشى الا الله عز وجل فأهدوا شعبهم وامتهم وكل احرار العالم ومستضعفيه نصرا وعزا وكرامة سجلها التاريخ باحرف من نور بان فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله.
وبفضل الله تعالى سنشهد النصر الأكبر في فلسطين العزيزة التي تعلمنا من امامنا الخميني الحبيب واجب الوقوف الى جانب شعبها المظلوم والدفاع عنه لنيل حقه في الحرية والاستقلال والسيادة على كامل ارضه المحتلة في فلسطين السليبة".
تابع: "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي اسسها الامام الراحل باقية على عهدها خلف القيادة الحكيمة وفية لمبادئه وتعاليمه التي ستبقى المشعل الوضاء الذي ينير دربنا, مؤكدين اننا سنبقى الى جانب كل مظلوم في هذا العالم ومع حق الشعوب في الحرية والاستقلال وفي فرض سيادتها على كامل ترابها الوطني وستبقى الجمهورية الاسلامية الايرانية باذن الله عصية على الارادة الاميركية المستكبرة منحازة الى الحق السليب في فلسطين والعراق ولبنان".
الشيخ قبلان
وألقى الشيخ قبلان الكلمة الآتية: "إنها الذكرى السادسة عشرة لرحيل قائد الثورة ومؤسس الجمهورية الاسلامية في إيران آية الله العظمى الامام الخميني (رحمه الله)، إنه قطب ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير، نهض بأمته كالانبياء، أخرجهم من الظلمات الى النور بثورة مباركة وميمونة انطلقت من ثورة الامام الحسين.
وكأني بالامام الخميني يردد ما قاله جده الحسين "ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أدعو الى الخير وآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر "لقد أراد لإيران الحرية والاستقرار ولشعبها عيشة العز والكرامة، وكان يؤمن بأن هذه الحياة لا تستقيم إلا بطاعة الله والسير على خطى رسول الله وعلى نهج الائمة المعصومين الذين ضحوا وجاهدوا واستشهدوا من اجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل.
نعم أيها الاخوة، عندما نستحضر هذه الذكرى ينبغي أن نستلهم منها القيم والمعاني، وأن نجدد البيعة والولاء للعالم وللقائد المؤمن، لنقف بإجلال وخشوع أمام هذه الثورة المباركة، ثورة الفكر والقيم، ثورة الامة الواعية، التي تدرك واقعها لتبني مستقبلها على اسس إسلامية صحيحة استقتها من خاتمة الرسالات الإلهية، رسالة نبينا محمد(ص) التي تمثل اسمى العقائد الهادية الى صراط الله المستقيم، رسالة تدعونا إلى أن نكون خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تدعونا إلى إصلاح ذات بيننا وإلى الوحدة وإلى أن نكون في سبيل الله كالبنيان المرصوص.
من هذه المرتكزات انطلقت ثورة الإمام القائد، لتبدأ مسيرته الجهادية من اجل كل المظلومين والمستضعفين في العالم، من أجل الحق والعدالة، وحقوق الانسان، وكرامته وحريته. فكان يقول (رحمه الله): "يجب ان نسعى جميعا لتحقيق الوحدة بين المستضعفين من أي دين واي اتجاه.
لنتمكن من القضاء على القوى الشيطانية، يجب ان نبذل سعينا لتكون الشعوب مع الحق، يجب ان نحافظ على الاخلاص والثقة بالله تبارك وتعالى، حتى تشملنا عنايته، ويخلصنا من سيطرة هذه القوى".
قوى الشر التي تسعى الى إخضاع العالم لسلطانها الظالم، وفرض هيمنتها وسيطرتها على الشعوب المستضعفة، ونهب ثرواتها من خلال الفتن والدسائس وافتعال الحروب، بحجج واهية وعناوين فارغة، باتت أهدافها واضحة، وغاياتها بينة، وهي تندرج في سياق واحد، هو إبقاء المنطقة وشعوبها في دائرة الحصار والمحاصرة، وتجريدها من كل مقومات البناء الذاتي. إن الهجمة الدولية على المنطقة بشكل عام والجمهورية الاسلامية الإيرانية بشكل خاص، ليست من اجل الديموقراطية، وليست من اجل الإصلاح أبدا، إنما هي هجمة تخريبية لكل القيم، والثقافات، والحضارات، هجمة تشويهية وتفتيتية وتطويعية لهذه الامة، هجمة إرهابية على رسالة اسلامية كانت دعوتها وستبقى بإذنه تعالى، دعوة تعارف وتآلف مصداقا لقوله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".
من هذه الروحية، ايها الاخوة، انطلقت الثورة الخمينية، وبهذا التوجه ستستمر بإذنه تعالى ، وسيبقى القيمون عليها أوفياء للعهد وللنهج، عاملين على تثبيت الركائز التي طالما نادى بها وركز عليها الامام القائد، وأقول للقادة كونوا قدوة لامتكم تبعا لاهل بيت النبوة، وان الجمهورية الاسلامية أمانة بين أيديكم، وعليكم أن تؤدوا الامانة.
الامام الراحل هو النموذج من القيادة الواعية والرشيدة والعادلة يجب أن نتعلم منه، يجب ان نربي انفسنا على نهجه، يجب ان نسعى جاهدين لان يكون لنا من هذا الفكر النير، وهذا المسلك الايماني، وهذا النهج المخلص لله ولرسوله ولآل بيته ما يمكننا من أن نبني مجتمعاتنا ونحصنها في وجه كل التحديات، ويجعلنا أوفياء دائما للخط الرسالي وللقيادة التي حرصت أن تكون دائما على تماس مع الناس، وعلى تواصل مع الطبقات المحرومة والمستضعفة وآمنت بالنظام والانضباط ورفض الظلم. إن الامام الخميني لخص مسيرته بكلمتين اثنتين أيها الاخوة، هما "لا تظلموا ولا تظلموا"، اي لا تكونوا ظالمين، وارفضوا أن يظلمكم احد. حاربوا الظلمة والمستبدين وواجهوهم. الامام الخميني كان يقول إن الخضوع للظلم كظلم الظالم.
هذا هو خط الأنبياء والرسل، وهذا هو نهج الإمام الحسين عندما لم يركن للظالمين، فواجه واستشهد لينصر الحق.
إن ما تعانيه أمتنا الان، وما تواجهه المنطقة بأسرها، سواء كان ذلك في لبنان، أو في إيران، أو في العراق، أو في فلسطين، أو في سوريا، هو من أبشع انواع الظلم والاضطهاد ويشكل تهديدا خطيرا للمنطقة ولشعوبها، وتدخلا سافرا حتى في أبسط شؤونها الداخلية، إنهم يتدخلون في معتقداتنا وفي تربيتنا، إنهم يتدخلون في خياراتنا، حتى في انتخاباتنا الرئاسية والنيابية يتدخلون ليس بهدف الإصلاح وليس بهدف التغيير الإيجابي على الإطلاق، إنما بهدف إضعافنا وتشتيتنا وتفريقنا، يتدخلون لإبقاء الكيان الصهيوني هو المهيمن، والقوي والمهدد دائما لأي استقرار ولاية تنمية ولأية وحدة.
إنهم يتدخلون من أجل الفوضى، التي تؤدي حتما الى خلق كيانات يهدد بعضها بعضا وتتناحر في ما بينها. وما يجري في العراق وفي فلسطين يبين خطورة هذا التدخل الذي لا يرسم خريطة طريق لفلسطين فحسب، إنما يرسم خرائط طرق للمنطقة بأسرها، ومواجهته لا تكون إلا بوحدة المسلمين ووحدة المستضعفين في هذا العالم. إننا نجتمع معكم أيها الاخوة، لنحيي ذكرى الامام الخميني الذي كان جوهرة ومنارة، كان زاهدا قانعا بعيدا عن أمور الدنيا، لم يسكن قصرا، لقد شبهته بجده أمير المؤمنين عليه السلام، عندما حكم جاء الى الكوفة، وطلب منه أن يسكن في قصر الامارة فاختار بيتا متواضعا، لان القصور تسكنها الملوك والامام علي هو أمير المؤمنين، وأمير المؤمنين كان يساوي الناس بعدله وشفقته وأخلاقه وإنسانيته. هذه القصور التي تركها شاه إيران وجلاوزته لم يسكنها الامام الخميني، سكن مدرسة متواضعة استقبل فيها الناس، لم يبن بيتا ولم يوفر مالا، فكان في خدمة شعبه وإنسانه.
فكونوا دائما مع الامام الخميني في خطه وتوجهه وفي صدقه وإخلاصه. رحمك الله يا ابا مصطفى، لقد كنت عنوانا لكل فضيلة، وكنت منارة لكل إشعاع، فعليك الرحمة، ولنا في ذكراك خير حكمة وخير سبيل وخير موعظة".
الشيخ الكردي
هذه الامة كما قال الله تعالى هي امة واحدة، لا بد ان تكون كذلك، فوحدو الامة تؤسس لقوتها واعظمتها ولسيادتها، واما فرقتها وتنازعها فيؤدي الى ضعفها والى تحكم العالم بها، يتكلمون بادق التفاصيل التي يتعرض لها بلدان العالم الاسلامي اليوم، ما اجمل الكلمة التي نقلت عن الامام الخميني: "ان حاجتكم اليوم لوحدة الكلمة امس من الامس، وغدا امس من اليوم" هذه الكلمة مضى عليها 16 عاما وهي تتجدد بمعناها يوما بعد يوم، فنحن كمسلمين بحاجة الى الوحدة بكل معانيها، هذه الوحدة التي لا تفرقها بلاد ولا اوطان ولا تفرقها مذاهب هي التي نواجه بها الامة، التي تحاول ان تفرض علينا نموذجا بعيد كل البعد عن الحرية والديمقراطية لانه ما كانت فيب يوم من الايام الحرية فرضا ولا القهر ايضا،
ما فعلوه في العراق من قتل وسجن الابرياء اكثر من النظام السابق آلاف المرات،اوهكذا تعطى الحرية للشعوب؟ وما تقوم به اميركا من مساندة اسرائيل في هدم المنازل وقتل وتهجير للابرياء، مساندتهم لهذه الدولة هو اكبر برهان ان اميركا لا تريد الحرية، بل تريد قهر الشعوب، هذا يوجب علينا ان نتحد جميعا، وهناك نماذج من الوحدة في العالم، النموذج الاول موجود في الولايات المتحدة 52 ولاية مرتبطة برأس واحد، كذلك الاتحاد الاوروبي بكل ما نسمعه ونراه، من وحدة لاقتصادهم، لعملتهم، من حرية لتعبير آرائهم، ما جاء به الاسلام اعظم من هذه النماذج، لكننا رضينا ان يكون بين بلادنا واوطاننا حدودا وهمية نزعج بها المواطنين كأنهم اعداء. لا بد من ان يتحد الحكام والمسؤولون مع شعوبهم حتى لا يدخل الطغاة بين الحكام والشعوب.
الحاكم لا يقوى بجيشه بل يقوى بشعبه ولا يستطيع احد ان يحركه، ان يحركه، ان الشعوب هي التي تقلع الحكام مهما كانوا اقوياء، وثورة الامام الخميني اكبر دليل على ذلك"
المطران مظلوم
ثم القى المطران مظلوم كلمة البطريرك صفير قال فيها: "ثورة الامام الخميني على الظلم هدفت الى وضع حد لما كانت تعاني منه اكثرية المواطنين من تمييز وتهشيم وحرمان وفروقات كبيرة، على مختلف الصعد المادية والاجتماعية والسياسية بين اقلية كانت تحتكر القسم الاكبر من الثروة والسلطة والعيش الرغيد، واكثرية ترزح تحت اثقال الفقر والبؤس والحرمان، وعمدت الى توزيع الثروة الوطنية والمسؤوليات على اسس اعم من المساواة والعدالة والمشاركة بين مختلف فئات الشعب الايراني. وثورته على الجهل طمحت الى نشر انوار العلم والمعرفة والوعي الثقافي والديني في صفوف المواطنين، وتشجيع الشعب الايراني على اكتشاف هويته الثقافية الاصيلة، وعدم التخلي عنها لئلا يقع في الفراغ والضياع.
بل انه قد احدث ثورة ثقافية حقيقية عندما دعا الى تشكيل مجلس اعلى للثورة الثقافية، وكلفه باعادة النظر في كل المناهج الدراسية والتعليمية والتربوية المعتمدة في المدارس والجامعات، وحشد كل الطاقات ووسائل الاتصالات العصرية من سينما وتلفزيون ومسرح ووسائل اعلام، في سبيل معركة التأصيل الثقافي.
اما ثورته على التبعية فقد كانت ثورة شاملة ورفضا لكل انواع هذه التبعية واشكالها، بدأ بالتبعية الثقافية، وذلك بالعودة الى الشخصية الاسلامية الاصيلة، مرورا بالتبعية السياسية، وهذا ما اسماه سياسة اللاشرقية واللاغربية، وانتهاء بالتبعية الاقتصادية، من خلال السعي الى التنمية المستقلة والاكتفاء الذاتي.
برفضه هذه التبعية بكل اشكالها يرسم الامام الخميني هدفا واضحا للثورة وهو الاستقلال الكامل الناجز، واستعادة الهوية الاصيلة.
وفي هذا يقول بوضوح: "علينا ان نصنع من ايران بلدا مستقلا سياسيا وعسكريا وثقافيا واقتصاديا، ومتحررا من الاتكاء على اميركا والاتحاد السوفياتي، هذه القوى الطامعة الدولية. وعلينا ان نعلن هويتنا الاصيلة للعالم". والملفت عند الامام الخميني انه يبدأ في رفضه التبعية من رفض التبعية الثقافية والفكرية. فهو يعتقد ان "التبعية الفكرية والذهنية والعقلية هي منشأ اغلب التعاسات التي مرت على شعبنا وسائر الشعوب. واذا تمكنا من انهاء التبعية الفكرية، فاننا سنتمكن من انهاء سائر انواع التبعية".
واننا نرى في هذا الكلام تركيزا على ان محور التغيير المنشود والثورة الحقيقية انما هو الانسان، وان اية ثورة لا تستطيع تحقيق اهدافها ان لم تتمكن من تغيير الانسان في تفكيره واخلاقه وسلوكه.
عند هذه النقطة نرى بعض التلاقي بين فكر الامام الخميني والفكر المسيحي، كما تعبر عنه الكنيسة في تعليمها الاجتماعي. فالانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله "يجب ان يؤول اليه كل شيء على هذه الارض، على حد قول المجمع الفاتيكاني الثاني، باعتباره مرجع كل شيء وذروته".
بل هو الغاية الاولى للمجتمع وكل مؤسساته التي ينبغي ان تكون في خدمة الانسان، والحفاظ على كرامته، والعمل على ترقيه. والترقي، كما يحدده البابا بولس السادس، "لا ينحصر في مجرد النمو الاقتصادي. بل لكي يكون صحيحا عليه ان يكون كاملا، اي ان ينمي كل انسان، وكل الانسان".
ومن نافل القول ان الترقي لا يفرض على الانسان من الخارج.
"فالانسان بما وهب من عقل وحرية، مسؤول عن نموه الذاتي، وعن خلاصه. وهو يبقى الفاعل الاساسي لنجاحهاو لسقوطه". ايها الاخوة، كم نحن بحاجة اليوم الى ان نستلهم روح الامام الخميني، وتعليم الكنيسة، لكي نعمل بجد واخلاص على تحرير وطننا من كل ظلم وجهل وتبعية، من كل فساد وتفرقة وانانية، ولكي نتعاون في اعادة بنائه على اسسس العدالة والمساواة والالفة والعيش المشترك الكريم، ولكي نسعى الى ترقي الانسان فيه، كل انسان وكل الانسان، والحفاظ على كرامته وحقوقه وحريته. ان لبنان بلد الرسالة ونموذج العيش المشترك، بحاجةالى كل ابنائه، وهو يدعونا الى نبذ الاحقاد، والتعالي على الجراح، والتضحية بالمصالح الفردية او الفئوية، لنبني معا المصلحة العامة والمستقبل الزاهر. فهلا سمعنا النداء؟
النائب حميد
وحيا النائب ايوب حميد ذكرى "مفجر ثورة المستضعفين في العام الذي اطاح بعزيمة ايمانه امست قوة عسكرية في ايران وقضى على وكر الجاسوسية الاميركية ومشاريعها وحول سفارة اسرائيل الى سفارةلفلسطين. وانفتح على العالمين العربي والاسلامي ".
واعتبران القرار الدولي 1559 جاء مخالفا لسياق قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وهو قرار ظالم ومرفوض لما يحمله من كمائن واقماح للواقع اللبناني الداخلي وهو يتناول موضوعا داخليا حساسا وهو سلاح المقاومة التي جسدت كرامة الوطن عبر تلاوينها المختلفة وعبر التضامن اللبناني بكافة اطيافه حول مقهم المشروع في الدفاع عن ارضهم المقدسة .
وشدد على ان "سلاح المقاومة هو شأن لبناني داخلي وان نزعه مرتبط بزوال واسباب وجوده هو اسرائيلي وعدوانيتها ". ورأى ان جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت في صلب استهداف الاستقرار الداخلي اللبناني واستهداف الرئيس الشهيد بما يمثل من امتدادات لا تحد على الصعيد الداخلي والعربي والاسلامي والدولي "
واستنكر النائب حميد جرمية اغتيال الصحافي الدكتور سمير قصير معتبرا انها جريمة موصوفة بحق الراي والراي الاخر وحرية الكلمة والموقف الذي نتمسك به على المستوى الوطني "واشار الى ان اسرائيل تعيد او ربما اعادت بناء شبكاتها المخابراتية للاستفادة منها في الحاق الضرر بلبنان ومقاومته واستقراره
ولفت النائب حميد الى ان الانتخابات النيابية بمراحلها الاربع فرحة كبيرة لتجديد المياة السياسية اللبنانية وايجاد قانون عصري للانتخابات قام على اساس البمحافظات الخمس مع اعتبار النسبية ةاستكمال انقاذ ئتفاق الطائف .ورسم سياسة مالية اجتماعية اقتصادية واقرار نظام اللا مركزية الادارية.
الشيخ قبلان: قوى الشر تريد اخضاع الشعوب المستضعفة
المطران مظلوم: نستلهم روح الامام الخميني وتعليم الكنيسة لنبني لبنان
النائب حميد: سلاح المقاومة شأن داخلي لبناني
السفير الايراني: ستبقى ايران عصية على الاستكبار الاميركي
أحيت سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية الذكرى السادسة عشرة لرحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني, باحتفال اقامته عصر اليوم في قصر الاونيسكو, في حضور رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ممثلا بوزير الصحة والشؤون الاجتماعية محمد جواد خليفة, رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري ممثلا بالنائب ايوب حميد, رئيس مجلس الوزراء الاستاذ نجيب ميقاتي ممثلا بوزير الاشغال العامة والمهجرين عادل حمية, البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير ممثلا بالمطران سليم مظلوم, مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني ممثلا بقاضي طرابلس الشرعي الشيخ احمد درويش الكردي, نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان, الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله, وعدد من الوزراء والنواب وممثلي القوى الامنية والعسكرية, ورؤساء احزاب ورجال دين.
بداية, آي من الذكر الحكيم, فالنشيدان اللبناني والايراني,
ثم القى سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية مسعود ادريسي كلمة قال فيها: "نلتقي في رحاب الذكرى السادسة عشرة لرحيل الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه, امام الفقراء والمستضعفين والاحرار الذي قاد الشعب الايراني في ثورة قل مثيلها في التاريخ ضد نظام الاستعباد والاستبداد الاميركي المتمثل بنظام الشاه البائد واسس مكانه صرح الجمهورية الاسلامية الايرانية لتكون دولة الانسان في حريته وفكره وايمانه.
ثورة تعتمد على الشعب وعلى ارادته في الاختيار، على الانسان المؤمن بحقه بالحرية والاستقلال معتمدا سلاح الايمان والعقيدة المنفتحة على السماء لخدمة انسان هذه الارض وازالة الظلم ومحق الباطل عنه, الذي لم يستطيع جبروت الشاه ومن معه على الوقوف والصمود امام المد الشعبي العظيم الذي احدثته ثورة الامام رضوان الله تعالى عليه، فانهار امام عظمة انسانها الذي رأى في الامام الخميني بضعة الرسول وابن الزهراء البتول قبس من نور الحسين نموذجا حيا للقيادة الصالحة التي تعمل لصالح شعبها وحريته وسعادته".
اضاف: "الامام الخميني كان بحق ينبوعا للطهر والاخلاص لله رب العالمين, ترتوي منه القلوب العطشى من معذبي هذا العالم التي نفضت عنها غبار الغفلة والاستسلام ونهضت بقوة وثبات في وجه الغاصبين والمحتلين فكان الانتصار العظيم للبنان وشعبه على العدو الصهيوني حيث تشاركنا فرحة النصر بعيده الخامس الذي سطره عشاق الامام الخميني من مجاهدي المقاومة الباسلة الذين ساروا على نهجه في الجهاد والدفاع والمقاومة بقلوب مؤمنة مخلصة لا تخشى الا الله عز وجل فأهدوا شعبهم وامتهم وكل احرار العالم ومستضعفيه نصرا وعزا وكرامة سجلها التاريخ باحرف من نور بان فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله.
وبفضل الله تعالى سنشهد النصر الأكبر في فلسطين العزيزة التي تعلمنا من امامنا الخميني الحبيب واجب الوقوف الى جانب شعبها المظلوم والدفاع عنه لنيل حقه في الحرية والاستقلال والسيادة على كامل ارضه المحتلة في فلسطين السليبة".
تابع: "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية التي اسسها الامام الراحل باقية على عهدها خلف القيادة الحكيمة وفية لمبادئه وتعاليمه التي ستبقى المشعل الوضاء الذي ينير دربنا, مؤكدين اننا سنبقى الى جانب كل مظلوم في هذا العالم ومع حق الشعوب في الحرية والاستقلال وفي فرض سيادتها على كامل ترابها الوطني وستبقى الجمهورية الاسلامية الايرانية باذن الله عصية على الارادة الاميركية المستكبرة منحازة الى الحق السليب في فلسطين والعراق ولبنان".
الشيخ قبلان
وألقى الشيخ قبلان الكلمة الآتية: "إنها الذكرى السادسة عشرة لرحيل قائد الثورة ومؤسس الجمهورية الاسلامية في إيران آية الله العظمى الامام الخميني (رحمه الله)، إنه قطب ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير، نهض بأمته كالانبياء، أخرجهم من الظلمات الى النور بثورة مباركة وميمونة انطلقت من ثورة الامام الحسين.
وكأني بالامام الخميني يردد ما قاله جده الحسين "ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أدعو الى الخير وآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر "لقد أراد لإيران الحرية والاستقرار ولشعبها عيشة العز والكرامة، وكان يؤمن بأن هذه الحياة لا تستقيم إلا بطاعة الله والسير على خطى رسول الله وعلى نهج الائمة المعصومين الذين ضحوا وجاهدوا واستشهدوا من اجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل.
نعم أيها الاخوة، عندما نستحضر هذه الذكرى ينبغي أن نستلهم منها القيم والمعاني، وأن نجدد البيعة والولاء للعالم وللقائد المؤمن، لنقف بإجلال وخشوع أمام هذه الثورة المباركة، ثورة الفكر والقيم، ثورة الامة الواعية، التي تدرك واقعها لتبني مستقبلها على اسس إسلامية صحيحة استقتها من خاتمة الرسالات الإلهية، رسالة نبينا محمد(ص) التي تمثل اسمى العقائد الهادية الى صراط الله المستقيم، رسالة تدعونا إلى أن نكون خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تدعونا إلى إصلاح ذات بيننا وإلى الوحدة وإلى أن نكون في سبيل الله كالبنيان المرصوص.
من هذه المرتكزات انطلقت ثورة الإمام القائد، لتبدأ مسيرته الجهادية من اجل كل المظلومين والمستضعفين في العالم، من أجل الحق والعدالة، وحقوق الانسان، وكرامته وحريته. فكان يقول (رحمه الله): "يجب ان نسعى جميعا لتحقيق الوحدة بين المستضعفين من أي دين واي اتجاه.
لنتمكن من القضاء على القوى الشيطانية، يجب ان نبذل سعينا لتكون الشعوب مع الحق، يجب ان نحافظ على الاخلاص والثقة بالله تبارك وتعالى، حتى تشملنا عنايته، ويخلصنا من سيطرة هذه القوى".
قوى الشر التي تسعى الى إخضاع العالم لسلطانها الظالم، وفرض هيمنتها وسيطرتها على الشعوب المستضعفة، ونهب ثرواتها من خلال الفتن والدسائس وافتعال الحروب، بحجج واهية وعناوين فارغة، باتت أهدافها واضحة، وغاياتها بينة، وهي تندرج في سياق واحد، هو إبقاء المنطقة وشعوبها في دائرة الحصار والمحاصرة، وتجريدها من كل مقومات البناء الذاتي. إن الهجمة الدولية على المنطقة بشكل عام والجمهورية الاسلامية الإيرانية بشكل خاص، ليست من اجل الديموقراطية، وليست من اجل الإصلاح أبدا، إنما هي هجمة تخريبية لكل القيم، والثقافات، والحضارات، هجمة تشويهية وتفتيتية وتطويعية لهذه الامة، هجمة إرهابية على رسالة اسلامية كانت دعوتها وستبقى بإذنه تعالى، دعوة تعارف وتآلف مصداقا لقوله تعالى "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".
من هذه الروحية، ايها الاخوة، انطلقت الثورة الخمينية، وبهذا التوجه ستستمر بإذنه تعالى ، وسيبقى القيمون عليها أوفياء للعهد وللنهج، عاملين على تثبيت الركائز التي طالما نادى بها وركز عليها الامام القائد، وأقول للقادة كونوا قدوة لامتكم تبعا لاهل بيت النبوة، وان الجمهورية الاسلامية أمانة بين أيديكم، وعليكم أن تؤدوا الامانة.
الامام الراحل هو النموذج من القيادة الواعية والرشيدة والعادلة يجب أن نتعلم منه، يجب ان نربي انفسنا على نهجه، يجب ان نسعى جاهدين لان يكون لنا من هذا الفكر النير، وهذا المسلك الايماني، وهذا النهج المخلص لله ولرسوله ولآل بيته ما يمكننا من أن نبني مجتمعاتنا ونحصنها في وجه كل التحديات، ويجعلنا أوفياء دائما للخط الرسالي وللقيادة التي حرصت أن تكون دائما على تماس مع الناس، وعلى تواصل مع الطبقات المحرومة والمستضعفة وآمنت بالنظام والانضباط ورفض الظلم. إن الامام الخميني لخص مسيرته بكلمتين اثنتين أيها الاخوة، هما "لا تظلموا ولا تظلموا"، اي لا تكونوا ظالمين، وارفضوا أن يظلمكم احد. حاربوا الظلمة والمستبدين وواجهوهم. الامام الخميني كان يقول إن الخضوع للظلم كظلم الظالم.
هذا هو خط الأنبياء والرسل، وهذا هو نهج الإمام الحسين عندما لم يركن للظالمين، فواجه واستشهد لينصر الحق.
إن ما تعانيه أمتنا الان، وما تواجهه المنطقة بأسرها، سواء كان ذلك في لبنان، أو في إيران، أو في العراق، أو في فلسطين، أو في سوريا، هو من أبشع انواع الظلم والاضطهاد ويشكل تهديدا خطيرا للمنطقة ولشعوبها، وتدخلا سافرا حتى في أبسط شؤونها الداخلية، إنهم يتدخلون في معتقداتنا وفي تربيتنا، إنهم يتدخلون في خياراتنا، حتى في انتخاباتنا الرئاسية والنيابية يتدخلون ليس بهدف الإصلاح وليس بهدف التغيير الإيجابي على الإطلاق، إنما بهدف إضعافنا وتشتيتنا وتفريقنا، يتدخلون لإبقاء الكيان الصهيوني هو المهيمن، والقوي والمهدد دائما لأي استقرار ولاية تنمية ولأية وحدة.
إنهم يتدخلون من أجل الفوضى، التي تؤدي حتما الى خلق كيانات يهدد بعضها بعضا وتتناحر في ما بينها. وما يجري في العراق وفي فلسطين يبين خطورة هذا التدخل الذي لا يرسم خريطة طريق لفلسطين فحسب، إنما يرسم خرائط طرق للمنطقة بأسرها، ومواجهته لا تكون إلا بوحدة المسلمين ووحدة المستضعفين في هذا العالم. إننا نجتمع معكم أيها الاخوة، لنحيي ذكرى الامام الخميني الذي كان جوهرة ومنارة، كان زاهدا قانعا بعيدا عن أمور الدنيا، لم يسكن قصرا، لقد شبهته بجده أمير المؤمنين عليه السلام، عندما حكم جاء الى الكوفة، وطلب منه أن يسكن في قصر الامارة فاختار بيتا متواضعا، لان القصور تسكنها الملوك والامام علي هو أمير المؤمنين، وأمير المؤمنين كان يساوي الناس بعدله وشفقته وأخلاقه وإنسانيته. هذه القصور التي تركها شاه إيران وجلاوزته لم يسكنها الامام الخميني، سكن مدرسة متواضعة استقبل فيها الناس، لم يبن بيتا ولم يوفر مالا، فكان في خدمة شعبه وإنسانه.
فكونوا دائما مع الامام الخميني في خطه وتوجهه وفي صدقه وإخلاصه. رحمك الله يا ابا مصطفى، لقد كنت عنوانا لكل فضيلة، وكنت منارة لكل إشعاع، فعليك الرحمة، ولنا في ذكراك خير حكمة وخير سبيل وخير موعظة".
الشيخ الكردي
هذه الامة كما قال الله تعالى هي امة واحدة، لا بد ان تكون كذلك، فوحدو الامة تؤسس لقوتها واعظمتها ولسيادتها، واما فرقتها وتنازعها فيؤدي الى ضعفها والى تحكم العالم بها، يتكلمون بادق التفاصيل التي يتعرض لها بلدان العالم الاسلامي اليوم، ما اجمل الكلمة التي نقلت عن الامام الخميني: "ان حاجتكم اليوم لوحدة الكلمة امس من الامس، وغدا امس من اليوم" هذه الكلمة مضى عليها 16 عاما وهي تتجدد بمعناها يوما بعد يوم، فنحن كمسلمين بحاجة الى الوحدة بكل معانيها، هذه الوحدة التي لا تفرقها بلاد ولا اوطان ولا تفرقها مذاهب هي التي نواجه بها الامة، التي تحاول ان تفرض علينا نموذجا بعيد كل البعد عن الحرية والديمقراطية لانه ما كانت فيب يوم من الايام الحرية فرضا ولا القهر ايضا،
ما فعلوه في العراق من قتل وسجن الابرياء اكثر من النظام السابق آلاف المرات،اوهكذا تعطى الحرية للشعوب؟ وما تقوم به اميركا من مساندة اسرائيل في هدم المنازل وقتل وتهجير للابرياء، مساندتهم لهذه الدولة هو اكبر برهان ان اميركا لا تريد الحرية، بل تريد قهر الشعوب، هذا يوجب علينا ان نتحد جميعا، وهناك نماذج من الوحدة في العالم، النموذج الاول موجود في الولايات المتحدة 52 ولاية مرتبطة برأس واحد، كذلك الاتحاد الاوروبي بكل ما نسمعه ونراه، من وحدة لاقتصادهم، لعملتهم، من حرية لتعبير آرائهم، ما جاء به الاسلام اعظم من هذه النماذج، لكننا رضينا ان يكون بين بلادنا واوطاننا حدودا وهمية نزعج بها المواطنين كأنهم اعداء. لا بد من ان يتحد الحكام والمسؤولون مع شعوبهم حتى لا يدخل الطغاة بين الحكام والشعوب.
الحاكم لا يقوى بجيشه بل يقوى بشعبه ولا يستطيع احد ان يحركه، ان يحركه، ان الشعوب هي التي تقلع الحكام مهما كانوا اقوياء، وثورة الامام الخميني اكبر دليل على ذلك"
المطران مظلوم
ثم القى المطران مظلوم كلمة البطريرك صفير قال فيها: "ثورة الامام الخميني على الظلم هدفت الى وضع حد لما كانت تعاني منه اكثرية المواطنين من تمييز وتهشيم وحرمان وفروقات كبيرة، على مختلف الصعد المادية والاجتماعية والسياسية بين اقلية كانت تحتكر القسم الاكبر من الثروة والسلطة والعيش الرغيد، واكثرية ترزح تحت اثقال الفقر والبؤس والحرمان، وعمدت الى توزيع الثروة الوطنية والمسؤوليات على اسس اعم من المساواة والعدالة والمشاركة بين مختلف فئات الشعب الايراني. وثورته على الجهل طمحت الى نشر انوار العلم والمعرفة والوعي الثقافي والديني في صفوف المواطنين، وتشجيع الشعب الايراني على اكتشاف هويته الثقافية الاصيلة، وعدم التخلي عنها لئلا يقع في الفراغ والضياع.
بل انه قد احدث ثورة ثقافية حقيقية عندما دعا الى تشكيل مجلس اعلى للثورة الثقافية، وكلفه باعادة النظر في كل المناهج الدراسية والتعليمية والتربوية المعتمدة في المدارس والجامعات، وحشد كل الطاقات ووسائل الاتصالات العصرية من سينما وتلفزيون ومسرح ووسائل اعلام، في سبيل معركة التأصيل الثقافي.
اما ثورته على التبعية فقد كانت ثورة شاملة ورفضا لكل انواع هذه التبعية واشكالها، بدأ بالتبعية الثقافية، وذلك بالعودة الى الشخصية الاسلامية الاصيلة، مرورا بالتبعية السياسية، وهذا ما اسماه سياسة اللاشرقية واللاغربية، وانتهاء بالتبعية الاقتصادية، من خلال السعي الى التنمية المستقلة والاكتفاء الذاتي.
برفضه هذه التبعية بكل اشكالها يرسم الامام الخميني هدفا واضحا للثورة وهو الاستقلال الكامل الناجز، واستعادة الهوية الاصيلة.
وفي هذا يقول بوضوح: "علينا ان نصنع من ايران بلدا مستقلا سياسيا وعسكريا وثقافيا واقتصاديا، ومتحررا من الاتكاء على اميركا والاتحاد السوفياتي، هذه القوى الطامعة الدولية. وعلينا ان نعلن هويتنا الاصيلة للعالم". والملفت عند الامام الخميني انه يبدأ في رفضه التبعية من رفض التبعية الثقافية والفكرية. فهو يعتقد ان "التبعية الفكرية والذهنية والعقلية هي منشأ اغلب التعاسات التي مرت على شعبنا وسائر الشعوب. واذا تمكنا من انهاء التبعية الفكرية، فاننا سنتمكن من انهاء سائر انواع التبعية".
واننا نرى في هذا الكلام تركيزا على ان محور التغيير المنشود والثورة الحقيقية انما هو الانسان، وان اية ثورة لا تستطيع تحقيق اهدافها ان لم تتمكن من تغيير الانسان في تفكيره واخلاقه وسلوكه.
عند هذه النقطة نرى بعض التلاقي بين فكر الامام الخميني والفكر المسيحي، كما تعبر عنه الكنيسة في تعليمها الاجتماعي. فالانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله "يجب ان يؤول اليه كل شيء على هذه الارض، على حد قول المجمع الفاتيكاني الثاني، باعتباره مرجع كل شيء وذروته".
بل هو الغاية الاولى للمجتمع وكل مؤسساته التي ينبغي ان تكون في خدمة الانسان، والحفاظ على كرامته، والعمل على ترقيه. والترقي، كما يحدده البابا بولس السادس، "لا ينحصر في مجرد النمو الاقتصادي. بل لكي يكون صحيحا عليه ان يكون كاملا، اي ان ينمي كل انسان، وكل الانسان".
ومن نافل القول ان الترقي لا يفرض على الانسان من الخارج.
"فالانسان بما وهب من عقل وحرية، مسؤول عن نموه الذاتي، وعن خلاصه. وهو يبقى الفاعل الاساسي لنجاحهاو لسقوطه". ايها الاخوة، كم نحن بحاجة اليوم الى ان نستلهم روح الامام الخميني، وتعليم الكنيسة، لكي نعمل بجد واخلاص على تحرير وطننا من كل ظلم وجهل وتبعية، من كل فساد وتفرقة وانانية، ولكي نتعاون في اعادة بنائه على اسسس العدالة والمساواة والالفة والعيش المشترك الكريم، ولكي نسعى الى ترقي الانسان فيه، كل انسان وكل الانسان، والحفاظ على كرامته وحقوقه وحريته. ان لبنان بلد الرسالة ونموذج العيش المشترك، بحاجةالى كل ابنائه، وهو يدعونا الى نبذ الاحقاد، والتعالي على الجراح، والتضحية بالمصالح الفردية او الفئوية، لنبني معا المصلحة العامة والمستقبل الزاهر. فهلا سمعنا النداء؟
النائب حميد
وحيا النائب ايوب حميد ذكرى "مفجر ثورة المستضعفين في العام الذي اطاح بعزيمة ايمانه امست قوة عسكرية في ايران وقضى على وكر الجاسوسية الاميركية ومشاريعها وحول سفارة اسرائيل الى سفارةلفلسطين. وانفتح على العالمين العربي والاسلامي ".
واعتبران القرار الدولي 1559 جاء مخالفا لسياق قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وهو قرار ظالم ومرفوض لما يحمله من كمائن واقماح للواقع اللبناني الداخلي وهو يتناول موضوعا داخليا حساسا وهو سلاح المقاومة التي جسدت كرامة الوطن عبر تلاوينها المختلفة وعبر التضامن اللبناني بكافة اطيافه حول مقهم المشروع في الدفاع عن ارضهم المقدسة .
وشدد على ان "سلاح المقاومة هو شأن لبناني داخلي وان نزعه مرتبط بزوال واسباب وجوده هو اسرائيلي وعدوانيتها ". ورأى ان جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت في صلب استهداف الاستقرار الداخلي اللبناني واستهداف الرئيس الشهيد بما يمثل من امتدادات لا تحد على الصعيد الداخلي والعربي والاسلامي والدولي "
واستنكر النائب حميد جرمية اغتيال الصحافي الدكتور سمير قصير معتبرا انها جريمة موصوفة بحق الراي والراي الاخر وحرية الكلمة والموقف الذي نتمسك به على المستوى الوطني "واشار الى ان اسرائيل تعيد او ربما اعادت بناء شبكاتها المخابراتية للاستفادة منها في الحاق الضرر بلبنان ومقاومته واستقراره
ولفت النائب حميد الى ان الانتخابات النيابية بمراحلها الاربع فرحة كبيرة لتجديد المياة السياسية اللبنانية وايجاد قانون عصري للانتخابات قام على اساس البمحافظات الخمس مع اعتبار النسبية ةاستكمال انقاذ ئتفاق الطائف .ورسم سياسة مالية اجتماعية اقتصادية واقرار نظام اللا مركزية الادارية.
تعليق